حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
حرب بلا منتصر .. - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: حرب بلا منتصر .. (/showthread.php?tid=16199)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14


حرب بلا منتصر .. - بهجت - 07-24-2006


كما يوصف (حسن نصر الله) أنه رجل ايران في لبنان، وهذه حقيقة لا يختلف حولها اثنان .
وبقدر ما ينفي البعض أي دور اقليمي لكل من ايران وسوريا في اشعال هذه الحرب، فهذا يعد من قبيل الهذيان .
د سّيار الجميل



ليس فقط لأني أحترم سيار الجميل و قلمه المتميز أعدت نشر هذا المقال ، و لكن لأنه مقال متوازن يعبر بدقة عن مجموعة الأفكار التي كتبتها منجمة ( متفرقة ) هنا و هناك في أشرطه طرحها زملائي في نادي الفكر العربي الموقر ، آملا أن يحظى المقال بقراءة متأنية يستحقها بالقطع ، وفي النهاية و بالرغم أني قلت ما لدي بالفعل حول هذه القضية سأكون مستعدا لتقبل كافة التعليقات و سيشرفني مناقشتها في إطار عقلاني ، مؤكدا مرة أخرى أننا نتوحد مع الشعب اللبناني في محنته قلبا و قالبا ، وما يدفعنا إلى مناقشة هذا الشريط و نظائره سوى محبة كبيرة للبنان واجهة العرب على الحضارة وبوابته للمستقبل .

مقاربة عراقية لمصير مشترك
د سّيار الجميل .
الحرب المفاجئة
هذه حرب طاحنة جديدة من الحروب التي يمكنني ان اسميها بـ"المفاجئة".. هذه حرب ستّغير معادلات عدة في منطقة الشرق الاوسط.. هذه حرب "لا معنى لها"، لأنها ستؤذي اكثر بكثير مما تنفع.. هذه حرب اشعلها سبب مباشر تافه، ولكنها تحمل من ورائها عدة اسباب حقيقية وجوهرية لا تقتصر على صراع المباغتة بين اسرائيل وحزب الله ـ كما يسمونها اليوم ـ، ولكنها بين بعض دول الاقليم وباساليب غير مباشرة، وعلى ارض لبنانية وتنفّذ ضد حزب الله الذي وصلت درجة الاحتقان عنده الى حد لم يعد يطيق البقاء من دون ان يجد له مخرجا مهما كانت النتائج خائبة وكارثية! نعم، لا يمكن لمؤرخ هذه الاحداث وهذه "الحرب" بعد عشرات او مئات السنين ليقول بمنتهى السذاجة: أن اسر جنديين اسرائيليين كان السبب في اندلاع هكذا حرب ظالمة غير متكافئة ابدا! ولا مجال للانكار ان اللبنانيين قد انقسموا ازاءها.. كذلك انقسم العرب كالعادة فهناك من وقف ضد هذه الحرب.. وهناك طبعا من يقف معها، بل ونقرأ لغة ردح وشتائم لهذا الطرف او ذاك.. ان من يقف ضد هذه الحرب يشعر بثقل وطأتها وخواء معانيها ومخاطر نتائجها.. اما من يقف معها فهو مصّر على العزة والكرامة! ان الصور المأساوية التي وصلتنا عن ابرياء ذهبوا طعاما لهذه الحرب الهوجاء تعلمنا عن ردود فعل قاسية ازاء كل من ساهم في ايقاد جذوة سلسلة هذا الصراع ولم يزل يمعن في سحق لبنان الذي فوجئ العالم كله بهذه الحرب السقيمة من دون ان تقرع الاجراس!!
الاسباب الحقيقية:
لقد كان اغتيال ولي عهد النمسا سببا مباشرا لاندلاع الحرب العالمية الاولى التي ذهب ضحيتها الالاف من البشر، ولكن الاسباب الفعلية كانت وصول حالة الصدام والاحتقان بين قوى الصراع الى الدرجة التي جعلت حدثا بسيطا سببا لاشتعال الشرارة وبقائها اربع سنوات نتج عنها ولادة نظام دولي وتقسيم العالم! المشكلة ان اسرائيل اليوم تنفرد بلبنان لتجعله ساحة لتصفية حسابات اقليمية وعربية واسلامية.. والمشكلة ان القوى الاقليمية قد جعلت من لبنان سنّارة تصطاد بها في بركة المياه العكرة التي لا نعرف فيها من يتحرك! والمشكلة الاخرى ان سمات الحروب الجديدة في المنطقة لها علاقتها المباشرة بصراع ما سمي بـ"صدام الحضارات"، خصوصا عندما نعلم بأن الصراع ضد اسرائيل قد انتقل تاريخيا من صراع عربي صهيوني الى صراع فلسطيني اسرائيلي الى صراع اسلامي يهودي واخيرا صراع اوليغاري اقليمي..

السؤال: لماذا لبنان يا اسرائيل؟
اذا كنت عدوة لدودة لكل من ايران وسوريا.. فلماذا لا تواجهين كلا منهما على انفراد او كلتيهما مجتمعتين؟ اذا كنت مصّرة يا اسرائيل على عدائك الموهوم لكّل من سوريا وايران.. فما ذنب لبنان تسحقينه؟ واذا كنت ضد حزب الله المتمركز في الجنوب، فلماذا تسحقين كل مصالح لبنان الحيوية؟ اذا تلاقت مصالح اسرائيل مع مصالح الاخرين ضد لبنان.. فلماذا يعتبر الاخرون صمام أمان لاسرائيل؟ ولماذا لا يدفع الثمن الا لبنان؟ واعتقد ان اسرائيل ذكية بما فيه الكفاية وهي تعرف جيدا مصادر اسلحة حزب الله.. هل اهديت الصواريخ الى حزب الله من السماء؟ الم تصل عبر قنوات ودول؟ اذا كانت الاسلحة ايرانية والصواريخ ايرانية.. واذا كان الرئيس الايراني يهدد اسرائيل كل يوم، بل ويعلن للعالم كله عن مسحها من الوجود.. فما ذنب لبنان يقتل؟ وما ذنب اهله يقتّلون ويشردون من ديارهم؟ اذا كانت الحكومة اللبنانية لا تعرف ابدا ما الذي يجري على اراضيها.. باعتراف كبار مسؤوليها، فلماذا يعاقب لبنان كله؟

وقفة عند حزب الله..
حزب الله هو حزب عقائدي ملتزم بافكاره وواضح في شعاراته ويعتمد على ابناء الجنوب اللبناني في اغلب تكويناته العسكرية.. لقد بنى علاقات قوية له مع كل من ايران وسوريا على حساب كل من يخالفهما الاتجاه الذي يسيران عليه منذ بعيد الثورة الايرانية حتى اليوم.. بل ويعتبره كل الدارسين والمراقبين واحدا من واجهات ايران الاقليمية في قلب المنطقة العربية عندما وجد نفسه مؤيدا للنظام السوري الحالي ومعارضا للنظام العراقي السابق بسبب التوجهات الاساسية للثورة الايرانية للامام الراحل آية الله الخميني، خصوصا وانه نتاج الحرب العراقية ـ الايرانية! او بالاحرى انه نتاج تصدير الثورة الاسلامية في ايران للمشرق العربي وبجهود كبيرة لمؤسسه السيد حسين فضل الله ، وهو من فضلاء علماء الشيعة في لبنان، ويتمتع الرجل بثقافة خصبة ورؤية ثاقبة ومصداقية ثابتة لم يتمتع بها غيره.
واذا كان حزب الله قد نجح في ان يؤسس له ركائز قوية في لبنان، فلقد اخفق حزب الدعوة الاسلامية في العراق ان يجد له ارضا يتحرك عليها بفعل استئصاله وبفعل رجعي من قبل نظام صدام حسين سابقا.. لقد تنامى حزب الله في لبنان نموا سريعا نظرا لقوة ما يحمله من قيم ومبادئ كان الشيعة في لبنان يتلهفون ان يكتشفوا انفسهم من خلالها، وان حزبه ملتصق بالافكار التي تنادي بها الجمهورية الاسلامية في ايران.. فضلا عن انكماش حزب امل على نفسه وبقي الصراع بينهما طويلا الى ان ترسّخ حزب الله على الساحة اللبنانية ميدانيا بالدعم السياسي والاعلامي واللوجستي الايراني.. واليوم، وبعد ان شوهّت صورة هذا الحزب باعتباره حزبا ارهابيا وخصوصا من قبل الدعاية الاسرائيلية.. كسب شعبية واسعة لدى الشارع العربي وخصوصا في انتصاره الذي حقّقه في تحرير جنوب لبنان من الهيمنة الاسرائيلية.

السيّد حسن نصر الله: رؤية للتاريخ
وعليه، فان حزب الله لا ينكر ولا يتنّكر لهكذا علاقة ويوما بعد آخر نجح حزب الله في ان يفرض نفسه من خلال القيادة الشابة التي تمتع بها السيد حسن نصر الله، وما لها من كاريزما سياسية اكثر منها دينية تبلورت في وسط لبناني مشّبع بالقيم الشيعية التي تستمد قوتها من الامام الحسين (ع) ومن مقاتل الطالبيين.. ويبدو واضحا ان تكوين هذا القائد الشاب السيد حسن نصر الله مزيج من التعلم وقوة الارادة والالام والاعتزاز بامجاد آل البيت ومعرفة سيرهم وتاريخ آلامهم.. فضلا عن الكره المقيت الذي يحمله ضد اسرائيل وما كانت قد فعلته على امتداد خمسين سنة بالعرب فلسطينيين وغير فلسطينيين!! ولقد تبلور ولاء الاخوة الشيعة في لبنان وخصوصا في الجنوب له ليغدو اشبه بـ " الاسطورة " ـ كما قيل ـ وهو يحرر الجنوب من براثن المحتل الاسرائيلي، وكان قد خسر احد ابنائه في واحدة من العمليات ضد اسرائيل، فكسب ليس شعبية واسعة بين الجماهير، بل استطاع ان يفرض هيمنته على الواقع السياسي اللبناني من دون ان تقف القوى السياسية اللبنانية منه موقف المعارضة ابدا بسبب المشروعية التي كسبها في حربه ضد اسرائيل.. بل ووصل الامر الى ان الحكومة اللبنانية باتت تخشى سطوته.. علما بأن بعض القوى السياسية اللبنانية لم تقبل بوجوده اساسا نظرا لما يمثّله من علاقات اقليمية وخدمة مصالحها في لبنان بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.
ان حزب الله في لبنان وبقيادة السيد نصر الله، يخالف كل السياسات العربية قاطبة باستثناء سياسة سوريا.. وحتى النظام العراقي الجديد لم يجد حزب الله له فرصة يلتقي فيها معه. وعليه، فان منطلقاته وشعاراته لم تجد لها اصداء عربية في النظام العربي.. والسبب واضح تمام الوضوح، انه كما يوصف رجل ايران في لبنان، وهذه حقيقة لا يختلف حولها اثنان. ان الحزب لولا ايران لما استطاع ان يخلق نفسه ابدا.. وان الولاء واضح تمام الوضوح ولا ينكره أحد. ان خطاب السيد نصر الله موجّه بشكل اساسي ضد اسرائيل وضد سياسات الولايات المتحدة الامريكية.. وهو يتعاطف بشكل كبير جدا مع منظمة حماس الفلسطينية.. اما موقفه من العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، فلقد ادانه العراقيون كونه لم يقف ابدا مع العراق الجديد ومع آلام العراقيين لاسباب سياسية!

حربا العراق ولبنان
صراع اليوم لم تنشب نيرانه لاسباب تافهة كالتي اعلن عنها.. ولكنها اسباب شاركت فيها الدعايات والشعارات والتي تبلورت عنها مواقف صعبة.. وحقنتها الاوضاع السياسية الخارجية السيئة التي تمر بها ايران مع العالم ناهيكم عن تداعيات الخروج السوري من لبنان وقبله، وما سببه من بغض ومرارات عقب الاحداث المأساوية التي حفلت لبنان بها عندما ودّعت عددا من ابرز قادتها واعلامييها المتميزين بسيارات مفخخة لم يزل البحث جاريا عن الجناة الحقيقيين.. ومن ثم تحولات لبنان الجوهرية من مراكز قوى سياسية وطائفية الى حركة ديمقراطية لكل الاطياف المؤتلفة وطنيا خصوصا مع تدويل احداث المنطقة.. ان حرب لبنان اليوم في 2006 هي احدى نتائج حرب العراق امس في 2003.. وهذا ما يتلمسه كل من ينظر لسلسلة الاحداث وترابطها مع بعضها البعض بافق واسع..
واقول للتاريخ، ان ثمة حرب قادمة اخرى بعد ان تضع هذه الحرب اوزارها.. انني اعتقد ان حرب العراق قد اسقطت دولة ونظام عام 2003، وان هذه الحرب ستحجّم دولة ونظام عام 2006.. وستلحق بها حرب او حروب اخرى من اجل تغيير المنطقة بالقوة! ان كانت حرب العراق قد دامت ثلاثة اسابيع، فربما تطول حرب لبنان زمنا اكبر.. ومن العجيب ان حرب العراق دولية في حين ان حرب لبنان اقليمية. ان حرب العراق ضد نظام دولة وان حرب لبنان ضد نظام حزب وضد ميليشياته.. ان حرب العراق كانت متوقعة وقد استعد لها العالم، اما هذه الحرب، فلقد اندلعت من دون أي سابق انذار باستثناء الانذار السريع الذي اطلقه ايهود اولمرت والتي هدّد فيه بسحق لبنان وارجاعه لعشرين سنة الى الوراء ان لم يتسلم الاسيرين!
ان السبب غير المباشر في حرب العراق تمثّل بنزع اسلحة العراق وسحق بنيته الاساسية، اما السبب المباشر في حرب لبنان ـ كما اعتقد ـ فيتمثل بنزع اسلحة حزب الله وسحق بنيته الاساسية.. وبقدر ما كانت حرب العراق قاسية في تدمير البنية الحيوية العراقية، فلقد اتبعت اسرائيل الاسلوب نفسه في ضرب البنية الحيوية اللبنانية.. وبقدر ما وجدت حرب العراق لها انصارا واشياعا بقدر ما وجدت لها معارضين ومتظاهرين في الشوارع .. كذلك لبنان هناك انصار واشياع لهذه الحرب التي وصفتها راغدة درغام بالحرب " الخائبة " التي اقحم فيها لبنان بقرارات محلية واقليمية.. هناك كما نعلم جماهير واسعة من الرافضين لها رفضا قاطعا ولا يقبلون ايا من اسبابها وايا من تبريرات من اشعلها في مثل هذا الوقت.. واقحم لبنان كله فيها.. وبقدر ما ينفي البعض أي دور اقليمي لكل من ايران وسوريا في اشعال هذه الحرب، فهذا يعد من قبيل الهذيان، ذلك لأن السياسة الاعلامية متلاقية بين كل من الطرفين وحزب الله.

من ينقذ لبنان اليوم؟
السؤال الحقيقي اليوم: من ينقذ لبنان من ورطة هذه الحرب اللئيمة؟ هل تنفع كل الخطابات والشعارات والكلام المعسول وآيات التمجيد والمفاخرات التي يطلقها اولئك الذين لا يدركون ما الحرب؟ ولا يفهمون ما نتائج الحرب؟ ولا يفقهون ما الذي ستقود اليه هكذا حرب؟ يقولون بأن هذه الحرب وّحدت لبنان ازاء اسرائيل؟ ومتى كان اللبنانيون منقسمين ازاء اسرائيل منذ الاجتياح الاسرائيلي لهم حتى اليوم؟ يقولون: لقد اصبح حزب الله رمزا تاريخيا في كل الامة؟ ومن قال ان الرموز مقدّسة لا تخطئ اخطاء جسيمة؟ ومن قال انها معصومة من الاخطاء؟ يقولون بأن حزب الله اليوم يمّثل ارادة الامة العربية ـ على حد تعبير الاخ جورج ناصيف ـ، ولكن هل هذه هي حقيقة ثابتة ستبقى بعد تلاشي العواطف وبعد ان تضع الحرب اوزارها وينتبه اللبنانيون والعرب في المنطقة الى هول النتائج التي سيحصدونها؟ لا يمكننا ابدا ان نحكم على هذه الحرب من خلال افتراضنا لانتصارات وهمية بقدر ما يمكننا معرفته: ما الاهداف الحقيقية التي يسعى اليها العدوان الاسرائيلي بمثل هذا الحجم من القسوة على لبنان واللبنانيين؟

حرب لبنان وطبيعة الصراع
لقد تنوعت صراعاتنا العربية مع اسرائيل على امتداد خمسين سنة.. وفي كل حرب يخوضها العرب يجعلون من انفسهم جهابذة حرب وانهم يعلنون عن انتصاراتهم قبل ان تحل بنا الفجائع والكوارث.. او يعلنون عن سقوط مدنهم قبل سقوطها.. وفي كل مرة تكون الاثمان غالية جدا.. وفي كل مرة نعلن عن انتصارات ولا نعترف بالهزائم.. بل حتى التاريخ يزيفونه ليجعلوا من انفسهم ابطالا.. ويرفضون تسمية عناصرها بالميليشيات من دون ان يتعلّم احدهم من الاخر ما معنى هذه وما معنى تلك؟ ان حرب لبنان اليوم قد جاءت لبدء مشروع جديد ربما لم يتضّح بعد، ولكنه بالتأكيد سيعيد ترتيب الاوراق على الطاولة من جديد.. بل وان هذه الحرب التي سيدفع كل من اللبنانيين ثمنها القاسي ، وان أول المتأثّرين بها هم العراقيون الذين لم تزل بلادهم تعيش مخاضا ملتهبا من التحولات.. ستستفيد منها دول في الاقليم على نحو معين.. وسيعاد توزيع الادوار من جديد على ركائز جديدة وضمن متغيرات جديدة تصلح على امتداد اربع سنوات قادمة.. انني كما كنت قد اعلنت سابقا ضد هذه الحرب اللعينة وضد توقيتها وضد ترتيباتها وضد مبررات اصحابها.. ولكنني اعترف ـ والحق يقال ـ بأن جند حزب الله قد ابلوا بلاء حسنا في المعركة وخصوصا عند الحدود مع الجليل الاعلى ضد الجيش الاسرائيلي وخصوصا مقاومتهم البطولية عند قريتي مروحين ومارون الراس.. ولكن الى متى سيواجه هؤلاء العّزل من اية حماية جوية او أي خطوط رجعة او أي حماية في الوراء؟ ما نفع الانفاق التي يختبئون فيها.. والتي كشفتها اسرائيل والتي تعمل الان على تفجيرها بمن فيها؟ وهذا انتحار حقيقي نخشى على الناس الابرياء من قسوة العدوان من دون أي نتائج..

متى تضع حرب لبنان اوزارها؟
ان حرب لبنان اليوم ستبقى مشتعلة لزمن معين لا تفعل الامم المتحدة شيئا ازاءها ولقد مضى قرابة اسبوعين من دون ان يصدر أي قرار دولي من الامم المتحدة او مجلس الامن على غرار ما يحدث في حروب اخرى! مشكلة لبنان اليوم معقدة جدا، فاذا كانت الحرب مبررة من قبل اللبنانيين كلهم، فاين دور الجيش اللبناني في الدفاع عن تراب البلاد؟ وهل السيادة اللبنانية بيد دولة ام بيد حزب؟ لأن مفهوم السيادة يقضي بأن تكون السيادة لطرف واحد ـ كما يكتب بعض الاخوة من لبنان ـ.. وان أي طرف آخر يتبنى السيادة من دون الدولة فهو استهتار بسيادة الدولة ـ على حد تعبيرهم ـ.. انني اعتقد ان اللبنانيين منقسمون اليوم الى قسمين، ولكن كل من الطرفين امام خيارين احلاهما مر علما بأن الطرفين يؤمنان ايمانا عميقا بالذي تفعله اسرائيل وما يمكنها ان تفعله. وكما هو انقسام لبنان كذلك العرب قد انقسموا على انفسهم ازاء الحرب في لبنان ومبرراتها خصوصا..
السؤال الذي يطرح نفسه الان والمطلوب من الاخوة اللبنانيين الاجابة عليه: هل يقبل
بمشروعية حزب الله داخل لبنان؟ سواء قبل الحرب وبعدها؟ لو سئل أي مواطن سوري او أي مواطن ايراني عن قبولهما لأي حزب له ميليشياته للعمل من فوق ترابه بعيدا عن الدولة وسيادتها لرفض ذلك الامر رفضا قاطعا.. فلماذا يصّر اللبنانيون على مشروعية حزب الله وميليشياته؟
لقد قرأت جملة من المقالات التي كتبها كتاب لبنانيون منذ اندلاع الحرب حتى اليوم، فوجدت تفاوتا في الرأي بين ثلاث مستويات: رأي راح يؤيد حزب الله في الخفاء والعلن عما فعله ضد اسرائيل مسببا هذه الحرب وقابلا تبريراته، باعتبارها حربا اسرائيلية ضد لبنان والعروبة والاسلام.. ويتوجب الاصطفاف للمقاومة ضد اسرائيل.. ورأي راح يرفض كل حزب الله وما فعله جملة وتفصيلا.. بل ذهب هذا الرأي ليحاسب حزب الله على ما اقترفه بحق لبنان.. وطبعا كالعادة تكال ضد هذا "الرأي" مختلف الاتهامات بالعمالة والخيانة للصهيونية والاستعمار.. وهلم جرا ورأي ثالث ضائع بين الطريقين ولا يعرف ماذا يقول؟ وبقي يلوك الكلام ولا يعّبر عن رأيه الصريح بشجاعة كي لا يحسب على اللا شرعية او لا يحسب عميلا للصهيونية! وهنا اكاد اجد مقاربة مشابهة لما حصل في العراق ايضا منذ العام 2003 حتى اليوم، فمن يؤيد حرب العراق يتهم بالعمالة واللاوطنية ومن يقف ضد الحرب يتهم بالاصطفاف مع صدام حسين.. ومن يضيع بين الرأيين لا تأخذ منه حق ولا باطل!

وأخيرا، دعوني اقول
أتمنى ان تنتهي هذه الحرب بأسرع ما يمكن كي يتخلص لبنان من مواجهته قساوة الحرب وان لا تمتد اسرائيل برا نحو الليطاني وان لا تمتد تداعيات الحرب الى كل المنطقة.. واتمنى ان يكون للولايات المتحدة الان دور في ايقاف هذه الحرب التي ستكلف المنطقة كثيرا.. على كل الاطراف العربية ان تنادي وتعمل على ايقاف الحرب.. وعلى كل من يؤيد هذه الحرب ان يتوقف عن التصفيق لهذا السعير.. التوقف عن هوس العظمة والمفاخرات.. التوقف عن لغة الردح والشتائم.. فالكل مبحرون نحو المجهول الصعب، فاذا لم نكن عقلاء في صنع لحظة تاريخية مشتركة، فكيف بنا سنواجه جميعا مصائرنا القادمة؟




حرب بلا منتصر .. - الكندي - 07-24-2006

الأخ بهجت،

المقال لم يضف أي معلومات جديدة حقيقة ولا حتى أضواء أو وجهات نظر جديدة. هو يردد الأسطوانة المشروخة ذاتها التي تقول أن حزب الله قام بما قامه خدمة لإيران وسوريا. هذه المعلومة، التي تروجها البروباغاندا الأمريكية-الصهيونية التي جعلت من العراق خطرا يهدد الأمن القومي الأمريكي بأسلحة الدمار الشامل، لا تأتي فقط بدون دلائل، لكنها تأتي أيضا بدون دعم توابع حثية .. فلا إيران ولا سوريا تتابع المكاسب الممكن ربحها من مباردة حزب الله العسكرية هذه.

لكن المقال يظهر نقطة مهمة وهي أن حزب الله سعى فعلا التى خلق تحالف لبناني-سوري-إيراني ونأى بنفسه عن الأنظمة العربية قاطبة ما عدا سوريا وحكومة حماس. وليست مسألة تسليح إيران لحزب سر على أحد.

لكان ما فشل المقال في ذكره هو إظهارعلاقة اسرائيل بالدول العربية ذاتها التي نأت بنفسها عنها المقاومة اللبناني. علاقة هذه الدول باسرائيل ومصالحها كامتداد لعلاقة أمريكا بهذه الأنظمة الموالية لها. وليس سرا على أحد كون الولايات المتحدة المصدر الرئيسي للسلاح الإسرائيلي.

هل من العدل والموضوعية اتهام حزب الله بأن لها أجندة إيرانية وعدم الإشارة الى الأجندة الأمريكية-الصهيونية لأنظمة السعودية، مصر والأردن المتزعمة الهجمة العربية على حزب الله.

أما العراقيين الشيعة فهم كما يبدو ضائعون بين تأييد حزب الله والحفاظ على مكاسب طائفتهم التي جاءت على ظهر الدبابات الأمريكية.

تحياتي


حرب بلا منتصر .. - بهجت - 07-24-2006

كندي (f)
يا عزيزي هذا مقال رأي لا معلومة ، ربما ترى أن المقال لم يأت بجديد و لكن هل أتى ردك بهذا الجديد ، كلا .. حتى هذا التعليق لن يكون جديدا تماما ، كما أوضح المقال نفسه فالجدل العربي حول مغامرة نصرالله ( كما وصفها هو ) تبلور في مجموعات ثلاث أوضحها المقال ، الفارق الداخلي في كل مجموعة هو فارق كمي لا نوعي ، فلن تجد هناك خلاف كبير بين ما تكتبه أنت وما يكتبه أي زميل آخر متحمس لحسن نصرالله مفترضا أنه بردوده يساهم في معركة حقيقية ضد العدو الصهيوني بالكلمة التي هي أقوى من الرصاص و أمضى من وقع الحسام المهند ، ولن تجد كبير فارق بين ما أكتبه و يكتبه سيار الجميل مثلا فكلانا يتصور أنه ينحاز للعقل و المنطق ضد الديماجوجية المدمرة التي تسلبنا عقولنا و تقودنا من هزيمة إلى أخرى ومن مصيبة إلى مصيبة أفدح ، أيضا سيتشابه ردود الزملاء الذين لا يحسمون أمرهم في شيء و يقفون دائما على الأعراف !.
أراك أيضا تتعامل مع الرأي المخالف من منطلق التخوين و العمالة للأمريكيين و الصهاينة وهذا تبسيط مضلل ، أنت كما هو واضح لا تعرف د. سيار الجميل وهو مثقف عراقي بارز جدا و واحد من أكبر الخبراء بالتاريخ العربي الحديث و القبائل العربية و هو أيضا معارض بارز للغزو الأمريكي و أحد الموقعين على الإعلان الشهير ( ضد التبسيط ) الذي يدين الغزو و مناصريه ، لعل هذه المعلومة ضرورية كي تتعامل مع المقال بشكل أفضل .
هل تعلم انك تكاد تنفرد في تصورك ان حسن نصرالله مستقل عن السوريين و الإيرانيين و أن ذلك مجرد بروباجندا أمريكية ، أنت في هذا منفرد ليس فقط بين اللبنانيين بل بين أنصار حزب الله ، كما أوضح سيار الجميل نفسه (وبقدر ما ينفي البعض أي دور اقليمي لكل من ايران وسوريا في اشعال هذه الحرب، فهذا يعد من قبيل الهذيان) ، من الواضح يا أخي انك بعيد جدا عن واقعنا السياسي و تتعامل معه بمثالية مفرطة تتجاوز حتى ما يدعيه أبطالك ، فلم يكن الحريري ملاكا كما تتصوره ولا حسن نصرالله ، فالملائكة لا تعمل بالسياسة ، ربما تكتب في السياسة كما تفعل ولكنها بالقطع لا تمارسها ، لن أوضح العلاقة بين حسن نصرالله و إيران أو سوريا لأن ذلك سيكون مضحكا في ضوء أن الأطراف الثلاث لا تنكرها بل تؤكدها ، فقط أدقق حقيقة أن حزب الله لم يختر التحالف مع إيران لأن حزب الله هو نتاج التوسع الإيراني ولا يملك ترف الإختيار ، أما التحالف مع سوريا فهو تحالف بالتيعية .
حسنا لن أتوقف كثيرا في تعريف المعروف .. فقط سوف أسألك بعيدا عن تلك العلاقة ماهو رأيك في أحقية حسن نصرالله بالتفرد بقرار العمليات الحربية ضد إسرائيل دون حتى استشارة باقي الطيف اللبناني ، أو كما قال رئيس الوزراء اللبناني عن نفسه في معرض الشكوى لغير الله ( آخر من يعرف و أول من يسأل ) ، هل كان القرار صحيحا في توقيته وملابساته ؟، ألا يحق لنا نقد السياسيين لو أخطأوا بل و غامروا بمستقبل وطنهم كما فعلنا مع قرار عبد الناصر الذي أدى إلى هزيمة 1967 أم لا، هل ترى أن نستثني حسن نصر الله من النقد لسبب ما ؟.
الولايات المتحدة ليست فقط المصدر الرئيسي للسلاح الإسرائيلي بل هي الطرف الأساسي في الصراع وما إسرائيل سوى وكيل أمريكي ، إني من الذين يعتقدون أن إسرائيل مجرد اداة بيد أمريكا ، و بمجرد دخول أمريكا المنطقة تنزوي إسرائيل في الظل لتقوم بدور محدد قي سيناريو أمريكي – غربي ، ألم تكن هذه الحقيقة كافية كي يتعامل حسن نصرالله مع الموقف بحكمة هو يفتقدها تماما بكل تأكيد .
أراك تقفز إلى نتائج متعسفة لا تمليها سوى التحيزات لا غير عندما تساوي بين علاقة حزب الله و إيران بعلاقة السعودية و مصر بإسرائيل ، حتى حزب الله لا يعتقد ذلك ، حسن نصرالله زعيم حزب الله بايع خامنئي بيعة كاملة ( دينية – سياسية ) كمرشد أعلى للثورة الإسلامية و على الملأ ، و خامنئي يتعامل مع حسن نصر كأحد أتباعه ،و لكني لا أعلم ان الملك عبد الله بن عبد العزيز أو الرئيس حسني مبارك بايع شارون تلك البيعة !، نعم هناك علاقات استراتيجية قديمة بين السعودية و مصر و أمريكا ، هذه العلاقات كانت طوق النجاة لسوريا و ليبيا و السودان وغيرها أكثر من مرة ، و لكنها ليست علاقات تبعية كاملة كما تعتقد فهي علاقات دائمة التوتر بسبب سياسة اليمين الجديد المعادية للعرب عموما ، أما عن دعم الأنظمة العربية للمقاومة اللبنانية فكلنا نعلم أن لبنان ليس مهيئا لأي دور قتالي من أي نوع ، نحن نعلم جيدا أن المقاومة اللبنانية هو شعار يتم توظيفه لصالح إيران وسوريا فقط ، فلا مشكلة للبنان مع أحد بما في ذلك إسرائيل ، مشكلة لبنان الوحيدة في تفككه و ضعف الدولة ومؤسساتها و خضوعها لبلطجة الطائفة الأقوى ، جميع العرب يحبون لبنان و يريدون له الإزدهار و يريدون تجنيبه دورا يدمره و أن يصبح ساحة للصراعات الدولية ،و لكن حزب الله و إيران وسوريا تقود لبنان للخراب و الصراع كأداة لا غير ، نحن نشاهد سعود الفيصل يذهب إلى كل مكان من أجل لبنان بينما سوريا تراقب المشهد كما لو كانت في عالم آخر ، في حين تكتفي إيران بالنظر بعيدا .
فلماذا تهاجمون السعودية ،و لماذا مصر و الأردن في هذا الوقت تحديدا؟ .
لن أقول هذا مخطط إسرائيلي لعزل لبنان عن القوى القادرة عن انتشاله من محنته ،و لكن هذا يخدم بالقطع إسرائيل لا لبنان .. بحسن نية ربما .. و لكن من يهتم بالنوايا .



حرب بلا منتصر .. - الكندي - 07-25-2006

حسنا أخي العزيز،

لا أعتقد أن حوارنا يتمحور حول كوني أو كونك سياسي محنك أو ممارس للسياسة أو حتى فاهم لها. حوارنا هنا يتعلق بعرض جوانب للصراع من وجهات نظرنا الشخصية فكلانا في نهاية الأمر يمارس الثرثرة بهدف التسلية، وكلانا يعلم أن ثرثرتنا هذه لن تغير من موازين القوى شيئا. ولا أعتقد أنه يوجد لدى أي منا أية تهيؤات في أننا سنحرر أي شيء في ثرثرتنا هذه سوى أنفسنا من بعض الضجر وربما الضيق الذي نعاني منه بسبب الأحداث.

حقيقة لا شك فيها هي أن كل منها يهدف الى إظهار وجهة نظر هو متحمس لها. ولم أخون أحدا في مداخلتي ولم استخدم تعابير الخيانة والعمالة مطلقا بالرغم من أنني لن أخجل من تسمية الأعور أعورا بعينه عندما يكون الأمر دقيقا. وقبل أن أبدأ أود أن أشير أنني لا أعرف من هو سّيار الجميل ولا أعرف مواقفه لا قبل الحرب أو بعدها لأن معظم متابعتي هي للصحافة الغربية لا العربية. أنا بشكل عام أتعامل مع المعلومة لذاتها وليس لمصدرها الا إذا كان المصدر سببا لرفض المعلومة.

أعتقدك أسأت فهمي في اعتقادك أنني أنفي صلة حزب الله بإيران أو سوريا. هذا بالرغم من أنني تحدثت في مداخلتي السابقة عن العلاقات بين هذه الأطراف بل تحدثت عن التسليح الإيراني لحزب الله. لكن ما تفترضه أنت .. أو ما أفهم أنك تقترحه في مداخلتك .. أنه لا يوجد طرف عربي واحد لا يعترف بأن عملية حزب الله الأخيرة هي بالنيابة عن سوريا وإيران. هذه قفزة كبيرة بين المسألتين .. من كون حزب الله على علاقات جيدة بإيران وكونه عميلا لها. هذه القفزة الإيمانية الهائلة وإن كانت جديدة على المجتمع العربي غير أنها ليست جديدة في الأوساط اللبنانية حيث كان عملاء إسرائيل في لبنان (جيش لبنان الجنوبي كمثال) يرددون خلال سني الإحتلال أن حزب الله هو حزب إيراني ينفذ مشروعا إيرانيا. هذا المشروع كان مشروع تحرير لبنان.

الآن، وبعد أغتيال رفيق الحريري رحمه الله، عادت هذه الأطراف ذاتها الى الإدعاء ذاته ولكن تنسيقا مع الضغوطات الأمريكية التي تدّعي زورا أنها تغار على لبنان في الحين الذي شاهدناها بأم أعيننا تحرض وتدعم استمرار العدوان عليه. إذن هذه الأطراف تتحرك بموجب أجندة خارجية رفضها حتى التيار الحر رأس حربة ثورة الأرز التي أدت الى خروج سوريا من لبنان.

أنا أعلم يقينا أن حزب الله حزب مستقل عن إيران وسوريا بالرغم من العلاقات الحسنة بين هذه الأطراف. وأعلم أيضا أن سوريا حاولت عام 1987 فرض هيمنتها على الحزب بالقوة وأن تلك المحاولة أحبطت بالقوة أيضا وذهب ضحيتها ضحايا من الطرفين.

المواجهة بين حزب الله والإجندة الأمريكوصهيونية لم تكن خيارا فرضه حزب الله على الأطراف اللبنانية بل كان شرطا أمريكيا مفروضا على جماعة 14 آذار. هذه المواجهة كانت قادمة لا محالة لأن حزب الله لم يكن ليسلم سلاحه في ضوء المعطيات التي خلفتها خروج سوريا من لبنان والتي كانت تهدده وتهدد توجهاته وتهدد قياداته في صميمها – بل وتهدد أيضا المسار الوطني اللبناني. ما فعله حزب الله كان فقط أختيار وقت المواجهة وعظّم وقعها من خلال اختيار تزامنها مع الحرب القائمة في غزة بهدف اسقاط حكومة حماس المنتخبة ديمقراطيا.

كل هذه الإدانات التي توجهها المولاة الى حزب الله تستحي أن تتطرق الى المسألة الفلسطينية! هل أختارت حماس أيضا المواجهة مع الدولة اليهودية أم أن تلك المواجهة فرضت عليها فرضا؟

إذا بما اننا لا نختلف أن الولايات المتحدة هي ليست فقط ممول للسلاح الإسرائيلي بل هي الطرف في النزاع، فهذا يعني منطقيا أن نعرّفها كالعدو الحقيقي في الصراع العربي-الإسرائيلي حول استيطان اليهود لفلسطين.

إذا، إذا كانت أمريكا هي العدو الحقيقي .. كونها الطرف الحقيقي للصراع، كيف يمكن الإعتماد عليها لحلّ هذا النزاع؟ الا يكون ذلك من باب "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم"؟

إذا كانت أمريكا هي العدو الحقيقي، فإلى ماذا تماما يدعوا معسكر المولاة إذا لم يكن الى الإستسلام الى القوة العظمى التي هي العدو الحقيقي؟

لماذا إذا لا يقولها الناس بدون تنميق للكلمات والأفكار ومحاولة تهذيب وقعها : أيها العرب لا حول لكم ولا قوة لمواجهة لأمريكا. لقد خسرتم المعركة فاقبلوا بالإستسلام ومهما رمى لكم العدو من عظام ولو كان فتاتا فهو خير من لا شيء، وشعرة من مؤخرة خنزير بركة.

لماذا لا تصرّح مصر والسعودية والأردن بمثل هذا التصريح الذي يوقظ الناس من أضغاث أحلامهم التي يعيشونها.

تحياتي واحترامي لك (f)


حرب بلا منتصر .. - بهجت - 07-25-2006


GMT 6:30:00 2006 الإثنين 24 يوليو
حمزة الشمخي
لبنان السلام والمحبة ، إنه بالتأكيد يرفض الحرب والعدوان ، لأن هذا البلد المسالم قد تعرض لأقسى أشكال الحرب الأهلية والتي بدأت في نيسان عام 1975 حتى نهايتها في أوائل التسعينيات ، إضافة الى الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 ، كل هذه الحروب وغيرها ، قد قتلت وحرقت ودمرت البشر والشجر والحجر ولم يتعافى منها لبنان الى يومنا هذا .

أن لبنان الشقيق كلما يحاول النهوض مرة إخرى ، فأن هناك قوى ومؤثرات داخلية وعربية ودولية من يريد أن يرجعه الى دوامة العنف والفوضى، وأن يتحول ساحة لحروب الأخرين وتصفيات حساباتهم على أرضه ، وهذا ماحصل في ماضي الأيام إثناء الحرب الأهلية المدمرة.

واليوم يتعرض لبنان الشقيق لحملة عدوانية عسكرية إسرائيلية همجية ، بذريعة تأسير حزب الله لجنديين من جنودها في أحد المعارك ، ولكن كان على من يريد تحرير الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل ، أن يحسب حساباته بحنكة سياسية ودقة عسكرية ، وفق توازن القوى والإمكانيات والدعم الدولي مابين حزب الله وإسرائيل ، حفاظا على أرواح الناس الأبرياء ، وإلا ما فائدة محاولة إسترجاع الأرض مقابل التضحية بآلاف الناس كما يحصل الآن؟

أن من يريد تحرير الأرض عليه أولا ، أن يبتعد عن الشعارات والخطابات ، وأن لا يحول الإنتكاسات والخسائر البشرية والمادية الى إنتصارات عسكرية ونجاحات سياسية ، كما عودونا من قبل بعض القادة العرب والتي كانت دائما ضحيتها الشعوب وليس القادة والحكام أنفسهم.

فهل يجوز أن نضحي بلبنان وأهله من أجل جنديين إسرائليين تم تأسيرهم من قبل حزب الله ؟ ، علما أن من المعروف للجميع بأن إسرائيل تنتظر مثل هذه الفرصة ، لشن حملتها العسكرية على حزب الله ، نتيجة لمواقفه المعلنة والمؤيدة لسورية إضافة للدعم المتنوع الذي يحصل عليه الحزب من إيران

وهل أن لبنان سيحترق بسبب المغامرات السياسية والعسكرية الغير مدروسة أحيانا من قبل حزب الله وغيره ؟ ، بل يتطلب من هذا الحزب أن يأخذ مصالح وطموحات الشعب اللبناني في المقدمة ، بدلا من العمليات العسكرية المحدودة والتي لا تؤدي الى تحرير الأرض كما يظنون.

صحيح أن من حق الشعوب تحرير أراضيها من المحتلين وهذا لا خلاف عليه أبدا ، ولكن ينبغي أن يتم هذا بأقل الخسائر والتضحيات ، وأن لا نجعل من شعوبنا وقودا للحملات الإسرائيلية العدوانية المتكررة.

لأن لبنان ليس ملكا لهذا الحزب السياسي أو ذاك ، بل هو ملك الجميع ، ومن حق الجميع أن يساهموا في رسم حاضره ومستقبله وإعماره وإستقراره وتطوره.



حرب بلا منتصر .. - Logikal - 07-25-2006

ربما سبب جرأة حزب اللـه أنه لا حسيب عليه و لا رقيب. ايهود اولمرت مثلا يتصرف و هو يمشي على قشر بيض، و يعرف انه لو تصرف تصرفا لم يعجب شعبه فهو سيسقط من مركزه بين ليلة و ضحاها و تعاد الانتخابات كما حدث مرارا و تكرارا في اسرائيل. حين اشاهد تصريحات و مقابلات الساسة اللبنانيين، و حين يسألهم المذيع عما يجب على حزب اللـه فعله، تجدهم يجيبون بخجل و استحياء، "آه، يعني.. ايه.. نتمنى يعني لو انضم حزب اللـه للحكومة في قراراته.. " و يخيّل اليّ انهم لو رأوا نصرالله امامهم لانحنوا و قبلوا يديه متبركين.

و هيهات بين هذا و بين الدول الديمقراطية حيث يتمكن السياسي من الوقوف فيها رافعا رأسه بلا عقاب، و صارخا ضد حكومته، "هذا تصرف أخرق كلفنا ما لا يطاق من المخاسر، و جاء اليوم الذي يجب فيه تغيير المسار."


حرب بلا منتصر .. - إسماعيل أحمد - 07-25-2006

كلاكما محق بلا مبالغة!
مع كل منكما طرف من الحقيقة، وتناقضكما يحكي حيرة الشارع الذي حركه العقل كما حركته العاطفة
حركته الدوافع السياسية كما حركته المغامرات سواء كانت محسوبة أو غير محسوبة!
حركته الطائفية رفضا وتأييدا، كما حركته المشاريع الخارجية إقليمية كانت أو دولية...

لو نحيتما أي من المناحي فلديكما يقينا ما يسند وجهة نظركما...

أشهد أن بهجت لا يكتب هنا بنفس طائفي، فهو لم يدافع للحظة عن (الأبرياء الصهاينة!) -كما فعل غيره! وأشهد أن الكندي من عينة وطنية غير التي تدافع عن المقاومة مزاودة بعثية سورية!!
(f)

في كلامكما ما يقنعني، وإن كنت أجد نفسي أقرب لوجهة نظر الكندي!

حين أدافع اليوم عن حزب الله فأنا أجاهد نفسي، وأحسب أن كثيرا من المعارضين السوريين يفعلون ذلك!

ليست مجاهداتنا من منطلق طائفي أيضا، فهذا آخر ما أفكر فيه...

لا تقلقني العلاقة بين حزب الله وإيران، بقدر ما تقلقني العلاقة بين هذا الحزب الإسلامي الوطني المقاوم، بنظام قذر كالنظام البعثي السوري!!

بل دعوني أزعم بأننا كوننا كشريحة سورية ما، موقفا سلبيا من إيران نفسها، لا لشيعيتها فهذا حقها، بل كنا المبادرين يوم نجاح الثورة لإرسال وفد يمثل مشايخنا وقياداتنا الوطنية والإسلامية كي نزجي التبريك لصناع الثورة التي غنينا لها وفرحنا بانتصارها...

إنما كان موقفنا من إيران سلبيا لتعاطيها غير المبدئي مع قضيتنا السورية حين اضهدنا ذات البعث الذي تحاربه وتكفره، ولكنه كان يطل من سورية بوجه غير سني!، وهذا ما جعلنا نفسر الأمر بأنه تعاط طائفي من دولة كنا نريدها أن تكون أجل من ذلك!!

حزب الله -وليسمح لي عزيزي الكندي- لا يخرج عن هذا السياق، ومسيرته المليونية لدعم بشار المستبد وجيشه الغاشم في الضاحية الجنوبية المنكوبة لم يغب عن ذاكرتي ساعة حتى وأنا أترضى على سيد المقاومة وأدعوا لمجاهديها بالثبات والظفر!!

وها هنا فأنا أقترب من الزميل بهجت ومن كاتب المقال في التعاطي مع حزب الله!

ولكنني حين أجرد قلبي من عواطفه السلبية، وأتابع مشهد المقاومة على الجبهة بتجرد لا يمكنني إلا أن أدعو لنصر الله بالنصر، حتى ولو كانت عاقبة نصره تغول النظام البعثي في سوريا وضياع مواطنتي مع ما بقي لي من عمر!!

لست مثاليا، ولكن الصهاينة عندي رأسي كل شر، وحين أرى شعبهم في المناطق الشمالية يذوق شيئا من التشريد الذي ذاقه شعبنا، فلا أملك أن أكون في صف المدافع عن الصهاينة، ولربما لا أملك الحكم بحياد ساعتها كما يملكه من لا تحركه المشاعر التي تحركنا!

أما أنها حرب بلا منتصر، فلربما يصح ذلك على كل حرب إّا تعاطينا معها بذات الصبغة، وحروب بوش على العالم لا تخرج من سياق ذات التقويم!

كلامي عاطفي؟ ربما! غير عقلاني؟ أبدا! إلا أن يصبح العقل برميل نفط تخضع لسوق البورصة وأسواق النفط العالمية!

واسلموا لود واحترام(f)


حرب بلا منتصر .. - نسمه عطرة - 07-25-2006

بل نذالة وخيا نة وتبعية وعمالة ..الخ ..
الحكام العرب وتوابعهم وبطاناتهم وأقلامهم
أوصلوا الانسان العربي
من الهروب من النار
الى الرمضاء
بل من شدة الخذلان والعار والهزائم المتتابعة
نريد التغيير حتى لو كان الى المجهول
والذي ربما يكون
اما أشد بأسا
أو على الأقل تقدير
ليس بأفضل وضعا من الآني....
نريد التحرر من الاستعمار المزمن
الى استعمار حديث
وبدلا من أن تكون قوانا موجهة الى العدو
سينتقل الوضع الى مقاتلة بعضنا بعضا
والكل يتعامل مع هذا المواطن العربي وقود ا


حرب بلا منتصر .. - الكندي - 07-25-2006

عزيزي حاج اسماعيل،

لا أعتقد أنني كتبت في أي مكان أو أي زملن أنني أقف وقفة تأييد مطلقة مع حزب الله. بل أنني كتبت في يوم من الأيام أن لحزب الله رصيد وطني ينفقه على تأييد النظام السوري (مسيرة المليون).

قد نتفق مع حزب الله ونختلف معه. لكننا لن نبيعه لإسرائيل والولايات المتحدة الأمركية اللواتي تريد معاقبته وإذلاله لأنه حمل مشعل التحرير في لبنان. الشعوب تبجّل أبطالها أما العرب فالمطلوب منهم تسليم أبطالهم للمحرقة. العرب مطلوب منهم التخلي عن كل الرموز التي يمكن لها أن تذكرهم أنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم. العرب مطلوب منهم الإستسلام والخنوع الكامل ليس فقط عسكريا ولكن أيضا نفسيا. هذا ما يردده أصحاب الأمر الذين يفاوضون إسرائيل في فلسطين.

هذه ليست أمور من نسج الخيال. هذا أمر واقع معروف وملموس. ما هو مطلوب هو تكريس تفوّق العنصر اليهودي في البسايكي العربي ثقافيا وحضاريا وعسكريا واخلاقيا. هذه هي درجة الهزيمة المطلوبة.

هناك بالمقابل فرق وطوائف في المنطقة تميل نحو الدولة اليهودية طبيعيا لأنها تري فيها مثالا ناجحا لطموحاتها السياسية والثقافية بالتحرر من الغزاة العرب (الإحتلال العربي برأيهم) وفرض هذا الواقع بالقوة. بعض هؤلاء موجود في لبنان. لا نحن نتوقع أن يؤيد هؤلاء حزب الله، ولا نحن نتفاجأ أو ننزعج من مديحهم لإسرائيل ونصرتهم لها عسكريا أو إعلاميا أوسياسيا. هؤلاء وإن كانوا يتكلمون اللغة العربية غير أنهم ليسوا عرب. ولو أنهم كانوا يحملون جنسيات بلدان عربية غير أنهم لا يختلفون كثيرا عن الإعداء الإسرائيليين سوى بعدم رفعهم للسلاح .. وقد رفعه بعضهم في الخندق الصهيوني عندما استطاعوا لذلك سبيلا. هذا طبعا لا ينطبق على الكل حتى ضمن الفئة ذاتها ولنا في التيار الوطني الحر الذي يتزعمه ميشال عون، وتيار المردة والحزب القومي الإجتماعي والحزب الشيوعي خير دليل.

قد يقول قائل أن علاقة حزب الله مع النظام السوري هي علاقة طائفية وقد تكون كذلك، لكن علاقتها مع حركة حماس ليست كذلك بالتأكيد. ولو عدنا الى علاقته بسوريا لوجدنا أنها علاقة ضرورية جدا طائفية كانت أن غير طائفية فالحدود مع سوريا تزيد عن الـ 600 كلم وهي المنفذ الخارجي الوحيد لحزب الله وخطوط امداداته. قطع العلاقات مع سوريا يعني الحصار الكامل لحزب الله .. هي إذا علاقة سيمبيوتية (symbiotic relationship) بالنسبة للحزب شاء أم أبى، لا يستطيع قطعها دون أن يخنق نفسه.

عند خروج سوريا من لبنان وبدأت المطالبة بتصفية المقاومة، وجد حزب الله نفسه مكشوفا خصوصا من قبل الفئات التي قاتلها في جنوب لبنان والتي انضمت الى انتفاضة الأرز. النفوذ السوري حل محله سريعا النفوذ الأمريكي الذي كان يصنف حزب الله في قائمة الإرهاب. بغض النظر عن كل الإعتبارات الأخرى، هل من المعقول أن نتوقع من حزب الله أن يرمي أسلحته ويسير طوعا الى غوانتانامو؟

تحياتي


حرب بلا منتصر .. - بهجت - 07-25-2006

[SIZE=4]إسرائيل ليست مجرد دولة معتدية بل هي أيضا مشروع يهودي عدواني ينتمي لأسوأ مافي التاريخ من قيم و أفكار
السيد إسماعيل أحمد .(f)
كما يقولون التشخيص نصف العلاج أقول و التحديد تسعة أعشار الحل . لا أعتقد ان هناك من يختلف حول دعم لبنان في مقاومته الهجمة الإسرائيلية الشرسة مهما كانت الأسباب و النتائج ، هذا موقف مبدئي ففي التحليل النهائي إسرائيل دولة معتدية تحتل أراضي الدول المجاورة و تحرم الشعب الفلسطيني من حقه في الحياة ولا أقول من حقوقه السياسية فقط .إسرائيل ليست حتى مجرد دولة معتدية بل هي أيضا مشروع يهودي عدواني ينتمي لأسوأ مافي التاريخ من قيم و أفكار ، إن الآلة العسكرية الصهيونية تفتقد الحد الأدنى من التقاليد العسكرية ولا ننس أنه في إسرائيل فقط يتباهى الجنرالات بقتل الأسرى ،أولئك الجنرالات الذين لا يساوون فلسا دون كل هذا التسليح الجهنمي ، لا أعتقد أن هناك من يختلف حول هذا كله ،و لكن هناك من يخلط بين القضايا ، إننا نناقش ما يمكن أن نطلق عليه إدارة الصراع و لبس جوهره ، تلك قضية يغلب عليها الطابع الفني لا الدوجمائي ، ولا يمكن معالجتها بالأشعار بل بالأفكار المتصارعة حتى نصل لأفضل الحلول ، إننا كمثقفين يجب ألا نغرق في الأيديولوجيا و الشعارات ، بل يجب توظيف الأفكار جميعا من أجل تحقيق مصالحنا الحيوية ، هكذا أرى الأمور متحررا من الطائفية اللعينة التي أراها مرضا روحيا و عقليا . موقفي من حزب الله ليس طائفيا بالقطع فهناك الكثير من أفضل أصدقائي الذين انفصلت عنهم بسبب موقفي المساند للشيعة العراقيين ضد الإرهاب التكفيري ، هذا بالرغم من موقفي المعادي للأصولية الشيعية و مشروعها السياسي سواء في إيران أو خارجها !،تلك ليست إزدواجية كما تراها و لكنها مواقفا جزئية على قاعدة المنفعة العامة وهي المعيار الوحيد للصواب الذي أراه ، وعموما تلك قضية أخرى تماما ، فقط أحب ان يكون واضحا لمن يتابع هذا الشريط أن من يعارض حزب الله لا يفعل ذلك بالضرورة إنطلاقا من موقف طائفي ،وهناك في ساحة التاريخ شريط أفردته للإشادة بزعماء حزب الله نفسه ، بل و أكثر من ذلك فلم أخف أبدا إعجابي بالشعب الإيراني و حضارته و شعرائه و فنونه ، سوف أذهب أبعد من ذلك و أقول انني أتابع و بشكل منتظم بعض الفقهاء الشيعة في دروسهم الدينية بأكثر مما أفعل مع الفقهاء السنة ، ومنذ وجودي بدبي أحتفل بيوم عشوراء مستروحا ذكريات الشهادة النبيلة لأبي عبد الله الحسين كأي شيعي ورع .
أن تكون صاحب حق لا يعفيك أن تحسن الوصول إليه ، الحماقة لا تغتفر حتى لو كانت من أجل أسمى الغايات ، هناك أسس وقواعد صارمة لإدارة الصراع ولا يمكن لأحد تجاوزها دون دفع الثمن ، إن حسن نصرالله و جمال عبد الناصر و صدام حسين كلهم بدأوا أبطالا و حققوا إنجازات كبيرة و لكنهم جمبعا تألهوا و فقدوا اتصالهم بالواقع فسهل تصيدهم ، ننتقد حسن نصرالله بسبب سوء تقديره و تجاوزه وضعه داخل النسيج اللبناني كما انتقدنا جمال عبد الناصر و بشدة لأسباب مناظرة ، إن الأمة التي تجعل نفسها دون زعمائها هي أمة لا تستحق الحياة ، عبد الناصر و حسن نصرالله و صدام حسين و غيرهم مجرد خدام للأمة و ليسوا سادة لها ، نرضى عنهم إن أحسنوا القيام بمهامهم و نصفعهم على قفاهم لو أخطأوا و تجاوزوا حدودهم ،و لا يملكون حقوقا فوق ذلك .علينا أن نوطن أنفسنا على التعامل مع الساسة كرجال سياسة و ليس كأنبياء و زعماء مقدسين ، و أن نضع مصالح أمتنا فوق كل إعتبار ،ولن يكون حسن نصرالله أو غيره استثناء .
إنني لا أحاول التأثير على أحد فلست مهتما بهكذا أشياء ، فقط أفكر بصوت عال من شاء سمع و من شاء أغلق أذنه ،ومن وجد ما يستحق التعليق أجبته بكل تقدير لما يقول باحثا معه عن الصواب فهو ضالة العقلاء .
ولك خالص التقدير .