حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
فيصل القاسم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: فيصل القاسم (/showthread.php?tid=34832) |
فيصل القاسم - بسام الخوري - 10-04-2009 http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=162525 http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=163373 http://www.al-sharq.com/articles/writer.php?wId=20 RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 10-04-2009 أجهزة مخابرات عربية أكثر... وتدهور عام أكبر!! طباعة أرسل لصديق د.فيصل القاسم: صحيفة الشرق القطرية 04/ 10/ 2009 قد تبدو الدولة العربية للكثيرين داخل الوطن العربي وخارجه كما لو أنها رمز للدقة والانضباط والسيطرة على الأوضاع، فهي حاضرة في أدق تفاصيل رعاياها، لا بل تعرف عنهم من خلال أجهزتها اللامحدودة أكثر مما يعرفون عن أنفسهم أحياناً. وهي عبارة عن مسخ ممسوخ من الدولة البلشفية البائدة، حيث كان الكل يتجسس على الكل. وبالرغم من أن هذا النوع الديناصوري من الدول قد زال في العديد من بلدان العالم، إلا أنه ما زال حياً يرزق في ربوعنا العربية "الأصيلة"، لا بل إنه يزدهر من جديد بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في عموم العالم العربي. ألا يعمل في وزارات الداخلية العربية مئات الآلاف من رجال الشرطة والأمن والمراقبة والتحقيق والمتابعة والتدقيق والتنقيب والتعقب والتصنت؟ ألا يزدادون يوماً بعد يوم؟ فإذا كان هناك في الدول المتقدمة طبيب لكل خمسة مواطنين فلدى كل مواطن عربي خمسة رجال شرطة وأمن يراقبون دبيب النمل. إنه أشبه بإرهاب يومي منظم لتخويف الناس وجعلهم يرتعدون هلعاً من بطش الدولة . إنه منظر شبيه تماماً بالطريقة التي تُدار فيها "مزرعة الحيوان" تلك الرواية الخالدة للأديب الإنكليزي الكبير جورج أورويل . لقد أراد الكاتب أن يفضح نظام الحكم الشيوعي الغاشم حيث كان يحصي أنفاس الناس بطريقة مرعبة، فأعين الدولة الرهيبة تلاحق المواطنين في كل زاوية، حتى وإن كانوا يلبون نداء الطبيعة في دورات المياه أو الحمامات أو في الشوارع والمرافق العامة . وقد اعتقد أورويل أيضا أن صور الزعيم المعلقة في كل حدب وصوب هي للإرهاب فقط ، فهو يقول للناس: إني أراقبكم في كل مكان، في البيت والمدرسة والمصنع الشارع والدكاكين وحاويات الزبالة وسوق الخضار. وقد أصبحت الدولة العربية في عصر الكومبيوتر أكثر قدرة على التحكم المعلوماتي بشؤون الناس، فقد شاهدنا كيف أن الكومبيوتر العملاق دخل بعض الدول العربية أول ما دخل ليس لأغراض علمية، بل لأغراض أمنية بالدرجة الأولى، فقد أصبح بإمكان "الدولة التسلطية"، كما سماها خلدون النقيب أن تضبط الأوضاع عن طريق بضعة أجهزة كمبيوتر تستطيع من خلالها أن تتابع أدق الأمور عن حياة الشعوب الرازحة تحت المراقبة ليل نهار. فلكل مواطن عربي، هذا إذا كان بإمكاننا أن نسميه مواطناً، ملف إلكتروني أو ورقي ثقيل لدى الدولة يحتوي على تاريخ المواطن وحاضره وربما مستقبله، فالمستقبل قد يكون معروفا للإنسان العربي بناء على ماضيه ووضعه الحالي، ناهيك عن أن الدولة العربية قادرة بقدرة قادر أن تحدد المستقبل لأبنائها، إلا إذا تذاكى هذا المواطن على دولته، وهرب بجلده إلى بلاد الله الواسعة، وحدد مستقبله بنفسه. إن هذا العدد الهائل من الأجهزة الأمنية يعطيك الانطباع بأنك تعيش في جمهورية مثالية من الانضباط. وقد يأخذ المراقب الأجنبي الانطباع أن الأنظمة العربية من كثرة ما تمارس المتابعة والمراقبة والقمع والتأديب بحق مواطنيها فهي قمة في الأخلاق والفضيلة، وأنها تريد تهذيب شعوبها وإصلاحها لخير الأوطان. لكن هل هي كذلك فعلاً؟ لماذا هناك إذن حالة فساد وإفساد غاية في الخطورة داخل الدول العربية من المحيط إلى الخليج؟ لقد سألني صحفي غربي ذات مرة لماذا غدا العرب في مؤخرة دول العالم من حيث التقدم والتطور إذا كان لديهم دول تسير بدقة ساعات رولكس إن لم نقل بيج بن؟ فقلت له: ماذا تقصد بكلمة دقة، فأجاب: "إن الدولة العربية النموذجية تضبط رعاياها بسهولة وبدقة متناهيتين كما يضبط الراعي قطيعاً من الأغنام أو الماعز في حظيرة صغيرة. وبالتالي كان من المفترض أن تكون نتيجة هذا الضبط والانضباط الرائع تقدماً اقتصادياً مذهلاً، فمن المعروف أن الشعوب المنضبطة هي الأفضل في تحقيق معدلات نمو اقتصادية عالية كالصين واليابان وألمانيا. فاليابانيون غزوا العالم بمنتجاتهم الصناعية بفضل التزامهم وانضباطهم الرهيب، وكذلك الألمان والصينيون. فالصين بفضل نظامها الصارم أصبحت قوة عظمى تنافس الكبار، ناهيك عن أنها تحقق نمواً اقتصادياً سنوياً يزيد على ثلاثة عشر بالمائة، وهي أكبر نسبة نمو في العالم. أما أنتم العرب فلا يبدو أن صرامة الدولة العربية معكم قد أتت أوكلها، فأنتم مغلوبون على أمركم في كل المجالات تقريباً، فليس لديكم سياسات ناجحة، ولا تجارة رابحة، ولا اقتصاد منتج، ولا وسائل إعلام جيدة، ولا مجتمعات متقدمة، ولا تكنولوجيا متطورة، ولا من يحزنون. فما السر إذن في تخلفكم؟" وأنا أجيب هنا بتساؤل: "هل تعتقد يا محترم أن الدولة العربية الأمنية تحكم سيطرتها على رعاياها، وتكبل حياتهم، وتخنق حريتهم، وتمتهن كرامتهم من أجل منافسة الدول المتقدمة في الصناعة والتكنولوجيا والعلوم والتجارة والثقافة؟ هناك طبعاً اعتقاد سائد بأنه كلما زاد عدد أدوات الضبط كان المجتمع في وضع أفضل أخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً وتجارياً، لكن الأمر معكوس عندنا، فكلما زاد القمع في الدولة العربية التسلطية كان ذلك مؤشراً على استفحال الفساد والانهيار والتفسخ داخل الدولة ذاتها؟ وهذا واضح للعيان، فالبطش العشوائي الذي تمارسه الدولة العربية هدفه التستر والتغطية على فسادها المتصاعد لحماية نفسها من الشعب، وليس بأي حال من الأحوال سعياً للإصلاح. هل يُعقل أن هذا العدد الهائل من "الإخوة الكبار" أو لنقل إخوان التسلط لا يستطيعون أن يضبطوا أبسط أمور الناس الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والإدارية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم؟ ألا تواجه مجتمعاتنا انهياراً اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً رهيباً في ظل الدولة الأمنية المتغولة؟ لماذا كلما ازداد عدد أجهزة الأمن والشرطة في العالم العربي تفاقم الفساد، وتدهورت الأوضاع، وخربت البلاد والعباد؟ الجواب بسيط جداً: لأن الدولة اختارت أن تركز وجودها في مجال الأمن السياسي، بحيث تراقب المجتمع، وتمنع تجرؤه عليها في هذا القطاع على وجه التحديد. أما أمن القطاعات الأخرى فليذهب إلى الجحيم. باختصار فإن الهدف من هذا الكم الهائل من الأجهزة الأمنية هو حماية الأنظمة بالدرجة الأولى، وليذهب أمن الشعوب ومصالحها في ستين ألف داهية...... يتبع الأسبوع المقبل. د.فيصل القاسم: صحيفة الشرق القطرية RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 10-11-2009 الحفاظ على أمن الحكام GMT 22:45:00 2009 السبت 10 أكتوبر الشرق القطرية الحفاظ على أمن الحكام وإهمال أمن الشعوب! فيصل القاسم مخطئ تماماً من يعتقد أن هذه الجموع الرهيبة من الأجهزة الأمنية في العالم العربي المتكاثرة كالفئران هي للحفاظ على أمن المجتمعات وتأمين راحتها وتماسكها، بدليل أنه كلما قويت القبضة الأمنية، ازداد الفساد والتدهور الأخلاقي والاجتماعي بشكل رهيب في معظم البلدان العربية. ولا داعي للتذكير بأن إستراتيجية الدول الأمنية تعتمد غالباً على الفساد والإفساد، بحيث يتم إفساد من لم يفسد بعد. فمن المستحيل لأنظمة فاسدة أن تعيش في مجتمعات صالحة، وبالتالي لا بد من إفساد المجتمعات كي يمكن لتلك الأنظمة الاستمرار في الحكم. صحيح أن تركيع الشعوب بالترهيب والعنف مصلحة كبرى بالنسبة للحكام كي يستتب لهم الأمن ليسلبوا وينهبوا على هواهم، وليعيثوا خرباً وفساداً في البلاد دون حسيب أو رقيب، لكن سرعان ما تنكشف عورات ذلك النوع المفضوح من الأمن، حتى لو طال الزمن، كما يحصل الآن في العديد من البلدان العربية التي حكمت شعوبها بالحديد والنار. لقد بدأت الأزمات الاقتصادية المحدقة بالكثير من البلدان العربية تميط اللثام عن هشاشة الوضع الأمني في أكثر من مكان، وبدأت تفضح أيضاً طبيعة الأنظمة الأمنية ذاتها، التي، إما أنها عاجزة عن تحقيق أمن الحكام والشعوب في آن معاً، أو أنها موجودة بالأصل لحماية الأنظمة، وليذهب أمن المجتمعات إلى الجحيم. ألا يحق للإنسان العربي أن يتساءل هذه الأيام: لماذا تحولت بعض أحيائنا وشوارعنا العربية إلى ما يشبه شوارع شيكاغو وواشنطن لما يحدث فيها من سرقات وسطو وجرائم وأعمال عنف يندى لها الجبين؟ لقد أصبح قتل إنسان لسرقة مبلغ زهيد من المال أمراً اعتيادياً في بعض الدول العربية. فقد راح العديد من الأشخاص ضحية جرائم كان الهدف من ورائها الحصول على ما يعادل بضعة دولارات. وقد علمت قبل فترة عن قيام بضعة شبان في إحدى الدول العربية باقتحام محل تجاري بعد غروب الشمس، فقطــّعوا جسد صاحب المحل بالسكاكين ومفكات البراغي ليسرقوا منه مبلغاً لا يتجاوز مائتي دولار. وهناك مناطق سياحية في بعض البلدان العربية لم يسلم بيت واحد فيها من السطو، لأنها ليست مسكونة بشكل دائم. والغريب في الأمر أن الناس في تلك المنطقة يتحدثون ليل نهار عن سرقة هذا البيت أو ذاك في تلك المنطقة، لكن لم يسمعوا عن إلقاء القبض على لص واحد، مما يدل على أنه طالما أن المجني عليهم من الشعوب فلا بأس أن تـُسرق بيوتهم ألف مرة. المهم أن يكون أمن الدول مستتباً وليذهب أمن الناس في ستين ألف داهية. أين جحافل أجهزة الأمن العربية؟ أليس هناك عنصر أمن لكل عشرة أشخاص في بعض الدول العربية؟ لماذا لا تتمكن تلك الأجهزة التي تتفاخر بأنها تحصي أنفاس البلاد والعباد، وتعرف ماذا أكل المواطن بالأمس، لماذا لا تتمكن من ملاحقة اللصوص وقطاع الطرق والفاسدين الذين يعيثون خراباً وفساداً في مجتمعاتنا؟ ويذكر الزميل أحمد منصور في مقال له بعنوان "الانفلات الأمني في مصر يفوق الخيال" أنه "في يوم التاسع من سبتمبر الماضي الساعة الثالثة والنصف عصراً وفي شارع أحمد عرابي (أحد الشوارع الهامة في منطقة العجوزة في الجيزة حيث يسكن كثير من كبار القوم)، قامت سيارة ميكروباص بدون لوحات معدنية يقودها سائق دون رخصة قيادة بتهشيم سيارة المجني عليه من الخلف. ولما نزل من سيارته ليعاتب السائق فوجئ بالاعتداء عليه بالسباب والشتائم، فقام بالاتصال بالبوليس. عندها أمر صاحب الميكروباص الذي كان يجلس بجوار السائق أن يتحرك بالسيارة. لكن المجني عليه تشبث بالميكروباص، ووقف أمامه حتى يمنعه من التحرك، فأمر صاحب الميكروباص السائق بأن يدهسه. وبالفعل قام السائق - حسب رواية شهود العيان - بالتحرك بأقصى سرعة ليسحل ويدهس توفيق عبد الرحمن أمام الناس الذين تجمهروا ليس مرة واحدة وإنما عدة مرات ذهاباً وإياباً، فسحقوا لحمه وعظامه على الإسفلت أمام جموع الناس ولاذوا بالفرار". وهناك أحياء كثيرة في بلدان عربية لا تجرؤ الشرطة على دخولها لأنه يديرها الخارجون على القانون، وأن أجهزة الأمن لا تدخلها إلا لمطاردة المطلوبين سياسياً فقط. أما غير ذلك فإن حكام هذه الأحياء هم البلطجية والمسجلون خطر الذين تغولوا على الناس وعلى الدولة والنظام في ظل تخلي وزارات الداخلية عن أمن الوطن والمواطن. ألا ينطبق المثل الشعبي: "حاميها حراميها" على العديد من بلداننا العربية. فبعض شوارع الدول العربية مثلاً تمتلئ بألوف السيارات غير المرخصة التي تنشر الموت والرعب بين الناس. ومعظم تلك السيارات تعود ملكيتها لضباط في وزارات الداخلية، وبذلك يكون بإمكانها الإفلات من الملاحقة، وليفعل سائقوها الأفاعيل في شوارعنا. وقد امتلأت الشوارع في بعض البلدان العربية أيضاً بألوف الدراجات النارية التي لا تحمل أي تراخيص. وهذه الدراجات تعيث إزعاجاً واضطراباً في الشوارع تحت سمع وبصر الشرطة، فهي تحدث أصواتاً مرعبة في الشوارع ضاربة عرض الحائط بمشاعر الناس وراحتهم، وكأنه نوع من الإرهاب المنظم للسكان، ناهيك عن أنها تتسبب في حوادث مروعة. وليس هناك من يردع سائقيها الذي يروعون الأهالي في منتصف الليالي، فطالما يطلق سائقو تلك الدراجات العنان لأصوات دراجاتهم الرهيبة لتوقظ الناس من نومهم في ساعات متأخرة من الليل بطريقة سافلة وحقيرة كسائقي الدراجات. ولو سألت أحد المسؤولين عن هذا الإرهاب اليومي الذي تحدثه الدراجات للناس لوضع اللوم على "السائقين السفلة الذين يفتقرون إلى التربية الحسنة في بيوتهم". ولو سألت ضحايا هذا الإرهاب لأشاروا بالبنان فوراً إلى كبار المسؤولين الذين يستوردون كميات هائلة من تلك الدراجات ثم يبيعونها للناس من أجل الربح السريع دون النظر إلى الرعب الذي تحدثه في الشوارع والتسبب في حوادث مخيفة. لقد بدأ الناس يصرخون، لكن على نطاق ضيق، مطالبين الدول العربية بأن تزيد من اهتمامها بأمن الناس ومصالحهم وراحتهم قبل أن يأخذوا حقوقهم بأيديهم من أولئك الذين يوسعونهم رعباً وتوتراً. لكن وزارات الداخلية العربية، على ما يبدو، تفرغت للأمن السياسي طوال السنوات الماضية، ونسيت أن دورها الأساسي هو أمن الوطن والمواطن وليس فقط "تلفيق التهم السياسية للمعارضين واختلاق القضايا الوهمية والزج بالآلاف في السجون دون محاكمات". إن التشجيع على الجريمة العامة بكل أشكالها في المجتمعات العربية أصبح سمة بارزة لأن الكثير من الأنظمة ليس مشغولاً بشيء سوى أمنها ومصالحها الخاصة. أما أمن الشعوب فلا يستحق سوى السحق والسحل تحت عجلات البلطجية وسكاكين اللصوص والقتلة والمجرمين. RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 10-11-2009 http://lokmetaesh.blogspot.com/2009/03/blog-post_5272.html فيصل القاسم من الحدادة ونظافة الشوارع إلى أشهر إعلامى عربى فى أشهر قناة إعلامية عربية الدكتور فيصل القاسم مقدم أشهر برنامج عربى " الاتجاه المعاكس " على أشهر قناة عربية " الجزيرة " لعل الكثير لا يعرف عنه إلا برنامجه الاتجاه المعاكس ، لكنى وعلى موقعه الخاص وجدت مقابلة له يحكى فيها عن نفسه فأحببت أن أنقلها لكم لأهميتها والاستفادة منها وبها . ***************************** فيصل القاسم من «التلصص» لمشاهدة التلفزيون إلى عرش الإعلام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بدأ حياته بتنظيف الشوارع والحدادة والكهرباء 2008-02-25 الدوحة - أسماء رفيع - عبد الباقي صلاي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذا كانت قناة الجزيرة قد سبق لها أن اختيرت كأشهر خامس ماركة تجارية في العالم وكأول ماركة إعلامية بفضل اعتمادها على مبدأ الرأي والرأي الآخر، ونالت بذلك رضا واستحسان العالم كأول قناة عربية استطاعت أن تخوض في مواضيع كانت إلى وقت قريب من المحظورات، فكذلك نجمها الدكتور فيصل القاسم صاحب برنامج الاتجاه المعاكس فقد حاز هو الآخر استحسان الجماهير العريضة عبر أصقاع الدنيا، لاسيما الجماهير العربية التي تنتمي إلى دائرة المقهورين سياسيا، والمكبوتين فكريا و نفسيا، بحيث سبق له أن اختير من قبل مجلات عالمية كأحد الشخصيات العالمية المؤثرة في الساحة الإعلامية دون منازع، الدكتور فيصل القاسم متزوج من سيدة سورية من نفس منطقته ولديه بنت وولدان، صبا وأصيل وآدم. وهوايته أن يمضي جل وقته على الإنترنت ويستمتع بالتسوق والموسيقى خاصة أنه ينتمي إلى عائلة فنية. طلبنا منه أن يحكي لنا عن أولى خطواته على درب الإعلام والنجاح. لكننا طلبنا منه قبل أن يسرد قصته وماذا يتذكر من حياته الأولى في مسقط رأسه بالسويداء فقال:» أتذكر حياة البؤس والشقاء والعمل منذ الصغر في معظم الأشغال الشاقة. فقد مارست الكثير من المهن بدءاًً بتنظيف الشوارع وانتهاء بأعمال الحصاد والحدادة والكهرباء وغيرها. لكنني كنت في الوقت نفسه تواقاً للخروج من هذا النفق. وكانت أحلامي كلها منصبة على الظهور الإعلامي، فكنت أراسل الإذاعات كي أسمع اسمي يذكر على الأثير. وأتذكر أيضا ولعي الشديد بالإذاعة والتلفزيون خاصة بعد أن دخلت الكهرباء قريتنا وتمكنا بقدرة قادر من شراء جهاز تلفزيون أسود وأبيض. لقد حلمت كثيرا بامتلاك ذلك الجهاز العجيب قبل ذلك. وأتذكر أنني كنت أذهب إلى المدينة وأجلس تحت النوافذ لمشاهدة التلفزيون خلسة. وذات مرة شاهدني صاحب أحد المنازل أشاهد التلفزيون من تحت نافذة المنزل فخرج وطاردني ظنا منه أنني لص. وبعد أن أمسكني قلت له الحقيقة فمسك بيدي وأخذني إلى داخل المنزل كي أشاهد التلفزيون مع العائلة. ثم يتوقف برهة من الزمن بعد أن اعتدل في جلسته ليواصل حديثه، في الواقع أقصى حلمي كان أن يخرج صوتي من أي إذاعة كانت أو أن أصبح مذيعا للنشرة الجوية في التلفزيون المحلي. هذا كل ما كنت أتوق إليه. لكن الله كريم، فقد تمكنت من الالتحاق بعد إكمال الدكتوراة بأعرق إذاعة في العالم ألا وهي إذاعة البي بي سي العربية في لندن حيث عملت فيها لثمان سنوات. وكان ذلك أكبر مما حلمت به بكثير. أما الجانب التلفزيوني من حلمي الإعلامي فقد تحقق بعد أن أنشأت هيئة الإذاعة البريطانية تلفزيونا باللغة العربية. وقد اختاروني لإجراء امتحان وقد نجحت نجاحا باهرا في الامتحان إلى حد أنهم اختاروني كي أشارك في يوم الافتتاح. وكان ذلك طبعا بالنسبة لي كالحلم ولم أكن أصدق ذلك. ثم انتقلت إلى الجزيرة وكان ما كان. وبفضل الله اختاروني قبل ثلاث سنوات من أكثر خمسين شخصية عربية مؤثرة على مستوى العالم. ولا شك أن للوضع الاجتماعي تأثيرا كبيرا على شخصية أي إنسان، فكما ذكرت لكما فقد عشت وضعا اجتماعيا مأساوياً. وكانت عائلتنا في أسفل السلم الاجتماعي؛ مما خلق لدي شعورا بالانتقام من ذلك الوضع والثورة على الفقر والبؤس. وأعتقد أن هذا الشعور ما زال يلازمني حتى الآن بالرغم من أن أوضاعي تغيرت مائة وثمانين درجة. ويواصل فيصل حديثه عن نجاحه لاسيما بخصوص مكوناته الشخصية التي جعلته مختلفا عن غيره من الإعلاميين بقوله : أعتقد أنني من النوع العفوي المجنون الذي يثور دون الاهتمام بالنتائج. وأعتقد أن ذلك ينفع في العمل الإعلامي بشرط أن يكون المجال مفتوحا أمامك كي تمارس جنونك. ولا شك أيضا أن الطريقة التي عبرت فيها عن هموم الناس وآلامهم السياسية والاجتماعية لعبت دورا في التفافهم حول برنامج الاتجاه المعاكس. أما عن أجمل الحوارات التي أجراها في حياته فيتذكر فيصل القاسم» أستطيع أن أؤكد لكما أن حواري مع الرئيس كاسترو هو الأجمل بالنسبة لي لأنه رئيس والرؤساء قلائل، فهو من النوع المثقف جدا على عكس العديد من حكامنا الفارغين رأساً والممتلئين جيوباً. ومن الرائع جدا أن تقابل هؤلاء الذين بإمكانك أن تسألهم أصعب الأسئلة وتحصل منهم على إجابات عظيمة. وأتذكر أن كاسترو جاء إلى اللقاء مرتاحا وجلس على الكرسي واسترخى إلى الخلف لكن ما إن بدأت الأسئلة حتى غير جلسته واستقر على حافة الكرسي كمؤشر على قلقه واحترازه من الأسئلة النارية لكنه اعترف لي في نهاية اللقاء بأنه من أفضل اللقاءات التي أجراها في حياته لا بل أمر بإعادة بث البرنامج عدة مرات على التلفزيون المحلي الكوبي. وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس تشافيز الذي يعتبر كاسترو أمريكا اللاتينية الجديد. لقد خرجت بنتيجة تقول إن الكرامة الوطنية يمكن تحقيقها حتى لو كنت في الحديقة الخلفية لأمريكا كما يفعل الأمريكيون اللاتينيون هذه الأيام. وليت لدى أنظمتنا الحاكمة ربع الكرامة المتوفرة لدى كاسترو وتشافيز، وأتذكر أيضا أن الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي شعر بكثير من الاشمئزاز وهو يستمع إلى أسئلتي المحرجة. أما رئيس وزراء باكستان نواز شريف فلم يكمل اللقاء وبدلاً من إعطائي ساعة أعطاني من وقته عشر دقائق فقط.. كما أتذكر أيضاَ أن صدام حسين بدأ ينظر إلى نظرات مخيفة وأنا أمطره ببعض الأسئلة المدببة؛ مما جعلني في تلك اللحظات أظن أن ساعة أجلي قد دنت. وفي محاولة للتخفيف من وقع أسئلتي عليه أتذكر أنه طلب مني أن أسأله عن الجمال والحسناوات كنوع من الدعابة. لكنني استمررت في أسئلتي المزعجة وانتهى اللقاء بسلام. ويتوقف هنا عن ذكرياته مع الفقر ومع حواراته مع الرؤساء لينتقل إلى الحديث عن شخصيته التي يقولون عنها: إنها متدبدبة لاشك أن لدي موقفا سلبيا ممن يسمون بالليبراليين العرب الجدد؛ لأنني أرى فيهم خطراً لا يقل عن الخطر الذي تشكله الأنظمة الحاكمة. لكنني أعطيهم الفرصة في برنامجي كي يدافعوا عن مواقفهم. وأنا أول من أفسح لهم المجال. وهذا لا يعني أني متناقض في موقفي من الليبراليين الجدد والديمقراطية. فأنا لست ضد الليبراليين لأنهم يطالبون بالديمقراطية بل على العكس لأنهم طغاة واستئصاليون من نوع جديد. فهم أصوليون على طريقتهم. وما الفرق أن يكون الأصولي ملتحيا وأن يكون مرتدياً بزة غربية حديثة؟ الليبراليون العرب الجدد مستبدون ويريدون فرض عقائدهم على الآخرين تماما كما يفعل المتطرفون. أما بخصوص الأجداد فليس كل ما ورثوه لنا إيجابي، لا شك أنهم جديرون بالاحترام على تضحياتهم وبطولاتهم لكنهم أيضا جديرون بالذم على بعض التقاليد البالية التي أورثونا إياها. أما عن رأيه في تحالف الحضارات الذي أضحى موالا في الفترة الأخيرة فيفصح عن ذلك، ليس هناك حوار عبر التاريخ، إنما الصراع هو الأصل. فلو كان هناك حوار لما كان التاريخ عبارة عن سلسلة من المذابح والحروب وأنهار الدماء. وأعتقد أن الغرب لا يريد التحاور معنا. فهل شاهدت أسداً يحاور أرنباً في الغابة، فالأقوياء عبر التاريخ هم الذين يفرضون إرادتهم وثقافتهم، فعندما كان المسلمون أقوياء وصلت جحافلهم إلى فرنسا وإندونيسيا وحدود الصين. وبالتالي علينا أن نعترف الآن أننا خارج معادلة القوة وبأن العولمة لن تكون إلا باتجاه واحد صوبنا في حين أن أمريكا اللاتينية كما أخبرني الرئيس تشافيز قد تعثرت بسبب الصلابة السياسية هناك وتصدي الشعوب والحكام لها. وختم حديثه معنا عن تجربته الإعلامية الثرية بتوجيه نصيحة لكل طموح يتوق للنجاح، لا تخشوا من أن تكون أحلامكم أكبر من وسائلكم. أحلموا دائما بالأشياء الكبيرة. وأتذكر في هذا الصدد حديثا دار بين شيخ وابنه، فقال الشيخ للولد ماذا تريد أن تصبح في المستقبل فأجاب الولد: أريد أن أصبح شيخا مثلك يا والدي، فقال له الأب: تبا لك. فأنا حلمت أن أكون كسيدنا على بن أبي طالب لكنني أصبحت شيخا، وبالتالي فانك يا بني إذا أردت أن تصبح مثلي فهذا يعني أن أحلامك متواضعة وستكون شيخا من الدرجة العاشرة. وكي لا تعتقدا أنني أناقض نفسي هنا، أريد أن أؤكد لكما إن أحلامي الصغيرة القديمة بأن أصبح مذيعا للنشرة الجوية كانت في الواقع أحلاماً ضخمة جدا بالمقارنة مع وضعي الاجتماعي البائس تماما كمن يحلم بالشهد وهو لا يجد السكر لتحلية كوب من الشاي. RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 11-01-2009 التخلف العربي GMT 3:30:00 2009 الأحد 1 نوفمبر الشرق القطرية التخلف العربي بين مطرقة الأعداء وسندان الحكام فيصل القاسم روى لي سياسي سوداني أنه سمع شخصياً من مسؤول أمريكي كبير ذات يوم بأن أمريكا تريد للسودان أن يبقى دائماً فيلاً جاثماً على بقعة من الحشيش، لأنه لو قـُيّض للفيل الجاثم أن ينهض لأحدث حراكاً خطيراً وصلت مفاعيله حتى إلى أكثر الجيران قوة وحجماً. وهو أمر ترفضه القوى الكبرى، لا بل مستعدة لأن تمنعه بالحديد والنار. لا أدري كيف يمكن أن نفهم أو نفسر هذا التصريح الخطير. هل نفهم منه أن الحكام العرب يريدون فعلاً النهوض بأوطانهم، لكنهم مغلوبون على أمرهم لأنهم غير قادرين على مجابهة القوى المتحكمة بالعالم، وبالتالي راضون بالأمر الواقع الذي يعني مزيداً من التخلف والانحطاط؟ أم أنهم مشاركون في هذا التآمر المكشوف على أوطانهم مع القوى العظمى التي ما كان لهم الوصول إلى السلطة من دون مباركتها أصلاً؟ فمن المعلوم أن الدول العربية هي الأقرب إلى جمهوريات الموز اللاتينية من حيث خضوعها للخارج وقبولها بإملاءاته وأوامره. ليس هناك شك بأن أمريكا وإسرائيل ومعهما قوى أخرى لن تسمح بنهوض عربي، وأنها لن تألو جهداً في تكسير أرجل أي بلد عربي يفكر بالخلاص من التخلف والفساد والاستبداد والكساد. وقد شاهدنا كيف تكالبت أمريكا والغرب عموماً على العراق، فأعادوه إلى العصر الحجري كما توعد وزير الدفاع الأمريكي وقتها رامسفيلد، فدمروا بنيته التحتية، وقتلوا علماءه، وسحلوا أطباءه ومفكريه بعد أن كانوا قبل سنوات قد دمروا مفاعله النووي الذي كان يتفاخر به صدام حسين على أنه سيكون "عز العرب". بعبارة أخرى لا يمكن إلا أن نصدّق ما رواه السياسي السوداني عن الموقف الأمريكي من السودان وغيره من الدول العربية. لكننا في الآن ذاته لا يمكن لنا أبداً إلا أن نضع الكثير من اللوم على الأنظمة العربية نفسها، فهي ليست دائماً ضحية للتآمر الغربي، بل هي في معظم الأحيان شريك قوي في عملية التآمر على بلادها. فحتى النظام العراقي السابق كان يجاهر، رغم محاولاته التحديثية والعلمية للنهوض بالعراق، بأنه لا يستطيع إلا أن يقبل بمعاداة جارته سوريا والبقاء في حالة تباعد معها، لأن من شأن أي تقارب أو تحالف بين البلدين، على حد زعم مسؤول عراقي كبير وقتها، من شأنه أن يزعج الأمريكيين، وبالتالي كان النظام، كغيره من الأنظمة العربية ، يعترف، ويطبق الأوامر الغربية القاضية بمنع أي تلاق استراتيجي مع الجيران العرب يمكن أن يؤدي إلى النهوض والتقدم. وإذا كان النظام العراقي السابق قد حاول أن ينهض ببلاده، ويساير المطالب الغربية في الآن ذاته، فإن غيره من العرب قد استسلم تماماً، لا بل شارك بشكل فعلي في المخطط الصهيو- غربي الرامي إلى تكريس التخلف والفساد والديكتاتورية وإبقاء الشعوب العربية تحت النعال كي لا تقوم لها قائمة يمكن أن تؤثر على المصالح الغربية في المنطقة. لا عجب إذن أن المفكر التونسي هشام جعيط قد وصف الكثير من الحكام العرب بأنهم مجرد وكلاء للخارج، فكما أن هناك وكلاء للسيارات والساعات والأحذية الغربية، فإن هناك حكاماً عرباً بوظيفة وكلاء مهمتهم الأساسية الحفاظ على الوضع الراهن والإمعان في دفعه باتجاه الأسوأ سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، بحيث ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل، وتبقيهم على عروشهم. لقد قدمت بعض أنظمتنا "لشيطانها الصهيو-أمريكي" خدمات جليلة يعجز عن وصفها اللسان ولا تـُقدر بأثمان، فمعظم السياسات العربية بحق الشعوب والأوطان تبدو وكأنها مصممة لخدمة إسرائيل وشركائها بشكل مباشر أو غير مباشر، وتمكينهم في المنطقة. سمعنا قبل عقود كلاماً مفاده أن السياسات التي ينتهجها معظم الدول العربية هدفها بالدرجة الأولى تحطيم مجتمعاتها وشعوبها وإبقائها في حالة تخلف وجمود كي تظل إسرائيل الدولة الأولى في المنطقة عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً وصناعياً وديموقراطياً وكي يمعن الغرب في السيطرة عليها. لكننا كنا نعتبر مثل هذا الكلام مجرد إشاعات مغرضة ومحاولات مشبوهة لتشويه سمعة الأنظمة العربية. غير أن ما كنا نظنه خيالاً مريضاً بدأ يظهر بمرور السنين على أنه أقرب إلى الحقيقة منه إلى الأوهام، والأمور دائماً بخواتيمها. فليس المهم ما تقول بل ما تفعل. وما فعله الكثير من الحكومات العربية خدم "العدو" أكثر بكثير مما أضره. والأمثلة لا تـُعد ولا تـُحصى. إن السياسات الشمولية والاستبدادية العربية جعلت إسرائيل تبدو في عيون العالم على أنها الديموقراطية المحترمة الوحيدة في المنطقة العربية مقارنة بالعرب. إذن أول خدمة عربية مطلوب من الحكام إسداؤها لإسرائيل وأعوانها هو الحكم بغير الديموقراطية، أي بالقهر والطغيان. وفي ذلك تلميع واضح لإسرائيل على حساب العرب. لقد حققت أجهزة الاستخبارات في معظم الدول العربية،العسكرية منها والمدنية، كل انتصاراتها "التاريخية" على المواطن العربي المسكين والذليل، بحيث حولت الناس إلى ثلة من العبيد والمتذللين، ولم نسمع يوماً أنها نفذت عملية يُعتد بها خارج أسوار الأوطان. وكلنا يعلم أن العبيد لم يحرروا يوماً أرضاً محتلة، ولم يبنوا مجتمعاً قوياً ولا حضارة. عجباً كيف تحارب أعداءك القريبين والبعيدين بشعوب مقهورة ومجتمعات مخرّبة ومتخلفة ونفوس منهارة؟ من الواضح أن الذي يتصرف مع شعبه بهذه الطريقة ليس عدواً لأحد، بل أكبر خادم للأعداء وهم سعداء بأمثاله، إن لم يكن موضوعاً في منصبه لتحقيق غايات الأعداء أصلاً، فمحاربة الأقوياء الآن تتطلب سياسات وتصرفات غير التي نراها في الدول العربية جمعاء. لا أحد يستطيع أن ينكر أن الحركة الصهيونية تـُعتبر أخطر وأقوى حركة شهدها القرن العشرون، فقد نجحت في تجميع ملايين اليهود من شتى بقاع الأرض في فلسطين التي أقامت على أرضها دولة إسرائيل. ولم تكتف الحركة بإنجازاتها المحلية العملاقة بل استطاعت أن تمد أذرعها إلى أمريكا وأوربا بحيث غدت تتحكم بالامبراطوريات الإعلامية الغربية وتسخرّها لأهدافها المحلية والعالمية. زد على ذلك أن الصهيونية أمسكت بخناق الشركات الكبرى في أمريكا والغرب عموماً مما جعلها تتحكم بأهم سلاحين في العالم ألا وهما الإعلام والاقتصاد. لكن ماذا فعل أعداؤها من العرب؟ لقد أودعوا مدخراتهم في البنوك الصهيو- أمريكية ليخسروها لاحقاً. وبدلاً من أن يباروا الأعداء في الإنجازات الاقتصادية والإعلامية الهائلة راحوا يدمرون مجتمعاتهم بشكل منظـّم كي يجعلوها في نهاية المطاف لقمة سائغة في فم الصهيونية التي يزعمون أنهم يناصبونها العداء. ففي الوقت الذي كانت بعض أنظمتنا تتذمر من هيمنة "اللوبيات الصهيونية" على وسائل الإعلام الغربية وتجييرها لصالح "الصهاينة" كانت تقوم بعملية ذبح مبرمج لوسائل الإعلام العربية بحيث غدت مهزلة المهازل ولا يتابعها الإنسان العربي إلا ربما للتندر بسخافتها وتخلفها. من الذي جعل المشاهدين والمستمعين العرب يولون وجوههم صوب الإذاعات والتلفزيونات الأجنبية "المدعومة صهيو-غربياًً"؟ بالطبع الأنظمة العربية التي تعطيك الانطباع بأنها دمرت السلاح الإعلامي المحلي عن قصد كي يقع المواطن العربي فريسة سهلة "للإعلام المتصهين" القادم من وراء الحدود. وبدلاً من خلق مجتمعات صناعية وتكنولوجية واقتصاديات حديثة لمنافسة التطور الصهيو- غربي الخطير فقد حولوا بلدانهم إلى "سكراب" اقتصادي وعسكري وسياسي، فعادوا بالسياسة إلى عهد يزيد والحجاج بدلاً من عصرنتها، وبدلاً من تكوين جيوش تنافس جيش الاحتلال الإسرائيلي حولوا الجيوش إلى مطايا وبؤر للاسترزاق، فتحول الضباط إلى تجار ومتعهدين وأصحاب أرزاق وقصور منيفة وسيارات فارهة، كما لو أنهم يطمئنون الأعداء بأن يناموا قريري العيون، فيما غدا الجنود المساكين عبارة عن أقنان مستعبدين. وكذلك الأمر طبعاً لبقية الشعوب التي لم يرم له جلادوها وجلاوزتها سوى الفـُتات، بينما استأثروا هم بالقسم الأعظم من إجمالي الناتج القومي أو بالأحرى بالقمح والزيوان. كيف نحارب الأعداء بهذا النوع البائس من الشعوب؟ هل كان الأعداء يريدون منكم غير أن تعاملوا شعوبكم كالأنعام، وتسوموها سوء العذاب، وتقمعوها، وترهبوها، وتدوسوها، وتجوعوها، وتحاربوها بلقمة عيشها، وتحولوا الأوطان إلى مزارع خاصة؟ آه لو كان لديكم ذرة عرفان بالجميل أيها الأعداء لشيدتم تماثيل من ذهب مرصعة بالألماس والأحجار الكريمة لمعظم الأنظمة العربية، ووضعتموها في كل الساحات والميادين الإسرائيلية والغربية إكراماً لها على خدمتكم، فهي التي مكـّنتكم وجعلتكم تتربعون فوق أنقاضنا، فمجتمعاتنا، حسب كل تقارير التنمية البشرية الدولية، تعيش في غياهب القرون الوسطى تربوياً وصناعياً وتكنولوجياً وسياسياً. آه كم هي مضحكة بعض المزاعم العربية التي تعزو تأخرنا "للعدو الخارجي"! أليس حرياً بنا أن نعكس الآية لنعزو تقدم الأعداء في بعض جوانبه إلى الحكام العرب أنفسهم؟ قد تكونين مسؤولة عن بعض تخلفنا وتدهورنا يا أمريكا وإسرائيل، لكننا بلا شك أصحاب فضل كبير عليكما لما قدمناه لكما من خدمات "تاريخية" عظيمة. آه كم أنتم ناكرون للجميل أيها الأعداء!! RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 11-08-2009 جمهوريات الأب والابن GMT 2:27:00 2009 الأحد 8 نوفمبر الشرق الاوسط اللندنية فيصل القاسم لم نعد نريد من الأنظمة العربية الحاكمة أن تتعلم من أمريكا ولا من أوروبا، فهذا حلم بعيد المنال، فحسبنا الآن أن نطالبها بالتعلم من إيران وبعض الدول الأفريقية وحتى أفغانستان التي تسبقنا يوماً بعد يوم بخطوات كبيرة في المجال الديمقراطي، والتململ الشعبي، والانتفاض على الطغاة والمستبدين، بينما نقف نحن متفرجين. بعبارة أخرى، فقد تخلفنا حتى عن ركب المتخلفين. لقد شهدت كينيا قبل مدة أحداثاً شغلت العالم عندما هبت المعارضة الكينية عن بكرة أبيها لتقول للديكتاتور الحاكم: كفى تلاعباً بنتائج الانتخابات وتفصيلها على مقاس الطواغيت والفاسدين. صحيح أن الصراع بين النظام الكيني الحاكم والمعارضة قد أدى إلى كثير من الفوضى وسفك الدماء والخراب والدمار، لكن، كما علمتنا التجارب التاريخية، لم يحصل شعب على حريته من دون ثمن، فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدقُ. وكما كان متوقعاً فإن الانتفاضة الديمقراطية الكينية بدأت تؤتي أكلها في بقاع أخرى من أفريقيا، فقد حذرت المعارضة السودانية مثلاً النظام السوداني بأنه سيواجه أحداثاً كتلك التي وقعت في كينيا، فيما لو حاول التلاعب بنتائج صناديق الاقتراع. أما المعارضة في زيمبابوي فلم تكتف بالتهديد، بل راحت تسير على هدي نظيرتها الكينية، ولو بهدوء وتؤدة. فقد طالبت العالم بالتدخل الفوري لمساعدتها في فضح ممارسات الرئيس موغابي الذي لم يشبع بعد من السلطة بالرغم من أنه أمضى أكثر من ثمانية وعشرين عاماً حاكماً بأمره. فعندما شعر الطاغية في زيمباوي بأن نتائج الانتخابات الأخيرة لم تكن في صالحه، راح يماطل في إعلان النتائج، ويشكك فيها، بعد أن حصدت أحزاب المعارضة أكثر من ستين بالمائة من أصوات الناخبين. لا بل بدأ يدعو إلى إعادة إجراء الانتخابات بحجة أن هناك تلاعباً في عمليات العد والفرز. وهو بالطبع شيء مثير للضحك والسخرية، خاصة أن موغابي وأمثاله هم الذين عودوا العالم على تزوير الانتخابات، وتفصيل نتائجها التسعينية في أقبية وزارات الداخلية المظلمة حسب الطلب. وقبل فترة انتفض الشارع الإيراني انتفاضة ديمقراطية عظيمة لمجرد أنه شك بوجود بعض التزوير في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. فكلنا شاهد المظاهرات الكبيرة التي نظمها أنصار المرشحين الذين شعروا بوجود بعض التزوير لصالح الرئيس أحمدي نجاد. لقد غصت شوارع طهران بالتظاهرات العنيفة المطالبة بإعادة إجراء الانتخابات، علماً أن التزوير لم يكن مئوياً كما يحدث في الانتخابات العربية المزعومة، بل ربما لا يتجاوز الخمسة بالمائة. لكن مع ذلك فقد انطلق الشباب الإيراني في طول البلاد وعرضها مطالباً بالتصحيح، الأمر الذي جعل أوصال القيادات العسكرية والروحية في البلاد ترتعد خوفاً من الهيجان السياسي. فما كان من المرشد الأعلى إلا أن أمر بإعادة فرز الأصوات في بعض المناطق استجابة للضغط الشعبي العظيم. صحيح أن أحمدي نجاد ظل فائزاً في الانتخابات، إلا أن الانتفاضة الشعبية المناهضة للتزوير أرسلت رسالة واضحة للقيادة الإيرانية بأن التزوير سيكون فيما لو حدث في أي انتخابات قادمة كارثة كبرى على البلاد لا تحمد عقباها. وبالتأكيد فإن القيادة في إيران ستفكر ألف مرة لاحقاً قبل أن تحاول التلاعب بنتائج الانتخابات لصالح أي مرشح. وكي لا نذهب بعيداً، فقد وقف جزء لا يستهان به من الشعب الأفغاني الذي يعاني الأمرين اجتماعياً واقتصادياً، وقف وقفة رائعة في وجه الرئيس حامد قرضاي بعد أن اشتم رائحة التزوير في الانتخابات الأخيرة. وقد أصبحت قضية الانتخابات الأفغانية الأخيرة حدثاً إعلامياً عالمياً بعد أن احتج المرشح عبد الله عبد الله، ورفض كل الإغراءات السياسية التي قدمها له خصمه قرضاي من أجل القبول بنتائج الانتخابات مقابل مناصب سياسية كبيرة. صحيح أن قرضاي أيضاً ظل فائزاً في الانتخابات، لكن تزويره أصبح معروفاً ومرفوضاً من جزء كبير من الشعب الأفغاني. وبالتالي فإن ولايته الجديدة ستظل في عيون الأفغان مشكوكاً في شرعيتها، ناهيك عن أنه لن يتجرأ في المرة القادمة على التزوير، بل سيفكر كثيراً قبل أن يتلاعب بأصوات الناخبين. متى يحذو المعارضون العرب حذو المعارضات الأفريقية والإيرانية والأفغانية الصاعدة؟ قد يجادل البعض أن الدول الأفريقية وإيران وأفغانستان تسمح لأحزاب المعارضة أن تخوض الانتخابات، حتى لو انقلب الحكام على نتائجها كما حدث في كينيا وزيمبابوي، وبالتالي فهي في وضع يمكنها من مقارعة المستبدين المتشبثين بسدة الحكم وفضحهم أمام العالم. وهو أمر ليس متوافراً للمعارضات العربية المنفية في هذه العاصمة الغربية أو تلك. وهذا صحيح جزئياً. لكن متى حاولت المعارضات العربية أن تقيم الدنيا ولا تقعدها احتجاجاً على نتائج الانتخابات العربية التي تتم فبركة نتائجها قبل إجرائها جهاراً نهاراً؟ لماذا تكتفي حركات المعارضة العربية بالتشكيك في نتائج الانتخابات التي يفوز بها الحكام العرب، أو الامتناع عن المشاركة في الانتخابات على أبعد تقدير؟ صحيح أن قوانين الطوارئ في العالم العربي لا تسمح لأحزاب المعارضة حتى بدخول الجامعات والقطاعات الشعبية الحيوية. لكن بإمكان المعارضين لو توافرت لديهم شجاعة المعارضين في كينيا وزيمبابوي وأفغانستان وإيران أن يفضحوا مسرحية الانتخابات والاستفتاءات الهزلية في المنطقة العربية بطرق شتى، وجعل العالم ووسائل إعلامه تسلط أضواءها على مهزلة الانتخابات في هذا الجزء البائس من العالم. فقد شاهدنا كيف أن أمريكا باركت نتائج الانتخابات الكينية المزورة، لكنها ما لبثت أن أعادت النظر في دعمها للديكتاتور الكيني بعد أن هبت المعارضة الكينية وقواها الحية احتجاجاً على تزوير الانتخابات. فلا يمكن أن نتوقع دعماً إعلامياً أو سياسياً عالمياً من دون الحراك الداخلي. متى يتعلم المعارضون العرب أنه ليس بإمكانهم أن يصنعوا العجة من دون كسر البيض؟ متى يتعلم معارضونا من مناضلي كينيا وزيمبابوي؟ لماذا تنتفض أفريقيا، بينما ينقبض العرب؟ ألم يسمعوا ما قاله عبد الرحمن الكواكبي: "لو رأى المستبد في يد المستبد به سيفاً لما أقدم على الاستبداد". لقد انتفض الأفارقة والإيرانيون والأفغان لمجرد وقوع تزوير لا يتجاوز أربعة أو خمسة بالمائة من الأصوات، بينما يتم تزوير إرادة الشعوب العربية مائة في المائة، وفي أحسن الأحوال تسعة وتسعين بالمائة، مع ذلك لا يتحرك الشارع العربي ليقول للمفبركين والمزورين لإرادة الشعوب: كفى، فما بالك أن ينزل إلى الشوارع ليزلزل الأرض تحت أقدام الضاحكين على ذقون الناس . لقد كنا في الماضي ننظر إلى الأفارقة على أنهم عبيد. لكن العرب هم العبيد الحقيقيون. كيف لا وقد غدونا مجرد أقنان أذلاء في جمهوريات الأب والابن؟ http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/11/501128.htm RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 11-15-2009 http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=168965 RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 11-22-2009 http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=169894 22.11.2009 RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 11-29-2009 لغـــة مفعول به GMT 1:46:00 2009 الأحد 29 نوفمبر الشرق القطرية فيصل القاسم لماذا كل هذا العبث باللغة العربية؟ لا أريد أن أعود إلى نظرية المؤامرة. لكن ما يحدث للغة العربية على أيدي الكثير من الناطقين بها يجعل المرء يسترجع نظرية المؤامرة. وقد سمعت أساتذة كبارا يتحدثون عن تآمر حقيقي على لغتنا. وهذا للأسف الشديد يحدث يوميا أمام أعيننا وبدم بارد جدا. فكم شعرت بحزن شديد وأنا أستمع مثلا إلى المضيفين والمضيفات على متن خطوط الطيران العربية وهم يطلبون منا أن نربط الأحزمة أو عندما يريدون أن يعملونا بموعد هبوط الطائرة أو بدرجة الحرارة خارجها أو بإيضاح تعليمات السلامة. وإذا أحصينا الكلمات المستخدمة في هذه الحالة نجد أنها لا تزيد عن خمس جمل. لكن مع ذلك فالمضيفون والمضيفات المحترمات يفجرن في تلك الجمل البسيطة كوارث لغوية مرعبة. ولو سمعها أبو الأسود الدؤلي أو غيره من النحاة لكانوا قد تململوا في قبورهم انزعاجا من هذا الوضع الذي آلت إليه لغة الضاد. فهناك أخطاء لفظية وقواعدية في كل جملة تقريبا إلى حد يجعل العارفين باللغة يظنون أن الأمر مقصود. فهل يعقل أن المضيف أو المضيفة لا يعرف إن حرف الجر مثلا يجر ولا المنصوب أو المرفوع؟.. وان كل كلمة تأتي بعد من إلى عن على هي مجرورة وليست مرفوعة؟! لماذا ينصبون الفاعل ويجرون المنصوب ويرفعون المجرور ويعبثون باللغة بهذه الطريقة الرهيبة؟ لماذا وصل بهم الأمر إلى هذا الحد؟ كم من المرات شعرت بأنني أريد أن استدعي احد المضيفين أو المضيفات لأعاتبهم بشدة على هذه الزلات اللغوية المشينة. كم يكلفهم من الوقت كي يتقنوا بضعة جمل بسيطة لفظا ونحوا؟ ومما يزيد في غيظي وإحباطي إنهم عندما يرددون الجمل نفسها باللغة الإنجليزية أو الفرنسية لا يقترفون أي خطأ لفظي أو قواعدي، بل يبذلون قصارى جهدهم كي يظهروا بأنهم أفضل من الانكليز في اللفظ واللهجة. أما في العربية فيطلقون العنان لجماحهم التخريبي كي يعيث فسادا في هذه اللغة المسكينة. لماذا يا جماعة؟ لماذا أصبحت لغتنا كالأيتام على مأدبة اللئام؟ لماذا هذه الإهانات المتعمدة للغة الشعر؟ وقد يكون الأمر محمولا لو اقتصر على المضيفات على متن الطائرات. لكنه أكثر خطورة في الفضائيات العربية. فبعض الفضائيات تحث مذيعاتها كما سمعت على استخدام لغة عامية رخيصة ممجوجة بدلا من اللغة العربية المحترمة. ولا داعي لذكر بعض الفضائيات التي تبدو مذيعاتها كما لو أنهن يتفنن في إيذاء اللغة العربية وتخريبها. لكن هؤلاء المذيعات لا يترددن في إظهار عضلاتهم اللغوية في اللغات الاجنبية على الشاشة. فقد دهشت ذات مرة وأنا استمع لواحدة من تلك المذيعات وهي تتحدث في برنامجها بالانكليزية. لقد حاولت قصارى جهدي أن اصطاد لها خطأ بسيطا لكنني فشلت. فقد كانت إنجليزيتها تمام التمام نطقا وقواعد بحيث لا يمكن تمييزها عن الانكليز أنفسهم، بالرغم من أنها تعلمت الانكليزية في بلدها أيضا كما تعلمت العربية. لماذا ترانا نتهافت على إتقان اللغات الاجنبية بينما نتهاون شر تهاون في تعلم لغتنا الأصلية؟ لماذا هذا الاستهتار باللغة العربية؟ ألا يصل ذلك إلى حد التآمر الرهيب؟ وكي يزيدوا الطين بلة استنبط بعض إخواننا في الخليج لغة ثالثة هجينة كي يستخدموها في التعامل مع الوافدين الآسيويين لا علاقة لها باللغة العربية لا من بعيد ولا من قريب. حتى أنني أجد صعوبة في بعض الأحيان وأنا استمع إلى احد الإخوة الخليجيين وهو يتكلم مع عامل آسيوي. فبالكاد أفهم شيئا مع العلم أن كل وافد إلى أي بلد مطلوب منه أن يتعلم لغة ذلك البلد وان لا يفرض لغة هجينة على أهل البلد الأصليين كي يستخدموها معه. هل يعبث الإنجليز أو الفرنسيون أو الألمان بلغاتهم لإرضاء الوافدين إلى بلادهم؟ أم أن هؤلاء الوافدين مجبرون على تعلم تلك اللغات بحذافيرها؟ فمعروف عن الألمان مثلا أنهم لا يردون على أجنبي في بلدهم إذا خاطبهم بلغة أجنبية وإذا ردوا فإنهم يردون بنوع من الاشمئزاز. إنهم يفترضون أن ذلك الأجنبي يجب أن يتعلم لغتهم. وإلا فهم لا يحترمونه. انه تعصب محترم للغة. فلماذا نساوم نحن على لغتنا إذا؟ وقد يقول قائل إن ليس كل الانكليز مثلا يتكلمون الإنجليزية الفصحى. وقد تجد بعضهم ممن لا يقل سوءا عن المضيفين والمضيفات العرب العاملين على متن خطوط الطيران العربية. لكن ذلك غير صحيح بالمطلق. فالفرق بين اللغة الانكليزية الفصحى المستخدمة إعلاميا واللغة العامية ضئيل جدا، لا يمكن تمييزه أحيانا. فالانكليز يتحدثون فيما بينهم يوميا باللغة نفسها التي نسمعها في الراديو والتلفزيون ونقرؤها في الصحف تقريبا. أما الفرق بين اللغة العربية الفصحى والعامية المستخدمة في بعض الفضائيات فهو هائل بكل المقاييس. وهذا عائد طبعا إلى أن الفصحى في واد والعامية في واد آخر لأسباب قواعدية ونحوية وثقافية. وهذا ما يجب علينا أن نصححه حتى لو طال الزمن. يجب علينا أن نردم الهوة بين الفصحى والعامية مع الاعتراف بصعوبة هذه المهمة. أما الذين يقولون إن لجوء البعض إلى العامية وإهمال اللغة الفصحى عائد إلى صعوبة اللغة العربية فهم أيضا ليسوا على صواب. فكل لغة فيها صعوباتها الخاصة بها. من قال إن الإنجليزية لغة سهلة؟ من قال إن الفرنسية أو الروسية لغتان يسيرتان. إنهما لا تقلان صعوبة عن العربية. وكذلك الألمانية. مع ذلك الجميع يتحدث هذه اللغات بإتقان من نوع ما. هناك لغة عامة وليست عامية. أي أنها أقرب إلى الفصحى منها إلى العامية. وهي مناسبة للاستخدام في وسائل الإعلام مادامت تحترم أساسيا القواعد اللغوية. أما نحن فالطلاق حاصل عندنا بين الفصيح والعامي منذ عشرات السنين. فمن المسؤول عن هذا الضياع اللغوي والثقافي لدينا؟ ولماذا نسخر من الذين يتحدثون عن مؤامرة حقيقية على لغة الضاد؟ RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 11-29-2009 أذنا الحاكم طويلتان كأذني حمار..في الاتجاه المعاكس طباعة أرسل لصديق د. نضال معروف - كلنا شركاء 29/ 11/ 2009 كلما قررت مشاهدة برنامج الاتجاه المعاكس أحس أنني اتخذت قرارا لم يكن مصيباً، فالبرنامج الذي يعده ويقدمه الاعلامي فيصل القاسم بدت غايته الرئيسية إحداث "آكشن" لإمتاع المشاهد. ورغم أنني رأيت برامج حوارية ساخنة مماثلة في القنوات الغربية مثل برنامج "كروس فاير" إلا أنني بدأت أحس أن برنامج فيصل القاسم ربما يعتمد بشكل مقصود وذكي على الإثارة والانفعال لإطلاق شحنات من الغضب المحبوس عبر ضيوف يمثلون جمهوراً عريضاً حيث يتم التراشق بالغضب الممزوج بالاتهامات وربما الإهانات والشتائم في جو صاخب تلعلع فيه الكلمات وتتخلله توسلات القاسم بالهدوء الذي قد يضطر للنهوض ومد ذراعيه للفصل بين الفريقين المتنازعين وكلماته الساخطة المعروفة والتي يكررها مئات المرات وما من مجيب من مثل " ياجماعة ياجماعة.. دقيقة بس ، بس دقيقة..خلص بقى.." . قد أفهم أن البرنامج قد يقدم جانباً سياسياً يتوجه فيه إلى جمهور واسع جداً من المحيط للخليج آراؤه سجينة وانفعالاته لايسمح لها بالانطلاق إلا في ملاعب كرة القدم وتحديداً ضد بعضنا. إنه جلسة علاج نفسي لمواطنين مقهورين مسحوقين يريدون الانفجار وقول مالايستطيعون قوله ولاالتفكير فيه أحياناً، على نفس مبدأ حكاية قديمة عن حلاق الملك الذي فاجأه أن يكتشف أن أذني الملك المختبئتين تحت التاج طويلتان كأذني حمار ولما حذره الملك من إفشاء السر امتثل لذلك لكن رغبته في قول السر كانت تكبر كل يوم داخله وتعذبه حتى لم يعد يحتمل فخرج إلى الصحراء ووقف أمام بئر "ربما تمثل له أذن العالم" ثم صرخ بأعلى صوته في البئر قائلاً "أذنا الملك طويلتان كأذني حمار" لكن صدى صوته رددته كل الدنيا. الاتجاه المعاكس بمثابة برنامج ترفيهي تنفيسي يمتعنا أحياناً كثيرة كمتفرجين على مسرح عبثي بين آراء متصادمة بعنف النيازك المشتعلة في الفضاء لكن فيه تشويقاً كمسرح الإثارة الذي أطلقه "ألفريد هيتشكوك" فالضيفان يتحولان إلى لغمين ينفجران بمجرد أن يلامس فيصل القاسم عقدة التفجير لينفجرا في فضاء الجزيرة الكبير. والعملية بسيطة، فمقدم البرنامج نفسه يبحث بأصابعه الخبيرة عن زر التفجير بأسئلته الملحة المستفزة ، لكنه أيضاً يختار ضيوفه بعناية قد تكون عن دراسة وافية لكل منهما، فغالباً أحد الضيوف يكون من تلك النوعية التي تتمتع بأدرينالين عالٍ يتدفق في دمه وأنفاسه وتصل مستوياته حداً أنها تصل إلى دم المشاهد نفسه. لكن مع هذا فإن الفائدة النهائية من البرنامج قد تكون قليلة والخلاصة ضبابية وغير واضحة وربما الدرس الذي يتعلمه المشاهد هو أن يحاور بنفس الطريقة "القتالية" على طريقة المغاوير والكوماندوز. ولاأدري إن كانت هذه الطريقة التي تنتشر بين الناس هي السبب في الانفعالات "فوق العادية" للجمهور الرياضي المصري والجزائري، فهم مراهقون ومتحمسون وطبقات فقيرة ووسطى انجرفت بعواطفها وجعلت الخرطوم استوديو الاتجاه المعاكس، هذا رغم قناعتي أن النخبة السياسية في البلدين تصرفت بسذاجة فائقة لضبط الاتجاه المعاكس في الملاعب وربما بشكل مقصود كما يفعل القاسم، وأثبتت من جديد عدم أهليتها لقيادة جماهيرها. وبدت مباراة مصر والجزائر حلقة كبيرة من الاتجاه المعاكس لعب فيها الكبار دور فيصل القاسم بتماه وإعجاب وظهرت شخصيات مثل علاء مبارك من مصر وشقيق بوتفليقة من الجزائر لتقود السقوط السياسي لتحوله الجماهير لسقوط أخلاقي مدوٍّ للأمة في أكبر حلقة من حلقات الاتجاه المعاكس تم إخراجها يإتقان شارك فيها مئات الآلاف على الهواء مباشرة بقيادة الصف الأول وأصحاب الياقات البيضاء لترعيع (من رعاع) الناس والعامة. فهل أرادت الجماهير المحتقنة في الخرطوم أن تقول للملاعب ماقاله الحلاق للبئر"آذان الحكام طويلة .."؟. وبالمقارنة أجد نفسي أمام برنامج الحوار المفتوح للإعلامي غسان بن جدو وقد تسمرت أصغي بكامل حواسي وأنسى أن لي فماً ليتكلم أو ليضحك ، بل أحس أني مخلوق بأذنين وعينين ، وبالرغم من أن برنامج "حوار مفتوح" مبني على على أسس مشابهة تقريباً للاتجاه المعاكس أي التحاور أحياناً بين نقيضين ونفيين لكن ذلك ال"آكشن" غير موجود بل تفاعل خلاق بين الآراء وتلاقح معرفي ودرس في الأخلاق وأدب الحوار والجدال. ولاشك أن شخصية بن جدو مختلفة بجديتها وصرامتها وهي التي تفرض الإيقاع الهادئ والرصين على الضيوف ولاشك أن اختيار الضيوف أيضاً يخضع لاعتبارات مختلفة عن اعتبارات الاتجاه المعاكس، فالضيوف غالباً معروفون بميولهم وعقلانيتهم ولاتشنجهم، وأحس أنني أتلقى من الحوار المفتوح معلومات كثيرة وفيرة في طبق أنيق وأتعلم أدب الحوار والأدب الجم من المقدم بن جدو. وهذا لايغمط الاتجاه المعاكس حقه فله جمهوره ومعجبوه ولو أنني أزعم أن جمهوره من الطبقات تحت النخبوية المثقفة وغالباً الوسطى والفقيرة وهي الأوسع لكن برنامج الحوار المفتوح يبقى برنامج النخبة والمثقفين عموماً، ويبقى للمشاهد أن يختار كما يختار مسلسلاته وأفلامه المفضلة (بوليسية أو رومانسية أو تاريخية ..الخ). فإذا كان ميالاً لل"آكشن" فعليه بالاتجاه المعاكس أو "عكس عكاس " كما يحلو لبعض الأصدقاء تسميته، وإذا كان ميالاً لرحلة أنيقة مهذبة راقية في مساحات النقاء في الوطنية والفكر والفلسفة الحوارية والذرى السامقة فعليه ببرنامج حوار مفتوح. ويبقى هذان البرنامجان على العموم من أفضل مايقدم في فضائيات العرب ولو أن عنوانيهما يجب أن يهجنا ليصبح لدينا برنامجا "الاتجاه المفتوح" و "الحوار المعاكس". د. نضال معروف - بريطانيا - كلنا شركاء |