حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم (/showthread.php?tid=31149) الصفحات:
1
2
|
ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 02-27-2005 الأحد 27/شباط /2005 العدد 8728 المصدر السياسي قسم العناوين الأحد 27/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت احرونوت: - بعد شهرين من الهدوء الارهاب يعود. - انفجار الهدوء. - الفلسطينيون ينفذون وينددون ايضا. - لم نُفاجأ. - اختبار الصبر. - قاتلوا في المناطق وقُتلوا في تل ابيب. - العرس الذي لم يتم. - في اسرائيل يتهمون: "سوريا مسؤولة" - 25 قتيلا منذ موت عرفات. - تل أبيب مدينة بدون توقف. معاريف: - وهم الهدوء. - اسرائيل تقرر استئناف العمليات ضد الجهاد. - الجهاد مرة اخرى في بؤرة الاستهداف. - النار في المتنزه: 4 قتلى و 50 جريحا. - اخوة بالدم. رفاق حتى النهاية. - قبل شهر من العرس. - جنازة بدل عرس. - سوريا مسؤولة. - "وماذا اذا كانت عملية: أنكف عن الحياة؟". هآرتس: - 4 قتلى و50 جريحا في عملية انتحارية في نادي في تل ابيب؛ وزير الدفاع: سوريا مسؤولة. - كارثة السرية ب: جاءوا الى الحفلة وقُتلوا في العملية. - اسرائيل تنتظر أبو مازن. - شارون ايضا علق في معضلة أزعجت كل سابقيه منذ اوسلو. - هذه المرة، الشارع والقيادة يتحفظان ايضا. - مجموعة من الذراع العسكري للجهاد الاسلامي اخذت على عاتقها المسؤولية عن العملية. * * * المصدر السياسي قسم الأخبــــار الأحد 27/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 الخبر الرئيس - العملية في تل أبيب - هآرتس - من زئيف شيف: اسرائيل تنتظر أبو مازن../ لو كانت العملية التي وقعت أمس في تل ابيب قد تمت في فترة اخرى، استمرت لسنوات، من المواجهة العسكرية مع الفلسطينيين، لكان الرد العسكري الاسرائيلي شبه تلقائي. وكان الرد سيوجه ضد مرسلي الانتحاري، دون اعتبار للسلطة الفلسطينية، وبالمقابل كانوا سيهدمون منزل المخرب انطلاقا من التفكير بأن الامر سيردع غيره من الانتحاريين. أما هذه المرة فالاستنتاج هو غير ذلك. القرار هو السماح لرئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) وحكومته العمل ضد المسؤولين عن العملية والاثبات بأنهم بالفعل يعارضون العنف والاعتداءات على الاسرائيليين. والتقدير هو ان الجهاد الاسلامي مسؤولة عن العملية وهي التي بعثت بالانتحاري الى تل ابيب. أما ممثلو الجهاد في القطاع فقد نفوا ان يكون لمنظمتهم أي صلة بالحدث. ورغم النفي في الجهاد الاسلامي، فان هذا لا يجد القبول في محافل الاستخبارات في اسرائيل. فمعروف ان الانتحاري نفسه، من قرية دير الغصون، المجاورة لطولكرم، كان عضوا في منظمة الجهاد. كما ان هناك مسألة من قدم للمخرب المساعدة، ضمن امور اخرى بنقله الى تل ابيب. وبالمقابل، ليس مؤكدا ان منظمة حزب الله على صلة بهذه العملية. فمعروف ان حزب الله يساعد ماليا الجهاد الاسلامي، ولا سيما منظمة شهداء الاقصى، التي تنتمي لفتح. وحتى يوم أمس لم يعثر على أدلة ثابتة على ان حزب الله على ضلع بالعملية. حقيقتان تقفان خلف قرار اسرائيل عدم الرد فورا بوسائل عسكرية وإبقاء معالجة أمر العملية على حكومة أبو مازن. رئيس السلطة الحالي صرح عدة مرات بأنه يعارض اعمال العنف ضد اسرائيل وانه سيعمل على تطبيق هذا التعهد. وفي اسرائيل يقبلون بالايجاب هذا التصريح وما ينطوي عليه من تعهد، ولكنهم يقولون ان أبو مازن يعمل ببطء شديد لتحقيق تعهده. ويحتمل جدا ان تحث العملية في تل ابيب أبو مازن الآن لتصعيد نشاطه ضد الارهاب. فلا بد ان أبو مازن يفهم بأنه توجد محافل مستعدة لعمل كل شيء للتشويش على وقف النار وبدء المسيرة السياسية الحالية، وانه اذا لم يسارع الى العمل ضدها، فستستأنف النار وتذهب الجهود الايجابية هباء منثورا. لقد تمكن أبو مازن من تشكيل حكومته الجديدة الاسبوع الماضي، وعين الجنرال نصر يوسف وزيرا للداخلية مسؤولا عن الاجهزة الأمنية الفلسطينية. وفي اطار مهمة الاجهزة فانها ستكون مسؤولة عن القتال ضد العنف والارهاب. وتوجد حكومة أبو مازن الآن في فترة انتقالية، ومن المتوقع ان يبدأ في الفترة القريبة القادمة الاصلاح في اجهزة الأمن. والحقيقة الثانية التي ستؤثر على رد اسرائيل ترتبط باستنتاجات لجنة فحص خاصة برئاسة اللواء اودي شني عينت مؤخرا بمسألة هدم منازل منفذي العمليات الانتحارية. وأحد الاستنتاجات هو انه لا يوجد ما يؤكد ان هدم منزل انتحاري يزيد الردع. هذه الاستنتاجات طرحت على البحث في هيئة الاركان ويبدو انهم سيتصرفون بموجبها في هذه الحالة. ومع ذلك فانه تحتمل ردود فعل اخرى على العملية الانتحارية. فمدينة طولكرم والقرى المجاورة لها كانت مرشحة للنقل السريع نسبيا الى المسؤولية الفلسطينية. يحتمل جدا ان يؤجل هذا النقل حاليا. ويحتمل ايضا ألا يندرج سجناء الجهاد الاسلامي في المجموعة القادمة من السجناء الذين سيفرج عنهم من السجن الاسرائيلي في اطار بادرات اسرائيل الطيبة. ويدور الحديث عن نهج اسرائيلي مكبوح الجماح ومعتدل يراعي جدا رئيس السلطة أبو مازن. ولكن محظور تجاهل امكانية ان يواصل المتطرفون في اوساط الفلسطينيين - بمعونة حزب الله أو بدونها - تنفيذ عملية أكبر من شأنها ان توقع خسارة كبيرة جدا. تدهور خطير كهذا سيغير بالتأكيد النهج الاسرائيلي وردود الفعل العسكرية. هآرتس - من ألوف بن: شارون ايضا علق في معضلة أزعجت كل سابقيه منذ اوسلو../ العملية في متنزه تل ابيب وضعت قيد الاختبار وقف النار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد 16 يوما فقط من اعلانه في قمة شرم الشيخ. وقد ضرب الارهاب في مكان حساس تعرض لعمليات شديدة في الماضي. وذكرتنا بأن العناوين الرئيسة عن "نهاية الانتفاضة" كانت سابقة لأوانها، والحراس في مداخل المطاعم والمقاهي والنوادي لن يختفوا من المشهد قريبا. رئيس الوزراء، اريئيل شارون، الذي احتفل أمس بيوم ميلاده الـ 77، علق في معضلة أزعجت كل سابقيه منذ التوقيع على اتفاق اوسلو: كيف يمكن الدفاع عن النفس ضد العمليات والرد عليها دون دفع المسيرة السلمية الى الانهيار، وهي التي تشبه الوليد الخداج في دفيئته. شارون مقيد بعقدة من الاضطرارات. فهو معني بنجاح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن). واذا ما عادت اسرائيل الى ردود الفعل بالقوة في المناطق، فان أبو مازن سيضعف بل وسيكون بوسعه ان يتملص من مسؤوليته عن منع الارهاب. ولكن اذا ما تجاهلت اسرائيل، فانها ستعطي جائزة للارهابيين. كما ان شارون على علم بالتوقع الامريكي في ان تتجلد اسرائيل على العمليات وتعطي فرصة للقيادة الجديدة في رام الله. في هذه الظروف، سيمتنع شارون عن رد عسكري مكثف. وستركز اسرائيل جهودها على المستوى السياسي - الدبلوماسي، وستستغل الظروف للضغط على عباس وعلى وزير داخليته الجديد، نصر يوسف، لتشديد جهودهما ضد الارهاب. وعدم الاكتفاء بالتفاهم مع المنظمات، بل إظهار نشاط حقيقي، بالاعتقالات مثلا. في المحادثات التي سبقت وقف النار، قال الاسرائيليون للفلسطينيين: نحن نتوقع انخفاضا كبيرا في الارهاب، ولكننا نفهم انه ستكون عمليات هنا وهناك؛ توقعنا منكم ان تعملوا لمنع الارهاب، واذا ما فشل المنع، فعليكم التحقيق، الاعتقال والحبس للمسؤولين. "الآن سننتظر لنرى ماذا يفعل الفلسطينيون"، قالت أمس مصادر سياسية كبيرة، "وبموجب ذلك نقرر كيف نعمل". وستحاول اسرائيل استخدام العملية كرافعة في الساحة الدولية، مثلما دلت على ذلك الشكوى التي رفعتها أمس الى مجلس الأمن في الامم المتحدة. وستتصاعد الجهود لتسويد وجه حزب الله. كجهة مسؤولة عن العمليات وتهدد حكم أبو مازن. الاتحاد الاوروبي يتملص، حاليا، من طلب اسرائيل إدخال حزب الله في قائمة منظمات الارهاب؛ وأدلة إدانة بدور في العملية في المتنزه ستعزز هذه الخطوة. واذا تبين ان الجهاد الاسلامي هي المسؤولة. ستوجه الجهود السياسية للضغط على سوريا. وإلقاء التهمة على جهات خارج المناطق يخفف عن أبو مازن ويخدم كبح الجماح العسكري الاسرائيلي. ويوم الثلاثاء ينعقد في لندن المؤتمر لتعزيز السلطة الفلسطينية، وفي اسرائيل يتوقعون ان يدعو المنظمون عباس الى العمل ضد بنى الارهاب التحتية، ويعززون البنود الأمنية المعتدلة في السياق الختامي. ولكن هذه فرحة فقراء. فللمؤتمر سيكون تأثير صفر على أي حال. وفي ختامه سيصل الى المنطقة المنسق الأمني الامريكي، الجنرال وليام وورد والعملية في المتنزه ستجسد له، بالتأكيد، صعوبة المهمة التي أخذها على عاتقه. معاريف - من عمير ربابورت وآخرين: الجهاد مرة اخرى في بؤرة الاستهداف../ الأمر وصل مباشرة من قيادة الجهاد الاسلامي في دمشق، ولكن من سيدفع أغلب الظن ثمن العملية في تل ابيب، هم كبار مسؤولي المنظمة في المناطق. ففي جهاز الامن تقرر وقف وقف النار حيال الجهاد، والمعنى كفيل بان يكون استئناف العمليات ضد رجال المنظمة في الوقت القريب القادم. في الاسابيع الاخيرة امتنعت اسرائيل عن العمل ضد كبار مسؤولي الجهاد الاسلامي وغيرها من المنظمات الارهابية، وعملت فقط ضد الخلايا التي تعنى بشكل مباشر بتخطيط وتنفيذ العمليات. القرار باستئناف المطاردة لكبار مسؤولي الجهاد اتخذ في نهاية نقاش لتقدير الوضع استغرق ثلاث ساعات برئاسة وزير الدفاع شاؤول موفاز، جرى أمس في مقر قيادة الدفاع في تل ابيب. وشارك في النقاش كبار مسؤولي جهاز الامن بمن فيهم رئيس الاركان ونائبه، رئيس شعبة الاستخبارات وكبار مسؤولي المخابرات والشرطة الاسرائيلية. وقال موفاز في النقاش ان "العملية في تل ابيب شديدة جدا. ومع كل الرغبة من جهتنا للتركيز على المسيرة - ونحن ملتزمون بالتقدم في المسيرة، لا يمكننا أن نبقى غير مبالين حيال الاعمال الاجرامية كهذه وسنقوم بكل الاعمال اللازمة لمنع منظمات الارهاب من المس بأمن مواطني اسرائيل". ووجه اصبع الاتهام تجاه الرئيس السوري بشار الاسد. "سوريا تواصل منح الرعاية لمنظمات الارهاب وتشجيعهم على تنفيذ العمليات الأمر الذي يعرض للخطر المسيرة حيال الفلسطينيين والاستقرار في المنطقة"، قال الوزير موفاز في اجمال النقاش. وخلفية هذه الاقوال هي التقدير الاستخباري الذي طرح في النقاش ويقضي بأن اوامر تنفيذ العملية صدرت مباشرة من قيادة الجهاد الاسلامي، التي تعمل بلا عراقيل من دمشق. في المرة السابقة هاجموا في سوريا المرة السابقة التي اتهمت فيها اسرائيل سوريا بالمسؤولية عن العملية انتهت بغارة من سلاح الجو على أهداف لمنظمات الارهاب قرب دمشق. وكان ذلك إثر العملية الانتحارية في مطعم "مكسيم" في حيفا، في تشرين الاول 2003. ويبدو أن هذه المرة لن تسارع اسرائيل هذه المرة الى الهجوم خلف الحدود السورية - رغم انها لم تتعهد بذلك - وستكتفي برد سياسي. وتتوقع محافل أمنية وضع سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن في صورة الوضع والطلب اليهم المبادرة الى مشروع قرار للتنديد بسوريا لتأييدها الارهاب. ممثلو اسرائيل في العالم، ولا سيما في واشنطن، في لندن وفي باريس تلقوا التعليمات للطلب من كبار مسؤولي الادارة هناك العمل على ممارسة الضغط الكبير على سوريا لاغلاق مكاتب الارهاب في دمشق فورا. في مكتب رئيس الوزراء قدروا أمس بان العملية لن تمر دون رد عسكري، ولكنهم اشاروا الى أن رد الجيش الاسرائيلي منوط أيضا بالرد الفلسطيني. وقال أمس مصدر في مكتب شارون انه "اذا ما شن الفلسطينيون حملة اعتقالات ضد الجهاد الاسلامي، فلن تكون حاجة الى رد فعل اسرائيلي". وفي هذه المرحلة يبدو أن اسرائيل لن تحطم الاواني ولن تتخذ اجراءات تدفع الهدنة الى الانهيار. وباستثناء رفع الحصانة عن نشطاء الجهاد الاسلامي، من المتوقع للرد الفوري في المناطق أن يتضمن بالاساس موجة اعتقالات في منطقة مدينة طولكرم وارجاء السامرة. وقال أمس مصدر أمني كبير "علينا أن نتخذ اعمالا تحافظ على التوازن: من جهة عدم هدم المسيرة حيال الفلسطينيين ومن جهة اخرى الايضاح باننا غير مستعدين لامتصاص عملية كهذه". كما أن الاتصالات مع الفلسطينيين من المتوقع أن تتواصل. فمنذ اليوم من المتوقع لقاء بين مساعد رئيس الوزراء شمعون بيرس ووزير الشؤون المدنية محمد دحلان. وتقرر اللقاء قبل العملية، ولكن رغم الاحداث فان اللقاء لم يلغى. ومع ذلك فان اسرائيل ستجمد على الاقل على مدى اسبوع عملية نقل السيطرة الامنية في المدن في يهودا والسامرة الى قوات الامن الفلسطينية. تجنيد رجال الاعلام ايضا الى جانب الجهود السياسية والمداولات الامنية التي بدأت أمس في وزارة الدفاع وستستمر اليوم في جلسة المجلس الوزاري، شرعت اسرائيل بهجوم اعلامي في وسائل الاعلام الاجنبية. كبار الاعلاميين وعلى رأسهم نائب مدير الاعلام في وزارة الخارجية جدعون مئير، الناطق بلسان وزارة الخارجية مارك ريغن والناطق بلسان رئيس الوزراء الى الصحافة الاجنبية رعنان جيسين، اجريت معهم لقاءات على مدى ساعات الليل والصباح في شبكات الاتصالات في ارجاء العالم، بما فيها محطة "الجزيرة". وقد وجهوا اصبع الاتهام الى سوريا ولكن الرسالة المركزية في الاعلام الاسرائيلي موجهة نحو ابو مازن: "لا نريد اقوال - بل افعال". والى ذلك تعززت الصلة مؤخرا بين منفذي العملية وبين قيادة الجهاد الاسلامي في سوريا. عضو المكتب السياسي في المنظمة المدعو ابو طارق اعترف بان رجاله نفذوا العملية في تل ابيب. وابو طارق هو لقب نائب رئيس الجهاد الاسلامي ويدعى زياد نخالة. والسبب وراء العملية على حد تعبير ابو طارق هو خرق اسرائيل للهدنة. فقد قال بانه "مر شهر منذ توصلنا الى اتفاق التهدئة مع السلطة الفلسطينية وفي هذه الفترة نفذت اسرائيل 265 خرق، قتلت 15 فلسطينيا، اصابت العشرات واعتقلت الكثيرين. طالما استمرت الخُرقات فاننا سنرد عليها. أما سوريا فقد نفت "كل صلة لها بالعملية". يديعوت - من روني شكيد: الفلسطينيون ينفذون وينددون ايضا../ ردود فعل سلبية من الشارع الفلسطيني، وليس فقط من القيادة، مثل تلك التي انطلقت في اعقاب العملية الارهابية في تل ابيب لم يسمع بها من قبل منذ زمن بعيد في المناطق وربما لم يسمع بها على الاطلاق. فقد سارعت كتائب شهداء الاقصى الى الاتصال بابو مازن وتبليغه "ليس هذا نحن" وبناء على طلبه نشروا بيان نفي رسمي تضمن تنديدا بالعملية ايضا. الناطق بلسان حماس في غزة خرج عن طوره كي يشرح بان منظمته ملتزمة بالتفاهم مع ابو مازن وليس له يد او قدم في هذه العملية. كما أن قادة الجهاد الاسلامي صرحوا بالتزامهم بوقف النار وادعوا بانهم لا يعرفون من هم المنفذون. وفي جنين، في غزة وفي الخليل شتموا منفذي العملية ومرسليهم. ردود الفعل تشير الى فهم الفلسطينيين في أنه في محور الزمن الراهن فان الارهاب سيمس قبل كل شيء بمصالحهم. ولهذا فمن المريح لهم شتم حزب ا لله واتهامه بمحاولة دفع وقف النار الى الانهيار. في البداية تحدثوا عن تخطيط من حزب الله. لا يجب النسيان بان التنفيذ هو فلسطين. ومن يدري، ربما بسبب هذه العملية، والخوف من استئناف موجة العنف، سيبدأ أخيرا أبو مازن بعمل حقيقي ضد الارهاب - وليس فقط التنديد، او الحرص على مهلة وقف النار، بل تفكيك البنى التحتية للارهاب. إنه ملزم بان يفهم بان تفكيك الارهاب لا يرمي الى خدمة شارون، بل الى خدمة المصالح الفلسطينية - الاسرائيلية المشتركة. لن يكون نزيها القاء المسؤولية على ابو مازن طالما كانت المسؤولية الامنية في الضفة لم تنقل الى يده، ولكن العملية يجب ان تشكل له ضوء تحذير. وكي لا يكون هناك شك - فان منظمات الارهاب تواصل الوجود وهي لم تفعل سوى أن وضعت اسلحتها جانبا. ولهذا فحسن يفعل ابو مازن اذا ما فهم بانه ربما، ولكن فقط هذه المرة، تبدي اسرائيل الاستعداد للعض على شفتيها وتتجلد كي تمنحه الفرصة للعمل بنفسه - ويجمل أن يكون هذا مبكرا قدر الامكان. يديعوت - من عاموس ملكا (رئيس شعبة الاستخبارات السابق). لم نُفاجأ../ العملية الانتحارية أول امس في متنزه تل ابيب لا يجب أن تفاجىء أحدا. فحتى الاكثر تفاؤلا لم يتوقعوا أن يؤدي التفاهم بين قيادة السلطة ومنظمات الارهاب وانتشار القوات الفلسطينية الى وقف مطلق للعمليات على مدى الزمن. وكان السؤال فقط متى ستقع العملية القادمة، أين وعلى يد من. ولكل هذا ينبغي ان نضيف ايضا السؤال التالي: ماذا فعلت السلطة كي تمنعها؟ حسب المؤشرات من جهاز الامن، فان الحديث يدور عن عملية جاءت المبادرة لتنفيذها من الخارج - من دمشق، من طهران او بيروت. في الاسبوع الماضي حذر جهاز الامن من مثل هذه المحاولات. وللمحافل الخارجية، التي ليست هي جزء من اتفاقات وقف النار، توجد مصلحة للتشويش على كل تفاهم محتمل بين اسرائيل والفلسطينيين وبين قيادة السلطة ومنظمات الارهاب. وبتعبير آخر، فان لها مصلحة في جر اسرائيل الى ردود فعل عسكرية تؤدي الى أزمة حادة بينها وبين السلطة. وحسب هذا المنطق فان حزب الله، ايران ومنظمات الارهاب التي تستظل بسوريا ستواصل أيضا في المستقبل البحث عن كل سبيل لمواصلة العمليات. هذه المنظمات تشعر بانها محصنة ضد الرد بقدر كبير في ضوء الصعوبة في العثور على اطراف الخيوط في بيروت، في دمشق او طهران، وفي ضوء ما يعد لديهم كصعوبة اسرائيلية في الرد بشكل ناجع لا يورطها في تبادل الضربات في الحدود الشمالية. وفي اسرائيل إذ تفهم أهداف هذه العمليات، فان من شأنها أن توزن خطواتها وردود افعالها. ولهذا فهي غير ملزمة بالضرورة باتخاذ عملية عسكرية ضد اهداف فلسطينية توجد في "بنك الاهداف لديها"، الا اذا كان في حوزتها معلومات حقيقية تربط العملية بتلك الاهداف. ينبغي توجيه الرد بحيث يحرك تغييرا في طريقة العمل الفلسطينية ضد الارهاب وتوقظ حكم ابو مازن. أنا كنت سأوصي قادتنا بممارسة الضغوط المباشرة والدولية (امريكية، مصرية، اردنية واوروبية) على قيادة السلطة للانتقال أخيرا من "سُبات الاحباط" ونشر القوات الى اتخاذ أعمال احباط ناجعة. وان شئتم، يمكن أن نرى في ذلك اختبارا أول ايضا للجنرال وورد الامريكي ووزيرة الخارجية كونداليسا رايس. اما بالنسبة لسوريا، فان على قادة الدولة ان يستغلوا الزخم الدولي العام ضد تأييدها للارهاب لتشديد الضغط عليها. ما كنت سأتردد هذه المرة حتى من عملية عسكرية ضد اهداف موضعية في سوريا أو في لبنان، على أن يكون بيد اسرائيل ما يكفي من المعلومات عن منفذي العملية وما يكفي من الاستخبارات عن الاهداف التي يمكثون فيها. ------------------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم الأفتتاحيات الأحد 27/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 هآرتس - افتتاحية - 27/2/2005 لنعمل معا ضد الارهاب بقلم: أُسرة التحرير ردا على سؤال ماذا سيكون مصير وقف النار بين اسرائيل والفلسطينيين، واذا كانت حكومة اسرائيل سترد بالقوة على كل عملية ارهابية داخل اسرائيل، رد وزير الدفاع منذ وقت قصير مضى بأن "الاختبار هو اختبار النوايا". اذا تبين ان ابو مازن، خلافا لياسر عرفات، لا يوجه الارهاب بل يعمل لوقفه، اذا كانت قيادة السلطة الفلسطينية لا تبادر الى الارهاب، او تشجعه او تدعمه اقتصاديا، واذا كانت تعمل بأفضل ما تستطيع ضمن قدراتها المحدودة في هذه المرحلة على احباط العمليات، فلن يكون من الحكمة استئناف العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين بعد عملية ما، والالغاء بذلك للانجازات التي باتت واضحة على الارض كنتيجة للتعاون بين الطرفين. موقف وزير الدفاع هذا، والذي أعرب عنه في محفل مغلق قبل نحو اسبوعين، سيقف امام الاختبار بعد العملية الاجرامية في ليل السبت في نادي ستيج في متنزه تل أبيب. ثمن العملية - 4 قتلى و 48 جريحا، بينهم جرحى مصابين بجراحات خطيرة - أدخل مرة اخرى الجمهور في دوامة من اليأس والغضب. وينبغي الامل بان تحافظ حكومة اسرائيل على ضبط النفس اللازم في رد فعلها، والى جانب ذلك تشديد التعاون الامني مع ابو مازن، مما يحسن قدرة اجهزة أمنه على احباط عمليات الارهاب. قبل يومين فقط أعربوا في اسرائيل عن الرضى من نشاطات ابو مازن لمنع تهريب السلاح من مصر الى قطاع غزة من خلال اغلاق 12 نفق. ومع ذلك فقد أُعرب ايضا عن القلق في أنه لم يتم عمل ما يكفي لمنع العمليات الارهابية، اذا اخذنا بالحسبان أن الدوافع لتنفيذها لم تتقلص. وفي لحظات الحزن من الصعب أن نرى نصف الكأس الملأى، ولكن النظرة الواعية الى الواقع الامني المتحسن في الاشهر الاخيرة يدل على أن ضبط النفس العسكري والتعاون مع حكومة ابو مازن أظهرا نتائج على الارض، يحتمل أن يكون مطلوبا جهد أكبر من ذلك، ربما بمساعدة جهات دولية، وذلك من أجل اغلاق مسار المال من حزب الله والذي يسمح للارهاب بالاستمرار. في الماضي فشلت خطط سياسية عديدة بسبب تعاظم الارهاب. ولكن في الفترات الاصعب ايضا لم يكف الجمهور الاسرائيلي عن التأييد بمعظمه لانسحاب من المناطق، اخلاء مستوطنات وخلق خط حدود يفصل بين الدولة الاسرائيلية والدولة الفلسطينية. 67 في المائة من الجمهور أعربوا عن تأييدهم لخطة فك الارتباط عن قطاع غزة، حسب استطلاع لشركة "جيوكراتوغرافيا" اجري الاسبوع الماضي وهذا التأييد ليس منوطا بالغضب وبالألم على فقدان الارواح، بل ينبع من رؤية واعية للواقع ولاحتياجات الدولة لخط حدود قابل للدفاع. على خطة فك الارتباط ان تنفيذ كما كان مخططا، وتقصير الزمن لتنفيذها من 12 اسبوع الى 7 هو مبرر. يجب التطلع الى تقصير هذه المدة اكثر من ذلك، وعودة المواطنين الى الحياة الطبيعية ستشوش خطط المتطرفين في الجانبين للعمل ضد التهدئة. والاحتمال في أن تتجلد حكومة منتخبة لزمن طويل في ضوء الارهاب هو احتمال طفيف. وعليه، فان على حكومة شارون ان تشدد التعاون الامني مع ابو مازن. فتعزيزه سيجدي الطرفين، بعد أن تعاظم في الجانب الاسرائيلي الاقتناع بنواياه الطيبة والتي لسوء الحظ تجد دعمها بقدرة أمنية مثيرة للانطباع بما فيه الكفاية. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم التقارير والمقالات الأحد 27/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 27/2/2005 لن نعود الى نمط الارهاب بقلم: سيفر بلوتسكر خبير اقتصادي ومحلل استطلاعات عملية ليلة السبت في متنزه تل ابيب أوقفت اسرائيل على ساقيها. العملية حدثت بعد فترة طويلة نسبيا من الهدوء الأمني وذكرتنا بالمساويء الماضية. العملية بدت من خلال تنفيذها كحلقة اخرى في سلسلة عمليات الانتفاضة التي أعلنوا قبل مدة وجيزة عن الاحتفال بانتهائها. التطبيع انفجر ورهبة الارهاب عادت. وبالرغم من ذلك، حملت عملية تل ابيب مؤشرات واضحة عن فصل جديد في مكافحة الارهاب. الأهداف تغيرت: لم يعد الاسرائيليون وحدهم في دائرة الاستهداف بل ان قيادة السلطة الفلسطينية قد أصبحت هناك ايضا. اسرائيل اريئيل شارون وفلسطين أبو مازن تقفان الآن في خندق واحد من المتراس والجهاديون الاسلاميون على أشكالهم يقفون في الجانب الآخر. القتل هو القتل، إلا ان ردود الفعل على القتل هامة. الشجب والتنديد بالعملية لم يصدر فقط عن أبو مازن وكل القيادة الفلسطينية - من دون استخدام العبارات المحببة على قلب عرفات. أصوات الغضب ضد المخرب ومن وراءه ترددت في أرجاء المناطق وأدت الى تنافس الفصائل الفلسطينية فيما بينها للتأكيد على عدم علاقتهم بالامر، هذه الفصائل التي كانت بالأمس تتنافس على ادعاء المسؤولية عن إرسال المخربين. إلا ان الشجب ذاته مع كل أهمية للمصالحة بين الشعبين ليس كافيا. لا يكفي ايضا اعتقال عدد محدود من نشطاء الارهاب الذين يمكن اعتبارهم أسماكا صغيرة. تحدي المخرب الانتحاري ومن وراءه لأبو مازن يلزمه وحكومته بالرد الكاسح. ومن دون مثل هذا الرد والتصدي المسلح لشبكات الارهاب الناهضة من سباتها قد يتدهور الوضع في المناطق الى وضع أشبه بالعراق حيث العمليات الارهابية اليومية التي ستوجه ضد المحتل الاجنبي بنفس الدرجة التي توجه فيها للحكومة المحلية المنتخبة. أبو مازن ملزم اذا بالتغلب على براعم الانتفاضة الجديدة هذه وهي في مهدها. هو لا يستطيع ان يسمح لنفسه بالألاعيب الوطنية، وهو ليس بحاجة لها حتى. لا توجد لديه مشكلة في الحصول على الشرعية الوطنية: رؤيته السياسية الرافضة للارهاب حظيت بدعم جارف في الانتخابات الديمقراطية الحرة التي جرت في السلطة الفلسطينية. شعبه معه والشارع معه. أبناء الشعب الفلسطيني ملوا ارهاب الانتحاريين وسئموه. حماس حُشرت في الزاوية وقبلت راغمة (بعد التصفية الناجحة لاغلبية قيادتها الفكرية والعملياتية) قواعد اللعبة في الحكومة الفلسطينية الجديدة. الارهاب الجهادي كما تعلمنا في السنوات السابقة لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يمكن القضاء عليه إلا بالقوة. اسرائيل لن تعود الى نمط العمليات الانتحارية التي تنفجر في شوارعها. أبو مازن سيحصل على مهلة كافية لتولي امر الارهابيين وأوكارهم في المناطق، ولكن هذه المهلة ليست بلا حدود. الارهاب الاسلامي يمر بفترة عصيبة بصورة عامة. أسهمه تنخفض بسرعة في نظر الجماهير العربية، واسم القاعدة الذي خطف أبصار الشبان المسلمين لم يعد مثيرا للاعجاب. بن لادن لم يضبط بعد، إلا ان فلسفته المناهضة لامريكا والغرب قد هُزمت. أشرطته لم تعد تثير الحماسة أو تبعث على القلق. في أرجاء العالم العربي تحدث يقظة ديمقراطية غير مسبوقة كنوع من "ربيع الشعوب" الذي يهدد الانظمة المركزية الديكتاتورية والدينية والعسكرية. دعوات الجهاد ضد الكفار أخلت مكانها لنداءات حرية التعبير وحرية الانتخابات وحقوق الانسان. رياح الحرية التي أسقطت جدار برلين بدأت - بعد تأخر طويل - تهب بكل عنفوانها على "الشرق الاوسط الكبير". "مثلث الشر" ينتصب ضدها ايضا مثلما يقف ضد اسرائيل والسلطة الفلسطينية: المتطرفون والمتشددون في سوريا وايران وحزب الله، توحدهم كراهية اسرائيل وامريكا والديمقراطية. هم خائفون وهم محقون في ذلك. كانت هناك أزمنة لم تتردد فيها اسرائيل في تحذير حكام دمشق والبقاع اللبناني وحتى طهران بأن ذراعها الطويلة ستصل اليهم. التهديدات فعلت فعلها في ذلك الحين. من الجدير تجديدها الآن بدعم دولي. من ناحيتنا، لن تكون هناك أية عودة الى انتفاضة الارهاب. اسرائيل لن تتردد في ممارسة القوة العسكرية وتصفية كل رؤوس الارهاب المعادين لها واحدا واحدا حتى اذا كانوا في سوريا ولبنان وايران. أعمارهم أصبحت قصيرة. ------------------------------------------------------ يديعوت - مقال - 27/2/2005 إختبار الصبر بقلم: اليكس فيشمان المراسل العسكري للصحيفة (المضمون: عملية تل ابيب تشد حبل الصبر الاسرائيلي حتى آخره، وعلى الحكومة ان توسع هامش تحركات الجيش في المناطق وعدم تكرار الاعتماد على قدرات السلطة الفلسطينية في التصدي للارهاب - المصدر). أداة قص الأعشاب اطفأت محركها، فسرعان ما تنامت الأعشاب البرية وخرجت الأفاعي من جحورها. هذا هو السبب الأساسي لنجاح العملية في ملهى "ستيج" في تل ابيب في يوم الجمعة أمس الاول. لا حاجة للبحث عن ذرائع وتوضيحات ملتوية. هذا هو ثمن قرار المستوى السياسي بتقليص حجم العمليات العسكرية الهجومية حتى يعزز من سلطة أبو مازن. تقليص العمليات كان شرطا ضروريا لبقاء الرئيس الفلسطيني والسياسيون كما نعلم - مع كل الألم - يغامرون ويقدمون على المخاطر المدروسة. التقدير السائد في جهاز الأمن هو ان البنى التحتية للارهاب ستجدد نشاطاتها في الفترة الانتقالية الفاصلة بين تخفيض العمليات العسكرية الاسرائيلية وفترة بناء القوات الأمنية الفلسطينية لقدراتها، وهذا ما يحدث. الجيش الاسرائيلي ينفذ اليوم 10 في المائة بالتقريب من حجم الاعتقالات التي كان ينفذها قبل أشهر. اليوم يعتقلون "القنابل المتكتكة" فقط أو المطلوبين المميزين بمصادقة من وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان. قبل أشهر كانوا يعتقلون النشطاء من كافة المستويات، فكانوا يقودون بدورهم الى فك رموز الشبكات التنظيمية. أما اليوم فقد أصبحوا يركزون على "القنابل المتكتكة" فقط وليس على بنيتها التحتية. في ظل هذه الوتيرة قد تتوفر لدى "الشباك" معلومات أقل - ولذلك ستكون هناك فلتات اخرى كعملية تل ابيب. اجهزة الأمن الفلسطينية لم تُقدم بعد على احباط الارهاب والتصدي له وستحتاج مدة من الوقت لذلك. لذلك دعا وزير الدفاع أمس لاجراء مشاورات عاجلة من أجل التفكير بصيغة ملائمة: كيف يتم ملء الفراغ الأمني من دون تدمير العملية السياسية. كيف يمكن التصرف في هذه الفترة الانتقالية في مواجهة البنى التحتية للارهاب في الوقت الذي يتم فيه تسليم المدن للسلطة الفلسطينية ذات القدرة المحدودة في التصدي للارهاب. عملية ملهى "ستيج" هي مرحلة جديدة في اختبار الصبر والتحمل الذي يجتازه المجتمع الاسرائيلي منذ صعود أبو مازن. أبو مازن نفسه طلب من شارون إبداء الصبر حتى انه فعل ذلك باللغة العبرية. في قمة شرم الشيخ رد أبو مازن على شارون عندما ضغط عليه في محادثة شخصية بينهما بإبداء الحزم في مكافحة الارهاب بالقول بالعبرية: "سبلنوت، ريغع ريغع، سبلنوت" (أي صبرا، لحظة لحظة، صبرا). إذا، توجد لدى المستوى السياسي قدرة على التحمل لان لديه مصلحة مشتركة مع الفلسطينيين وتكمن في اجتياز فك الارتباط بسلام. السؤال هو اذا كان لدى المجتمع الاسرائيلي صبر لاجتياز عملية تلو عملية. في يوم الخميس ليلا كانت هناك حالة تأهب في تل ابيب، وقبل ذلك فرضت في القدس، وعملية الملهى في تل ابيب ليست الكلمة الأخيرة على ما يبدو. لو اعتمد الامر على القادة لعض المجتمعان شفاههما - حتى نهاية ايلول القادم. واذا لم تحدث أية عملية فظيعة أو فقدان سيطرة السلطة التام على ما يحدث في اراضيها - فلن يحدث تغير جوهري في الخط السلمي الذي تسير عليه اسرائيل مع السلطة حتى فك الارتباط. ولكن بعد ذلك ستصبح الحكاية مختلفة عندما تفترق المصالح. الرياح التي وقفت من وراء عملية تل ابيب وتقوم بإشعال جمر الارهاب المضطرم تحت الارض هي رياح غريبة تهب من ناحية بيروت ودمشق. 80 في المائة من العمليات الارهابية في الضفة تحدث بتحفيز من حزب الله، والقيادات الارهابية في دمشق. هذا المحرك الخارجي لا يتأثر بالضغوط الاسرائيلية. الطريقة الوحيدة للتصدي له هي العودة الى تشغيل كاسحة الأعشاب في المناطق بكل قوتها (والقضاء على أبو مازن بذلك)، أو مواصلة حث الضغوط الدولية المكثفة على لبنان وسوريا حتى تتوقفا عن ضخ الاوكسجين للارهاب الفلسطيني. في هذه الاثناء يتوجب على الجيش ان يطالب المستوى السياسي بتوسيع قدرته على التحرك في الضفة الى ان تطرح الضغوط الدولية ثمارها. من المحظور العودة للوضع - الذي ساد قبل الانتفاضة - الذي تعتمد فيه اسرائيل على قدرات الجانب الفلسطيني في التصدي للارهاب. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 27/2/2005 تذكار مؤلم وعِبر مستفادة بقلم: عوزي بنزيمان كاتب رئيس في الصحيفة (المضمون: عملية تل ابيب تذكير للجانبين بالأخطار المتربصة بالعملية السياسية، وضرورة توخي الصبر والحذر في نفس الوقت من خلال الجهود المشتركة - المصدر). خلال عدة ايام بدا وكأن اسرائيل دولة طبيعية: عناوين الصحف الرئيسة تمحورت حول الأحداث الجنائية واحتلت صورة الحاضنة التي ضربت الرضيعين ونكلت فيهما مكانة الصدارة في الصفحات الاولى، ومن بعدها جاءت حوادث الطرق القاتلة. هذا الوضع تواصل الى ان جاءت اسرائيل عملية تذكيرية مؤلمة، فعادت الى صورتها السابقة، بأنها ليست دولة مثل كل الدول، وانها عُرضة لعمليات دموية لا تكتفي بزرع الدمار والخراب والكراهية وقلب المزاج الوطني دفعة واحدة رأسا على عقب، وانما قد تعيدها الى مسار الدماء الذي دار فيه الصراع مع الفلسطينيين خلال السنوات الاربع ونيف الماضية. لا عزاء في حقيقة ان مثل هذه العملية التخريبية الصعبة كانت متوقعة سلفا، وان التوقعات قد خمنت عودتها في المستقبل القريب. ولا يخفف من وطأة الحدث القول ان هناك أطرافا حاقدة تبذل كل ما في وسعها لعرقلة وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بين الفلسطينيين والاسرائيليين. الجمهور الاسرائيلي قد يعتبر عملية الشاطيء في تل ابيب كدليل على الارتياب الذي يوسوس في صدره منذ مدة في ان الشريك الفلسطيني ليس موثوقا للتوصل الى تسوية معه وان التنازلات المؤلمة - من وجهة النظر الاسرائيلية، حتى مثل الانسحاب من كل غزة وبعض أجزاء الضفة الغربية - لا تقنع الفلسطينيين بوضع سلاحهم. من دون التقليل من شدة العملية يتوجب ان نذكر، رغم ذلك، ان رد الفعل الفلسطيني عليها مغاير لما كنا نشهده في السابق: المنظمات الارهابية تنصلت من العملية، وفي القدس مالوا لتصديقهم (خصوصا ان التحقيق في ملابسات الحادث لم ينته حتى كتابة هذه السطور). كما ان بيان أبو مازن في ان العملية قد وجهت ضد جهود تهدئة المجابهة، يُدلل على قدرة جيدة في التمييز والتشخيص، ولكن ذلك يتطلب التوصل الى استنتاجات عملية. كما كان من الممكن الادراك أمس، ان حكومة اسرائيل لن توقف خطة فك الارتباط بسبب العملية، ولا توجد نية ايضا للرد عليها بصورة عسكرية. ومع ذلك، يتوقع حدوث خطوات وتحركات على المستوى السياسي مثل تأخير تسليم المدن للسلطة الفلسطينية واعادة الاغلاقات وإلغاء خطوات بناء الثقة التي أعلنت اسرائيل عنها في الاسبوع الماضي. حسب التحليلات الاسرائيلية للتفاهمات التي تم التوصل اليها في قمة شرم الشيخ، تم إعطاء أبو مازن مهلة لعدة اسابيع حتى يرسخ سلطته ويفرض ارادته على المنظمات الارهابية. هذه الفترة لم تنته بعد، ولكنها آخذة في النفاد. على الزعيم الفلسطيني ان يبرهن عن قدرته على السيطرة على كل العناصر المسلحة المتزاحمة في مناطق السلطة. هذا ليس مطلبا لاسرائيل وحدها وانما هو توقع امريكي واوروبي لما سيتبين في مؤتمر لندن بعد غد. العملية حسب التقديرات السائدة حتى يوم أمس في محيط رئيس الوزراء ستثقل على مكانة الوفد الفلسطيني في هذا المؤتمر. المطلب الاسرائيلي من أبو مازن مُحق وعادل: الخطوات التي اتخذها حتى الآن لتقليص التهديدات على الأمن الاسرائيلي وتعزيز قدرته على قيادة السلطة مثيرة للاعجاب، ولكن عليه ان يتذكر ان للصبر الاسرائيلي حدوده وقيوده، ولو كانت عملية السبت قد تسببت بقتل 20 شخصا، لا سمح الله، لكان الرد الاسرائيلي مختلف في جوهره، ولعاد الصراع الى الانعطاف نحو العنف مجددا. على الجانب الاسرائيلي ايضا ان يستخلص العِبر من العملية: أبو مازن يستحق مهلة اخرى وصبرا كبيرا ايضا. وفوق ذلك، فما زالت الاعتقالات والعمليات الهجومية الاسرائيلية في داخل المناطق مستمرة بين الحين والآخر رغم الاعلان عن ايقافها، كما ان هناك عمليات اطلاق نار مفاجئة متقطعة تنتهي بسقوط المصابين في الجانب الفلسطيني من دون ان يكون واضحا انها موجهة لإسكات قنبلة متكتكة بعينها. وبما ان هناك أطرافا تسعى لاعادة تسخين المواجهة، فمن واجب قيادات الجانبين ان تبذل كل ما في وسعها حتى لا يتم احباط مساعيها. ------------------------------------------------------ معاريف - مقال - 27/2/2005 قتلة مقابل إمعات بقلم: بن درور يميني (المضمون: الارهاب سيتواصل أيضا لان التحريض المتواصل منذ عشرات السنين سيواصل انتاج عمليات الكراهية، وكذا لان اسرائيل لا تشترط الافراج عن مخربين بعمل فلسطيني ضد الارهاب - المصدر). يجب الاعتراف: لا توجد أي إمكانية لمنع كل العمليات. لا يوجد خط يمكن الانسحاب اليه، يصفي الرغبة الجمعية التي تطورت على مدى عشرات سني التحريض، واساسها: تصفية الكيان المسمى اسرائيل. وحتى اذا كانت هناك أغلبية غربية تريد الهدوء، فستبقى أقلية لا بأس بها لن يوقفها شيء. "الموت لاسرائيل" هتف زعيم حزب الله قبل اسبوع فقط. ليس لان اسرائيل فعلت شيئا ما. ليس لانه كانن هناك تصفية جديدة ما، مطلوبة او زائدة. لا شيء. حالة النشوى التي حلت بقادة المنطقة لم تؤثر في شيء في الشيخ نصرالله. ومثله يوجد في المناطق كثيرون آخرون. وهم سيتطوعون لمواصلة العمليات مع حوافز آخذة في التزايد من حزب الله. ليس 5 الاف دولار، مثلما كان حتى ما قبل شهر، شهرين بل 20 الف دولار لقاء دم يهودي مسفوك. وايران تصب الزيت على الدعاية ودولارات. واوروبا تتردد، هل يدور الحديث على الاطلاق عن منظمة ارهابية؟ غير أننا نحن المذنبون. نحن إمعات. نحن الذين دوما، بشكل من الاشكال، نساعد اولئك الذين يريدون مواصلة الارهاب ونمس باولئك، ويوجد كأولئك، ممن يؤيدون طريقا آخر. فقبل أن يقوم الفلسطينيون حتى بربع خطوة لقمع الارهاب، أفرجنا عن 500 مخرب، ومنحنا عفوا جماعيا لكل الاعضاء في قائمة المطلوبين. ليس لهم ما يخشون. وماذا يجري في هذه الاثناء؟ محافل الأمن تبلغ ليس فقط عن ان السلطة الجديدة لابو مازن لم تفعل شيئا، بل في واقع الأمر في هذه الايام بالذات الجهاد وحماس تنتظمان فقط وتتطوران استعدادا للعمليات التي لا بد ستأتي. ومن حلم بأن يستغرق هذا اشهر حتى الازمة السياسية التالية - خاب ظنه. فقد حصل هذا في وقت مبكر أكثر بكثير. يجب ايضاح شيء آخر: منفذي العملية الاجرامية، في مدخل نادي ستيج، واولئك الذين يقفون خلفهم، واولئك الذين يؤيدونهم، لا يريدون أي اجواء سلام. وهم لا بد لا يريدون فك ارتباط. هم سيحاولون التخريب عليه لانهم يدركون، واحيانا على نحو أفضل من المعارضين لفك الارتباط في اوساطنا بان فك الارتباط هو مصلحة اسرائيلية. واذا كان هناك شيء يريدونه اذا ما اتيح لهم الانتصار، فهو ارجاء فك الارتباط او حتى الغاؤه. فلا يوجد اي سبب آخر لتنفيذ العمليات غير ذلك، والان بالذات. ولكن يمكن أيضا التصرف بشكل مغاير. ففي موضوع المسيرة السياسية بشكل عام، وفي موضوع فك الارتباط بشكل خاص، لا يوجد توافق للرأي في اوساط الفلسطينيين. موقف حماس وايران وحزب الله والجهاد معروف: لا للتسوية السياسية، لا للفصل ولا لفك الارتباط. وفقط شيء واحد يوحد الرغبة الفلسطينية: الافراج عن مخربين. وها هو بالذات هذا الامر الذي نمنحه دون مقابل. بدل ان نمنحهم هذه الهدية، يمكن عمل شيء لازم اكثر بكثير: الافراج عن المخربين بشكل تدريجي. عشرون في نهاية كل شهر من الهدوء. كل مس بوقف النار، يوقف مسيرة الافراج، لفترة زمنية تقررها اسرائيل وحدها. وقف أليم وطويل. هذا لن يجعل أحدا يصبح محبا لصهيون. ولكن هذا سيؤدي الى ضغط فلسطيني ضد منفذي العمليات. فهم سيعرفون ان لكل عملية ثمن. في أعقاب العملية، سيكون في المواقع الفلسطينية تنديدات حقيقية تقرر بان هذه العملية تضر بالمصالح الفلسطينية. هذا الاتجاه يمكن لاسرائيل ان تحفزه. وسيكون لابو مازن اسهل بكثير جمع السلاح من منظمات الارهاب اذا ما اوضحنا للفلسطينيين بان ايا من المعتقلين لن يفرج عنه اذا لم تتجسد عملية جمع السلاح. ولكننا افرجنا عن 500 دون مقابل. غير أننا في مشكلة. سياسيون، وبالاساس اولئك الذين يعرفون كيف يحدثون الضجيج بعد العمليات، سيطالبون العكس تماما: مثلا، وقف مسيرة فك الارتباط. وماذا يهمهم على الاطلاق اذا كان هذا بالضبط ما يريده حزب الله وايران. فهم دوما يحبون أن يمنحوهم مبتغاهم. ------------------------------------------------------ معاريف - مقال - 27/2/2005 ملزمون باستكمال الجدار بقلم: دان مرغليت محلل سياسي، مذيع (المضمون: ليس الجيش هو الذي يجب أن يرسل الان الى ميدان المعركة. "السفير" هو في هذه المرحلة سلاح اسرائيل، والنار هي في مدافع الاعلام في كل عاصمة في العالم - المصدر). يمكن القول بمستوى معقول من اليقين انه لو جرى مد جدار الفصل كما كان مخططا، لما كان نجح المخرب من أن يقتل أول امس اربعة اسرائيليين مطمئنين على شاطىء البحر في تل ابيب. فقد أمرت الهيئة السياسية ببناء الجدار وكأنه تملكها الشيطان، وفي كل فرصة أبطأت الوتيرة. أجواء الهدنة غذت هذا الاخفاق. والدرس الاول من عملية القتل هو أنه حتى لو لاحت من الان فصاعدا هدنة لعدة اسابيع واشهر في العمليات الارهابية الفلسطينية، فان على الحكومة أن تتصرف وكأن اسرائيل "وحدها تسكن" فتقيم الجدار بتصميم ومثابرة وبوتيرة ايام الانتفاضة السوداء. من المعقول الافتراض بان المخرب الانتحاري لم يخترق الجدار. يحتمل أن يكون تجاوزه ودخل اسرائيل في منطقة الثغرات ويحتمل أن يكون فعل ذلك بتصريح بريء في معبر مقرر في جدار الفصل. على الفلسطينيين أن يفهموا بان المعابر ستكون مغلقة اذا فُتح الارهاب من جديد. الدرس التالي، النابع بقدر كبير من سابقه، هو رسالة مركبة. مع أن اسرائيل تفضل التعاون مع السلطة الفلسطينية برئاسة ابو مازن ومستعدة لان تمنحه المزيد من الثقة، الا ان عليها ان تستعد لامكانية أن يتم فك الارتباط كما خطط له منذ البداية. وهذا يعني، كخطوة من طرف واحد، وبدون شركاء فلسطينيين، او "بارتنر" كما يدعونهم باللغة العبرية على الموضة. هل سيظهل بو مازن كشريك ذي نوايا طيبة وقدرة معقولة للقضاء على الارهاب؟ ماذا أفضل من ذلك. أما اذا لا - عندها ايضا يجب مواصلة فك الارتباط عن قطاع غزة ولكن في ظل الفهم لمعنى الحقيقة الخطيرة في أن السلطة الفلسطينية ليست جزء من الواقع المتبلور في الشرق الاوسط. صحيح ان عملية واحدة، مهما كانت اليمة لا تبشر ببداية الموسم القاتم. فعلى اي حال ليس كل حدث قابل للاحباط، وبالتأكيد ليس حين يكون تنفيذه منوطا بالسلطة الفلسطينية. ولكن يمكن لاسرائيل أن تمر مرور الكرام على القتل عشية السبت شريطة الا يفسر التجلد كتسليم بالتدهور - وان كان جزئيا - نحو استئناف العنف. ليس الجيش هو الذي يجب أن يرسل الان الى ميدان المعركة، رغم أنه يوجد اساس للرأي بأن وقف النار من جهته هو الذي سمح للمخرب الانتحاري بتنفيذ مأربه. "السفير" هو في هذه المرحلة سلاح اسرائيل، والنار هي في مدافع الاعلام في كل عاصمة في العالم. منظومة الامكانيات يجب ان تكون مكشوفة: ابو مازن ملزم بحث الحرب ضد الارهاب وبشار الاسد يجب أن يشعر بالخطر الذي يأخذه على نفسه بسماحه للمخربين العمل من دمشق والسلوك السياسي والاعلامي لاسرائيل سيحسن العمل اذا ما قرر لنفسه بأنه يحتمل ايضا فك ارتباط من طرف واحد الى جانب جولة اخرى من الحرب ضد الارهاب. ----------------------------------------------------- يديعوت - مقال - 27/2/2005 الاستيقاظ في صباح اليوم الذي يتلو بقلم: ايتان هابر رئيس ديوان رابين سابقا (المضمون: من المهم جدا ان يعرف الاسرائيليون ما الذي سيكون في اليوم الذي سيتلو الانفصال. هل سيكون الانفصال مرحلة اولى من مراحل تتلو؟! - المصدر). يعرف مُحبو الطبيعة من بيننا، اولئك الذين يدمنون مشاهدة قنوات "ناشيونال جيوغرافيك"، يعرفون الصورة تأكيدا: حيوان مفترس يكمن لضحيته، والضحية ما تزال لا تراه ولكن غرائزها تنذرها وأذناها تنتصبان. لو كان لأعضاء حكومة اسرائيل آذان حيوانية، لكانت آذانهم انتصبت ذلك الانتصاب في الاسبوع الماضي. قال الرئيس بوش، ذلك الذي لم يكن لاسرائيل صديق مثله في البيت الابيض، قال في الاسبوع الماضي في اوروبا عددا من الكلمات في صالح "التواصل الاقليمي" للدولة الفلسطينية. لم تكن هذه هي المرة الاولى التي يثير فيها الامريكيون على الجدول اليومي مسألة "التواصل الاقليمي". ولكن الآن خصوصا؟ وفي اوروبا؟. توشك اسرائيل على ان تقترح ان تبنى الدولة الفلسطينية من مجموعات محال سكنية فلسطينية يفصلها بعضها عن بعض مستوطنات اسرائيلية قائمة، ولا تكون صلة بينها - مثل تل ابيب وحيفا بغير شارع الشاطيء. الوصل بين غزة والضفة ايضا هو أحد العقبات الكبيرة في الطريق الى انشاء الدولة المذكورة - مع الفرق، لأمن اسرائيل. تم الحديث في الماضي عن مدّ جسر من غزة الى الخليل أو حتى نفق. قول بوش، في هذا الموعد الحساس وفي اوروبا غير الصديقة لاسرائيل خاصة، يذكرنا ما نورد كبته، أو حتى نسيانه وهو اليوم الذي يتلو الانفصال. يقلقنا الانفصال ويخيفنا الى حد بعيد ونقول حسبنا الضيق في وقته. لكن الساسة قصيري الرؤية فقط هم الذين لا يفكرون فيما سيحدث في اليوم الذي يتلو الانفصال. هناك من يؤمنون يقينا ان العالم سيتأثر بخطة شارون الكبيرة، وانه سيصفق ويدعنا نستريح سنين كثيرة بعد ان نهجر نيسانيت ونيتسر حزاني، وسا - نور وكديم. ألمح بوضوح الى ذلك مقرب شارون دوف فايسغلاس عندما بين في لقاء انه لن تكون بعد الانفصال تحولات اخرى. فما لم يذهب مع الانفصال سيبقى عندنا حتى يأتي المسيح المُخلص. يمكن ان يكون هذا، ولكن الويل لشارون والويل لحكومته إن كانوا يحسبون ان هذا هو الإمكان الوحيد. كما في شد الحبل، يستطيعون ان يثبتوا أرجلهم في الارض، وان يحاولوا التمسك، وكما في شد الحبل سيسحب الطرف الآخر بقوة. في الجانب الثاني - الفلسطينيين، والامريكيين والاوروبيين ومن أشبههم - لا يوجد تأثر زائد بانفصال شارون. من ناحيتهم، من المفهوم ضمنا ان تعيد اسرائيل الارض المحتلة. في الجانب ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - الزعيم رقم صفر - 02-28-2005 مشاركه ممتازه ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فلسطيني كنعاني - 02-28-2005 شكرا على مجهودك يا دكتور فضل. ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 02-28-2005 الأثنين 28/شباط /2005 العدد 8729 المصدر السياسي قسم العناوين الاثنين 28/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت احرونوت: - رئيس المخابرات يحذر من اليمين المتطرف: "العشرات مستعدون لقتل شارون". - والان: حكم طاغية. - شارون يحذر ابو مازن: سنعود الى الهجوم. - "رابين قتل والدرس لم يستوعب بعد". -قائد السرية ب: "المهمة الاصعب في حياتي". - اوفير وليندا لا يعرفت بعد بان زوجيهما قتلا. - والد ياعيل اورباخ: "سأثأر لموت ابنتي". - بسي يعرض على المستوطنين: اطباء نفسيين واستشارة اقتصادية. - سالبو الارض. معاريف: - المنازل الجديدة التي سيحصل عليها المستوطنين المخلين. - محافل أمنية: "ايران تقف خلف العملية. - فتوى تقرر: مسموح اطلاق النار على جنود دروز. - الاشتباه: سلب اراضي العرب برعاية الصندوق القومي لاسرائيل. - اذا ما أخلوا - سيحصلون. - "عبدالله قد يصل الى اسرائيل". - يضبطون النفس، حاليا. - الصبر تجاه السلطة الفلسطينية آخذ بالنفاد. - أمام قبر ابنته ياعيل اورباخ: "سأنتقم لدم ابنتي". هآرتس: - شارون سيعيد النظر في هدم منازل المستوطنين الذين سيخلون في فك الارتباط. - كيف نميز الجيش الاسرائيلي بين مستوطن وعربي اسرائيلي؟ بمعونة ملصقة على السيارة. - ابو علاء عن وقف الاتصالات: "ماذا يتوقعون؟ أن نبكي؟". - اسرائيل تعرض على اوروبا والولايات المتحدة أدلة على دور محافل في دمشق في العملية. - نقل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني الى "ما وراء المستوى المحلي". - الجيش الاسرائيلي سيحاول تفريق المظاهرات الجماهيرية بقاذفات دبابات مع عيارات بلاستيكية تحدث ضجيجا فقط. - سواء هدنة أم لا، منطقة فلسطينية أم لا - الجيش الاسرائيلي يشق طريقا "باتساع دبابة" الى تل روميدا. * * * المصدر السياسي قسم الأخبــــار الأثنين 28/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 الخبر الرئيس - العملية في تل أبيب - يديعوت: شارون يحذر ابو مازن: سنعود الى الهجوم../ "لن يكون أي تقدم سياسي طالما لم يعمل الفلسطينيون كما تعهدوا فيصفون منظمات الارهاب". هكذا أوضح امس رئيس الوزراء في أعقاب العملية في تل أبيب. "في الفترة الاخيرة تصرفت اسرائيل بضبط للنفس، ولكن واضح بانه اذا لم يبدأ عمل فلسطيني حازم ضد الارهاب - فسنضطر الى تشديد النشاط العسكري الرامي الى حماية حياة مواطنينا"، شدد شارون في جلسة الحكومة. ووجه شارون اصبع الاتهام نحو سوريا: "نحن نعرف بالتأكيد بأن التعليمات لتنفيذ العملية وصلت من الجهاد الاسلامي في سوريا، ولكن ليس في هذه الحقيقة مع يعفي السلطة الفلسطينية من مسؤوليتها. فحتى لو جاءت التعليمات من دمشق، فان التنفيذ جرى هنا". وفي اعقاب العملية، أمر وزير الدفاع باستئناف الهجمات على نشطاء الجهاد الاسلامي. رئيس المخابرات آفي ديختر كشف أمس النقاب امام الوزراء بانه بعد قمة شرم الشيخ نقلت الى الفلسطينيين طواقم مطلوبين يجب عليهم اعتقالهم - ولكن شيئا لم يتم. وقال ديختر انه "حتى بعد العملية في تل ابيب نقلت الى الفلسطينيين اسماء مطلوبين وقفوا خلف العملية. فاعتقلت السلطة 2 - 3 مشبوهين ولكن ليس واضحا بعد اذا كانوا على علاقة بالعملية"، قال ديختر. وطلب رئيس الوزراء من وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس ممارسة الضغط على ابو مازن كي يعمل بحزم ضد منظمات الارهاب. اما وزيرة العدل تسيبي لفني فقد أوضحت للسلطة الفلسطينبة بان الاتصالات للافراج عن 250 سجين آخر ونقل مدن في الضفة لن تستأنف الى ان تعمل السلطة ضد الارهاب. وفي كل الاحوال، فان اسرائيل لن تفرج قريبا عن سجناء فلسطينيين ينتمون الى الجهاد الاسلامي. الوزير الفلسطيني لشؤون السجناء سفيان ابو زايدة، احتج على هذا القرار مدعيا بانه يخدم المخربين. "الرئيس" ابو مازن، الذي يتواجد في لندن، بدا مصمما على معالجة المسؤولين عن العملية. وأمر وزير الداخلية نصر يوسف قائلا: "أطلب منك حتى أعود أن تعتقل المسؤولين عن العملية في تل ابيب وتقدمهم الى المحاكمة". وبدا أبو مازن غاضبا أكثر من اي وقت مضى حيث كرر القول لمقربيه ان "هذه العملية استهدفت المس بي شخصيا، بالسلطة الفلسطينية وبالمسيرة الآخذة في النشوء". (معاريف) محافل أمنية: "ايران تقف خلف العملية../ في الوقت الذي وجهت فيه الحكومة اصبع الاتهام تجاه سوريا، تدعي محافل أمنية بان ايران هي التي دفعت الجهاد الاسلامي الى تنفيذ العملية في تل أبيب. "ايران قررت عمل كل شيء لتحطيم وقف النار"، تدعي مصادر أمنية رفيعة المستوى. وحسب التقديرات فان قيادة الجهاد الاسلامي في دمشق والتي بادرت الى العملية توجد على اتصال وثيق مع ايران، التي تدفعها لتنفيذ العمليات مقابل تمويل سخي. ومع ذلك، فان اسرائيل تعتزم ممارسة الضغط السياسي الكبير على سوريا، ثلاثة وفود من كبار الضباط من شعبة الاستخبارات سافرت أمس الى واشنطن، لندن وباريس، وستعرض على كبار مسؤولي جهاز الامن المحليين نتائج فحص تربط سوريا بالعملية. كما ستعقد وزارة الخارجية اليوم اجتماعا لسفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن في الامم المتحدة كي تعرض عليهم المعلومات التي تشير الى دور سوريا في العملية. وعلى اي حال، فانهم في سوريا يردون الاتهامات بحزم وقالت الناطقة بلسان الرئيس بشار الاسد انه "بعد قليل سيتهموننا بالتسونامي". السلطة الفلسطينية - هآرتس - من آرنون ريغيولر: ابو علاء عن وقف الاتصالات: "ماذا يتوقعون؟ أن نبكي؟"../ رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) أعرب أمس عن استخفافه الواضح باقوال رئيس الوزراء اريئيل شارون عن وقف الاتصالات مع السلطة وعن التهديدات الاسرائيلية بانه لن يكون تقدم طالما لم تعمل السلطة ضد منفذي العملية في تل أبيب. وقال ابو علاء انه "اذا كانت اسرائيل تريد وقف الاتصالات فانها حرة في عمل ذلك. هذا شأنهم. فماذا يتوقعون منا في مثل هذه الحالة، ان نبكي؟". ويبرز رد فعل ابو علاء على خلفية الشجب للعملية من كل ارجاء الطيف الفلسطيني بما في ذلك رئيس السلطة ابو مازن الذي هاجم بشدة العملية ووعد بالعمل ضد منفذيها. وزير الداخلية الفلسطيني الجنرال نصر يوسف، المسؤول عن أجهزة الأمن أجرى أمس جولة اولى في طولكرم - في المنطقة التي انطلق منها عبدالله بدران، المخرب الذي انتحر في تل أبيب. ويوسف الذي تسلم مهام منصبه يوم الخميس الماضي، أجرى الجولة في محاولة لتقدير الوضع في أجهزة الأمن. وافادت مصادر فلسطينية في منطقة طولكرم بانه رغم التعليمات الواضحة من القيادة، بما في ذلك الرسائل الشديدة من ابو مازن لقادة الأجهزة بالعمل في أقرب وقت ممكن لايجاد المسؤولين عن العملية - فان وضع الاجهزة في المنطقة عمليا، مثلما في مناطق اخرى، صعب للغاية. وحسب أحد المصادر "ليس لدينا الاذن بحمل السلاح ولا يمكننا أن نضمن اذا ما حمل افراد الشرطة السلاح الا يصابون من اسرائيل. وبدون سلاح لا يمكننا ان نسيطر على اي مجموعة مسلحة". وحسب هذه المصادر، التقى يوسف في مبنى المحافظة الفلسطينية في منطقة طولكرم بالمحافظ عز الدين الشريف ومع قادة الاجهزة في المنطقة. وعرض قادة الاجهزة مشاكلهم على يوسف وتبين أنه لا جانب المشاكل اللوجستية فانهم يجدون صعوبة في العمل ضد المجموعات المسلحة. وحسب هذه المصادر فان اساس عملهم حتى الان هو استخدام مجموعات في الذراع العسكري لفتح، شهداء كتائب الاقصى، التي تتعاون مع السلطة الفلسطينية في محاولة للوصول الى معلومات ذات اهمية عن المخرب الانتحاري ومسؤوليه، ولكن حسب اقوالهم توجد مجموعات كثيرة لا تتعاون. (معاريف) الصبر تجاه السلطة الفلسطينية آخذ بالنفاد./ رد اسرائيل على العملية يوم الجمعة في تل ابيب بقي في الخطوط السياسية، ولكن الصبر تجاه الفلسطينيين يوشك على النفاد. رئيس الوزراء اريئيل شارون أعلن أمس بان "ضبط النفس الاسرائيلي قريب من نهايته". "لن يكون اي تقدم في المفاوضات، اذا لم يتخذ الفلسطينيون اجراءات مصممة على هدم بنى الارهاب التحتية"، قال شارون في جلسة الحكومة وبعث بتحذير واضح الى السلطة الفلسطينية: "اذا لم تعمل بحزم ضد الارهاب فستضطر اسرائيل الى تصعيد النشاط العسكري الرامي الى حماية حياة مواطنيها". كما أكد رئيس الوزراء بان العملية نفذها رجال الجهاد الاسلامي. "التعليمات وصلت من رجال المنظمة في سوريا، ولكن ليس في هذه الحقيقة ما يعفي السلطة من مسؤوليتها عن خروج المخرب ومن واجبها للعمل ضد شركائه في الجريمة". بل وكرر شارون الاقوال في حديث مع وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس. واتخذت اسرائيل بضع خطوات عقب العملية: "فقد جمدت نقل المسؤولية عن مدن فلسطينية الى السلطة، والغت اجتماع اللجنة المشتركة لشؤون السجناء. وبعد الجلسة أعلنت وزيرة العدل تسيبي لفني بان الافراج عن 400 سجين آخر والمتوقع بعد ثلاثة اشهر، منوط بتنفيذ أعمال أمنية من جانب السلطة وذلك لان العملية تستدعي اعادة فحص للامور. وفي اثناء الجلسة أمر شارون بعدم الافراج عن سجناء من الجهاد الاسلامي في اطار الافراج عن السجناء في المستقبل. واضاف وزير الدفاع شاؤول موفاز بان اسرائيل نقلت الى ابو مازن اسماء مطلوبين وشدد: "نحن نتوقع أن يبدأ باعتقالهم". وروى موفاز بان اسرائيل لن تسمح بخروج مندوب الجهاد الاسلامي الى محادثات الهدنة في القاهرة: "مصر أجلت الاجتماع الى 15 آذار، ولكن حتى في هذا الموعد لن نسمح لمندوب الجهاد بالخروج". الجيش الاسرائيلي/التفرقة العنصرية - هآرتس - من عاموس هرئيل: كيف نميز الجيش الاسرائيلي بين مستوطن وعربي اسرائيلي؟ بمعونة ملصقة على السيارة../ بدأ الجيش الاسرائيلي مؤخرا بتوزيع "ملصق مقيم" على المستوطنين في الضفة الغربية. ففي أعقاب ازدياد الحالات التي كان فيها لعرب اسرائيل ضلع في العمليات في المواجهة الاخيرة، بحث الجيش الاسرائيلي عن طريقة للتمييز بي سيارات المستوطنين وبين سيارات عرب اسرائيل والتي تحمل هي الاخرى لوحات تشخيص صفراء. الملصقات التي طُلب من المستوطنين وضعها على الزجاج الامامي للسيارة ترمي الى السماح لهم بعبور سريع في حواجز الجيش الاسرائيلي. وفي الجيش يأملون في أن تساعد طريقة الملصقات في تجاوز مشكلة قانونية كانت لا بد ستثور لو أنهم حاولوا وضع اشارة على سيارة عرب اسرائيليين بانها تستوجب التفتيش. في الماضي نُشر بان منظمات الارهاب تستخدم عرب اسرائيليين (يعملون عن وعي او عن غير وعي) في العمليات داخل نطاق الخط الاخضر. منذ بداية الانتفاضة الاخيرة وحتى آب من العام الماضي أحصت المخابرات الاسرائيلية 111 حالة كانت لعرب اسرائيليين فيها ضلع في العمليات او في المخططات للعمليات. في قيادة المنطقة الوسطى يترددون في كيفية التصدي للمشكلة. والتهدئة النسبية في الضفة الغربية أدت الى ارتفاع كبير في زيارات العرب الاسرائيليين لاقربائهم في المناطق والى اعادة توثيق العلاقات الاسرية والتجارية. الاغلبية العظمى من الزوار ابرياء تماما. ولكن السهولة التي يمر بها العرب الاسرائيليون الذين يقودون سيارات تحمل لوحات تشخيص صفراء، عبر الحواجز في الخط الاخضر، استغلت غير مرة لنقل مخربين أو جنائيين. وانتهاج فحص دقيق وتفتيش متواتر لكل السيارات الاسرائيلية الوافدة من الضفة الى اسرائيل أدى الى خلق أزمة كبيرة في الحواجز. واصطدم الجيش الاسرائيلي بشكاوى عديدة من جانب المستوطنين. وكحل جزئي على الاقل، جرت بلورة طريقة الملصقات. وجرى في الشهر الماضي تجربة هذه الطريقة بنجاح في قاطع لواء أفرايم (في منطقة مدينتي قلقيليا وطولكرم). وبعد التجربة وزعت الملصقات على كل سكان المستوطنات في هذه المنطقة. وفي الجيش الاسرائيلي يفكرون بان يوسعوا في المستقبل هذه الطريقة لتشمل كل مستوطنات الضفة. وتنقل الملصقات من الجيش الاسرائيلي الى مسؤولي الامن في كل مستوطنة، المسؤولين عن توزيعها على السكان. وعندما يصل المستوطن الى الحاجز يشخص الجندي الملصقة فيوجهه الى مسرب بدون فحص. اما من لا يحظون بالمعاملة الخاصة فهم المواطنون الاسرائيليون الذين يسافرون في المناطق ولكنهم لا يسكنون فيها - وبالاساس عرب اسرائيليون. وهكذا يأمل الجيش في تجاوز مشكلة قانونية كانت لا بد ستثور لو انه حاول وضع اشارة على سيارة عربية اسرائيلية وكأنها سيارة تستوجب التفتيش. ولما كان لا يؤشر الا الى المستوطنين، فللوهلة الاولى لا مجال للادعاء بظلم مقصود. كما أن تفتيش العرب الاسرائيليين لا يفرض دوما، الا فقط على اساس اشتباه القادة في الحاجز واستنادا الى تحذيرت استخبارية موضعية. اليمين الاسرائيلي - معاريف: فتوى تقرر: مسموح اطلاق النار على جنود دروز../ الصورة التي عرضها أمس رئيس المخابرات والمفتش العام للشرطة على الوزراء هي صورة أقسى من اي وقت مضى: عشرات النداءات لقتل رئيس الوزراء انطلقت مؤخرا في اوساط اليمين المتطرف، تأييد متعاظم لتفجير المساجد في الحرم - بل وفتوى تسمح باطلاق النار على جنود دروز وبدو، سيشاركون في اخلاء المستوطنات. وحذر رئيس المخابرات آفي ديختر في الجلسة من التحريض المتصاعد تجاه رئيس الوزراء اريئيل شارون. وقال ديختر للوزراء عارضا بعض النماذج ان "لدينا معلومات استخبارية عن نداءات واضحة لقتل رئيس الوزراء". "مسلم أجزاء من أرض اسرائيل حكمه الموت"، "على رئيس الوزراء يحل حكم الطاغية ويجب قتله"، "يغئال عمير حي. رابين ميت. شارون سيموت"، "الاغتيال السياسي مرحب به" و "شارون سيلتقي عرفات في جهنم" هي مجرد جزء من التفوهات القاسية التي انطلقت مؤخرا في دوائر اليمين المتطرف ووصلت الى علم المخابرات. وحسب ديختر فانه في الاشهر الاخيرة سجل ما لا يقل عن سبعين قول كهذا. واضاف ديختر بانه يوجد غير قليل من الاحاديث عن المس بالحرم، كوسيلة لعرقلة خطة فك الارتباط. وقال انه "يوجد عشرات الاشخاص بعضهم معروفين لنا وبعضهم لا، يشكلون امكانية كامنة لتنفيذ ارهاب ضد اشخاص او ارهاب ضد الحرم". وحسب ديختر فان هناك نحو 500 شخص آخرين يؤيدون عمليات الارهاب والاف آخرين يبررون الارهاب اليهودي. أما مفتش عام الشرطة الفريق شرطة موشيه كرادي فقال في الجلسة ان المعلومات الاستخبارية التي توجد في حوزة الشرطة تشير الى وجود فتوى تسمح للمستوطنين بالمس الجسدي بل وباطلاق النار على جنود غير يهود يشاركون في الاخلاء. "توجد تفوهات تتيح فقهيا اطلاق النار على جنود او شرطة أغيار (بدو ودروز) يشاركون في الاخلاء"، قال كرادي. وفضلا عن ذلك، تتوقع الشرطة اعمال اخلال جماهيرية بالنظام، استخدام سلاح ناري، حصار على الكنيست، اغلاق محاور ومس بمنشآت الكهرباء، الاتصالات والمياه. الأراضي - معاريف: الاشتباه: سلب اراضي العرب برعاية الصندوق القومي لاسرائيل../ اعتقلت الوحدات المركزية في شرطة لواء السامرة ويهودا أمس خمسة اسرائيليين، بينهم مقدم ذو منصب حساس في الادارة المدنية، وكذا مسؤول كبير في كيرن كييمت لاسرائيل (الصندوق القومي لاسرائيل). والاشتباه هو تزييف الخمسة لوثائق مما أتاح سلب اراضي من فلسطينيين في المناطق لغرض نقلها الى ملكية شركة فرعية للصندوق القومي. وحسب الاشتباه فان العصبة برئاسة المقدم يئير بلومنتال ومبعوث الصندوق القومي في فرنسا حاييم كوهين ضمت ايضا ثلاثة فلسطينيين، وعنيت بالعثور على اراض مسجلة على أسماء فلسطينيين غائبين أو أموات. والخمسة متهمون بتزييف وكالات قانونية يزعم انها موقعة من أصحاب الاراضي، ومن بيع الاراضي الى جمعية "هيمنوتا"، الشركة المتفرعة عن الصندوق القومي كيرن كييمت. وكانت الجنايات ارتكبت حسبالاشتباه بين أعوام 1999 و2005. وكان اعتقال المشبوهين في ختام تحقيق خفي أدير على مدى عشرة أشهر، وبدأ في أعقاب معلومات أولية نقلها ضابط كبير في الادارة المدنية، وكذا محامون لأصحاب الاراضي الفلسطينيين، الى شرطة لواء السامرة ويهودا. وعقب طبيعة الجنايات وقيمة الصفقات المطروحة بين 20 الى 30 مليون شيكل، فقد عالجت التحقيق سلطات ضريبة الدخل وسلطة تبييض الاموال. رئيس قسم الاستجواب في لواء السامرة ويهودا، الرائد شموئيل هيرشلر قال أمس انه "حسب الاشتباه، فقد باعت العصبة اراضي كانت مسجلة على أسماء فلسطينيين غائبين أو أموات. وبعد ذلك زورت وكالات فيها وباعتها لاشخاص وهميين". وهؤلاء الأخيرين باعوا الارض الى شركة باسم عوض الداود والتي حولت الاراضي بدورها الى "هيمنوتا". وبين المشبوهين يوجد ايضا مسؤول كبير سابق في شركة هيمنوتا. وقالت مصادر في شرطة لواء السامرة ويهودا أمس انها تعزو لهم شبهات ثقيلة الوزن. والدوافع التي يجري فحصها الآن هي أساسا على خلفية اقتصادية، وان كان يجري فحص الدوافع الايديولوجية ايضا. وعمليا، فقد اشترى الصندوق القومي حسب الاشتباه اراضي بقيمة عشرات ملايين الشواقل، حيث نفذت الصفقات استنادا الى وثائق مزورة وبدون علمه. ولم يتضح بعد اذا كان المقابل المالي لقاء الاراضي قد نقل بالفعل الى المزورين. ويشغل بلومنتال منذ زمن بعيد منصب رئيس مجال البنى التحتية في الادارة المدنية، وبحكم منصبه مسؤول ايضا عن ادارة سجل الاراضي في يهودا والسامرة. وهو يُعد ذا معرفة واسعة في كل ما يتعلق بالأملاك العقارية في المناطق، بل ومقرب جدا من كبار مسؤولي مجلس "يشع" للمستوطنين، والذين يحتاجون الى مساعدته بشأن اقامة المواقع الاستيطانية في الاراضي. وهذا الصباح سيتم اقتياد المشبوهين لتمديد اعتقالهم أمام محكمة الصلح في القدس. -------------------------------------------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم الأفتتاحيات الأثنين 28/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 هآرتس - افتتاحية - 28/2/2005 تغيرات مقابل التبرعات بقلم: أسرة التحرير رئيس الحكومة البريطانية، طوني بلير، سيفتتح في لندن غدا مؤتمرا دوليا لمساعدة الفلسطينيين حتى يساعدوا أنفسهم. بلير ووزيرة الخارجية الامريكية، كونداليسا رايس، وكثيرون آخرون من الغرب ومن الدول العربية والمؤسسات الدولية - سيتشاورون مع الزعيم الفلسطيني الجديد ورفاقه حول كيفية ايصال الفلسطينيين الى هدفهم وهو اقامة الدولة الفلسطينية التي تعيش بسلام الى جانب اسرائيل. اسرائيل لن تكون ممثلة في مؤتمر لندن وفقا للتفاهم الذي تم التوصل اليه بين بلير وشارون حتى لا تظهر وكأنها تقوم بإملاء مواقفها على الفلسطينيين.اسرائيل تؤيد قمة لندن رغم ان توترا قد نشأ بين لندن والقدس، وفي داخل القدس ايضا بين وزارة الخارجية وديوان رئيس الوزراء عشية القمة. عباس جاء الى لندن حتى يوقع على كمبيالات مقابل المساعدة المالية السخية التي ستقدم له بمئات الملايين من الدولارات. التبرعات الممنوحة تهدف الى مساعدة الاقتصاد الفلسطيني للوقوف على قدميه وتطهير الجهاز الفلسطيني من الفساد وتخفيف آلام الانتقال من طريقة حكم ياسر عرفات - من خلال الاجهزة الفوضوية الخاملة الهادفة لإعاشة المسجلين في ديوان الموظفين من دون ان تكون لهم وظائف حقيقية - الى حكم أبو مازن وسلام فياض و"حكومة الخبراء". هذه صفقة تبرعات مقابل تغييرات. السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس مطالبة بتغييرات بعيدة المدى كشرط للحصول على الدعم العالمي. التغيير الأهم يفترض ان يكون باتجاه القتال الحازم ضد الارهاب. رايس أكدت في بيان التنديد الحازم في عملية تل ابيب ان الشجب الذي صدر عن السلطة ليس كافيا وان امريكا تنتظر تحركاته. من دون التحرك ضد الجهاد الاسلامي الذي اخترق الهدوء بمبادرة منه سيتسبب محمود عباس بتشجيع الأطراف الحماسية داخل حركة حماس التي كانت حتى الآن مصغية لمزاج الشارع وفرضت على أتباعها انضباطا معينا. عملية تل ابيب لم تقطع العملية السياسية لأن شارون وعباس يدركان أهمية قمة لندن كنقطة في المتتالية المؤدية الى اخلاء غزة والتوجه نحو التسوية الدائمة بعد ذلك بين دولة اسرائيل ودولة فلسطين. على هذه الخلفية يجدر ايضا تفسير تحويل الأضواء الاسرائيلية الى سوريا كمستضيفة لقيادات الجهاد (أو مكاتب الاعلام حسب ادعائها) وحماس وغيرهما، ذلك لأن من يقول سوريا انما يقول ان عباس في حِل من المسؤولية وان من الضروري مناقشة ايجابيات وسلبيات شن عملية عسكرية ضد سوريا أو ضد هدف فلسطيني يتمتع برعاية سورية. تواصل هذا النقاش يمكن شارون اذا شاء من الابتعاد عن الانطباعات الصعبة المتولدة من عملية تل ابيب والإحجام عن شن عملية تصعيدية مقابله. في لندن سيشعر أبو مازن بالارتياح من الملاطفة التي سيبديها نحوه اولئك المتحمسون لمساعدته في التغلب على العقبات التي تواجهه على طريق ترسيخ حكمه شريطة ان يستغل الفرصة للتقدم الحقيقي نحو السلام مع اسرائيل. فقط اذا فعل ذلك وأحبط العمليات في المستقبل ستكون هناك احتمالية لنجاح هذه الخطوة المشتركة بينه وبين شارون تحت مظلة دولية. ------------------------------------------------------ المصدر السياسي قسم التقارير والمقالات الاثنين 28/2/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 28/2/2005 ارهاب في المصيدة بقلم: ياعيل غبيرتس لم نتفاوض في ظل اطلاق النيران، وكنا نرد باطلاق نيران كثيف والعمليات تواصلت رغم ذلك. خرجنا بمبادرة انسحاب اسرائيلية واستأنفنا المباحثات السياسية وسحبنا قوات الجيش من المدن الفلسطينية وأطلقنا سراح السجناء، ولكن الارهاب يواصل ضرباته. العزاء القليل الذي يبقي الألم والاحباط كبيرين كما كانا ولكنه يفتح بارقة من الأمل، هو ان الجانبين كانا سيسارعان الى تبني دواء عجيب ضد الارهاب لو انه كان موجودا. الوهم المغرور الذي يرتكز على شعور بأن الامور ستتغير بضربة سياسية، تبدد من خلال عملية تل ابيب، ولا يقل عنه وهم الضربة العسكرية الخاطفة الذي تلاشى من قبلها بسرعة. الطريق الأوسط الأكثر عقلانية واتزانا - الذي يمر بين صعوبة دحر الارهاب ومنعه في ذات الوقت من احراز النصر - هي التحرك بصورة مشتركة لعزله وعدم تمكينه من تفخيخ العملية المتبلورة. وحتى لا ينجح الارهاب في تشريك السياسة يتوجب تشريكه هو ذاته وإدخاله الى المصيدة. كلما كان عنوان التنظيم المنفذ للعمليات معروفا وأكثر عزلة كلما سهلت عملية التصدي له. وكلما كانت أدوات مكافحة الارهاب ذات طابع مدني أكثر منه عسكري كلما سهل اخراجه من دائرة "الشرعية" وبلورة قاسم مشترك ضده. الارهاب هو العدو المتربص على الطريق الساعي لايقاف سقوط الضحايا والاسلوب المطلوب اليوم لمكافحته لا يختلف عن ذلك الذي تعانيه البلاد من لعنة حوادث الطرق. كما ان القادة يستطيعون اشتقاق شعار المعركة من ذلك الشعار الموجه الآن للسائقين الذين يخرجون يوميا الى الشوارع القاتلة في دروب البلاد: "ما الذي فعلتموه اليوم لمنع سقوط الضحية القادمة؟". قضية منتهية هذا وذاك في نفس الاسبوع: حكومة اسرائيل تناقشت بالأمس مع رئيس "الشباك" حول أبعاد التحريض ومقاييسه. وفي يوم الخميس سيناقش مركز الليكود مطلب تنظيم الاستفتاء الشعبي. في الليكود خائفون من نتائج الاستفتاء أكثر من خوفهم على حياة رئيسهم وحكومته، ولكن الى متى سيتجاهلون هناك حقيقة ان المشكلة الكبرى ليست قضية القانون والديمقراطية وانما قضية حكم التوراة. هذا الحكم هو الذي يقود للتحريض ويأمر الجنود في الميدان بالمقاومة العنيفة. قضية براك اهود براك هو مثال مثير للانتقام الناجم عن قصة غرامية فاشلة. ليس مهما كم يبلغ ذكاء هذا الشخص أو قدراته. حتى حقيقة انه مُحق في اغلبية استنتاجاته لم تعد مسألة هامة. ليس مهما مدى حزمه كما يبدو للسامعين اذا اختطف الميكروفون أو ضرب على الطاولة بقوة حتى يعزز من أهمية ما يقوله. التفويض الذي أُعطي له انتهى مع انتهاء سحره. براك عاد مغرما بنفسه بدرجة لا تقل عن السابق، ولكنه يكشف لنا رويدا رويدا ان الحب قد غادره وأغلق الأبواب أمامه. الخروج من لبنان أصبح منسيا من رصيده، ولكنهم لن يصفحوا له أبدا عن صورة العجوز في رواق المستشفى. تصريحاته حول قدرته على جلب عشرات المقاعد البرلمانية تبدو الآن كعواء ذئب وحيد في الصحراء. لعنة براك يجب ان تكون نصب عيني نتنياهو، توأمه من نفس الطراز الذي يرى نفسه مرشحا طبيعيا لاوسكار رئاسة الوزراء. الناس يتغيرون بصعوبة، ولكن قواعد اللعبة سرعان ما تتغير. الواقع المتغير في بلادنا يشير الى ان العاطفة السياسية قد أصبحت مراوغة. الولاء لم يعد يصمد مع الشعور بالخيانة خصوصا مع تزايد أحجام الفقر ودخول مائة ألف من الاسرائيليين الى أروقة الفقر. لا حاجة للنضج حتى يدرك الواحد ان هذا الحب مؤلم، ولكن الاطفال المدهشين الذين يدعون حقهم في العودة قد يكتشفون ان الحب الفاشل أكثر إيلاما. الحب أعمى وأصم، إلا ان الحب الفاشل مصاب بالعمى والطرش ويميل للانتقام من خلالهما. ------------------------------------------------------ هآرتس - تقرير - 28/2/2005 سواء هدنة أم لا، منطقة فلسطينية أم لا الجيش الاسرائيلي يشق طريقا "باتساع دبابة" الى تل روميدا بقلم: آرنون ريغيولر مراسل الصحيفة للشؤون الفلسطينية "هذا طريق للجيش الاسرائيلي، لا تحتاج اقامته الى إذن وزير الدفاع"، هذا ما افاد به الاسبوع الماضي مكتب وزير الدفاع شاؤول موفاز تعقيبا على اصدار أوامر بمصادرة اراضي لغرض شق طريق جديد الى تل روميدا في الخليل. المستوطنة التي يسكن فيها ست عائلات فقط. وسيمر الطريق في منطقة H2، القسم الذي يخضع لمسؤولية السلطة في الخليل، والتي تعود فيه الصلاحيات في التخطيط والبناء لبلدية الخليل. وطلبت محافل أمريكية من وزارة الدفاع تفسيرات عن شق الطريق وتوقيته. وحسب مكتب موفاز فانه لم يصدر اذنا بشق الطريق وهو لا يعلم شيء عنه. اما القرار كما افاد المكتب فهو للقائد العسكري في المنطقة اللواء يئير نافيه. وفي الماضي كان كل حجر يتحرك في الخليل وكل مصادرة تتم بمصادقة وزير الدفاع. وهكذا مثلا، بنيامين بن اليعيزر صادق في بداية الانتفاضة على نقل مستوطني تل روميدا الى مبنى دائم، اقيم على الموقع الاثري للخليل التوراتية، ضد رأي مسؤولي الدوائر الاثرية في الجامعات الاربعة الكبرى في اسرائيل. والان يجري التخطيط للطريق الجديد، بالذات في وقت "التهدئة الهشة" في المناطق والتي لا يزال فيها وقف النار يحبو. الطريق، الذي وصفه مخططوه بانه "طريق باتساع دبابة مركفاه" سيشق في قلب الاراضي الفلسطينية في ظل خرق اتفاق الخليل. ومساره مواز لمحور الوصول الحالي الى تل روميدا - شارع الشهداء، المغلق منذ ثماني سنوات امام الحركة الفلسطينية ويستخدم للمستوطنين فقط. وكان رجال الادارة المدنية في الخليل وزعوا في الاسبوعين الاخيرين اوامر المصادرة موقعة من قائد المنطقة نافيه. وحسب الاوامر، التي توصف بانها "أوامر لاغراض الامن"، فان مسار الطريق سيمر بمواقع أثرية مملوكية، مقبرة اسلامية فاعلة، مقابر خاصة، مبان، آبار وكروم زيتون. وهو سيمتد من بيت هداسا في أعلى التلة وحتى تل روميدا، حيث استكمل في الاشهر الاخيرة بناء نطاق جديد للعائلات الستة. عرض الطريق سيكون خمسة أمتار وبطول 470 متر. وأعربت بلدية الخليل امام الادارة المدنية عن معارضتها لشق الطريق. وبعض الجهات، بمن فيها الاوقاف الاسلامية (التي تملك بعض من الاراضي المصادر، مثل المقابر)، و"مركز ترميم البلدة القديمة في الخليل" برئاسة د. خالد القواسمي، رفعت تحفظاتها الى مكتب المستشار القانوني ليهودا والسامرة وطلبت اليه الغاء المصادرة. المحامي شلومو لاكر، الذي يمثل الجهتين و 11 عائلة اخرى يمر الطريق في اراضيها، فصل في تحفظاته حجج السكان، كالمس باملاكهم والخوف الشديد من أن يمنعهم الطريق من حق الوصول والاستخدام لاملاكهم بعد استكماله. بعض اصحاب قطع الاراضي التي يمر فيها الطريق، ممنوعون منذ أربع سنوات من الوصول الى فلاحتها بسبب قربها من منازل المستوطنين. وهم يخشون من أن الطريق سيمنح مفعولا لمصادرة ملكهم. وكتب لاكر الى المستشار القانوني في يهودا والسامرة يقول ان "الحديث يدور عن دوافع سياسية وليس أمنية، موجهة لخلق تواصل بين تل روميدا وبين المركز التاريخي لمدينة الخليل واحياء المستوطنين، وهي الخطوات التي ترمي الى تقييد استخدام وتصرف الفلسطينيين في املاكهم. وتقرر الاوامر واقعا سياسيا دون أن تسمح للجمهور الاسرائيلي بالحق وبامكانية للنظر في موقفه في مسألة تعزيز وتوسيع المستوطنات اليهودية في قلب مدينة الخليل". منذ بداية الانتفاضة، طُرد تجار فلسطينيون وسكان حي القصبة واضطروا الى مغادرة منازلهم. وحسب التقديرات فان نحو ثلث السكان في هذه المنطقة غادروها، بسبب قيود الحركة وتنكيل المستوطنين. ومصادرة الارض لغرض شق الطريق تنضم الى مصادرة سابقة في منطقة H2 في العام 2002، بين كريات أربع والخليل لغرض اقامة متنزه، وموقعين للجيش الاسرائيلي في المنطقة الفلسطينية في العام 2003. وحقيقة أن الطريق سيمر بمقبرة اسلامية أدت الى ردود فعل شديدة في المدينة على تهديدات المنظمات الاسلامية بانهيار وقف النار. د. القواسمي، الذي ادار الصراع ضد شق المتنزه وضد المصادرة في القصبة يقول ان "شارع الشهداء، المحور المركزي في المدينة، مغلق امام حركة السير الفلسطينية، والان يسعى الجيش الى شق طريق يمس بالسكان ويخلق تواصلا استيطانيا آخر. بلغنا عن المصادرة للقيادة الفلسطينية والمحافل الدولية، كالقنصلية الامريكية. وسنتوجه الى محكمة العدل العليا لمنع شق الطريق". الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي يقول: "في اثناء حملة "علو وهبوط" كانت هناك أحداث ارهابية في محور الوصول الرئيس الى تل روميدا، مُنع خروج سكان من الحي وتضررت قدرة قوات الامن على معالجة الاحداث كما ينبغي. ولهذا فقد قرر الجيش الاسرائيلي شق محور طوارىء يربط بين الحي وباقي اجزاء الوجود اليهودي في الخليل. وسيستخدم المحور لقوات الامن في اثناء الطوارىء فقط، لتلبية الاحتياجات الامنية للسكان. وفي كل زمن آخر سيكون المحور مفتوحا أمام حركة السير على الاقدام من الفلسطينيين. وبسبب الحاجة الى شق المحور، جرى وضع اليد على اراضي في منطقة تل روميدا، معظمها زراعية. وسمح لاصحاب الاراضي والمتضررين بامكانية الاستئناف. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 28/2/2005 الفشل في امتحان المنطق بقلم: عكيفا الدار المراسل السياسي للصحيفة (المضمون: على اسرائيل ان تساعد أبو مازن وحكومته خاصة في مجال تجميد الخطوات الهادمة للثقة مثل مصادرة الاراضي، وإلا فان أبو مازن سرعان ما سيسقط وتدب الفوضى والارهاب في المناطق - المصدر). عندما يُقتل أربعة مدنيين ويصاب 50 آخرين في قلب مدينة في ذروة وقف اطلاق النار والدماء تغلي في العروق، يعود العقل للتفكير مرة اخرى. "الجهات الأمنية" توضح من جهة بأن الجهاد الاسلامي قد أرسل القاتل للتخريب على حكومة أبو مازن الجديدة واحباط مساعيه لاعادة إحياء المسار السياسي وتعزيز التعاون الأمني مع اسرائيل. ومن الناحية الاخرى يقرر وزير الدفاع معاقبة السلطة الفلسطينية من خلال تجميد عملية تسليم المسؤولية الأمنية عن مدن الضفة لها. هناك دعاء بأن أطرافا خارجية مثل سوريا وايران متهمة في تأجيج النيران، وان السلطة "لا تبذل جهودا كافية للقضاء على البنية التحتية للارهاب". ولكن هناك أطراف أمنية اخرى تقول بأن التعزيزات المرسلة من الخارج تدلل على تآكل الدعم الداخلي للارهاب. كما ان الموارد البشرية والمادية التي تمتلكها اجهزة الأمن المحطمة نتيجة السنوات الاربع الماضية لا يمكن ان تُبنى مرة اخرى خلال اربعة أشهر. وحتى اذا كان الادعاء بأن السلطة قادرة على بذل جهود أكبر لاحباط العمليات (مثل اغلاق الاتفاق) يملك ساقين - فما الذي يمكن ان يزيد من قوتها أكثر: إضعاف الاجهزة الأمنية والمدنية أم تعزيزها؟. عملية تل ابيب تضع اسرائيل على محك هام جدا. في الأشهر القادمة حتى انتخابات المجلس التشريعي في تموز، سيحاول معارضو أبو مازن بالتأكيد جر حكومة اريئيل شارون لعمليات انتقامية لإبراز سياسة المصالحة التي تتبعها في صورة عدمية غير مجدية. عملية "تصفية" غير حذرة قد تحول عملية الدمقرطة الى سيف ذو حدين. الغضب واليأس وعريزة الانتقام ستكون أوراقا قوية جدا لمرشحي حماس في الانتخابات. الحصول على علامة عالية في اختبار الانتخابات هو شرط ضروري، ولكنه ليس كافيا لنجاح أبو مازن. المحك الذي سيحدد مدى حياته السياسية ونجاح سياسته سيكون في انتظاره غداة فك الارتباط. استمارة الامتحان جاهزة منذ مدة من الزمن وموضوعة بصورة واضحة على خريطة الطريق. الى جانب قضية مكافحة الارهاب سيسأل الفلسطينيون رئيسهم الجديد عما فعله في البند القائل "عدم إقدام حكومة اسرائيل على أية خطوات تزعزع الثقة بما في ذلك عمليات الإبعاد والهجمات على المدنيين والمصادرات و/ أو هدم المنازل الفلسطينية كخطوة عقابية أو من اجل إفساح المجال للبناء الاسرائيلي". في المرحلة القادمة ستدور المسألة حول اقامة دولة مستقلة "مع مزايا سيادية كمحطة على طريق التسوية الدائمة". بكلمات اخرى، الحكومة الفلسطينية الجديدة ستُختبر من خلال عدد الدونمات التي ستصادرها اسرائيل من اجل اقامة الجدار الهادف الى فصل سكان بيت لحم عن اخوانهم في شرقي القدس. الجدار المزمع اقامته على اراضي فلسطينية وتوسيع المستوطنات اليهودية في المنطقة سيحبط امكانية تحول المدينة الى عاصمة مشتركة للشعبين. وحتى لا تُفشل اسرائيل أبو مازن ونفسها في هذه الاختبارات، يتوجب على الفاحص الرئيس الذي أعد استمارة الفحص، جورج بوش، ان يتخلص أولا من سحر كتاب "اختبار ميدان المدينة" الذي اكتشفه في كتاب نتان شيرانسكي المناضل من اجل حقوق الانسان المتقاعد باع الرجل الأقوى في العالم نظرية فارغة ومفادها ان اختبار الديمقراطية يكمن في قدرة الانسان على التبشير بآرائه في ميدان المدينة من دون ان يصيبه أي سوء. الدولة التي لا تنجح في هذا الامتحان هي دولة ديكتاتورية ودفيئة للارهاب. طالما بقي "امتحان ميدان المدينة" جزء من الفلسفة الرئاسية وتركيبتها الجينية، كما قال بوش، فلا توجد احتمالية في ان ينجح الفلسطينيون والاسرائيليون في اختبار خريطة الطريق. صحيح ان الفلسطينيين قد انتخبوا لتوهم زعيمهم من خلال انتخابات ديمقراطية، في ساحة المدينة الفلسطينية تجري جدالات ونقاشات من دون ان يضطر السياسيون للاختباء من وراء ستار زجاجي حصين. لا يوجد عندهم ميدان يحمل اسم زعيم مقتول لأنه حاول وضع حد لسفك الدماء. ومع ذلك اذا لم يكن التقدم نحو الديمقراطية مصحوبا بخطوات ملموسة في مجالات الجغرافيا، فلن يتمكن الفلسطينيون من الصمود في هذا الامتحان واجتيازه. الفوضى ستدب في المناطق وستتحول سريعا الى مزرعة لانتاج الارهاب. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 28/2/2005 حكومة خبراء بلا دعم بقلم: داني روبنشتاين محلل خبير للشؤون الفلسطينية (المضمون: حكومة التكنوقراط الفلسطينية الضعيفة كانت حلاً هروبياً من الازمة الناشئة داخل فتح بين القدامى من تونس وشبان الانتفاضة من المناطق - المصدر). مرّ يوم واحد فقط منذ ان تم الاعلان عن الحكومة الفلسطينية الجديدة، حكومة الخبراء والتكنوقراط وانطلاقها الى الأمام، فجاءت العملية الانتحارية في تل ابيب وتفاعلاتها على الساحة السياسية. حكومة الخبراء حسب تعريفها هي حكومة لا يوجد فيها سياسيون، وانما ذوي مناصب فقط. واذا كان صحيحا ان اغلبية اعضاء الحكومة الجديدة يستجيبون لهذا التعريف، إلا ان ذلك لا ينطبق على الجانب الأمني من هذه الحكومة. الخبيران الأمنيان في الحكومة الجديدة، نصر يوسف ومحمد دحلان، هما سياسيان صارخان. وزير الداخلية الجديد، نصر يوسف (اسمه الحقيقي هو مصطفى سالم البيشاوي)، وُلد في عام 1943 شمالي غور الاردن، وكان من أول الملتحقين بالذراع العسكرية لحركة فتح في عام 1965. سيرته العسكرية تشمل المشاركة في معركة الكرامة (1968) وايلول الاسود (1970) وقيادة وحدات عسكرية في الجولان في حرب الغفران وفي جبل دوف في حرب لبنان. كما ان نصر يوسف كان قد درس في الاكاديمية العسكرية في الصين الشعبية وفي الاتحاد السوفييتي سابقا. منصبه الأهم كان في عام 1989 عندما أصبح عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح. هذه اللجنة عبارة عن مكتب سياسي للحزب الحاكم الفلسطيني واعضاؤها الـ 13 الموجودين في الضفة وغزة هم الاشخاص الأكثر أهمية في السياسة الفلسطينية على ما يبدو. دحلان ايضا الذي يصغره سِنا (1961) وُلد في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين، وهو شخصية فتحاوية بارزة وذو قوة سياسية كبيرة. الصراعات الداخلية - الفلسطينية في القضايا الأمنية بين السلطة وحماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، هي قبل كل شيء صراعات سياسية، ولذلك كان من المهم ان يقوم اشخاص سياسيون أقوياء بتوليها. ولكن عندما يتعلق الامر بالمجالات الاخرى تعتبر هذه الحكومة حكومة ضعيفة مكونة من وزراء يفتقدون للدعم السياسي، وبالكاد ستتمكن من الوصول الى نهاية فترتها المحددة حتى موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية في شهر تموز. 15 وزيرا من وزراء الحكومة الجديدة هم من الخبراء والاختصاصيين الذين شغلوا مناصب بارزة في المؤسسات الفلسطينية، وليسوا معروفين للجمهور العريض. "من هم عموما وكيف وجدوهم؟"، سأل بصورة ساخرة أحد اعضاء المجلس التشريعي، صلاح التعمري، من منطقة بيت لحم ومن نشطاء فتح وأحد الوزراء في الحكومة السابقة. من يعتبر ذو مكانة اعتبارية ومكانة سياسية في الساحة الفلسطينية هو الشخص الذي يوجد له عادة رصيد نضالي وكان سجينا سابقا في السجون الاسرائيلية. وليس اولئك الذين يملكون تخصصا مهنيا معينا. وزارات الحكومة الفلسطينية مليئة بعناصر الجهاز الذين كانوا مناضلين وسجناء سابقين وهم اعضاء في الكوادر الحركية التابعة لفتح. حافظ البرغوثي محرر صحيفة "الحياة الجديدة" كتب في صحيفته بأن من الصعب عليه ان يرى كيف يمكن لوزير مختص ان يواجه هذه الشخصيات البارزة وتوجيه الأوامر لها. ومن الذي سيصغي له أصلا؟. من قام بتشكيل هذه الحكومة الجديدة (أبو العلاء وأبو مازن والطيب عبد الرحيم) يدرك ضعفها بالطبع. ولكنهم لم يتمكنوا من تشكيل حكومة من السياسيين قبل ذلك. الشرخ الذي ظهر وتوسع بعد موت ياسر عرفات بين قدامى فتح القادمين من تونس وبين شبان الانتفاضة الاولى، اضطرهم للقول للمعسكرين: لن ينتصر أي طرف منكم على الآخر. لا القدامى ولا الجدد سيكونون في الحكومة الجديدة، وهكذا وُلدت حكومة الخبراء والتكنوقراط. لا توجد أهمية من وجهة نظر اسرائيل لكون هذه الحكومة حكومة خبراء ضعيفة. يكفيها ان يتولى نصر يوسف ودحلان معالجة المسائل الأمنية بصورة ملائمة خلال فترتهما القصيرة القادمة. ومن يكسب من عدم وجود رب أسرة في حركة فتح ومن تواصل الازمة الحكومية، هي حركة حماس بالطبع. قادة الحركة ونشطاؤها يراقبون ذلك منذ مدة مستمتعين بتفكك عقد الحزب الحاكم، وهذا يساعدهم جدا في اعداد دخولهم الرسمي الى السياسة الفلسطينية الذي سيحدث في انتخابات المجلس التشريعي القادمة. ------------------------------------------------------ هآرتس - تقرير - 28/2/2005 نقل النزاع الى ما وراء المستوى المحلي بقلم: تسفي برئيل مراسل الصحيفة للشؤون العربية المضمون: جملة الحقائق تبين أن سوريا واظبت في العام الماضي على مساعدة المسيرة السياسية وابعاد الرؤية حتى سوريا في الاتهام بالعملية في تل ابيب ستجدي فقط المحافل المعارضة لوقف النار - المصدر). توجيه الاصبع نحو سوريا و/او منظمة حزب الله كمن هو مسؤول عن العملية في تل ابيب يوم الجمعة، أو كمن يحاول تجنيد نشطاء فلسطينيين لعمليات ارهابية، ينقل، بسهولة، النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني الى ما وراء المستوى المحلي. هذا ليس اختراعا اسرائيليا. في الدول العربية درجت على عمل ذلك عندما كانت تتهم القاعدة او ايران او منظمات "خارجية" في عمليات ارهابية او في شبكات ارهابية، والولايات المتحدة تتهم ايران وسوريا بتدخل ارهابي في العراق، وروسيا تفضل الاشارة الى "ارهابيين اسلاميين" خارجيين كمن هم مسؤولون عن العمليات في الشيشان. والسؤال هي بأي قدر توجد لسوريا مسؤولية مباشرة على تنفيذ العملية؟ وهل يدور الحديث فقط عن انها تستضيف قيادة الجهاد وحماس وباقي المنظمات الرفض في اراضيها، ام يوجد دليل ملموس على انها أمرت بتنفيذ او مولت تنفيذ العملية؟ جملة الحقائق المكتشفة تشير الى انه في العام الماضي واظبت سوريا على مساعدة المسيرة السياسية في انها سمحت لقيادة المنظمات بالوصول الى مصر لادارة مفاوضات على وقف النار، لم تعرقل وقف النار عندما وقع في المرة الاولى في الصيف الماضي ولا عندما وقع قبل ثلاثة اسابيع. واستضافت سوريا باحترام شديد محمود عباس (ابو مازن) بعد انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية - وعمليا اعترفت لاول مرة بالسلطة الفلسطينية - مع ان هذه هي "نتاج اتفاق اوسلو"، كما درجت سوريا على القول. وعلى مستوى آخر توضح سوريا منذ سنتين بانها معنية باستئناف المفاوضات مع اسرائيل وانها تعقد علاقات وثيقة مع تركيا، الحليفة الامنية والاقليمية لاسرائيل. شبكة العلاقات بين سوريا وحزب الله والمنظمات الفلسطينية أثبتت بان لسوريا القدرة على كبح جماح النشاط الارهابي، ولكن ليس لها بالضرورة سيطرة كاملة ودقيقة على كل عملية تنفذها هذه المنظمات. كما يوجد فارق بين قدرة المناورة التي لسوريا تجاه حزب الله وبين تلك التي لها تجاه المنظمات الفلسطينية. فحزب الله يحتاج الى سوريا كمحطة عبور ضرورية - لنقل السلاح او لحركة الاشخاص. ويفسر حزب الله بين الحين والاخر مصلحة سوريا ويعمل بموجب هذا التفسير. كما أن هذا هو السبب في أن هذه المنظمة كلفت نفسها عناء نفي دورها في العملية في تل ابيب، انطلاقا من معرفتها بان اسرائيل ستحاول المس بسوريا بسبب العلاقة بين المنظمة ودمشق. اما المنظمات الفلسطينية بالمقابل، فتعمل في جبهتين. فهي ملزمة بالحفاظ على مكانها في دمشق كمكان ضيافة أخير بقي لها، ولهذا فقد وافقت على المفاوضات على وقف النار وهي مستعدة للمشاركة في النشاط السياسي في المناطق، ولا سيما في الانتخابات للبرلمان والتي ستنعقد في تموز. والعملية هي بالتالي سيف ذو حدين - فهي توضح للسلطة الفلسطينية بان للمنظمات قدرة على افشال خطواتها ولكن يمكنها ايضا ان تؤدي الى ضغط على سوريا لاجل طردها من اراضيها. ومن جهة اخرى، ليس دوما بوسع قيادات حماس والجهاد في سوريا السيطرة او التوجيه لنشاط المنظمات في المناطق. ونذكر الجدالات المريرة بين خالد مشعل واحمد ياسين، مثلما هي معروفة الخلافات بين زعيم الجهاد، رمضان عبدالله شلح وبين بعض كبار مسؤولي المنظمة في غزة. وهكذا، مثلما توجد محافل في فتح غير راضية عن نشاط السلطة، توجد أيضا محافل في المنظمات الاخرى غير راضية عن الموافقة على وقف النار. وفي هذه الحالة، فان ابعاد الرؤية حتى سوريا يمكنه فقط ان يجديهم. ------------------------------------------------------ يديعوت - مقال - 28/2/2005 رئيس مُستهدف بقلم: سمدار بيري مراسلة الشؤون العربية (المضمون: بشار الأسد تحت ضغط كبير، فاسرائيل تتهمه بمسؤوليته عن العملية في تل ابيب، وامريكا ضد له، واللبنانيون يريدون طرد السوريين بعد مقتل الحريري - المصدر). أيقظ عاصف شوكت، رئيس اجهزة الاستخبارات الجديد السورية، صِهره، الرئيس بشار الأسد، في ليل السبت وأبلغه عن العملية الانتحارية في تل ابيب. "يجب الاستعداد لإمكان"، أكد في مِسمع الأسد، "أن يُلقوا بالمسؤولية عن العملية على سوريا. نحن مُستهدفون أصلا للجماعة الدولية". لم يوهَم شوكت. "الرجل من وراء الرئيس"، مع أسبقية 25 سنة من وراء الكواليس للاستخبارات السورية. فبعد العملية بيوم ألقى وزير الدفاع، شاؤول موفاز، بالمسؤولية على عاتق سوريا. منذ تلك اللحظة دخلت القيادة الرفيعة لاجهزة الأمن والجيش في سوريا لاستعداد برتقالي. تبدو العصبية في الأساس في وحدات هيئة القيادة العليا لسلاح الجو السوري وفي دائرة الرقابة الحدودية مع العراق. الضربة العسكرية، يحذرون في القيادة العليا، قد تفاجيء سوريا في المكان الأقل توقعا له - مثل الضربة التي وجهها سلاح الجو قبل سنة الى المعسكر المهجور في عين الصاحب، على أثر العمليات التفجيرية في بئر السبع. السياسة المتذبذبة كيف يستعدون لصد الهجوم؟ أرسل الأسد كبار الناطقين في دمشق ليعلنوا عن أنه "لا توجد لسوريا مشاركة في العملية". تطوع ناطق مجهول من الجهاد الاسلامي ليعلن من بيروت: "نحن نتحمل المسؤولية عن العملية في تل ابيب". بضربة واحدة استهدف بشار ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 03-01-2005 الثلاثاء/اذار/2005 العدد 8730 المصدر السياسي قسم العناوين الثلاثاء 1/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت احرونوت: - الثورة اللبنانية. - الاف الشباب من معارضي سوريا أدوا الى استقالة الحكومة اللبنانية. - السيارة المفخخة الاكبر: 500 كيلو غرام من المتفجرات. - لبنان الاخر. - الاسد: يتعاملون معي مثل صدام حسين. - هزة أرضية. - الاخيار للاخلاء. - جريحان في عملية اطلاق نار. - قتل صديقته وذهب الى النوم. - الابن قتل ابيه وانتحر. معاريف: - انتفاضة. - انتصار لبنان . - شارون: محكمة العدل العليا تعرقل بناء الجدار. - الشعب اللبناني يسقط الحكومة الموالية لسوريا. - انتصار بوش. - يضربون سوريا. - الاسد يتحدث: مستعدون للانسحاب الى الحدود. - سجن رافضي الاخلاء. - كابلنسكي سيكون نائبا لحلوتس. هآرتس: - الجيش الاسرائيلي يحبط عملية لسيارة مفخخة خططت لها الجهاد. - جماهير المتظاهرين في لبنان ينتصرون: رئيس الوزراء يستقيل. - اليوم مؤتمر لندن: البيان الختامي لن يذكر الارهاب. - "هذه اول مرة يسقط فيها الشعب اللبناني حكومة". - الاستخبارات السورية تهدد شبكة "العربية" بسبب تغطيتها في لبنان. - شارون ينتقد محكمة العدل العليا على تدخلها في مسار الجدار. * * * المصدر السياسي قسم الأخبــــار الثلاثاء 1/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 الخبر الرئيس - الجيش الاسرائيلي/الأمن - هآرتس - من عاموس هرئيل والوف بن: الجيش الاسرائيلي يحبط عملية لسيارة مفخخة خططت لها الجهاد../ يقظة قائد سرية في لواء الناحل احبطت أمس عملية قاسية كان من شأنها أن تؤدي الى نهاية فترة التهدئة النسبية في المناطق. ومسؤول عن محاولة العملية - تفجير سيارة مفخخة بعبوة ناسفة بوزن بضع مئات من الكيلوغرامات - ذات شبكة الجهاد الاسلامي التي ارسلت ايضا المخرب الانتحاري الى العملية في نادي ستيج في تل ابيب يوم الجمعة الماضي. وعرضت اسرائيل أمس على سفراء الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء في مجلس الامن والذين كانوا دعتهم وزارة الخارجية في القدس أدلة استخبارية على دور قيادة الجهاد الاسلامي في دمشق في العملية. رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات، العميد يوسي كوبرفاسر عرض على السفراء أدلة على دور سوري في العملية وعن اهمال السلطة الفلسطينية في منعها. وتوفيت أمس متأثرة بجراحها اوداليا حوبرة، 26 سنة من القدس، القتيلة الخامسة في العملية. مواطنان اسرائيليان اصيبا امس في عملية اطلاق نار في الضفة الغربية، شرقي مدينة موديعين. حالة احد الجريحين متوسطة. اما الثاني فاصيب باصابات طفيفة. وفي الجيش الاسرائيلي قدروا في الاونة الاخيرة بان شبكة الجهاد العاملة في القرى المحيطة بطولكرم تسعى الى تنفيذ عملية كبرى اخرى ومواصلة النجاح الذي سجلته في صالحها في تل ابيب، بقتلها خمسة مواطنين اسرائيليين. النقيب موشيه فريدمان، قائد السرية الشاب في كتيبة 932 من الشبيبة المقاتلة "الناحل" تلقى تعليمات لاظهار حساسية خاصة تجاه السيارات المشبوهة. قاطع فريدمان في الجنوبي الغربي من منطقة جنين، يوجد فقط على مسافة 10 كيلو مترات من مدينة طولكرم. وكان الافتراض بان رجال الجهاد سيجدون صعوبة في تكرار نجاحهم في اجتياز جدار الفصل - وفي غياب القدرة على الضرب في قلب اسرائيل سيجربون قوتهم في عملية أقرب الى موقعهم. جنود فريدمان تجندوا للجيش الاسرائيلي في آب الماضي فقط. وأمس بعد الظهر بعد أن انهوا الفصل الاول من دورة تأهيلهم انضم جنود السرية الى باقي مقاتلي الكتيبة المرابطين في منطقة جنين. وبعد وقت قصير من تسلمه المسؤولية عن القاطع الفصيلي، انطلق فريدمان الى جولة في المنطقة. وفي اطار السفر البطيء لاحظ قائد السرية سيارة اثارت اشتباهه حيث كانت السيارة من نوع فولسفاجن تجاري تقف على قارعة الطريق في منطقة المزبلة لقرية عرابه، على مسافة نحو 500 متر من قيادة لواء مينشه (جنين). وبدت له السيارة مشبوهة بل ان هناك مثلث تحذير الى جانب السيارة الامر النادر حدوثه في المناطق. وعندما توقفوا الى جانب السيارة رأى فريدمان وجنوده اسلاك كهرباء تتدلى من السيارة فأغلقوا طريق السير واوقفوا باص يحمل اطفالا واستدعوا خبراء المتفجرات. وتبين أن السلك الكهربائي يرتبط بجهاز تشغيل وضع جانبا. وعلى قارعة الطريق كانت هناك عدسة تصوير فيديو لتوثيق الحدث. وقام خبراء المتفجرات بتفجير السيارة بطريقة مدروسة. وبعد عدة دقائق وقع انفجار كبير آخر. ولكن قائد لواء جنين اللواء مينشه اورن آفمن قال لصحيفة "هآرتس" أمس ان بعض العبوات في السيارة انفجرت فقط. وهذا الصباح سيمشط خبراء المتفجرات بقايا السيارة. ويقدر آفمن بان وزن العبوات يصل الى بضع مئات الكيلوغرامات قائلا: "انه حتى باص محصن من النار كان يصعب عليه الصمود امام التفجير". والطريق الذي وضعت السيارة في جانبه يستخدم من المركبات العسكرية وباصات تسفير المستوطنين بمن فيهم التلاميذ. ويبدو أن وصول قائد السرية أدى بالمخربين الى الهرب. والا كانوا استخدموا العبوة ضد الجيب نفسه. هذا وتستمر اعمال البحث عن المخربين والى ذلك اعتقلت أمس اجهزة الامن الفلسطينية مشبوهين لهم ضلع في العملية، داخل طولكرم. وتعمل الشبكة من طولكرم بالتنسيق مع قيادة الجهاد في دمشق والتي وعدت بالمال لاعضاء الخلية مقابل العملية. ولكن بعد أن نشرت اسرائيل المعلومة عن دور القيادة جرت محاولة من الجهاد لتشويش ارتباط قيادتها في سوريا بالعملية. (معاريف) كابلنسكي سيكون نائبا لحلوتس../ خطط هو بالاجمال للخروج للدراسة في الولايات المتحدة ولكن على ما يبدو سيضطر موشيه كابلنسكي الى تغيير خطته والجلوس قريبا جدا على كرسي نائب رئيس الاركان. اجماع بشأن تعيينه للمنصب تبلور في الاونة الاخيرة بين رئيس الاركان المرشح دان حلوتس ووزير الدفاع شاؤول موفاز، بمباركة رئيس الوزراء اريئيل شارون. تعيين كابلنسكي الذي كان حتى وقت قريب مضى قائد المنطقة الوسطى، مع أنه لم يقر رسميا بعد الا ان التقديرات هي ان فقط تطورات غير متوقعة كفيلة باحباط هذا التعيين. وعلى اي حال، فمن المتوقع لحلوتس أن يعلن عن التعيين في وقت متأخر من الاسبوع القريب القادم، وربما اليوم، وذلك لان كابلنسكي سيحل محله في منصب نائب رئيس الاركان في غضون شهر. في البداية خشي كابلنسكي من أن يضعه تعيينه في منصب نائب رئيس الاركان الان في مكانة دون في المعركة على رئاسة الاركان القادمة مقابل من سيشغل منصب نائب الرئيس الثاني لحلوتس. ولكن التقديرات الان هي ان كابلنسكي سيشغل منصب النائب لحلوتس طوال فترة ولايته. وعليه، فان انتخابه للمنصب يضع كابلنسكي في نقطة انطلاق ممتازة لمنصب رئيس الاركان التالي والمنافسة ستكون على ما يبدو حيال من سيعين رئيسا لشعبة الاستخبارات (المرشح المركزي لا يزال اللواء قائد المنطقة الشمالية بني غينتس، ولكن آمال قائد فرقة يهودا والسامرة العميد غادي أيزنكوت تعاظمت مؤخرا). مرشح آخر كفيل بان يكون القائد المرشح للذراع البري المحسن لدى حلوتس - في حالة حصول آيزنكوت على منصب رئيس شعبة الاستخبارات، هو على ما يبدو غينتس. لبنان - معاريف - من جاكي خوجي: انتصار لبنان ../ دراما في لبنان: بعد اسبوعين من اغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري أعلن أمس رئيس الوزراء المعين من سوريا، عمر كرامة، استقالة حكومته. "الله يحفظ لبنان" قال كرامة في ختام بيان استقالته. اعلان رئيس الوزراء اللبناني استقبل بتصفيق عاصف من معظم اعضاء البرلمان، ولكن الانفجار الحقيقي وقع في الخارج. الاف المتظاهرين من مؤيدي المعارضة ممن احتشدوا في ساحة البرلمان رفعوا علم لبنان وصور للحريري وبدأوا بهتافات الفرح. مسيرات التأييد اندلعت ايضا في جبل لبنان، في زحلة بل وفي البقاع. "أنا متمسك في الا تكون هذه الحكومة عائقا امام من يرى مصلحة لبنان"، قال كرامة في بيانه القصير واضاف: "اقدم استقالتي من الحكومة التي كان لي الشرف أن ارأسها". وقد القى كرامة قنبلته السياسية في ختام جلسة عاصفة للبرلمان انعقدت للبحث في مشروع لحجب الثقة عن الحكومة. وفي الخارج جرت مسيرات احتجاجية ضد الحكومة وضد دمشق رغم الحظر الذي فرضته وزارة الدفاع اللبنانية. "سقط سور برلين"، قال احد زعماء المعارضة، وليد جنبلاط. "من الان فصاعدا يجب فقط رفع علم لبنان في هذه الساحة وفي كل مكان آخر في لبنان، وليس علم اي دولة اخرى". "أنتم اسقطتم هذه الحكومة الدموية"، هتف النواب للجماهير الذين احتشدوا في الخارج ورفع بفخر علم لبنان، "وانتم ستجلبون الاستقلال للبنان". وتطالب المعارضة الان بحل اجهزة الاستخبارات اللبنانية التي تعمل بالتعاون مع سوريا. وينضم هذا الطلب الى المطالبة بخروج قوات الجيش السوري واجهزة استخباره في لبنان. كما تطالب المعارضة بتشكيل حكومة حيادية لا تكون مرعية لسوريا، تشرف على الانتخابات البرلمانية والتي ستجرى بعد شهرين. واحد الاشخاص الذين طرحت اسماؤهم لرئاسة الحكومة الانتقالية هو رئيس الوزراء الاسبق سليم الحص. وتتخذ المعارضة جانب الحذر فيما يتعلق في توجيه الجمهور وهي لا تطالب باستقالة الرئيس الموالي لدمشق اميل لحود. وقال مصدر سوري رسمي ان "لبنان ليس معاد لسوريا. نريد أن نصلح العلاقات معه لا ان نضره"، قال جنبلاط. واكتفت دمشق برد حذر. فقد قال مصدر سوري رسمي "ان هذا موضوع لبناني داخلي". ومع نشر أمر استقالة الحكومة بدأ نشطاء مسلحون في طرابلس، موطن كرامة، اعمال الشغب في شوارع المدينة. فقد اضرموا النار في اطارات السيارات وهاجموا نشطاء المعارضة. وفضلا عن ذلك، اقتحموا مكاتب النواب من المعارضة وعلى رأسهم الوزير السابق سمير جاسر واضرموا النار في المكتب. وقتل شخص واحد في هذه العملية واصيب عدد آخر. يديعوت - من غي باخور: هزة ارضية../ في نظرة اولى يدور الحديث عن "ثورة ناعمة" على نمط الهزة الارضية في شرقي اوروبا في العام 1989، حيث يسقط الشعب حكومة طاغية، وبالفعل، لا ريب بان ما يحصل اليوم في لبنان هو هزة ارضية حقيقية في العالم العربي. مثل هذه المظاهرات الجماهيرية يمكنها أن تسقط الانظمة الاستبدادية في دول عربية اخرى - مما يثير نوعا من الفزع لدى مبارك، الاسد وامثاله. الشرق الاوسط يتغير امام ناظرينا: مبارك يضطر الى الموافقة على انتخابات متعددة المرشحين، القذافي ينضم الى المعسكر المؤيد للغرب، عرفات غير موجود وكذا ايضا صدام حسين. ولكن يجب ان نتذكر بانه في لبنان يبقى النظام المؤيد لسوريا على حاله، ويبدو أنه ستقوم حكومة اخرى مؤيدة لسوريا بدل تلك التي سقطت. وعليه فانه تنم رائحت شديدة لمناورة سورية، ومناورة سورية اخرى، على أمل أن يهدىء سقوط الحكومة في بيروت الجماهير في الشوارع ويسكت انتفاضة الاستقلال التي اعلنوا عنها. ومرة اخرى تأمل سوريا في أن يشتري العالم مناوراتها مثلما أملت في أن يشتري اتهام القاعدة بالمسؤولية عن تصفية رفيق الحريري. وبدل التخفيف من الضغط على سوريا، يوجد الان حاجة لتشديد هذا الضغط، ويجدر بالذكر ان مطالب المعارضة اللبنانية لا يزال لم تتحقق وعلى رأسها انسحاب كل القوات السورية من لبنان، الجنود من اجهزة الامن الداخلي وأكثر من مليون "مستوطن" سوري زرعوا في لبنان. كما أن ثمة حاجة الى الغاء "اتفاق الصداقة والتعاون" المخجل، اتفاق الاستسلام الذي وقعته دمشق مع بيروت في 1991 فجعلته محافظة اخرى لها، وطرد الرئيس الدمية اميل لحود، في ظل انتخابات جديدة وحقيقية للرئاسة. وبالذات عندما تكون المعركة في اوجها، وصيد الديكتاتوريين بدأ، محظور الانجرار وراء اغراء مناورات التضليل على النمط الشرق اوسطي. الضغط على سوريا وعلى ايران يجب ان يتواصل وبقوة. وعلى نحو مثير للاهتمام تاريخيا، فلاول مرة منذ قيام دولة اسرائيل يتشارك في هذا الضغط شراكة حقيقية غير معلنة اسرائيل والشارع اللبناني الذي نهض للحرية على حد سواء. والايام ستقول اذا كانت هذه الشراكة ستصبح في المستقبل شراكة علنية ايضا. هآرتس - من يوآف شتيرن: الاستخبارات السورية تهدد شبكة "العربية" بسبب تغطيتها في لبنان../ مراسلو شبكة "العربية" تلقوا مؤخرا تهديدات من ممثلي الاستخبارات السورية في لبنان عن طريقة تغطيتهم لما يجري في لبنان. مصدر في المحطة، التي تتخذ من دبي قاعدة لها قال لوكالة "رويترز" ان "السوريين يهددون حياة عاملينا في بيروت". كما أن صحيفة "تشرين" السورية الحكومية هاجمت رجال المحطة كجزء من حملة وسائل الاعلام السورية لتطهير اسم دمشق من تهمة الدور في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وكانت "العربية" اثارت غضب سوريا بسبب مقابلة مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والذي قال فيها انه يدعو سوريا الى تنفيذ قرار 1559 حتى نيسان. وارغت سوريا وأزبدت ضد الشبكة بقدر ما من الحق وذلك لان اقوال عنان عرضت في البث وكأن الحديث يدور عن انذار. وعلم من "العربية" بان الشبكة قدمت للبث ناطقين سوريين وحاولت التبليغ عن الاحداث في ظل التوازن بين المواقف المختلفة. جدار الفصل - معاريف: شارون: محكمة العدل العليا تعرقل بناء الجدار../ بينما انتقدت اوساط لجنة الخارجية والامن في الكنيست بشدة التسويف في بناء جدار الفصل، أعلن رئيس الوزراء في جلسة عاصفة لليكود المذنب الحقيقي من ناحيته: المحكمة العليا. "أنت تفعل شيئا - يوجد التماس للمحكمة العليا"، اشتكى رئيس الوزراء اريئيل شارون. "كل الوقت نوجد في الالتماسات للمحكمة العليا. المحكمة في حالات عديدة لا تقرر في صالح الامر. انت تدخل الى الميدان، وفي غضون دقيقة يوجد التماس للمحكمة العليا. المشكلة هي الجهاز القضائي. وهم يستخدمون مفهوم التوازن"، وباقواله هذه قصد رئيس الوزراء التوازن الذي تعقده المحاكم بين احتياجات الامن وحقوق الفلسطينيين. ونشأ في الجلسة جدال بين رئيس الكتلة، النائب جدعون ساعر ورئيس الوزراء بشأن مسار الجدار في منطقة جنوب جبل الخليل. وادعى ساعر بان الجدار في الجنوب لا يراعي ما فيه الكفاية المستوطنات اليهودية في المنطقة رغم أنها شبه خالية من السكان الفلسطينيين. فرد عليه شارون قائلا: "ما يؤلمك يؤلمني ايضا. انا ابحث عن سبيل لمنع عمليات في النقب وليس الاعتبار في كل مكان هو ذات الاعتبار. في هذه المنطقة لم يكن هناك مفر الا اقامة الجدار في أقرب مكان ممكن من حدود الخط الاخضر". وفي مداولات لجنة الخارجية والامن التي جرت قبل ذلك قال اللواء احتياط عوزي ديان رئيس المجلس الجماهيري: "جدار أمن لاسرائيل"، إنه "لو كان الجدار الامني مبنيا بطوله، لمنعت العملية في تل ابيب". واتهم رئيس الوزراء شارون بمسؤولية غير مباشرة عن النتائج القاسية للعملية قائلا: "منظمة الجهاد والمخرب الذي تفجر هما المسؤولان بشكل مباشر عن العملية، ولكن من المسؤول عن الا يحصل هذا؟ فقط شخص واحد: رئيس الوزراء اريئيل شارون. وأعلن ديان بانه اذا لم يجرِ الاعلان عن الجدار كمشروع وطني يجب انهاؤه بجدول زمني قصير، فسيرفع بعض النواب في الكنيست - بينهم جلعاد أردان من الليكود وايهود راتسابي من شينوي - مشروع قانون جدار الامن الذي بادر اليه المجلس من أجل جدار الامن. وحسب مشروع القانون هذا، فان الجدار سيستكمل في غضون 300 يوم. وبالمقابل عرض مدير عام وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس يرون، صورة اكثر تفاؤلا عن الوضع. فقد قال: "نحن نفعل كل شيء لحث وتيرة تنفيذ الاشغال على الجدار، ولكن ليس كل شيء منوط بنا بل بقرارات الحكومة ومحكمة العدل العليا". واعلن بان 95 في المائة من الجدار ستكون جاهزة حتى نهاية العام، ولكن بناء الجدار في منطقة غوش عصيون وبيت آرييه سيكون أبطأ بسبب مشاكل قانونية. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم الأفتتاحيات الثلاثاء 1/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 هآرتس - افتتاحية - 1/3/2005 لا لخصخصة المراكز الجماهيرية بقلم: أسرة التحرير تبدو نية المحاسب العام في وزارة المالية، الدكتور يارون زليخه، استعمال "عنقود مراكز جماهيرية"، بسِعة تصل الى 10 في المائة من نشاطات الشركة الحكومية للمراكز الجماهيرية - وهكذا تُعرض ايضا - كمحاولة أولية لزيادة الجدوى. يزعم زليخه ونظراؤه في المالية، ممن يؤيدون خصخصة اجهزة تربية ورفاهة اخرى انه في نطاق التجربة سيقلل المشغلون الخاصون من تكاليف تشغيل المراكز الجماهيرية، وعلى آثارهم ستضطر الشركة الحكومية ايضا الى تقليص التكاليف بحسب التسعير الأدنى. يزعم مؤيدو الخصخصة، انه لا توجد نية لاغلاق تام لشركة المراكز الجماهيرية. والاعلان الذي هدف الى تهدئة العمال والمديرين لـ 180 المركز الجماهيري في أرجاء البلاد، ليس بذي صلة. في واقع الامر، تكفي الخطة الضيقة، التي تُعرف كتجربة، من اجل تحديد مستقبل المراكز الجماهيرية؛ وكل ذلك لثلاثة اسباب. أحدها - تكشف خصخصة الاجهزة الاجتماعية في السنوات الأخيرة عن واقع ذي وجهين: فهناك حالات، يتضح فيها ان الخصخصة انشأت جهاز عدم نجاعة - فجزء من الاموال المدفوعة لقاء النشاط تنتقل الى أرباح المالكين (مثل الأجور الضخمة للمديرين العامين لروابط توزيع الغذاء)، وتقليص ميزانيات التشغيل يتم مباشرة على حساب مختلف النشاطات. بهذه الروح، سيجر الإقلال من التكاليف في "عنقود مراكز جماهيرية" مختارٍ إقلال سعرٍ عاماً في كل المراكز الجماهيرية، التي ستريد المنافسة. في مصطلحات اجهزة التربية والإخصاب النوعية للجمهور الواسع، قد يعبر إقلال السعر عن نفسه بمضاءلة الوسائل وخفض المستوى: فهناك مرشدون أقل خبرة، وتخلٍ من دوائر كلفتها النسبية مرتفعة، واشياء اخرى. إن أول من سيتضررون من هذه المضاءلة ستكون المراكز الجماهيرية الضعيفة في أحياء الفقر وفي المدن التطويرية. السبب الثاني هو، أن المنافسة بين المراكز الجماهيرية الخاصة وبين تلك التي تخص الشركة الحكومية ستقود الى تخفيض مستوى النشاط في الفروع المختلفة، وفق مطلب الجمهور. وهكذا قد يتغير خليط النشاطات الى الاسوأ: فالنشاطات "المرتفعة"، التي تمكّن الاولاد والشبان من الأحياء الضعيفة من ان ينفتحوا بإزاء محفزات ثقافية وتربوية غير موجودة في المدارس، ستختفي، وستحل محلها نشاطات شعبية، على حسب المبدأ الذي يضاعف نفسه في بث التلفاز في القناة الثانية. السبب الثالث هو ان الخصخصة هي نهج حسن صحيح لمجالات فيها للمستهلك امتياز يُعبَر عنه بالقدرة على الاختيار. هذا الامتياز غير موجود لدى اولئك الذين يُعرفون كمستهلكي تربية، وصحة ورفاهة، وأقل من كل شيء لدى العشريات الضعيفة، التي نُميت هذه الخدمات من اجل تخليصهم من وضع متواصل من الارتباط الاقتصادي والاجتماعي. شركة المراكز الجماهيرية التي أسست في عام 1969، هي أحد التعبيرات الجلية عن اعتراف الدولة بمسؤوليتها عن سكان الضواحي الجغرافية والاجتماعية - الثقافية. خصخصة الشركة ربما تقود الى تقليص التكاليف، وربما لا. انها بالتأكيد ستقود الى تخلي الدولة عن هذه المسؤولية، في فترة يُدفع فيها سكان كثير أصلا الى حواشي التربية والثقافة. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم التقارير والمقالات الثلاثاء 1/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 1/3/2005 بشارة من بيروت بقلم: عوفر شيلح كاتب دائم في الصحيفة نميل على نحو طبيعي الى الحكم على كل تطور في العالم العربي على حسب السؤال: أهذا حسن لليهود أم لا. يبدو ان استقالة حكومة لبنان أمس تشذ عن هذه القاعدة. باديء بدء، ليس واضحا حقا ما الحسن لاسرائيل. إن المستوى السياسي عندنا ينضم الى الضغط الدولي على سوريا، الذي يُعبر عنه في الجملة بمطلب الانسحاب من لبنان. لكن في داخل الدوائر الأمنية نفسها يوجد غير قليل ممن يشكون في إن كان انسحاب كهذا سيجدي علينا. لبنان دولة ممزقة من ناحية سكانية، لم تعرف الحكم المستقر منذ عشرات السنين. نحن ذوو تجربة مُرّة لنتائج عدم الاستقرار ذاك. ثانيا، يبدو ان المشاهد خارج مبنى مجلس النواب اللبناني تجوز مسألة المنفعة لاسرائيل. إن مجرد نجاح جمهور عربي غير مسلح في التعبير عن الاحتجاج بوسائل غير عنيفة، وأن ينجح، فيه تجديد عظيم القوة. إن حقيقة ان هذا يحدث، وان السلطة تشعر انه يجب عليها ان تقدم كشف حساب حتى ذهابها الى البيت، قد تكون شرارة اولى لتغيير وجه المنطقة، ويقينا عندما نجمعها واعلان الرئيس مبارك عن انتخابات ديمقراطية في مصر. ينبع النجاح، يقينا، من شعور ان سوريا ضعيفة، معرضة لتهديد امريكي وراء الحدود، ويمكن، لا كما كان قبل، تحديها. وليس أقل من ذلك، ان هذه نتيجة روح العصر: تعتبر قناة "الجزيرة" مثلا، في الغرب ضربا من وكالة دعائية عربية؛ وهي تجلب للعرب أنفسهم مشاهد تهيج روحا يصعب على النظم الطاغية مواجهتها. ليس واضحا بعد كيف ستنتهي الازمة في لبنان. كل من يتنبأ بما سيحدث للسوريين، ولحزب الله، وللمصالح الاسرائيلية يصنع ذلك متحملا هو تبعته، وأكثر من يتنبأ قد عرف في الماضي فشلا ذريعا في التنبؤ بالامور حقا. لم يبق في هذا الاثناء سوى النظر بسكون، وربما بانفعال، الى جمهور مستعد للعمل - حتى لقاء المخاطرة بحياته. من كان يصدق ان الطريق الى تحرير لبنان من نير سوريا لن تمهدها مؤامرات دولية بل جماهير ناس ضاقوا ذرعا ببساطة. في المكان الصحيح سيكون من المثير جدا ان نرى كم من الطلاب لن يظهروا اليوم في المدرسة، في نطاق إضراب الاحتجاج المضاد لتقرير دوبرات. يزعم المبادرون الى الإضراب ان ما لا يقل عن 150 ألف طالب عبروا عن تأييد للمبادرة في مواقع الانترنت وفي الدوائر المختلفة. أشك كثيرا فيما اذا كان عدد المُضربين فعليا سيقترب حتى من نصف هذا العدد أو رُبعه. وما يزال الحديث عن محاولة أولى في نوعها، وهو شيء مهم جذاب. ليست رسالة منظمي الإضراب غير محتملة التأويل. ليس واضحا ما الذي يغضبهم في التقرير على نحو دقيق. ويمكن يقينا ان كثيرا منهم (كما يكرر القول رؤساء جهاز التربية) لم يقرأوا التقرير تاما. وهذا لا يغير حقا من الأمر شيئا؛ فكثير ايضا من الوزراء الذين أجازوا التقرير في الكنيست لم يقرأوه تاما حقا. أكثر من عبروا عن آراء تؤيده أو تعارضه فعلوا ذلك حتى قبل نشره كاملا. الشيء المهم هو انه في دولة تقدس التزام الخط الرسمي، وفي جهاز تربية فيه "مجلس طلاب قطري" رئيسه "يبدي قلقا" من الإضراب، يقوم طلاب ويحتجون، ببساطة لانهم معارضون. انهم يستعملون الانترنت، وهو الوسيط المجرد الذي ليست له لجنة منظمة ومجلس معين، من اجل نقل رسالة معارضة. انهم يعبرون عن روح شبابية، تنعدم انعداما ملحوظا جدا من حياة طلاب الجامعات وطلاب الثانويات في البلاد. انهم يدركون إدراكا حدسيا ان وزارة تربية - أعلنت مديرتها العامة أمس انه إذا لم يتحقق التقرير حتى 31 أيار فسيُقال آلاف المعلمين - لا تتحدث إليهم. انهم معارضون، لأن ذلك الجهاز يصنع كل شيء من اجل تربيتهم ليكونوا مؤيدين. إنهم ضد، وهذا هو المكان الذي يجب عليهم ان يكونوا فيه تماما. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 1/3/2005 عودة الى اوسلو بقلم: الوف بن المراسل السياسي للصحيفة (المضمون: شارون وعباس يسيران على نهج اوسلو الذي اختطه قبلهما عرفات ورابين رغم انه كان قد انتخب لتحطيم اتفاق اوسلو الذي تبين انه أقوى مما ظنوا - المصدر). قالوا انه مات ودفن، أبحاث وكتب أُلفت حول احتضاره وانهياره، وقلة قليلة قامت بنعيه ورثائه: الرأي السائد وصفه كفشل ذو أبعاد تاريخية وحماقة وطنية نابعة من الجمع بين السذاجة والمنطق الخاطيء من جهة مع مكيدة القتل والارهاب من الجهة الاخرى، الامر الذي أدى الى موت الآلاف. ولكن عندما هدأت وطأة القتال وعاد الجانبان للتفاوض اكتشفنا ان عملية اوسلو قد انبعثت من جديد. ربما انها لم تتوقف أبدا وانما انتظرت على القارعة الى ان تهدأ وطأة الانتفاضة. المنطق الذي آمن به اسحق رابين وشمعون بيرس وياسر عرفات في 1993، هو نفسه الذي يحرك اريئيل شارون ومحمود عباس اليوم: التسليم التدريجي للمناطق مع الصلاحيات والرموز القومية للسلطة الفلسطينية مقابل وعود بكبح جماح الارهاب المناهض لاسرائيل. عملية متنزه الشاطيء في تل ابيب عشية يوم الجمعة الماضي جسدت عودة "روح اوسلو" فقط. الحكومة أحجمت عن القيام بخطوات عسكرية واختارت ممارسة "الضغوط الدبلوماسية" على محمود عباس وتجميد بعض قنوات الحوار وإبعاد التهمة باتجاه سوريا. هذه الخطوات مأخوذة تماما من جعبة بيرس الذي حاول بصورة بائسة في السابق إلقاء اللائمة على ايران بصدد موجة العمليات التي شهدها شتاء 1996 والتي أدت الى سقوط حكمه. رئيس الحكومة لن يحب هذه الطريقة في التفكير والادعاء انه يسير على درب رابين الذي كان قد تعرض لتهجماته وانتقاداته الشديدة في حينه. شارون ادعى في السنوات الأخيرة ان اوسلو لم يعد موجودا. ولكن حكومته حتى ذات التركيبة اليمينية منها لم تعلن إلغاءه وتصرفت وفقا له في مجالات كثيرة. صحيح ان بنود اوسلو قد طبقت جزئيا ذلك لأن الارهاب الفلسطيني والميليشيات المسلحة في المناطق اعتبرت دائما خروقات مستمرة. أما الجانب الاسرائيلي من ناحيته فقد تجاهل الجداول الزمنية للانسحابات والبنود الخاصة بالمعبر الآمن من غزة الى الضفة وبالعكس. اعلان المباديء والاتفاق الانتقالي فشلا في منع الحرب، وهذه كانت مصيبتهما. إلا ان الجانبين لم يجدا صيغة أكثر عملية للحياة المشتركة ومنطق اوسلو ظهر بصورة أقوى مما ظنوا. الخطوات أحادية الجانب التي أقدم عليها شارون والتي رمت الى بلورة واقع من دون إشراك الفلسطينيين، لم تبتعد عن روح اوسلو. الجدار الفاصل الاول أقيم على يد متان فلنائي كقائد للمنطقة الجنوبية حول قطاع غزة في فترة الانسحاب في عام 1994. فلنائي أصر على اقامة هذا الجدار على الخط الاخضر وفي وقت لاحق تبين ان هذا الامر قد حسم مصير المستوطنات التي بقيت خلف الجدار وسيتم اخلاءها في قادم الايام وفقا لفك الارتباط. خطة فك الارتباط، ذروة مبادرات شارون، لا تتجاوز حدود الاتفاق الانتقالي. حسب التحليل القانوني المتفق عليه سيكون الانسحاب تطبيقا "للنبضة الثالثة" من اوسلو (أي الانسحاب الثالث وفقا لمصطلحات اوسلو) حيث افترض في حينه ان تنسحب اسرائيل من اراضي من دون مقابل فلسطيني. غوش قطيف وشمالي السامرة سيُسلمان لنفس السلطة الفلسطينية التي كانت قد تسلمت في السابق مناطق (أ) و(ب) في الضفة. اوسلو لم يكن "سلام الشجعان" وانما اتفاق الجبناء الذي أخذ في حسبانه القيود الداخلية للجانبين وفضل القيام بخطوات صغيرة حريصة وحذرة بدلا من الإقدام على "تنازلات مؤلمة". القرارات الصعبة قطعت لتتحول الى سلطة رقيقة من الوعود والوعود المقابلة التي حكمت على الجانبين برحلة مرهقة ودموية ليست واضحة النهاية. الرموز القومية لم تتضرر: اسرائيل تواصل السيطرة على اغلبية المناطق والمستوطنات، والفلسطينيون يتمسكون بعودة اللاجئين. ومع ذلك، يبدو انه لم يكن هناك خيار آخر. اهود براك حاول تقصير الطريق نحو التسوية الدائمة فسقط حطاما. "خريطة الطريق" التي طرحها بوش عادت لنهج التسوية التدريجية التي اتبعت في اوسلو. شارون ذاته الذي جاء لتحطيم اوسلو أصبح اليوم أسيرا في أغلاله ومبتهلا بعدم انتهائه. شارون مثل رابين ايضا يخاف من الاندفاعات السريعة جدا، ولا يرى "نهاية الصراع" بعد. هو يواصل اليوم من النقطة التي توقفت العملية عندها قبل الانتفاضة ويأمل في ان ينجح في مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة لانهاء المسألة مرة والى الأبد. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 1/3/2005 الفلسطينيون ينتظرون يهود امريكا بقلم: نتان غوتمان (المضمون: الادارة الامريكية تسعى لدعم سلطة أبو مازن، إلا انها تواجه معارضة من الكونغرس وقادة الجالية اليهودية، وعلى اسرائيل ان تقوم باقناعهم بضرورة ذلك - المصدر). السنوات الأخيرة كانت سنوات عجاف بالنسبة للقضية الفلسطينية في العاصمة الامريكية. أبواب البيت الابيض كانت مغلقة في وجوه الفلسطينيين خلال سنوات حكم جورج بوش الى يومنا هذا. كبار المسؤولين الامريكيين قللوا من الاتصالات مع الفلسطينيين وأكثروا من الانتقادات لهم، والكونغرس كان متشددا وشديدا أكثر مع أتباع ياسر عرفات. لم يكن هناك مجال للحديث عن تقديم مساعدات امريكية هامة للسلطة الفلسطينية. الآن، مع نشوب رياح جديدة على الشرق الاوسط تغيرت الأجواء تجاه الفلسطينيين في واشنطن، وتيار الدولارات سيشهد تغييرا، ومع ذلك ليس من السهل إقناع اعضاء الكونغرس بالسياسة الجديدة كما يقول ممثلو الفلسطينيين وأتباع الادارة الامريكية، ذلك لأن الكونغرس بأغلبيته موالٍ لاسرائيل ولا يقتنع بسهولة في ان السلطة تستحق المساعدة الخارجية الامريكية. بوش فاجأ المستمعين لخطابه حول وضع الأمة عندما أعلن عن تقديم مساعدة بقيمة 350 مليون دولار للسلطة، وهو مبلغ يفوق ما كان يُعطى لها في السابق. هذه المساعدة ليست ذات وزن نسبيا خصوصا اذا ما قورنت بالثلاثة مليارات دولار التي تحصل عليها اسرائيل الى جانب المساعدة الاضافية التي ستحصل عليها لدعم عملية فك الارتباط، إلا انه مبلغ هام بالنسبة للسلطة ذاتها التي كانت تحصل حتى ذلك الحين على 75 مليون دولار فقط. هذا الموقف يشير الى اعلان ثقة علني من الادارة الامريكية بسلطة محمود عباس والنهج الجديد لحل الصراع. ولكن بعد قيام الادارة بتقديم اقتراحها لمساعدة الفلسطينيين للكونغرس تبين ان الاستجابة لم تكن سهلة كما توقعوا. اعضاء كونغرس كثيرين من الحزبين بدأوا يطرحون اسئلة والمطالبة باشتراطات قبل تقديم المساعدة للفلسطينيين. المطالب تسير في اتجاهين: وعد فلسطيني بالالتزام بالاصلاح ومكافحة الارهاب قبل الحصول على المال الامريكي، والثاني - تشكيل اجهزة رقابة ملائمة لضمان وصول المال الى غاياته وان لا يجد طريقه نحو جيوب المسؤولين في السلطة. وزير المالية الفلسطيني سلام فياض، وممثلو الفلسطينيين في امريكا، يبذلون جهودا كبيرا لاقناع الكونغرس والادارة الامريكية بأن ايام الفساد في عهد عرفات قد ولت وانه لا أساس للخوف على تحويل الاموال الامريكية الى حسابات سرية تعود للمقربين. هم يعرضون معطيات حول الشفافية والرقابة، ولكن الكونغرس ما زال مرتابا في ذلك. مصدر اسرائيلي قال ان تجربة الماضي مع عرفات كوتهم بنارها وجعلتهم أكثر حذرا. هناك حاجة للمال لدفع الرواتب في السنوات الأخيرة أدت مبادرات اصدقاء اسرائيل في الكونغرس الى منع الادارة بصورة مطلقة تقريبا من تحويل المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية وحولت الدولارات الامريكية الى المنظمات غير الحكومية والمشاريع الاخرى داخل المناطق. والآن ايضا تجد الادارة صعوبة في فتح حنفية المال للفلسطينيين، ذلك لأن الكونغرس ما زال يعتقد بأن السلطة فاسدة وغير ناجطعة كما يقول ادوارد ابينغتون، القنصل الامريكي في شرقي القدس سابقا، الذي يعمل اليوم وسيطا لدفع القضايا الفلسطينية داخل الكونغرس. ابينغتون يقول ان الكونغرس بطيء في عملية التكيف وان المجريات على الارض قد تجاوزته، ومع ذلك سيصادق في نهاية المطاف على المساعدات رغم التباطؤ والمماطلة. الجميع يتفقون معه حول ذلك، ولكن السؤال هو تحت أية شروط. اغلبية اعضاء الكونغرس يريدون اشتراطات واضحة في مجال الشفافية والرقابة المالية، ومن يؤيدون هذا التوجه يفضلون تحويل المساعدة كلها أو اغلبيتها لمشاريع محددة تنفذ من قبل المنظمات غير الحكومية في المناطق، وليس للسلطة مباشرة. أحد الاقتراحات التي طرحت ايضا يدعو الى اخراج البند الذي يسمح للرئيس بالتوقيع على أمر يتجاوز قيود الكونغرس ويسمح بالمساعدة المباشرة للسلطة من القانون. في شهر تشرين الثاني الأخير استخدم بوش هذا البند حتى يحول للسلطة 20 مليون دولار بعد موت عرفات. هذا البند استخدم لتسديد دفعة ضرورية لشركة الكهرباء الاسرائيلية. ولكن الفلسطينيين يخشون ان لا تكون المساعدات المقدمة للمشاريع ناجعة في هذه المرة، وان تفقدها العطاءات الطويلة جدواها التي تسعى لها الادارة، الامر الذي سيضعف حكم أبو مازن. أضف الى ذلك ان السلطة تجد صعوبة في دفع الرواتب لموظفيها، والفلسطينيين يخشون من انهيار السلطة اقتصاديا بالتحديد في الفترة التي تتعزز فيها قوتها سياسيا وداخليا. عضو الكونغرس الديمقراطي، توم لانتوس، من كبار اصدقاء اسرائيل اقترح ربط المساعدة الامريكية بتقديم المساعدات للفلسطينيين من اخوانهم العرب. اسرائيل من ناحيتها تحاول الظهور بمظهر محايد في هذا الجدل، إلا انها تؤيد الرقابة والاشتراطات والحذر، كما ينادي اعضاء الكونغرس. التكيف يستغرق وقتا سياسة "نعم ولكن" التي ينادي بها ممثلو اسرائيل واصدقاءهم في امريكا تحظى بدعم واسع في الكونغرس، إلا انها نجحت في إغضاب أطراف في الجالية اليهودية الذين يعتقدون ان على يهود امريكا وأنصارهم ان "يستبدلوا القرص" وان يبدأوا بالعمل الحثيث لدفع فك الارتباط بوسائل منها تقديم المساعدة للفلسطينيين. "منتدى السياسات الاسرائيلية"، المنظمة اليهودية ذات المواقف اليمينية أرسل رسالة الى اعضاء الكونغرس مؤخرا لحثهم على تهدئة مخاوف السياسيين من السير ضد الرأي العام اليهودي لأن ذلك يصب في مصلحة اسرائيل ويخدم سياسة بوش. الفجوة بين مواقف الجالية اليهودية المنظمة في امريكا ومواقف الحكومة الاسرائيلية ظهرت في السياق من خلال صعوبة مؤتمر لرؤساء المنظمات اليهودية في صياغة قرار داعم لخطة فك الارتباط. هذا التردد يدلل حسب رأي الكثيرين على ان قادة الجالية أكثر تشددا من قاعدتها العريضة. إلا ان آراء اخرى تقدر أنها مسألة وقت وان قادة الجالية بحاجة الى بعض الوقت للتكيف مع التغيرات الجديدة في الشرق الاوسط، ذلك لان اسرائيل واظبت قبل مدة على إقناعهم بعدم وجود شريك فلسطيني وان لا مجال لتساهل الادارة الامريكية مع الفلسطينيين. قواعد اللعبة تغيرت فجأة وليس واضحا اذا كان قادة الجالية في امريكا مدركين لهذه التغيرات. زيارة قادة الجالية لاسرائيل في الاسبوع الماضي تعتبر مؤشرا لهذا التغير المطلوب، وهكذا أصبح الفلسطينيون معتمدين بصورة غريبة على توحيد الرؤية بين اسرائيل والجالية اليهودية الامريكية اذا قام شارون بتهدئة مخاوفهم من التقدم السياسي، الامر الذي يدفعهم بدورهم لتهدئة الادارة الامريكية والكونغرس. ------------------------------------------------------ معاريف - تحليل - 1/3/2005 يخبطون سوريا بقلم: ايال زيسر رئيس دائرة تاريخ الشرق الاوسط في جامعة تل ابيب (المضمون: طرد سوريا المرتقب من لبنان هو أولا وقبل كل شيء من عمل ايديها، بارتكابها الاخطاء وعدم قراءتها على نحو سليم الخريطة السياسية والعالمية على مدى السنوات الاخيرة - المصدر). استقالة حكومة لبنان هي حدث لا سابق له في تاريخ هذه الدولة وعمليا في تاريخ العالم العربي برمته، على الاقل في العقود الاخيرة. فليس وحدات الجيش او اجهزة الامن هي التي اسقطت هذه الحكومة، مثلما كان دارجا في الدول العربية من قبل، ولا حتى قوة عسكرية اجنبية هي التي دفعت الحكومة الى الانهيار، مثلما حصل في العراق مؤخرا. بل ان الشارع اللبناني هو الذي خرج بجموعه للتظاهر ضد الحكومة وفي النهاية اجبرها على الاستقالة. ثلاثة عوامل تظافرت لتحقيق انتصار المعارضة اللبنانية: ضعف سوريا التي تحولت، على ما يبدو الى كيس الخبطات في لبنان، في المنطقة وفي العالم بشكل عام؛ حافة الغضب والاحباط من التواجد السوري في لبنان التي بلغت نقطة الفيض في اعقاب اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري قبل نحو اسبوعين؛ وأخيرا تشجيع واسناد الولايات المتحدة وفرنسا، وعمليا الاسرة الدولية برمتها، والتي شجعت اللبنانيين على النهوض ضد سوريا وضد حلفائها في لبنان. السؤال هو - الى اين يتجه لبنان من هنا فصاعدا؟ الكثير منوط بتصميم المعارضة على الموظبة في دربها، وبالاساس الحفاظ على تراس الصفوف في اوساط اعضائها القادمين من كتل وطوائف مختلفة في المجتمع اللبناني. اذا ما واظبت المعارضة في طريقها، فان الرئيس اللبناني اميل لحود كفيل بان يكون الهدف التالي. فتمديد ولايته في ايلول 2004 هو الذي اثار الازمة التي يعيشها لبنان اليوم. وعلى اي حال، ففي غضون نحو شهرين ستجرى انتخابات للبرلمان في لبنان. وهذه ستجلب النصر الساحق للمعارضة، وهي التي ستتسلم الحكم في الدولة. وعندها فان السوريين سيقفون أمام طلب حكومة لبنان المنتخبة لاخراج قواتها من الدولة. وهذا الطلب، المسنود بقرار الامم المتحدة 1559 وبتأييد أمريكي جارف لا يمكن للسوريين ان يرفضوه. اذا ما خرج السوريون من لبنان سيتم توجيه الانظار في لبنان وفي خارجه نحو منظمة حزب الله التي ستصبح الهدف التالي لتلك المحاكم اللبنانية التي عملت على طرد سوريا من لبنان بمساعدة وتشجيع الغرب. حزب الله لن يطرد من لبنان ، فهو منظمة لبنانية نشأت في هذه الدولة، ولكن بلا شك مجال مناورتها سيضيق لدرجة لا يمكن بعده التعرف عليها. ولكن من أجل ان يتحقق هذا السيناريو المتفائل مطلوب كما اسلفنا من المعارضة اللبنانية للمواظبة في خطوتها التاريخية، مطلوب استمرار الاسناد والتشجيع الغربي لهذه الخطوة. واخيرا، مطلوب ان تواصل سوريا ارتكاب الاخطاء المحملة بالمصائر مثلما فعلت حتى الان. اذ ان طردها المرتقب من لبنان هو أولا وقبل كل شيء من عمل ايديها، بارتكابها الاخطاء وعدم قراءتها على نحو سليم الخريطة السياسية والعالمية على مدى السنوات الاخيرة. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 1/3/2005 التباطؤ من الشيطان بقلم: يوئيل ماركوس كاتب دائم في الصحيفة (المضمون: ليكن فك الارتباط سريعا. فمن قرر انزال البلطة - واريئيل شارون وموفاز قررا - فمن الافضل ان يفعل ذلك بضربة واحدة. التسويف هو من الشيطان - المصدر). ليس واضحا اذا كان حاسوب الجيش الاسرائيلي يمتلك روح دعابة هزلية أم لا. عندما يقوم باطلاق اسم "عودة الاخوة" على عملية اخلاء مستوطنات غوش قطيف فذلك يعني انه مستخف بالمسألة، وفي اسوأ الاحوال هو أحمق وغبي. في كل الاحوال، يقول عاموس هرئيل من على صحيفة "هآرتس" ان الجيش يناقش الآن أسماء بديلة لهذا الاسم الهزلي. هذا كله يأتي فقط بعد ادعاء اعضاء كونغرس من اليمين ان الاسم المختار سخيف وغير ملائم للعملية. أنا أفترض انهم كانوا يفضلون أسماء مثل "الموت لشارون" أو "ارفضوا الأوامر" أو "الاخلاء هو كارثة" (من شعارات اليمين) وما الى ذلك من أسماء. ولكن، ولحسن حظنا، يقول نفس التقرير الاخباري ان سلاح التوجيه والتربية سيوزع عما قريب "كراسا لفك الارتباط" على وحداته العسكرية. هذا يأتي بعد استعداد الاخصائيين النفسيين وقسم علم السلوك في الجيش للعملية ومجرياتها. ولأن المواجهات والندوات في هذه القضية ليست لطيفة كما شاهدنا مرتين على شاشة التلفاز، ولأن الزعران المتطرفين يضربون ممثلي القانون من دون تمييز، وليس هناك انطباع من انهم سيبقون هادئين إبان المواجهة ومستعدين لتلقي العلاج والمساعدة النفسية من الاخصائيين النفسيين العسكريين أو الشرطيين. من دون الاستخفاف والاستهانة بالاستعدادات النفسية التي يقوم بها الجيش قبيل المهمة التي تنتظره، من المهم قبل كل شيء التمييز بين المستوطنين في غزة الذين سيمرون بصدمة حقيقية ولكنهم يدركون في دخيلتهم ان القرار قد حصل، وبين المتطرفين والحاخامات والكاهانيين والزعران الذين ينظرون لفك الارتباط كمسألة لا يمكن ان تمر إلا على جثثهم. الألم بالنسبة للمستوطنين شخصي، إلا ان عددا غير قليل منهم يؤمنون بعلوية مصلحة الدولة والسلام على الحرب. هم سيحصلون على تعويضات مالية، والكثيرون منهم، حسب ما أعتقد، يخوضون مفاوضات حول منزل بديل داخل اسرائيل. المشكلة تكمن في المتطرفين الذين يريدون إمتطاء ظهرهم وإجبارهم على المقاومة الى ان تُسفك الدماء. أتباع اليمين المتطرف الذين شاركوا في يوم الخميس الماضي في مؤتمر في مباني الأمة عرضوا رؤية مخيفة للتمرد ضد الدولة. ترددت هناك اصوات مثل "اريك سينزل بنا الكارثة" أو "لدينا كمية من السلاح والذخيرة والاشخاص المدربين أكثر مما كان لدى أبطال غيتو وارسو" أو "يوجد هنا اشخاص غير مستعدين لتسليم أنفسهم للعدو ونحن لن ننصاع لأية أوامر بالتدمير". والحاخامات من ناحيتهم قاموا بالنفخ في البوق وأقسموا كرجل واحد على منع حدوث هذا الامر الفظيع. اسرائيل هي الغيتو والعدو. انهم ببساطة مجانين. الشرخ لا يشمل الشعب، وهو فقط بين أقلية متعصبة وبين اغلبية الشعب. خمسة من كبار مراكز الاستطلاع نشروا في نهاية الاسبوع الماضي معطيات قاطعة في مغزاها: 70 في المائة من الناس يؤيدون فك الارتباط. مستوطنو غزة الـ 7500 لا يستطيعون تجاهل هذا الموقف الجارف، وحتى اذا تظاهروا إبان الاخلاء أو تشبثت نساؤهم واطفالهم بالجدران - فهم جديرون بالتفهم. ولكن يتوجب تولي أمر من يريدون الحراثة على ظهورهم واستغلالهم، بيد قوية. وحسب المعلومات التي في يد الجيش الاسرائيلي، فانه يوجد تسلل بطيء من بعض الزعران المسجلين كسكان في غوش قطيف ممن هو هدفهم النهائي اغراق مناطق الاخلاء بالاف الاشخاص، وبالمقابل العربدة في الطرق والمفترقات في كل البلاد وخلق جو من الحرب الاهلية. وقريبا جدا سيتم الاعلان عن غوش قطيف منطقة عسكرية مغلقة. ولكن هذا من شأنه أن يكون اقل مما ينبغي ومتأخر اكثر مما ينبغي. شاؤول موفاز كرئيس اركان عارض قرار ايهود براك اخراج الجيش الاسرائيلي في غضون 24 ساعة من لبنان. والان فانه هو بالذات يتطلع الى السير في طريقه. فهو يريد أن يقدم موعد الاخلاء من تموز الى اذار. الاخلاء في غضون اربعة اسابيع هو خطوة صحيحة لعدة اسباب: أولا لمنع الفلسطينيين من التفكير بان اسرائيل تسوف وتستفزهم لاستئناف العمليات. وثانيا لمنع سوريا التي تقف خلف العملية في متنزه تل أبيب من المبادرة الى عمليات اخرى لجر اسرائيل الى رد فعل ضد السلطة. وثالثا، لعدم اعطاء وقت لمتطرفي ارض اسرائيل للقيام باستفزازات تضرم النار في المنطقة. فمن قرر انزال البلطة - واريئيل شارون وموفاز قررا - فمن الافضل ان يفعل ذلك بضربة واحدة. التسويف هو من الشيطان. ----------------------------------------------------- معاريف - مقال - 1/3/2005 محكمة العدل العليا ستصادق على الاقتلاع بقلم: حجاي سيغال كاتب يميني (المضمون: اعطوا فرصة لمحكمة العدل العليا لتقول قرارها في طرد سكان غوش قطيف من اراضيهم ليكون قرارهم وثيقة للمؤرخين - المصدر). عيون المستوطنين تتطلع الان الى محكمة العدل العليا ايضا. نعم، لذاك المجلس الاعلى الذي كان على مدى السنين سند معارضي الاستيطان. فبعد أن اقر قانون الاخلاء - التعويض في الكنيست بالقراءات النهائية، وبعد أن قررت الحكومة الموعد لتنفيذ مأربها في غوش قطيف، فان محكمة العدل العليا وحدها قادرة على منع الاقتلاع بطبيعة الحال. فاذا ما قرر القضاة بان القانون غير قانوني، فحتى عُمري شارون لا يمكنه ان يسوغه. ولحظ عُمري وأبيه، فان احتمالات اتخاذ مثل هذا القرار طفيفة مثل احتمالات ان يدعو مؤتمر لندن الى اقامة مواقع استيطانية جديدة. قضاة المحكمة العليا لم يسبق لهم أبدا أن وفروا لليمين مبررا للاحتفال. وفقط الاسبوع الماضي صادقوا، رغم أنف اهالي الثكلى، على افراج آخر بالجملة عن المخربين. ومع ذلك، فحسن ان يتحدى مستوطنو غوش قطيف القضاة. اولا، لانه حتى لو كان سيف حاد على رقابهم، لا يجب ان ييأسوا من الرحمة. ثانيا، من واجبهم أن يضعوا امام مؤرخي المستقبل جملة أدلة مرتبة لتثبيت لوائح الاتهام العضال من اليمين ضد الجهاز القضائي. فلا يعقل أن يقرر المؤرخون المصير فقط استنادا الى قصاصات صحف عتيقة. ينبغي تزويدهم أيضا بقرار قانوني معلل لافضل قضاة اسرائيل. فلتشرح محكمة العدل العليا لوزير التاريخ لماذا وعلى ماذا سمحت باجلاء الاف الاشخاص من منازلهم. الملتمسون يصلون الى المحكمة وفي جعبتهم حجة لاذعة، تمزق نياط القلوب: لا تقتلعوا زرعا. وهم سيطلقون هناك على الاقل ظاهرا حجة لا يوجد ما هو اكثر حق منها: محظور طرد الانسان من مُلكه، حتى وان كان من أجل هدف وطني اضطراري. وضمن امور اخرى ان يذكروا للقضاة بانه فقط قبل سنتين ونصف السنة خرج من تحت ايديهم قرار يحظر طرد اناس ابرياء من منازلهم رغم أن النيابة العامة للدولة ادعت بحماسة بان الطرد حيوي للغاية لامن اسرائيل. تسعة قضاة سمحوا في حينه بطرد (مؤقت!) من يهودا والسا ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 03-01-2005 ما اقوم بنشره هنا هو جزء من نشرة تاتى بالاشتراك وانا اقوم بخرق شروط الاشتراك باعادة نشرها فى نفس يوم صدورها( لا اعتقد انهم سيكتشفوا ما افعل و حتى ان اكتشفوا فانهم لن يلغوا اشتراكى لاننى ادفع لهم مبلغا سنويا جيدا ولان الموقع هنا يتابعه عدد محدود من القراء ) لكن للمهتمين بمتابعة مسائل اسرائيلية باللغة العربية بامكانهم متابعة المواقع التالية http://www.palpress.ps/arabic/ http://www.almash-had.org/ http://www.arabs48.com/ ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 03-02-2005 الأربعاء 2/اذار/2005 العدد 8731 المصدر السياسي قسم العناوين الأربعاء 2/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت احرونوت: - الاسد استسلم: سأخرج من لبنان في غضون اشهر. - في الشرطة يحذرون: نحن ننهار. - بلير: في لندن أسسنا الدولة الفلسطينية. - الشباب في الشمال هو الاكثر عنفا. - شرطة في ازمة. - في المخابرت يعترفون: زرعنا عملاء في اليمين المتطرف. - الكشف عن الحي الذي سينقل اليه المستوطنين. - تشديد القانون ضد التحريض. - نائب رئيس الاركان: اللواء كابلنسكي. - حزب الله والرئيس على بؤرة الاستهداف. معاريف: - لشارون تبقى 29 يوما لاقرار الميزانية. - "مستعدون لحل وسط على المخصصات". - اقتراح رفضه زكاي من المستوطنين بقيادة جيش المقاومة. - المستوطنون: لن نعمل بعنف. - جندي درزي: "الان مسموح اطلاق النار علينا". - عناق مقابل التنديد بالارهاب. - تغيير في الخطة: قناة صغيرة في محور فيلادلفيا. هآرتس: - رايس: اسئلة شديدة للسوريين عن العملية في تل ابيب. - في لبنان يفكرون بالاعلان عن حكم الجيش حتى الانتخابات في ايار. - بسي: نصف سكان غوش قطيف سيخلون طواعية؛ المستوطنون ينفون. - بعد العملية في ستيج: تعاظم المواجهة داخل الجهاد الاسلامي. - المخابرات: في الوسط اليهودي لا يعمل عملاء استفزازيون. * * * المصدر السياسي قسم الأخبــــار الأربعاء 2/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 الخبر الرئيس - هآرتس - من أرنون ريغولر: بعد العملية في "ستيج": تعاظمت المواجهة في الجهاد الاسلامي../ العملية في نادي "ستيج" في تل ابيب يوم الجمعة الماضي، والتي قتل فيها خمسة اسرائيليين شددت الصراع الداخلي في منظمة الجهاد الاسلامي. فقد أخذت الجهاد الاسلامي في دمشق على عاتقها المسؤولية عن العملية بعد يوم من وقوعها. وبالمقابل، نفى قادة المنظمة في غزة، في لبنان، في سوريا وفي الخليج كل صلة بالعملية. وفي المناطق وزع منشوران تحدثا عن "مبادرة خلية محلية"، فيما يتبين حاليا انها مسؤولة عن محاولات عمليات اخرى منذ يوم الجمعة. وحسب نشطاء مركزيين في الجهاد الاسلامي في المناطق، فان العملية في تل ابيب أدخلت المنظمة في حالة حرج كبير كونه يتبين ان "التيار الشيعي" - مجموعة نشطاء يعملون مباشرة مع ايران، بعضهم أصبحوا شيعة وبعضهم سنة يعملون في اطارها - نفذوا العملية دون علم كبار مسؤولي الحركة في قطاع غزة ومعظم القيادة في العالم العربي. وحسب هؤلاء، فان أمين عام المنظمة، رمضان شلح، لم يعرف بالعملية إلا بعد حدوثها. وحسب نشيط سابق في الجهاد فان "الخلافات الداخلية هي ميزة خاصة بالجهاد مقابل غيرها من المنظمات. وللوهلة الاولى، فان هناك تعاونا بين كل اللاعبين المشاركين في تفعيل المنظمة: سوريا، حيث وجدت ملجأ لها؛ ايران، التي توفر المظلة الايديولوجية والمالية؛ وحزب الله، العامل كذراعها. أما عمليا، فانهم يتنافسون فيما بينهم على تجنيد النشطاء والانتحاريين، على النفوذ والمكانة. وفي حالات عديدة كانت المنافسة بينهم هي في ذات الحي أو المدينة بل وعلى ذات النشيط ايضا، وهذه هي النقيصة البارزة للجهاد والسبب الأساس في ان عملياتها أقل شدة من عمليات حماس". وقد نجح التيار الشيعي في تجنيد بعض النشطاء أبرزهم محمد شحادة في منطقة بيت لحم - الامر الذي يقلق السلطة الفلسطينية جدا ايضا. وقال مصدر أمني فلسطيني أمس ان "هذا التيار يعمل في عدة قنوات، بعضها يرتبط بفتح ايضا. وبتقديري، في نهاية المطاف فان هذا التيار سيعمل على نحو منفصل عن القسم المحلي للجهاد - ويحتمل تحت اسم "حزب الله فلسطين". في نهاية الامر سينشأ ايضا حزب سياسي كهذا - رغم انه يكاد لا يوجد شيعة في الضفة وفي غزة. هذا ومن المتوقع للصراع بين التيارين ان يحتدم في الفترة القريبة القادمة. فالتيار غير الشيعي الذي لا يزال يرغب في المساعدات الايرانية، يخضع لضغوط من السلطة الفلسطينية ويفضل التوصل معها الى تفاهم حول وقف النار. أما مظاهر الاستياء من التيار الشيعي فقد غدت في الآونة الأخيرة علنية. أوامر من دمشق أمين عام الجهاد الاسلامي، رمضان شلح، الذي احتل موقع الأمين العام السابق، فتحي الشقاقي، بعد تصفيته في مالطا، يتحدث مع المناطق على نحو يومي في مسائل سياسية وتنظيمية. أما الأوامر بالعمليات فينقلها عنه بشكل عام اثنان من قدامى الذراع العسكرية ممن ترعرعا في المناطق ويوجدان منذ زمن بعيد في دمشق. والرجلان - يوسف شحادة، رجل التيار الشيعي، وأكرم العجوري، الذي يعمل بالتفاهم مع شلح. وهكذا، مثلا، في لائحة اتهام رفعت ضد عيسى بطاط، رئيس الذراع العسكرية لشهداء الاقصى في بيت لحم والذي اعتقل وحكم بالسجن لمدة 115 سنة بسبب عمليات قام بها في الانتفاضة، يذكر العجوري كمن يبعث المال لنشطاء ويحرص على ترك عبوات جاهزة لهم في نقاط ميتة. وروى بطاط في التحقيق معه بأن الاتصال مع العجوري يتم من خلال كبسولات بلع تُهرب عبر الجسور بواسطة آخرين. الساحة السياسية - معاريف: الاقتراح على شاس: مزيدا من المخصصات للفقراء../ رئيس الوزراء اريئيل شارون ملزم بتحقيق اغلبية لميزانية الدولة في غضون 29 يوما - وإلا فان حكومته ستسقط. ومن اجل تجنيد دعم شاس، نقل مقربو شارون الى ايلي يشاي اقتراحا لحل وسط كفيل بزيادة مخصصات الاطفال التي تهم شاس جدا والسماح بتصويت الكتلة في صالح الميزانية. ويعقد شارون هذا الصباح بحثا خاصا بمشاركة كل المحافل السياسية والمهنية لفحص وضعه قبل التصويت على الميزانية. وصحيح حتى هذا الصباح، فليس لرئيس الوزراء اغلبية في الكنيست لاقرار الميزانية. على هذه الخلفية التقى مدير عام ديوان رئيس الوزراء، ايلان كوهين، وسكرتير الحكومة يسرائيل ميمون هذا الاسبوع سرا مع رئيس شاس ايلي يشاي في مكتبه. وفي اللقاء أديرت مفاوضات على امكانية ان تصوت شاس في صالح الميزانية، وكان المشاركون في الجلسة يعرفون ما هو العائق الأكبر: فقد صرح يشاي من قبل بأنه اذا ما جرى تقليص مخصصات الاطفال، فانه سيصوت ضد الميزانية ولن يفكر أبدا بالانضمام الى الحكوم. وفي اللقاء في مكتب يشاي اقتراح رجال شارون حلا وسطا كفيلا بأن يؤدي الى زيادة مخصصات الاطفال للطبقات الفقيرة. وحسب الاقتراح، فان شاس ستتعهد بالتصويت في صالح الميزانية وفي المقابل تُستجاب مطالبها بشأن سلة الصحة، الشيوخ والمطالب الاجتماعية الاخرى بمبلغ اجمالي يصل الى عشرات ملايين الشواقل. ويتبين من الاقتراح انه بالنسبة لمخصصات الاطفال فان الحكومة ستبدأ في خطوة تحديد سقف المخصصات حسب معيار الدخل: الفقراء يحصلون على مبالغ أكبر وفي العشريات العليا تلغى المخصصات. وشرح كوهين وميمون لرئيس شاس بأنه "اذا لم نعطي مخصصات للعشرية العليا، سيكون بوسعنا زيادة الاموال للطبقات الفقيرة. ومع ان الخطوة تحتاج الى تشريع وتستغرق اشهر ولكن في النهاية سيكون بوسعنا زيادة مخصصات الاطفال للطبقات الفقيرة وربما ايضا مخصصات الشيخوخة". ودارت الخلافات في الجلسة حول التوقيت: يشاي يطلب تنفيذ التغيير فورا حتى قبل إقرار الميزانية، ولكنهم في ديوان شارون يدعون بأن الامر غير ممكن. وأجمل يشاي مع ميمون بأنه سيعطي رده على الاقتراح في الايام القريبة القادمة. مصادر في مكتب شارون قالت تعقيبا على ذلك ان "هذه فكرة أولية فقط تستهدف تحريك الاتصالات. لا يوجد أي اتفاق على معيار الدخل، وكل تطور سيتم بالتنسيق وبالاتفاق مع وزارة المالية". وعقب يشاي أمس بأن "الاقتراح غير جدي. هم يتحدثون عن ميزانية مع قلب ورحمة - أنا أريد قلب حقيقي، وليس اصطناعي. هم تحدثوا معي عن عملية معيار الدخل والتي تستغرق سنتين. اذا كانوا يريدون ان ننضم فليزيدوا المخصصات صباح غد، وعندها سنأتي الى الحكومة". فك الارتباط - معاريف: تغيير في الخطة: قناة صغيرة في محور فيلادلفيا../ الخطة الكبرى لبناء قناة مائية في محور فيلادلفيا تضع حدا مرة واحدة والى الأبد لظاهرة الأنفاق رُفضت من المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز. والآن يخططون في الجيش الاسرائيلي لقناة أصغر بكثير وأقل عمقا بكثير مما كان مخططا، لن تضطرهم الى هدم منازل فلسطينية في رفح. قبل نحو نصف عام أثار الجيش الاسرائيلي الرأي العام في العالم وفي اسرائيل حين نشر خطة طموحة لاقامة قناة ضخمة في محور فيلادلفيا الذي يفصل بين مصر والاراضي الفلسطينية لرفح. والقناة المخطط لها، بعمق نحو 30 متر وعرض 20 متر، كان يفترض ان تُملأ بالماء وتجعل حفر القنوات لتهريب وسائل القتال الى داخل القطاع أمرا متعذرا من ناحية هندسية. المشكلة الكبرى مع القناة كانت حقيقة انه من اجل حفرها واقامة وسائل الأمان على جانبيها، طلب الجيش الاسرائيلي هدم العديد من المنازل الفلسطينية يتراوح عددها بين 70 مبنى حتى بضع مئات. وفي ضوء توصية المستشار القانوني للحكومة الذي عارض هدم المنازل، لم تصادق حكومة اسرائيل على هذه الخطة. كما ان الخطة البديلة - بالاستناد الى احباط التهريبات من قبل جنود حرس الحدود المصريين، لم تحظ بنجاح كبير بعد ان تبلور في الجيش الاسرائيلي موقف بأن القوات المصرية المنتشر على طول الحدود لا تعمل بنشاط لمنع التهريب. قائد قوات الجيش الاسرائيلي في القطاع، العميد افيف كوخافي، الذي تسلم مهام منصبه في تشرين الثاني، يقف خلف بلورة الخطة الجديدة الأضيق في حجمها، والقناة ستكون جزء من منظومة مركبة من العراقيل تتضمن ايضا سور اسمنتي بارتفاع ثمانية أمتار، سور اسمنتي آخر يكون مدفونا في أعماق الارض، أسيجة متطورة وطريق نظامي متطور. وتشدد مصادر في الجيش الاسرائيلي على ان تنفيذ الخطة منوط باستمرار تواجد القوات الاسرائيلية العاملة على طول محور فيلادلفيا. حتى الآن أقام الجيش الاسرائيلي سور اسمنتي بطول نحو 1.5 كيلومتر من جنوب الحائط الفولاذي الذي أقيم في المنطقة قبل نحو ثلاث سنوات، وكذا طريق اسفلت تجري اقامته الآن يؤدي الى المواقع العسكرية على طول محور فيلادلفيا. رئيس الاركان، الفريق موشيه يعلون، الذي زار محور فيلادلفيا هذا الاسبوع، سمع من العميد كوخافي عن القناة الجديدة، ومنظومة العوائق الجديدة عُرضت في الآونة الأخيرة على وزير الدفاع ولكنه لم يُقر بعد اقامتها. ولغرض حفر القناة قرر الجيش الاسرائيلي الاستعانة بجرافة خاصة تحفر القنوات بشكل ذاتي وتخلي التراب. والجرافة المسماة "ترانتشر" اشتريت مؤخرا من الخارج وستصل الى البلاد في الاسابيع القريبة القادمة. مؤتمر لندن - معاريف - من شلومي شتاين عناق مقابل ادانة الارهاب../ الرسالة الاهم التي صدرت أمس عن قمة لندن هي الاعتراف الدولي بالرئيس الجديد للسلطة الفلسطينية. ابو مازن ورجاله ابتسموا، صافحوا والتقطت لهم صور الى جانب زعماء من كل العالم. العزلة الكبرى منذ عهد عرفات انتهت. وحتى رئيس وزراء بريطاني طوني بلير لم يخف ذلك. "انا ممتن لابو مازن لوقوفه هنا الى جانبي اليوم ولان التغيير في قيادة السلطة الفلسطينية تم في نهاية الامر"، قال. ولكن في محادثات خلف الكواليس المح ابو مازن بانه اضطر للوصول الى لندن وانه كان يفضل المشاركة في مؤتمر مع قادة الدول. واضافة الى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كان في القاعة وزراء خارجية ورؤساء منظمات دولية. "ما حققناه اليوم هو حجر الاساس العملي للدولة الفلسطينية"، أعلن بلير في نهاية اليوم، الذي كان مليئا اساسا بالصور وبالخطابات. "محظور علينا تفويت الفرصة النادرة التي نشأت الان لحث السلام. الاسرة الدولية والسلطة الفلسطينية وقفتا بالاجماع واوضحتا بان الجميع يعارضون بكل حزم استمرار الارهاب. الرسالة التي خرجت اليوم من لندن لكل من هو معني بتقويض مسيرة السلام هي أنهم لن ينجحوا. نحن سنضاعف جهودنا في ضوء العملية الارهابية التي وقعت في تل ابيب". وفي مقابلة مع اودي سيغاي وليونيت ليفي من القناة الثانية اضاف بلير يقول ان "كل من تحدث هنا اليوم ندد بالعملية الارهابية في تل ابيب. افكارنا وصلواتنا ممنوحة لعائلات القتلى في هذه العملية الارهابية الفظيعة والتي تستهدف في واقع الامر حرف المسيرة التي نرغب جميعنا في تقدمها عن مسارها". الرئيس ابو مازن بالفعل ندد بالعملية - ولكنه حاول التحلل من مسؤولية السلطة الفلسطينية وقال: "نحن نندد بكل حزم بمنفذي العملية. الارهاب يحاول عرقلة جهودنا لتحقيق السلام وسنكافح ضده بكل حزم. لم آتي لاشكو هنا اليوم، ولكن منفذي العملية خرجوا من طولكرم التي توجد بمسؤولية امنية اسرائيلية. الجيش الاسرائيلي حتى لم يسمح للمحققين من جانبنا بالدخول الى طولكرم للتحقيق في مصادر العملية". وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس أثنت على "الخطوات التاريخية التي تتخذها اسرائيل للخروج من غزة واجزاء من الضفة"، ولكنها دعت الحكومة الاسرائيلية الى عدم اتخاذ خطوات من جانب واحد يفترض أن تتقرر في التسوية الدائمة. وقالت ان "على اسرائيل أن تساعد في أن تكون الدولة الفلسطينية التي ستقوم الى جانبها قابلة للعيش". واستمر المؤتمر المصغر سبع ساعات فقط. وفي ختامه نشرت القرارات في 17 صفحة. ودعيت اسرائيل الى السماح للفلسطينيين باعادة بناء اقتصادهم والمؤسسات التي تسمح لهم باقامة دولة سليمة في المستقبل. وتعهد الفلسطينيون بالعمل بكل قوتهم لوقف الارهاب وتنفيذ اصلاحات واسعة: توحيد اجهزة الامن، مكافحة الفساد، اجراء انتخابات للمجلس الفلسطيني وحل المحاكم الامنية التي درجت على اعدام معارضي السلطة. اما الاسرة الدولية فتعهدت بالعمل مع اسرائيل من أجل اعادة بناء القطاع، تنسيق فك الارتباط وزيادة حرية الحركة للفلسطينيين، مع مراعاة الاحتياجات الامنية لاسرائيل. كما سيحول الى السلطة الفلسطينية مبلغ نحو نصف مليار دولار، غير أن هذه المرة ستشرف الدول عن كثب على شكل استخدام هذه الاموال. اما اسرائيل فتتعامل مع نتائج القمة بشك حيث قال وزير الخارجية سيلفان شالوم: "اني آمل ان يتبين لقاء لندن كلقاء أمل وليس كلقاء تفويت فرصة. هذه خطوة هامة في اطار الجهود لتطبيق الاصلاحيات الديمقراطية والامنية التي يتوجب على السلطة القيام بها وذلك ضمن امور اخرى من أجل وضع حد للارهاب المنطلق من اراضيها. ولكن الاختبار المقرر هو اختبار الافعال وليس التصريحات والمراسيم. تفكيك بنى الارهاب التحتية هو الضمانة لتقدم المسيرة السلمية". ------------------------------------------------------ المصدر السياسي قسم الأفتتاحيات الأربعاء 2/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 هآرتس - افتتاحية - 2/3/2005 مشهد منعش في بيروت بقلم: أُسرة التحرير سقوط الحكومة اللبنانية أول امس، في اعقاب مظاهرات احتجاج جماهيرية ضد الاحتلال السوري المتواصل، كان مثابة مفاجأة منعشة. فاسرائيل لا يمكنها أن تكون لامبالية من التطورات في المنطقة، الكفيلة بان تكون ذات تأثير كبير على امنها الوطني. فالانقلابات خلف الحدود الشمالية تستدعي من القدس اعادة النظر في السياسة بعيدة السنين المتمثلة بالموافقة الصامتة على السيطرة السورية في لبنان. اسحق رابين، رئيس الوزراء في اثناء الاجتياح السوري للبنان في العام 1967، رأى فيه تطورا ينسجم مع المصلحة الاسرائيلية لانه أدى الى توزيع قوة الجيش السوري بين هضبة الجولان ولبنان. وفضلا عن ذلك، فبقدر ما تفككت الدولة اللبنانية في سنوات الحرب الاهلية، رأت المؤسسة الامنية - السياسية في اسرائيل التواجد السوري كعنصر استقرار يمكنه أن يكبح جماح الاجنحة المتطرفة مثل حزب الله ومنظمات الرفض الفلسطينية. بل ان المسيرة السلمية مع سوريا طُرحت كصفقة ستحظى فيها سوريا بتخليد سيطرتها في لبنان مقابل بعض المرونة في ترتيبات الحدود والامن في هضبة الجولان. هذه المعادلة تغيرت مؤخرا بسب رفض سوريا الاعتراف بالتغييرات التي طرأت على المنطقة في اعقاب عمليات 11 ايلول 2001 في الولايات المتحدة والاجتياح الامريكي للعراق. فقد واصل السوريون تشجيع الارهاب، ضد اسرائيل وضد الامريكيين في العراق. أتاحوا لحزب الله جمع القوى ونشر منظومة من الصواريخ المهددة حيال اسرائيل، واصروا على تخليد قبضتهم في لبنان، الى أن اثاروا ضدهم ليس فقط الولايات المتحدة بل وفرنسا ايضا. وهكذا نشأ اجماع عابر اطلسي نادر وذو أهمية حاسمة. والنتيجة هي قرار مجلس الامن 1559 في ايلول 2004، والذي يدعو الى انسحاب سوريا من لبنان. اما اغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري الشهر الماضي فقد حث المسيرة فقط. على اسرائيل ان تنتظر الان التغييرات المرتقبة خلف حدودها. فلها مصلحة كبيرة في وجود انظمة ديمقراطية ومنفتحة في لبنان وفي سوريا، ولكن عليها ان تمتنع عن التدخل في شؤونها الداخلية. يحتمل أنه كان هناك تفويت للفرصة في فشل الجهود في الماضي لتحقيق تسوية سلمية مع ا لرئيس السوري السابق حافظ الاسد في عهد حكومات رابين، بيرس، نتنياهو وبراك. ولكن يوجد حق في قرار رئيس الوزراء اريئيل شارون عدم الاستجابة لبادرات جس النبض السلمية التي يمطرها الاسد الابن. فنظام بشار الاسد يعاني من ضعف داخلي وعزلة خارجية، من جانب الولايات المتحدة واوروبا على حد سواء. ولا ينبغي لاسرائيل أن تمد له حبل الخلاص في لحظته العسيرة. ولكن على اسرائيل أن توضح بان رفضها الحديث مع نظام منعزل ومنهار ارتبط بمحافل معادية لها جدا - ايران، حزب الله ومنظمات الرفض الفلسطينية - ليس فقط ذريعة لتجميد المسيرة السلمية وضم المناطق. هضبة الجولان لا تزال "امانة" لتسوية سلمية مستقبلية، تتقرر فيها نهائيا الحدود بين سوريا واسرائيل وتقيم فيها الدولتان علاقات طبيعية. هذه ستكون مساهمة اسرائيل في التسوية الجديدة في الشمال. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم التقارير والمقالات الأربعاء 2/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 3/2005 حكم اعضاء المركز بقلم: ايتان هابر مدير مكتب رابين سابقا حكم أعضاء المركز حبات ساعة الرمل السياسية التي يملكها شارون آخذة في النفاد: في هذا الاسبوع سيجتمع مركز الليكود، واغلبية كبيرة منه - مع تسوية مع تساحي هنغبي أو من دونها - ستؤيد اجراء استفتاء شعبي على ما يبدو قبل اخلاء مستوطنات غزة وشمالي السامرة. عندما يتم تسليم نتائج التصويت في مركز الليكود لشارون لن يحرك جفنا وسينفض عنه حامل البشارة وكأنه ذبابة مزعجة. هم يريدون استفتاء شعبيا؟ فليرغبوا! So what?. اعضاء المركز يعتقدون في دخيلتهم ان الفولاذ الأكثر صلابة وقوة سيتحطم اذا قاموا بضربه بلا هوادة. ضربة اخرى واخرى ستجعله ينحني في نهاية المطاف. شارون تلقى نصف دزينة من الضربات ولم ينحني أو ينثني. شارون يتصرف وفق الكتاب وقواعد اللعبة حسب وجهة نظره: خصومه الحاليون، الجدد، يدعون انه غير ديمقراطي؟ أوليس هذا "شعاره التجاري" الذي كان ينادي به دائما وهو الذي لن يكون ولم يكن أبدا رمزا للديمقراطية. يدعون ان شارون ليس نزيها، وليس مستقيما؟ هو لن يحاول في أي مرة من المرات ان "يبيع" الجمهور نزاهته واستقامته "كبضاعة" للناخبين. شارون "باع" الناس في الشارع طوال السنين قدرته على الزعامة والقيادة، وهذا ما يبيعه فقط للناس في يومنا هذا ايضا. على الدوام، حتى في حرب الغفران، كان شارون يسير ضد التيار ويجسد مقولة دافيد بن غوريون: "أنا لن أعرف ماذا يريد الشعب، ولكنني أعرف ما هو الجيد للشعب". الزعامة هي العملة التي يتاجر بها شارون، وهي التي تشتري اليوم قلوب 70 في المائة من المواطنين حسب استطلاعات الرأي. لذلك نجده "مستخفا" بأعضاء المركز الذين يقفون في طريق تجسيده لأفكاره كرئيس وزراء. اذا بقي اختيار مرشح منصب رئاسة الوزراء بيد اعضاء مركز الليكود، فيبدو ان شارون لا يمتلك فرصة اخرى في مركز الليكود. ليس لأن مصير اسرائيل هو الذي يهمهم، فهم يعتقدون ان بامكانه ان يعيد هرتسليا وكفار سابا. هم غاضبون من الإهانة والاستخفاف بهم. والإذلال هو الذي يقتلهم قتلا. اعضاء مركز الليكود الذين يتفاخرون أمام رفاقهم في الشارع بقدرتهم على جلب كل وزير للمشاركة في افتتاح صالون حلاقة وحانوت "العوازل الواقية" للحمل، يظهرون أمام شارون كعراة بلا قوة سياسية في القضايا الحقيقية المطروحة على جدول اعمال الشعب الاسرائيلي. هم الذين يعتقد المحيطون بهم من المقربين انهم مقتدرون وان بامكانهم ترتيب الوظائف للمقربين والفوز بكل عطاء ومناقصة حكومية وبلدية، يظهرون أمام شارون كأقزام لا حول لهم ولا قوة (وهو في الغرف المغلقة يسخر منهم). كل اعضاء مركز الليكود مستعدون لتحمل كل الامور المخزية، ولكن ليس بصقات شارون المهينة في وجوههم. لذلك، اذا كان شارون يرغب في مواصلة حياته السياسية لولاية اخرى عليه وعلى كل أتباعه ان يبحثوا عن خيارات سياسية جديدة. في ساعة رمل الليكود لم يعد لشارون إلا حبات رمل قليلة حتى اذا صاغ تساحي هنغبي اقتراحا وسطا. نهاية شارون السياسية في الليكود مسألة وقت فقط. والمسألة المطروحة للنقاش هنا ليست السياسة ولا حلم ارض اسرائيل الكاملة. المسألة هي مسألة كرامة. الإهانة التي لا تطاق، وهذه مسألة لن يغفرها له اعضاء مركز الليكود. مسألة لا تصدق يجب ان نأمل وان نعتقد وان نُصلي بأن يكون النبأ حول صدور فتوى دينية يهودية تبيح اطلاق النار على الجنود غير اليهود في الجيش لم يصدر أصلا، وانما هو من قدح خيال أصحاب الأعصاب المتعبة في هذه الايام. يجب ان نعتقد وان نأمل وأن نُصلي ان يتم دحض هذا النبأ وان تطويه غياهب النسيان. ولكن اذا كان الخبر صحيحا، لا قدر الله، واذا قام شخص بغيض ما باصدار مثل هذه الفتوى الخسيسة، فمن واجب كل الجهات الأمنية الداخلية ان تلاحقه وان تبحث عمن قال هذه الامور الفظيعة حول جنود جيش الدفاع الذين يضحون بأنفسهم دفاعا عن أمن الدولة، بما في ذلك المستوطنات الواقعة خلف الخط الاخضر، والذين يلبون أوامر القيادات العليا في الدولة. هل يوجد قعر للهوة السحيفة التي يجروننا إليها؟. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 2/3/2005 إن تكتك البيت فقط بقلم: زئيف شيف خبير استراتيجي عائلة القاتل الانتحاري عبد الله بدران، الذي قتل خمسة اسرائيليين وجرح 50 آخرين، يجب ان لا تقلق. فوزير الدفاع صادق قبل اسبوعين على قرار رئيس هيئة الاركان بايقاف هدم منازل الارهابيين الانتحاريين. وحتى اذا ضبطوا من أرسل القاتل فلن يهدموا منزله وفقا للقرار المذكور. واذا تقرر بالرغم من ذلك العودة الى هدم المنازل، ستعود منظمة "بتسيلم" لمطالبة اسرائيل بدفع تعويضات لعائلة الانتحاري، ولو قبلوا اقتراح "بتسيلم" هذا لخصموا التعويضات من المخصصات التي تُدفع لعائلات الضحايا الاسرائيليين الذين سقطوا في العمليات الانتحارية. لو ان هذا القرار كان قد اتخذ في عام 2001 لكان من المحظور هدم منزل الانتحاري من قلقيلية الذي قتل 21 شابا وصبية في الدولفيناريوم في تل ابيب، ولا منزل الانتحاري من طولكرم الذي قتل 29 شخصا في فندق "بارك" في نتانيا في عام 2002. القرار كان قد اتخذ إثر توصية اللجنة التي شكلها رئيس هيئة الاركان السابق برئاسة اللواء اودي شني، حيث شككت في فعالية وفائدة عمليات الهدم وفي كونها رادعة للارهاب. حسب هذا المنطق لا يتوجب ايضا عدم هدم المنازل التي شيدت في المناطق بدون ترخيص لأن ذلك لم يردع هؤلاء الناس الخاضعين للاحتلال من بناء المزيد منها. في هذه المنازل غير المرخصة يعيش ايضا أبناء عائلات لم يكن لهم ضلع بالمخالفات القانونية. من الممكن ايضا الادعاء بأن آلاف المعتقلين الفلسطينيين وعمليات التصفية وغيرها من الخطوات الرادعة ضد الارهاب لم تؤدٍ الى ردع الآخرين وثنيهم عن ذلك. ممثل "الشباك" في اللجنة المذكورة عارض الاستنتاج بأن هدم منزل المخرب الانتحاري ليس رادعا بالمرة، وعرض براهين على ذلك. عندما طرحت المسألة على هيئة الاركان جرى هناك نقاش لصعوبة تحديد درجة وشدة الردع الناجم عن ذلك. من الجدير بنا ان نذكر ان محكمة العدل العليا كانت قد صادقت في بعض الحالات على هدم المنازل من اجل الردع. في كل الاحوال، لا يوجد في هيئة الاركان تصويت، ورئيس هيئة الاركان هو الذي اتخذ قراره في هذه المسألة. في النيابة العسكرية قالوا ان هذا قرار دراماتيكي، وانهم سيضطرون الآن الى إلغاء الرسائل التي توضح سياسة هدم المنازل التي يمارسها الجيش. قبل اربعة اشهر فقط كتب الناطق بلسان الجيش الى منظمة "بتسيلم" التي كانت في مرحلة متقدمة من صياغة تقرير حول عمليات هدم المنازل بأن "الجيش الاسرائيلي يعتقد ان هدم المنازل خطوة ناجعة وتشكل عامل ردع للارهاب". عندما تمت صياغة الرسالة كانت اللجنة قد بدأت عملها فقط. يتبين انه خلال المداولات تم توسيع صلاحيات اللجنة، وأخذت تتناول ايضا حالات هدم المنازل خلال القتال. في هذا المجال ميزت اللجنة بين الهدم المبرر النابع من الضرورة الميدانية القتالية حيث تقاتل القوة بضراوة، وبين هدم المنازل من اجل المراقبة ("التجريف") أو حماية الحدود (مثل منطقة محور فيلادلفيا). هذه الأجزاء من التقرير لم تُنشر. ماذا سيحدث اذا استؤنف الارهاب وتجدد؟ رجال القانون يشعرون انهم سيمتنعون عن هدم المنازل من اجل الردع فقط في كل الاحوال - كما فعل البريطانيون بأحجام هائلة في ارض اسرائيل إبان التمرد العربي. التقرير كتب بأن "التغير المتطرف" سيعيد الوضع الى سابق عهده. أما ما هو "التغير المتطرف" فلم يحددوه. التغير الذي طرأ على الموقف من هدم المنازل لم يطبق على قضية الاغتيالات. اسرائيل تواصل اعتبارها وسيلة مشروعة، ولا تسأل اذا كانت رادعة أم لا. بعد مؤتمر شرم الشيخ كانت اسرائيل مستعدة للتصريح لمحكمة العدل العليا بأنها ستمتنع عن عمليات الاغتيال، إلا اذا كانت تتعلق بـ "قنبلة متكتكة" وانها ستتصرف بصورة أحادية الجانب فقط اذا حالت الظروف دون قيامها بتنسيق خطواتها مع السلطة الفلسطينية حتى تمنع التهديد. ------------------------------------------------------ يديعوت - مقال - 2/3/2005 الفرحة سابقة لاوانها بقلم: افرايم سنيه قائد المنطقة الامنية في جنوب لبنان سابقا (المضمون: سوريا ستعمل على ما يبدو للابقاء على سيطرتها في لبنان بالوسائل التقليدية التي اتخذتها في سنوات الحرب الاهلية، حين اثارت النزاع والشقاق بين الطوائف الواحدة ضد الاخرى - المصدر). مشاهد "الثورة الديمقراطية" في بيروت يمكنها ان تدفيء قلب كل اسرائيلي. فخروج عشرات الاف المتظاهرين محبي الاستقلال الى شوارع بيروت، المدينة التي عاشت منذ ثلاثة عقود في خوف من الوحشية السورية، لهو بالفعل حدث مفرح. واستقالة حكومة كرامة بضغط من المظاهرات الجماهيرية هي علامة طريق تاريخية في الدولة التي بدأت سياستها وانتهت دوما في فوهة الكلاشينكوف. في نظرة اولى، الضغط الشعبي لاخراج سوريا من لبنان هو تغيير ايجابي من ناحية اسرائيل. ما يهز مكانة سوريا يحسن بالضرورة وضعنا. ولكن نظرة أعمق للوضع في لبنان يؤدي الى استنتاج آخر. الفرحة كفيلة بان تكون سابقة لاوانها جدا. سوريا لن تتخلى عن سيطرتها في لبنان، وليس فقط بسبب الربح المالي الذي تجنيه قيادتها من هذه السيطرة. ففي النظرة السورية، لبنان هو مجال استراتيجي للدفاع ولكن ايضا خشبة قفز لاقلاق اسرائيل بل وللهجوم عليها. وفي شريحة أعمق - في الفهم الايديولوجي لحكم البعث السوري - لا يوجد مكان للبنان مستقل، بل ان هذا هو جزء من "سوريا الكبرى". بشار الاسد الذي سيخسر لبنان سيعد في نظر القيادة العلوية، التي نبت فيها كرئيس ضعيف لا يجب ابقائه في كرسيه. واذا ما استسلم للمعارضة اللبنانية، فكيف سيدافع عن الاقلية العلوية (12 في المائة) في بلاده من الاغلبية السنية التي تعد 80 في المائة؟ وعليه، فان سوريا ستعمل على ما يبدو للابقاء على سيطرتها في لبنان بالوسائل التقليدية التي اتخذتها في سنوات الحرب الاهلية، حين اثارت النزاع والشقاق بين الطوائف الواحدة ضد الاخرى. واذا كان اليوم يقف في وجهها ائتلاف سني - مسيحي - درزي، فانها من شأنها أن تضع حياله الاقلية الشيعية الكبيرة، وعلى رأسها حزب الله، بمساعدة منظمات فلسطينية. ولحزب الله في لبنان قوة عسكرية مستقلة كثيرة القوة، موجهة من الخارج من ايران ولكن تحتاج الى مباركة سوريا ومساعدتها اللوجستية. وفضلا عن ذلك، فقد تبرعت سوريا لحزب الله بجزء من منظومة صواريخها بعيدة المدى. في الوضع الحالي، فان تطوران محتملان يجب أن يقلقانا. الاول - اندلاع مواجهة بين حزب الله، كجهة شيعية، وبين الجهات الطائفية والسياسية الاخرى. مواجهة كهذه من شأنها أن تنزلق في اتجاهنا، على نحو يشبه ما حصل في الحرب الاهلية في لبنان في السبعينيات. والثاني - تبلور منطقة من شبه الحكم الذاتي، في جنوب لبنان، بسيطرة حزب الله، بنفوذ سوريا وايران. ومنذ اليوم يمكن وصف جنوب لبنان بانه "حزب الله لاند"، ولكن زيادة التبلور والانعزال لهذه المنطقة ستؤدي الى تعاظم القوة العسكرية المتواجدة هناك منذ اليوم وتهدد اسرائيل من شمالي الخضيرة بالصواريخ والقذائف الصاروخية. في نظرة اقليمية، توجد صلة بين هذه المسيرة وبين تصعيد النفوذ الايراني على حكم الاغلبية الشيعية في العراق الجديد. ويدور الحديث عن ذات النظام في طهران الذي يطور سلاحا نوويا، يمول الجهاد الاسلامي ويعطي علاوة كبيرة لخلايا الارهاب في المناطق مقابل كل اسرائيلي يقتل في عملية. ان ما يجري في لبنان يستدعي إذن، الى جانب الفرح، نظرة واعية، يقظة وجاهزية. لا يجب الاعتماد على الاسرة الدولية في أن تمنع سوريا من عمل متسرع. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 2/3/2005 مع محكمة العدل العليا وبتسيلم بقلم: عوزي بنزيمان معلق دائم في الصحيفة (المضمون: تتبين من مواقف محكمة العدل العليا الحقيقية من الاعتبارات الامنية، المبررة الى هذا الحد او ذاك، والتي تعرضها عليهم الدولة عند البحث في الالتماسات المتعلقة بسلوكها في المناطق صورة تأييد ثابت، بشكل عام من القضاة لموقف الدولة - المصدر). قليلا مثل اسحق رابين الراحل، الذي علل قراره بالتوقيع على اتفاق اوسلو، ضمن امور اخرى، بالقول ان ياسر عرفات وم.ت.ف سيعالجان المخربين "بدون محكمة العدل العليا وبتسيلم"، هكذا ايضا رئيس الوزراء الحالي، اريئيل شارون، يجعل من المحكمة العليا كبش فداء للمصاعب الامنية التي تصطدم بها الدولة. ففي كلمة القاها أول امس امام كتلة الليكود قال شارون ان بناء جدار الفصل يتعرقل بسبب محكمة العدل العليا. وشخّص رئيس الوزراء الحال بان "المشكلة هي الجهاز القضائي". كان ذات مرة رئيس وزراء أحنى رأسه امام جهاز العدل الاسرائيلي وأعلن بفخر "يوجد قضاة في القدس". ولم تكن هذه بادرة طيبة فارغة؛ مناحيم بيغن كان ديمقراطيا في وعيه، شعر بالاحترام الحقيقي للمحكمة وفهم الاهمية الهائلة لهذه المؤسسة لضمان سلامة الحياة في الدولة. اما رئيس الوزراء الحالي فله موقف آخر تجاه القضاة (القاضيان يتسحق كوهين واهرون براك، اللذان جلسا في اللجنة التي حققت في مدى مسؤوليته عن المذبحة في صبرا وشاتيلا، شبههما بالغرابين المنذرين بالشر). وكما هو معروف، فان شارون ونجليه يصطدمون بين الحين والاخر بجهاز فرض القانون الاسرائيلي في ظروف لا تثير لديهم، الاحرى، عطفا زائدا نحوه. ووجد شارون من الصائب أن ينفلت بلسانه نحو المحكمة العليا وهكذا فقد اصدر ضوء أخضرا لمسؤولين آخرين للسير في اعقابه. رئيس لجنة الدستور، القانون والقضاء ميخائيل ايتان تساءل لماذا تكون السلطة القضائية وليس السلطة التنفيذية هي الجهة المقررة للتوازن المناسب في مجال الامن. وزير المالية، بنيامين نتنياهو، انضم امس هو الاخر الى الهجوم. هذه الاصوات تأتي بعد اسبوع من اصدار المحكمة العليا الامر للجنة الكنيست باعادة البحث في قرارها عدم نزع حصانة النائب ميخائيل غورلوبسكي وبعد وقت غير طويل من عودة رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين للاختلاف في دور محكمة العدل العليا في سيادة الكنيست (وان كان ابدى تفهما لموقفها في موضوع غورلوبسكي). مخيب للامل هو أن قادة الدولة يتنكرون لواجبهم العام باحترام محكمة العدل العليا والحفاظ على مكانتها. وليس مريحا هو أنهم لا يترددون في محاولة التشكيك بصلاحيتها حين يكونوا هم أنفسهم في بعض الاحيان موضوعا لقراراتها. لو أنهم فحصوا مواقف محكمة العدل العليا دون تشنج لتبين لهم موقفها الحقيقي من الاعتبارات الامنية، المبررة الى هذا الحد او ذاك، والتي تعرضها عليهم الدولة عند البحث في الالتماسات المتعلقة بسلوكها في المناطق. وفي موقع الانترنت لمركز هموكيد للدفاع عن الفرد توجد اقتباسات لقرارات المحكمة العليا في الالتماسات النابعة من أزمة سكان المناطق بسبب الاحتلال. توجد عشرات كهذه. الصورة المرتسمة هي صورة تأييد ثابت، بشكل عام من القضاة لموقف الدولة. فمثلا: ردت محكمة العدل العليا التماسات ضد ابعاد سكان المناطق؛ وباستثناء بعض الحالات، ردت التماسات ضد هدم منازل واختارت عدم التدخل في ادعاء جهاز الامن بان الهدم هو وسيلة ردع من اعمال تخريبية في المستقبل. وردت محكمة العدل العليا التماسا ضد استخدام قاذفات فلاشت؛ يمكن هدم منازل كاملة، حتى اذا كان يسكن في بعض اقسامها اناس لا ضلع لهم في اعمال تخريبية؛ ردت التماسا لعائلة مخرب فلسطيني قتل في عملية في القدس لاستعادة جثته، وواقفت على موقف جهاز الامن في أن الجثة هي مثابة ورقة مساومة في الصراع من أجل اكتشاف مكان دفن الجندي ايلان سعدون. محكمة العدل العليا ردت طلبا بدفن قتيل فلسطيني في النهار وليس في الليل كما أمر الجيش الاسرائيلي ووافقت على ادعاء الجيش بان الجنازة في النهار من شأنها أن تخل بالنظام العام. وردت التماسات بتقديم جنود الى المحاكمة أوقفوا في الحواجز نساء يوشكن على الولادة توفي مواليدهن؛ وحتى في موضوع جدار الفصل ردت محكمة العدل العليا غير قليل من الالتماسات التي احتجت على وضع اليد على اراضي الفلسطينيين. ليس واضحا كيف سيحكم التاريخ على مدى تنور محكمة العدل العليا من حيث موقفها من طبيعة سلوك دولة في المناطق. واضح هنا أن قادة الدولة يحاكمونها سلبا منذ الان، وللاسباب غير السليمة ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 2/3/2005 ليست الدولة وانما التحرير بقلم: عميره هاس مراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية (المضمون: على الفلسطينيين ان يحطموا قواعد لعبة اوسلو ولندن الساعية للتغطية على الاحتلال وان يخوضوا عصيانا مدنيا ضد الاحتلال وان يرفضوا رموز الدولة المزيفة التي تعطى لهم في ظل الاحتلال - المصدر). الانفعال الذي رافق تأجيل الاعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة في المجلس التشريعي الفلسطيني في الاسبوع الماضي طمس حقيقة ان النقاش المفترض على هدف هذه الحكومة لم ينعقد بالمرة. لم يوجه أحد انتقادا للطريقة التي تقام فيها الحكومات الفلسطينية منذ عام 1994، حيث تعتبر نفسها "حكومة للدولة القادمة". هذه النظرة ترسخت الى جانب الاعتقاد - الذي يشارك فيه اسرائيليون كثيرون - بأن اتفاقا موقعا غامضا يكفي لتحريك ديناميكية ستنتهي باقامة الدولة بالضرورة. أي الاعتقاد بأن مهمة تحرير الارض التي ستقام عليها الدولة ستستكمل من تلقاء نفسها. ولكن نظرية عملية اوسلو التي نصت على ان العملية السياسية ستقود بنفسها الى الدولة الفلسطينية العتيدة قد انهارت. سنوات اوسلو برهنت على ان حكومات اسرائيل قد استغلت فترة المفاوضات حتى تعمق الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. هذا البناء - الذي يتواصل اليوم ايضا - يشكل تآمرا على التسوية السلمية القائمة على الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب اسرائيل. في سنوات اوسلو كان ياسر عرفات وعرابو الاتفاق متحمسون للتصرف وكأنهم في دولة حقيقية، وليس حتى دولة على الطريق. عرفات أحب تسميته برئيس دولة فلسطين وتمتع في رعاية مظاهر القوة والسلطان التي تتمتع بها الدول الحقيقية. في اطار ميزانية السلطة المحدودة واصل عرفات دفع رواتب بائسة للمسؤولين الضروريين جدا للمستقبل الفلسطيني، خصوصا في مجالي الصحة والتعليم. بذلك تنازل عن الشروط الضرورية في عملية التحرير الوطني: بلورة تكافل اجتماعي ورعاية الاحتياطي البشري الانساني في كل الشرائح الاجتماعية، أساليب الصدقات والإحسان والخاوات والمحسوبيات الفاسدة ترعرعت وازدهرت لان قيادة السلطة تنازلت عن كل محاولة لبناء مجتمع رفاهة (أي العدالة في توزيع المداخيل) وكسب ثقة الجمهور من خلال ذلك. الدول الاوروبية والولايات المتحدة سارعت هي ايضا لاعتبار "فلسطين" دولة. وفي اطار ذلك لم يعودوا يتعاملون مع اسرائيل على انها دولة "احتلال" تواصل السيطرة على كل الاحتياطي الجغرافي للدولة الفلسطينية العتيدة. مثلما حدث في مؤتمر لندن أمس، واصلوا بذل الجهود للسيطرة على الاخلالات المبكرة والفساد القائمة في الحكم الفلسطيني. مثلما في لندن سمحوا لاسرائيل بأن تواصل اعمالها الفاسدة الغير ديمقراطية الصارخة من نهب لاراضي الشعب الفلسطيني تحت شعار الدولتين لشعبين. تبرعاتهم السخية للسلطة خففت من الأضرار الناجمة عن الاحتلال. عرفات وكبار المسؤولين معه لم يكونوا مشغولين في تحرير الشعب وانما في كيفية السيطرة عليه. التفكير التحرري يعني ان للشعب الواقع تحت الاحتلال هامش حركة في صراع القوى الدائر الذي يتوجب استغلاله رغم عدم التكافؤ. هو لا يعني "الكفاح المسلح" وليس بالتأكيد عمليات ارهابية في اسرائيل أو منافسة على شاكلة تلك التي كانت تجري بين الفصائل الفلسطينية: من الذي ينتقم أكثر من الآخر. العمليات الانتقامية برهنت عن فشلها الذريع خلال السنوات الاربع الأخيرة. التفكير التحرري ليس تنازلا عن الشفافية وعن تعيين الاشخاص الملائمين في الاماكن الصحيحة. في سياق الاحتلال الاسرائيلي يعني ذلك حشد كل المؤسسات والشعب للعصيان المدني المتواصل. يعني ايضا تحويل الطاقة الإبداعية الموجودة عند الفلسطينيين كأفراد الى طاقة "وطنية" من اجل الكفاح ضد الاحتلال الاسرائيلي. التفكير التحرري يعني وضع تحديات أمام دول العالم الغربي حتى يتنصلوا من المزيج البغيض الذي صنعته اسرائيل وجمعت فيه بين الاحتلال والاستعمار والتفرقة العنصرية. هذا التنصل سيكون ايضا دعما حقيقيا للسلام ولمستقبل الشعب اليهودي في المنطقة. الفلسطينيون يستطيعون مثلا فرض سلم أولويات جديد في تقاليد التبرعات حتى يتوقفوا عن دعم الاحتلال وترسيخه. العصيان المدني يعني التنازل عن تخصيص التبرعات لبناء البنى التحتية الرديئة - طالما انها تتم في الجيوب الفلسطينية فقط وليس في مناطق (ج) - وتحويلها لرعاية القوى البشرية الانسانية: تحسين اجهزة التعليم والصحة والتركيز الأهم على مخيمات اللاجئين والقرى و"الاستيراد" المؤقت للمعلمين والاطباء الممتازين من الخارج والاستكمال التعليمي للمعلمين والاطباء وفتح صفوف لمحو الأُمية وتمديد اليوم الدراسي. التفكير التحرري كان سيحول "وزارة الشؤون المدنية" من رمز للتعاون البغيض مع الاحتلال الى جندي طليعي في العصيان المدني الشعبي. الشعب الذي يستطيع أن يتحمل القصف الذي لا يتوقف والنقص المزمن في الغذاء، يمكن ان يجد طرقا لتشويش ثقة الادارة المدنية البيروقراطية بنفسها وتوزيع التصاريح لكل عملية ضرورية اذا برهنت قيادته انها مهتمة بالتحرير وليس بشكليات ومناعم السلطان. الشعب الفلسطيني قادر على تحمل أعباء ومصائب فظيعة جسديا ونفسيا واقتصاديا. وهو بالتأكيد قادر على تحملها اذا تحولت الى وسيلة في اطار عملية استراتيجية منسقة في ظل قيادة تسعى لكسر قواعد اللعبة المزيفة حول السلام والدولة التي وضعت في ايام اوسلو، وها هي تعود الى التلاعب بعقولنا الآن. ------------------------------------------------------ معاريف - مقال - 2/3/2005 القتل كإحلال للقتل بقلم: روبيك روزنطال (المضمون: كان من آثار مقتل رابين في بعض الجماعات المتطرفة في اسرائيل انه جعل القتل السياسي في نظرها حلالا لاحراز أهداف سياسية مقدسة (في نظرهم) - المصدر). في فيلم "باولنغ كلولومبي" يسأل مايكل مور مرة تلو اخرى السؤال الواحد والوحيد: لماذا توجد في الولايات المتحدة أحداث قتل كثيرة جدا، لا تمكن مقارنتها بأي دولة غربية اخرى. انه يتجه بين إجابات ممكنة مختلفة، ولكن تتبين منها كلها إجابة واحدة مقنعة: القتل هو جزء من الثقافة الامريكية. العنف في الولايات المتحدة نهج حياة. فالثقافة، والديمقراطية، والوفرة، كل ذلك طلاء فقط لثقافة عنف وموت، وفي نهاية الامر فانها كلها تخدم تلك الثقافة. إحدى الظواهر التي لم يتلبث عندها مايكل مور، ربما بسبب كرهه النُخب، هي انه في نطاق ثقافة القتل الامريكية، يكثر الامريكيون من قتل زعمائهم المنتخبين أو الطبيعيين. فلينكولن، ومارتن لوثر كينغ، وسليلا عائلة كنيدي، وجون لينون، هم بعض القتلى المشهورين. القتل السياسي هو نهج حياة في مكان أقرب كثيرا هو لبنان، تصعب الاشارة في هذه الحالة على جانب ثقافي. فالمجتمع اللبناني مجتمع "متعدد الثقافات" بالمعنى السيء للكلمة، وعلى حسب ما يجري في البلدان العربية، تصعب خاصة الاشارة الى القتل السياسي كطريق رئيس في المجتمعات العربية. فالزعماء هناك تطول ايامهم في السلطة عامة أكثر من زعماء الغرب، وكما لا يخفى عليكم ايضا، بسبب الطريقة الشمولية الوراثية. مصدر الظاهرة في لبنان هو فوضى الحكم، والضعف غير الممكن لنظام الحكم، الذي لم ينشيء ديمقراطية مستقرة ولكنه لم يؤسس ايضا لطريقة اخرى مستقرة. يصعب ان نحدد اذا كان القتل سيصبح جزءا من الثقافة الاسرائيلية الجديد. توجد اشارات مقلقة في كل المستويات، ولكن يجدر بنا ان نتنبه الى جانب قتل الساسة. صحيح انه لا يمكن ان نشير الى تراث قتل سياسي في اسرائيل، ولكن ما كشف عنه "الشباك" في هذا الموضوع، والذي، بحسب التقريرات، "ترك الوزراء فاغري الأفواه"، يشهد بأن شيئا ما قد حدث. وما حدث هو تناقض مُقَشْعِر. اذا كان يمكن الاعتقاد بعد مقتل رابين ان الصدمة ستُسدل النقاب على امكانية قتل آخر، فانه يتضح ان ما يحدث هو العكس. لقد جعل قتل رابين امكانية القتل الآخر أسهل. لقد أثر مقتل رابين فيما يسهل ان نسميه "حواشي اليمين المتطرفة" تأثيرا باتجاه غير متوقع، ولكنه على شكل فيه منطق داخلي مميز للمتطرفين: هو انه يمكن قتل رئيس حكومة. لقد حُطم الحظر. زيادة على ذلك، للقتل نتائج. فهو يغير وجه التاريخ. يتبين ايضا، انه عندما تنبت بذرة "القتل المقدس" في جماعات معينة، وتحظى حتى بتشجيع دوائر أوسع، فانه لا يوجد لعقوبة السجن المتوقعة تأثير رادع. بالقياس الى مخططي القتل القادم، ليس يغئال عمير نموذجا للمباعدة أو للرحمة، بل هو نموذج يُحتذى. انه لا يتندم، ولا يغرق في الكآبة، انه يُحير مرة تلو اخرى الجهاز القضائي ويترقب نهاية اعتقاله. وأصبح قاتل الجمع باروخ غولدشتاين في هذه الدوائر قدّيسا، على مثال الشهيد الفلسطيني الذي يحفز المنتحرين القادمين. قد ينجلي مقتل رابين لا عن تجربة اصلاحية للديمقراطية الاسرائيلية، أو حدث فذ يُنقش بعده على الأسوار كافة، شعار "لا بعد الآن"، بل على العكس. لقد جعل القتل السياسي امكانية سياسية شرعية. ويصبح في عيون قلة، عنصرا آخر في جو العنف الداخلي الذي يُعرّف المجتمع الاسرائيلي أكثر فأكثر. يشير مصدره الى المثال اللبناني أكثر من اشارته الى ذاك الامريكي. قد يرتدي شارون بزة واقية، لكن هذا ايضا لن يحمي الديمقراطية الاسرائيلية الآخذة في التكسر. ------------------------------------------------------ يديعوت - مقال - 2/3/2005 "تحريض" يخلق تحريضا بقلم: أمونه ألون كاتبة يمينية (المضمون: لا داعي للتحذيرات من جريمة قادمة تقع على رئيس الحكومة الاسرائيلي. يجب وقف التحريض، والعمل الحق لمنع الجريمة اذا كان يُعد لها حقا - المصدر). لا توجد أية فائدة من التحذيرات التي لا تنقطع من "عشرات الاشخاص" الذين يمتلئون "استعدادا" للتعرض لحياة شارون. لا داعي لمنح نشر واسع لكل رسالة تهديد مهرجانية ولكل صورة "تحريض" هندسها بعض الأولاد المختلين عقليا في حاسوبه الشخصي. لا توجد حكمة كبيرة في ابلاغ الجمهور الواسع عن مختلف الطرق التي يمكن بها تشويش عملية الانفصال بالعنف، ومن اليقين ان هناك ضررا فقط من الثرثرة اليومية عن "القاتل القادم"، الذي أصبح قد خرج في طريقه مع المسدس والبسمة الشيطانية. اذا كانت للجهات المحذرة معلومات محددة عن أحد ما يُدبر لشيء ما، فلتعمل بسرعة من اجل اعتقاله ومنع الجريمة. واذا لم تكن لهم معلومات كهذه، فمن الأفضل ان يصمتوا. ان التح ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 03-03-2005 الخميس 3/اذار/2005 العدد 8732 المصدر السياسي قسم العناوين الخميس 3/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت احرونوت: - لاول مرة: حماس كانت توشك على اطلاق صاروخ قسام. - قسام بالقرب من العفولة. - لأول مرة: قسام في الضفة. - الشرطة: لا توجد فتوى ضد الدروز؛ المنشور كان مغلوطا. - الليكود يصوت على الاستفتاء الشعبي. - اقتراح للمستوطنين المخلين: فيللا أمام البحر. - المئات يحملون جوازات سفر دبلوماسية انتهى مفعولها. - الكنيست تطالب بعلاوة 47 مليون شيكل على الميزانية. - الاسرائيليون اصحاء ولكن على الادوية. - عائلات المتوفين ترفض التبرع باعضائهم - اما المرضى فيموتون. - بوش غاضب على سوريا: اخرجوا من لبنان - وفورا! - احصاء الاصوات: 54 الف منتسب لحزب المفدال. معاريف: -السلطة تعتقل رجال الجهاد. - في اللحظة الاخيرة احبطت نية لتنفيذ عملية في القدس. - خريطة اجهزة الالتقاط للشركات الخلوية. - موفاز: لا للهدم. - وزير الدفاع ومدير عام وزارته يوصيان بنقل المنازل في غوش قطيف للفلسطينيين. - الخطة: نافيه ديكاليم تنقل الى رمال نيتسانيم. - الفلسطينيون ينفذون اعتقالات حقيقية. - ابو مازن: اريد دولة في أقرب وقت. هآرتس: - الجيش الاسرائيلي: قادة الاجهزة في الضفة لا يقاتلون ضد الارهاب ويجب تغييرهم. - 68 في المائة يعتقدون ان شارون بادر الى فك الارتباط لدوافع موضوعية. - بوش لسوريا: اخرجوا الجنود من لبنان. - مركز الليكود يصوت اليوم في صالح الاستفتاء الشعبي: شارون سيعارض او يمتنع. - رجال شارون يقدرون بانه تقلصت امكانية ان تدعم شاس الميزانية ويأملون بمساعدة العرب وياحد. - اعتقال اعضاء حماس من جنين انتجوا صواريخ قسام ونفذوا تجربة لغرض اطلاقها نحو الاسرائيليين.* * * المصدر السياسي قسم الأخبــــار الخميس 3/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 الخبر الرئيس - السلطة الفلسطينية - معاريف - من عمير ربابورت: أول مرة منذ هجمة الارهاب في العام 1996: الفلسطينيون ينفذون اعتقالات حقيقية../ لأول مرة منذ موجة العمليات في عام 1996 نفذ الفلسطينيون اعتقالات حقيقية لمخربين. الاعتقالات، التي يُكشف النقاب عن مجرد وجودها هنا لاول مرة، جرت في الآونة الأخيرة في أعقاب العملية التي وقعت في ليل السبت في متنزه تل ابيب. وعلمت "معاريف" انه بعد وقت قصير من تلك العملية، وجه رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن كبار مسؤولي اجهزة الأمن لديه لاتخاذ سلسلة خطوات تبث الرسالة في ان السلطة الفلسطينية "لن توافق على العمليات". أهم خطوة اتخذت هي اعتقال عدد من رجال العمل الميداني لمنظمة الجهاد الاسلامي، التي تقف خلف العملية. ففي السامرة نفذ الاعتقالات رجال توفيق الطيراوي رئيس المخابرات العامة في الضفة، أما في قطاع غزة فنفذ الاعتقالات رجال موسى عرفات الذي يقف على رأس الشرطة الفلسطينية، ولا يُعد المعتقلون بالذات من أكبر رجالات الجهاد الاسلامي ولم يكونوا بالضرورة على صلة بالعملية. وفي اسرائيل يقدرون بأن السلطة الفلسطينية غير معنية بصراع جبهوي فوري مع منظمة الجهاد، الامر الذي كان يمكن ان ينشأ لو انها اعتقلت زعمائها، ولهذا فقد تقرر هناك الاكتفاء باعتقال نشطاء صغار نسبيا. وفي اسرائيل يأخذون الانطباع بأنه بالفعل توجد أهمية رمزية لتنفيذ الاعتقالات، ولا سيما مع الأخذ بالحسبان ان هذه هي المرة الاولى التي تُجرى فيها اعتقالات ذات مغزى منذ آذار 1996، في أعقاب موجة الارهاب التي عربدت في حينه في اسرائيل. ومع ذلك، ففي جهاز الأمن لا يزالون بعيدين عن ان يكونوا راضين. فمعلومات استخبارية تشير الى ان الجهاد الاسلامي وحماس على حد سواء يستغلان التهدئة النسبية للاعداد لموجة العمليات القادمة. وهذه هي الخلفية لحالة التأهب العالية التي أُعلنت أمس في القدس بسبب إنذار بعملية. والإنذار الذي نُقل الى شرطة لواء القدس في ساعات الصباح، تحدث عن محاولة لإدخال مخرب انتحاري الى القدس عبر المداخل الشمالية للمدينة. وفي محاولة لاحباط العملية ضُربت حواجز في كل مداخل القدس وأقيمت غرفة عمليات في حلي التلة الفرنسية. وانتشر الجنود في قيادة لواء بنيامين حول القدس فيما مشط رجال الشرطة الشوارع داخل المدينة. وأدى الإنذار الى شل القسم الشمالي من المدينة، وعلى مدى ساعات عديدة توقفت السيارات في أزمة سير كبرى. وفقط قبل المساء أُلغيت حالة التأهب وعادت الحياة في شمالي القدس الى مجاريها. وفي هذا السياق تقول مصادر أمنية انه رغم "الهدنة" القائمة ظاهرا، فان "التحذير الخطير غير مفاجيء. فعمليا يوجد عشرات التحذيرات الاخرى وإن كانت أقل فورية. وهناك محافل فلسطينية كثيرة لا تحترم وقف النار بل بالذات تستغل سهولة الحركة التي قررتها اسرائيل، في محاولة لتنفيذ العمليات". الوضع الأمني - يديعوت - من روني شكيد وآخرين: لأول مرة: قسام في الضفة../ مقاتلو الوحدة الخاصة لمكافحة الارهاب في حرس الحدود تمكنوا أمس من احباط عملية انتحارية في القدس. فقد وصل الى المخابرات الاسرائيلية تحذير ساخن عن نية مخربين تنفيذ عملية تفجيرية في العاصمة. واستنادا الى هذه المعلومات انتشرت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود في كل أرجاء القدس. واستدعي رجال الوحدة في محاولة لمنع العملية الانتحارية. وأمس، كما أسلفنا، أعطت جهودهم أكلها. وتقدر اوساط جهاز الأمن بأن بنية الارهاب التحتية من السامرة والتي نفذ رجالها العملية الانتحارية في تل ابيب وحاولوا تفجير سيارة مفخخة محملة بالمواد المتفجرة قرب جنين، هي التي حاولت تنفيذ العملية الانتحارية في القدس. كما ان الارهاب يهدد شمالي البلاد: فلاول مرة منذ بداية الانتفاضة، عُثر أمس على صاروخ قسام جاهز للاطلاق في منطقة جنين ايضا - على مسافة غير بعيدة من العفولة وقرى ومدن قاطع هتعناخ. مخربو حماس الذين طوروا وأخفوا هذا الصاروخ تمكنوا من تنفيذ اطلاق تجريبي لقسامين آخرين، سقطا في أرجاء الضفة. أما القسام الثالث، الذي خططوا لاطلاقه على اسرائيل، فيُعد بدائيا نسبيا وكان قادرا على الوصول الى مدى بضعة كيلومترات. ومع ذلك، فان مجرد حقيقة ان المخربين من السامرة أوشكوا لاول مرة على تحقيق قدرة على مهاجمة مدن وقرى سهل يزرعيل والشارون بالقسامات، تثير قلقا شديدا في جهاز الأمن. في السنوات الثلاث الأخيرة اكتشفت اربع محاولات لانتاج صواريخ قسام في الضفة ايضا. ولكن لم يسبق ان كان هذا التهديد ملموسا بهذا القدر. فالصاروخ الذي اكتشف أمس كان مخبأ في محددة في قرية سيلة الحارثية قرب جنين. وعثر مقاتلو وحدة "مغلان" ورجال المخابرات في المختبر ايضا على كميات كبيرة ايضا من المواد التخريبية لانتاج القسام. واضافة الى ذلك عثر على حقيبة فيها قذيفة بوزن عشرات الكيلوغرامات وثلاث عبوات أنبوبية. وجاء هذا الكشف عن المختبر في أعقاب القبض على 13 عضو شبكة حماس في منطقة جنين وتبين من التحقيق معهم بأن قيادة حماس في الخارج نقلت اليهم مبالغ مالية كبيرة لشراء مواد كيماوية، أدوات عمل ومعدات لتركيب القسامات وانتاج المواد المتفجرة. وقبل خمسة ايام اعتقل عصام شفيق سمار - حداد من قرية اليمون. وروى الحداد الفلسطيني لمحققيه من انه تمكن من انتاج ثلاثة قسامات، ولكن اثنين منها أطلقا في اطار التجربة. وفي ورشته، في قبو تحت الارض، عثر على الصاروخ الثالث وعلى العبوات التفجيرية. وقال مصدر أمني ان "منظمات الارهاب تبذل كل الجهود في محاولة لتجاوز جدار الفصل وتنفيذ عمليات في الاراضي الاسرائيلية". وكشفت المخابرات اول أمس النقاب عن ان خلية من الجهاد الاسلامي، برئاسة جبريل زبيدي (شقيق المطلوب زكريا زبيدي) خططت لقصف العفولة. قائد لواء منشه، اللواء عقيد اورن افمان، سعى الى تهدئة المخاوف قائلا: "غدا لا يوشكون على اطلاق القسامات على العفولة. سنواصل العمل ضد كل مثل هذه الشبكات كي لا يكون أحد في دولة اسرائيل في خطر". هآرتس - من عاموس هرئيل ويونتان ليس: الجيش الاسرائيلي: قادة الاجهزة في الضفة لا يقاتلون ضد الارهاب، ويجب تغييرهم../ في الجيش الاسرائيلي يتوقعون من السلطة الفلسطينية العمل قريبا على تغيير شريحة القيادة العليا في اجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية. وقال مصدر عسكري كبير لصحيفة "هآرتس" ان حقيقة ان رئيس السلطة، محمود عباس (أبو مازن) لا يجري تعديلات شخصية في قيادة الاجهزة في الضفة، تدل على عدم جدية من جانب السلطة في مكافحة شبكات الارهاب في المنطقة، والتي تتحمل احداها (شبكة الجهاد الاسلامي في منطقة طولكرم) المسؤولية عن العملية الانتحارية في تل ابيب يوم الجمعة الماضي والتي قتل فيها خمسة اشخاص. وأشار الضابط الكبير الى ان أبو مازن أقصى العديد من كبار مسؤولي اجهزة الأمن في القطاع وأدى الى تحسين حقيقي في الوضع الأمني. وقال: "فقط تغيير الجيل القديم من الضباط في الضفة - ولا سيما في جهاز الأمن الوطني (الجسم الفلسطيني الموازي في أدائه للجيش - ع.هـ) سيشكل اعلان نوايا حقيقي. أما من العصبة الحالية فلا ينبغي توقع الكثير". وحسب هذا الضابط فان السبب الأساس الذي يجعل عدد العمليات في نطاق الخط الاخضر في الآونة الأخيرة منخفضا يرتبط بوسائل الاحباط التي يتخذها الجيش والمخابرات الاسرائيلية - وليس اعمال اجهزة الأمن الفلسطينية. ومقابل الوضع في الضفة، يسود في الجيش الاسرائيلي حالة رضى نسبية من أداء اجهزة الأمن الفلسطينية في القطاع. فمنذ عدة اسابيع ومعدل الأحداث في القطاع منخفض جدا، نحو اثنين حتى ثلاثة أحداث في اليوم. وكما نشر الاسبوع الماضي في "هآرتس"، فقد كشفت اجهزة الأمن الفلسطينية 12 نفقا. واضافة الى ذلك فانها تساعد في الكشف عن عبوات ناسفة وفي تفكيك ومصادرة عدد من صواريخ القسام. ومع ذلك، ففي القطاع ايضا لا تزال السلطة لا تقوم بما تصفه اسرائيل بـ "عملية احباط" - اعتقال مشبوهين في اعمال ارهابية، التحقيق معهم وتقديمهم الى المحاكمة. المسيرة السلمية - معاريف - من ايليئيل شاحر: أبو مازن: "أريد دولة في أقرب وقت ممكن"../ رصاصة البداية في الصراع على الدولة الفلسطينية في اليوم التالي لفك الارتباط، أطلقت منذ أمس. فرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن أبلغ قادة الاتحاد الاوروبي بأنه "معني باقامة دولة في أقرب وقت ممكن". تصريحات أبو مازن في بروكسيل لاقت سمعا عاطفا. فمثلا، قال المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، خافيير سولانا، حين سئل عن تصريح أبو مازن بشأن الدولة الفلسطينية انه "كلما كانوا حصلوا على الدولة أسرع - كان ذلك أفضل". أما في القدس فاستطابوا بقدر أقل سماع تصريح أبو مازن، ولا سيما الرد الاوروبي - الايجابي - الذي حظي به. وذلك رغم ان هذا التصريح ينسجم مع التقدير الذي تبلور في وزارة الخارجية وفي مجلس الأمن القومي. فهناك يخشون منذ عدة أشهر من ضغط دولي كبير يمارسه أبو مازن في اليوم التالي لفك الارتباط، مطالبا بالوصول الى تسوية دائمة والى دولة فلسطينية في أقرب وقت ممكن. وللمفارقة، فان التقديرات هي ان الضغط الدولي سيكون أكبر كلما جرى فك الارتباط والاخلاء في قطاع غزة بشكل أكثر سلاسة. فك الارتباط - معاريف - من عمير ربابورت: وزير الدفاع ومدير عام وزارته يوصيان بنقل منازل غوش قطيف الى الفلسطينيين../ موفاز: لا للهدم../ مع ان حكومة اسرائيل قررت هدم منازل المستوطنات في قطاع غزة بعد فك الارتباط، إلا انه في الآونة الأخيرة تبلورت في جهاز الأمن توصية قاطعة: تسليم المنازل الى الفلسطينيين كاملة. وعلمت "معاريف" بأنه خلف التوصية يقف وزير الدفاع شاؤول موفاز ومدير عام وزارته اللواء احتياط عاموس يارون، وهي ستطرح قريبا على الحكومة للمصادقة عليها. وجاءت التوصية في أعقاب التطورات السياسية والأمنية التي طرأت منذ انتخاب أبو مازن رئيسا للسلطة الفلسطينية. والتقدير السائد اليوم هو انه يمكن تنفيذ فك الارتباط بالتنسيق مع الفلسطينيين، خلافا للتقديرات السابقة في ان الاخلاء سيتم تحت نار ثقيلة وفي ظل القتال. وتعتقد اوساط جهاز الأمن بأنه اذا ما كان فك ارتباط منسق، فيجمل باسرائيل ان تسلم منازل المستوطنين للفلسطينيين، وليس فقط البنى التحتية من المياه والكهرباء. وكان من طرح الموضوع على البحث من جديد هو المدير العام يارون الذي ادعى بأن هدم المنازل سيلحق الضرر باسرائيل فقط. وأشار في المداولات الداخلية الى ان اعمال الهدم الذي سينفذها مقاولون تستأجرهم وزارة الدفاع سيكلف اسرائيل قرابة 200 مليون شيكل. وسيكون المقاولون مطالبين ليس فقط بتخريب المنازل بل وباخلاء المخلفات الى اسرائيل أو دفنها تحت الارض. اللواء احتياط يارون عرض في المداولات حجتين لتوصيته عدم هدم المنازل: اعمال الهدم ستعرقل إنهاء الاخلاء بنحو شهر، وصور الهدم التي ستبث في كل أرجاء العالم ستلحق باسرائيل ضررا اعلاميا كبيرا، حيث سيتم تصويرها كمن تترك ارضا محروقة خلفها. وأجمل مدير عام وزارة الدفاع المداولات الداخلية بقوله: "من جهة اخرى، ماذا سيخرج لنا من هدم المنازل؟ لا شيء". ووافق موفاز على موقف يارون وقرر بشكل قاطع بأن الضرر الذي سيلحقه هدم المنازل يفوق منفعته. في الآونة الأخيرة بلور موفاز التوصية النهائية لجهاز الأمن والتي ستعرض قريبا على الحكومة. وحسب الاقتراح، فان منازل المستوطنات ستنقل كاملة الى الفلسطينيين بواسطة جهة ثالثة (على ما يبدو البنك الدولي) وليس بشكل مباشر. ومع ذلك، فقد شدد موفاز بأنه يجب اشتراط إبقاء المنازل بحيث يتم تسليمها للفلسطينيين بشكل مرتب، منعا لمشاهد السلب والنهب، الهدم ومظاهر الكراهية من جانب الفلسطينيين. وكان رئيس الوزراء اريئيل شارون كلف مدير عام ديوان رئيس الوزراء، ايلان كوهين، وسكرتير الحكومة يسرائيل ميمون بأن يوفرا له بيان رأي من الوزارات ذات الصلة. واستنادا الى بيان الرأي هذا من المتوقع ان يحسم في مسألة هدم المنازل. مصادر في مكتب شارون أشارت أمس الى ان القرار النهائي من المتوقع ان يتخذ في غضون نحو اسبوعين. واذا ما وافق رئيس الوزراء على توصية وزير الدفاع، فانه سيجلب القرار الجديد للتصويت عليه في الحكومة. (يديعوت) الشرطة: لا توجد فتوى ضد الدروز؛ المنشور كان مغلوطا../ الناطق بلسان وزارة الامن الداخلي أعلن أمس بأن لا اساس لما نشر في أن المفتش العام للشرطة، موشيه كرادي عرض على الحكومة فتوى تسمح بالمس بالشرطة الدروز أو البدو. وجاء البيان في اعقاب نشر مغلوط في صحيفة "معاريف". وجاء في بيان الناطق: "ان المفتش العام للشرطة لم يقل في الحكومة انه توجد فتوى تسمح بالمس بالشرطة الدروز او البدو، بل تطرق في اقواله الى الاجواء والى التفوهات من محافل متطرفة فقط. وليس معروفا في شرطة اسرائيل عن وجود فتوى كهذه". وفي المخابرات أيضا نفوا بالقطع وجود فتوى. الساحة السياسية - يديعوت: الليكود يصوت على الاستفتاء الشعبي../ رئيس الوزراء لا يعتزم التصويت الى جانب اقتراح الحل الوسط في موضوع الاستفتاء الشعبي، حين سيطرح هذا اليوم على التصويت في مركز الليكود. هذا وينعقد اليوم مركز الليكود بعد أن وقع 700 من اعضائه على مطالبة بعقد جلسة خاصة للبحث في مسألة الاستفتاء الشعبي قبل تطبيق فك الارتباط. وقد جرت دعوة المركز الى الانعقاد خلافا لرأي شارون، وفي نهاية المطاف اضطر الى الموافقة على صيغة اقتراح حل وسط طرحها رئيس المركز، الوزير تساحي هنغبي ويقضي بأن "مركز الليكود يدعو اعضاء كتلة الليكود في الكنيست الى العمل على تشريع فوري لقانون الاستفتاء الشعبي". وتبنى متمردو الليكود صيغة الحل الوسط، وهم يأملون في أن يدفع قرار المركز بعض النواب المترددين في الليكود الى تأييد مشروع قانون الاستفتاء الشعبي الذي سيطرح على التصويت في الكنيست. القائم بأعمال رئيس الوزراء، ايهود اولمرت قال ان نيته التصويت ضد الاقتراح للمركز. اما مقربوه فقالوا انه اذا ما طرح مشروع قانون في الكنيست، فان في نيته التصويت ضد، رغم قرار المركز. رئيس لجنة الدستور، ميخائيل ايتان، قال امس انه مقتنع بأن رئيس الوزراء والوزير اولمرت سيحترمان قرارا ملزما للمركز وللكتلة في الكنيست. ودعا النائب ايتان كل اعضاء المركز الى الوصول الى الجلسة قائلا: "كل صوت اضافي في المركز سينقل الرسالة وسيزيد التأييد للاستفتاء الشعبي بين الجمهور وفي كتلة الليكود في الكنيست". ويضيف مراسلنا في الكنيست حاييم شيبي بان النائب بار -أون من الليكود من مؤيدي رئيس الوزراء شارون قال أمس ان "التحريض الحاد ضد رئيس الوزراء في اجتماع الهذيان في "مباني الامة" هو اشارة المرور الاخيرة للقطار في طريقه الى التحطم. فالى مستوى أدنى من ذلك لا يمكن النزول. وينبغي اعلان حرب الابادة على القوى المدهورة. لا يعقل أن يرووا لنا اننا بحاجة الى مزيد من الشرطة. هذا هراء. حان الوقت للعمل. يجب البدء بالاعتقالات، التحقيقات والتقديم الى المحاكمة. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم الأفتتاحيات الخميس 3/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 هآرتس - افتتاحية - 3/3/2005 خريطة الطريق أوضح من أي وقت مضى بقلم: أُسرة التحرير مؤتمر لندن، الذي اختتم أعماله أول امس، عُني اساسا بمساعدة الفلسطينيين في شق طريقهم لبناء دولة فلسطينية ومستقلة. ولكن لا يجب التجاهل للتعهد القاطع الذي أعرب عنه كل من حضر المؤتمر لتطبيق خريطة الطريق. ففي البيان الختامي للمؤتمر الذي شارك فيه زعماء اوروبا وامريكا، قيل ان "لقاء لندن يعترف في أن تطبيق التعهدات من السلطة الفلسطينية سيشكل خطوة هامة في تطبيق خريطة الطريق. وفي نفس الوقت فان المشاركين يناشدون اسرائيل ويتوقعون منها العمل في كل ما يتعلق بتعهداتها". وبينما تعهد الفلسطينيين هو اقامة مؤسسات حكم وأمن تستحق اسمها، فان تعهد اسرائيل هو تجميد الاستيطان. من اعتقد بأن فك الارتباط عن غزة هو هدف بحد ذاته، بعده لن تكون اسرائيل مطالبة بالانسحاب من مناطق اخرى تتيح اقامة دولة فلسطينية ذات تواصل اقليمي، يمتنع على ما يبدو عن الانصات الى زعماء العالم الحر في الاسابيع الاخيرة. والتفكير بانه بعد فك الارتباط سيتجمد الضغط على اسرائيل لفترة طويلة، لا يتناسب مع الواقع كما ارتسم في مؤتمر لندن وفي زيارة جورج بوش الى اوروبا. مظاهر الفرح ببوادر التحول الديمقراطي في العالم العربي والتأييد الجارف لانسحاب سوريا من لبنان لا يلغيان تطلع العالم الحر لان يروا أيضا انسحابا موازيا لاسرائيل من المناطق المحتلة. والنية هي التوقع في المستقبل غير البعيد لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية الى جانب ديمقراطيات عربية اخرى، تعمل معا ضد الارهاب العالمي وتحبط الدافع للارهاب، مثلما قال طوني بلير في المقابلات مع الصحافة بعد مؤتمر لندن. الخطوة الشجاعة التي سينفذها اريئيل شارون بفك الارتباط عن قطاع غزة ليست سوى مرحلة اولى في الحل المطلوب. ويبدو الحل اليوم "واضحا اكثر من اي وقت مضى"، كما قال بلير. قادة اوروبا عادوا وتبنوا اقوال بوش في بروكسل قبل اسبوعين، عن اهمية التواصل الاقليمي للدولية الفلسطينية التي ستقوم. ومعنى تعبير "تواصل اقليمي" هو انه سيتعين على اسرائيل اخلاء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية. وحسب خريطة الطريق، فان اسرائيل يفترض أن توقف حتى ما يسمى "بالزيادة الطبيعية" للاستيطان القائم. رد الفعل في القدس على نتائج مؤتمر لندن، وعلى أقوال كونداليسا رايس في موضوع التوقع للتقدم في مسار خريطة الطريق بعد تنفيذ فك الارتباط، كان مختلطا. فمن جهة، سجل قلق مبرر من مؤتمر لندن لم يشدد بما فيه الكفاية على مكافحة الفلسطينيين للارهاب. ومن جهة اخرى، كرر شارون وكذا نائبه ايهود اولمرت التزام اسرائيل بخريطة الطريق. الوزير اولمرت قال، وعن حق، انه لا يمكن قطع تصريحات لندن عما يجري على الارض؛ والمقصود هو العمليات الارهابية. وينبغي الأمل في أن تضغط اسرائيل على الفلسطينيين في كل ما يتعلق بالامن، ولكن تمتنع بالمقابل عن اعمال استيطانية تعرقل أكثر فأكثر التواصل الاقليمي للدولة الفلسطينية التي ستقوم. ---------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم التقارير والمقالات الخميس 3/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 3/3/2005 لنحذَر بآمالنا بقلم: يارون لندن كاتب يساري تمنحنا البدائل في لبنان ساعات نادرة من الارتياح. إن الذي يشاهد التلفاز ويخفت الصوت، قد يعتقد ان المظاهرات في ميادين بيروت استمرار للمظاهرات في اوكرانيا، في اثناء "ثورة المُخمل" التي بوأت المعارضة السُلطة. تدفعنا نفسنا الشاعرية، التي تشتاق رؤية الديمقراطية محمولة الى انتصارها البراق على كواهل الجماهير المتحمسة، الى ان نعتقد انه قد تغلبت في لبنان القوى الطامحة الى التحرر من النير السوري والى تسويد نظام ديمقراطي. شوقنا يدفعنا الى أمد أبعد: فهنا، بوساطة محطات الاذاعة الكونية تؤثر الحماسة الديمقراطية في لبنان في مجتمعات عربية اخرى. وقد أصبحنا نعلم ان الرئيس مبارك يُخفف قليلا من طغيانه، وفي دمشق يشجع عدد من المثقفين رئيسهم على الخروج من لبنان. نحن نُكثر من تذكير أنفسنا انه لم يحدث قط ان حاربت الدول الديمقراطية بعضها بعضا ونستنتج من هنا ان الدمقرطة في العالم العربي ستنشيء شرقا أوسط يحيا بسلام مع اسرائيل. يحسن التشكيك في كل هذه الفروض. لم يتضح بعد مبلغ قوة أنصار سوريا في لبنان، وليس من الواضح مطلقا ان كان تكتل المعارضة هو ظاهرة سياسية مستقرة. أمس دعا رئيس الولايات المتحدة سوريا الى الإسراع الى اخراج جيشها واجهزتها السرية من لبنان "لكي تستطيع هذه الديمقراطية الحسنة ان تزدهر". ولكن في هذه الجملة القصيرة خطأ ونبوءة واهية. اجل، لبنان ذو حق في ان يُدعى الدولة العربية الأكثر دمقرطة، ولكن لم يسد فيه قط "ديمقراطية حسنة"، ويمكن ان ننشيء بضعة سيناريوهات عن لبنان مستقبلٍ لا تحكمه سوريا. أحد الامكانات هي حقا انشاء لبنان مستقل راغب في السلام، ولكن من يضمن لنا ان لا نهيج فيه حرب طوائف، كتلك التي دمرت الدولة المزدهرة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. استقرار "لبنان الكبير" وهو الدولة كثيرة الطوائف التي صاغتها القوى العظمى المنتصرة بعد الحرب العالمية الاولى، مشروط بتقسيم مُقدر تقديرا، غير متساوٍ لمراكز القوى، بيد ان المسيحيين كانوا آنذاك الطائفة الكبيرة وكان الشيعة طائفة قليلة فقيرة مضطهدة. الآن يبلغ الشيعة 32 في المائة من مجموع السكان. لديهم جماعة مسلحة وتدفعهم ايديولوجية متطرفة محاربة. ومن المعقول ان نفرض ان يطلبوا، كأبناء الطائفة الكبيرة، ان يتبوأوا مكانهم الملائم في السلطة وديمقراطية "شخص واحد - صوت واحد" على وجه الخصوص قد تساعدهم على ذلك. اذا نجحوا، فليس هناك شك ان الديمقراطية في لبنان ستشبه تلك السائدة في ايران. في الأمد القصير، يمكن ان يتسبب انصراف سوريا عن ارض لبنان بانهيار السلطة المركزية. ستفقد سوريا تأثيرها في حزب الله، وقد نواجه منظمة مستقلة تماما وهوجاء. لو كانت لنا سيطرة على الجدول الزمني، لكان يحسن لو طلبنا ان ينزع سلاح الجماعة المسلحة الشيعية قبل ان يستتم السوريون انسحابهم، ولكن الامريكيين يدفعهم الزمن دفعا حثيثا. لنلخص قائلين ان التطورات في لبنان تخبأ أخطارا غير قليلة، أكثر مما تخبأ من الآمال. المضروبون والقتيلات في الايام الثلاثة الأخيرة قُتل ثلاث نساء على أيدي الرجال الذين ساكنوهن. في الاسبوع الأخير كُشف عن ثلاث حاضنات ضربن الطفل الذي كُن يرعين. هناك صلة وثيقة بين كف راعية الطفل التي تضرب، والتي تفثأ غضبها على طفل صغير، وبين السكاكين والفؤوس. برهنت أبحاث كثيرة على ان الولد الضحية يصبح مُنشيء ضحايا: فهو سيصبح عند بلوغه شخصا مهموما مُطرقا، أو شخصا مليئا غضبا قاتلا. يميل الولد الذي يرى أباه ينكل بأمه، الى ان يأخذ بطراز العلاقات هذا. ان كل قتلة النساء كأنما يكافئون امرأة عذبتهم في طفولتهم، أو يقلدون أباهم العنيف. ما تزال فكرة انه لا يجوز الضرب، لا الخفيف ولا الشديد، غريبة على كثيرين منا. قد يتضح أننا قد تلقينا بمساعدة ثقافة التصوير السري هذا الاسبوع، درسا ذا قيمة ما. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 3/3/2005 زوج الأحلام بقلم: يسرائيل هرئيل (المضمون: شعار الدمقرطة قبل السلام كان وهماً وخيالا وأصبح حقيقة بفضل تصميم بوش وحزمه، وها هي تشق طريقها في العالم العربي كله - المصدر). صحيح ان لبنان ما زال بعيدا عن الديمقراطية، كما قال المختصون والخبراء رغم وجود المعارضة المتواصلة في الشوارع. وسوريا ايضا لا تسارع لسحب قواتها من بلاد الأرز رغم تصريحات بشار الأسد ووعوده بالانسحاب من لبنان. وهناك ايضا حديث عن الموعد الذي سينفذ فيه محمود عباس - هذا اذا فعل - وصفه "الدولة الفلسطينية الديمقراطية" التي أعدتها له كونداليسا رايس وطوني بلير في قمة لندن. ولكن هناك مؤشرات تنضم لها المظاهرة الشجاعة التي نظمها المثقفون السوريون في دمشق والتي تشير بدورها الى ان حلم الدمقرطة في الشرق الاوسط الذي اعتبره هؤلاء الخبراء ونظراءهم في الولايات المتحدة أضغاث أحلام - أو هذيانا لليمين الاسرائيلي حتى "يكرس الاحتلال" - قد أخذ يتنامى ويترعرع. اغلبية المستشرقين في اسرائيل ما زالت أسيرة الرأي المسبق القائل ان العرب "مختلفون" عن غيرهم في قضية الديمقراطية - بما فيهم عرب اسرائيل. ومن المحظور بناء على ذلك مطالبتهم بالتصرف في قضايا حقوق الانسان مثل مكانة المرأة وحقوق الفرد، مثلنا نحن الغربيين "المتطورين". بتأثير هذه الأفكار أو معها، قام صانعو القرار خصوصا في فترة اوسلو بالسخرية من المطلب - خصوصا عندما طالب به نتان شيرانسكي - الذي يشترط عملية السلام مع الفلسطينيين بالدمقرطة. من يربط السلام مع الديمقراطية الفلسطينية يماثل من يدعي ان السلام لن يحدث قبل عودة المخلص المنتظر. وهذا يعني انه يفضل الارض على السلام. هذه كانت النظرية التي أضفت الشرعية على ياسر عرفات. هو العربي الذي لا يستطيع ان يكون ديمقراطيا، سيتمكن من معالجة الارهاب، كما قال اسحق رابين "من دون بتسيلم ولا محكمة عدل عليا". ما زلنا نذكر ردود فعل أنصار اوسلو واغلبية الصحفيين الرئيسيين على اولئك الذين حذروا بلسان الحائز على جائزة نوبل، اندريه ساخاروف بأن "الحاكم الذي لا يحافظ على حقوق رعاياه سيخرق الاتفاقات مع جيرانه ايضا". قالوا في حينه ان هذه اقوال أعداء السلام وتكتيك مكشوف وواضح للاحتفاظ بالمناطق. عندما اعتبر الرئيس بوش الدمقرطة في العراق أحد أهدافه المركزية تلقى انتقادات من اغلبية المثقفين والصحفيين البارزين في بلاده. ولكن ما يتضح الآن انه هو وليس هم قد رأى المولود وتوقعه قبل موعده. ورغم ان هذا لم يكن هدف الحرب في العراق - كانت هناك مصلحة عالمية وهدف حقيقي بالقضاء على اسلحة الدمار الشامل التي يواصل صدام حسين تطويرها بسبب المعلومات الاستخبارية الخاطئة - إلا ان الرياح الديمقراطية التي بدأت تهب في منطقتنا هي انجاز يصعب الاستخفاف بأهميته. الامريكيون أثبتوا فعلا انهم مستعدون لسفك دمائهم - وإن كان بأغلبية صغيرة - واموالهم حتى تسود الديمقراطية في العراق وفي دول عربية اخرى من بعده، والدليل على ذلك: هذه الاغلبية انتخبت بوش الذي حول الدمقرطة في منطقتنا الى أحد أهدافه المركزية في حملته الانتخابية الثانية. حالة وليد جنبلاط هي النموذج على انتصار نظرية بوش: عندما قتل والده كمال جنبلاط، الزعيم الدرزي اللبناني، على يد سوريا على ما يبدو - تحالف الابن (وليد) مع الطرف الأقوى، وهو السوريون. ولكن وليد غير مواقفه في الآونة الأخيرة فقط عندما رأى ان بوش جدي في ظل الارهاب في العراق والضغوط التي لا تتوقف على سوريا، وتحالف مع المعارض رفيق الحريري. وعندما قُتل الحريري ايضا لم يرجع وليد الى الحضن السوري: هذا القتل في هذا الوقت حيث يتمسك الرجل القوي بوش برؤيته، يُقرب الانسحاب السوري من لبنان، وربما نهاية النظام الذي قتل والده. كرة الثلج هذه قد تصل الى الجولان: عندما سيسقط النظام السوري سيتمكن الدروز من العودة الى رفع أعلام اسرائيل مثلما كانوا يفعلون في الأوقات التي كانوا فيها على ثقة أننا لن نفرط بهم لنظام الأسد وانتقامه منهم. ومن لبنان الى مصر: مبارك لم يقم بالمبادرة لانتخابات حرة بدلا من الاستفتاء الوحداني بسبب الشغف المتأخر بالدمقرطة. هذه بشرى سارة لاسرائيل في ان يستوعب حكام المنطقة الآن حقيقة ان بوش عازم على تنفيذ وعوده وتصريحاته - الامر الذي لا ينطبق عليهم وعلى نظرائهم الاسرائيليين. بوش قال في أحد خطاباته الهامة ان كتاب نتان شيرانسكي “The case for democracy” قد ساعده كثيرا في بلورة تصوراته وفلسفته. "قوة الحرية وحدها"، قال للجمهور المحتفل بالحدث "هي التي تستطيع ان تتغلب على الطغاة والارهاب". الديمقراطيات لا تقاتل بعضها البعض، وهي لا توفر ملاذا للارهاب. يتوجب علينا ان نسأل لماذا لا تتبنى اسرائيل - رغم علمنا ان لا كرامة لنبي في وطنه - هذه النظرية وتطرحها كمطلب حازم من الفلسطينيين؟ ذلك لان الفلسطينيين لا يستطيعون ان يرفضوا هذا الطلب خاصة الآن في الفترة التي يطبق فيها بوش رؤيته الاستراتيجية في الشرق الاوسط وفي عهد قمة لندن. وهذه ايضا طريقة مضمونة ليس فقط للفوز باتفاق أكثر ثقة وانما بالدعم الرئاسي الامريكي الأكثر شجاعة. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 3/3/2005 رياح جديدة من الاردن بقلم: يوآف شتيرن (المضمون: الاردن متحمس لتدفئة العلاقات مع اسرائيل بعد سنوات التباعد في الانتفاضة لشعوره بالتهديدات من كل صوب، ولحاجته لتعزيز اقتصاده - المصدر). قدوم السفير الاردني الدكتور معروف البخيت الى اسرائيل نفخ روحا جديدة في أروقة السفارة الاردنية في اسرائيل، الموجودة في بناية عالية مرموقة في رمات غان. بعد يومين من وصول السفير الاردني بدأت الهواتف ترن وبدأنا نسمع عن مبادرات جديدة. المسؤولون في السفارة قاموا بصياغة القوائم من جديد وحددوا اللقاءات. السفير نفسه أشرف على هذه المهمة الذي كان متصرفا بأعمال السفارة المغلقة في اطار وظيفته السابقة كسفير لدى تركيا. بخيت حرص على استهلال هذه المقابلة بالعربية (وبعدها انتقل الى الانجليزية) كما يليق بمن يمثل المملكة الهاشمية. ماضيه العسكري ظاهر عليه. على وجهه آثار جرح يضفي عليه مظهرا قاسي الملامح. كلامه مقتضب ولديه سرعة بديهة وتفكير. في بداية خدمته كان مسؤولا في الاستخبارات، في الثمانينيات عمل الى جانب الأمير حسن كمستشار للشؤون الاسرائيلية. وقبل خروجه من الجيش في عام 1999 برتبة "لواء" كان قائدا عسكريا للكلية الوحيدة في الاردن التي هي كلية نصف مدنية ونصف عسكرية. بعد ذلك عُين "منسقا لعملية السلام"، وهو منصب ذو مغزى كبير بالنسبة للاردن. كان عليه ان يتابع تقدم المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين وان يتأكد من الحفاظ على المصالح الاردنية. "هناك قضايا كثيرة مؤثرة على الاردن في الاتفاق بينكم وبين الفلسطينيين"، قال في مقابلة مع وسائل الاعلام الاسرائيلية بعد قدومه بفترة وجيزة. "لقد كان علي ان اتأكد من عدم تضررنا في مجالات مثل المياه واللاجئين والقدس". منصب السفير الاردني لم يكن مشغولا منذ عام 2000 عندما اندلعت انتفاضة الاقصى قبل قدوم السفير الجديد عبد الإله الكردي الى تل ابيب. قدوم الكردي تعرقل مرة تلو اخرى الى ان عين في نهاية المطاف في منصب آخر مع إبقاء متصرف بالاعمال في السفارة. الروح الجديدة التي حملها بخيت معه الى السفارة تبرهن ان وجود السفير حاسم بالنسبة لعلاقات الدولتين. بخيت على صلة مباشرة مع وزارة الخارجية في بلاده، ولكنه على معرفة شخصية بالملك عبد الله. "من الممكن القول أننا زميلين، فكلانا من العسكريين"، قال مبتسما. في الأشهر الأخيرة اتخذ في أعلى المستويات في عمان قرار بتطوير العلاقات مع اسرائيل بعد تجميدها لسنوات طويلة. صحيح ان عمان كانت بانتظار قرار مصر باعادة سفيرها، إلا ان السفير الاردني وصل أسرع من نظيره المصري بعد صدور القرار الرسمي. يبدو ان الاردنيين قد ملوا انتظار الشقيقة الكبرى التي تماطل لاعتبارات خاصة بها في تسخين العلاقات مع اسرائيل. الملك عبد الله الذي شارك في قمة شرم الشيخ دعا اعضاء الكنيست العرب الى قصره في هذا الاسبوع. ليس من السهل عليهم الاعتراف بذلك إلا ان هذه الزيارة لم تتسنى لهم إلا بعد التحسن القوي في الأجواء في المنطقة، وهي تأتي ايضا كتلميح لاسرائيل الرسمية. اعضاء الكنيست العرب عادوا مع بشرى امكانية زيارة الملك عبد الله لاسرائيل. كما ان زيارة وزير الخارجية الاردني، هاني المالكي، لاسرائيل في يوم السبت هي خطوة هامة اخرى. هذه أول زيارة لوزير خارجية اردني منذ نيسان 2001 حيث كان عبد الإله الخطيب قد زار اسرائيل ورام الله في حينه. الخطيب جاء لعرض مبادرة سلام اردنية - مصرية على اسرائيل، وعاد مع رد سلبي. الخطيب لم يوافق على البحث في قضايا ثنائية. خليفته في المنصب، مروان المعشر، لم يزر اسرائيل خلال وجوده في المنصب رغم التوقعات التي بناها عليه الاسرائيليون باعتباره أول سفير للاردن منذ عام 1994. المالكي يصل للزيارة رغم ان وزير الخارجية، سلفان شالوم، كان يفضل السفر بنفسه الى عمان حتى يحصد ثمار الدفء الذي يسري في علاقات الدولتين، ولكن زيارته أُجلت مرة تلو اخرى. في ديوان شالوم يقولون انه معني بتأجيل الزيارة لانه يعرف ان الاردنيين يتوقعون منه ان يأتي مع هدية تسمح بحل المشكلة التي تلقي بظلالها على علاقات الدولتين - قضية السجناء الاردنيين في اسرائيل. اسرائيل تحتفظ بعشرين مواطنا اردنيا محكومين لفترات سجن طويلة. ليس هؤلاء فلسطينيين مقيمين في الاردن وانما مواطنين اردنيين من أصول اردنية. لب المشكلة هو اربعة سجناء محكومين بأحكام مؤبدة بعد قتلهم لجنديين اسرائيليين على الحدود. هذه احدى القضايا التي يتوجب على السفير الجديد ان يعالجها. "على اسرائيل ان تدرك ان هذه اعمال قد نفذت قبل عملية السلام، حيث كانت الدولتان في حالة عداء من الناحية الفنية"، قال السفير. ولكن الموقف الاسرائيلي الذي يرفض اطلاق سراح السجناء لم يتزحزح، والحجة هي ان هؤلاء من الملطخة أياديهم بالدماء. في اسرائيل توجد مرونة معينة بصدد سجناء آخرين، ولكن الاردنيين مصممين على مطلبهم ويقولون ان في الاردن ايضا رأيا عاما مثلما في اسرائيل والشارع الاردني يريد رؤية سجنائه وهم أحرار طلقاء. عائلات السجناء الاربعة شكلت مجموعة ضغط نشطة لاطلاق سراحهم، وهي تقوم ببث أنباء مفبركة في وسائل الاعلام حتى تمارس الضغط على النظام، وتؤكد انها تتوجه لجهات مثل حزب الله طالبة المساعدة، وهذا تصريح يماثل التلويح بالراية الحمراء في وجه النظام. بخيت يعتقد ان اسرائيل تستطيع إبداء المرونة في هذه المسألة. "اعتبارهم سجناء من الملطخة أياديهم بالدماء ليس تعريفا قانونيا وانما عاطفيا"، قال وعبر عن اعتقاده ان على اسرائيل ان تجد طريقة لاخلاء سبيل الاربعة. في هذه الاثناء قرر الجانبان النزول عن الشجرة. السفير عاد الى اسرائيل من دون حل القضية، ووزير الخارجية الاردني سيزور البلاد من دون ان يعدوه بشيء. العلاقات مع اسرائيل هامة للاردن من الناحية الاستراتيجية حسب التحليلات. ذلك لان الاردن عرضة للتهديدات من كل صوب، والفوضى السائدة في العراق وحقيقة تحوله الى بؤرة للارهاب، تهدد المملكة بصورة كبيرة. القوات الاردنية أحبطت حتى الآن عدة محاولات للقيام بعمليات تخريبية، ولكن الشعور في الاردن هو ان الوضع قابل للتحقق. أبو مصعب الزرقاوي أردني الأصل، ولديه مصلحة واضحة في ضرب النظام الهاشمي. ومن الجنوب ايضا تأتي التهديدات حيث يوجد للعائلة المالكة السعودية والهاشمية علاقات وطيدة، وما يحدث في السعودية من عمليات قد يمتد الى الاردن. نفس الشيء يُقال عن دول الخليج الصديقة مثل عُمان والكويت حيث بدأت خلايا الارهاب في الانتشار. العلاقات مع الجارة الشمالية، سوريا، تسخن وتبرد حسب مصالح سوريا. في الاسبوع الماضي طرأ تطور هام حيث عقدت الدولتان اتفاقا حول ترسيم الحدود. في عمان يعتقدون ان السوريين انتهازيين وانهم يميلون وفق مصالحهم. الاردن يجد مصلحته في العلاقة مع الغرب، وهو يعرف ان التحالف مع اسرائيل هام له لمساعدة الفلسطينيين وتعزيز قدراته، خاصة الاقتصادية. الاسرائيليون الذين زاروا الاردن يقولون ان الاستعداد للتعاون الاقتصادي في الاردن أعلى من أي وقت مضى، ووجود السفير في تل ابيب هام في هذا الاتجاه. استمرار وتواصل تدفئة العلاقات يعتمد على تواصل الاتصالات السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. السفير بخيت يعتقد ان الجانبين يستطيعان التوصل الى اتفاق، وباعتباره متابعا عن كثب لمحادثات كامب ديفيد وطابا في 2000 و2001 يقول ان الجانبين كانا على مسافة سنتيمترات قلائل عن بعضهما البعض. "نحن مستعدون لبذل كل ما في وسعنا حتى نساعد"، قال. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 3/3/2005 سياسة تونسية ساعية للسلام بقلم: كلود سيتفون رئيس جمعية الصداقة الاسرائيلية - الفرنسية (المضمون: تونس زين العابدين هي امتداد لتونس بورقيبة الذي سبق كل قادة المنطقة بالاعتراف باسرائيل ومعاملة يهود بلاده بنزاهة ودفء - المصدر). قبل 40 سنة - في الثالث من آذار 1965 - ألقى الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة قنبلته السلمية في مخيم لاجئين قرب أريحا. "عدم الاعتراف بدولة اسرائيل هو خطأ. نحن لا نستطيع تجاهل كون اسرائيل واقعا قائما، ولا نستطيع ان نتظاهر بأنها غير موجودة. سياسة كل شيء أو لا شيء قادت الى الهزيمة. سياسة الخطوة وراء الخطوة وحدها نحو الهدف هي التي تقود الى النجاح". (هذا النهج الذي أطلق على اسمه "البورقيبية" هو الذي أدى الى خلاص تونس واستقلالها). بعد ثلاثة ايام في مؤتمر صحفي في القدس الشرقية وبعد فرض التعتيم على تصريحه في مصر ولبنان، كرر بورقيبة ما قاله، ولكن بصورة أكثر تأكيدا: "السلام الحقيقي ليس سلام المنتصرين والمهزومين. من الممكن التوصل الى تعايش مع اليهود وسيأتي يوم ونكتشف ان كل هذه المآسي ليست ذات قيمة أو معنى. هذا اليوم سيأتي إن آجلا أو عاجلا. الكراهية تقودنا الى الخلط بين العداء للصهيونية وبين اللاسامية، الامر الذي يتسبب في انتشار التعصب والتشدد لدى الناس، وهذا التعصب الذي سيصبح خطيرا في اليوم الذي سنتفاوض فيه". تصريحات بورقيبة هذه قوبلت بالترحاب في اسرائيل حيث قالت وزيرة خارجيتها، غولدا مئير في حينه: "تصريحات الرئيس التونسي نحو الحل السلمي هامة جدا". من الممكن فهم السخرية التي قوبلت بها اقواله تلك في العالم العربي: السفارتان التونسيتان في مصر ولبنان أُحرقتا، وجرت محاولات حتى لاغتيال بورقيبة نفسه. ومع ذلك اعتبرته وسائل الاعلام في العالم مرشحا لجائزة نوبل للسلام. هذه السنة كانت عام 1965، كما أسلفنا. بورقيبة الذي تعامل مع الجالية اليهودية في بلاده بصورة دائمة بدفء وعدالة تابع ما يحدث في اسرائيل وقرأ بصورة متواصلة مقالات الصحفي الاسرائيلي التونسي أوندرا سيماما في "لا موند". البارون جي دي روتشيلد من رؤساء الجالية اليهودية في فرنسا قال ان بورقيبة طلب منه ان يرتب له لقاء مع غولدا مئير رغم عدم التمكن من ذلك في نهاية المطاف. بورقيبة "أبو الأمة" التونسية مات في عام 2000. هذا الزعيم كان اصلاحيا كبيرا على شاكلة أتاتورك وقاد شعبه بخطوات سريعة نحو الحداثة والتقدم. لا شك انه كان أحد الزعماء البارزين في القرن العشرين. وها نحن بعد 40 سنة من هذا التاريخ نشهد الثبات في السياسة التونسية تجاه الشرق الاوسط: خليفة بورقيبة، الرئيس بن علي، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون الى مؤتمر دولي سيعقد في تونس في شهر تشرين الثاني 2005. زين العابدين كان هو الآخر بين الزعماء الذين ضغطوا على ياسر عرفات - الذي كان مقيما في تونس بعد طرده من لبنان - للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل. اسرائيل وتونس أقامتا علاقات دبلوماسية فيما بينهما في عام 1996. هذه العلاقات جمدت من قبل تونس في ايلول 2001 مع اندلاع الانتفاضة الثانية، إلا ان وزير الخارجية سلفان شالوم يملك اليوم علاقات قوية مع نظيره التونسي عبد الوفي هيرميس. عما قريب سيتوجه الى تونس وفد اسرائيلي تونسي الأصل ليحل ضيفا على الحكومة التونسية. هذه البعثة ستشمل تكنولوجيين وصناعيين وأكاديميين ومثقفين. أكثر من نصف الجالية اليهودية في تونس (55 ألف) جاءوا الى اسرائيل. تونس كانت الدولة الوحيدة في شمالي افريقيا التي حظيت فيها الصهيونية بتعاطف قاعدة الجالية والشريحة النخبوية منها. هجرة كل الشرائح سهلت استيعاب يهود تونس في المجتمع الاسرائيلي في حينه حيث أسسوا كيبوتسين و16 قرية تعاونية، وتوزع من تبقى منهم في المدن الكبيرة. ------------------------------------------------------ هآرتس - تقرير - 3/3/2005 آسا كيشر يريد رقابة إعلامية أوسع بقلم: عنات بالينت (المضمون: خلافات داخل اللجنة المعينة لفحص وضع الرقابة على الصحافة في اسرائيل - المصدر). البروفسورة جبريئيلا شيلو، العضو في لجنة فينوجراد لفحص صلاحيات الرقابة العسكرية، تقف ضد تصريحات عضو آخر في اللجنة، البروفسور آسا كيشر، الذي قال في النقاشات في الكنيست ان اللجنة تفكر بالتوصية بتشريع يوسع صلاحيات الرقابة. وقالت شيلو أمس ان "البروفسور كيشر على ما يبدو قال ذلك باسمه شخصيا، واستنادا الى استنتاجات بلورها مع نفسه. فأنا لا أعلم باي استنتاجات أولية بلورناها، وليس للجنة موقف يقضي بوجوب توسيع صلاحيات الرقابة. هذا بالتأكيد ممكن في أن نوصي بالغاء الرقابة تماما. أنا لا استبعد شيئا. وحاليا التقينا واستمعنا الى شهادات لسلسلة من المحافل. وترد شيلو على اقوال قالها البروفسور كيشر في لجنة الخارجية والامن، ونشرت في "هآرتس" اول امس. في اثناء جلسة اللجنة التي عقدت في منتصف كانون الثاني قال كيشر ان "الرقابة ليست عارا" واننا "نوجد، على الاقل في السنوات الاربع الاخيرة في قتال مستمر. وعندما تكون في قتال مستمر، فان الشكل الذي تتعامل فيه مع الاسرار يكون مغايرا. ففي حالة الهدوء تتعامل مع الاسرار وكأن هذا شيء استراتيجي. اما في القتال المستمر، فان المعلومات بالنسبة للنشاط الذي سيكون هذه الليلة هو أمر يمكنه أن يكلف حياة الانسان". وأمس قال كيشر انه "لا توجد لنا توصية متبلورة بعد، ولكن لا ريب أننا شخصنا مشكلة بموجبها صيغة الرقابة هي ضيقة جدا فيما أن أوامر حظر النشر الصادرة هي واسعة جدا. مشروع القانون هو احد السبل لحل مثل هذه المشكلة". وكانت لجنة فينوجراد قد عينت في تشرين الثاني الماضي من الرقيبة الرئيسة، العقيدة ميري ريجف، بعد وقت غير بعيد من تسلمها مهام منصبها. واللجنة برئاسة القاضي المتقاعد الياهو فينوجراد والتي عينت كجزء من سياسة ريجف لتعزيز مكانة الهيئة التي كلفت بها، طُلب اليها ان تعيد فحص دور الرقابة العسكرية ومكانتها. ومنذ تسلم ريجف لمنصبها بدأت بسياسة نشطة لفرض دقيق لاتفاق الرقابة بين وسائل الاعلام والدولة، تلك السياسة التي وجدت تعبيرها اساسا في كثرة ارسال رسائل التحذير الى الصحف لعدم رفعها مواد لفحص الرقابة وتهديدات بشأن تقديم دعاوى ضد وسائل الاعلام في اللجنة الخاصة التي تعنى بمخالفات الرقابة. دعوة واحدة رفعت حتى الان ضد شركة الاخبار للقناة الثانية، وانتهت باعتذار الشركة، ودعوى اخرى موجودة الان ضد هآرتس وكلتاهما حول صفقة بيع الطائرات الصغيرة بدون طيار بين الصين واسرائيل. وكانت ريجف هي التي قررت تشكيل اللجنة التي عينتها: القاضي المتقاعد فينوجراد، الفيلسوف كيشر والقضائية جبريئيلا شيلو. وكان فينوجراد في الماضي رئيس المحكمة المركزية في تل ابيب وأصدر عدة قرارات جعلته متماثلا مع نهج "الرقابة" الذي وضع حرية التعبير في مكان منخفض - مثلا، القرار بالزام الصحافي آرييه افنيري بان يري النائب ابراهام شبيرا الكتاب الذي كتبه عنه قبل نشره، وهو قرار نقضته المحكمة العليا. أما آسا كيشر فمتماثل مع جهاز الامن، بعد ان كان شريكا في كتابة الرمز الاخلاقي للجيش الاسرائيلي واعرب غير مرة عن مواقف "امنية" بهذه الروح التي اطلقها في النقاش في الكنيست. اما شيلو، كما يبدو، فتأتي بالذات من موقف معاكس. فقد ترأست في الماضي لجنة عينها الوزير السابق متان فيلنائي لفحص الرقابة على الافلام والمسرحيات. واوصت اللجنة في نهاية المطاف بالغاء هذه الرقابة على نحو شبه تام، با ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 03-06-2005 الأحد 6/اذار/2005 العدد 8734 المصدر السياسي قسم العناوين الأحد 6/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت احرونوت: - بشار الاسد يستخف. - الشرطة ستكشف النقاب هذا الصباح عن قضية جنائية دولية. - "انسحاب على فترات". - بوش يطلب: اخرجوا من لبنان حتى ايار. - ما زال لبنان يؤمن. - الوضع خطر على اسرائيل. - ستة جرحى في مظاهرة ضد دعوة شارون. - ارهاب في الشارع. -القاضي الذي قتل ابنه: "العقوبة خفيفة جدا". - معركة ثنائية في حديقة اللهو. معاريف: - نهاية اسبوع دموية في الشوارع: سبعة قتلى في حوادث طرق. - "انسحاب تام - أم أن هذه نهاية الاسد". - يخلي اخلاء جزئيا. - هذه هي فرصة الاسد الاخيرة. - ابن حافظ. - "كل ما حدث، حدث من أجلي". - ارهاب في الشوارع. - اصدقاء مرة اخرى. - "الموساد خطط للقضاء على فلسطينيين في ايرلندا". هآرتس: - لم يلتزم الاسد الانسحاب من لبنان؛ ستزن الولايات المتحدة فرض عقوبات. - استطلاع: يهود الولايات المتحدة يبتعدون عن اسرائيل. - اسرائيل: على حرس الثورة الايراني ان ينسحب ايضا. - سيحاول شارون حشد اصوات للميزانية من اعضاء كنيست افراد ايضا؛ مقربوه: انه لا يعد المتمردين. - اسرائيل مكنت السلطة من ان تنقل من طولكرم الى اريحا خمسة ناشطين من الجهاد. - اكثر الاحزاب في الكنيست ما زالت تعارض الا ستفتاء. * * * المصدر السياسي قسم الأخبــــار الأحد 6/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 الخبر الرئيس - سوريا - يديعوت - سمدار بيري: "انسحاب متلاحق"../ كل الانظار توجهت بالامس نحو دمشق. عشرين يوما بعد مقتل رفيق الحريري الذي اشعل "انتفاضة الاستقلال" في بيروت توقع العالم من الرئيس السوري الاستجابة للمطلب الدولي - والاعلان بشجاعة عن الانسحاب الفوري من لبنان. ولكن بشار الاسد لم يعطِ المنتظرين ما يطلبونه. في اللحظة التي صعّد فيها بشار الاسد لالقاء خطابه امام مجلس الشعب السوري وصل التوتر في بيروت الى ذروته. عشرين الف متظاهر لبناني اجتمعوا في ساحة الشهداء حتى يشاهدوا الخطاب. قوات الجيش اللبناني أحاطت بمقر الاستخبارات السورية غربي بيروت خشية انقاض الحشود الغاضبة عليه. في البداية، بدا وكأن الاسد مستعد حقا للانسحاب الفوري. "ان لم يكونوا يريدوننا" قال "فلن نبقى في لبنان حتى يوما واحدا زيادة. وجودنا في لبنان هو عبء على كاهلنا وقواتنا تمر بتجربة صعبة والاعباء المالية فادحة". الاسد اعترف بانهم ارتكبوا اخطاء غير قليلة في لبنان: "كان هناك اشخاص استغلوا وجودهم في لبنان للاستثراء، وحتى يضغطوا على اللبنانيين بصورة غير لائقة. قمنا بالضغط زيادة عن اللزوم واحيانا من خلال استخدام العنف أيضا". ولكن بعد هذه التصريحات الدراماتيكية وجد الاسد صيغة للف خطواته التي سيسير عليها بالضباب. هو وعد بانسحاب شامل لقواته على مرحتلين: في المرحلة الاولى سينسحب 14 الف جندي سوري الى البقاع اللبناني في شرقي المدينة. في المرحلة الثانية سينسحب هؤلاء الذين يشكلون قوام القوات السورية في لبنان نحو الحدود السورية اللبنانية الا انهم سيبقون ايضا على الاراضي اللبنانية. الاسد وعد بالالتقاء مع الرئيس اللبناني حتى ينسق معه العملية الا أنه لم يحدد جدولا عمليا لعملية الانسحاب. وسرعان ما تبين اتجاه تصريحاته هذه. "لقد بدأنا بالانسحاب قبل خمس سنوات"، ادعى الاسد. "في عام 2000 قمنا بنشر قوات في لبنان وفي 2001 و 2002 وهكذا مرة في السنة وكان المجموع خمس مرات". بكلمات اخرى: الاسد تحدث عن اخراج القوات السورية فعلا الا انه رمى في آخر المطاف الى القول بأن العملية هي اعادة انتشار جديدة على الاراضي اللبنانية. الاسد قال مدافعا عن نفسه أن "ليس الجميع في لبنان يريدون خروجنا. لدينا معسكر كبير من المؤيدين هناك وكلنا يعرف بالضبط من الذي يقود الحملة ضدنا: اولئك الذين ينبطحون للدول الاجنبية التي تدس اصابعها في لبنان الان". بدلا من وعد اللبنانيين بالحرية فضل الاسد التهجم على اسرائيل. وألمح في سياق ذلك بأن اسرائيل ليست مسؤولة فقط عن قتل الحريري وانما أيضا عن "قتل عرفات"، حسب قوله. "اسرائيل تقوم بتشويه صورة سوريا وتجند الادارة الامريكية التي تظهر سوريا في صورة الرافض للسلام" قال. "نحن نريد السلام ولكن هذه العملية محكومة بالجمود العميق بسبب الاسرائيليين. اوضحنا بأننا نسير نحو السلام وقلنا انه لا يمكن تجاهل الاتفاقيات التي تم التوصل اليها. الاسرائيليون أصروا بانهم يريدون ان نبدأ من نقطة الصفر. كل حكومة شُكلت عندهم تقوم بمحو ذاكرة الحكومات السابقة. أنا أقول: أنا أريد استئناف المباحثات من النقطة التي توقفت عندها لانه خسارة على الوقت والوسائل المهدورة. والاسرائيليون ينصرفون لشأنهم ومتمسكون بالعودة الى نقطة الصفر وكأن شيئا لم يحدث". الاسد دعا اللبنانيين بان لا يوقعوا على اتفاق سلمي مع اسرائيل. "كان لنا 17 ايار (في عام 1983 حيث وقع اتفاق الصلح بين اسرائيل ولبنان) وأنا أشعر أن 17 ايار يوشك ان يتكرر مرة اخرى. أنا ادعو اللبنانيين الى الحذر، احرسوا على احباط الاتفاق الوشيك". حزب الله حصل من الاسد في الواقع على اذن بمواصلة التحرك والعمل. "يتوجب مواصلة الحفاظ على المقاومة" أوضح. اليوم ينوي الامين العام لحزب الله حسن نصرالله عقد اجتماع حاشد في بيروت كمؤشر لدعمه لسوريا. في لبنان يخشون من تصادم نشطاء حزب الله مع المتظاهرين المؤيدين للانسحاب. * صحيفة ساندي تلغراف أفادت هذا الصباح بان سوريا قد أبعدت قادة حماس والجهاد الاسلامي خالد مشعل ورمضان شلح من اراضيها. سفير م.ت.ف في دمشق أعلم الصحيفة البريطانية أن مشعل قد ابعد الى قطر وان شلح قد حصل على لجوء في لبنان. "الحكومة السورية أغلقت مكاتبهم وقطعت خطوط الهاتف عنهم" ادعى السفير. مع ذلك ذكرت مصادر اردنية ان مشعل كان قد أُبعد من سوريا في السابق في كل مرة كان الاسد يشعر فيها بانه مضغوط فيقوم بارسال مشعل الى قطر الى ان تمر موجة الغضب. (يديعوت) الوضع خطير لاسرائيل../ الوضع الناشىء في لبنان خلال الثلاثة اسابيع الاخيرة منذ اغتيال الحريري يضع تحديات صعبة امام اسرائيل. كما أن تصريحات الاسد بالامس حول عزمه سحب قواته بصورة تدريجية من لبنان لا يحسن من الوضع. منذ مقتل الحريري واستقالة الحكومة يسود في لبنان فراغ أمني وسلطوي آخذ في الاحتداد مع مرور الايام. منذ اسبوع تقريبا لا توجد في لبنان حكومة فاعلة والمعارضة تقوم بمنع تشكيل حكومة جديدة خشية أن تكون دمية لدمشق. الرابح الاساسي من الوضع الناشيء هو حزب الله. منذ تصفية الحريري التزم زعيم الحزب حسن نصرالله الصمت، ولكن بهدوء كبير قام بنشر عناصره في أرجاء الدولة. في غياب الجيش اللبناني القوي حصل نصرالله بالامس من الاسد على ضوء اخضر صريح بعدم نزع سلاحه، وفي نفس الوقت على تصريح بالحفاظ على اللبنانيين وحمايتهم واستغلال كل فرصة لتنفيذ عمليات ارهابية في اسرائيل. الانتشار المكثف لعناصر حزب الله في لبنان يجب أن يضاف الى الالف "مرشد الاطلاق" الايرانيين الذين يستغلون الان الفراغ السلطوي في لبنان بصورة سرية حتى يعد الارض لاحتلال مواقع استراتيجية للجنود السوريين على امتداد الحدود مع اسرائيل. حتى ان كان الاسد عازما فعلا على اعادة نشر جنوده الـ 14 الف في لبنان فهو لا ينوي باي شكل من الاشكال انهاء سيطرته هناك. خلال الاربعة اشهر الاخيرة ازداد عدد عملاء الاستخبارات السورية في بيروت من مئات قليلة الى الآلاف. الان ينضم اليهم مقاتلو حزب الله ايضا وافراد الحرس الثوري الايراني واجهزة الاستخبارات اللبنانية التي تتلقى منذ مدة من الزمن تعليماتها من دمشق. كل هؤلاء قد يعقدون وضع اسرائيل ويورطونها في وضع معقد وخطير جدا. معاريف - من اليئيل شاحر وآخرين: الولايات المتحدة تحذر "الفرصة الاخيرة أمام الاسد"../ "تصريح الاسد ليس كافيا. كما قال الرئيس الاسد في يوم الجمعة، عندما تقول الولايات المتحدة وفرنسا أن على سوريا الخروج فهي تقصد الانسحاب التام". هكذا علقت بالامس اطراف في وزارة الخارجية الامريكية على خطاب الرئيس السوري. مصادر أمريكية بارزة ذكرت في الايام الاخيرة بان هذه "الفرصة الاخيرة امام الاسد وان لم يقم بتنفيذ قرار مجلس الامن بكامله فهذه نهاية نظامه". الامريكيون لم يفصلوا ما يقصدونه الا ان الاطراف المتحادثة معهم فهمت أنهم يرمون الى عزل الاسد في الساحة الدولة وممارسة الضغوط الشديدة التي لا يمكنه أن يتحملها عليه. اطراف ديبلوماسية ذكرت ان الانسحاب السوري من لبنان هو في نظر بوش عنصر لا يمكن التوصل الى اية تسوية فيه. "هذا احد الرموز الهامة في خطته لتحويل الشرق الاوسط الى منطقة ديمقراطية" قال مصدر ديبلوماسي رفيع. الرئيس الفرنسي جاك شيراك دعا في آخر الاسبوع سوريا الى استكمال قرار الامم المتحدة واخراج كل قواتها من لبنان. "أنا أدعو الى التطبيق الشامل والتام والفوري لقرار الامم المتحدة 1559 الذي يدعو الجنود السوريين الى الانسحاب من لبنان" قال الرئيس في اللقاء الذي عقده في قصر الاليزيه مع وزير خارجية قطر. في بريطانيا أيضا ترددت أصوات مشابهة. وزير الخارجية جاك سترو قال بأن "سوريا لا تملك خيارا الا الانسحاب من لبنان. عليها أن تفعل ذلك وهذه مسألة واضحة. كل واحدة من جاراتها تقول أن على سوريا الانسحاب. على سوريا أن تنسحب بصورة سريعة ولكن تدريجية حتى يتمكن لبنان من العودة الى حضن الاسرة الدولية. إن لم تنسحب سوريا من لبنان فسيتعامل معها العالم على انها منبوذة. الاردن/سوريا - معاريف من جاكي خوجي واليئيل شاحر: أصدقاء مرة اخرى../ زيارة وزير الخارجية الاردني الاولى لاسرائيل منذ أربع سنوات../ رغم الاجواء الطيبة التي سادت بالامس مع وصول وزير الخارجية الاردني هاني الملقي لزيارة للبلاد قد يسمع خلالها أيضا عدة امور لن تروق لمسامعه بالضرورة: اسرائيل تنوي الرد بالرفض على مطلب الاردن باطلاق سراح السجناء الامنيين الاربعة الذي يقضون احكاما مؤبدة بالسجن بسبب القتل كما افادت مصادر سياسية عليا في القدس لصحيفة "معاريف". المصادر السياسية اضافت من الناحية الاخرى بان اسرائيل ستوافق على اطلاق سراح سجناء اردنيين آخرين موجودين بحوزتها. على حد قولهم، الاردنيون تحديدا يتفهمون المهم الاسرائيلي المتشدد في كل ما يتعلق باطلاق سراح السجناء الاربعة رغم أن هذه القضية هي القضية الاصعب التي تلقي بظلالها اليوم على العلاقات بين الدولتين. حسب مصادر عليمة قد تقوم اسرائيل باطلاق سراح عشرين سجينا اردنيا آخر بما فيهم اشخاص من "الملطخة اياديهم بالدماء" شريطة أن يقضوا بقية المدة في السجن الاردني. ولكن مصادر اردنية افادت بالامس بان هذا الاقتراح لم يطرح عليهم بعد. الضيف الاردني الكبير سيطرح هذه المسألة اليوم كما هو متوقع خلال لقائه مع رئيس الحكومة اريئيل شارون في القدس. بالامس قال الملقي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع سيلفان شالوم بُعيد وصوله للبلاد بانها قضية ذات "اهمية عليا" بالنسبة للاردنيين: "نحن نريد أن نراهم طلقاء في الشهر القادم. هذه قضية ضاغطة علينا وعلى الاسرائيليين ان يساعدونا في ازالة هذه الضغوط". قضية السجناء أخرّت زيارة وزير الخارجية سيلفان شالوم لعمان لمدة عام. بالامس زف الوزيران النبأ بأن شالوم قد تلقى دعوة رسمية للزيارة وانها ستنفذ في أوائل شهر اذار. ردا على سؤال "معاريف" إن كانت زيارة شالوم مشروطة باطلاق سراح السجناء تهرب الملقي وقال: "الزيارات ترتبط بالعلاقات الجيدة". وحول امكانية زيارة الملك عبدالله الى اسرائيل رد الملقي: "في أية لحظة يمكن للملك أن يقوم فيها بشيء ما إنساني فانه لن يتردد في الوصول حتى ان كان الى أقاصي العالم". شالوم: "عدم اختصار المراحل" زيارة وزير الخارجية الاردني تعتبر مؤشرا لذروة الدفء في العلاقات بين اسرائيل والاردن منذ قمة شرم الشيخ. قبل اسبوعين عاد السفير الاردني معروف البخيت الى اسرائيل بعد أربع سنوات من الغياب. الدفء المنبعث في العلاقات ملموس ايضا في تصريحات وزير الخارجية الاردني خلال المؤتمر الصحفي بالامس حيث نعت اعداء السلام من الجانبين بـ "المتاجرين بالعملية" ولم يتردد أيضا بنعت قتل المدنيين بـ "العمليات الارهابية والانتحار". هذا خلافا لموقف بعض القادة العرب الاخرين الذين ما زالوا يفضلون تسوية العمليات بإسم "العمليات الاستشهادية": "اهدرنا 57 عاما، وعلينا أن نتقاعد مع السلام والامل. يكفي ما نشاهده عبر التلفاز من صور للاطفال القتلى. نحن نريد ان نراهم مبتسمين وهم يتوجهون للمدارس"، قال الوزير الاردني. وبالنسبة للتصريحات السورية بصدد سحب القوات السورية من لبنان صرح الملقي بانه إن رغبت دمشق بالحصول على مساعدة في عملية الانسحاب فستحصل عليها من الاردن. كما عبر عن دعمه الحماسي للعملية: "الملك عبدالله الثاني أكد أهمية تطبيق هذا القرار. ليست هناك امام سوريا امكانية للتفاوض على ذلك ، ذلك لانه هناك قرارا من مجلس الامن. تطبيق القرار 1559 يجب أن يحول لبنان الى دولة أقوى". وزير الخارجية شالوم حذر من جانبه من المطلب الفلسطيني باختصار مراحل خريطة الطريق: "الرغبة الفلسطينية بالقفز فورا نحو التسوية الدائمة قد يتسبب في انهيار العملية كلها. بعد أربع سنوات زرعت فيها الآف الضحايا واليتامى والعائلات الثكلى، هناك حاجة لمدة كبيرة لاعادة بناء الثقة غير القائمة تقريبا. الموساد - معاريف - من شلومو شتاين: "خطط الموساد لاغتيال فلسطينيين في ايرلندا"../ أهو تورط جديد للموساد في الخارج ام خيال أهوج: تزعم الصحيفة الايرلندية "ايفننج هيرالد" ان خلية اغتيال تابعة للموساد الاسرائيلي اوقفت زمن خططت لاغتيال نشيطين من منظمة كتائب شهداء الاقصى ممن طردوا الى ايرلندا بعد حصار كنيسة المهد في بيت لحم قبل ثلاث سنوات. في اسرائيل ينكرون بشدة. تقتبس الصحيفة جهات في حكومة ايرلندا تزعم أن الحديث عن عميلي موساد وصلا الى ايرلندا في نهاية شهر كانون الثاني الاخير وعملا منذ ذلك الحين في مراقبة النشيطين: جهاد جعارة ابن 33، ورامي عيد كمال، في منتصف سنوات العشرين من عمره. كانت الخطة، بحسب زعم الصحيفة، القضاء عليهما على نحو يبدو وكأنما قتلا في حادث ولكن الشرطة الايرلندية، "جاردي"، اكتشفت الموضوع وهرب الاثنان من ايرلندا قبل ان يوقفا. جعارة وكمال هما اثنان من الفلسطينيين الـ 13 الذين طردوا الى اوروبا في نهاية الحصار الذي دام 38 يوما في كنيسة المهد. اُطلقت النار على رجل جعارة على يدي قناص اسرائيلي زمن الحصار. وفقد كمال يده زمن حاول استعمال آلة اطلاق قنابل. حظر على الاثنين أن يعملا في ايرلندا، ويحصلان على مخصص 118 يورو للاسبوع وهاتف محمول ودروس مجانية بالانجليزية. تجري الشرطة الايرلندية تعقبات عارضة لكليهما وتصغي الى المحادثات التي يجريانها بالهاتف. عندما وصلا الى ايرلندا، وضع عليهما أمن شرطي، ولكن بعد مضي عدد من الاشهر ازيل. أبلغت وزارة الخارجية الاسرائيلية في رد على ذلك أمس: "لم يكن ذلك قط". لم يعرفوا ايضا في السفارتين الفلسطينية والاسرائيلية في دبلن عن الحادث. فك الارتباط - يديعوت - من ايتمار آيخنر: الفلسطينيون: لا تهدموا البيوت../ احدى القضايا الحساسة جدا في خطة الانفصال هي ماذا يفعل ببيوت المستوطنين في اليوم الذي يتلو - وهنا، يوجد انطباع، انه لا يوجد شيء قد حسم حتى يحسم حقا. يتضح، ان الفلسطينيين في الايام الاخيرة قد غيروا موقفهم وانهم يطلبون الان ابقاء بيوت المجلين على حالها - هكذا يظهر من محادثات اجراها أخيرا الوزير شمعون بيرس مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، وفيهم وزير الشؤون المدنية، محمد دحلان. سبب التغيير: يقدر الفلسطينيون أنهم لن يستطيعوا ازالة الانقاض، وانه يستحسن من جانبهم تطوير المنطقة حول البيوت لا مكانها. علم ان ابا مازن اقام هيئات متخصصة تصوغ موقف السلطة بالنسبة للبيوت. الى الان طلب الفلسطينيون الى اسرائيل ان تهدم البيوت بنفسها، وذلك لسببين: تخوف ان تقع في أيدي جهات متطرفة مثل حماس وعائلات جريمة كبيرة في غزة؛ وتفضيل ان تبنى في مكان المستوطنات مبان كثيرة الطوابق يسكنها اللاجئون. هذا الموقف طابق موقف حكومة اسرائيل بهدم البيوت، ولكن ابقاء البنى التحتية والمباني العامة. غير أن الموقف الاسرائيلي أيضا قد حودث اخيرا، بعقب فحص مجدد للموضوع من قبل جهاز الأمن. وقد اوصى الوزير بيرس ايضا رئيس الحكومة اريئيل شارون الا يخرب البيوت، التي ستمس صور هدمها مسا شديدا بمكانة اسرائيل في العالم وستتسبب الانقاض نفسها باضرار لا يمكن تلافيها للمحيط البيئي واشياء اخرى. بدلا من المستوطنة - مستشفى في هذا المقام، عاد بيرس في الايام الاخيرة واقترح على الفلسطينيين ان يقام في احدى المستوطنات في غزة مركز طبي ضخم، يكون بديلا من المشافي القديمة في القطاع. الاقتراحات الاخرى التي اقترحها بيرس وحظيت بردود ايجابية من السلطة: اقامة مراكز سياحية وفنادق في اراضي المستوطنات، وإعارة رصيف في ميناء اسدود للسلطة الفلسطينية. في احاديث مغلقة يقول بيرس، ان المبادرات ستحسن الوضع الاقتصادي في غزة وبذلك تمنع تقوي حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في تموز القريب. إحسانات مُجلي يميت قبل بضعة أيام جال وفد من ادارة الانفصال ووزارة المالية في مستوطنات غلاف غزة للفحص عما اذا كانت معدة لاستيعاب الاف المستوطنين الذين سيجلون عن قطاع غزة. التقى الوفد، الذي رأسه المدير العام لمكتب رئيس الحكومة، ايلان كوهين، مُجلي سيناء أيضا الذين اعطوا عددا من الاحسانات للحكومة استعدادا لانفاذ الانفصال. "يجب عليكم أن توحوا للمستوطنين أنكم معهم تماما وانكم لم تأتوا ضدا لهم"، هكذا اشار سكان نتيف هعسارا و عين هبسور على الوفد. "ستكون صدمتهم أكبر من صدمتنا باضعاف مضاعفة لانهم عاشوا هناك سنوات اكثر. لا تذلوهم في المستوى الشخصي. لا تتكلموا مع جماعات، بل مع افراد"، قالوا. اشار مُجلو سيناء الى انهم سيفرحون بان يسهموا من تجربتهم لمساعدة المستوطنين واتفق ان تطلب ادارة الانفصال ايضا مشورتهم. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم الأفتتاحيات الأحد 6/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 هآرتس - افتتاحية - 6/3/2005 مع تفويض نحو الحسم بقلم: أسرة التحرير اريئيل شارون قال في خطابه في مركز الليكود يوم الخميس: "اتخذنا قرارات صعبة خلافا لرأيكم، وهذه القرارات ستنفذ كما تقررت… اذا لم تنجح الميزانية في الكنيست فان الحكومة ستسقط وسنضطر الى التوجه الى الانتخابات خلال أقصر مدة ممكنة". هذه التصريحات - التي قيلت أمام حشد معادٍ ومحرَض ينادي بـ "شارون ارحل" ويمكن لها ان تفسر على انها استعراض للقوة من قائد الحزب (وخصوصا بعد ان قال سكرتير مركز الحزب، تساحي هنغبي، بأنه سيقوم بتفريق الحضور اذا لم يصمتوا) - هي ايضا تجسيد للديمقراطية الفاعلة. ليس هناك وجه للحقيقة في الادعاءات الموجهة ضد رئيس الحكومة وكأنه يستخف بالمجريات والتقاليد الديمقراطية وهو يتوجه لتنفيذ مهمة فك الارتباط. مركز الليكود الذي انعقد بتركيبة مقلصة لم يتخذ أي قرار ضد تنفيذ فك الارتباط، ولم يجرد رئيس الحكومة من صلاحيته بتطبيق سياسته التي قرر بشأنها الكنيست والحكومة. كما لم يتبين حتى في الأطر والهيئات التي اجتمعت يوم الخميس ان الليكود يعارض خطة شارون السياسية وانه لا يملك تفويضا لتنفيذها، ذلك لانه لم يتخذ أي قرار من هذا القبيل في مركز الليكود، وانما تمت صياغة نوعا من التوصية باجراء استفتاء شعبي. في غضون ذلك اتخذت كل القرارات بشأن الانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات من خلال اجراءات ديمقراطية منظمة ومرتبة كما يتطلب من الديمقراطية التمثيلية، التي لا تقوم الاستفتاءات ومراكز الاحزاب بترجيح الكفة فيها وانما التصويت الذي يشارك فيه اغلبية ممثلي الشعب في الكنيست والحكومة. مركز الليكود كان قادرا على تبديل رئيسه في أية لحظة، ولكنه لم يفعل ذلك. الى جانب ذلك واصلت مؤسسات الليكود أداء عملها والاجتماع والاحتجاج والتوصية، ولم يتم إسكات المعارضة لفك الارتباط ولم يتم تنفيذ اعتقالات ادارية. حرية التظاهر ضد السياسة محفوظة في الكنيست وفي الشوارع وفي وسائل الاعلام، بما في ذلك اطلاق أصوات تحريضية ومشوهة ضد رئيس الحكومة ومن دون معالجتها بيد قانونية شديدة جدا. المعارضة لفك الارتباط تستخدم كل وسيلة ديمقراطية تقع في طريقها حتى تقوم بإلغاء الانسحاب من غزة واخلاء المستوطنات، وهذا ما كان متوقعا ان يحدث. اذا لم يستسلم اريئيل شارون لمطالب المعارضين هذا لا يعني ان خطته مرفوضة أو انها مفروضة على الجمهور بوسائل ديكتاتورية، كما يقول الساخرون الهزليون. الوسيلة السياسية المركزية التي ما زالت قائمة بيد المعارضين لفك الارتباط هي التصويت على الميزانية. اذا لم تتوفر اغلبية في الكنيست في السابع عشر من آذار لهذه الميزانية فان الدولة ستتوجه لانتخابات عامة خلال 90 يوما. وحينئذ ايضا سيكون ذلك اجراء ديمقراطيا سليما ينصاع فيه الجميع لقواعد اللعبة ولا يخرجون عن حدود المسموح: ليس حربا أهلية وانما صراعا سياسيا بين رؤيتين مختلفتين. كل ذلك يسير على ما يرام ولكنه نظري. ذلك لان مثل هذه الهزيمة ستقود الى وضع غير منطقي تؤدي فيه الاجراءات الديمقراطية التي تتفاخر بها الدولة الى تكريس مواصلة الاحتلال لقطاع غزة، ومن هنا ايضا الى وضع صارخ تغيب فيه الديمقراطية. بهذه الطريقة يتوجب ان تنظر الاحزاب الى يوم التصويت على الميزانية الذي أضفي عليه مغزى سياسي تاريخي بسبب الظروف والملابسات. ------------------------------------------------------ المصدر السياسي قسم التقارير والمقالات الأحد 6/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 6/3/2005 ليرحل الاحتلال بقلم: ياعيل غبيرتس الطريقة التي تبدأ سوريا فيها بسحب قواتها من لبنان تؤكد مبدأين شموليين. الاول، انه لا يوجد ثابت أكثر من المؤقت (دخول السوريين الى لبنان كان من المفترض منذ البداية ان يستمر لعامين فقط). أما المبدأ الثاني، فهو ان مصير الاحتلال كان وسيبقى دائما بأن يُكنس. التغيرات التي تحدث الآن في لبنان والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وفرنسا على سوريا تنطوي على قوة احتياطية ايجابية بالنسبة لاسرائيل - شريطة ان تتمسك بسياستها الجديدة بالمبادرة الى فك الارتباط. الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا قد يساعد في تسريع الانسحاب السوري من لبنان وزيادة الضغوط الداخلية اللبنانية لنزع سلاح حزب الله ونقل السيطرة الأمنية الكاملة على جنوب لبنان للجيش اللبناني. الانسحاب من مزارع شبعا الى جانب الانسحاب الاسرائيلي من غزة سيعزز مكانة اسرائيل باعتبارها دولة عازمة اليوم على تقليص بؤر الاحتكاك ودفع الحلول السياسية الى الأمام. جهاز القضاء عاجز ليس فقط ان قرار محكمة العدل العليا الذي أكد على إدانة المتهمين بقتل الطفل داني كاتس لا يغلق الباب على علامات الاستفهام القائمة في هذه القضية - وانما هو يضيف لها إلتواء قانونيا مثيرا للاستغراب بحد ذاته. بعد ان وصلت القضية الى مداولات دورية مكررة بسبب ادعاءات بأن الاعترافات قد انتزعت من المتهمين بوسائل غير قانونية وبعد ان لم تنجح المحكمة في تحديد الدافع للقتل، نجحت المحكمة العليا فجأة في ايجاد ذلك الدافع بل وحددت طابعه ومزاياه بتأخير مدته 22 عاما. خلافا لموقف "الشباك" وخلافا لرأي المحكمة اللوائية، قرر القضاة ان الدافع للقتل كان قوميا. يضاف الى ذلك الاستنتاج الجديد الذي رسخه القضاة على اقوال المتهمين التي أدلوا بها في تحقيق الشرطة - إلا انهم ذكروا في ذات الوقت انه لا يمكن استبعاد امكانية استخدام وسائل تحقيق غير مقبولة وغير قانونية في عملية التحقيق تلك. وهكذا، تبين ان قرار المحكمة الذي يهدف الى إسدال الستار على هذه القضية لم يوفر هو الآخر ردا مطمئنا ومرضيا ومهدئا للشكوك المعقولة، لا بل انه كان قرارا مثيرا للشكوك بذاته. هذه الاستنتاجات غير المؤكدة التي تدلل على مصاعب الجهاز القضائي وعدم قدرته على فحص ذاته بصورة معمقة تؤكد مبدأين معروفين ومثيرين للاشكال. المبدأ الاول انه كان من الواجب الاستفادة منذ قضية ليبون، والاستنتاج بأن القضايا لا تُدفن طالما بقي هناك إصبع مزعج في الخارج. المبدأ الثاني، الذي حصلنا على تذكير به مؤخرا، عندما يُدان شخص فقط على أساس الاعتراف الذي انتزع منه بوسائل غير قانونية إلا انه ينجو بأعجوبة من تهمة القتل التي لم ينفذها - يتعلق بتواصل الوضع القائم في اسرائيل والذي لا يضمن عدم استخدام وسائل غير قانونية في التحقيق. في وزارة العدل يدركون جيدا هذه الحقيقة وأن هناك وضعا لا يطاق فيما يتعلق بالتحقيق والتشريع المعدل، إلا انهم يدعون ان هذا الامر لا يحدث بسبب معارضة "الشباك". سخرية القدر هي انه في كل قضايا القتل التي أثيرت الشكوك حولها - داني كاتس، دفنا كرمون، حنيت كيكوس، اوليغ شايحط وغيرهم - كان "الشباك" هو الذي قرر ان المشبوهين ليسوا المنفذين، والادعاءات باستخدام وسائل تحقيق غير قانونية لم تطرح ضده وانما فقط ضد الشرطة. المأساة المزدوجة هي ان المزج بين عجز الجهاز القضائي على مراقبة ذاته وبين الانقسام الذي يحول دون سن قوانين اصلاحية يكرس وضعا يكون فيه شك معقول بأن المشبوهين المفتقدين للقدرة والوسائل الذين يأتون من هامش المجتمع، يسقطون ضحية لتحقيق غير قانوني ومرفوض. وان القتلة يسيرون طلقاء في الشوارع بينما يُرسل الأبرياء الى أحكام مؤبدة في السجن. هذا التهديد سيبقى مخيما فوق رؤوسنا ولن تتم إزالته إلا من خلال سن قانون يمنع هذه الشكوك ويقطع الشك باليقين. الليكود لا يستطيع بعد شارون جاء دور الليكود ليكتشف محدودية قوته هو الآخر. هكذا يحدث عندما يتلوى الذيل ويضرب مؤخرة الكلب. مركز الليكود يستطيع ان يُصفر لشارون "أن ارحل" وما زال 77 في المائة من ناخبيه يرون بشارون رغم ذلك زعيما لا يتزعزع. بامكانهم ان يُحقروه وان يطالبوا باستفتاء شعبي، إلا ان لكل أحدب عورته. المشكلة ليست مع عدم احترام الليكود لشارون، وانما مع فقدان احترام الجمهور لليكود. من ظهروا باعتبارهم "حزب الشعب" قاموا بخصخصة هذا "الشعب" الى "اعضاء مركز". أبطال مركز عوزي كوهين - مرورا بلنداو وفايغلين - ربما يكونون أبطالا ممتازين لـ "البلاد الرائعة" ولكنهم لا يستجلبون انتباه مواطني البلاد الاخرى التي تعاني من وطأة الفساد والارهاب والبطالة. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 6/3/2005 كفى للاحتلال في لبنان فقط بقلم: تسفي برئيل مراسل الصحيفة للشؤن العربية (المضمون: اسرائيل وامريكا تتحدثان فقط عن الاحتلال السوري وانتصار الديمقراطية الغربية وتتناسيان أنفسهما، وان حزب الله هو حجر الرحى الآن في لبنان - المصدر). الفرحة الغامرة التي ألمت بأنصار الديمقراطية في اسرائيل كانت مفهومة. هم مسرورون لان ما يسمى عادة بـ "الشارع العربي" والرأي العام فيه ينتفض بعنفوان ويقوم بحل حكومة معينة ويطلب الانعتاق من نير الاحتلال حتى يقيم لنفسه دولة مستقلة. ليس المقصود هنا طبعا السلطة الفلسطينية التي أجرت انتخابات ديمقراطية وتسعى للانعتاق من أغلال الاحتلال الاسرائيلي، ذلك لان عليها ان تبذل جهودا طويلة ومضنية الى ان تعترف الديمقراطية الاسرائيلية بالديمقراطية والاستقلال الفلسطينيين. ولن يكون بامكاننا على ما يبدو ان نطلق عليها اسم الديمقراطية التي ينادي بها نتان شيرانسكي. المسألة تتعلق بلبنان في هذه المرة، حيث انفعلت اسرائيل وتأثرت جدا وهي تشاهد قيام الجماهير هناك بطرد حكومة الدمى السورية الى ان سارع اوري لوبراني للقول للصحافة بأن "شخصيات لبنانية" قد توجهت الى اسرائيل طالبة مساعدتها في هذه العملية. ذلك لان على لبنان ان يذكر لمن يدين بالديمقراطية اذا حصل عليها. يبدو ان حنينهم لفترة الكتائب أصعب من ان يتحملوه. فقط من اجل تهدئة المحتفلين بـ "اللحظات التاريخية" في الشرق الاوسط نقول ان لبنان هو الدولة الأكثر حرية في المنطقة ولدى برلمانه قوة حقيقية، بينما قامت وسائل الاعلام فيه بوضع حدود لحرية الرأي والتعبير من قبل ان تفعل قناة "الجزيرة" ذلك. السخرية الهزلية من الانظمة موجودة هناك منذ مدة طويلة، والمواطنون في لبنان يرون أنفسهم اشخاصا غربيين أكثر من كونهم عربا بدرجة تفوق الأتراك. ولكن ليس هذا هو جوهر الحكاية. ثلاث دول احتلالية بقيت في الشرق الاوسط: سوريا واسرائيل والولايات المتحدة. الدولتان الاحتلاليتان الغربيتان تطالبان الآن الدولة الاحتلالية العربية الثالثة بأن تتوقف عن احتلالها. وعلى شرفها قاموا بسن قانون المسؤولية السورية الذي هو قانون لفرض العقوبات، ومن ثم صاغوا القرار 1559. مكانة هذا القرار لا تختلف عن مكانة القرارات 242 و338 التي تطالب اسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها. اسرائيل طرحت موقفا قانونيا في مواجهة هذه القرارات وقالت ان هذا ليس احتلالا وانما تحريرا، أو في أقصى الاحوال يمكن اعتبار المناطق "مناطق مدارة" ومحتفظ بها. أي وديعة. سوريا ايضا تطرح ادعاء قانونيا مثل اسرائيل إذ تقول انها دُعيت من قبل الحكومة اللبنانية. أما الولايات المتحدة فقد جاءت الى العراق طبعا حتى تدمر اسلحة الدمار الشامل. ولكن في ظل عدم وجود هذا السلاح اكتفت بترسيخ وتدعيم الديمقراطية. وهذا ايضا ليس بجوهر الامر. نفاق ورياء الدول الاحتلالية ليس جديدا، ومحاولته ايجاد فوارق بين محتل وآخر ألزم أصحابه دائما باللجوء الى الألاعيب والحيل الكلامية. الجوهر في كل ما يحدث في لبنان من وجهة نظر اسرائيل ليس ايضا الديمقراطية اللبنانية التي لا يتوقع في الوقت الحاضر ان تُقرب اتفاق السلام بين اسرائيل ولبنان. ما يتوجب ان يقلق اسرائيل هو انهيار الهيكلية الاستخبارية والسياسية التي تقوم سوريا من خلالها بالسيطرة على كل ما يجري في لبنان. من المحتمل ان تكون سوريا مسيطرة بالكاد على ما يجري في داخلها. في سنوات الحرب اللبنانية وخلال السنوات الخمس التي مرت منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من هناك تجاهلت اسرائيل وجود قوى في لبنان قادرة على تحديد مستقبل الدولة. قوى تكره سوريا بدرجة لا تقل عن كراهيتها لاسرائيل. الرؤية الاسرائيلية للموقف كانت انه اذا ضربت سوريا فان حزب الله سيهدأ وربما تنضم ايران ايضا لذلك. ولكن فجأة تبين ان حزب الله حتى قد أجرى اتصالات قوية مع رئيس الوزراء اللبناني المتوفي رفيق الحريري حتى يتوصل الى اتفاق سياسي ما. الآن تقوم المعارضة بالتوجه الى حسن نصر الله لتذكره ان التزامه بلبنان وليس بسوريا. نفس التنظيم الارهابي الذي تقوم اسرائيل باستخدام كل قواها السياسية ضده، قد يكون الطرف الذي يحدد مصير قوة المعارضة الديمقراطية - التي يُصفق لها الجميع الآن - السياسي، وعن حق. اذا انضم حزب الله الى المعارضة فسيكون بامكانها ان تشكل حكومة وان تحصل على أصوات محترمة في الانتخابات البرلمانية. ولكن، فجأة قد يتبين لاسرائيل ان ضعف السيطرة السورية في لبنان يزيد من قوة العدو الأكثر خطورة وهو حزب الله. لاسرائيل طبعا طريقة لشل تهديدات حزب الله أو تقليصها على الأقل. بامكانها ان تنسحب من مزارع شبعا التي لم تعد تخدم أية مصلحة أمنية. ولكن لماذا وماذا حدث حتى تفعل ذلك! - على سوريا أولا ان تنسحب من لبنان وعندها لكل حادث حديث. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 6/3/2005 استفتاء الشعب سيُحدث ضجة عظيمة بقلم: عوزي بنزيمان (المضمون: لن يفضي استفتاء الشعب سوى الى فساد وإفساد النظام الديمقراطي السائد في اسرائيل - المصدر). عمل اريئيل شارون في عام 1976 كمستشار خاص لرئيس الحكومة اسحق رابين. كانت ولايته قصيرة (ثمانية اشهر) ولكنه استطاع ان يترك فيها على طاولة رابين اقتراحا بعيد الأمد لتغيير نظام الحكم في الدولة. اقترح شارون تحويل اسرائيل دولة ذات نظام حكم شبه رئاسي، واجراء انتخابات مباشرة لرئيس الحكومة الذي سيحصل على صلاحيات تنفيذية واسعة ويكون مخولا بتأليف حكومة مقلصة وإقالة وزراء. كذلك اقترح على رابين تنفيذ اقتراحه لارتجال ولتأليف حكومة جديدة تعلن عن وضع طواريء، وتُسرع الاعدادات نحو الثوران الممكن لحرب وتحقق مشروع استيطان شاملا. من حظ دولة اسرائيل، ان أفكار المستشار شارون لم تنفذ؛ لم تعكس مزاجه وعالم مفاهيمه عما يتعلق بالديمقراطية بل ايضا اشمئزازه من ملء الحكومة التي أشار عليها مهامها: كان شارون شاهدا على الخصومة الشديدة بين رابين ووزير الدفاع، شمعون بيرس، وعلى التأثيرات الكبيرة لها في صالح الدولة. وكذلك على طريقة التصريف الضعيفة للحكومة، التي كانت قائمة على مساومة شخصية وائتلافية وعلى مهادنات. لقد أمل في مركز اتخاذ قرارات حاسمة واحتقر العملية السياسية المبنية على النهج البرلماني السائد في اسرائيل. على نحو يثير السخرية يجد شارون نفسه، بعد ذلك بنحو ثلاثين سنة، وهو هذه المرة يتولى رئاسة الحكومة، كمن يدافع عن قواعد اللعبة الحكومية المناسبة، بمعارضته الدائمة لإعطاء استفتاء الشعب حسم خطة الانفصال. يبدو قرار مركز الليكود في يوم الخميس الماضي على اجراء استفتاء شعبي على خطة الانفصال، في هذه اللحظة كعملية تظاهرية في أساسها لا احتمال لها لأن تتحقق، ولكن لا ينبغي الاستخفاف بها وهي لا تترك الحاجة الى التذكير بمفاسدها، من الفضول. إن ارتجال اجراء استفتاء شعبي بحسب الاجراء السياسي المقبول، الذي تتخذ القرارات الحاسمة الوطنية في اسرائيل من خلاله، يماثل إدخال عنصر غريب داخل محيط بيئي منسجم. استفتاء الشعب سيحدث ضجة عظيمة في الجهاز السياسي وينشيء سابقات تشوش على تصرفه الى حد المخاطرة بجوهر قدرته على متابعة ملئه مهامه. إن تسليم صلاحية الحسم للجمهور الواسع سيلتف على سيادة الحكومة والكنيست ويضعضع مهمة الاحزاب. بحسب الطريقة الاسرائيلية يترك الجمهور عملية اتخاذ القرارات في أيدي ممثليه - في الحكومة وفي الكنيست - ويشرف عليهم خلال فترات ولاية محددة أو يحسم أمرهم زمن الانتخابات. إن نقل صلاحية الحسم مباشرة للمواطنين ستعوق تماما الاجراء المترسخ هذا، ويستدعي مطالب لتكراره ايضا في خلافات اخرى ويثير اعتراضات وحججا عن نجاعة الطريقة وعدالتها، تكون أخطر من تلك التي تتحدى الاجراء الموجود بنسبة لا يمكن تقديرها. في استفتاء الشعب يُفقد تماما صوت الأقلية، وتُجتث القدرة على الوصول الى مصالحات وتفسد قاعدة التكتل الاجتماعي. التوجه المباشر الى الجمهور للحصول على الحسم، في دولة لا يوجد فيها دستور واستفتاء الشعب ليس جزء من التراث السياسي فيها، هو وصفة لاحتكارات ولإثارة الخلافات. نتائج الاستفتاء متعلقة بتوقيته، وبصياغة السؤال المطروح للحسم، في المناخ الذي يجري فيه وبقرار أي الأكثريات يتخذ من خلالها. هذه العناصر معرضة لقرارات راتبة لجهات انتهازية، سواء من جانب المُلزِمين بالاستفتاء أو الذين يعارضونه. في هذه الظروف، يتوقع ان تترك نتائج الاستفتاء الخلاف الذي أثاره الاقتراح لاجرائها على حاله. وكذلك، لا يؤمن الاستفتاء الدولة من الإضرار السيء لجهات متطرفة، عن جانبي المتراس، لا تأخذان بحسمه. الفترة التي ستجري فيها المعركة على قلب المقترع قد تكون غريزية، شعبوية وعنيفة ايضا - وهكذا لا يؤمن نظام الحسم هذا اجراء سويا وأكثر هدوء مما هو عليه في الطريقة الموجودة. بمعارضة شارون لاستفتاء الشعب، يعزز ربما من غير ان يدري، الديمقراطية الاسرائيلية. ------------------------------------------------------ معاريف - مقال - 6/3/2005 بماذا وعد بوش بقلم: يوسف حريف كاتب يميني (المضمون: لا يوجد أي وعد أمريكي لاسرائيل بابقاء كتل استيطانية يهودية في يهودا والسامرة، ولكن هنالك التزاما أمريكيا لدولة فلسطينية مع اتصال اقليمي - المصدر). بيّن مستشار رئيس الحكومة ومحلله، دوف فايسغلاس، في محاولة لتحبيب خطة الانفصال الى رافضيها، أن هذه الخطة تؤمن ان يبقى أكثر المستوطنين في يهودا والسامرة هناك الى الابد. في 21 شباط خطب الرئيس الامريكي خطبة في اوروبا تحدث فيها عن الحاجة الى اقامة دولة فلسطينية، يجب أن يؤمن لها اتصال جغرافي في الضفة الغربية. لم يرمز في أقواله لشيء عن "الكتل الكبرى". "الاتصال الاقليمي" يعني في واقع الامر انه ستكون حاجة الى إبعاد أجزاء كبيرة من المستوطنات. كيف تتلاءم الاقوال التي قالها مع البشارة التي سمعناها بأن "الكتل الكبرى" ستبقى في يدي اسرائيل؟ في رسالة شخصية أيضا أرسلها بوش الى رئيس الحكومة مع نهاية زيارته للبيت الابيض، لم يتحدث صراحة عن ابقاء الكتل الكبرى في يدي اسرائيل. ما قيل فيها عن المسألة الاقليمية هو: "في ضوء الواقع الجديد في المنطقة، وفيه وجود مراكز سكنية يهودية كبيرة، فان من غير الواقعي ان نتوقع ان نتيجة المباحثات في المكانة النهائية ستكون عودة كاملة وتامة الى خطوط وقف اطلاق النار في عام 1949…"؛ ولكن الرئيس زاد قائلا: "… كل اتفاق حول المكانة النهائية سيجري الحصول عليه فقط على اساس اتفاق مشترك…". كان هنالك من ارادوا ان يروا في التصريح عن عدم عودة اسرائيل الى خطوط 1967 انجازا نادرا، لم يسمع مثله من أي رئيس قبله. ليس هذا دقيقا: فقد قال الرئيس ليندن جونسون بعد حرب الايام الستة ان خطوط 1967 ليست وصفة للسلام، بل لتجدد الاعمال العدائية؛ وقال الرئيس رونالد ريغن في خطبة للامة في ايلول من عام 1982، ان عرض اسرائيل قبل 1967 كان 10 اميال "ولن اطلب اليها ان تعود الى واقع كهذا". يظهر من اقوال بوش أن ابقاء مناطق في يهودا والسامرة في يدي اسرائيل، بالرغم من وجود "مراكز سكانية يهودية كبيرة، ليس أمرا تلقائيا، لكن مصيرها مشروط بمفاوضات على اساس اتفاق مشترك. في ضوء هذا القرار يُسأل السؤال، أيوجد لاقوال فايسغلاس أساس صلب عندما يقول انه "في قضية الكتل الكبيرة، أفضى الانفصال الى ان يكون لدينا قول امريكي هو الاول في نوعه بان تكون جزء من اسرائيل… فيما يتصل بالكتل الكبيرة هنالك تأمين سياسي حقيقي. هنالك التزام امريكي لم يكن مثله قط فيما يتصل بـ 190 الفا من السكان. وبهذا، يبدو أنه لا يوجد وعد أمريكي بابقاء كتل سكانية يهودية. هنالك درجة كبيرة من الغموض الذي يثير القلق، مع التنبه الى أن الولايات المتحدة تقرر أن يقرر مصير المناطق فقط بمفاوضات ومن خلال اتفاق ثنائي، في حين أن الفلسطينيين لم يبدوا حتى الان، كما هو معلوم استعدادا لتصالح ما. قد يختار أبو مازن المسار السياسي لاحراز اتفاق مع اسرائيل ويرفض طريقة ارهاب عرفات، ولكن من جهة جوهر المطالب الاقليمية، يبدو أنه لا يختلف عن سلفه. يصوغ بوش أقواله بتشدد كبير وينبغي أن لا نضل في الاوهام. من البين بالتأكيد ما الذي يطلبه من اسرائيل - اتصال اقليمي. ليس بينا تماما ما الذي وعد اسرائيل به في قضية "الكتل الكبيرة". ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 6/3/2005 الثلث الناقص بقلم: موشيه العاد عمل في الماضي حاكما لجنين وبيت لحم ويبحث اليوم عن المجتمع الفلسطيني في جامعة حيفا (المضمون: إن ما يقرب من ثلث السكان الفلسطينيين في المناطق المحتلة ممن يظهرون في سجلات الاحصاء ليسوا موجودين وجودا حقيقيا في المناطق - المصدر). يُذكِّرنا النقاش الذي ثار أخيرا بين مجموعتي باحثين جامعيين عن العدد الحقيقي لسكان المناطق بحالة المحاضر الكبير من احدى الجامعات في البلاد، الذي طلب في اثناء الانتفاضة الاولى ان يعمل مستشارا للشؤون العربية في المناطق. "أنا مستشرق"، وصف تخصصه حينما قابله منسق العمليات في المناطق. "أمستشرق؟" عجِب المنسق، "اعلم ان المستشرق عندي هو من علقت بملابسه رائحة الطابون أو من يستطيع ان يحل محل المؤذن في المسجد، أو على الأقل من يستطيع ان يلقي نظرة خاطفة على قرية معينة ويحدد كم من السكان يسكنونها". أجل، عندما يكون الحديث عن المناطق، فان العيون هي الأداة الاحصائية الأدق. يجب ان نعلم ثلاث حقائق أساسية في السياق السكاني لسكان المناطق. الاولى - الاحصاء السكاني الوحيد الذي جرى هناك ذات مرة أجري في عام 1967 وكانت معطياته، التي لم تكن أصلا ثقة بما يكفي، كانت أساس كل تقدير، ولن نقول تأمل، لما يُستقبل. اعتاد شيوخ المناطق في الماضي تسويغ، فروق المعطيات بسبب ان أكثر المستطلعين الاسرائيليين، الذين كانوا من أصل اشكنازي، تصعبوا لفظ حرف الحاء بالعربية، ونتيجة لهذا فبدل سؤال "هل أُحصيت قبل؟" اخطأ المحصون وسألوا الساكن الفلسطيني "هل خُصيت من قبل؟"، وليس عجبا ان كثيرين قد هربوا ولم يعودوا الى بيوتهم حتى الآن. والثانية - ان التأملات عن مقدار السكان في المناطق قامت دائما على تقدير وعلى نماذج احصائية غير منسجمة بل متناقضة، وعدم التواؤم بين الجهات المختلفة وصل الى حد التناقض. وهكذا مثلا، في عام 1980 قرر المكتب المركزي للاحصاء انه يوجد في الضفة الغربية 704 آلاف نسمة في حين ان ضابط هيئة الاحصاء في اسرائيل والسامرة، الذي كان يُفترض ان يعطي المعطيات للمركز، ذكر رقم 750 ألفا. وأشارت معطيات وزارة الداخلية في العام نفسه الى مجموع 871 ألفا. الحقيقة الثالثة - يتميز الجمهور الفلسطيني في المناطق بعدم الاستعداد للفحص عن المعطيات في العمق وهنا وهناك يوجد ميل حتى الى تزييفها، وهي ظاهرة يجب البحث عن جذورها في ايام الحكم التركي الذي فرض أحكاما ضريبية صعبة على السكان بعقب كل احصاء سكاني. النقاش في هذه القضية ليس جديدا. فمنذ سنوات تجري معركة خفية بين جهات "جامعية" وجهات "ميدانية" في شأن العدد الصحيح لسكان المناطق. يتحدث خبراء سكان بعضهم لم تطأ قدماه المناطق قط عن "نسب تكاثر طبيعي"، وعن "درجة الخصب"، وعن "ميزان الهجرة"، ولكن أساس معطياتهم مختل جدا. أي، ان نقطة انطلاقهم مخطوءة. في المقابل، كان رجال الادارة العسكرية والادارة المدنية الذين اكتفوا بعدٍ مادي عيني للبيوت وسكانها، وبساعة الماء والكهرباء وبأحاديث مع المخاتير ورؤساء البلدات. كان استنتاج هؤلاء الأخيرين، الذي لم يُعبر عنه قط تعبيرا جامعيا أو احصائيا، انه يوجد على الساحة سكان أقل بكثير مما ينشر في الاعلام. انتهى هذا النقاش النظري في عام 1991. عشية حرب الخليج الاولى أمرت محكمة العدل العليا الادارة المدنية في اسرائيل والسامرة بإعطاء أقنعة واقية شخصية لسكان عدة عشرات من القرى والبلدات التي تحد الخط الاخضر. قفزت وزارة الداخلية على هذه اللقطة واستعدت لهذا الاحصاء المصغر. أعدت الوزارة بتشديد كبير معطيات سجل السكان التي كانت موجودة لديها منذ 1967 والتي "حودثت" على نحو جارٍ في مكاتب السجل المحلي بحسب معطيات ولادة ووفيات زودهم بها المخاتير ورؤساء السلطات المحلية. في نهاية عملية التوزيع ظهر معطى مثير للضجة، كان خيطا ناظما ثانيا في كل عشرات المحال السكانية تلك - كان نحو من ثلث السكان الفلسطينيين "غائبين". مع مضي 14 سنة ايضا لم يطرأ على المناطق أي شيء حاد غير صورة الوضع. اليوم ايضا، في عام 2005، أنا على قناعة بأن ثلث سكان المناطق الذين يظهرون في السجلات، كمليون ورُبع مليون نسمة، غائبين ماديا ولا يوجد أي احتمال لعودتهم الى المناطق، لأن بعضهم لم يعد حياً، وبعضهم يسكن في الخارج وينتظر تحقيق "حق العودة"، وبعضهم أسماء وهمية. ------------------------------------------------------ يديعوت - مقال - 6/3/2005 ليس معاديا للسامية، بل كاره لاسرائيل فقط بقلم: سيفر بلوتسكر محلل استطلاعات وخبير اقتصادي (المضمون: يجب أن يكون رد فعل اسرائيل على تصريحات ليفنغستون رئيس بلدية لندن، اعادة السفير الاسرائيلي من لندن الى القدس - المصدر). كين ليفنغستون، رئيس بلدية لندن، اشتراكي، وليس معاديا للسامية. كان بعض أفضل أصدقائه يهودا وفي مقالة نشرها أول من أمس بالصحيفة اليومية "غارديان" يتحفظ صراحة من الكارثة. يكتب من الاجرام ابادة اليهود ابادة منهجية. فهم قد اسهموا بالكثير للبشرية. مثلا، بآينشتاين وفرويد وماركس. شكرا، ايها الصديق كين، على تنورك. ليست لديه مشكلة مع اليهود الذين بقوا في اوروبا، ولكن لديه مشكلة مع دولة اسرائيل ومع حكوماتها. انه يكرهها ويكره افعالها. انه يعتقد أن اسرائيل على امتداد اجيالها طاردت الفلسطينيين وقتلتهم، وفرضت عليهم ارهابا وأجرت عليهم تطهيرات عرقية. اُسست اسرائيل على هذه الجرائم الفظيعة ولم تكف عنها. "رئيس حكومة اسرائيل اريئيل شارون"، يكتب ليفنغستون، "مجرم حرب يجب ان يمكث في السجن". وفي جوه ترجمة الصحافة الاسرائيلية ..اليوم - فضل - 03-07-2005 الأثنين 7/اذار/2005 العدد 8735 المصدر السياسي قسم العناوين الأثنين 7/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت احرونوت: - العمال بالاسود. - غسل قذر. - المغسلة. - مليونير في ضائقة. - الامبراطورية تقلصت. - تبييض اموال، المرشد الكامل. - قانون الوظائف. - بلد يقتل مسافريه. - الكنيست تعرض: إسرافات. - الانسحاب من بيروت. معاريف: - الجهد: تجنيد شاهد دولة. - شارون وابو مازن الى قمة في اليابان. - مسؤول فلسطيني رفيع نجا من الاقالة بفضل العنوان. - الانسحاب يبدأ. - "زعيم الجهاد سُجل وهو يأمر بانفاذ العملية". - مغسلة الملايين. - من اسود الى ابيض. - كان الصاروخ معدا للاطلاق. هآرتس: - شك: مئات ملايين الدولارات بيضت في فرع بنك العمال؛ يفحص عن مشاركة جوسنسكي وتسفي حفيتس. - ابو مازن وموفاز يلتقيان هذا الاسبوع؛ سيحاولان دفع المفاوضات قدما. - شارون سيلتقي بوش في نيسان؛ يريد تعزيز التفاهمات على الكتل الاستيطانية. - الحكومة تؤيد جعل مناصب رفيعة في الخدمة العامة تعيينات سياسية. - الشك: عمال في فرع 535 من بنك العمال ساعدوا على تبييض الملايين. - ادارة بنك العمال أمرت العمال بالتعاون مع المحققين. * * * المصدر السياسي قسم الأخبــــار الأثنين 7/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 الخبر الرئيس - فك الارتباط - هآرتس - من عاموس هرئيل وآخرين: ابو مازن وموفاز يلتقيان هذا الاسبوع؛ سيحاولان دفع المفاوضات قدما../ سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) وزير الدفاع شاؤول موفاز هذا الاسبوع في لقاء لدفع المفاوضات بين اسرائيل والسلط قدما. يفترض بابي مازن وموفاز ان يخلصا الاتصالات من اجل نقل مدن الضفة الغربية الى مسؤولية امنية فلسطينية، من الجمود. عبرت جهات رفيعة، اسرائيلية وفلسطينية في الايام الاخيرة عن نقد لعلاقة مكتب رئيس الحكومة، اريئيل شارون، بابي مازن وزعمت انه بالرغم من محاولات متكررة للفلسطينيين، لم يحدد بعد اي لقاء بين الزعيمين. "نحن لسنا متسولين وليست لدينا نية لطلب لقاء بأي ثمن، ولكن عدم اجراء اللقاء يعبر عن استخفاف اسرائيلي بالتغيير الذي طرأ على السلطة الفلسطينية في الاشهر الاخيرة وبالانجازات التي انجزها ابو مازن"، قالت امس جهة فلسطينية. منذ بضعة أسابيع واسرائيل والسلطة لا تنجحان في الاتفاق على قضية نقل المدن. في البداية بُحث نقل مدينة أريحا وبعد ذلك نقل طولكرم، ولكن لم يحرز اتفاق. اسرائيل أعلنت عن تجميد المفاوضات في الشأن قبل عشرة أيام، ردا على العملية التفجيرية في نادي "ستيج" في تل ابيب. أمس عاد رؤساء اللجان الامنية واجتمعوا، من قبل الطرفين، قائد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة العميد جادي آيزنكوت ونظيره الفلسطيني، الجنرال الحاج اسماعيل. جرى اللقاء في قاعدة الجيش الاسرائيلي في بيت أيل، بطلب من الفلسطينيين. قالت مصادر عسكرية ان الجو كان حسنا وان لقاء آخر بين الضابطين يفترض أن يجري هذا الاسبوع. عرضوا في الجيش الاسرائيلي أمس النظر بحذر الى بلاغ مصادر فلسطينية بأن اللقاء كأنما اتفق فيه على نقل طولكرم وربما أريحا الى السلطة منذ غد. قالت المصادر أن آيزنكوت وافق على ان يفحص العملية بايجاب، ولكن الشيء محتاج الى موافقة المستوى السياسي وتمكن عوائق اخرى في الطريق. التعويق في نقل المدن نبع في اساسه من فرق في تفسير الطرفين لمعنى العملية. رأى الفلسطينيون فيها عودة الى مسار اتفاقات اوسلو وطلبوا ان تشكل اعادة المدن اليهم عكسا دقيقا للوضع قبل فوران القتال في المناطق بتاريخ 28 ايلول 2000. تعتقد اسرائيل أن للعنف في السنوات الاخيرة ثمن، وانه لا يمكن ان يعاد الوضع الى سابقه فورا. وهكذا، رفضت ا سرائيل رفضا باتا افكارا طرحها الفلسطينيون في شأن تجديد الدوريات المشتركة في الضفة. ولكن يبدو الان انه تنمو مصلحة مشتركة من دفع التنسيق الامني قدما. يعتقد بعض مقربي أبي مازن أن الحصول على المسؤولية عن كل المدن ففط سيمكن من التقدم السياسي الحقيقي. لكنهم في الجيش الاسرائيلي يخافون من ان يمكن تعويق نقل المسؤولية الفلسطينيين من الامتناع عن اعمال احباط الارهاب، في حين أن الجيش يقلل من دخوله الى مناطق السلطة. قال الوزير موفاز أمس، في لقاء مع وزير الخارجية الاردني هاني الملقي، ان على السلطة ان تبطل الفرق الذي نشأ بينما يقول ابو مازن وما يحدث على الساحة. لقد عرف علاج الفلسطينيين للارهاب بانه "عيني، غير جذري" وحذر، من أن استمرار العمليات سيوقف التقدم السياسي. أكد موفاز نصيب منظمة حزب الله في توجيه نشيطي ارهاب في المناطق وفي تشجيعهم على انفاذ عمليات ضد اسرائيل. مصر معنية بارسال مجموعة من المستشارين الامنيين المصريين الى قطاع غزة، حتى قبل تطبيق خطة الانفصال في تموز القريب. طرح الاقتراح في الاتصالات الامنية مع اسرائيل في الفترة الاخيرة. اضافة الى ذلك اقترح المصريون تدريب مجموعة اخرى من رجال المنظمات الامنية الفلسطينية في القاهرة زيادة على الفلسطينيين الذين يمكثون في مصر لهذه الحاجة. يفترض أن يتجدد في القاهرة في الخامس عشر من ايار، الحوار بين السلطة الفلسطينية والمنظمات الارهابية، في شأن الاستمرار بفترة التهدئة في المناطق. يطلب ابو مازن تأسيس التفاهمات في القضية والتوصل الى وضع هدنة. تأجل موعد البدء بالمحادثات باسبوعين بعقب العملية في تل أبيب. في جهاز الامن في اسرائيل يشككون في إن كان سيكون اتفاق على "الهدنة"، بازاء المعارضة الشديدة لقسم من المنظمات لعملية كهذه. زعم الفلسطينيون في الايام الاخيرة، كما قيل آنفا، انه منذ قمة شرم الشيخ اتخذت اسرائيل تسويفا في قضية اللقاء بين شارون وابي مازن، علل له بعدم الموافقة الاسرائيلية على أكثر الموضوعات التي كان يفترض أن تثور في النقاش. قدرت الجهات أن لقاء موفاز وابي مازن لن يغير الجمود السائد بين الطرفين، "لا توجد طريق حقيقية لدفع المفاوضات قدما سوى لقاء في مستوى متماثل لابي مازن مع شارون"، قالت الجهات. عبرت جهات اسرائيلية ايضا في الايام الاخيرة عن دهشة من عدم اجراء اللقاء الذي يمس بحسب اقوالهم بمكانة ابي مازن ويعوق اعطاء انجازات للفلسطينيين. منذ قمة شرم الشيخ اجريت لقاءات كثيرة بين جهات اسرائيلية وفلسطينية، سواء في مجال التنسيق الامني وقضية نقل السلطة في المدن في الضفة للسلطة الفلسطينية أو في موضوعات اخرى مثل اطلاق سراح الاسرى. مستقبل الاستيطان في الضفة - هآرتس - من عكيفا الدار: شارون سيلتقي بوش في نيسان؛ يريد تعزيز التفاهمات على الكتل الاستيطانية../ سيخرج رئيس الحكومة اريئيل شارون الى زيارته الاولى للولايات المتحدة في هذا العام، والاولى منذ انتخاب الرئيس جورج بوش لفترة ولاية ثانية. كان يفترض بشارون ان يخرج الى واشنطن في نهاية اذار، ولكنه طلب تأجيل الزيارة الى ما بعد التصويت على ميزانية الدولة. الموعد الذي يلوح الان هو الثاني عشر من نيسان. قالت جهات سياسية في القدس، ان رئيس الحكومة سيصرف جهوده كلها، في زيارته الى واشنطن، الى تعزيز التفاهمات التي حصل عليها من الرئيس بوش في نيسان من العام الماضي، فيما يتصل بالكتل الاستيطانية وحل مشكلة اللاجئين خارج حدود اسرائيل. سيسبق رئيس السلطة الفلسطينية، ابو مازن، شارون ويأتي الى واشنطن هذا الشهر، ولكنه قبل ذلك سيلتقي كما يبدو شارون في لقاء عمل. رئيس الحكومة شارون، الذي التقى أمس وزير الخارجية الاردني، هاني الملقي، الذي يزور اسرائيل، قال له ان لقاءه ابا مازن سيجري في الاسبوعين القريبين. في الان نفسه يخطط وزير الخارجية الفلسطيني الجديد، ناصر القدوة، الى صرف جهوده كلها الى تشديد صلات السلطة الفلسطينية بمراكز القوة في الولايات المتحدة ومنها الكونجرس، والجماعة اليهودية والاعلام. أخيرا يصوغ السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغار، الذي يرأس لجنة الخارجية للسينات، مبادرة تؤمن ان لا تمس العمليات ا لارهابية بمسيرة السلام، طالما برهن على ان السلطة الفلسطينية ليست متورطة بالعمليات وتأخذ باقصى الجهد لاحباط العمليات الارهابية. سيلتقي وزير الخارجية، سيلفان شالوم، غدا وزيرة الخارجية كونداليسا رايس، ومستشار الامن القومي ستيف هادلي في الولايات المتحدة. سيخرج القائم باعمال رئيس الحكومة، شمعون بيرس، بعد غدا الى اسبانيا، وهنالك سيشترك في مؤتمر رؤساء الدول الذي سيبحث في الحرب على الارهاب واحتمالات السلام. يفترض أن يشارك في اللقاء من بين جملة المشاركين، ملك المغرب، ورئيس حكومة لوكسمبورغ، التي هي الرئيسة الدورية للاتحاد الاوروبي، والامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ورؤساء حكومات بولندا، واليونان ورومانيا، وكرواتيا، والارجنتين. سيرسل الفلسطينيون الى المؤتمر بمحمد دحلان، وصائب عريقات. اسرائيل/السلطة - معاريف - من اليئيل شاحر وآخرين: شارون وابو مازن الى قمة في اليابان../ توجه مكتب رئيسة حكومة اليابان، جونايتشيرو كوايزومي، قبل بضعة ايام برسالة حثيثة الى سفير اسرائيل في اليابان، ايلي كوهين وطلب استدعاء رئيس الحكومة اريئيل شارون، ورئيس السلطة الفلسطينية ابي مازن، الى لقاء قمة. اُبلغ عن مكتب كوايزومي انه معني بتعميق مشاركة بلاده فيما يجري في الشرق الاوسط عامة، وفي المسيرة بين اسرائيل والفلسطينيين خاصة. جاء في الرسالة التي نقلت الى سفارة اسرائيل في اليابان ان هدف اللقاء هو اجراء حوار بين الطرفين. نقلت الرسالة في الايام الاخيرة على يدي وزارة الخارجية لمكتب رئيس الحكومة. ذكرت جهات في مكتب رئيس الحكومة أمس انه لم تتلقى حتى الان دعوة رسمية، ولهذا فمن غير المعروف بعد ان كان شارون سيستجيب للدعوة. ومع ذلك ذكرت انه عندما زار اسرائيل وزير خارجية اليابان، نفوتكا متشيمورا، دعا شارون الى زيارة واستجاب شارون لذلك، ولهذا فمن المحتمل أن يستجيب أيضا لهذه الدعوة. ليس من الواضح بعد متى ستجري القمة، لكن اليابانيين يخططون لاجرائها في المدينة السياحية هاكونا، التي تبعد نحوا من 100 كيلو متر من طوكيو. تكشف اليابان في الاشهر الاخيرة عن مشاركة اكبر فيما يجري في المنطقة، وقد أرسلت قبل نحو سنة مبعوثا الى المنطقة. في خلال ذلك، سيلتقي وزير الدفاع، شاؤول موفاز في الايام القريبة رئيس السلطة الفلسطينية أبا مازن. ذكرت جهات في مكتب وزير الدفاع ان هدف اللقاء تخليص مسيرة السلام العالقة في الطين. في اللقاء ينوي موفاز ان يطلب الى ابي مازن ان يعمل عملا حقيقيا ضد منظمات الارهاب. كذلك سيبحث كلاهما التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة ونقل المسؤولية الامنية في المدن الفلسطينية. أمس جرى الحصول على موافقة مبدئية على نقل المسؤولية الامنية عن مدينة طولكرم للفلسطينيين في اثناء الاسبوع القريب. تطرق رئيس الحكومة أمس الى العملية مع الفلسطينيين. في لقائه وزير الخارجية الاردني، هاني الملقي، قال شارون: "رفض ابي مازن البدء في القضاء على المنظمات الارهابية ونيته عدم مواجهتها وعدم نزع اسلحتها يضمن تعزيز المنظمات أمنيا وسياسيا". (معاريف) مسؤول فلسطيني رفيع نجا من الاقالة بفضل العنوان../ نوى رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن ان يستبدل رئيس جهاز الامن في الضفة الحاج اسماعيل، ولكنه تراجع بعقب دعوات جهات اسرائيلية في الشأن. بعد العملية التفجيرية في يوم الجمعة الماضي وبعد سلسلة من الاحداث التي شهدت بأن اسماعيل لا يقوم بدوره كما ينبغي، خطط ابو مازن لاقالته من منصبه، كان لابي مازن مرشحون لاستبدال اسماعيل، ولكن في اللحظة الاخيرة تراجع بسبب العنوان الذي نشر في يوم الخميس في صحيفة "هآرتس"، والذي يقتبس فيه كلام مسؤول رفيع في الجيش الاسرائيلي يدعو الى استبدال رؤساء الاجهزة في الضفة. جاء في التقرير أنهم في الجيش الاسرائيلي يتوقعون من السلطة الفلسطينية أن تعمل لاستبدال جهاز القيادة في أجهزة الامن للسلطة في الضفة الغربية. كذلك انتقد ابو مازن، وقيل ان حقيقة انه لا يحدث تغييرات شخصية في الشأن تشهد بعدم جدية من قبله. عبرت جهات فلسطينية أمس عن نقد لعدم الاحكام لرجال الجيش الاسرائيليين: "الان اذا ما استبدل ابو مازن اسماعيل فانه سيبدو كمن ينفذ اقوال اسرائيل، وهذا سضعف مكانته"، قالت جهة مقربة من الفلسطينيين. ذكرت جهات اسرائيلية أمس ان الفلسطينيين يتتبعون تتبعا ملازما النشرات في وسائل الاعلام الاسرائيلية. سوريا/لبنان - معاريف- من جاكي حوجي: الانسحاب يبدأ../ أعلن الرئيس الاسد في خطبته أول من أمس، انه في المرحلة الاولى سينسحب جيشه الى منطقة البقاع، وفي المرحلة الثانية سيتركز على الحدود. في هذه الاثناء حصل الاعلان عن زيادة قوة عندما أعلن وزير دفاع لبنان عن أن انسحاب القوات السورية سيبدأ اليوم. ولكن الجدول الزمني للانسحاب لا يزال غير واضح، وليس معلوما متى سينتهي. التقلبات في لبنان أفضت الى عدد من التلويحات في اسرائيل انه مع خروج السوريين من الدولة، ستستطيع اسرائيل توقيع اتفاق سلام مع اللبنانيين. أمس أوضحت سلسلة من الاشخاص الكبار، منهم حسن نصرالله، والبطريارك الماروني والرئيس السوري بشار الاسد، انه لا توجد اي نية لتوقيع اتفاق مع اسرائيل. حذر الاسد، في خطبته أول من امس في دمشق، من اتفاق اسرائيلي لبناني. "اقول لهم ان "17 ايار" جديدا يلوح في الافق. استعدوا لمعركة لاسقاطه، كما فعلتم قبل عقدين"، دعا الاسد، الذي قصد الى اتفاق السلام بين حكومة مناحيم بيغن ورئيس لبنان آنذاك، بشير الجميل. وقع الاتفاق في 17 ايار في 1983، وانهار نهائيا بعد اغتيال الجميل. زعم وزير الدفاع اللبناني أمس أنه قد وصل نبأ للرئيس السوري، يقول ان اوري لوفراني قد زار أخيرا لبنان مع جواز سفر الماني، ولهذا فقد رمز الى مشاركة اسرائيل في الازمة. تطرقوا في وزارة الدفاع الى هذه الاقوال باستنكار، وقالوا انها غير صحيحة. تحذر جهة سياسية في القدس تصاحب انتفاضة الاعلام في بيروت من تدخل اسرائيلي في الازمة. "من السابق لاوانه جدا القفز الى هذا الموضوع"، يقول، "ما الذي يجب أن يستحثنا؟ يجب على اسرائيل أن تتصرف بنضج تفكيري وان تحذر من تصريحات عديمة المسؤولية، في مراحل جد سابقة بالتأكيد". سيجري اليوم في دمشق لقاء للمجلس الاعلى السوري - اللبناني، برئاسة الرئيس بشار الاسد ونظيره اللبناني اميل لحود. سينسق الرئيسان شكل الانسحاب السوري، ولكن وزير الدفاع اللبناني عبدالرحيم مراد قد قال ان القوات السورية ستترك مواقعها في جبل لبنان وشمالي الدولة، وستهبط الى البقاع. لاول مرة منذ اندلاع الازمة في لبنان، لا يقف الشيعة مكتوفي الايدي. في خطبة في بيروت دعا حسن نصرالله امس الجماهير الى خروج لمظاهرة مضادة لـ "التدخل الاجنبي"، وكعلامة شكر واخلاص لسورية. المنظمات الارهابية - معاريف - من شلومي شتاين (مراسل "معاريف" في لندن). "زعيم الجهاد سُجل وهو يأمر بانفاذ العملية"../ نشرت صحيفة "ساندي تايمز" أمس نبأ يقول ان اسرائيل نقلت الى الولايات المتحدة نص تسجيل سري لمكالمة هاتفية يُسمع فيها زعيم منظمة الجهاد الاسلامي، الذي يسكن دمشق، وهو يتوجه لرجاله في المناطق يأمرهم بانفاذ العملية في تل أبيب. أمر رمضان شلح، زعيم الجهاد الاسلامي، رجاله بانفاذ العملية في نادي "ستيج" في تل أبيب، هكذا نشر أمس في تقرير الصحفي الاسرائيلي عوزي محنيامي في صحيفة "ساندي تايمز" في لندن. قبل النشر، نقلت صيغة تسجيل المكالمة مباشرة الى ايدي وزيرة خارجية الولايات المتحدة كونداليسا رايس. في زعم الصحيفة، أدخلت هذه الشهادات الجديدة شلح في قائمة المرشحين لاغتيال الموساد. حل شلح في منصبه بدلا من زعيم الجهاد الاسلامي صديقه فتحي الشقاقي، الذي اغتيل في مالطا في سنة 1995. بحسب مصادر أجنبية، تم اغتيال الشقاقي من قبل الموساد الاسرائيلي. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم الأفتتاحيات الأثنين 7/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 هآرتس - افتتاحية -7/3/2005 عدم المس بحرية التعبير بقلم: أُسرة التحرير من المحتمل جدا ان تكون حياة رئيس الوزراء في خطر محدق من جانب عناصر اليمين المتطرف الذين يرغبون في احباط عملية اخلاء قطاع غزة. من المحتمل أن يقوم بعض الافراد او الجماعات بالاحتشاد في الخفاء للمس به أو تفجير المسجد الاقصى. هذه السيناريوهات وغيرها تعرض على الحكومة بين الحين والآخر من خلال الجهات الامنية ويجب أن تأمل بان يكون الشاباك عاملا بطاقة اضافية لمنع تحقق ذلك. لا يتوجب الربط بين كل هؤلاء وبين مبادرة وزارة العدل التي لا داعي لها لتغيير قانون العقوبات من أجل تسهيل عملية سجن الاشخاص المحرضين. القصد الى تغيير القانون، الذي هو بالغ الشدة بما يكفي ايضا في صيغته الحالية ، وقد يمس بحرية التعبير على نحو غير متناسب. بحسب الاختبار الجاري للقانون منذ سنتين، يجب على الدعوى أن تثبت، ان هنالك "امكانية حقيقية" للتسبب بعنف في التعبير الذي صدر عن أحد ما. الان يطلب المستشار القضائي ان يقرر انه تكفي "امكانية معقولة". يزعم المستشار، انه يصعب عليه ان يدين بحسب المادة الموجودة. ولكن هذه الصعوبة هي جوهر مبدأ حرية التعبير. ان تعبيرات من مثل "خائن"، "وقاتل"، أو "متخل" تدفع بالنقاش العام الى مهاو، ولكن التشريع ضدها أسوأ. الجمهور في دولة حرة يستحق ان يسمع صوته ويجب ان يسمع تعبيرات متطرفة، من جملة الاسباب من أجل ان يستوعب مقدار الخطر الذي يتعرض له من جهات متطرفة. قد ينشىء كم الافواه انطباعا مخطوءا لانعدام الخطر. كم الافواه لقوانين تمسبحرية التعبير مرفوض من أصله. ان قوانين كهذه، تبدو في لحظة معينة كأمر ا لساعة، تحفظ في كتاب القوانين لسنوات كثيرة وقد تستعملها السلطة حينما تشاء لمنع النقد. لا يمكن ان نترك لمحققي الشرطة والقضاة تفسير ما يحل وما يحظر قوله. زيادة على ذلك، لم يثبت بعد أن عملا عنيفا ما، ما عدا مقتل رئيس الحكومة اسحق رابين، قد حدث بسبب اقوال تحريضية أو بتأثير منها. كان يغئال عمير محشوا بالدافع السياسي والديني لافشال اتفاقات اوسلو، وقرر المس بشخص أوشك على انفاذها. يمكن جدا أن يوجد في اليمين اشخاص آخرون مثله، مستعدون ليكونوا في السجن طوال حياتهم على شرط أن يمنعوا اريئيل شارون من تحقيق خطة الانفصال. لن يمس قانون يمنع من التفوه بتصريحات تحرض على العنف بالمصممين والخطرين من بينهم، ولكن ربما فقط بالسقط من الناس الذين يتحمسون في الميادين. قد ينجح العمل الاستخباري الجاد في الدوائر الملائمة في وقفهم في زمن ما. ان حماسة وزيرة العدل، تسبي ليفني، لان تقيم في مكتبها وحدة جديدة لعلاج التحريض تخفي ضعفا متصلا عن علاج عنف اليمين. يفترض بالقانون أن يعالج عقوبة مخالفي القانون عن اعمالهم، لا عن ارائهم. من ناحية القانون الجنائي، كل عمل عنيف هو مخالفة للقانون، وكذلك تحريض انسان آخر على استعمال العنف، سواء بالتشجيع، او بالاقناع، او بالطلب، او بالالحاح. لا حاجة لاصلاح القانون من أجل وقف العنيفين والمحرضين على العنف، ينبغي فرضه فقط. ----------------------------------------------------- المصدر السياسي قسم التقارير والمقالات الأثنين 7/3/2005 ترجمة "المصدر" عطا القيمري - القدس ت و ف: 5829882 ص.ب: 51367 يديعوت أحرونوت - مقال افتتاحي - 7/3/2005 التحقيق بدأ فقط بقلم: سيفر بلوتسكر محلل استطلاعات وخبير اقتصادي لن نجمل الصورة: التحقيق الذي بدأ أمس ضد فرع بنك العمال بتهمة المساعدة على تبييض المال بمبالغ مئات ملايين الدولارات هو ضربة لبنك العمال وضربة للمصارف الاسرائيلية. من الصحيح أنه لا يوجد ما يقلق عليه من استقرار بنك العمال؛ فالبنك مسقر وذو ربحية عالية. ولكن يوجد ما يقلق عليه لسمعته، ولمجده وللصورة الدولية لنظام المصارف التجارية الاسرائيلية كلها. حتى لو اتضح، كما نريد أن نعتقد أن يتضح، ان الحديث عن موظفين افراد فسدوا وانحرفوا عن الطريق المستقيم ولم يستوعبوا الثقافة الجديدة لمحاربة الثروة السوداء، فان الضرر الصوري والاخلاقي لاكبر بنوك الدولة ثقيل ولن يزول من تلقاء ذاته. ادارة البنك (مع فرض أنها ليست على علاقة بالقضية، وهو فرض يجب ان يتضح) سيكون واجب عليها ان تأخذ بسلسلة من الاعمال الصعبة والمتتابعة من اجل اظهار تصميمها على اقتلاع طريقة الاغضاء من الجذور - في الحالة الحسنى - من الجريمة المالية، على رؤوس الاشهاد. سيطلب من اصحاب البنك ايضا ان يبلغوا الجمهور تفسيرات معللة. ومع ذلك، فان تحقيق فرع بنك العمال هو طرف جبل الجليد فقط الذي تقوم تحته، بحسب شكوك الشرطة، مملكة الجريمة الكبرى. تسبق مخالفة تبييض الثروة السوداء مخالفة اثقل منها باضعاف هي انتاج الثروة السوداء، وهي ثروة الجريمة. واليها تنوي الشرطة ان تصل في تحقيقاتها. ترددت اسرائيل كثيرا قبل ان تستجيب لضغط "قوة المهمة المالية الدولية" التي اعدتها الدول السبع الصناعية الكبرى لتشرع في البلاد قانونا يحظر تبييض الثروة. نبع التردد من شعور ان على دولة اليهود ان تمكن كل يهود العالم من أن ينقلوا اليها اموالهم كما يشاءون بغير ان تفرض صعوبات حول مصدر المال. فروع البنوك الاسرائيلية جندت في الماضي مليارات الدولارات النقدية من يهود سكنوا في دول جرت فيها ضروب حظر مختلفة على اخراج العملة الاجنبية. كانت الترددات لا داعي لها. قانون حظر تبييض الاموال، كما سرى مفعوله في عام 2002، لا يتطرق ابدا الى ممتلكات المهاجرين الجدد أو الاشخاص الذين يخالفون بلا مناص قوانين العملة الاجنبية في بلادهم ولا لمن تهربوا من دفع ضريبة الدخل. "تبييض الاموال" هو عملية محظورة للاملاك التي مصدرها المخالفات الجنائية الثقيلة فقط، من النوع الذي تتخصص له منظمات الجريمة واسماك قرش الجريمة. يشكل حظر تبييض الاموال اداة مساعدة في الصراع الذي يشتمل على العالم كله ضد تجار المخدرات، والاتجار بالنساء، والابتزازات والاختطافات، والسرقات، واعمال السطو، وتمويل المنظمات الارهابية أيضا اخيرا. يقف من ورائه تصور يقول: لاموال المجرمين رائحة وسنمضي على اثرها حتى نصل اليها. هذه إذن المشكلة التي ستضطر الشرطة الى مواجهتها في قضية بنك العمال. ستضطر الى اثبات ان لفرع البنك في شارع هيركون في تل أبيب قد تدفقت اموال جريمة وان الفرع قد استعمل كمغسلة لهذه الاموال. أي: ان موظفيه قد مكنوا على علم المجرمين المخالفين للقانون المحليين والاجانب من استعمال حيل محظورة من أجل تحويل المال الاسود والاكثر حُمرة من الدم الى مال أبيض شرعي (مصطلح "تبييض الاموال" مصدره مصطلح أمريكي "غسل الاموال"؛ في سنوات العشرين من القرن الماضي اقامت المافيا في الولايات المتحدة جهاز غسل تلقائي استعملوه كغطاء مريح لتبييض الاموال النقدية التي حصلت عليها المافيا من أعمال الدعارة، والمخدرات والابتزاز في البنوك التجارية). سيتوجب على الشرطة أن تصل الى مبيضي الاموال أنفسهم، والى مخالفي القانون الكبار حقا. من أجل ذلك اُجري الاستيلاء على مكتب رجل الاعمال فلاديمير جوسنسكي، ومن أجل ذلك جمدت عشرات الحسابات في البنك وتمت توجهات للتعاون لسلطات القانون في دول كثيرة. التحقيق في فرع بنك العمال هو بداية الطريق فقط. هذه طريق طويلة ذات عقبات كثيرة ولا ان كان ان نتوقع نهاية سريعة لها واعدادا قريبا لوائح الاتهام. ستضطر البنوك في اسرائيل الى أن تعمل زمنا طويلا بعد في الظل الكدر للقضية وتفرعاتها، والى ان تستخلص منها عبرا تطبقها بلا تأجيل. الثقة فيها تصدعت؛ وعليهم أن يشعبوا الصدع فورا. ----------------------------------------------------- هآرتس - مقال - 7/3/2005 لماذا يرفض طلب الاردن بقلم: زئيف شيف خبير استراتيجي (المضمون: على اسرائيل ان تكتفي باطلاق سراح السجناء الاردنيين ممن لم تلطخ أياديهم بالدماء، أما الآخرين فيجب إبقاءهم في السجن حتى يكون ذلك درسا لهم وللسلطات الاردنية المستهينة بحياة الاسرائيليين - المصدر). لا يوجد اسرائيلي يحل ضيفا على الاردن إلا ويسمع من الاردنيين عن أهمية قيام اسرائيل ببادرة حسن نية من خلال اطلاق سراح السجناء الاردنيين من السجن بما فيهم الذين يعتبرون من "الملطخة أياديهم بالدماء". عددهم 21 سجينا، واربعة منهم كانوا ضالعين في قتل اسرائيليين بصورة مباشرة. الطلبات الاردنية استبدلت بالغضب عندما تبين ان اسرائيل قد أطلقت سراح سجناء لبنانيين مع "دم على الأيدي" خلال صفقة التبادل مع حزب الله. اذا كانت اسرائيل مستعدة للاستجابة واطلاق سراح سجناء قتلوا اسرائيليين لحزب الله عدوها اللدود، فلماذا لا تستجيب لطلب الاردن الذي وقع معها على اتفاقية سلام ويلعب دورا ايجابيا في العلاقات بين الدولتين بما في ذلك كبح الارهاب؟ مشاعر المرارة والأسى تجسدت من خلال قول أقارب السجناء الاردنيين بأن تحرير أبنائهم يتم من خلال مطالبة حزب الله بأن يقوم بتمثيلهم. تغيير معيار "الدم على الأيدي" يرتبط ايضا بتطور العلاقات مع السلطة الفلسطينية. اذا تطورت علاقات اسرائيل مع السلطة بصورة ايجابية فستأتي مرحلة ستضطر فيها الى اعادة النظر في المعايير المختلفة للسجناء بما فيها معيار "الدم على الأيدي". في اسرائيل لا يوجد خلاف حول دور الاردن الايجابي في كل ما يتعلق بالجانب الاستراتيجي من العلاقات - هذا ما حدث مع الملك حسين وهو يتكرر مع ابنه. فما الذي يحول اذا دون الاستجابة اليوم للطلب الاردني؟ بينما كانوا يبحثون في الطلب الاردني باطلاق سراح السجناء الاربعة الذين كان لهم ضلع في قتل جنود اسرائيليين - قام اردني آخر بالمشاركة في قتل جندي اسرائيلي. قلة قليلة من هؤلاء الذين يطرحون الطلب الاردني يعرفون هذه الحادثة التي جرت في التاسع عشر من تشرين الاول 2004، حيث قام المواطن الاردني علام مطر ملحم الذي بقي في المناطق من دون تصريح مع صديقه الفلسطيني سعيد صالح من التنظيم بتنفيذ عملية انتقامية من اسرائيل لقتلها أحد نشطاء التنظيم. الاردني قاد السيارة. في البداية فكروا في اطلاق النار على مستوطنة سا-نور شمالي السامرة. بعدها قاموا بتبديل الهدف وأطلقوا النار على معسكر دوتان للجيش فقتلوا الرائد يئير ترجمان. الاثنان اعتقلا من قبل "الشباك" بعد شهر واعترفا بالعملية وقاما بتمثيلها أمام المحققين. السؤال الذي أُثير بعد عملية القتل هذه هو هل يجب ضم الاردني الجديد، ملحم، للقتلة الاربعة الموجودين في السجن من قبل ان يقدم للمحاكمة، أم يتوجب إدخاله في قائمة السجناء الجديدة التي سيطلب الاردن اطلاق سراحهم في المستقبل بالتأكيد. هذه الحادثة كانت في نظر "الشباك" سببا جديدا للاصرار على عدم اطلاق سراح السجناء من الملطخة أياديهم بالدماء. عندما توجهت وزارة الخارجية "للشباك" تمهيدا لزيارة وزير الخارجية الاردني هاني الملقي، الذي جاء الى اسرائيل أمس الاول، سمعت منه موقفا سلبيا. كان من الصعب مجادلة "الشباك" في مثل هذه الحالة. لوزارة الضيف الاردني إسهام آخر للشعور الصعب الذي نشأ في اسرائيل بسبب اعمال العنف التي يقوم بها اردنيون ضد اسرائيليين. مرت أشهر كثيرة الى ان ردت وزارة الخارجية الاردنية على طلبات وزارتي الدفاع والخارجية في اسرائيل بصدد اطلاق الجندي الاردني النار على الاسرائيليين الاربعة في معبر جسر اللنبي الحدودي في أيار 2004. الشرطي محمد أبو رمان فاجأ الاربعة الذين ينتظرون في غرفة الشخصيات الهامة وأطلق عليهم رصاصة واحدة فعلقت بندقيته وتعطلت. عناصر الأمن الاردنية احتاجت شجاعة كبيرة للسيطرة عليه. الاسرائيليين الاربعة ومن بينهم مسؤول كبير في وزارة الدفاع عادوا من مؤتمر عُقد في عمان، ولم يروا شرطيا قبل عملية الاطلاق. الاردنيون من ناحيتهم أخذوا شهاداتهم وبذلك انتهت القضية على حد علمنا. وزارة الملقي تعاملت باستخفاف واستهانة مع كل الطلبات التي قُدمت اليها. وعندما جاء ردها ردت بالقول ان الشرطي الفاعل لا ينتمي الى أي تنظيم، وانه كان قد تعرض للاستفزاز. لم يقولوا اذا كان قد اعتقل أو اذا كان سيقدم للمحاكمة. عرض الاسرائيليين بأنهم مستعدون للادلاء بشهاداتهم في الاردن بقي بدون رد. هذه المعاملة الاستخفافية تؤثر ايضا على قرار الجهات الدولية بعقد مؤتمرات في الاردن مستقبلا. الاستنتاج من ذلك كله بصدد قضية السجناء الاردنيين هو ان على اسرائيل ان تكتفي بمبادرة اطلاق سراح 17 سجينا غير ضالعين بقتل الاسرائيليين، ومعها حق في ذلك اذا فعلت. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 7/3/2005 من لا يعترف ولا يرحل لا عفو له بقلم: عكيفا الدار المراسل السياسي للصحيفة (المضمون: على شارون ان يعترف بخطئه وان يرحل اذا كان يريد المغفرة عن الضحايا والاموال التي أُهدرت في المناطق هباء - المصدر). حسب فرضية الوزير نتان شيرانسكي فان المحك الذي يمكن اختبار النظام الديمقراطي بناء عليه هو ان يتمكن المواطن من الصراخ في ميدان المدينة من دون خوف أو وجل، كالتعبير عن رأيه في القادة، مثلا، الذين أرسلوا الجنود الى الموت في نتساريم طوال سنين عديدة وأهدروا اموالا طائلة على ثلة قليلة من سكانها، وفي صبيحة يوم واحد قرروا بأن نتساريم هي مستوطنة بلا داعٍ. ليس على المواطن ان يخشى قول رأيه برئيس الوزراء الذي لا يكتفي بالاصرار على الانسحاب من غزة، وانما يطالب بأن ينفذ من دون أي مقابل من الجانب الفلسطيني. اسرائيل حسب وجهة نظر شيرانسكي تستحق الحصول على مرتبة بطل العالم في الديمقراطية. السلطات في القدس تسمح للمواطنين بأن يحرضوا ضد رئيس الوزراء وان يدعوا للعصيان المدني ايضا. حرية التعبير هي بلا شك شرط أساسي وضروري لطابع النظام، إلا ان المواطنين لا يكتفون بحق الاحتجاج في النظام الديمقراطي سليم المعايير. القادة في مثل هذا النظام يدفعون ثمن إهدار حياة الناس واموالهم هباء وبلا طائل. في الانظمة السليمة من الناحية السياسية يطردون المسؤولين الى بيوتهم بسبب أخطاء أسهل من ذلك بأضعاف المرات. في اسرائيل لا يكلف المسؤولون أنفسهم عناء الاعتراف حتى بأنهم قد اخطأوا، ناهيك عن التحدث عن طلب الصفح والمغفرة. هنا فقط يهدد رفاق رئيس الوزراء في الحزب بإسقاطه بسبب الانقلاب السياسي الذي أحدثه في سياسة الحزب. أما المعارضة فتسارع بدورها الى انقاذه. لا غرابة ان هناك من فقد الثقة بالنهج، ويبحثون عن حلول على شاكلة الاستفتاء الشعبي. بهذه الطريقة تنضم الديمقراطية التمثيلية الى الضحايا المقدمة لملك فك الارتباط. لو كان هناك مؤشر بأن اريئيل شارون قد ندم على أخطائه وانه ينوي الشروع في مفاوضات مع القيادة الفلسطينية الجديدة حول التسوية الدائمة، لكان من الممكن التعامل معه وفقا لقاعدة من يعترف ويغادر فسيغفر له. لو لمس ولو بصورة رمزية ان اهود اولمرت عراب جمعية عطيرت كوهانيم مستعد للمخاطرة في تقسيم القدس لاستحق توجها ومعاملة متسامحة تليق بالتائبين. مثلما حدث في اتفاقية السلام مع مصر في غياب دعم اليمين للتسوية السياسية التي تضع حدا لسفك الدماء، يتوجب على الديمقراطية ان تتحمل الوضع المشوه الذي يقوم فيه اليمين بتنفيذ سياسة اليسار. من اجل إعطاء فرصة للسلام يسمح لرجل الكيبوتس حاييم اورون ان يصوت مع ميزانية التاتشري بنيامين نتنياهو. حسب النغمات المنبعثة من ديوان شارون لم يؤثر تبدل الحكم في رام الله على خطة شارون بصدد التسوية الدائمة. غداة قمة لندن أفادت احدى الصحف ان "القدس تخشى من ازدياد الضغط الدولي من اجل التوصل للتسوية الدائمة بعد فك الارتباط عن غزة"، هكذا بالضبط، "خوف". دعوة محمود عباس تبني مبدأ التبادلية في العمليات ضد الارهاب وضد الاحتلال حسب خريطة الطريق لم تحظ بأصداء شعبية. وزراء الليكود اشتكوا من ان المؤتمر لم يتناول موضوع الارهاب بدرجة كافية، ووزراء العمل لم يقوموا بتوجيههم لتصريح الرئيس الفلسطيني بأن "رسالتنا الأساسية لجيراننا الاسرائيليين هي استعدادنا الصادق لتخصيص 100 في المائة من الجهد في المجال الأمني". مطلب عباس من الولايات المتحدة وباقي اعضاء الرباعية الدولية بأن يفوا بتعهدهم بعقد مؤتمر دولي لدفع خريطة الطريق الى الأمام، بقي هو ايضا صوتا في الصحراء السياسية العالمية. شارون لم يعترف بخطئه المصيري عندما قال ان من الممكن السيطرة على شعب آخر بقوة الذراع، ولم يتخلَ عن فلسفته القائلة ان من الممكن وضع حد للعنف من دون اجراء مفاوضات مع الجيران حول الحدود والتسوية في القدس وحل مشكلة اللاجئين. شارون سيستحق رحمة معسكر السلام فقط اذا أمر بالتجميد الفوري لكل الخطوات أحادية الجانب التي يقوم بتنفيذها في الضفة وشرقي القدس وعلى رأسها اقامة الجدار في المسار الذي يتجاوز حدود دولة اسرائيل السيادية. خسارة الديمقراطية ستعادل مكاسب السلام فقط اذا التزم شارون باعادة عملية السلام الى المكان الذي تركها فيه اليسار قبل زيارته الشهيرة الى الحرم القدسي. ------------------------------------------------------ هآرتس - مقال - 7/3/2005 قراءة صحيفة تكفي بقلم: داني روبنشتاين محلل خبير للشؤون الفلسطينية (المضمون: قراءة الصحف الفلسطينية وحدها كافية لإثارة غضبهم وتحريضهم ضد اسرائيل بسبب ما تفعله في المناطق - المصدر). مطلب اسرائيل من السلطة الفلسطينية بأن توقف التحريض ضد اسرائيل في وسائل الاعلام وفي جهاز التربية والتعليم هناك معروف وله ما يبرره. منذ ان تم التوقيع على اتفاق اوسلو قبل أكثر من عشر سنوات طرحت هذه القضية مرارا وتكرارا وتم التحقق من الكتب التعليمية في الضفة وغزة وشُكلت لجان مشتركة، إلا انها لم تفعل الكثير في هذا المجال، كما كان رئيس الوزراء في اسرائيل وباقي الوزراء في معيته يطرحون مطلب التوقف عن التحريض. التحريض يعتبر تهجما أو إغراء للتحدث عن مخالفة، ومن يصغي للاذاعة والتلفزيون الفلسطينيين يمكنه ان يلمس حدوث تغيير في برامجهما في الآونة الأخيرة. لم تعد تتردد فيهما نفس النغمة الحماسية الماضية. ولكن في وسائل الاعلام الفلسطينية أنباء كثيرة عما يحدث على الارض. أنباء تفصيلية ويومية مع عناوين دراماتيكية مصحوبة بالصور والمشاهد الكثيرة حول ما يفعله الجيش الاسرائيلي والمستوطنون في الضفة وغزة. إليكم بعض الأمثلة والنماذج: خلال كل ايام الاسبوع الماضي نشرت وسائل الاعلام الفلسطينية بصورة بارزة حول وجود خطتين اسرائيليتين واسعتي النطاق لمصادرة الاراضي العربية وبناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنات الضفة. مصادرة 10.677 دونما من قرى جنوبي جبل الخليل من اجل اقامة الجدار الفاصل هناك، وبناء 6.400 وحدة سكنية في المستوطنات. مصدر هذه الأنباء هو وسائل الاعلام الفلسطينية وهي مصحوبة بتصريحات القادة الفلسطينيين وتعليقاتهم. من الواضح ان كل عربي سيمتليء غضبا عندما يسمع هذه الأنباء. كل هذا ليس مهما تقريبا اذا ما قارناه بعشرات الأنباء حول المظالم "الصغيرة" التي تحدث كل الوقت في المناطق. مثلا: "في بلدة دورا في جبل الخليل أصيب ثلاثة اولاد خلال صدامات مع جيش الاحتلال"، و"في الخليل استأنف المستوطنون محاولاتهم لشق شارع على الاراضي العربية"، و"فتى من مخيم جنين توفي متأثرا بجراحه"، و"طفل من رفح أصيب بنيران دبابة"، و"جرافات الاحتلال اقتلعت عشرات اشجار الزيتون في مسحة غربي رام الله"، و"جيش الاحتلال صرح عن عزمه تدمير مبنى وثلاث آبار في واد فوكين"، و"وحدات الاحتلال نكلت بمواطن من يطا وحولت منزله الى موقع عسكري"، و"حظر التجول في قرية سالم وأبوديس والعيزرية"، و"عراقيل شديدة على حاجز عطارة". هذه كانت نماذج فقط من فيض ما ينشر في الصحف الفلسطينية. في يوم السبت كانت هناك أخبار كثيرة وصور حول المصادمات بين الجيش وسكان بيت سوريك وصفا وبلعين ودير بلوط غربي رام الله. سكان هذه القرى يحاولون حسب الأنباء الدفاع عن اراضيهم ومنع جيش الاحتلال من مصادرتها من اجل "اقامة الجدار الفاصل العنصري" عليها. الصور المرفقة تظهر الفلاحين العجائز وهم جاثمين على أرجلهم ويُصلون على الارض في يوم الجمعة، والنساء في زيهن القروي باكيات في المسيرة، وعجوز تُمسك بالعلم الفلسطيني ووجهها متجهم ذو نظرات بائسة. مصدر هذه الصور والأنباء هو الصحف المحلية ووكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا". هذه المعلومات أصبحت روتينية وتنقل بلغة ومصطلحات جافة، وهي تصف النهب والسلب والإهانات والتنكيل بالأبرياء والنساء والاطفال والسجناء المرضى المعزولين أو معتقلين اداريا ويتم تمديد فتراتهم مرة تلو الاخرى. الفلسطيني الذين يقرأ ويسمع في كل يوم هذه الأنباء المتلاحقة الكثيرة ليس بحاجة الى التحريض ضد اسرائيل. وحتى اذا لم تكن له صلة شخصية بالأمر، إلا انه يدرك جيدا ما الذي تفعله اسرائيل بأبناء شعبه. ------------------------------------------------------ يديعوت - مقال - 7/3/2005 لا يرد علاقات حب سابقة بقلم: دافيد نافون (المضمون: ما يفعله شارون اليوم من الانفصال من الفلسطينيين ليس تكرارا لمسيرة اوسلو. فقد تنبهت القيادة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي واصبحوا على وعي باخطار المرحلة - المصدر). معارضو الانفصال القليلون الذين لا يزالون يحاولون الاقناع بحجج ليست من نوع "خيانة توراة اسرائيل" يحذروننا من أن التاريخ يتكرر: لماذا نعود ونسقط في شرك اوسلو؟ ليس واضحا اذا ما كانوا ليرون حقا الاختلاف بالقياس الى اوسلو، ولكن لمزيد الضمان يحسن أن نشير اليه مرة اخرى. وراء الفروق الجلية والمعروفة في الجوهر يوجد الفرق في التوجه. يمكن أن ننسبه الى مختلف العوامل، ولكن يجوز أن ننسب جزء كبيرا الى تأثير الوضع النفسي. ان قصة اوسلو هي علاقة حب بدرجة كبيرة: فالشعب، باحتثاث قوي لكل قنوات الاعلام، يحب السلام الذي ينسج بين مؤتمر في هيلتون - طابا وجلسة في دان كرمل. الهرمونات تثور بوفرة والتقدير العقلاني يرسل في اجازة. الامل يصبح اعتقادا، والاعتقاد يصبح أمنا. يستخفون بالاخطار ويتلقون العذابات بحب. أيوجد ارهاب؟ المتهم به "اعداء السلام". أتوجد ضحايا كثيرة؟ أليست هذه ضحايا السلام؟. أيوجد متشككون؟ دعونا، انهم مجرد "متخوفي السلام". ألا توجد لنا أيضا نظرية منظمة: لقد قام عالم جديد تخلي فيه الكراهيات القديمة والالعاب التي لا طائل منها مكانها للبحث المشترك عن الوفرة والانسجام. توجد أيضا رؤيا مثيرة: "شرق أوسط جديد"، كما في اوروبا. يا أخانا السلام، كيف استطعنا العيش بغيرك. اذا كان يجب علينا أن نغني من أجلك "حلم بلا جنس ولا قوية"، فسنغني. مكبرات الصوت تزيد في قوة الموسيقى، والجميع يتحركون الى الدوامة، تماما كما في الاحتفالات الكبيرة للسكستيز. لا تخف يا عبدي يعقوب، فان هذا سيصيب اسماعيل ايضا (ويكون شريكا). في جو كهذا لا عجب ان استطاع الفلسطينيون تنمية آمال بأن ثورتهم موشكة على احراز غاياتها بلا ثمن تقريبا (مع قليل من المساعدة من جانب "اعداء السلام"): من كثرة حب السلام، سيكون الاسرائيليون مستعدين للتخلي من كل شيء. ضغط قليل بعد، وسيعانقون أيضا لاجئي 1948: ليس فظيعا، سنبني في المقابل، هل الحروب افضل؟ وما سيتفضل الاسرائيليون بمنحه سيستعمل أداة ضغط لاستدعاء ضغط دولي. أهذا حساب مخطوء؟ لم يعتقد الفلسطينيون ذلك بالتأكيد. اليوم، في مقابل ذلك القصة تختلف تماما: فهنالك شعب تنبه من الوهم وعلم كيف يعود ويحارب من أجل حقه وينتصر، والان يقتفي بعيون منتبهة مع ؟؟؟ الواقع النازف. رئيس حكومته ينجح في المبادرة الى اجراء محدود ويناور في الحلبة لصالح خطته القديمة - تسوية مرحلية بموافقة او بغير موافقة. لا ينقصنا اليوم أيضا اولئك الذين يشتاقون الى النشوة، بالرغم من أنهم يتحدثون بحذر عن "الأمل". كم كانوا سيدفعون لمن يعيد علاقات الحب السابقة. ولكن شارون يرفض اعادة علاقات الحب السابقة: فالسلام (حتى السلام الناقص) يصنعونه بحذر او لا يصنعونه مطلقا. لا يوجد ههنا حب، بل مضاءلة الخسائر وليمت الحالمون. سينفصل شارون، وسيصطنع تفضلات، وربما لن يرتدع عن خطوات سياسية جزء منها على حدود الشرعية، وسيتحدث بلغة يلتزم الحديث بها. ولكن يبدو أن شارون لن يضره ابدا ان يصدق ان الشريك يريد ولكنه لا يستطيع. سيترك كل ما عدا ذلك لان للجانب المقابل مصلحة مؤقتة وهو عقلاني بما يكفي ليعمل بحسبها، واذا لم يعمل - فان هذه علة حسنة لتجنيد الضغط السياسي من الخارج او للضغط من جانبنا. هنالك أساس للامل بان وريث شارون سيفترض الشيء نفسه ايضا. اذا لم يكن هذا اختلافا كافيا لمعارضي الانفصال ليقبلوا بالعملية على الاقل كأقل الضرر، فهذه علامة بأنهم لن يكونوا مستعدين ذات مرة لقبول أي عملية. ------------------------------------------------------ معاريف - مقال - 7/3/2005 شرق اوسط جديد بقلم: عاموس غلبوع (المضمون: الأحداث في لبنان جزء من عملية تاريخية عميقة تمر بالشرق الاوسط. لا يجب على اسرائيل ان يغريها التدخل في لبنان بل ان تصرف همها الى الشأن الفلسطيني فقط - المصدر). الأحداث الدراماتيكية التي تحدث في لبنان ليست تقف، في تقديري، في حد ذاتها. انها تشكل، كما يبدو، جزء من عملية تاريخية عميقة تمر في السنوات الأخيرة على الشرق الاوسط العربي. انها عملية تنقل جزء من الدول العربية الى طور جديد من تاريخها الرابع، في عدده منذ حظيت باستقلال تام قبل نحو 60 عاما. ماذا يعني ذلك؟. المرحلة التاريخية الاولى تتميز بنظم ملكية (حيثما ساد الانجليز) وجمهورية (حيثما ساد الفرنسيون، كما في سوريا ولبنان)، تعتمد على النخب التقليدية منذ ايام الأتراك. هذه هي النظم العربية التي هاجمت دولة اسرائيل الفتية في عام 1948 في حرب التحرير. المرحلة التاريخية الثانية تبدأ بعد زمن قصير من الهزيمة أمام اسرائيل، وميزتها الرئيسة هي ثورات عسكرية، صعود نظم عسكرية في مصر، وسوريا، والعراق (وبعد ذلك في ليبيا والسودان)، والقضاء على النخب التقليدية في هذه الدول. هذه هي المرحلة التي بطلها عبد الناصر، زعيم مصر، الذي سعى الى توحيد العالم العربي بالقوة، تحت ايديولوجية القومية العربية. عدم الاستقرار، والزعازع، والحروب بين العرب، والانقلابات والانقلابات المضادة والتغلغل الكثيف للاتحاد السوفييتي في المنطقة، كلها هي قصة هذه المرحلة. المرحلة التاريخية الثالثة تبدأ في السبعينيات من القرن السابق، بعد الهزيمة العربية في حرب الايام الستة. هذه هي مرحلة العصر الذي تلا عبد الناصر، ومزاياه الرئيسة هي ما يلي: صعد الى سدة الحكم زعماء كاريزماتيون يؤسسون سلطتهم على القوة، والتخويف، والاجهزة السرية والقوات المسلحة. الممثلون المخلصون لهم هم حافظ الأسد في سوريا وصدام حسين في العراق. هذه هي المرحلة التي سطع فيها نجم زعيم كاريزماتي آخر هو ياسر عرفات. في العراق وفي سوريا ايضا يمثل الزعماء أبناء طوائف الأقليات الذين يحكمون الأكثرية: فالقلة السنية التي تحكم في العراق الكثرة الشيعية، والقلة العلوية في سوريا التي تحكم الكثرة السنية. يُخلي عدم الاستقرار السياسي الذي ميز الشرق الاوسط العربي الى حد بعيد، مكانه لجهاز نظم حكم مستقرة (وقاسية ايضا بالطبع)، وعلى ذلك فان الأسد وصدام ايضا يتمتعان بدعم الغرب، وفي رأسه الولايات المتحدة. فسوريا، بدعم الولايات المتحدة، تُقر الوضع في لبنان وتحظى في الواقع باعتراف دولي بوجودها وسيادتها في لبنان. ايديولوجية القومية العربية لفظت أنفاسها. تحل محلها الدولة القومية العربية؛ ففي سوريا والعراق ايضا يطورون هوية ذاتية مع جذور تاريخية. هذه المرحلة موجودة منذ زمن ما في فترة انتقالية نحو المرحلة التاريخية القادمة، بسبب ثلاثة اسباب أساسية: أحدها، انه قد انقضى عصر الزعماء الكاريزماتيين وكل ما وهبوه لأبناء شعوبهم؛ وثانيها، نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي، وهو الذي منح هؤلاء الزعماء القوة العسكرية والنموذج السلطوي؛ والثالث، العولمة بمعناها الاعلامي أساسا؛ ولهذا تنضم السياسة العنيفة لادارة الرئيس بوش: رؤيا الديمقراطية والايمان بأنه يمكن هِبتها ايضا لدول ذات ثقافة تختلف عن ثقافة الولايات المتحدة، والاستعداد لاستعمال القوة العسكرية كتصور عام. ولما كنا موجودين في فترة انتقالية، يصعب تقدير فترة استمرارها والأكثر من ذلك صعوبة تقدير ماذا سيكون الطابع المركزي للمرحلة القادمة، فاننا نعتقد ان المنطقة ستدخل الى وضع ثوران، وعدم استقرار وتغييرات اجتماعية وسياسية. تصطرع جهات كثيرة وستصطرع من اجل التأثير في صياغة المرحلة الرابعة: فالولايات المتحدة في العراق، وسوريا، ولبنان، وفي السلطة الفلسطينية الجديدة؛ والاسلام المتطرف، بتعاون مع المنظمات الارهابية، والذي سيحاول |