حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) (/showthread.php?tid=5937) |
الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - رحمة العاملي - 03-21-2008 بداية اريد ان اوضح ان توصيفات (الاسلامجي والعلمانجي ) لبعض الأشخاص لفصلهم عن الفكر الذي يدَّعون الانتماء إليه وتوضيح أنهم مجرد مدَّعين ليس الا ومع كل هذا الهرج الذي نشهده من وقت لآخر اتجاه (الدين) والدعوة لنشره باشرس الطرق واشنعها مقابل الدعوة لنبذ الدين بابشع الطرق واسخفها نلاحظ دائما ان السمة المشتركة بين الخطابين تكون (السطحية والادعاء ) ناهيك عن احتكار الفهم والتفسير المتوحش للدين من ناجية الاسلامجي او جعله منبعا للكراهية والعدوان فقط من ناحية العلمانجي تمهيدا لنبذه وبين الفهمين والخطابين تضيع السمات الاساسية للنزعة الانسانية في الدين (اي دين) بالنسبة للاسلامجي فهمه للدين محصور فقط بالاعتماد على ما ورد في النصوص من الأمر بالقتال والحث على العنف أو بالعودة الى التمثل السلبي للدين في الاجتماع البشري واستثماره في الصراعات الدموية والحروب المقدسة في التاريخ والاستعانة به للتحريض على الموت وتعبئة اتباعه في معارك تنتهك كافة الحرمات وعادة ما تتبنى هذه الجماعات الاسلامجية قراءة حرفية مغلقة للنصوص الدينية لاتكاد تتجاوز المدلول اللغوي الساذج أو تشيع تفسيرا قمعيا للنصوص تقبع خلفياته وقبلياته النفسية والثقافية في الصحراء والمحيط البدوي المغلق على العالم كما وتحارب بلا هوادة كافة القراءات التي تتخطى المعنى السطحي حتى لو اعتمدت على مساحات داخلية وتاريخية اساسية لنفس النصوص لكنها مهمله لغايات لا تخدم التفسير المتوحش او تمجد ثقافة الموت والكراهية التي يريد الاسلامجي ان تعلو دائما على غيرها . وبمراجعة شبه يومية لنموذج من الادبيات الاسلامجية ترينا بوضوح كيف ان هذه الادبيات بقدر ما تتحدث عن مناهضة الآخر وانحصار اسلوب التعاطي معه بالقتل والابادة فانها تتكتم عمدا عن الرأفة والرفق والعفو والعدالة والرحمة والجمالية والتفكر والدعوة الى الحوار بالتي هي احسن وعدم الاكراه الى اخره... وكأن هذه القيم المكتومة والمهملة اصبحت دخيلة على الدين وممحية من الذاكرة فاصبحت محرمة وتعاطيها محظور وبمراجعة تاريخية ايضا نكتشف ان مفهوم القتال والدفاع في الاسلام ليس مقصدا كليا بل هو ثانوي يخضع للظروف الخاصة التي لا تعمم على ظروف اخرى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) ولا يمكن لمكروه ان يكون مقصدا كليا ومما لاشك فيه ان الاجتماع الانساني طالما تعرض للانتهاك بذرائع دينية مختلفة والكثير من الجنايات والمظالم والاغتصابات ارتكبت في التاريخ باسم الذود عن الدين والدفاع عن (شعب الله المختار) بالقتل والابادة كما عند سلفي اليهود او تعميم (اقتلوهم اينما ثقفتموهم) على كل مخالف لفهم الاسلامجي . ومازالت القراءة الهمجية للنصوص تنتج أعدادا لاحصر لها من المجانين في كل الاديان ومن اول علامات الجهل والجنون في التدين هو احتكار ( الاله ) وجعله ناصرا لجماعة بعينها تبعا لمعتقدها سواء كانت اسلامية او مسيحية او يهودية وكأن الله سبحانه وتعالى ليس إله كل الناس ورحيم بهم جميعا وكأن العدل والرحمة ليست سمة مشتركة بين الاديان بالنسبة للعلمانجي في الوقت الذي يدين فيه الدين ويتهمه بالوحشية والجهل وابتعاده عن النزعة الانسانية بنفس الادلة السطحية التي يعتمدها الاسلامجي للاثبات يعتمدها العلمانجي للنفي وينادي العلمانجي ايضا بالحرية والشفافية وكل الشعارات الجميلة والرنانة مثل الاستقلال والديمقراطية والواقعية والعقلانية الخ.... لكن نراه في كثير من الاحيان يبرز العديد من التناقضات بين شعاراته وممارسته ففي حين ان العلمانجي فشل في تكوين قاعدة جماهرية وفشل في ايصال فكره لكنه تنطع للدين وتفسيره ونبذه قبل وصول العلمانجي وفكره نفسه للناس فهو لا يقبل الا التفسير الاسلامجي للدين من جهة ولا يقبل الا بالتوصيف الاستكباري للديمقراطية وحقوق الانسان والحرية والاستقلال وعندما تحدثه بواقعية عن صلافة إسرائيل مثلا وعدم قبولها منطق السلام العادل القائم على تسوية مرضية للجميع يقول إن موازين القوى مختلة ولا تسمح إلا بتنازلات عربية للطرف الإسرائيلي. وهذا المنطق هو نفسه الذي يستخدمه لاستنكار فكرة مقاومة المحتل. وإذا حدثته عن مقاومة الأميركيين للاستعمار البريطاني والفرنسيين للاحتلال النازي يقول لك إن ظروف العرب لا تسمح بالاقتداء بهذه النماذج. بالنسبة إليه تسمح ظروف العرب بتمثل النموذج الغربي في كل المسائل إلا هذه المسألة . يبقى ان نشير قبل التوسع في الاستطراد الى ان العلمانجي والاسلامجي يشتركان في سمة اساسية وهي انهما معا من تربية السلطات الحاكمة يتبع الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - عاشق الكلمه - 03-21-2008 الله عليك يا رحمه ... (f)(f)(f) هذا ما اشرت انا اليه باختصار فى المداخله رقم 12 فى موضوع رجال دين سعوديون يؤيدون فتوى البراك.... Array الاتنين جهله بدين واحد , الاتنين يرونه دينا متشددا , الفارق بينهما ان احدهما يعتنقه والاخرى تلفظه. الاتنين لا يرون او يتعامون عن ايات التسامح فى القران , والاثنان يتمسكون باحاديث ضعيفه وموضوعه لتبرير مواقفهم , قد تكون نفاق سرطان معذوره فى انها تحكم على الدين الاسلامى من خلال جهلها به, ولكن ما عذره هو وهو من المفترض ان يكون رجل وعالم دين؟؟ [/quote] تحياتى لشخصك الكريم (f) الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - Serpico - 03-21-2008 Array يبقى ان نشير قبل التوسع في الاستطراد الى ان العلمانجي والاسلامجي يشتركان في سمة اساسية وهي انهما معا من تربية السلطات الحاكمة [/quote] :thumbup: اكمل تربت يداك الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - خالد - 03-22-2008 نقول لا تربت يداك يا أحمد، الله يرضى عليك لا نريد لصديقنا رحمة إلا كل خير. حين أريد إخراج المبدأ المحرك لحضارة الأمة منها، استعمل اسلوب الكبس والرفع من قبل النقيضين، الاتجاه السلفي والآخر الاستغرابي. ففي حين يقزز الاتجاه السلفي الأمة من مبدئها حين ينبعج باتجاه الأحادية في التفكير، السطحية في التعاطي، يقوم الاتجاه الاستغرابي بطرح الغرب كنموذج حضاري بديل ينبغي الهروب نحوه من الاتجاه الأول. رغم أن كلا الطرفين يتحدثان عن كل شيء إلا الإسلام، ورغم أنهما لا ينقدان، إن صح أن ما يقوما به هو نقد، إلا مظاهر سطحية لا علاقة اصولية لها بالإسلام بالضرورة، أو ربما لها علاقة لكن في غير محل النقد. في فايدة؟ والا يظهر مفيش يا صفية، غطيني وصوتي! الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - Serpico - 03-22-2008 موجة اللغة العربية بالنادي قفشني......ماشي ياخالد شكرا على التوضيح ومعلش يا عم رحمة الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - رحمة العاملي - 03-22-2008 لا عليك اخ احمد :D من الاساس لم اظن بك الا خيرا واحتملت الخطأ (الكيبوردي) عود على بدء العلمانجية بجميع اطيافهم القطرية والحزبية والفردية والكلونالية الجديدة , كيف يقرؤن تاريخ الفكر الديني؟ وللتذكير انا لا اقصد اهانة العلمانيين العرب الحقيقيين امثال محمد اركون وجورج مقدسي ونصري الصايغ وامثالهم بل كل الاحترام والتقدير لمثل هؤلاء وفكرهم وان كنا نختلف معهم اذ لا يمكن لمنصف أن يصدر حكما واحدا على كل العلمانيين لانهم لا يريدون للنظام ان يكون دينيا كون منهجهم يحتم عليهم ان لا يؤمنوا بنظرية الحكم الديني لكنهم في نفس الوقت لا يؤمنون بصحة التعدي على الدين وتحقير المعتقدات ولا يسمحون بالمساس بمقدساته ويحترمون المتدين ويعطونه حقه في التعبير عن رأيه وممارسة دينه في الشؤون الشخصية بل ويصونون هذا الحق لكل الأديان وهذا هو الفرق الجوهري بين العلماني والعلمانجي المهم يصر العلمانجي على ان الدين قد سقط في الغرب بسقوط الكنيسة على يد العلمانيين وفي الشرق سقط الدين بسقوط دولة الخلافة في المقابل صعد الفكر الغربي حاملا شعار التحرر والعقلانية والتقدم تاركا آثاره البليغة على العرب والمسلمين الذين شهدوا مآل الفكر الديني في الغرب والشرق صورة هذا الفهم لدي العلمانجي كانت طاغية حتى مطلع القرن الحالي واستفحلت بصعود (الاسلامجيين ) لان الاسلامجي ايضا يعتبر ان الدين سقط عمليا بسقوط الخلافة ويعتبر ان فتح الحرب على كل العلمانيين وفكرهم هو اساس من حركة استعادة دولة الخلافة بيتما يريد العلمانجي ايضا ان يفتح الحرب على الدين والمتدينين كاساس لاقامة الدولة العلمانية لكن لو عدنا الى السياق التارخي للحركة الدينية في الغرب والسياق التاريخي لسقوط دولة الخلافة في الشرق نرى ان الذي سقط ليس الدين بل الاستبداد باسم الدين هو الذي سقط وهذا ما لا يريد العلمانجي والاسلامجي ان يقرا به يضاف الى ذلك الى ان العلمانجي غير قادر كما الاسلامجي على الانسجام مع شعاراته الاساسية كالايمان بحرية الفكر والمعتقد ونسبية الاخلاق وغيرها من القضايا ويرفض العلمانجي ان تحاكمه بموازينه وسأعطيكم مثالا حيا عن علمانجية هذا الزمان (شاكر النابلسي ووفاء سلطان نموذجا ) ومحاكمتهم بموازينهم يتبع الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - شهاب الدمشقي - 03-22-2008 تحياتي عزيزي رحمة (f) ما تكتبه جميل .. حتى الآن اؤيدك في بعضه، واختلف في بعضه، ولكني أفضل التريث الى حين فراغك من كل ما في جعبتك، وعندها سنكتشف هل نقول لك : سلمت يمناك .. أم تربت يداك :97_old: الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - خوليــــو - 03-22-2008 متابعة .. مع بعض "التحفّظات" .. خصوصاً وأنّي لا أملك صورة واسعة عن طروحاتك .. لكن لحد الآن .. وكعزف منفرد .. جميل .. خوليو الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - رحمة العاملي - 03-23-2008 الاخوة والزملاء الاعزاء كنت قد دبجت محاكمة طويلة و(ظريفة) لمن ذكرت اعلاه على مدى ساعتين لكن مسحتها والغيتها اذ ليس من الانصاف ان تحاكم علمانجي بموازينه التي لا يلتزم بها ولا تحاكم اسلامجي بنفس موازينه ايضا علما باني لا افرق بين موازين علمانجية شاكر النابلسي وموازين اسلامجية صاحب فتوى ارضاع زميل العمل تماما كما لا افرق بين خطاب (فريدريك نيتشة) وموازينه وخطاب (تقي الدين ابن تيمية) وموازينه وللموضوع عودة بانصاف سامحونا هاليومين الدين بين البؤس (الاسلامجي) والانتهاك (العلمانجي) - رحمة العاملي - 03-24-2008 وجدت من المناسب ان انقل رد للدكتور نصر حامد ابو زيد على أخر ما كتبه شاكر النابلسي ( كعلمانجي ) وبذلك اكون قد تخلصت من الاحراج بالنسبة للشخصنة ويبقى ان ننهي الموضوع بمحاكمة الاسلامجي بعد قراءة محاكمة الدكتور نصر حامد ابو زيد (النموذجية) لشاكر النابلسي العقلانية العوراء والليبرالية العرجاء..... لا يستطيع الإنسان أن يظل صامتاً إزاء خطاب الليبراليين (العقلاء) في تحليل ما يحدث مما تقوم به إسرائيل من تدمير وقتل وتخريب وهدم لمجتمع كامل اسمه (لبنان)، كان في وقت من الأوقات قبلة هؤلاء الليبراليين ومرتعاً لممارسة أهوائهم العقلية، حين كان لبنان بحق (هايد بارك العرب)هؤلاءالعقلانيون لا يرون، أو بالأحري لا يريدون أن يروا، إلا(جريمة حزب الله) الذي مارس حقه الطبيعي باختطاف جنود إسرائيليين من أجل مبادلة الأسري اللبنانيين الذين طال مكوثهم في سجون إسرائيل، رغم انسحابها الإجباري من أرض لبنان عام ٢٠٠٠. وهؤلاء العقلانيون أنفسم أصابهم (هَوَس) جماعي حين قرر الإخوان المسلمون - في مصر والأردن وغيرهما من بلاد العرب - أن يتحولوا إلي حزب سياسي ويخوضوا لعبة (الديمقراطية) بحسب قواعدها المتاحة في ظل القوانين الاستثنائية وتقييد الحريات وحالة الطوارئ. تحول الهوس إلي (عصاب) بحصول الإخوان علي ٨٨ مقعداً في المجلس، رغم البلطجة والتزوير... إلخ.في فلسطين المحتلة قررت (حماس) الانضمام إلي طابور 171;الديمقراطيين187;، فحصدت أغلبية أصوات الفلسطينيين، ومرة أخري أصابت لعنة (الهوس العصابي) جموع الليبراليين العقلانيين، فما هكذا تكون الديمقراطية، وما هكذا يجب أن تكون. الليبراليون العقلانيون في بلادنا يريدون الديمقراطية (التفصيل)، أو بالأحري يريدون (ديمقراطية) تأتي بهم إلي السلطة دون أن يتجشموا عناء النزول إلي مستوي (العامة) أو (الرعاع) - أو بلغة أرقي (رجل الشارع) - والاختلاط بهم وتفهم أوضاعهم، والوصول إلي مكوناتهم الذهنية والثقافية والتعامل معها.الليبرالي العقلاني العربي ابن البرجوازية التي تحتضر، أو التي ماتت، يحاول أن يتسلق سلم ;العولمة187; الاقتصادي والثقافي، فيتبرأ من تاريخه الحديث كله: حركة عُرابي كانت حركة شعبوية أدت إلي احتلال مصر، كانت الناصرية مغامرة أدت إلي الهزيمة، حزب الله يعيد حكم آيات الله ويخدم المصالح الإيرانية، ويورط لبنان في مستنقع الدمار، وحماس سببت الجوع والدمار للشعب الفلسطيني.في هذا الخطاب العقلاني الليبرالي الذي يتبرأ من تاريخه ويغسل يديه من عار (المقاومة) - أي مقاومة - تتمتع أمريكا وإسرائيل بالبراءة الكاملة: من حقهما الدفاع عن مصالحهما وعن أمنهما، من حقهما محاربة الإرهاب الذي يهدد الحرث والنسل، ولا يؤدي إلا إلي الخراب.ولأنني عقلاني ومن دُعاة العقلانية، ولأنني ليبرالي كذلك، أؤمن بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لأنني كذلك منذ نعومة أظفاري أجدني غير قادر علي الصمت إزاء هذا التزييف المتعمد لقيم العقلانية والليبرالية. إن أهم سمات المفكر العقلاني الليبرالي التمتع بحاسة نقدية مرهفة، تجعله قادراً علي نقد نفسه ومراجعة مقولاته. من هنا قد لا أعترض علي النقد الحقيقي لتاريخنا ولثقافتنا وأوضاعنا، بل إنني أجد هذا النقد ضرورياً وجوهرياً وحيوياً لتحقيق التقدم. لكن لا أستطيع أن أتقبل النقد (الأعور) الناظر بعين واحدة إلي الحقائق: الخطأ هنا دائماً والحق هناك دائماً. ليس هذا نقداً، بل هو التزييف، لأنه يتبني دون نقد أيديولوجية الآخر.يؤسفني أيها العقلانيون الليبراليون الذين ينظرون بعين واحدة، فيتمتعون بحاسة نقدية مفرطة تجاه الأنا، وعمي كامل تجاه الآخر، أن أعلن تبرؤي منكم ومن مواقفكم. ليست المقاومة مغامرة، بل هي الخيار الوحيد المتاح الآن أمام شعوبنا بعد أن انكشف وجه الدولة العربية الحديثة عن (تبعية مطلقة) ضد مصالح الناس. لم يفجعني موقف الأنظمة العربية قاطبة - والنظام المصري خاصة - ولم يفجعني موقف الغرب كله وراء أمريكا - إمبراطورية العالم الحديث - ولا يزعجني الجدل الداخلي بين أبناء لبنان، الذي تكاتف كل مثقفيه وكل سياسييه ضد العدوان رغم خلافاتهم. لكن يزعجني هؤلاء السادرون في تحليلات تبريرية للدولة التابعة وللأنظمة العدوانية باسم العقلانية والليبرالية.أنتم ضد (حماس) وضد (حزب الله )وضد (الإخوان المسلمين)، بسبب أيديولوجياتهم الدينية، وتخشون أن يؤدي نمو قوتهم إلي إنشاء دول دينية، لكنكم تتجاهلون الوجود الفعلي لدولة ليست دينية فقط بل عنصرية لأنها دولة لليهود (فقط). في هذا الخوف العصابي من الداخل الديني الإسلامي، والاطمئنان المذهل في نفس الوقت لوجود سياسي ديني اسمه (إسرائيل)، تكشفون أن ليبراليتكم وعقلانيتكم ليست زائفة فقط، بل هي عقلانية تخريبية. إنها العقلانية الأمريكية، حيث تكون الفكرة صحيحة بقدر ما هي نافعة. أيها السادة أنتم خائفون من ;الإسلام; وليس من الإسلاموية السياسية. وأنتم غير قادرين علي إدراك أن الخيار الإسلاموي للشعوب هو خيار المضطر، لا خيار الأحرار. اختارالفلسطينيون ;حماس7; من موقف اليأس من (أوسلو) التي ماتت ولا يريد أحد أن يعلن موتها، ومحاولة للتصدي للفساد المذهل للسلطة الفلسطينية مالياً وإدارياً وسياسياً. هذا هو اختيار المضطر - حسب تحليل الأستاذ هيكل في حوار بقناة (الجزيرة) منذ عدة أسابيع.في مصر كما في غيرها من بلاد العرب، هل كان اختيار مرشحي الإخوان إلا محاولة للخروج من فساد النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ ماذا تبقي للمصريين من خيار؟ هذا ما يجب أن نتفهمه بالتحليل دون أن نصاب بالذُعر والعصاب. الإخوان فصيل سياسي مصري يجب التحاور معه، ويجب مساعدة قياداته الفكرية - أعني الفكرية لا السياسية فقط - بالحوار البناء علي تطوير فكرهم. معني الإسلام ليس حكراً علي أحد، لكن الليبراليين العقلانيين سلموا ضمناً بأن معني الإسلام مِلْكٌ للإخوان وحدهم، وأنهم في سبيل محاربة هذا المعني يسعون للقضاء علي الإخوان وعلي الإسلام ذاته إن أمكن. مرة أخري هم أقل ذكاء من سدنتهم في البيت الأبيض، الذين يسعون لتأكيد أنهم ليسوا ضد الإسلام ذاته، بل هم ضد الإرهاب باسم الإسلام. صحيح أنهم يصنفون كل أشكال المقاومة داخل (الإرهاب)، لكنهم يسعون أيضاً لمناصرة المعني الديني الذي يتفق معهم.ماذا عن (حزب الله)؟ هذا تنظيم نشأ في رحم المقاومة وتغذي بلبانها، ولم يصوب بندقيته أبداً ضد لبناني أو عربي، بل وتحاشي طوال تاريخه في المقاومة أن يمس المدنيين الإسرائيليين. الحرب الأخيرة دفعته دفعاً لتغيير هذا الموقف العقلاني/الأخلاقي، لأن إسرائيل لا تُحارب من أجل استعادة الأسري، بل تُدمر وطناً بأكمله، وطناً يمثل بتعدديته الطائفية المتعايشة نقيض الوجود الصهيوني. من هُنا محاولات إسرائيل المتعددة لتفكيك هذا الكيان في دويلات طائفية. يزعم الكاتب أنه متخصص في (تحليل الخطاب)، وخطاب حزب الله في إطار الحرب الدائرة ليس طائفياً ولا دينياً في جوهره، بل هو خطاب تحرري وطني، خطاب عقلاني اسمه (المقاومة).عقلانية الخطاب أيها السادة لا تعني اجتثاثه من جذوره الوطنية، ولا تعني تنكره للقيم الإيجابية في تُراثه الثقافي، بل ولا تعني استبعاد (العواطف) من أفق العقلانية. عقلانيتكم وضعية تجريدية تتصور الحسابات العقلية حسابات رياضية. في هذه الحسابات الرياضية تصبح المصالح الضيقة - الشخصية - هي معيار صواب (الأفكار). إنكم خائفون من فقدان مواقع هشة، ومن فقدان مُتَعٍ شخصية، أما مستقبل الأوطان فلا معني له عندكم. ألا ساءت عقلانياتكم ،وسحقاً لليبراليتكم، والنصر للمقاومة. |