حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية (/showthread.php?tid=18618)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12


العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Waleed - 04-21-2006

لا يستطيع أي منا - مهما إختلفت توجهاته الفكرية - أن ينكر أن المجتمعات الإسلامية عامة و الشرق أوسطية بخاصة تعيش أزمة كارثية نرى تداعياتها في كل مجالات حياتنا:
إقتصاديا: لا مجال و لا داعي لشرح كم الفقر و ضعف الإقتصاد.
أخلاقيا: جرب أن تقرأ أي صحيفة عربية و أتحداك ألا تجد مقالة عن الإنحدار الخلقي و ...إلخ. هذا غير المعلوم من تفشي الفساد و الرشاوي.
العنف غير المبرر بمجتمعاتنا. و القتل العشوائي و الإنتحار العشوائي. و إختلاط مفاهيم المقاومة و الجهاد و الحرية ...
علميا و تعليميا: و لا يلزم تعليق.
و الأهم و الأوضح: إنتهاء الشرعية التي نحكم بها أنفسنا - فبلا إستثناء تقريبا إنتهت شرعية و صلاحية حكامنا و حكوماتنا - و تباعا جميع الدساتير التي نحكم بها و معظم القوانين و بتنا نعيش حالة من الحراك الإجتماعي و السياسي غير الصحي نظرا لعدم وجود هدف محدد لهذا الحراك سوى الإنفجار و لا نعلم متى ولا لأين.

لا نختلف إذا على حالة الأزمة الكارثية و إن كنا نختلف لدرجة القتال حين يسوق كل منا تبريراته لأسباب الأزمة.
فالإسلاميين سيسوقون البعد عن الدين كتبرير للأزمة.
و الليبراليين سيسوقون الكثير من الأسباب أولها ديكتاتورية الحكومات و الحكام تارة و عدم إحترام الحرية و حقوق الإنسان تارة ..إلخ. و ستصبح الحكومات و أجهزة الأمن هي السبب المباشر للأزمة.
و الإشتراكيين و الماركسيين سيتمسكون بالإمبريالية العالمية كأبر العوامل المسببة للأزمة.
و فيما عدا ذلك ستجد غابة متشابكة من المبررات - بل ستجد من يخلط - و له كل الحق وسط هذا الظلام - بين أسباب الأزمة و بين ظواهر الأزمة:
كمن يبرر الأزمة كلها بالبعد عن الأخلاق - ناسيا أو متناسيا أن الإنحدار الأخلاقي هو مؤشر لأزمة أعمق و أن الإنحدار الأخلاقي لا يقع في المجتمعات إلا تحت قوى قاهرة و دافعة لتفسخ المجتمع عامة. و لن يبرر لنا حينئذ - ولماذ حدث أصلا البعد عن الأخلاق؟
أو كمن يبررها بفساد التعليم - ناسيا أو متناسيا أن التعليم نشاط إجتماعي و قطاع من المجتمع يفسد بفساده. و ناسيا أو متناسيا بأنه لم يكن هناك أصلا عصرا ذهبيا للعلم و التعليم بمجتمعاتنا لكي يكون البعد عنه أزمة.
أو كمن يبررها بالفساد الحكومي - و أعتبره أكبر تبرير كوميدي - و هو بالضرورة متناسيا أن حكوماتنا الكريمة ليست حكومات غازية بل هي منا - إخواننا و أهلنا - و لن ينضح مجتمع صالح حكومة فاسدة.

و قد يكون لهؤلاء كل العذر في الخلط - فأغلب الظواهر التي هي من الأساس نواتج للأزمة - أصبحت متضافرة و متضامنة مع الأسباب الرئيسية يدا بيد لزيادة الأزمة وصولا بها للإنفجار.
الظواهر الإجتماعية مخادعة تتحول من متأثر لمؤثر تباعا بسهولة.
فمن الممكن لأزمة إقتصادية طاحنة أن تؤثر في نشاط التعليم بمجتمع ما - و الذي بدوره سيأثر سلبا على الإقتصاد .. و هكذا.

بتنا نعيش المأساة كاملة - نعلم بوجود أزمة - و ننتظر الكارثة - و لا نعلم لها سببا واضحا - و يسوق كل منا أسبابه للأزمة و بالتالي روشتة العلاج متناقضا كل التناقض مع الآخرين - مما يذكرنا بمجموعة من النمل التي تتزاحم حول قطعة من الخبز تحاول أن تجرها لبيتها و لكن للأسف تجر كل نملة في إتجاه مخالف للآخرين - و المحصلة أن كلا النمل و قطعة الخبز تظل بمكانها حتى تستنزف طاقة المجموع إنتظارا للكارثة القادمة من السماء لتقضي على المجموع (و هي هنا بهذا المثال حذاء عسكري ثقيل).

الشريط التالي محاولة لتحليل الأزمة ظواهرها و تبعياتها و صولا للعمق - قلب الأزمة و نواتها المتقيحة - و المسبب الرئيسي لمرض كامل البدن.

الشريط مفتوح لكل قلم يضيء لنا زاوية في هذا الكم الذي يبدو لا متناهيا من الظلام و الإلتباس حولنا - سواء إختلف أو إتفق مع طرح صاحب الشريط - فهذا من ضرورات الإجتهاد.

تنويه واجب:
يمكن إعتبار الشريط جزء من مسلسل شرفت بالمشاركة في بعضه و لم يسعدني الحظ بالمشاركة في بعضه و إن كنت قد تابعته متأخرا و أجده ذا صلة بالطرح الحالي - و قد يكون من المفيد للقارئ الرجوع للأجزاء السابقة - و بخاصة أني أنوي إقتباس مداخلات من تلك الشرائط سواء لي أو لكتاب غيري. و المسلسل بالترتيب التنازلي:

الوعي الزائف - الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية . - بهجت
مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بهجت
مستقبل الليبرالية في العالم العربي - بهجت
نظرية الإطار و استحالة الحوار . - بهجت
التناقض المعرفي .. العلم و الشيطان . - بهجت



العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Waleed - 04-21-2006

[CENTER]فهرس[/CENTER]

هل توجد أزمة فعلا؟ و ما هي مظاهرها ولماذا نحس بها؟
البنية التحتية للمجتمع من منظور معرفي.
ما هو اليقين و كيف يستقي الإنسان يقينه؟
ما هو الدين؟
ما هو العلم. و هل العلم نوع من الأيديولوجيا؟
ما هي العلاقة بين الدين و العلم؟ تناقض أم إتفاق أم لا يتقاطعان أبدا؟ و هل يمكن جمع كافة الأديان بسلة واحدة؟
متى و كيف بدأت الأزمة الحالية؟ و ما السبب المباشر فيها؟
محاولة لفض الإشتباك بين ما هو حقيقي و ما هو كاذب من أعراض الأزمة الحادة.
إذا كان لابد من التناقض المعرفي مع المجتمعات الليبرالية - فهل يمكن أن نستمر جنبا لجنب؟
صدام الحضارات - لماذا و أين يقع - و هل من الممكن تغييره لحالة حوار الحضارات؟
إستعراض للممكن و المستحيل في خروجنا من الأزمة الحادة.


تنويه:
الفهرس بعاليه عرضة للتغيير بالزيادة أو النقصان حسب سياق الشريط و ما ستدفعنا إليه المناقشات - و هذا للطبيعة الديناميكية للميديا حاملة الشريط.




العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Waleed - 04-21-2006

[CENTER]هل توجد أزمة فعلا؟ و ما هي مظاهرها ولماذا نحس بها؟[/CENTER]
من منا لم يشعر بطريقة أو أخرى - بغض النظر عما يعتقده من أسباب - بأزمة طاحنة على كافة المستويات شخصية كانت أم عامة؟
من منا لم يسأل نفسه ولو مرة - قبل أن يزجرها - كيف نعيش وسط هذا الكم الهائل من المتناقضات و على كافة المستويات الرسمية و الشخصية؟
دعنا كبداية نترك تحليلاتنا و تبريراتنا جانبا و لنحاول أن نسأل بعض الأسئلة عن أحوال مجتمعاتنا علنا نخرج عن سباتنا و نضع أيدينا على مظاهر المشكلة.

أولا: هل توجد بالفعل أزمة؟ و على أي أساس نقر جميعا بوجود أزمة ما من عدمه؟

و لنفرق أولا بين الأزمة و مدى الإحساس بها التي قد تختلف من مجتمع لآخر.
موضوع الإحساس أو الإقرار بأزمة هو موضوع نسبي - فلكي تحس بوضع مأزوم ما بمجال ما يجب أن تقيس على وضع أفضل - ربما يكون قد مر بك شخصيا أو تراه في أشخاص آخرون.
و على المستوى الشخصي فالمرض أزمة نحس بها (حتى في حالات إنعدام الألم) مقارنة إما بحالتنا الصحيحة السابقة أو مقارنة بأشخاص أصحاء حولنا.
قس على ذلك مجتمع بدائي بسيط لا يعرف من أنواع الطعام مثلا سوى القليل الذي يسد حاجته و كذا أنواع الملبس و الترفيه (و ليكن مجتمع صحراوي).
هل سيحس أي من أفراد هذا المجتمع بأي أزمة (عامة) لو كان مجتمعا معزولا عن باقي العالم؟ و الإجابة لا.
متى سيحس هذا المجتمع بأزمة وجود؟
- حين يمر هذا المجتمع بظروف بيئية حادة مثل الجفاف مثلا- حتى و إن لم تهدد وجوده المادي - تقلل من نصيب الفرد من القوت و الملبس و مستلزمات حياته التي إعتاد عليها - سوف يحس هذا المجتمع بأزمة قياسا لما إختبره من وضع آخر مغاير.
- و حين يبدأ الإختلاط بين هذا المجتمع و بين المجتمعات المحيطة الأكثر وفرة سوف ينحو أفراد هذا المجتمع (بخاصة الجيل الأصغر) للإحساس بالدونية و الإحساس بوجود أزمة.

ثانيا: ما هو مؤشر الإحساس بأزمة إجتماعية؟

لعل مؤشر الرضا العام للأفراد عن حياتهم هو المؤشر المباشر لإحساس المجتمع بوجود أزمة من عدمه.
و يجب أن لا نخلط هنا بين ما هو شخصي و ما هو إحصائي - فالمؤشر هنا إحصائي - فمن البديهي أن يوجد نسبة من الأفراد بمجتمعات الوفرة غير راضين عن حياتهم - و العبرة في نسبة الرضا من عدمه و القياس هنا بالإنحراف للنسبة الجديدة الشاذة عما يعتبر نسبة طبيعية سائدة بالمجتمعات الخاصة المعنية أولا ثم المجتمع الإنساني ككل ثانيا.
و بالرغم من أنه من الطبيعي أن تختلف قاعدة قياس معدل الرضا العام لمجتمع ما عن مجتمع آخر - كمثال توجد مجتمعات تقتات بنسبة أو أخرى على تعذيب الذات و تقدس الإحساس بالدونية سوف يختلف معدل الرضا العام عن أخرى تقدس الإنسان و الحريات - إلا أنه يجب ألا نظن بثبات تلك النسب القاعدية ثباتا مطلقا - حيث تتغير تلك النسب تباعا مع الإحتكاكات بين المجتمعات المغايرة.

و الآن لنعد لحالة مجتمعاتنا و لنعد تكرار السؤال: هل توجد بالفعل أزمة؟ و لنكرر الأمثلة التي نجترها في كل حين.

- إقتصاديا:
لماذا نعيش هذا الكم من الفقر و الفاقة - ضيوف على ذيل قائمة الدخل الفردي و الدخل القومي في العالم - بينما نمتلك كما هائلا من الموارد:
طبيعية: البترول و الغاز و المعادن و الأراضي الخصبة و المياه العذبة .. إلخ.
مقومات جغرافية و طبوغرافية: مساحات شاسعة - طقس معتدل - لا يوجد تقريبا مناطق بركانية أو نشطة زلزاليا أي بإختصار بمنأى نسبي عن الكوارث.
مقومات بشرية هائلة.
مقومات أخرى لا مجال لحصرها و يكفي كمثال لها مقومات السياحة بالمنطقة التي شهدت مهد الحضارات القديمة و الأديان الثلاثة ناهيك عن أنواع السياحات الأخرى.
لماذا إذا يشكل مجموع الدخل القومي للدول العربية مجتمعة - نسبة (لا أذكرها تحديدا) من الدخل القومي لبلد أوروبي متوسط (أسبانيا)؟
- إجتماعيا:
لماذ فقد حكامنا شرعيتهم فجأة؟ و أصبح الوضع السياسي غير مستقر لجميع الدول العربية- كلنا بإختلاف نوعيات الحكم ببلادنا - و بإختلاف توجهاتنا الفكرية و السياسية غير راضين عن حكوماتنا - و حكوماتنا بالمقابل غير قادرة على إرضائنا و تمارس - كعادتها - العنف و القمع. بينما نمارس نحن العنف على السلطة و على أنفسنا تباعا.
- على المستوى الأخلاقي الجماعي و الفردي:
لماذا نحس جميعا بأزمة أخلاقية طاحنة بمجتمعاتنا برغم تديننا الظاهري؟ لما إنتشر الفساد و الرشوة و العنف المتبادل؟
و جماعيا غابة من القوانين المتضاربة حينا و التي لا تطبق إلا على البعض أحيانا بينما السائد هو قانون الغاب.
علميا و تعليميا:
نعلم جميعا و بدون مراء أننا لا نساهم في التقدم العلمي بحبة خردل بالرغم من وجود جامعاتنا و معاهدنا و بالرغم من شهاداتنا و ما نسميهم علماؤنا - كما نعلم أن خريجينا على مستوى متدني من المعرفة في كافة المجالات و نعلم أن محاولات إصلاح التعليم هي محض هراء رسمي.
و نسمع ترهات عن الشكوى من هجرة العقول العربية للخارج و أنها تسبب خسارة قومية إقتصادية - و بدون أن نسأل أنفسنا عن الفارق بالنسبة لنا و لهذه العقول لو كانت بالداخل.
و الأهم و على المستوى السياسي:
توجد أزمة متفجرة تنذر بما لا يحمد عقباه بيننا و بين جميع الأغيار (إقتباسا من الديانة اليهودية) على جميع الأصعدة و بخاصة بعد 11 سبتمبر. و حين نحدد أنه الأهم فلتعلق وجودنا المادي ذاته بتبعات هذه الأزمة - حيث أن من هم الآخرون يمتلكون من القوة و التقدم ما يكفي لتدميرنا عشرات المرات.

توجد أزمة أو أزمات حضارية - بالتأكيد نعم - بل و تتعلق بوجودنا ذاته ماديا و معنويا.

أما و قد حددنا أسباب الشعور بأزمة ما في سببين فما مصدر إحساسنا بهذه الأزمة - و لماذا نحس بها الآن؟ و نسبة لأي وضع مخالف؟
هل لشعورنا بإختلاف أوضاعنا و ترديها عن عهد سابق لنا عشناه أفضل نسبيا على كافة المستويات السابقة؟
أم لشعورنا بالفارق بين ما نعيشه مقارنة بمجتمعات أخرى بتنا منفتحين عليها؟


يتبع ,,



العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بهجت - 04-21-2006

الأخ الكريم وليد .
تحية و تقدير على طرح هذا الشريط ، يسعدني ان أشارك في هذا الشريط سواء بالتعليق على مفرداته او على المنهج ، فقط آمل ان اتغلب على بعض المشاكل في جهاز الكمبيوتر لدي سريعا .
بالتوفيق .:97:


العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Raheel - 04-22-2006

[B]تسجيل حضور حيث أنه لم يسعنى الحضور فى الموضوعات السابقة وإن كنت أتابعها من آن لآخر وكم حاولت ان اخرجها مرة أخرى إلى الصفحات الأولى ولكنى كنت أشعر بضآلة مداخلتى فاعود وانا خالى الوفاض من امنية عزيزة وهى الإستفادة من كل كلمة ذكرت فى الموضوعات السابقة
سوف أجلس فى الصف الأمامى بجوار العزيز -بهجت- أستمع وأطلق آهات الإعجاب كلما سنحت لى الفرصة
وإن تجسرت واطلقت إحدى الكلمات وكانت دون مستوى الحوار فليغفر لى الجميع

وليد (f)
بهجت (f)



العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Waleed - 04-22-2006

الزميل العزيز / بهجت

تحياتي ,,

يشرفني أن تزور هذا الشريط و يشرفني أكثر أن أرى مداخلاتك به.
تمنياتي أن تزول أعراض المرض من جهاز الكمبيوتر سريعا.(f)

في إنتظارك تعليقات سيادتكم ,,


العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Waleed - 04-22-2006

الزميل المحترم / Raheel

تحياتي و إمتناني لعبورك - و لشخصك الدمث.
أرجو أن تستمر في إضافة مداخلاتك التي أراها قيمة.(f)
و لا عذر لك الآن - فالشريط في أوله.


العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Waleed - 04-22-2006

[CENTER]تابع: هل توجد أزمة فعلا؟ و ما هي مظاهرها ولماذا نحس بها؟
أما و قد حددنا أسباب الشعور بأزمة ما في سببين فما مصدر إحساسنا بهذه الأزمة - و لماذا نحس بها الآن؟ و نسبة لأي وضع مخالف؟
هل لشعورنا بإختلاف أوضاعنا و ترديها عن عهد سابق لنا عشناه أفضل نسبيا على كافة المستويات السابقة؟
أم لشعورنا بالفارق بين ما نعيشه مقارنة بمجتمعات أخرى بتنا منفتحين عليها؟

بالرغم من الغياب النسبي لإحصاءات عن معدلات الرضا العام بالمجتمعات الشرق أوسطية إلا أنه يكفي الإعتماد على الكثير من الظواهر التي تدلنا على حالة من السيولة و عدم الإستقرار الإجتماعي و السياسي التي تعصف بنا. بل و نستطيع أن نجزم من غير مبالغة أن الشعور بهذه الأزمة بلغ مداه و ببلوغنا مرحلة مخاض سياسي و إن كنا لا نعرف بعد جنس المولود.

و من المهم أولا أن نحدد ما هو المسبب لشعورنا المتزايد بهذه الأزمة - و كما في محاولتنا تحديد مظاهر الأزمة في مجالاتها - دعنا نجيب على التساؤل عن مصدر شعورنا المتزايد بها في كل مجال على حده.

- إقتصاديا:
هل إحساسنا المباشر أو علمنا بقصور منظوماتنا الإقتصادية نابع من تردي إقتصادنا بالفترة الحالية و بشدة عما كانه عن قريب (نسبيا)؟
يجب أولا أن نعلم أن ذاكرة المجتمعات قصيرة فيما يتعلق بالشعور الجمعي السائد بالرضا العام - و تستمر لأجيال قصيرة نسبيا نظرا للطبيعة المتكيفة للبشر - أي أنه لا يمكن أن ندفع مثلا بأن شعور المصريين بالأزمة نابع عن مقارنة أوضاعهم الحالية بما كانوا عليه أيام الدولة الفرعونية.

و السؤال هو - و بوجه عام - هل حدث تعثر بإقتصادنا إبان الفترة القصيرة السابقة مما كان عليه أم أن العكس هو الصحيح؟

و دعنا نبدأ بدول الخليج العربي التي نجدها على العكس تضاعف لإقتصادها بأرقام فلكية بسبب الكشوفات البترولية - و إنعكس ذلك على دول و أفراد هذه المنطقة - بل و على دول أخرى من المحيط الشرق أوسطي و أفرادها (نظرا لتنامي سوق العمل بهذه الدول).
ومن الجدير بالذكرأن هذه الإنتعاشة الإقتصادية لا دخل لأهلها بها إطلاقا - فأقصى إستخدام لمشتقات البترول بها كان طلاء البعير الأجرب - و كلا المكتشف و المستخرج و الشاري و المصنع هو الطرف الغربي.
و لو أخذنا مثالا لدول أخرى غير بترولية - مصر مثلا - فعلى المستوى القومي إستقل الإقتصاد بعد قرون من الإحتلال السياسي و الإستنزاف الإقتصادي - و إستحدثت الكثير من مصادر الدخل القومي مثل السياحة و الصناعات الحديثة و الخدمات الملاحية ..إلخ - و على المستوى الفردي لا يمكن القول بإنحدار مستوى الدخل الفردي للفرد المصري - فهو إما قد زاد بمعظم الشرائح أو قد ظل كما هو عليه بأخرى (مثل الفلاحين المصريين).
و لا يمكن هنا الدفع بأن سبب الشعور المتنامي بالقصور الإقتصادي هو الظلم الطبقي في توزيع الثروات - حيث أنه و بالرغم من أنه لا يمكن إنكار الظلم في بلد كمصر - إلا أن هذا الوضع ليس بجديد على ذاكرة المجتمع - بل و لا يمكن إنكار أنه الآن و مع هذا الكم من عدم العدالة في توزيع الثروات إلا أنه أفضل و بنسبة كبيرة عن الماضي القريب إبان حكم أسرة محمد على مثلا.
الخلاصة أنه لا يمكن أن يكون إحساسنا المتفاقم بالأزمة الإقتصادية على المستوى القومي و الفردي - أو بإنعدام العدالة بتوزيع الثروات القومية - نابعا من مقارنة أوضاعنا بذاتها في مرحلة زمنية قريبة ماضية.
هذا الإحساس الضاغط هو مقارنة أوضاعنا بأوضاع مجتمعات أخرى بتنا نعيش معهم تقريبا - و يوميا على الميديا في العالم المفتوح.
بل أن مفاهيم مثل العدالة الإقتصادية - الدخل القومي لم تكن بقواميسنا من الأصل و حتى فترة قريبة نسبيا - ناهيك عن أن قياس كفاءة الإقتصاد هي آليات و مفاهيم لا تخصنا من قريب أو بعيد.

- إجتماعيا:
ما قد طبقناه على مجال الإقتصاد ينطبق و بصورة أكبر على.
فمقارنة نظم الحكم لدينا الآن بها منذ زمن قريب نسبيا - سوف يكون لصالح الآن و بالتأكيد. فحكم السيف و القمع و الفرد هي سمة ملازمة لنا منذ عشرات القرون - و على العكس فالضغوط الدولية و الداخلية الناتجة عن إنفتاح على الغرب - قد قللت من حجم القمع و العنف من ناحية الحكام بنسب متفاوتة.
إجتماعيا أيضا - الإحساس المتزايد لدينا بالأزمة و فقدان حكمنا الشرعية اللازمة هي نتيجة - طبيعية - لمقارنة أوضاعنا بالغرب.
و لا داعي نهائيا للتذكير عن أن مفردات الديموقراطية و العدالة الإجتماعية ... إلخ قرأناها من الغرب مع بدايات ما يسمى بعصر التنوير - و لم يوجد في تاريخنا القريب أو البعيد إلا حكم دموي ظالم تخلله بعض الفترات القصيرة نسبيا - و تبعا لشخص الحاكم - بعض الإنفراجات.

- على المستوى الأخلاقي الجماعي و الفردي:على المستوى الجماعي كان على الدوام (القانون = السلطة) و لا عزاء لعامة الشعب - لم تحكمنا الشريعة الإسلامية و إن ظلت سيفا مسلطا بيد السلطة لتعصف بمن تشاء.
و على المستوى الفردي و إن ظلت أحكام الإسلام هي الإطار الأخلاقي الذي يقره أفراد المجتمع - إلا أنه و في مناطق مثل الخليج ظلت تحكمها عصابات السلب و الغزو الدموية إلى قيام الثورة الوهابية لتسود بالسيف ما تراه - أما بمصر مثلا فللغرابة نجد أن الإنحلال الخلقي كان سمة نقلها كملاحيظ الكثير من الأجانب الزائرين و المصاحبين للغزو الأجنبي مثل الفرنسيين.
أي أنه و على مستوى القوانين و الأخلاق الفردية فحاتنا الآن نسبة للماضي القريب هي تحسن ظاهر - و هذا سواء تم القياس على قاعدة القوانين الوضعية أو على الشريعة و الأخلاق الإسلامية.

علميا و تعليميا:
و لا أعتقد أننا نحتاج لمن يقول بأننا لم نكن من المساهمين بالتقدم العلمي نهائيا لكي نستغرب وضعنا العلمي الآن و لا نحتاج لمن يدلنا على أن إستهجاننا الحالي لوضعنا العلمي و التعليمي هو مقارنة بالغرب.
و لا نحتاج لمن يذكرنا أنه و لعقود مضت كان كل ما نعلمه عن التعليم هو كتاتيب تحفيظ القرآن.

و الأهم و على المستوى السياسي:
بالرغم من العلاقة العدائية التبادلية بيننا و الغرب منذ فترة طويلة - إلا أنه و مقارنة بالزمن القريب نسبيا (زمن الإستعمار) لا يمكن أن نسلم أن الغرب يشكل و بدافع ذاتي خطورة علينا.
لم ينتهى زمن الإستعمار بسبب بطولاتنا - و إن كنا نحب أن نتشدق بذلك - بل أن المقاومة هي عامل أقل تأثيرا مما نحب أن نرى - ففارق القوى بين الطرفين هائل - كما و أن الدافع الإقتصادي (للغرب) كي يستعمرنا كبير - لقد إنتهى زمن الإستعمار أخلاقيا و قبل كل شئ.
و أجزم أننا لو في زمن الإمبراطوريات الأوروبية الدينية و إمتلك الغرب ما يملكه الآن من قوى لتم إبادتنا عن بكرة أبينا أو إستعبد من يتبقى منا للعمل في مصالحه بأراضينا.
و مع هذا فالغرب يشكل الآن خطورة علينا تصل للوجود المادي - و هو قادر على ذلك في الثانية القادمة لماذا؟ و إن كان الدافع هو ذاتي و من ناحية الغرب فلماذا لا يقوم بذلك الآن؟

قد نخلص مما سبق أنه:
توجد أزمة حضارية حالية هائلة - منبعها و شدة إحساسنا بها ليست في تردي أوضاعنا مقارنة بذاتها في زمن ماضي قريب بل في إحساسنا بالنقص حال مقارنة أوضاعنا بكافة المجالات بالطرف الآخر الغربي الذي بتنا مفتوحين عليه يوميا و كأنه يعيش معنا.
إتسع مجال هذه الأزمة الذاتية الوجودية لكي يهدد أمننا بل ووجودنا المادي ذاته - بإتساع و بعمق إحساسنا بالهوة التي تفرقنا عن هذا الآخر و بالتالي مدى سخطنا عليه و عداءنا له.




العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Raheel - 04-22-2006


1- الأزمة


فى البداية سوف نقوم بتثبيت الوحدة التى نتعامل معها
وفى جميع مداخلاتى القادمة-إن كانت هناك مداخلات ونالت رضا بعض المتحاورين- سوف أقوم بتثبيت وحدتى وهى وطنى مصر لذا فقد لزم التنويه


تعريف الأزمة

التعريف البسيط :"الأزمة" هى حالة طارئة تودى بالوحدة التى تتعرض للأزمة إلى وضع غير مستقر وتتصاعد نسبة الساخطين بدرجة تعلو على نسبة الراضين عن الحالة
ونجد هنا فى التعريف البسيط ثلاث أشياء يجب الحديث عنهم


أ- الحالة الطارئة
إذن هناك شىء ثابت وهناك وضع يطرأ على هذا الوضع الثابت فيغير من حالته
فى تعريفنا للأزمة نجد ان الوضع الثابت هو وجود نمو مضطرد او وجود تنمية فى كافة أنواع النواحى "الإجتماعى ، الصناعى ، الحضارى ، الإقتصادى......" هذا هو الطموح العالى لشعبنا المصرى فى رؤيته للحالة الثابتة
ولكن هناك طموحات أخرى تقول بان علينا أن نقوم بالوصول إلى حالة مرضية للجميع فى كافة النواحى ونستقر عليها ولكن يعيب هذا الطموح ان الدول التى لا تتقدم تموت -وليس تتأخر فحسب-
لذلك فإن عدم وجود أية انواع من التنمية فى أى ناحية يؤكد وجود أزمة


ب- الوضع الغير مستقر

يلزم هنا أيضاً ثبتيت معنى عام للإستقرار الدولى حتى نستطيع أن نطلق على المختلف عنه "عدم الإستقرار"
الإستقرار هنا يفسر بأنه وضع نستطيع فيه ان نحصل على رؤية مستقبلية -لحالة الوحدة- ونسبة تحقيق هذه الرؤية تتجاوز الخمسين فى المائة
لذا فإن الوضع الغير مستقر لن يكون محدد الملامح المستقبلية وبالتالى سوف يعبر عن وجود أزمة

جـ - نسبة الساخطين " عدم الرضاء "

غالباً لا يجتمع البشر على شىء واحد وما يثيرك لا يثير غيرك وما يرضيك لا يرضى غيرك ونحن هنا نفرض ان نسبة الرضاء إلى نسبة السخط على أمر ما -الامر الثابت- هى نسب مختلفة والفارق لصالح رضاء الجزء الأعظم من أبناء مصر لذا فإن تغير الأمر والفارق فى النسبة لصالح سخط الجزء الاعظم من أبناء مصر يؤكد ان هناك ازمة



العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - Waleed - 04-22-2006

اقتباس:  Raheel   كتب/كتبت  
أ- الحالة الطارئة
إذن هناك شىء ثابت وهناك وضع يطرأ على هذا الوضع الثابت فيغير من حالته  
فى تعريفنا للأزمة نجد ان الوضع الثابت هو وجود نمو مضطرد او وجود تنمية فى كافة أنواع النواحى "الإجتماعى ، الصناعى ، الحضارى ، الإقتصادى......" هذا هو الطموح العالى لشعبنا المصرى فى رؤيته للحالة الثابتة  
ولكن هناك طموحات أخرى تقول بان علينا أن نقوم بالوصول إلى حالة مرضية للجميع فى كافة النواحى ونستقر عليها ولكن يعيب هذا الطموح ان الدول التى لا تتقدم تموت -وليس تتأخر فحسب-  
لذلك فإن عدم وجود أية انواع من التنمية فى أى ناحية يؤكد وجود أزمة
العزيز / Raheel
أشكرك على تحليلاتك و تلخيصاتك للموقف.
في الحقيقة تعريف الوضع الثابت بوجود نمو مضطرد و تنمية في كافة مجالات الحياة هو تعريف شديد الحداثة نسبيا لمجتمعاتنا.
فالثبات كان يعني لنا - مجرد الثبات الإستاتيكي - أو مجرد إستمرار الوضع القائم إن كان محتملا - و هذا المعنى مازال يقبع في ضميرنا كأفراد بمجتمع محافظ.
تغير مفهوم الثبات لما تفضلتم بذكره هو أيضا عامل خارجي و مفروض من مجتمعات ديناميكية ليبرالية سريعة الحركة و النمو.
و هذا التغير المفروض هو من أشد العوامل الضاغطة على مجتمعاتنا الثابتة و هو من أسباب عدم الإستقرار الإقتصادي و الإجتماعي.
فتخيل إنسان مشلول و يعلم أنه لن يستطيع البقاء بمكانه و لكن و للأسف لا يستطيع حراكا لعدم إمتلاكه القدرة اللازمة - و من حوله يجري الأصحاء بسرعات متزايدة معرضين إياه للزلل تحت أقدامهم.
و للأمانة فهذا التعريف الجديد للثبات لا يشكل غرضا عدوانيا مفروضا علينا من الآخر - بل هو طبيعة مكتسبة لمجتمعات إتخذت العلم خلفية لها - و الذي بدوره في حالة تقدم مطرد.
و الوضع ببساطة: لم يعد بإمكاننا الثبات - ليس بإمكاننا الحركة.

ما قصدته بالمقدمة هو محاولة الوصول لنتيجة أن الأزمة الحالية بجميع مجالات حياتنا أزمة فرضتها ظروف المقارنة بين مجتمعاتنا و بين مجتمعات أخرى مغايرة - و ليست منتج داخلي - فإقتفاء أي مما نراه مسببا لحالتنا المرضية يقودنا لطرف خيط هو بالضرورة خارجي - و الموضوع ليس في عدوان خارجي بقدر ما هو إحساس داخلي لدينا بالدونية مقارنة بالآخر (و أرجو أخذ مصطلح دونية بمعنى القلة مقارنة بوضع آخر و ليس بمحمل السب) زد على ذلك الإحساس بالخطورة الحقيقية من جراء تلك المقارنة - فبمثالكم أصبح ما قد إعتدنا عليه لمئات و آلاف السنين وهو الثبات الإستاتيكي - أصبح يشكل خطورة جمة على وجودنا ذاته - مع عدم إمتلاكنا لآلية النمو الديناميكي. أو إمتلاكنا لنسبة لا تقارن بالآخر - هذا التفوت بعجلة التنمية وحده كفيل بدفعنا للهاوية.

إن ما إعتدنا عليه لآلاف السنين و إعتبرناه هويتنا - أصبح لزاما علينا و مفروض علينا - ومن خارجنا - أن نغيره و إلا تهدد كياننا المادي - وهذا بمجرد إعتماد هذا الآخر لأخلفيات و أساليب تفكير و حياة لا نعرفها و لم ندل بدلونا فيها و لم يؤخذ برأينا هل نعتمدها أم لا؟