حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
مصير اسرائيل في القران الكريم - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: مصير اسرائيل في القران الكريم (/showthread.php?tid=21061)

الصفحات: 1 2 3


مصير اسرائيل في القران الكريم - Hajer - 01-26-2006


ان الذي يخفى على الكثير ان قوة اسرائيل هو سبب نهايتها وذلك موجود بنص القران الكريم...

يقول عز وجل في سورة الاسراء:
(( وقضينا الى بني اسرائيل في الكتب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا))

اي لقد كتب الله ان بني اسرائيل سوف يطغون في الارض ويفسدون فيها مرتين وسوف يعلون والعلو لا يكون الا بالقوة في كل شي وهذا ما هو ملاحظ.


(( فاذا جاء وعد أولهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعولا))

اي اذا حدث الفساد الاول واصبحوا بني اسرائل هم القوة , سوف يبعث الله عليهم عبادا له وهذا وعد من الله عز وجل.
وقد حدث هذا الامر بالفعل مع نبوخذنصر ملك بابل..


(( ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددنكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ))

سوف يتحقق العلو الثاني والفساد الثاني في الارض وسوف يكون لبني اسرائيل المال والبنين وسوف يكونون اكثر نفيرا.

وهذا هو الملاحظ فـاقتصاد اكبر دوله في العالم ( امريكا) وكثير من دول العالم تحت سيطره يهوديه , واذا اجتمعت الاموال والاولاد كان هناك دوله لها شأن وهاهي الدولة الصهيونيه ( اسرائيل ) وبأكبر ترسانه نوويه في المنطقه.


( (ان احسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ..))

كما هو ملاحظ ان اليهود مفسدين واساؤوا في الارض , فلم يتبقى الا وعد الاخرة وهو ان ترجع الكرة لعباد الله ويدخلوا المسجد.


و المفاجأة الان كيفية القضاء الثاني على بني اسرائيل :
وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء [SIZE=6]وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا
...

بالطبع تعلمون أن اليهود يهاجرون من كل بلاد الى اسرائيل، حتى أن شارون وراء مشاكل فرنسا ليرهب اليهود و يضطرهم للذهاب لاسرائيل...



لقد وصف الله بني اسرائيل ابلغ وصف ويمكننا ملاحظة ذلك في وقتنا الحاضر ..

يقول عز وجل في سورة الحشر

(( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ))

وهذا ملاحظ حيث ان خوفهم من حجارة بيد طفل فلسطيني اكثر من خوفهم من الله عز وجل .


(( لا يقتلونكم جميعا الا في قرى محصنه أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون))

سبحان الله هذه المستوطنات الاسرائيليه هي اكبر نموذج على القرى المحصنة وأيضا جدار الفصل العنصري وهو اكبر جدار الان هو نموذج اخر للجدار المذكور في الاية الكريمه.

اما بخصوص شتات القلوب بينهم وكرههم لبعضهم البعض , فأكثر الدارسين والمهتمين يؤكدون أن كل مواطن اسرائيلي لا يتمنى الخير لجاره ويوجد بينهم احقاد وكره شديد .


عموما ان شاء الله حماس باعانة من الله يحققان هذه الوعود و تزول بلاد الشر اسرائيل للأبد...







مصير اسرائيل في القران الكريم - اسحق - 01-27-2006

الزميله هاجر
إقتباس
فاذا جاء وعد الاخرة
________________________
وعد الآخرة هوالمقابل لمعركة هرمجدون لدينا فى رأى الشخصى
تحياتى


مصير اسرائيل في القران الكريم - Hajer - 01-27-2006

اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
الزميله هاجر
إقتباس
فاذا جاء وعد الاخرة  
________________________
وعد الآخرة هوالمقابل لمعركة هرمجدون لدينا فى رأى الشخصى
تحياتى

ربما...

أنا بصدد قراءة معركة هرمجدون و سأرى ان كان يوجد تشابه:saint:


مصير اسرائيل في القران الكريم - muslimah - 01-27-2006


حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم
وردت آيات كريمة في عدة سور من القرآن الكريم تقرر أن‎ ‎وجود اليهود على أرض فلسطين ‏موقوت وأن كيانهم عليها زائل وأن دولتهم وُجدت لتفنى ومن هذه السور :-‏
‏1-‏ سورة آل عمران‎ ‎‏:-‏‎
قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ‏وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ- ‏لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ- ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ‏أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ‏الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا ‏وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران: 110-112) ‏‎" ‎لن يضروكم إلا‎ ‎أذى" :-‏‎
سيحاربنا اليهود بشراسة وسيحاولون القضاء علينا وعلى ديننا وذلك‎ ‎لكراهيتهم لنا ‏ولديننا لقوله تعالى )وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ ‏عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ ‏عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:109) ‏
إنهم لن يرضوا عنا إلا إذا تخلينا عن ديننا واتبعنا ملتهم فقد قال تعالى (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ ‏الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ ‏الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(البقرة:120) ‏فإذا لم نستجب لهم وتمسكنا بإسلامنا وحافظنا على قرآننا فإنهم‎ ‎سيحاربوننا لقوله تعالى (وَلا ‏يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)(البقرة: من الآية217)‏
وقد أثبتت ذلك مخططات اليهود الماضية ومكائدهم‎ ‎الحاضرة ومشاريعهم المقبلة أي أن ‏المتوهمين بالوصول إلى السلام مع اليهود لن يصلوا‎ ‎إلى السلام بل إلى الاستسلام لهم.‏‎
إن قوله تعالى " لن يضروكم " وعد إلهي بفشل‎ ‎اليهود في خططهم ، ولن يتمكنوا أبداً من ‏تهويد فلسطين الحبيبة أو تفريغها من سكانها‎ ‎المسلمين مهما طال احتلالهم لها ، ولن يكون ‏لكيدهم إلا آثار سطحية ، فقد فشلوا على‎ ‎مدى ما يزيد عن نصف قرن من الزمان في إماتة ‏روح الجهاد في نفوس شعبنا في فلسطين‏‎ ‎وخارجها ، وفشلوا في السيطرة على نفوسهم ‏وهممهم. بل إن نفوس الفلسطينيين تزداد‎ ‎استعلاء وتصميماً كلما صعد اليهود من بطشهم ‏وتنكيلهم بهم.‏‎
لا تكاد توجد في‎ ‎فلسطين عائلة إلا وقد أوذيت من قبل اليهود، وقد أشار القرآن الكريم إلى أن ‏الأذى‎ ‎والألم ضريبة الجهاد والمواجهة فقال عز وجل (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا ‏تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) ‏‏(النساء:104) ‏إنه أذى يتمثل في الشهداء الأبرار والجرحى‎ ‎المجاهدين والموقوفين والمسجونين والمحكومين ‏والمطرودين والممنوعين وفي هدم البيوت‎ ‎ومصادرة الأراضي وغير ذلك من وسائل الأذى ‏التي يتبعها اليهود .‏‎ ‎كل هذا الأذى‎ ‎قربات إلى الله سبحانه وتعالى وعبادة له عز وجل، لقوله ‏تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً ‏يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ ‏الْمُحْسِنِينَ)(التوبة: من الآية120)‏
‎" ‎وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون" :-‏‎
لقد‎ ‎انتصر اليهود علينا في جميع الحروب التي نشبت ، ولكن هذا الانتصار لم يكن على‎ ‎الإسلام بل كان على القومية والاشتراكية والثورية والرجعية واليمينية واليسارية.‏‎
إن معركة اليهود مع الإسلام لم تقم حتى الآن ، ولم يقل الإسلام كلمته بعد!‏‎ ‎فالآية الكريم ‏تخاطب المجاهدين في سبيل الله وليست موجهة لهؤلاء ، فهناك فرق بين من‎ ‎يقاتل في سبيل ‏الله وغيره.‏‎
نحن على يقين قاطع بصدق وعد الله، وأن المعركة‎ ‎الكبرى بين المجاهدين وبين اليهود قادمة ‏بإذن الله ، وأن نصرنا سيتحقق بإذن الله‎ ‎وأن اليهود سيولون الأدبار ثم لا ينصرون إن شاء ‏الله.‏‎

‏(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ ‏مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ‏الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) : - ‏الذلة ملازمة لليهود أينما حلَّوا لا تفارقهم في أي زمان ومكان ،‎ ‎والذي ضربها عليهم هو الله ‏الحكيم، وكذلك المسكنة وهي الهوان والضعف والجبن‎ ‎والإذلال لا تفارقهم سواء كانوا ‏مضطهدين مستضعفين مطاردين أو كانوا في عز وسلطان‎ ‎على أرض فلسطين، ومعنى "ثقفوا" ‏أُمسك بهم وقبض عليهم، فتاريخ اليهود كله يقوم على‎ ‎المطاردة والملاحقة، إنهم قد ينجون من ‏الذلة فترة لكن ذلك موقوت محدد قصير.‏‎ ‎
‏(إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاس ):-‏
إن الذلة والمسكنة تُرفعان عن اليهود في حالة‎ ‎امتداد الحبلان الممتدان لهم من الله ومن الناس، ‏وحبل الله هذا ليس من باب حبه لهم‎ ‎أو رضاه عنهم ، فهم أعداؤه المغضوب عليهم ولكنها ‏حكمة الله التي تقدم لنا عبراً‏‎ ‎ودروساً، وسيقطع هذا الحبل وسيعود اليهود لما ينتظرهم من الذل ‏والمسكنة إن شاء الله‎ ‎تعالى.‏‎
أما حبل الناس فإن اليهود قد اعتمدوا وما يزالون معتمدين على حبال الناس‎ ‎في إقامة دولتهم ‏على أرضنا ، فهم لا يملكون القوة والقدرة الذاتية لتحقيق ذلك، ومن‎ ‎أبرز الحبال البشرية :-‏‎ ‎
‏1- الحبل الأوروبي:- فقد كان لأوروبا الفضل الكبير في‏‎ ‎تمكين اليهود على أرض فلسطين ‏منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث‎ ‎قضوا على الخلافة الإسلامية في ‏تركيا وقسَّم " سايكس " و " بيكو " البلاد إلى دول‎ ‎وأقطار مستعمرة، وتعهدت إنجلترا بإقامة ‏وطن يهودي على أرض فلسطين، فأصدر وزير‎ ‎خارجيتهم بلفور وعده المشئوم لليهود ، ‏وامتد الحبل الإنجليزي واشتد حتى أقام اليهود‎ ‎ما يسمى بدولة " إسرائيل" وما زال هذا الحبل ‏ممتداً إضافة إلى حبال الدول الأوروبية‎ ‎الأخرى.‏‎ ‎
‏2- الحبل الأمريكي:- عمل اليهود على تأمين حبال أخرى لهم بجانب‎ ‎الأوروبي خشية ضعفه ‏أو انقطاعه لمعرفتهم بعجزهم بدون هذه الحبال ، فأوجدوا الحبل‎ ‎الأمريكي الذي يمدهم بكل ‏شيء ، ويتعامل معهم وكأنهم ولاية أمريكية.‏‎ ‎
‏3- الحبل‎ ‎الروسي:- إن الشيوعية صناعة يهودية ، وأيدي اليهود في روسيا ودول أوروبا ‏الشرقية‎ ‎والاتحاد السوفيتي السابق واضحة، وقد تمثل هذا الحبل في اعترافهم بإسرائيل ، ‏وبقدوم‎ ‎مئات الآلاف من اليهود من تلك البلاد للاستيطان في فلسطين المحتلة.‏‎ ‎
‏4- الحبل‎ ‎العربي:- ويتمثل بحالة الإنهزامية التي تسود العالم العربي ، وبهرولة الكثيرين ‏نحو‎ ‎الاستسلام لليهود.‏‎
إن جميع هذه الحبال ستتقطع بإذن الله ،وسيعود المسلمون إلى‎ ‎دينهم ، وسينتصرون على ‏اليهود. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله….وإنهم يرونه بعيداً‎ ‎ونراه قريباً…..والله تعالى ‏أعلم.‏‎ ‎
‏2- سورة الأعراف‎
ومن السور القرآنية الكريمة الأخرى التي تقرر أن وجود‎ ‎اليهود على أرض فلسطين موقوت ‏وأن كيانهم عليها زائل سورة الأعراف حيث يقول سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ ‏سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَبذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) (لأعراف:152) ‏جاءت هذه الآية بعد ذكر قصة عبادة بني‏‎ ‎إسرائيل للعجل بعد ذهاب موسى عليه السلام ‏لمناجاة ربه على جبل الطور، ولم يستمعوا‎ ‎لهارون عليه السلام وهو ينهاهم عن هذا الكفر ‏الفاجر.‏
وتقرر هذه الآية الكريمة أن‎ ‎اليهود الذين عبدوا العجل من دون الله، ستنالهم الذلة في الحياة ‏الدنيا وهذا بسبب‎ ‎افترائهم وكذبهم على الله سبحانه. إن هذه الذلة تشمل اليهود عموماً لأنهم ‏مستمرون‎ ‎في عبادة " العجل الذهب " ونهمهم في ذلك معروف، وليس شرطاً أن يقدموا له ‏شعائرهم‎ ‎التعبدية، كما فعل أسلافهم السابقون ،فهده صورة ساذجة للعبادة.‏
ورد غضب الله على‎ ‎اليهود في سور وآيات أخرى من القرآن الكريم مثل (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ ‏اللَّهِ)(آل عمران: من الآية 112) ‏
و( وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ)(البقرة: من الآية61)‏
وهم (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)(الفاتحة: من الآية7)‏
إن قوله تعالى (سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ)(لأعراف: من الآية152)‏
يقرر أن‎ ‎اليهود خاسرون ، ويسيرون إلى نهايتهم البائسة التي تنتظرهم، وهي تصيب كل من ‏غضب‎ ‎الله عليه، فلن ينجح من غضب الله عليه، ولن يُوفق، ولن يسعد، فكيانهم ووجودهم إلى‎ ‎زوال.‏‎
قال الله تعالى عنهم (فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ)(البقرة: من الآية90)‏
‎ ‎إن الغضب السمة الرئيسة لتاريخ اليهود، والآية تقرر الحالة الدائمة التي يعيش في‎ ‎ظلالها ‏اليهود، ورحلة الغضب التي يقطعها اليهود، والحصيلة والثمرة والنتيجة التي‎ ‎يخرج بها اليهود ‏من حياتهم وتاريخهم ورحلتهم فكلمة " باءوا " تعني عادوا ورجعوا أي‎ ‎قطعوا مراحل حياتهم ‏وأشواط حياتهم ، ورجعوا يحملون كسبهم وهو الغضب، وأضافوه إلى‏‎ ‎رصيدهم السابق ‏وإرثهم التاريخي، وهو الغضب، وبذلك " باءوا بغضب على غضب ".‏‎
عصى‎ ‎اليهود السابقون أنبياءهم أثناء إقامتهم قديماً في فلسطين، فنالوا بذلك غضب الله ،‎ ‎وشتتهم ومزقهم في الأرض بين الأمم والدول وهو غاضب عليهم، وتنادى اليهود إلى فلسطين‎ ‎وعادوا إليها وهم يحملون معهم غضب الله.‏‎

اليهود ماهرون في إذلال الشعوب، أذكياء‎ ‎في التحكم فيها، وفي امتصاص خيراتها ونهب ‏أموالها، وناجحون في ذلك نجاحاً منقطع‎ ‎النظير، لكن نهايتهم وحتفهم في ذلك، فهم بذلك ‏النجاح -الذي قد يخدعهم ويغرهم-‏‎ ‎يزرعون الغضب عند تلك الشعوب ، وتنمو أشجار ذلك ‏الغضب، وسوف تثمر وتثمر ، وتقدم‎ ‎ثمراً مدمراً يقضي على اليهود.‏‎
إن الشعوب قد تسكن، ولكنه السكون الذي يسبق‎ ‎العاصفة، وإن الشعوب قد تهدأ ، لكنه الهدوء ‏المريب الذي يخفي تحته البراكين، وإنها‎ ‎قد تسكت، لكنه السكوت الذي تعقبه العواصف.‏‎
إن الشعوب تمتلك "ذاكرة" واعية حافظة،‎ ‎وإنها تختزل فيها إساءات اليهود لها، و " ترصد " ‏فيها امتصاص ونهب اليهود لخيراتها،‎ ‎وتجعل هذا الاختزال والرصيد " وقوداً " لبراكين ‏الغضب الهادرة ، تحت قشرتها السطحية‎ ‎الهادئة.‏‎
وعندما يجيء أمر الله ، ويأذن بتفجر هذه البراكين، وبهبوب العاصفة،‎ ‎وإرسال الصواعق ، ‏ستدمر اليهود ولن يتمكنوا من الفرار من أمر الله ، ومن النجاة من‎ ‎تلك " الحمم " البركانية ‏التي ستقذفها الشعوب الإسلامية المزمجرة، وويل لليهود‎ ‎يومئذ، وسيعرف من يسعد بحضور ‏ذلك معنى قوله تعالى " فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ "‏
سنة‎ ‎الله في تعذيب اليهود:-‏‎
قال الله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ ‏لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ ‏وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (لأعراف:167-168) ‏تخبرنا الآيتان الكريمتان عن سنة إلهية في تعذيب‎ ‎اليهود، وهذه السنة الإلهية في تعذيب اليهود ‏واقعة لا محالة ، ولن يفلتوا منها، ولن‏‎ ‎ينجيهم ذكاؤهم منها، وهذه السنة مستمرة " إلى يوم ‏القيامة " أي أن هذه السنة ستحل‎ ‎بكيان اليهود المعاصر على أرض فلسطين .‏‎
لقد شاء الله الحكيم أن يعذب اليهود ،‎ ‎عذاباً دائماً مستمراً ، وأعلمنا أنه سيبعث عليهم رجالاً ‏يعذبونهم سوء العذاب، كما‎ ‎أعلمنا أن هذا البعث الإلهي عليهم مستمر إلى يوم القيامة.‏‎
كما تخبرنا الآية أن‎ ‎الله الحكيم شاء وقدر أن يُقَطِّع اليهود وأن يقسمهم ، وأن يحولهم من أمة ‏واحدة إلى‎ ‎أمم شتى ، وأن يفرق هذه الأمم في الأرض، وأن يشتتها في البلدان، وهذه السنة‎ ‎الربانية العادلة عقوبة من الله عليهم جزاء ما ارتكبوه ويرتكبونه من الآثام‎ ‎والمعاصي ، ‏والإجرام والإفساد مما لا يخفى على أحد.‏‎
‏“وإذ تأذن ربك " :-‏‎
معنى "‏‎ ‎تأذَّن " أعلم وأخبر ، وهذا الفعل فيه معنى " القسم " هنا، لهذا دخلت " اللام " على‎ ‎فعل ‏ليبعثن، باعتباره جواباً للقسم المفهوم من فعل تأذن.‏‎
فقوله " وإذ تأذن ربك "‏‎ ‎أي أعلمكم وأخبركم ربكم أيها المسلمون، بهذه السنة الإلهية النافذة ، ‏الواقعة‎ ‎باليهود لا محالة، وجاء إعلام الله وإخباره لكم بما يشبه الحلف والقسم واليمين، أنه‎ ‎سيبعث على اليهود من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة.والتلويح بالقسم هنا موجه‎ ‎بالدرجة الأولى لمسلمي هذا الزمان الذين يعيشون فترة انتعاش مؤقت لليهود على أرض‎ ‎فلسطين، وسلطان كبير -مؤقت- لليهود في العالم كله ، فيظنون أن سنة الله في " تعذيب‎ " ‎اليهود قد توقفت ويشكون في مصداق هذه الآية ، فحملت هذه الجملة " وإذ تأذن ربك‎ ‎ليبعثن ‏عليهم " معنى القسم، ولوحت بالقسم حتى لا تتأثر قناعة المسلم الرباني‎ ‎المعاصر بتحقيق هذه ‏السنة الإلهية النافذة!‏‎
والذي يلفت النظر أن الفعل الماضي "‏‎ ‎تأذن " لم يُذكر في القرآن الكريم إلا مرتين ، والمرتان ‏وردتا في سياق واحد ، وهو‎ ‎الكلام عن اليهود ، وتحملان تهديداً وإنذاراً لليهود ، وتقدمان سنة ‏ربانية متحققة‎ ‎باليهود.‏‎
ففي سورة الأعراف أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه سيعذب اليهود (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ ‏إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ‏‏(لأعراف:167) ‏وفي سورة إبراهيم أمر الله موسى عليه السلام‎ ‎أن يخاطب بني إسرائيل بهذه السنة الربانية ، ‏وأن يقدم لهم الإنذار الرباني الشديد (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي ‏لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) ‏
وطبعاً كفر اليهود ولم يشكروا ، فأوقع الله بهم عذابه الشديد إلى يوم‎ ‎القيامة".‏‎
‏“ليبعثن عليهم " :-‏‎
العذاب الواقع باليهود مبعوث عليهم بعثاً من الله‎ ، ‎وإسناده إلى الله يقدم لنا " ظلاً " خاصاً ، ‏نلحظ فيه أن الذين يعذبون اليهود ،‎ ‎هم عباد ربانيون مكرمون عند الله ، اختارهم الله اختياراً ، ‏واصطفاهم اصطفاءً ،‎ ‎وبعثهم بعثاً ، ليوقعوا العذاب باليهود ، ويريحوا العالم من شر اليهود .‏‎
لقد فرق‎ ‎القرآن بين ما تعلق به الفعل " بعث " ومشتقاته ، وذلك حسب السياق الذي ورد‎ ‎فيه.‏‎
أحياناً يقول ) وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً)(المائدة: من الآية12)‏
وأحياناً يقول ) إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً )(البقرة: من الآية247)‏
وأحياناً يقول ) إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ )(آل عمران: من الآية164)‏
وهنا يقول ) لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )‏
وفرق بين التعابير‎ ‎القرآنية الأربعة : بعث منهم ، وبعث عليهم، وبعث لهم ، وبعث فيهم .وهي ‏لطائف قرآنية‎ ‎ليس هنا مجال شرحها ، إن الفاعل الذي يبعث هو الله سبحانه وتعالى .‏‎
تعلُّق‎ ‎الفعل " بعث " بشبه الجملة " عليكم " خاص بالعذاب ، أي أن العذاب يُبعث بعثاً بأمر‎ ‎الله ‏على القوم المُعَذبين . والذين يحملون هذا العذاب ليصبوه على اليهود ، هم قوم‎ ‎مكرمون عند ‏الله، ناسب أن يخبر الله عنهم بالفعل الجميل " بعث " الذي يدل على هذا‎ ‎التكريم .‏‎
تعذيب اليهود على يد غير المسلمين :-‏‎
نعلم أن الله قد عذب اليهود في‎ ‎مراحل مديدة من تاريخهم ، وأنه قد أوقع العذاب عليهم بأيدي ‏أقوام كثيرين ، منهم‎ ‎المسلمون ومنهم غير المسلمين.‏‎
ونلحظ أن فعل " بعث ويبعث "خاص ببعث الله للمسلمين‎ ‎ليعذبوا اليهود ، وأن هذا الفعل لا ‏ينطبق على الأقوام غير المسلمين ، الذين‎ ‎يعذبونهم - والله تعالى أعلم بمراده- .‏‎
فمعلوم أن فرعون وقومه قد عذبوا اليهود ،‎ ‎ولم يسم القرآن تعذيب فرعون وجنوده لهم " بعثاً ‏ربانياً " لأن فرعون وقومه كانوا‎ ‎مجرمين ظالمين جناة وبنو إسرائيل -يومها- كانوا ‏مضطهدين مظلومين ! وعذب أقوام آخرون‎ ‎اليهود قبل الإسلام ، مثل البابليين والرومان ‏والنصارى وليس عذابهم بعثاً ربانياً !‏‎ ‎وقد عذب الله اليهود في هذا العصر على أيدي هتلر ‏والنازيين ، وليس هذا بعثاً‎ ‎ربانياً ! لأن هؤلاء الكافرين الذين عذبوا اليهود لا يستحقون أن ‏ينسبوا إلى الله‎ ‎نسبة تكريم وتشريف وبعث ، مع أنهم سبب ظاهري مادي اختاره الله ليوقع ‏نقمته وعذابه‎ ‎باليهود.‏‎
المسلمون بعث رباني على اليهود :-‏‎
لما أخبر القرآن عن تعذيب المسلمين‎ ‎لليهود اختار لهم "فعلاً" تكريمياً وعبارة تشريفية خاصة ‏بهم ، وذلك في موضعين :-‏
‎ ‎الأول قوله تعالى (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَاب)‏
وهذا‎ ‎بعث مستقبلي لم يتحقق قبل نزول سورة الأعراف المكية ، وإنما تحقق بعد نزولها ، وتم‎ ‎على أيدي المؤمنين أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد عرفنا هذا المعنى‎ ‎المستقبلي ‏من الفعل المضارع " ليبعثن "‏
والثاني قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ ‏الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) (الاسراء:5) ‏وهذا بعث مستقبلي أيضاً لم يتحقق قبل نزول سورة‎ ‎الإسراء المكية ، ولكنه تحقق فيما بعد في ‏المدينة المنورة على يد رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام. وقد عرفنا هذا ‏المعنى المستقبلي من ظرف " إذا "‏‎ ‎الذي هو ظرف لما يستقبل من الزمان .‏‎
إذن العبارتان (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا)‏
‎ ‎و (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَاب)‏
خاصتان بالبعث الإسلامي ، الذي يبعثه‎ ‎الله على أيدي العباد المؤمنين الربانيين الذين يعذبون ‏اليهود .‏‎ ‎هذا البعث مستمر‎ ‎إلى يوم القيامة‎ ‎والمسلمون الربانيون هم المرشحون الوحيدون ‏للقضاء على اليهود ،‎ ‎وتعذيبهم وإراحة شعوب العالم منهم ، وهم الذين يبعثهم الله على اليهود ‏، ويسلطهم‎ ‎عليهم ويمكنهم منهم وينصرهم عليهم .‏‎
وأعتقد - من خلال نفحات وأنوار هذه الآية -‏‎ ‎أن تمكين الله لليهود على أرض فلسطين في ‏هذا الزمان ، إنما هو تمهيد وتهيئة للبعث‎ ‎الإسلامي القادم ، الذي يحمل جنوده الربانيون ‏العذاب الإلهي ، ويصبونه على اليهود ،‎ ‎وأرى كل الأحداث والأمور يسيرها الله لتحقيق هذه ‏الغاية الربانية الحكيمة والله‎ ‎تعالى أعلم.‏‎
المسلمون الربانيون هم الذين سيعذبون اليهود ، ولهذا فإن الله يجمع‎ ‎لهم اليهود من بقاع ‏الأرض إلى فلسطين ، ليسهل عليهم تعذيبهم والقضاء على دولتهم.‏‎ ‎وهم الوحيدون الذين ‏اختارهم الحكيم ليستمروا في " سوم " اليهود سوء العذاب إلى يوم‎ ‎القيامة ، " ليبعثن عليهم إلى ‏يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " .‏‎
إن الحرب في‎ ‎الحقيقة هي بين اليهود - أخبث شعب - وبين المسلمين - خير أمة أُخرجت ‏للناس - لأن‏‎ ‎المسلمين هم أعداء اليهود الذين يعرفونهم على حقيقتهم ، ويكشفون زيفهم ، وهم‎ ‎الوحيدون الذين يملكون القوة للقضاء على اليهود لأن الله معهم ! وهذا ما قرره‎ ‎الصحابة ‏والتابعين - رضوان الله عليهم - أثناء تفسيرهم للآية التي نتكلم عنها‏‎ .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الذين يسومون اليهود سوء العذاب هم محمد صلى‎ ‎الله عليه ‏وسلم وأمته إلى يوم القيامة.‏‎
وقال قتادة : بعث الله على اليهود هذا‎ ‎الحي من العرب ( وهم المسلمون ) فهم في عذاب منهم ‏إلى يوم القيامة ( انظر تفسير‎ ‎الطبري لهذه الآية 13 : 104-207 ). وقد عقب ابن كثير ‏على هذه الأقوال قائلاً : قلت‎ : ‎ثم آخر أمر اليهود أنهم يخرجون أنصاراً للدجال ، فيقتلهم ‏المسلمون مع عيسى ابن‎ ‎مريم ، وذلك آخر الزمان.‏‎

‎ ‎‏ 3- سورة الإسراء‎
صراع بين رسالتين‎:-‎
‎ ‎قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا ‏حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ ‏أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً))ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) (الاسراء:1-3) ‏لسورة‎ ‎الإسراء اسم توقيفي آخر هو سورة بني إسرائيل ، وقد بدأت بالحديث عن إسراء ‏الرسول‎ ‎صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في ‏بيت‎ ‎المقدس ، ثم أشارت إلى البركة التي جعلها الله في المسجد الأقصى وما حوله، ثم‎ ‎انتقلت ‏مباشرة انتقالاً تاريخياً من الرسالة الإسلامية إلى رسالة موسى نبي بني‎ ‎إسرائيل عليه السلام، ‏وإلى التوراة وما كلف الله بني إسرائيل فيها. وأخبرتنا عن‎ ‎إفسادين كبيرين مقترنين بالعلو ‏الكبير يقعان على أيدي اليهود، وأطلعتنا على وضع‎ ‎اليهود في كل منهما ، وحددت ملامح ‏الرجال العباد الربانيين ، الذين يزيلون‎ ‎الإفسادين اليهوديين ، وكان تركيزها على الإفساد ‏الثاني اليهودي أكبر.‏‎
إن الله‎ ‎يريد تعريفنا على طبيعة صراعنا مع اليهود وهو صراع بين رسالتين : رسالة الحق ‏التي‎ ‎يمثلها المسلمون ورسالة الباطل التي يمثلها اليهود وسيبدأ على أرض المدينة وينتهي‎ ‎على ‏الأرض المباركة.‏‎ ‎
مظاهر البركة حول الأقصى‎ ‎‏:-‏
قد يخطيء بعض الناس في فهم‎ ‎البركة فيما حول المسجد الأقصى ، فيقصرها على البركة ‏الزراعية فهي الأرض التي تدر‎ ‎لبناً وعسلاً . صحيح أن هذه البركة موجودة لكنها بركة من ‏بركات كثيرة ، ومظهر من‎ ‎مظاهر البركة العديدة، فهي مباركة بركة إيمانية ، فللإيمان فيها ‏وجود راسخ ثابت‎ ‎أصيل ، قبل إبراهيم عليه السلام وبعده ، وهي بلاد نبوات ورسالات ، ‏وهي مباركة بركة‎ ‎إيمانية قديمة ومعاصرة ومستقبلية ، فتاريخها الأصيل هو تاريخ للإسلام ‏والإيمان‎ ‎والعبودية لله ، وهي مباركة بركة جهادية حضارية حركية ، فعليها كان يسجل ‏التاريخ‎ ‎الإيماني منعطفاته الخطيرة وأحداثه العظيمة ، وعليها كان يسجل التاريخ الجاهلي‎ ‎هزائمه ونكساته وزواله .‏‎
التاريخ عليها حي فاعل متحرك لا يتوقف ، وتُقدم أعوامه‎ ‎وشهوره وأيامه مفاجآت عجيبة ‏وأحداثاً خطيرة ومعارك فاصلة ، وزوال دول وأنظمة وولادة‎ ‎أخرى .‏‎
عليها قُصم الرومان والفرس والصليبيون والتتار ، وعليها سيقصم الله‎ ‎اليهود ويدمر كيانهم ، ‏وعليها سيقتل الله المسيح الدجال وعليها سيبيد الله جحافل‎ ‎يأجوج ومأجوج .‏‎
وهي مباركة بركة سياسية ، فهي أرض الإبتلاء والإمتحان ، وهي أرض‏‎ ‎الكشف والفضح ، ‏هي التي تكشف الخونة ، وتفضح العملاء والرايات والشعارات والدعوات.‏‎
سر الربط بين المسجدين‎ ‎‏:-‏‎
ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام‎ ‎والمسجد الأقصى ، وهناك سر بديع ‏لطيف للربط بين المسجدين ، فمن بعض حِكم هذا الربط‎ :- ‎
‏1- المسجد الأقصى وما حوله شهد وجود رسالات سابقة ، منها اليهودية‎ ‎والنصرانية ، كان ‏أصحابها هم الخلفاء على الناس ، والأمناء على الدين والإيمان ،‎ ‎والوارثين للأرض المباركة ‏‏. والمسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة ،‎ ‎وولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة ‏والوراثة والأمانة . فبما أن الأمة الجديدة‎ ‎تقيم حول المسجد الحرام ، فلا بد لها كي تحقق ‏خلافتها وأمانتها على البشرية من أن‎ ‎تتملك ما حول المسجد الأقصى ، وأن ترثه هي من ‏الذين يقيمون حوله.‏‎ ‎
‏2- أن السورة‎ ‎تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى وما حوله فهو مبارك ‏ومقدس كبركة‎ ‎وقدسية المسجد الحرام وما حوله .‏‎ ‎
‏3- تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد‎ ‎المسجدين ، ومن أطماع الأعداء الكافرين ‏في المسجدين ، وأن الخطر الذي يتهدد المسجد‎ ‎الأقصى ، هو الخطر الذي يتهدد المسجد ‏الحرام.‏‎
فلما أخذ الصليبيون الأقصى وما‎ ‎حوله ، واستقروا فيه ، توجهت أنظارهم وبرامجهم ‏ومطامعهم نحو المسجد النبوي في‎ ‎المدينة المنورة ، والمسجد الحرام في مكة المكرمة ، فقام " ‏أرناط ، ملك الكرك‎ ‎الصليبي ، بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز ، كادت تنجح لولا أن الله ‏هيأ لهذه‎ ‎الأمة صلاح الدين الأيوبي.‏‎ ‎
‏4- أن السورة تقدم للمسلمين المستضعفين في مكة‎ ‎المحاربين هناك بشرى ربانية ، بالفرج ‏والنصر والتمكين ، فستنتهي تلك المرحلة الحرجة‎ ‎التي يعيشونها في مكة ، وسيكتب الله لهم ‏التمكين ، فيفتحون البلاد ، ويصلون للمسجد‎ ‎والأرض المباركة ، متابعين خطى رسولهم صلى ‏الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، ويفتحون‎ ‎تلك البلاد ، ويقيمون عليها حكم الله ، ويعيدون تشييد ‏المسجد الأقصى وبناءه .‏‎ ‎فالرسول صلى الله عليه وسلم كان ممهداً لفتح بلاد الشام ، وكان ‏إسراؤه إلى المسجد‎ ‎الأقصى إرهاصاً ربانياً بفتح المسلمين الحقيقي القادم لهذه الأرض .‏‎
إفسادان‎ ‎لبني إسرائيل‎ ‎‏:-‏‎
قال سبحانه (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً ‏كَبِيراً) (الاسراء:4) ‏‏(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً ‏مَفْعُولاً)(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(إِنْ أَحْسَنْتُمْ ‏أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا ‏دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ ‏لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (الاسراء 5-8) ‏‏ أول مرة " وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً "- "عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ "- "وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ ‏حَصِيراً " (الاسراء: من الآيات 4-8)‏
وقال تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ‏فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104) ‏اختلف العلماء في تفسيرهم للإفسادين ولكن جميع التفاسير السابقة لا تنطبق‎ ‎عليها الأحداث ‏التي وردت في الآيات فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص وأحداث‎ ‎التاريخ . لقد علا ‏اليهود قديماً وأفسدوا إفسادات كثيرة ، ونظراً لربط الآيات‎ ‎الكريمة بين المسجد الأقصى ‏والتاريخ اليهودي فإننا نؤكد أن الإفسادين متعلقان‎ ‎بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد صلى الله ‏عليه وسلم.‏‎
إفسادهم الأول في المدينة‎ ‎‏:-‏‎
أتى اليهود إلى يثرب هاربين من الإضطهاد الروماني واليوناني الذي صُب عليهم في‎ ‎بلاد ‏الشام ، وأُعجب العرب بما عند اليهود من مال وعلم وثقافة ، وتفنن اليهود في‎ ‎التحكم بالعرب ‏والإفساد بينهم وامتصاص خيراتهم وإخضاعهم ، وكانوا يبشرونهم بقرب‎ ‎ظهور نبي ، ‏ويهددونهم بأنهم سيتبعونه ويقتلون العرب معه ، ولكنهم لما بُعث محمد صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏كانوا أكثر الناس عداوة له ، وتآمروا على قتله وحاربوه مع القبائل‎ ‎العربية الجاهلية .‏‎
‎ ‎‏“فإذا جاء وعد أولاهما….. "‏‎ ‎‏:-‏‎
‎" ‎إذا " ظرف لما يستقبل من‎ ‎الزمان ، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية ، ‏وبالتالي فإن عباد الله‎ ‎الربانيين سيكونون أيضاً بعدها .‏‎
‎ ‎‏“بعثنا عليكم …."‏‎ ‎‏:-‏‎
إن التعبير بالبعث‎ ‎مقصود ومراد ، فالله بعث الصحابة بعثاً من العدم فلم يكن للعرب في ‏الجاهلية أية‎ ‎منزلة. كما أن كلمة " بعثنا توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً فقد ‏بعث‎ ‎الله الصحابة بعثاً فأزالوا إفساد اليهود وورثوا قوة اليهود ، الصغيرة في المدينة ،‏‎ ‎وقوة ‏فارس والروم الكبيرة في العالم .‏‎
‎" ‎عباداً لنا….."‏‎ ‎‏:-‏‎
هذه الجملة لا‎ ‎تنطبق إلا على الصحابة لأن الله سماهم " عباداً " وأضافهم إليه " لنا "‏‎
إن كلمة‎ " ‎عباد " لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين‎ ‎مثل بختنصر وغيره.‏‎
هناك فرق بين كلمتي عباد وعبيد لأنه لا ترادف في كلمات‎ ‎القرآن ، فكلمة " عبيد " ذُكرت في ‏القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار‎ ‎ومعظمها بصيغة : " وما ربك بظلام للعبيد " ‏أي أن الله يحاسب الكفار بعدله.‏‎
أما‎ ‎كلمة " عباد " فهي مذكورة خمساً وتسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين .‏‎ ‎إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة والكرامة وهي صفات المسلم .‏‎
‏“أولي بأس‎ ‎شديد…."‏‎ ‎‏:-‏
كانت قوة الصحابة وبأسهم في مواجهة اليهود في جانبين : الجانب المادي‎ ‎الذي تمثل في شدة ‏قتالهم لليهود ويشهد عليه حصارهم لبني قينقاع وبني النضير وقتل‎ ‎بني قريظة ومحاربتهم في ‏خيبر وإخراجهم منها .‏‎
والجانب المعنوي الذي تمثل في‎ ‎تحديهم لليهود وإذلالهم لهم ، ويشهد عليه مواقف أبي بكر ‏وعمر وعلي وعبادة بن الصامت‎ ‎وعبدالله بن رواحة وغيرهم .‏‎
لقد حكم " سعد بن معاذ " على بني قريظة حكماً‎ ‎ربانياً بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم ‏ومصادرة أموالهم واستملاك بيوتهم‎ ‎وأراضيهم وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه .‏‎ ‎
‎" ‎فجاسوا خلال الديار…"‏‎ ‎‏:-‏‎
الجوس هو تخلل الشيء والتغلغل فيه، وقد دخل الصحابة ديار اليهود، واحتلوها‎ ‎وجاسوا ‏خلالها في ديار بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وفي خيبر وفي وادي القرى‎ ‎وفدك ‏وتيماء.‏‎
لقد أزالوا كيانهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أجلى‎ ‎الفاروق بقاياهم عن جزيرة ‏العرب.‏‎
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الجوس بقوله‎ ‎تعالى )وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ‏مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب:26) ‏‏ )وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ‏‏(الأحزاب:27) ‏نحن نعيش الإفساد الثاني‎ ‎لليهود‎ ‎‏:-‏‎
إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة، وأن المسلمين هم الذين‎ ‎قضوا على ذلك ‏الإفساد ، نعلم أن الكَرّة تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال‎ ‎اللاحقة من المسلمين، ‏وهي الأجيال التي تعيش في هذا الزمان :" ثم رددنا لكم الكرة‎ ‎عليهم" . ولم تكن لليهود كرة ‏على الأقوام السابقين الذين حاربوهم .‏‎ ‎
‎" ‎وأمددناكم‎ ‎بأموال وبنين….."‏‎ ‎‏:-‏‎
أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي‎ ‎عليهم ، ويتم بوسيلتين هما ‏الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا هذه ،‎ ‎فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة ‏اليهود إلى فلسطين.‏‎ ‎
‎" ‎جئنا بكم لفيفاً….."‏‎ ‎‏:-‏‎
لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين‎ ، ‎ولن ‏يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم.‏‎ ‎
‎" ‎وجعلناكم أكثر نفيراً…"‏‎ ‎‏:-‏‎
أي أن الله عز وجل سيجعل اليهود الأكثر أعواناً‎ ‎ومؤيدين ، وهذا يبدو واضحاً من مواقف ‏العالم معهم.‏‎ ‎
‎" ‎إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم…"‏‎ ‎‏:-‏‎
هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس ،‎ ‎فهي أوهام ‏اخترعوها ولا أساس لها .‏‎
هذا هو الإفساد الأخير لليهود‎
تحدث‎ ‎القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )‏
وبقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً)‏
فكلمة " الآخرة " لا يراد بها‎ ‎يوم القيامة ، فليست هي المقابلة للدنيا ، وإنما الآخرة هنا هي ‏المقابلة للأولى ،‎ ‎الأولى في قوله " فإذا جاء وعد أولاهما " أي المرة الأولى ، والآخرة " فإذا ‏جاء وعد‎ ‎الآخرة " أي المرة الثانية في الإفساد ، وتدل على أنه سيكون الإفساد الأخير .‏‎
لماذا قال : " ليسوءوا وجوهكم " ؟‎
إن المعركة بين المسلمين واليهود لا ينتج‎ ‎عنها إبادة اليهود وإفناؤهم والقضاء عليهم ، وإنما ‏ينتج عنها إزالة فسادهم وتدمير‎ ‎كيانهم ، وتحويلهم إلى مجموعات يهودية ذليلة مهزومة ‏مسحوقة، فإساءة وجوه اليهود لا‎ ‎تعني إفناؤهم .‏‎
اليهود والمسيح الدجال‎ ‎‏:-‏‎
سيظهر الدجال - وهو يهودي - في آخر‏‎ ‎الزمان من أصفهان بإيران ، وسيتبعه منها سبعون ‏ألف يهودي ، ثم يحاربهم المسلمون‎ ‎ومعهم عيسى عليه السلام الذي سيقتل الدجال بيده الشريفة ‏، وسيقضي المسلمون على كل‎ ‎يهودي تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تقوم ‏الساعة حتى تقاتلوا‎ ‎اليهود ، فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول :" يا مسلم يا عبدالله : ‏هذا يهودي‎ ‎ورائي تعال فاقتله".‏‎ ‎
‏( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )‏‎ ‎‏:-‏‎
يعود الضمير‎ ‎الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا " ، فالذين يسوءون ‏وجوه‎ ‎اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة ، والمراد بالمسجد هنا المسجد‎ ‎الأقصى ، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان ، وتم‎ ‎لهم ‏فتح الشام ونشر الإسلام فيه.‏‎
فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود‎ ‎والمسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية ، وليست ‏معركة قومية أو يسارية أو إقليمية‎ ‎وليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.‏‎

لطائف قرآنية من الآيات‎ ‎‏:-‏‎
الأفعال‎ ‎التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي : " رددنا " - " أمددناكم " - " جعلناكم "‏‎
الفاعل في الأفعال الثلاثة " نا " يعود إلى الله عز وجل فهو يفعل لهم تلك‎ ‎الأفعال ، وفق ‏حكمته ومشيئته تمهيداً لقضاء المسلمين عليهم.‏‎
وعند كلام الآية عن‎ ‎فعل المسلمين بهم ، فقد عرضت ثلاثة أفعال مسندة للمسلمين المجاهدين ‏هي : " ليسوءوا‎ " - "‎وليدخلوا " - " وليتبروا "‏‎
الفاعل في الأفعال الثلاثة " الواو " يعود على‎ ‎المسلمين ، صحيح أن الله هو الذي يقرر ويقدر ‏، لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله‎ ‎لهم ، وتشريف لهم . إذاً هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها ‏أفعال ثلاثة للمسلمين .‏‎

وهناك لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق الإفساد الثاني لليهود ،‎ ‎وعن تدمير ‏المسلمين له عبرت بحرف الشرط " إذا " فقالت " فإذا جاء وعد الآخرة ،‎ ‎ليسوءوا وجوهكم ‏وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ".‏‎
بينما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن إحسان اليهود " إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم ‏وإن أسأتم فلها ".‏‎
كما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن عودة‎ ‎اليهود للإفساد " وإن عدتم عدنا " ‏وهناك فرق بين " إذا " و " إن " الشرطيتين .‏‎
تدخل " إذا " على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه ، لا شك فيه ،‎ ‎وتدخل " إن " ‏على فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه .‏‎
أي أن الإفساد الثاني لليهود سيتحقق وأن إحسانهم لن يتحقق.‏‎
وبما أن عودة‎ ‎اليهود للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة ، عبر عنها بحرف ‏‏" إن "‏‎ ‎التي تدل على هذا المعنى " إن عدتم عدنا "‏‎

عن كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية"‏
تأليف : د.صلاح‎ ‎الخالدي




مصير اسرائيل في القران الكريم - محارب النور - 01-27-2006

وأذا اصلا لم يكن هناك شي اسمة "بني اسرائيل"وتلك القصص اختراع او اقتباس لقبيلة بدوية رعوية ,تبحث عن الماء والمراعي .

سوف يهدم البنيان القصصي كلة ,لان اصلا مرتكز على قرميدة اكلها الطحلب وترطبت بما فية الكفاية .

لا نعرف من هو موسى ,لم تذكرة حضارة قديمة معاصرة له ,لم نسمع من السجلات الفرعونية شخص اسمة يوسف ,لم نسمع عن يعقوب ولا سليمان ولا نعرف اين الهيكل هذا اصلا ان وجد.

محارب النور

لا شي شخصي (f)


مصير اسرائيل في القران الكريم - Hajer - 01-27-2006



محارب النور ان كنت لا تعرف موسى و لا عيسى و لا يوسف و لست متأكدا من وجود شيء اسمه بني اسرائيل و لا شيء اسمه هيكل سليمان، فاننا عكسك تماما...

لكل انسان طريقه في الدنيا و الاخرة...أصابع اليد غير مستوية:D


مصير اسرائيل في القران الكريم - محارب النور - 01-27-2006

محارب النور لا تهمة الجنة او النار ,الجحيم شاهدتة عشرات المرات على الارض ,صورة وصوت واحساس وروائح الجثث المحترقة ,بعدها لا يهم ,عذاب مضاعف ,زيادة جرعة ,لا تهم .

الجنة سوف اخلقها يومن ما ,ولكن في فناء حديقتي الخلفية.

محارب النور

أبدي (f)


مصير اسرائيل في القران الكريم - Hajer - 01-27-2006


محارب النور أنت شجاع:D




مصير اسرائيل في القران الكريم - بهجت - 01-27-2006

هاجر الزميلة المؤمنة .
أرى أن عرضك مؤثر رغم أنه تكرر كثيرا و نعيده كلما حققت إسرائيل انتصارا كما حدث عام 1967 ،و لكن إسرائيل لم تحقق انتصارا جديدا فلم تكرار هذه القصة الآن ، هل حققت إسرائيل انتصارا آخر بورطة حماس كما تعتقدين ؟. يا سيدتي .. يرى معظم الفقهاء أن حكايات بني إسرائيل انتهت بفصليها في التاريخ القديم ،ولم ترد للتبوء بل للتأسي ، فالقرآن ليس كتابا في السياسة الدولية المعاصرة .
أريد فعلا أن أسأل أحدكم :" لم يهتم القرآن الكريم بدولة صغيرة جدا وبلا أهمية لولا خيبة العرب التي لا مثيل لها مثل إسرائيل ولا ترد فيه أي معلومات عن مصير كندا أو فرنسا و الصين و جنوب إفريقيا وماليزيا مثلا ، و كلها دولا أكبر و أكثر أهمية ؟.
هل تعتقدون فعلا أن شعب إسرائيل هو المفضل عند الله و باقي الشعوب ديكور مثلا و لا إيه الحكاية ؟.
بعض المنطق و سيسر كل شيء على ما يرام ، صدقيني لأني أعرف هذه الأشياء و أسمع عنها منذ زمن بعيد .


مصير اسرائيل في القران الكريم - Hajer - 01-27-2006


الزميل العزيز بهجت ردك كله أخطاء ما يوضح أنك لا تفهم شيء في الدين الاسلامي و لا اليهودي و لا فاهم حتى موضوعي:o
فأنا لم أقل أبدا ان اسرائيل حققت انتصار و لا هم يحزنون...


عموما يلزمك حصص دينية كثيرة لتصحيح أفكارك الخاطئة و لتفهم ما قصدته...

و لعلمك القضية الاسرائيلية الفلسطينية قضية دينية بحتة من الجهتين و لن يفهمها غير المؤمنين و حلولهم كلها لن تجدي نفعا...