حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
رؤية شاهد - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: رؤية شاهد (/showthread.php?tid=45990)

الصفحات: 1 2


رؤية شاهد - فخري الليبي - 11-22-2011

عن الثورة الليبية :



رؤية شاهد


عندما يعلو الضجيج ..حافظ على كلماتك إلى أن يسود الهدوء،وعندها تحدث بصدق.وإياك أن تتلعثم .
هذا ليس توثيقا متينا لأحداث مهمة،خشية أن تنزلق خارج التاريخ، بل هو رؤية شاهد عاش وتابع ثورة بلاده، تنفس ألامها، و تنعم بانتصاراتها ..فرأى أن يكتبها بدلا من أن يكتمها، وليترك التاريخ للمؤرخين:
_______

أول ما تبادر إلي ذهني وانأ ابحث عن خيط البداية في هذه البكرة الضخمة والمتشابكة خيوطها ، هي رغبتي أن أوضح سبـَبيْن لتأخري كثيرا في كتابة هذا الموضوع:
أولهما : أن الموضوع يجب أن يبدءا بالرد على تساؤل الكثيرين في أنحاء العالم، و خصوصا في عالمنا العربي، عن ما هو سبب ثورة الليبيين على القذافي ؟ فبلدهم غني يتقاسمون أرباح نفطه وتعدادهم قليل !!!! والرد على هذا التساؤل بشفافية صادقة، يوجب ذكر الكثير من الأمور التي قد تضعني في شبهة المبالغة و عدم الدقة ، لعدم قابليتها للتصديق، إلا مـِن قِـبَـل من عاش تحت سلطة الجرذافي وتجرع سمومه مرغما. وهذه مسؤولية محرجة.
و ثانيهما : أن الموضوع طويل يفرض الاسترسال الذي قد يدفع للملل، و لا يمكن اختصاره بدون أن يبدو مبتورا مشوها بشكل قاس، غير أن ما حفزني هو كثرة التساؤلات و الاستفسارات التي وصلتني، تدل على اهتمام الناس بما حدث و يحدث، وما لاحظته من فهم الكثيرين الخاطئ للكثير من أحداث الثورة، فقررت أن أكتب لتوضيح صورة ثورتنا الليبية بما لها و ما عليها، بدون تجميل أو مبالغة، جاهدا قدر استطاعتي على احترام وقت القارئ وعدم دفعه إلى خانة الضجر، وهذه مسؤولية تفرض التأني.
........
بسبب إعلام الجرذافي الخبيث ، فإن الكثيرون لا يعرفون الكفاية عن الشعب الليبي عدى معلومات ناقصة عن عمر المختار وصورة الجرذافي البشعة، هم يعتقدون أن جل الليبيين جهلاء يحبون أكل اللحم بكل أنواعه وهم أغبياء سذج، مادام هذا رئيسهم الذي صمتوا على تفاهته اثنتين و أربعون سنة، قبل أن يثوروا عليه،! وهذه صورة تتنافى مع تاريخ الليبيين المغيـَّب في الإعلام الخبيث، ومع ما شاهده العالم من جسارة و فدائية الليبيين أثناء ثورتهم النموذجية، منذ بدايتها وأثناء سيرها المصرّ على درب الانتصار.
الواقع ينفي هذه المدة الزمنية من الصمت. فأول محاولة لنزعه من السلطة كانت بعد انقلابه بحوالي ثلاثة أشهر والتي سجن بعدها رئيسيْ القوات المسلحة، والأمن مع غيرهم، إلى أن نسيا اسميهما، وغيرها مما شاع من محاولات إزاحته عن السلطة بين فترة و أخرى، أصدقه ولا أستطيع إثباته لعدم نشره و لطول المدة الزمنية. ومنذ بداية توفر الانترنت المتأخرة في ليبيا تزاحم الليبيون على محلات توفر شبكة الاتصالات للاطلاع على مواقع المعارضة الليبية، و التي انتقلت مجلاتها و صحفها المعارضة التي كانت تطبع و توزع بالخارج إلى الشبكة، وشاركوا فيها بمجهودات طيبة وبالمعلومات عن الجرائم اليومية للنظام القامع، http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=3025
و ما تجود به الذاكرة أيضا، محاولة عمر المحيشي في سنة 1975، أحد أعضاء مجلس انقلاب الجرذافي، الذي فر إلى مصر ثم لجاء إلى المغرب، إلى أن خانه ثم سلـَّمُه ملكها السابق للجرذافي مع غيره من المعارضين، مقابل عدم دعمه لثوار جبهة البوليساريو، مع رشوة بقيمة 2 مليون دولار ورثها عن والده، كما نفحه قليل من النفط في نفس الصفقة. ثم توالت المحاولات الانقلابية المتتالية، والتي يشاع أنها بلغت 22 محاولة في الثمانينيات من القرن الماضي، تم إعدام ضباطها في نفس معسكراتهم بواسطة بنادق جنودهم ذاتهم. تلك كانت محاولات لا تذاع بالطبع، و لكن أخبارها كانت تنضج فتنضح لتدور بين الناس في حسرة، وفي سنة 1993 قام بعض الضباط من منطقة بني وليد بمحاولة قـُمعت في حينها، في 17 فبراير سنة 2006 قمعت مظاهرة في بنغازي بغرض تحويلها إلى ثورة على الطريقة الرومانية، فقتل فيها 11 شخصا و جرح حوالي 80 في الساعة الأولى، لكن المسيرات والمظاهرات استمرت 4 أيام قبل أن تنزل قوات من ذوي البشرة السمراء مدججة إلى الشوارع، مدعمة بإشاعة أن المدينة محاصرة بصواريخ ارض أرض، و ستدمر تماما إذا لم توقف هذه المسيرات، ففشلت الحركة لعدم تنسيقها جيدا مع غيرها من المدن كما نسقت ثورة 17 فبراير2011. حدث الكثير من محاولات الاغتيال له ولزبانيته يعرفها الليبيون و يجهلها العالم لعدم نشرها، فمثلا تمت محاولة للهجوم على باب العزيزية مقر الجرذافي، من قبل مجموعة من ثوار المعارضة الذين دخلوا البلاد على الطريقة الكوبية عن طريق البحر، دمر الجرذافي عمارة كانوا قد تحصنوا بها على رؤوسهم بالضبط، محاولة في مدينة البيضاء شرق ليبيا و أخرى أثناء افتتاحه لأحد الأسواق في ببنغازي، وغير ذلك كثير، باختصار لم تمر سنة بدون أن نسمع عن أكثر من محاولة انقلاب أو اغتيال، فالحس الأمني لدي المتحركين داخليا، لم يكن متوفرا بشكل كاف، مثلا : لم يدرك الليبيون أن الزنوج الذين كانوا يجلسون على النواصي أمام منضدة حقيرة مصنوعة من خشب الصناديق القديم والقذر، عليها بعض علب السجاير أو قراطيس اللب، قد يكونون من فلاشا الموساد، أو أنهم جواسيس للجرذافي، إذ أن أفعاله تدل على أنه موسادي بكل المقاييس، لم يفهم الليبيون بالسرعة الكافية، أن ترك بوابات البلد مشرعة أمام هؤلاء البشر المتخلفين الموبئين بالعديد من الأمراض المعدية، ليس للاستفادة من تقدمهم و خبراتهم العظيمة، وأنهم لا يمكن أن يتغربوا عن أوطانهم في مجاهل إفريقيا، ليعيشوا في ليبيا على دخل كسبهم التافه من بضعة علب للسجاير أو ما شابه، بل أن دخلهم الشهري يأتي من عملهم في منظومة اختراق خصوصية أفراد الشعب التي تؤمـّن الجرذافي. يضاف هذا إلى تعاون الكثير من أجهزة المخابرات الأجنبية والمافيات العالمية معه، مقابل أجولة من أوراق العملة التي ورثها عن أبيه أيضا.
..........
الجزء الثاني : رؤية شاهد
وللرد على تساؤل البعض عن سبب ثورة الليبيين على الطاغية، سأحاول هنا أن اعدد بعض أكرر بعض جرائم الجرذافي الشنيعة والغير قابلة للتصديق كيفما تجود بها الذاكرة :
1 – صنع أوأشترى أو رشى العديد من الرؤساء العرب والأفارقة المتخلفين، ثم عرج على بلاد الواقواق أيضا، لينصبوه عميدا لهم أو ملكا لقارتهم، أو إماما لديانتهم ، بينما أهمل البنية التحتية للبلاد وأهمل الصحة والتعليم، بل عمل على تهميشهما ثم تهشيمهما جيدا، وعمل على بطالة الشباب الذين يشكلون شريحة كبرى تبلغ 70% من السكان ، فوصلت نسبة البطالة إلى 30% منهم، بها الكثير من حملة الشهادات العليا والتخصصات النادرة التي اكتسبوها خارج منظومته، في بلد نفطي لا يتجاوز عدد سكانه 5.5 مليون نسمة بما فيهم من مقيمين عرب و أجانب. هذه النقطة المؤلمة كانت توجع من قبض من العاطلين الثوار على الجرذافي.
.....
2- تبجح بأنه حقق جلاء القوات الأجنبية، و أطلق أسم الجلاء على ميادين و شوارع و حتى مستشفيات !! بينما نحن نشهد كشهود عيان أن العقد مع بريطانيا كان قد انتهى، و أوشك جلاء بقية قواتها على الانتهاء فعلا قبل انقلابه، كما أن الأمريكان لم يكن قد تبقى لهم في عقد الاتفاقية لقاعدتهم اليتيمة، إلا أقل من سنتين ليرحلوا، كما توجب القوانين والأعراف، لم يذكر أن تلك الاتفاقيات حكمتها عقود عند إنشاءها، محددة بزمن معين مقابل مبالغ مالية تتزايد باستمرار و كانت هي الدخل الوحيد لحكومة الاستقلال في سنة 1951، الدخل الوحيد لبلد محطم بسبب الحرب العالمية و الجهاد ضد المستعمرين الفاشيست، بلد يقع وسط محيط عربي عاجز عن مساعدته - إلا مصر التي تكفلت بالتعليم والعملة لعدد من السنوات - فقد كان جل الوطن العربي يرزخ تحت الوصاية أوالاستعمار، بلد ليس به مدارس ولا مستشفيات كافية، ولا طرق اسفلتية، ولا مطارات مهيأة ولا بنية أساسية على الاطلاق، ولا زراعة منظمة ولا صناعة غير منظمة حتى. أشتهر بالكذب الصفيق كإدعائه أن الثوار خونة لاستعانتهم بالناتو الصليبي ضده، و كأننا أعداء مع المسيحية ! الحقيقة أن من طلب مساعدة الناتو بالحظر الجوي وحماية المدنيين من طيران الجرذافي و أسطوله البحري وعتاده الثقيل، هو مجلس الأمن بناءا على طلب المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية، بعد أن شاهدوا إصرار واستبسال الثوار، و لمعرفة الجميع بأن الشعب الليبي مظلوم، و لعلمهم بجنون الجرذافي وتاريخه الارهابي بعد تهديده المرعب لشعبه، فانضمت لحلف شمال الأطلسي ثلاثة دول عربية اسلامية بطيرانها. أما الدول الأوربية فقد قاست من غروره، فقبلت التدخل بالحظر الجوي لأن ليبيا لها 2000 كيلو مترا من ساحل جنوب البحر المتوسط ، الذي يهمها أن لا يكون مصدرا للقلاقل التي تزعج أمن أوربا، تذكر الثوار أنه من هددهم بحرق كل شيء وملاحقتهم زنقة زنقة دار دار، آخر نوادره التي دخلت التاريخ. فجعلوا مذلة الجرذافي أثناء القبض عليه تدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ليكون عبرة لكل النعاج بين حـَديْ رحلة الشتاء والصيف.
....
3- كان مستفزا جدا للشعب ، يقول بآراء وقرارات مضحكة لا تخلو من العبط ولا يمكن مناقشتها لسببين ،أولهما أن حرية الرأي محظورة، والثاني لتفاهتها و خوائها، كان يحلم ليلا ليأتي الصباح التالي بقرارات قراقوشية ما لها من سلطان، كان مغرورا، كلما حلق عاليا صغر في عيون الناس، ويكفي أنه تحكم بالسلطة والمال والسلاح لمدة لا يريد لها أن تنتهي حتى بعد قبض روحه، أساء لسمعة الشعب الليبي بمنطقه السخيف و مظهره الذي يتبراء منه التراث الليبي العريق . تذكر الليبيون هذا جيدا وهم يجردون الجرذافي من ملابسه و يحشون فمه بالتراب .
....
4- اخترع ما سماه النظرية العالمية الثالثة ، ( الكتاب الأخضر) القسم الديمقراطي منه مرتعا جيدا للدكتاتورية الصرفة، والقسم الاقتصادي ينافي جميع النظريات الاقتصادية العلمية والمجربة بنجاح، أما القسم الاجتماعي فحدث ولا حرج ، مقتطفات تنشئ غوغائية ململمة من أفلاطون إلى ماركس إلى نظام سويسرا السياسي، و غطي كل ذلك أثناء التنفيذ بلجان أمنية قابعة، سماها ثورية، قامعة لأي رأي مخالف، كـُتيـِبْ صرف عليه المليارات من أموال الشعب الليبي ليترجم بكل اللغات الحية والميتة أيضا، و نحت مقولاته على الرخام الذي يدفن في الصحراء و يـُـرمي في البحر ليبقى ذخرا لتندر الأجيال القادمة، و ليفرضه كمنهج مهم في المدارس والجامعات !! صرخ الليبيون بمقولات الكتاب الأسود السخيفة في أذن الجرذافي وهم يقبضون عليه.
......
5- بعد انقلابه بسنتين، كانت الإمارات العربية المتحدة تخطوا أولى خطوات توحيدها وبنائها، وكانت بلادي ما زالت تشع بازدهارها من العهد الملكي، زار المرحوم زايد الخير ليبيا لعلاج عينيه، و مما قاله أنه يتمنى أن يرى في الإمارات مدينة كطرابلس أو بنغازي، واليوم، اليوم الفرق بين أبو ظبي أو دبي و بين أحسن مدننا كالفرق بين أوربا و قرى مجاهل إفريقيا. عندما يرى الليبيون مدن الإمارات، يذكرون بدون حسد مقولة الشيح زايد رحمه الله، وتذكروها جيدا وهم يرون حطام مدنهم عند القبض على الجرذافي فحطموا وجهه.
.....
6- وضع الشيخ زايد بمناسبة زيارته في ذلك الزمن، حجر الأساس لبناء مستشفى كبير يحتوي على 1200 سرير في بنغازي، ليستقبل مرضى من كل شرق ليبيا، عـُطل بناءه حتى انتهى ضمان معداته و انتهي تاريخ صلاحيتها عدة مرات وهي ما تزال في صناديقها، و لم يفتتح إلا جزء منه السنة الماضية ، كان تعطيلا مقصودا، فقد قال الجرذافي في أحد خطبه، ماذا تفعلون بمستشفى به 1200 سرير ؟؟ و أجاب الليبيون على هذا السؤال أثناء قبضهم على الجرذافي، إذ تذكروا مرضاهم الذين يعالجون على نفقتهم الخاصة، في مصر والأردن و تونس.
7- أهمل السياحة لبلد لو أعدت له الخدمات اللازمة لأصبح سياحيا من الدرجة الأولى، يتمتع بجو رائع أغلب أيام السنة، يحتوي على ما لا يقل عن خمسة مدن أثرية من عهود الرومان والإغريق والفينيقيين، به قلاع عربية قديمة، عدى آثار كثيرة أعيد دفنها بعد اكتشافها صدفة في إهمال مقصود، و فيه جبال بغابات كثيفة تنحدر إلى البحر اللازوردي الساحر، فيه حمام كليوباترا شخصيا، و مزار مسيحي مهم، طالب الفاتيكان أن يقيم عليه فنادق وينادى بالحج إليه فرُفض طلبه، فيه مقابر لجنود الحرب العالمية الثانية تجذب الكثيرين رغم الظروف، سياحة يمكن أن تأتي بدخل يستثمره الشعب قد يوازي دخل النفط، لكنه منع أي متقدم بفكرة مشروع سياحي من الليبيين أو الشركات العالمية، منعا لتنوع الدخل و اختلاط الشعوب الأخرى بما يعيشه الليبيون من آلام، متحججا أن السياحة يلزمها السماح بيع المشروبات الروحية، بينما وفر هذه المشروبات لزبانيته، ونشرَ المخدرات وحبوب الهلوسة بين الشباب. فالمخدرات تجعل متعاطيها جبانا مترددا، بينما من يشرب المشروبات الروحية يتشجع على القول والفعل. وقد وفر تلك المشروبات بكميات ضخمة لمرتزقته في محاولة قمعه للثوار، تذكر هذا جيدا شبابا سكارى بالغل وهم يقبضون على الجرذافي.
.........
8- تحكم أحد أبنائه السذج في الرياضة، وعندما دفع مليون دولار ليأتي بأحد لاعبي كرة القدم المشهورين من أمريكا الجنوبية ليشارك في مباراة استعراضية، قال الجرذافي في استفزاز فاجر أن ابنه باع إبل جده ليدفع هذا المبلغ للاعب !! وهو يعلم أن الليبيون يعلمون أن من يدَّعي أنه والده لم يكن يملك ناقة يتيمة جرباء. ويعلمون أنه يعلم أنهم يعلمون في نفس الوقت، صفاقة و تحد مستفز، كما استعمل ذلك الابن السلاح لأسباب تافهة و قتل 80 شخصا في أحد مباريات كرة القدم، وهدم مباني أحد النوادي المنافسة بالجرافات، كما منع الجرذافي ذكر أسماء اللاعبين والاكتفاء بذكر أرقامهم !!. غضب من قبض على الجرذافي بسبب كل هذا، وضع رأسه في الطين ثم ركله ضربة جزاء جيدة التنفيذ على خده الأيسر، فحقق هدفا سليما .
.....
9- أساء إلى سمعة الملك السابق و جذوره الطاهرة، وبذخ على شريط سينمائي باسم عمر المختار لكي يشوه حقائق التاريخ الناصعة في سيرة جهاد الشعب الليبي، والحركة السنوسية الشريفة، ثم نقل رفات المجاهد عمر المختار من ضريحه في بنغازي إلى قرية بعيدة عن العمران بحجة أن اعدامه تم فيها !! وتقوَّل على الملك السابق، الذي كان زاهدا في الحكم و حاول التخلي عن العرش، وتغيير النظام الملكي إلى جمهوري عدة مرات، كما أقر معالي السيد مصطفى بن حليم رئيس الوزراء الأسبق في العهد الملكي في كتابه الزاخر بالوثائق الموثوق بها، (صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي ).
لم ينسى الليبيون إهانة تاريخهم و هم يذلون الجرذافي و يلقونه في مزبلة التاريخ .
.....
10- يخشى شهرة أي شخص غيره فغيـْر لاعبي الكرة، منع ذكر أسماء المذيعين في الإذاعتين، و حتى مصوره الخاص نزع آلة تصويره من يده، و التقط الصور بنفسه، بعد أن قال أحد الحاضرين عن المصور أنه أحسن مصور لدينا، ليثبت أنه هو الأحسن في كل شيء.
يعلم الثوار ذلك عنه عندما نعتوا الجرذافي بالأناني الفاشل، ثم بصقوا على سحنته عند القبض عليه.
.....
11- كانت ظروف الوطن في غنى عن الكثير من المشاكل التي اختلقها، بعثر الأموال التي تحتاجها البنية التحتية للمدن و يحتاجها فتح أبواب الرزق للشباب، في هدر الأرواح بحروب و تدخلات خاسرة في أوغندا في تشاد في مصر في تونس ، في لبنان ، في اليابان ، في ايرلندا ، في اسبانيا ، في صحراء المغرب ، في الحبشة و السودان، دعـَّم إيرانَ بشراء السلاح لها، و أمدها بصواريخ اسكود، التي كانت تدك المدن العربية في العراق، أرسل زبانيته ملاحقا معارضيه في أوربا و مصر وغيرهما، قال في خطاب مذاع بأنه سيلاحقهم حتى في فنادق روما - لم يقل زنقة زنقة وقتئذ - تعاون مع مافيات الإرهاب ليرسل متفجراته المؤقتة خلف مدنيين أبرياء في برلين و بريطانيا و مصر، لغـَّم البحر الأحمر ليعطل قناة السويس، أرسل طائرة محملة بالقنابل لتدمير السد العالي بمصرنا!! لولا أن الطيار كان ليبياً حرا، لم ينفذ هذا الجنون، فاعلم السلطات الجوية المصرية وهبط بحمولته بدون أن يلطخ الليبيين بعار وجحود هم أبرياء منه. اسقط طائرة لوكربي التي ثبت أنه أمر بها، و أثناء محاولته التملص من جريمته، اختار نفس تاريخ انفجار واقعة لوكربي 22/12 ليلغم طائرة ركاب مدنية ليبية في رحلة محلية بين بنغازي و طرابلس، أرادها أن تنفجر في عميق بحر خليج السدرة - الذي أسماه خليج سرت - ليصعب التقاط أجزائها والتحقيق في سبب انفجارها من قبل شركات التأمين العالمية، ثم يـَتِـهم بها الأمريكان كانتقام منهم لطائرة لوكربي، لكن الطائرة لم تنفجر حسب توقيتها، و خشية أن تنفجر أثناء هبوطها في المطار فتزيله من الوجود، أرسل لها طائرتين حربيتين كانتا جاهزتين سلفا تحوطا، بقيادة طيارين مرتزقة، ليهبوها صاروخي جو/جو فتبعثرت بركابها أشلاء في الجو ولم يهتم لأمر المدنيين الأبرياء الذين كان لي منهم ثلاثة أقارب. لم ينسى الثوار هذه الحماقات وهم يلطمون و يركلون الجرذافي بعدد جرائمه.
.....
12- لقـَّبَ نفسه بمهندس ما أسماه (النهر الصناعي العظيم) ولم تكن المياه الجوفية من اكتشاف عبقريته بل كانت معروفة منذ العهد الملكي، الذي كان يدرس جدواها الاقتصادية الباهظة التكاليف قبل الانقلاب، ولكن الجرذافي كان يعلم أن كل مواد وخرائط المشروع وقطع غياره تصنع في ولاية تكساس الأمريكية و يريد بتنفيذ هذا المشروع بتكاليف باهظة إرضاء الأمريكان ورشوتهم بعلاقة تجارية ضخمة من الباطن عبر كوريا الجنوبية المنفذة للمشروع، معتقدا أنه بذلك يسكتهم عن أفعاله، أو يوازي بينهم و بين الاتحاد السوفيتي الذي منحه 12 مليار دولار ثمنا لسلاح و ذخيرة في نفس الموعد. يدرك الثوار ذلك عندما أخرجوه من أحد أنابيب تصريف المياه .
.....
13- سرق دخل النفط و جعل أبناءه يبددون الملايين و يكنزون المليارات بينما قال في خطاب متلفز موجها كلامه لشعبه المظلوم، أن عليكم أن تدبروا أنفسكم بدون النفط إذ هو مجنب للأجيال القادمة وهو خط أحمر لا علاقة لكم به !!! ( هكذا حرفيا ) وبعد ارتفاع أسعار النفط بتصاعد في السنوات الأخيرة، منح بعض الجهات ميزانيات هزيلة لتقوم ببعض الترميمات للمباني وللعمارات السكنية و التي سلبها من أهلها، ثم غيـَّر التركيبة الاجتماعية للسكان فيها، متعمدا تسكين طبقات متناقضة من المجتمع في العمارة الواحدة أو الحي الواحد، مسممة ببعض الزنوج، ويقول انه بنى بنغازي طوبة طوبة !!؟؟ وهو من كان ينعتها بالعاصية، مرادف للعاصمة!! و كأن بنغازي العريقة لم تكن مدينة مزدهرة قبل أن يبلنا الله به و بأمثاله. صفاقة فاسقة ما بعدها دناوة و قذارة ، وهو من أهمل تلك المدينة إلى أن أوشكت مبانيها على التساقط ، فكان أول من لمح و جر الجرذافي كالجرذ هو أحد ثوار العاصية.
......
14- سيطر أحد أولاده على شبكتي الاتصالات ثم منع الترخيص لأي شبكة ثالثة منعا لمنافسته، فكافأه بجعله المسئول الأول عن الاتصالات السلكية واللاسلكية العامة أيضا، كما سيطر أولاده و زبانيته على كل الوكالات التجارية، وقبضوا مبالغ طائلة من شركات النفط وغيرها. والشعب الليبي به نسبة كبيرة من تعداد سكانه بالكاد يكتفون بالقوت وبالضروريات وهم يعلمون أن حقهم في الرفاهية المسلوبة كبيرا، فخلع الثوار حذاء الجرذافي المرتفع ليجعلوه حافيا أثناء القبض عليه.
.....
15- كره ثم حقد على الرئيس المرحوم أنور السادات، لأنه عرف سره الموسادي و لم يتـِح له معرفة ساعة الصفر في حرب أكتوبر، اكتشف الجرذافي أن السادات بتعقله و ذكاءه استعمله من ضمن خطط خداعه الاستراتيجي للعدو قبل الحرب، فأخذ الجرذافي يهذي في الإذاعات محاولا تحطيم الروح المعنوية للمقاتلين في الميدان وللشعوب المتعطشة للنصر، ثم و الحرب ما تزال دائرة، أخذ يمنُ على مصر مطالبا باسترجاع بعض المواد والمعدات التي أخذ يعددها ليل نهار في الإذاعات، متبجحا أنه تبرع بها للجيش المصري !! كان تصرفا صبيانا سيئا، لا يقبله الشعب الليبي الكريم الذي لا ينكر الواجب ولا يجحد الجميل ، فلم يبخل الثوار على الجرذافي بأي تهشيم لروحه المعنوية عند القبض عليه.
.....
16- ثار الطلبة بسبب تخاريفه التي تـُحرض على سيطرة لجانه الأمنية على الجامعات، فشنقهم بدون محاكمات في حرم الجامعات، و غيرها من الأماكن العامة ساعة الإفطار في شهر رمضان في بث تليفزيوني مباشر، فترك الطلبة مقاعد العلم ليكوِّنوا جحافل من الفدائيين لغرض محاكمة الجرذافي ثم شنقه باتقان .
.....
17- منع إصدار الصحف غير صحفه الخضراء بلون العفن، و شرد بل وقتل الكتاب الأحرار، أحدهم كمم والآخر سجن كثيرا و غيره كتب بجرأة فقطعت أصابعه ثم قتل و سحل ليوجد جثة متحللة ملقى على أحد الشواطئ. http://beirut.indymedia.org/ar/2005/06/2765.shtml
لذا سـُحـِل الجرذافي قليلا بعد القبض عليه.
.....
18- آه... نسيت ، ما خفي كان أعظم ... استعمل سياسة عرَّفها الناس بــ( جوّع كلبك يتبعك ) فمثلا منع استيراد الموز لما لا يقل عن عشرة سنوات، حتى أن بعض الأطفال حاولوا أكل قشرته بعد توفره، لأنهم لم يعرفوا كيف يؤكل الموز، هذا أمر قد نصنفه بغير المهم .. لكن أن تؤمم جميع المحلات وأكشاك الصحف ثم تجبر الناس على أن تدفع ثمن كيس مقفل به بعض الملابس المختلفة لا يوجد غيره للعيد، وهو مثلا قد يكون به قطعة ملابس أطفال مع حذاء رجالي، وقطعتي ملابس داخلية نسائية، و سترة ( جاكيت ) رجالي شتوي، و بنطلون منامة (بيجامة) طفل مع سترة منامة رجالي، كما منع استيراد بعض الضروريات و كل الكماليات، و لم يغير هذه السياسة قليلا، إلا في السنوات القليلة الماضية ، أمور تدفع إلى الثورة و خلع ملابس الجرذافي و كشف عورته جيدا .
........

19- آه ...لم أنسى ولكني تناسيت الكثييييييير، كارثة أطفال الأيدز، مصيبة حرب تشاد الطويلة ، أعجوبة اختفاء موسى الصدر، صفاقة قصة الطائرات التي دفع له ثمنها الشيخ زايد رحمه الله ، أسلوب التصعيد الوظيفي وتسمية ذوي الخبرة بالمُعوِقين و طردهم لحرمان الوطن من خبراتهم، فيتمركز زبانيته الجهلاء بدلا عنهم، دفع الليبيين للعمل في دول الخليج و أوربا والوطن يحتاج لقدراتهم و و و. فبأي آلاء آلامنا تكذبون ؟؟ هل ما ناله الجرذافي من رحمة عند قنصه لا يعد كرما من شجعان شرفاء ؟؟؟ حقا أن الجميع كان يتمنى أن يراه في قفص الاتهام في محكمة عادلة، وإلا فليوضع في قفص في ميدان التحرير ليقتص منه كل ليبي شخصيا، ولكن للأسف لم يستطع الثوار صبرا ولا المخاطرة بامكانية انفلاته مرة أخرى .

قيل : من السهل أن تؤمن بكذبة سمعتها ألف مرة من أن تؤمن بحقيقة لم تسمع عنها قط

يتبع في الجزء الثالث
.................



الجزء الثالث: رؤية شاهد

وهكذا:
سبق أن قلت : فإن لم نسرع برؤية واقعنا بأعين صريحة ونغيره بفدائية، فلن نحقق بعض أحلامنا، ولن نفاجأ بموتنا متحسرين كَــدُب مات جوعا ببطء مرير علي بعد متر واحد من خلية العسل.
و هكذا و هكذا ، لو استمريت لما انتهيت ، الجزاء من جنس العمل مع قليل من العطف، أردت بتلك النقاط تعداد القليل والقليل جدا ، مما لدي من شنائع الجرذافي الغير قابلة للتصديق بسهولة، و الذي جعلتني أميل مثل كل الليبيين إلى كونه مزروع من الموساد أو صهيوني الجذور كما قالت خالته في القناة 2 الإسرائيلية http://www.youtube.com/watch?v=R3CVUmr0Z48
كما شهد بهذا بعض كبار السن في ليبيا، وخادم الحرمين الشريفين شخصيا في مؤتمر القمة ، و لكن الكشف عن الحامض النووي و مطابقته على جثة من يدعي أنه والده الشرعي، سيكشف هذا الأمر في الوقت المناسب. فالشعب الليبي يتبراء منه ومن أفعاله على أية حال .
.....
هو رجل لا اشك في أن جذوره لا تمتد حتى إلى سطح ارض الليبيين، هو لم يعرفهم على حقيقتهم ، فقد خدعهم بتمسكـُنه حتى تمكـُنه، هو لم يسمع رنين المعدن الليبي الذي يصعد صداه الجهوري والواضح في واقعة رجل ما زال يحتفظ ببندقيته القديمة التي حارب بها الايطاليين، ثم الصهاينة في فلسطين وأظهرها في ثورة 17 فبراير، يشجع بقصته الشباب رغم سنه الطاعنة، قائلا أنه لابد أن يرد على تساؤل الجرذافي من انتم؟ وواقعة ذلك الكهل الذي ربط ركبته أثناء ثورة 17 فبراير، كما فعل أجداده في حربهم ضد الإيطاليين، و جلس في الميدان ليكبـِّر و يقراء القرآن ويدعو للثوار مشجعا لهم في معركة اجدابيا بعد أن منعه الثوار من حمل السلاح. لم يعرف تلك العجوز التي أخرجت علم الاستقلال الليبي من صندوق خاص بمتعلقاتها القديمة، لتعطيه لحفيدها، و تدفعه ليسير به في مسيرات بداية ثورة 17 فبراير، وعندما سألها حفيدها أين وجدت هذا العلم؟ قالت كنت احتفظ به لأني اعرف أن هذا اليوم قادم، لم يعرف السيدة التي دخلت تودع جثمان ابنها الشهيد وهي تزغرد وتكبر وتحمد الله ثم تطلب الصبر منه، لم يعرف ذلك الجريح الذي وضع تحت تهديد رشاش سريع الطلقات وطلب منه أن يهتف ( الله و معمر وليبيا وبس ) فرفض و تلى الشهادتين فقتل. .. مقاطع أذيعت على القنوات تجعل كل إنسان يدمع فخرا بأصالة المعدن الثمين - يدمع الإنسان إذ ثبت له أن ما آمن به من جودة المعدن العربي، وكتب في ذلك وعاند بإصرار على صحة رأيه، رغم كل التشويهات والاحباطات، كان صحيحا تماما.
......
كيف بدأت البداية:
....................
قالت : الحق في المعلومة شيء مقدس, وكذلك الحق في المعرفة وفي التعبير والتواصل...عائشة التاج
في سنة 1996 قتل 1270 سجين في سجن الحصان الأسود طرابلس (أبو سليم) في 3 ساعات أثناء وجودهم في ساحات السجن، لمجرد جهر صوتهم بالمطالبة بالعدالة، عوضا عن بقائهم لسنوات في السجن الرهيب بدون محاكمة، ولم يـُعلم أهلهم و لم تسلم جثثهم لأسرهم بعد رميهم برصاص بنادق سريعة الطلقات!! ثم أعلم البعض على دفعات بوفاة ذويهم بعد أكثر من أربعة عشر عاماً كانت خلالها الأمهات تذهب آملة زيارة أبنائها، فكانوا يصدونهم قائلين لهم أن أبناءكن بخير و أنت ابنك فلان يطلب كذا و كذا ، وأنت كذا و هكذا تتكرر الزيارات ويتكرر تنفيذ الطلبات لعدة سنوات بينما السجين مقتولا مغدورا و مدفونا عميقا منذ فترة ليست قصيرة، عمل أهل السجناء الشهداء على تكوين رابطة و توكيل لمحام ليتحصل لهم على حقوقهم في معرفة كيفية قتل أبنائهم ؟ سمح لبعض المسيرات التي جلها أمهات شهداء مجزرة أبو سليم، كانت تقول في صوت خافت على استحياء ( ما نبوش فلوس نبوا قطاعين الروس ) شيء يدمي القلب. سُجن المحامي في مديرية الأمن، اعتصم موكليه أمام المديرية مطالبين بالإفراج عنه بينما اعتصم زملاء مهنته المحامون أمام المحكمة في بنغازي على شاطئ البحر في ذروة أيام الشتاء الباردة، و كانت مواقع المعارضة في الخارج قد حثت الناس على الخروج في مسيرات سلمية، تخرج من الجوامع بعد صلاة الجمعة يوم 17/2/2011، في كل أنحاء ليبيا، تعاضدا مع اعتصام المحامين. ثم المطالبة بحقوق الشعب المهضومة في تغيير لابد منه فقد طفح الكيل. استعد الجرذافي بزبانيته، وأعد عدته للقمع الفوري يوم 17، كما نـَشر في موقعه على الشبكة بأنه يؤيد الشعب و أنه سيقود المظاهرات بنفسه!!!!!!! إحدى شطحاته التي اعتقـَدَ بأنها ستفسد المخطط الثوري و ستجنبه غليان الثورة الشعبية، غير أن مسيرة أمهات قتلى السجن سارت إلى الميدان يوم 15، قبل الموعد الذي رسمته مواقع المعارضة على النيت بيومين، انظم الآلاف من الشباب لمسيرة أمهات السجناء، في بنغازي، المشهورة بعصيانها للجرذافي حيث اشتعلت شرارة الثورة منها، فسكان بنغازي يمثلون كل سكان ليبيا، ولو أنهم جذع واحد إلا أن فروعه تمتد إلى جميع أنحاء الوطن، الذي تبلغ مساحته مساحة كل من بريطانيا وفرنسا و إيطاليا مجتمعة، اخرج الجرذافي مرتزقته من تحت الأرض ليقمعوا مسيرة سلمية، و كانوا يرتدون قبعات صفراء لتميزهم طائرات الهيلوكبتر من أعلى أثناء دعمها لهم، طارد ذوي القبعات الصفراء المظاهرة ِ بالعصي والحجارة والأسلحة البيضاء، كر المتظاهرون على أصحاب القبعات ففر الزبانية بعد أن استشهد بعض المتظاهرين، و ربما بعض القبعات أيضا.
في اليوم الثاني خرج المتظاهرون في جنازة ، لدفن شهداء الأمس ، و كان لزاما أن يمروا أمام مقر لكتيبة عسكرية مرعبة كان الناس يتفادون المرور بالقرب منها إلا صامتين، برز من أسطح الكتيبة قناصة أخذوا يوجهون رشاشاتهم الثقيلة إلى المشيعين المتظاهرين العزل وهم في طريقهم للمقبرة، فاستشهد المزيد. في اليوم التالي و في يوم 17 فبراير، ثارت أغلب المدن بنفس الأسلوب في مظاهرات سلمية قابلها النظام بقمع يستند على الرصاص الحي للرشاشات الثقيلة بل و حتى المدافع المضادة للطائرات من ذات السبطانة ( الماسورة ) الوحيدة إلى أربعة. في نفس الوقت هاجموا مراكز الشرطة و مواقع الأمن الداخلي للحصول على السلاح - فالعرق يشـَيد البيوت أما الثورات لا تشيد إلا بالدم - وتحصلوا على بعض الأسلحة الخفيفة، للرد على أسطح الكتيبة و فجارها من المرتزقة الأجانب ومن المجندين الليبيين في بنغازي، لم يتمكن الثوار من اقتحام الكتيبة، بأسلحتهم الخفيفة التي استولوا عليها من مراكز الأمن، في البيضاء سقط الكثير من الشهداء واستولى الثوار على أسلحة مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش و على المطار الذي كانت الطائرات -المستعارة من إحدى البلدان العربية المجاورة للأسف - تهبط فيه محملة بالمرتزقة الزنوج، الذين قتلوا أو أسروا، بل وللحقيقة أقول أن الثوار نكلوا بالبعض منهم تنكيلا جيدا ولا أستطيع أن ألومهم كثيرا، فالليبيون يحملون الكثير من الغل على المرتزقة الأفارقة الذين ساندوا الجرذافي حتى قبل هذه الثورة، كما استطاع ثوار المدن الشرقية مع البيضاء كمدينة المرج ودرنة وطبرق السيطرة على مراكز الأمن وأسلحتها، بينما استمر شباب بنغازي يحاولون اقتحام الكتيبة للحصول على ما بها من عتاد ولمنع فجارها من قنص المتظاهرين لم يكن ذلك سهلا حتى باستعمال الجرَافة التي قتل من يقودها فأزاحه أخاه و صعد إلى جوار جثته لاتمام المهمة، فاستشهد هو أيضا، و تستمر معركة الكتيبة عنيفة لأن بها عبد الله السنوسي رئيس مخابرات الجرذافي و ابنه الساعدي اللاعب (الدولي) لكرة القدم، والذَين كان الجرذافي قد أرسلهما من طرابلس محاولا تهديد أعيان بنغازي في مفاوضات محكوم عليها بالفشل. فما كان من أحد الرجال من أهل بنغازي ( الشهيد المهدي زيو ) إلا أن لغـَّم سيارته الخاصة بأنبوبتي غاز خاصة بمطبخ بيته، و اقتحم الكتيبة في عملية انتحارية ،استشهد بالطبع على أثرها، و ترك أسرته بما فيها بنتين تحت العشرين، وبدون أنابيب غاز على الإطلاق، كان عملا بطوليا استشهاديا على كل المقاييس، لم ينفذه ، طفل مخدوع أو امرأة مغيبة منقبة بالغباء، ولا ملتحي مغسول الدماغ مدفوعا بأي اتجاه، كان الرجل مدفوعا بحب ليبيا فقط. فاقتحم الثوار الكتيبة واستولوا على ما بها من عتاد واكتشفوا فيها سراديب و سجون تحت الأرض. غير أن رئيس مخابرات القمع وابن الجرذافي كانا قد فرا إلى المطار، بعد أن أمطروا برصاصهم القاتل من كان معهم ولم يتبق لهم حيز في الطائرة، وكان عدد شهداء الثوار قد وصل إلى حوالي 400 شهيد، استشهدوا في عملية اقتحام الكتيبة بصدورهم العارية وبعض الأسلحة الخفيفة التي تحصلوا عليها من مراكز الأمن، أو وصلت بسرعة من مدن الشرق بها بعض الطلقات كيفما اتفق، أخذ الثوار يحمـِّلون ما غنموه من المدافع المضادة للطائرات ( م.ط) على السيارات رباعية الدفع، و يلاحقون شراذم الجرذافي المتجهة غربا، وهبت المسيرات في كل المدن شرقا و غربا تهتف بالروح بالدم نفديك يا بنغازي، كما قامت مظاهرة في ميدان الشهداء العريق بالعاصمة طرابلس حيث سحق الجرذافي 400 و يقال 600 شهيد كانوا يعتصمون في الميدان. كما حُرقت بعض مراكز الشرطة و ما يسمى بمؤتمر الشعب العام، و لكن في اليوم التالي كانت جحافل من الزنوج تنظف آثار الدماء من الميدان بخراطيم سيارات المطافئ وتطلي المباني التي حرقت من جديد. ثم أخذ الجرذافي يجمع زبانيته وغيرهم ممن أطلقهم من السجون و ملاجئ اليتامى من الليبيين و البوسنيين اللذين جلبهم صغارا وأعدهم لهذا اليوم، ليظهروا في الميدان و كأنهم يتظاهرون تأييدا له. خطب ابنه المدعو زيف الشيطان ( سيف الاسلام ) خطابا مستفزا مهددا بحرب أهلية تدوم أربعون سنة، وأطلق سيلا من الفتن بين الليبيين والمصريين والتونسيين لكي يدفعهم لترك البلد قبل أن يستعين الثوار بهم أو بخبراتهم العسكرية، و لتخلوا الساحة إلا من مرتزقته الأفارقة، عدَّدَ جملة من التهديدات التي لم تؤتي ثمارها إلا سلبا، وتبعه هو ذاته بخطاب ( زنقة ، زنقة ) خطاب أهوج يثير الضحك الباكي، أصبحا خطابان أريد بهما أن يرعبا الشعب الليبي، فزادا من إصراره، وأرعبا العالم ، وصارا عاملان مهمان نبها العالم لخطورة هذا المعتوه على شعبه، فقد هدد بحرق كل شيء والاستعانة بملايين من الخارج و و و . بالإضافة لتاريخ الجرذافي الإجرامي المعروف، مما ساعد على تأييد العالم كله للثوار والتعاون معهم. البعض استعمل سيارته الشخصية ليأتي من الشرق داعما لثوار بنغازي و لنجدة مدينة مصراته التي ركز على قمعها الجرذافي، اندفعت جحافل المتطوعين من شرق ليبيا في الطريق إلى مصراته بتصميم يهدف الوصول إلى مقر الطاغية في باب العزيزية، جحافل من الشباب الثائر في سيارات مدنية عادية، بما تيسر من السلاح الخفيف والبعض في سيارات رباعية الدفع تحمل رشاشا ثقيلا أو مضادا للطائرات، سارت على الطريق الساحلي المسفلت مسيطرة على كل القرى والمدن في طريقها الذي به خمسة مواني لتصدير النفط أو مشتقاته، إلى أن وصلت إلى أكثر من منتصف مساحة ساحل ليبيا وأكثر قليلا، يعاونها في تشتيت قوات الجرذافي، الجبل الغربي وبقية المدن الغربية، حيث قتل ابنه قائد اللواء 32 المدعم ، وكانت المسيرات و ميادين الاعتصامات زاخرة في كل المدن، برز دور المرأة الليبية بجدارة في كل تلك الاعتصامات والمسيرات، بشكل لم يتوقعه الكثيرون، فقد خرجت المرأة من جميع الأعمار لساحات الاعتصام، و شكلت مسيرات ضخمة خصوصا في يوم المرأة العالمي، كما أعدت المدارس لتكون مطابخ لتموين الثوار بالوجبات، التي تبرع بتكاليفها أفراد الشعب الذي أوجد صناديق لجمع التبرعات في كل مكان ، أنشأت المرأة الكثير من الجمعيات الأهلية التي كانت محرومة منها أيام الجرذافي السوداء ، كما برزت في إعلام الفضائيات الجديدة بقدرات ممتازة ، وقفزت لموقع الوزارة بجدارة، أصبح الناس يتسآلون أين كانت كل تلك الكفاءات ؟؟ ولأن الشباب مدفوع بانفجار الحقد على الجرذافي، فقد اندفع في عشوائية وبفدائية رغم أنه غير مدرب، فسقط في خدعة حربية بسيطة، عندما فاجأتهم شراذم الجرذافي القادمة من الغرب بخدعة استعمال نفس أنواع سيارات الثوار المدنية ورفع علم الاستقلال ذي الثلاثة ألوان مقلوبا، كعلامة تميزهم عن الثوار، و دخلوا وسط المجاهدين برشاشاتهم الثقيلة و أمعنوا فيهم تقتيلا و اسروا منهم الكثيرين، فاضطر الثوار للتقهقر، وعادوا تحت ضرب الطيران والبحرية و شراذم القذافي خلفهم بعد أن دُعـِمت بالراجمات والصواريخ ذات الأعيرة المختلفة، حوصرت مدينة اجدابيا ثم أُعمل في أهلها القتل والسرقة والاغتصاب من مرتزقة يحملون العديد من الأمراض و حبوب الفياجرا و الكثير من زجاجات الخمر قوية المفعول، فلجاء سكان هذه المدينة التاريخية المسالمة إلى الشرق، تجمع على حدود اجدابيا الشرقية في الطريق إلى بنغازي جيش يمتد بطول 130 كم من العتاد الحربي الثقيل، يتكون من أكبر وأحدث الدبابات والراجمات والمدافع والصواريخ، ثم تجرأ هذا الجيش العرمرم متجها لاقتحام بنغازي، بأوامر سجلت و تم تبادلها على أجهزة الهاتف النقال لسحق بنغازي و تسويتها بالأرض بدون شفقة ولا رحمة ، هكذا حرفيا ، عدى الفندق الذي ظهرت صورته خلف كل مراسلي القنوات الفضائية، حيث كانوا يرغبون في بقائه كمقر لاحتفالهم بالنصر على السكان المدنيين. لنتصور لو كانت جحافل تمتد بهذا الطول تمكنت من اقتحام بنغازي !! لأبيدت مئات الألوف من الأرواح في مجزرة فضيعة. ولكن القرار 1973 الشهير كان قد صدر منذ يومان ، كان الناتو بدأ يزيل الدفاعات الجوية للجرذافي، ليتمكن من تنفيذ الحظر الجوي، و في هذا الصباح 19/3/2011 عندما وصلت جحافل الجرذافي إلى حدود بنغازي الغربية، واستطاعت مجموعة استطلاع من الثوار أن تعرف مدى القوة التي تنوي اقتحام المدينة، تبرع عدة طيارون ليبيون من مطار بنغازي، بعمليات فدائية بما لديهم من طيارات متهالكة تعد على أقل من أصابع اليد الواحدة، لمهاجمة تلك الأرتال وتعطيلها ، بينما يشاغلها الفدائيين على الأرض، إلى أن جاءت النجدة من بعض الطائرات العربية و الأوربية المشتركة في حملة الناتو لحماية المدنيين، فقضت على تلك الأرتال المدججة بأثقل و مختلف أنواع الأسلحة بما و من فيها دفعة واحدة، فأنقذت مئات آلاف الأرواح. - عندما يكون بيتي يحترق فلن اسأل من جاءني بدلو ماء عن جنسيته أو ديانته ، هكذا ببساطة متناهية - كما استشهد ثلاثة من الطيارين الذين غامروا باستعمال طائرات صدئة مركونة منذ سنوات بدون صيانة، كما أنهم لم يسمح لهم بالطيران منذ فترات طويلة.

يتبع في الجزء الرابع

.......

رؤية شاهد

الجزء الرابع :

انتبه الثوار لوجوب تنظيم أنفسهم، و ترتيب تسلسل القيادات، ثم لاحقوا جيوش الجرذافي و مرتزقته في جميع أنحاء ليبيا على وسعها، كانت القنوات الفضائية تتابع بقدر ما يسمح لها الثوار، إلى أن تم حصار البريقة الملغمـَة بمئات الألغام من مختلف الأنواع، و بقى الثوار يحاصرون قوات المرتزقة، في خدعة حربية جعلت العالم يتسآل عن سبب توقفهم الطويل، والواقع أنهم كانوا يحاولون إزالة آلاف الألغام بامكانات بدائية وفي نفس الوقت يحررون الجنوب الكبير المساحة في معارك لم تأخذ الكثير من انتباه وسائل الإعلام، إلى أن تم تحرير العاصمة طرابلس ثم حصار مدينة سرت وتمكين أكبر عدد ممكن من سكانها من الخروج، وجد الثوار الكثير من جثث مرتزقته متروكة للكلاب الضالة بدون دفن، و عرفوا أنهم كانوا يستعملون المدنيين كدروع بشرية، فقد سبق أن قال الجرذافي أن خير دفاع جوي هو الجماهير !! وعرفوا كم ارتكبوا من سرقات و جرائم ضد أهالي سرت فانفجر حقد الثوار في سرت على القذافي شخصيا.
.......

خلال المشوار :
...............
حقق الثوار أثناء مسيرة التحرير الطويلة جدارة فائقة - لكي لا أقول معجزات - في القتال بعد إعادة تنظيم أنفسهم ضد جحافل محترفة و مدججة، فحققوا بطولات لم يتوقعها الكثيرون، إلا من عاش تحت حكم الجرذافي، و يعرف أن الحقد المقدس هو بركان ملتهب عندما ينفجر فإن دويه يهشم الجبال ولا يقارن بأقوى الأسلحة، لقد رأيت على الأرض ما فاق توقعي و تفاؤلي بدرجات كثيرة، فرغم حصار المدن و تجويعها كمدينة مصراته التي قُصفت بأعتى أنواع الأسلحة واغتُصبت نساءها، و مُثِل بجثث شهدائها وسممت مياهها و و و. فقد قاوم شبابها لمدة 6 أشهر تحت حصار قاس يمنع الكهرباء ويقطع المياه بعد تسميم ما بقى منها في المواسير، لقد عاش الناس على ثمار النخل واستعملوه بدلا من السكر، فدخلت مصراته التاريخ، ستالينجراد العصر بجدارة فائقة، لمثابرة شبابها و من انظم إليهم من مدن الشرق المحررة ،على القتال الشرس برجولة فدائية، حدثٌ ابهر العالم بشهادة الأمين العام للأمم المتحدة الذي استعمل مفردة ( انبهرت ُ) تحديدا، و بشهادة العديد من رؤساء الدول والعسكريين ذوي الخبرة ، صاح أحد المفكرين الليبيين على شاشات الفضائيات دامعا يقول: (Libya will inspire the World) ليبيا ستلهم العالم ، برزت الكثير من المواهب ، تمكن أحد الشباب ( محمد مصطفى نبوس ) في شهر مارس من اختراق الحجب على الإنترنيت، و أنشاء فضائية بمعدات بسيطة لإصراره على إعلام العالم بما يحدث في ليبيا، وينشر رسالة الشعب الليبي المطالبة بالحظر الجوي، ذلك قبل استشهاده وهو يقوم بتصوير كتائب الجرذافي تحاول اقتحام بنغازي، و قبل أن تتحول محاولته إلى محطة ليبيا الحرة الآن. برز من تحت الأرض رسامون و شعراء و موسيقيون كانوا مدفونين، صدر ت العشرات من الصحف والمجلات الحرة ، التي برز فيها دور المرأة في رئاسة التحرير والكتابة ذات المستوى الرفيع، أخذ الكثيرون ممن حول الجرذافي ينشقون عنه والبعض يفر للخارج، تجمع الناس من كل حدب و صوب في معسكرات للتدرب على استعمال السلاح ثم ذهبوا للقتال في الجبهات. عاد الأطباء من أعمالهم بالخارج للتطوع في الميدان، عاد الدارسون خارج ليبيا ليحملوا السلاح بدلا من الكتاب، إذ للكتاب وقت آخر، لي ابن أخت ترك عمله و زوجته الانجليزية مع طفليه في بريطانيا حيث كان يقيم وجاء للمساهمة في القتال ثم يعود، فاستشهد، قُفلت عليه حاوية حديدية تحت وهج الصيف مع تسعة وعشرون آخرون، ثم تُركوا بدون ماء و لا هواء !! . ابتكر المقاتلون العديد من أساليب الدفاع والتكتيكات الجديدة بتلقائية يدفعها التكبير والحقد المبارك من الله ذاته، وتدفعها الرغبة الجامحة في تحرير ليبيا من الحقد الصهيوني الجرذافي الشيطاني، استعملوا مدافع الطائرات ( جو/ جو) التي نزعوها من طائراتها المركونة لتموين الصدأ، و ابتكروا لها لوحة اليكترونية تعمل بيد المقاتل عوضا عن أزرار أجهزة المقاتلات الجوية، صنعوا في ورشهم مدافع الآر. بي .جي الشهيرة لمقاومة الدبابات ، نزعوا مدافع متعددة المواسير من الزوارق الحربية ليستعملوها في الميدان على الأرض ، ابتدعوا تحويل السيارات رباعية الدفع إلى مدرعات بإحاطتها بصفائح الحديد لحماية السائق والمقاتل، وعندما زرعت كتائب الطاغية مئات الألوف من مختلف أنواع و أحجام الألغام، مما عطل اقتحام مدينة البريقة ، استغل الطلبة الثوار القطع الاليكترونية في لعب الأطفال ليصنعوا ( روبوتات ) تنزع الألغام. شاهد العالم كل ذلك باعجاب واندهاش عظيمين ، اكتشفوا الكثير من المخازن السرية للأسلحة والذخيرة فوق الأرض و غيرها مدفون في حاويات أو صناديق تحت الأرض، كان الطاغية يعدها ليوم انفجار الحقد الذي كان يخشاه، كما ساعدت بعض الدول العربية بإرسال بعض الأسلحة الخفيفة و سيارات الإسعاف في سرية تامة، أمرٌ يقدره عاليا ولن ينساه الشعب الليبي، كما لن ينسى الحكومات التي ساندت الطاغية في سرية غير تامة، ورغم ارتكاب كتائب الطغاة لمقابر جماعية فاقت مقابر صدام حسين، ورغم نشر مقاطع مرعبة لكيفية تعذيب الأسرى من الثوار بيد المرتزقة، إلا أن ذلك لم يزد الثوار إلا عزيمة و فدائية منقطعة النظير بشهادة العالم كله. وفي أثناء مسيرة الثوار من بنغازي إلى طرابلس، أكثر من ألف كيلو متر، كانت المدن في الغرب و الجنوب تفتح جبهات قتال حامية لطرد كتائب الطاغية، وتسيطر على الطرق الرئيسة و المنافذ الحدودية، في خطة محكمة للسيطرة على طرابلس العاصمة، وكانت تلك الكتائب المرتزقة، ترتكب الفظائع في أي مكان وجدت به، كانوا يستعملون أسلوب التتار في نشر الرعب أمامهم، ليخيفوا من هو بخطوتهم التالية فيهرب قبل أن يصلوه، لكن هذا لم يفدهم قيد أنملة مع أحفاد المختار و رجاله، فقد نشرت الفضائيات أحد الثوار وهو يرد على ترهيب الجرذافي قائلا ( جايين لك ، جايين لك ، في عقر دارك ) وقد وفي بما توعد ، كانوا يتغنون مهددين الجرذافي (زنقة زنقة ، دار دار يا جرذافي درت العار، حي ،" ياويلك" عليك من الثوار، وين تعدي منهم وين) وقد صدقوا ما توعدوا، و ردا على تسأله الشهير ( من أنتم ) قالوا له وهم يعلمون أنه مدمن تتبع التليفزيون و يسمعهم جيدا قالوا ( نحن كانـَّك " إن كنت " ما تعرفنا، نحن اللي عرشك طيحنا، نحن اللي وقفات العز وقفنا، نحن أسيادك نحن حرَّامين إرقادك، نحن همك، نحن اللي فورنا دمك، نحن هـُم بأسك، نحن ما يكفينا راسك ...إلخ) لقد أعجزوا آلته الإعلامية التي يصرف عليها بالملايين يوميا ، ببضع كلمات نابعة من القلب تشع بالإصرار. اكتشف الثوار ثلاجة بها مالا يقل عن 14 جثة ، مستنداتها تدل على أنهم وضعوا بها منذ سنة 1984!!. وسرها لم ينشر بعد، اكتشفت سبائك من الذهب و الأموال الطائلة مدفونة في حدائق بيوت أزلام الجرذافي المجرمين، كان الجرذافي يجند مخلوقات غريبة في إعلامه تكذب بدون حياء، و تدعي ادعاءات سخيفة تدل على جهلها و غباء من جندها، ولعلمهم بأنهم مضلـِلُون ظالمون وسيلاحـَقـون هربوا عند تحرير طرابلس إلى سوريا حيث اشترى الطاغية فضائية تسمى ( الرأي ) يملكها سخيف صفيق عراقي، يبيع شرفه مقابل بضعة ورقات مالية، بدليل جلـْبـِه للعراقيات والسوريات و غيرهن لأبناء و أزلام القذافي بغرض التسلية تحتى مسمى الاحتفال بالمناسبات. كانت هذه المحطة الفضائية كمحطات الجرذافي السابقة، تلقب الجرذافي و أولاده بالمجاهدين و تدعي تقدم الملايين العرب للتطوع مع الجرذافي، كما تفبرك شرائط للمسيرات المليونية و الأفلام والمكالمات الهاتفية، التي تقول عن الثوار أنهم ثوار الناتو الذين يساندونه في حرب صليبية، كأننا في حرب مع المسيحية !! و أنهم عصابات مسلحة، كما ينشرون مقاطع لمباني مدمرة وبها ألعاب لأطفال أو جثث لرضع ، بينما استطاع الثوار تسجيل و إذاعة أوامر من ( البغدادي ) رئيس وزراء الجرذافي لأحد الزبانية بأن ينقل أطفال موتي من المستشفيات و يضعهم وسط الهدم قبل التصوير!! لاستدراج عطف العالم !! وغير ذلك من إعلام صفيق و شعارات سخيفة تثير السأم، كما قالوا أن الناتو يريد النفط و سيبقى في ليبيا ولن يغادرها، و كأن الناتو نزل بمشاته على الأرض محملا بخراطيم تمص النفط لسفن تسرقه !!!! أو كأنه كان محروما منه أيام الجرذافي ، بينما كان الثوار وهم في اشد الحاجة للحظر الجوي، يرفعون لافتات تقول لا للتدخل على الأرض. فلو لم يرى العالم بسالة الثوار و إصرارهم فيثق من نصرهم، لما وقف معهم و غامر بمصالحه و سمعته. كانوا يتقولون ترهات بطريقة سمجة لا تنطلي على الأطفال، بينما كان الكثيرون في شوارعنا يشاهدون هذه القناة الداعرة كما يشاهدون قنوات الطاغية الفاجرة قبل تحريرها، بغرض التفكه والضحك على مستوى الانحطاط الذي قد يصل إليه بعض سخفاء البشر.
يتبع في الجزء الخامس
.......

رؤية شاهد

الجزء الخامس والأخير:

كيف نفق الجرذافي
------------------
أولا : لم يحن الوقت بعد لنشر نتائج التحقيق في كيفية مقتله ولا محاكمة قاتله ، فنحن لا نعرف الحقيقة بعد.

ثانيا : لا شك أن كل من لديه حيوان يؤكل، يتمنى أن يذبحه ، ثم يسلقه على نار هادئة في بعض الماء مع قليل من الملح قبل أن ينفق .
لكن الجرذافي – الذي تمنى الشعب الليبي سلقه حيا – كان حيوانا من نوع شاذ لا يمكن السيطرة عليه في اطمئنان، كالضفدعة أو السمكة لسهولة تزحلقهما من بين أقوى الأصابع، ذاك الجرذافي وراءه الكثير من الأزلام الذين استعمل معهم سياسة التوريط فاستفادوا كثيرا منه، ولخشيتهم من انفضاح تورطهم عند انتهاء عهده قد يفعلون أي شيء لفك أسره أو قتله، خلـْـفُه الكثير من أجهزة المخابرات والمافيات، والعصابات الدولية التي تخشى أن يفشي أسرار تعاملها معه في أعماله القذرة، وُجد الكثير من سبائك الذهب والأموال الطائلة مدفونة في بيوت زبانيته، التي يبدو أنه وزعها للعودة إليها، ويريد أصحاب تلك البيوت قتل الجرذ الكبير ليتمتعوا بأموال الفقراء المنهوبة.. لكل ذلك هناك الكثيرون الذين لا يريدون أن يقبض عليه حيا .

ثالثا: نظرا لما عددت بعضه من الأفعال الشنيعة للجرذافي ، فقد كان يـُخشى تهور الحقد لدي من يقبضون عليه فيقومون بقتله قبل محاكمته، نصح أحد المعارضين الكبار الثوار نصيحة ثمينة قائلا: اعرف أنه أمر صعب جدا جدا جدا ولكني أرجوكم أن تتمالكوا أعصبكم و أن لا تسيئوا إليه عند القبض عليه ، يجب محاكمته محاكمة عادلة ( فقد كاد المريب أن يقول خذوني ) . لكني أرى أنهم أهانوه و ذلوه ، ضربا مبرحا
بأخمص الرشاشات و بأقدامهم على وجهه القبيح، تنفيسا عما تذكروه من أفعاله فهم بشر قاسوا منه الكثير، لكنهم لم يقتلوه، بل نفق لأنه كان جريحا، وهم لم يدركوا ذلك، فنفق بعد ضربهم له. إن من قضى عليه جيدا بعد ذلك بالمزيد من الرصاص أو غير ذلك، لا يمكن لومه أو اتهامه بالهمجية أو عدم استحقاقه للديمقراطية كما حاول البعض أن يلطخ دم الشهداء و نزاهة الثوار بمقولات عشوائية سطحية لا تصل لأي عمق، إلا خوفه على سمعة الثوار، إن أي من اولئك الثوار في وسط لهيب المعركة، غمرته شنائع الجرذافي قبل الثورة و أثناءها، فخاف أن يفلت كما فلت ابنه سابقا، لذا منحه ما يعتقد أنه بعض مما يستحقه من إذلال ليعجز عن الهرب، مؤمنا أن ثمن هذا التصرف قد تكون عقوبته الاعدام، ولكن الأمر يستحق هذا الثمن بدون شك. ففعلا ركلة على وجه الجرذافي تستحق أن يموت بعدها الثائر مرتاحا. ألا يتمنى ذلك الآن ثوار سوريا واليمن مثلا؟ هو لم يسحل كفيصل العراق، أو يعلق من رجليه كموسليني، ولم يحاكم محكمة صورية كشاوشيسكو ثم يقيد بحبل خشن و يرمى بالرصاص مباشرة على أي حال،حقد الشعب على الجرذافي جعل أحد الثوار يصرخ غاضبا على شاشات الفضائيات موجها خطابه للجرذافي بأنه سيلاحقه حتى و إن قتل، فسيخرجه من قبره ليحرق بقايا جيفته، ثم أنه عندما أذيع نباء القبض على أحد أبنائه سابقا،ثم فك أسره و هروبه إلى احد البلدان (الشقيقة) المجاورة، طالب الغاضبون من هربه أثناء مداخلاتهم مع الفضائيات، أن أي أحد من أسرة الجرذافي أو زبانيته يجب أن لا يأسر، بل يجب – فرقعته – هكذا حرفيا، (فرقعته ) بأسرع ما يمكن .
........

لم يبقى إلا أن أتحدث قليلا عن الوضع الحالي بصراحة:
----------------------------------------------------
• (( إن مصالح الدول ترتبط بقوتها، والقوة مزيج مركب من القدرة العسكرية والاقتصادية والقادة السياسيين. ))
• لكل زلزال توابع يجب ترقبها وقبول خسائرها، بدون احباط للهمم و للروح المعنوية وهذا ما يقبله شعبنا الليبي الآن.
• السلطة المؤقتة تتخبط في تصريحاتها لشدة الضغط عليها داخليا و خارجيا ، لكنها مؤقتة على أي حال ، و حيث أن المنطق يقول أن القرارات لا تصدر من أفراد بل يجب أن تعد و تعدل من مجلس منتخب في ديمقراطيا، فإن ما قد يصدر من هذه السلطة مما يبدو كقرارات تثير الجدل، هو وجهة نظر فقط، خصوصا أن الجميع ينتظر صدور الدستور الدائم الذي لا يسمح بسلطة منتخبة للبقاء في الحكم أكثر من مدة محددة.
• هناك الآلاف من الأزلام و المرتزقة الأسرى، يتم إطلاق سراح من يمكن تسريحهم بالتدريج، و يوجد الكثيرون ممن سيبقون في السجون أو تحت الإقامة الجبرية إلى أن تتم محاسبتهم بعدالة.
• سقف المطالبات و التوقعات مرتفع جدا، فالشعب حرم من بعض الديمقراطية منذ أكثر من أربعة عقود جحاف، لذا نجد الاعتصامات في كل مكان، تقوم ثم تزول بعد التفهم والتفاهم بسرعة جيدة ، ذلك بسبب انفلات الناس إلى الديمقراطية، و لعدم تركيز السلطة الحالية المؤقتة على توعية الناس الذين يعتقدون أن الحكومة المذكورة تحت سلطتها الكثير من الأموال الليبية المجمدة، والواقع هو غير ذلك، فهم يسمعون أن الدولة الفلانية ستفرج عن قيمة كذا و غيرها كذا ، لكن اغلب الناس لا تدرك إن هذه الأموال لا توجد في حقائب متينة جاهزة للإفراج، بل هي تعمل في السوق حيث التجميد يعني عدم تحويلها إلى أهلها لحين انجلاء الأمور، لكنه لا يعني عدم استعمالها من قبل المصارف المودعة بها، والإفراج غالبا ما يحتاج لبديل عنها، وهذا يحتاج لوقت، لذا لم يفرج إلا عن قيمة بسيطة موجودة بصندوق تتحكم في الصرف منه الأمم المتحدة إلى حين الانتهاء من إعادة تأسيس الدولة، تذهب هذه القيمة للمرتبات و علاج الجرحي وغير ذلك من الأمور الأهم من المهمة، ثم أن التجار ورجال الأعمال لا يدَعون ولا يودِعون أموالهم بالمصارف، مما سبب في بعض التذمر الغير المتعقل، والناتج عن قلة السيولة بالمصارف، هي مشاكل لابد من حدوثها و تحملها، ولا يجب أن تؤخذ دليل فشل أو عذرا لنشر الإحباط.
• كأي ثورة ، عندما تَغمرٌ البحيرة مياه الأمطار الطاهرة، فإن الكثير من الضفادع الكامنة في وحلها تقفز منقنقة بذقونها القبيحة نحو القبلة، منقنقة بأنها لم تكن كامنة في طينها بل هي من قامت بالفعل وما نصرها إلا الإشارة بذقونها نحو القبلة و و . حدث هذا في مصر و تونس ويسعون لحدوثه في ليبيا بخبث شنيع، لكن الشعب الليبي الذي قاسى كثيرا يعرف أن لكل شيء وقته. وان من نزع الجرذافي يمكن أن ينزع كل الضفادع والحشرات المترقبة والمرتقبة.
• حتى أثناء كتابتي لهذا المقال، ما زالت جحافل الثوار تعود لمدنها و تقوم بتسليم أسلحتها، و يستقبلها الناس بالحفاوة والتكريم الشديدين، تقوم أمهات الشهداء تحديدا برشهم بالورود والماء البارد، و تزغرد لقدومهم في ملاحم مؤثرة من الشكر والعرفان، قائلة أنكم أخذتم بثأرنا.
• يسير تنفيذ ما جاء بالدستور المؤقت، من تأسيس حكومة انتقالية و إجراء انتخابات تشكل المؤتمر التأسيسي الذي يختار لجنة لتأسيس الدستور الدائم، يسير بسرعة السلحفاة، فالوقت ليس وقت التهور والتصرفات المستعجلة التي تمنح الغير فرصة للتدخل الغير مرغوب، خصوصا و أن الجراثيم والضفادع تسعى للفتن وتسمي ليبيا بالكعكة، التي يدَّعون أن لهم النصيب الأكبر فيها .
• هناك من تعود على التذمر لمدة اثنين وأربعون سنة ، فأدمنه ولم يستطع التوقف عنه، أصبح الآن يتوقع الكثير من سلطة مؤقتة ليس لديها الوقت ولا المال لإنجاز كل شيء دفعة واحدة ، و هناك من الإخوة ممن فاجأتهم مثالية الثورة وطهارتها، فأصابتهم الصدمة بدوار شديد جعلهم يلجئون لراحتهم في مستنقع الحسد و نثر الطين على جدار الثورة الناصع، فمن قائل أن المخطط أجنبي ، و من قائل أن السبب هو النفط، ولماذا لم يتحرك الناتو في سوريا ؟؟ ، وكأن أوربا و أمريكا كانوا محرومين من النفط الليبي !!. و كأن تدخل الناتو في ثورات عربية أخرى بعد تكاليف تدخله في ليبيا، هو بالأمر الهين، بدون أمر من مجلس الأمن الذي يجب أن يتلقى طلبا من الجامعة العربية والمنظمات المهتمة.!! لكل ثورة ظروفها و توقيتات التدخل لمساعدتها.
• المعاملة التي تلقاها زيف الشيطان ( سيف الإسلام القذافي ) تتسم بالأخلاق النبيلة للثوار، عكس ما ظهر من معاملة لوالده و أخيه، الذي قبض عليهما وسط ضجيج المعركة في ظروف مختلفة، يغفر الرأي العام في ليبيا ما يكتب ويقال عن أن طريقة إنهاء الجرذافي، حدثت بوحشية تشوه سمعة الثوار، بل يأسفون لأن نهايته جاءت سلسة جسديا و إن كانت فضيعة معنويا. أما قتله بدون الرجوع للقانون فإنه - فوق ما قلته أعلاه – حكم على نفسه بنفسه في سذاجة متناهية، في خطاب " زنقة ، زنقة " عندما قراء قانون العقوبات الليبي الذي يحكم بالقتل على من يرفع السلاح في وجه السلطة، ناسيا أنه قام بانقلاب مستعملا السلاح ضد الدولة في 1969.
• رفع الليبيون لافتات تندد بما يحدث في سوريا واليمن، بعد أن أنهوا القذافي و حتى أثناء حربهم الثورية، أو وهم يعانون من توابع زلزال ثورتهم يتابعون ثورات إخوتهم في مصر و تونس واليمن و سوريا، و يدعون للجميع بأن يبعد عنهم شر الملتحين المقصرين و يتمنون لهم النصر التام قريبا.
• يؤلمني أن أتسأل، ما هو الذي أوصل أقطارنا لهذه الخسائر والتردي في مسيرتنا ؟؟ ولا أجد جوابا إلا عدم توفر ثقافة ديمقراطية الحوار من البيت إلى السلطة، الأمر الذي جعلنا بدون أحزاب جادة تعمل على تكتل الجماهير و قول كلمتها ، أو بدون أحزاب على الإطلاق ، و ما يشحنني بالأمل، هو توفر التقنية التي يمكن أن تـُستغل في تجميع الجماهير لتفرض رأيها.

• في رأي ، أن العناصر التي صنعت الدمى الدكتاتورية ، وعملت على تخلف الدول العربية،
مثل بروتوكولات خبثاء صهيون، والتشوه الثقافي للشعوب العربية ذاتها،قد تحاول في تحالف
مصلحي، أن تعمل على تخلفنا بنفس الأساليب السابقة، و/أو أنماط جديدة من التآمر طويل المدى و قصيره، غير أن طعم الحرية الذي يتذوقه الثوار في أوطاننا الآن، مع توفر التقنية و هي الحزب العالمي الجديدة، سيقاومان ذلك بشراسة، و مع هذا يجب أن يكون لتفاؤلنا حدود، و ينبغي أن نتوقع إلقاء الكثير من العراقيل في طريق نهضتنا الحديثة، ولكني أصر على أن هذه الشعوب العربية ، عندما تجد الفرصة فإن معدنها يمكنه أن يتخطى المستحيل ذاته.
..........
تحياتي




تحياتي













الرد على: رؤية شاهد - لواء الدعوة - 11-22-2011

قرأت الموضوع كاملاً حرفاً حرفا وسطراً سطرا ، و " زنقة زنقة " ، وبدون مبالغة أكد المقال أغلب قناعاتي حول الثورة الليبية الشهباء ، والتي كانت ثورة بحق أزاحت نظاماً كاملاً وستحل مكانه نظاماً جديدا يختلف كلية عن النظام السابق وطوت صفحة النظام القديم وأزلامه ورموزه ، لتبدأ مرحلة جديدة في مستقبل سوريا يصنعها أبطالها العظماء .

لكن لي مأخذ بسيط على موضوعك الطيب الذي عكر صفوه تهجمك على الإسلاميين ، وأنا وأنت والكل يدرك بأن لهم دور كبير فيما حصل ويحصل وسيحصل ، وكانت لهم صولات وجولات سابقة مع النظام الإجرامي القذافي ولهم قيادات وشباب وأفراد في السجون القديمة ومنهم من قتل وعذب وشنق بدون رحمة أو هوادة ، ولذلك " التهجم " على شريحة كبيرة من الثوار هو تهجم على " الثوار " ذاتهم ، ولا أحد قطعاً سيسرق أو " ينقنق " على موجة الثورة ، بل هي إنتخابات وديمقراطية وآراء حرة يصل إليها من يمنحه الشعب الليبي الثقة الكاملة .

وهذا تطييب لموضوعك ، أكثر فيديو أثر في في ثورة ليبيا العظيمة :



بالتوفيق لأخوتنا الشرفاء الأحرار أحفاد المختار في ليبيا .



RE: رؤية شاهد - الحكيم الرائى - 11-22-2011

شكرا عزيزى على الموضوع ,موضوع يستحق القراءة مرات ومرات والتأمل فيه قمت بطبعه اليوم لأحتفظ به فى ملف خاص,وان كنت أتمنى أن تعيد صياغته فى كتاب يطبع وينشر فقضية مثل هذه يجب أن نحتفظ بها فى مكتابتنا الخاصة لاولادنا واحفادنا حتى يتعلموا من عذابات أبائهم.


RE: رؤية شاهد - فلسطيني كنعاني - 11-22-2011

شكرا لك ايها الزميل فخري الليبي على عرض هذه الحقائق ....

رغم نهاية القذافي البشعة أمام وسائل الإعلام كنت أعلم أنه يستحقها .... و أنت أكدت ذلك بوضوح ، لا استغرب حتى لو تم إطعام جيفته للكلاب.

أحييك ايضا على اسلوبك الرائع و الشيق في الكتابة ، فرغم طول موضوعك إلا أن القارىء لا يشعر إطلاقا بالملل، فقد نجحت بإيصال صوتك و شهادتك بأسلوب روائي جميل.




الرد على: رؤية شاهد - سيستاني - 11-22-2011

توثيق رائع زميل فخري لخصت فيه سيرة العقيد في نقاط بشكل شاف .

سردك يقطع كل شك في أنه رحمه الله كان ابن قحبة لا يجود الزمان بمثله الا استثناءا .

مبروك ليبيا


RE: رؤية شاهد - vodka - 11-22-2011

تستحق الشكر والتقدير على هذا التحليل الرائع لثورة ليبيا

والذي اجاب على السؤال الذي كان يدور في فكري دائما

ما هي طبيعة هؤلاء الليبيون الذين يرون هذا المجنون يحكمهم 42 سنة

ويقفون بالساعات الطوال يستمعون لجنونه ولا يثورون


RE: رؤية شاهد - أبو نواس - 11-22-2011


أضم صوتي لأصوات من سبقني من الزملاء بتقديم الشكر والتحية للزميل فخري الليبي على هذا الموضوع الغني بالمعلومات. وكم نحتاج إلى الكثير من أمثاله لنوثيق مآسي شعوبنا نتيجة جرائم الاستبداد وسيطرة مافيات العائلات الحاكمة.

2141521



RE: رؤية شاهد - فخري الليبي - 11-22-2011



اشكر الجميع على حسن القرآة رغم طول الموضوع ، أخجلني إطرائكم ، هذا أولا

ثانيا : بالنسبة لما رآه الأخ : لواء الدعوة من تهجم على الإخوان المتأسلمين ، أنا لست ضد الدعاة للخير و مراعاة الله، لكني حزمت امري بشأن المتدينين من كل الديانات بأنه لا يجوز امتطاء الدين من أجل السياسة. لاسباب ليس هنا مجالها. كما اعلم الأخ حكيم الراي ، بأن الموضوع سينشر في مجلة تطبع في ليبيا و نيويورك ، في عدد خاص سيصدر في 1/1/2012

ترقبوا المزيد قريبا.

تحياتي



الرد على: رؤية شاهد - طريف سردست - 11-22-2011

اهنئكم بانتصاراتكم على الجرذ، واتمنى ان تتمكنوا من الانتصار الاكبر ببناء مجتمع يحترم الانسان وحقوق الانسان ويجعل ليبيا في منزلة مشرقة بين الاحرار


الرد على: رؤية شاهد - وليد غالب - 11-22-2011

نشكرك جزيلاً على هذا العرض.
إن كانت المقالة ستُنشر في مجلة فيجب أن تتم مراجعتها من مصحح لغوي لأنها مليئة بالأخطاء.
تحياتي