حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي (/showthread.php?tid=7587) |
في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - Enki - 12-18-2007 مرحباً ان الاتجاه الذي احاول ان اطرحه في ما اسميه بالمدرسة الطبعية الجديدة هو اتجاه ثالث بين الفكر الالحادي التقليدي القائم على نفي الواجب او العلة الاولى وبين الفكر الديني الذي يعتبر الواجب الهاً يتصف بصفات شخصية مثل العلم والحياة والقدرة. في هذا المقال نريد ان نناقش اقوال الفلاسفة فيما يتصل بهذا الشأن ونرى هل حقاً يمكن ان يكون الواجب فاعلاً بالارادة على نحو ماقالوا؟ ام ان الواجب لابد ان يكون فاعل بالطبع؟ ماهو الفاعل بالطبع؟ الفاعل بالطبع هو الفاعل الذي ليس له علم بصدور الفعل منه بل يأتي الفعل منه بحسب مايلائم طباعه ومثال ذلك تدحرج الكرة من اعلى الى اسفل فانها اذا تركت لحالها فانها تتحرج الى الاسفل. لم ينكر احد من الفلاسفة وجود الفاعل بالطبع ولكن عندما كنت في منتدى التوحيد حاول البعض ممن لاحظ له بالعقل والمعرفة انكار وجود الفاعل الطبعي واعتبروه فاعل بالقسر لانه بحسب زعمهم مقهور على الاتيان بهذه الفعل الذي لايخالفه ! ورأوا ان الاصل في الفاعل هو ان يكون فاعل بالقصد او بالاختيار ! وكلامهم هذا متهافت وفاسد جداً لاننا سنسألهم ماذا يعني انكم قلتم انه مقهور على الاتيان بهذا الفعل؟ ماذا يعني القسر؟ الا يعني هذا انه مقهور على الاتيان بفعل يخالف طباعه؟ وهكذا فانتم تثبتون له طبعاً والا فما معنى القسر هنا؟ وهل يكون هناك قسر الا اذا فرضنا وجود طبع بحيث اذا جري الفعل بخلاف الطبع فنسميه قسر؟ فاذا كان انحدار الكرة من اعلى الى اسفل هو قسر فان هذا يعني ان عدم انحدارها هو طبع ! وبالتالي لايمكن ان يكون هناك قسر بلا فرض وجود طبع لانهما متقابلان ولابد من وجود طرفين لكل متقابلين حتى يتحقق التقابل. نحن نقول ان العلة الاولى لايمكن ان تكون الا فاعل بالطبع وهو مايعبر عنه العلماء في الوقت الحاضر بانه الطبيعة او قوى الطبيعة. نأتي الان لنر ماذا يقول المخالفون في هذه المسالة: نظرية المتكلمين: المتكلمون عندهم الواجب هو فاعل بالقصد وهو الذي عنده ارادة وعلم بفعله ولكن ارادته تكون بداعٍ زائد في الفاعل فاذا تحقق هذا الداعي للفعل وجدت عنده الارادة له وهذا على نحو الافعال الاختيارية للانسان التي تحصل بارادة منه وعلم بصدورها. فالفاعل بالقصد هو في الحقيقة فاعل بالاختيار وهو حر بالاختيار وهو فاعل مريد وعالم، وهذا هو راي المتكلمين في الله او الواجب فيرونه حر الارادة ان شاء فعل وان شاء ترك. الرد على كلام المتكلمين: اذا كان هذا الكلام يصح على الانسان وماسواه من الممكنات فهو لايصح ولايصدق على الواجب لان حرية الاختيار معناها ان يكون الفاعل قادراً على الاتيان بالفعل بنفس الدرجة على عدم الاتيان به، اي ان حرية الاختيار تعني تساوي النسبة الى الفعل وعدمه، وتساوي النسبة هي جهة امكان بينما واجب الوجود يجب ان يكون واجب من جميع الجهات فلايمكن ان يكون هناك جهة امكان في الواجب. ومن المهم تفصيل هذه المسألة لان الكثير من الناس يظنون ان الله حر بالارادة ان شاء فعل وان شاء ترك. نحن نسأل عندما خلق الله الخلق هل كان قادراً على عدم الخلق او لم يكن قادراً؟ ان قيل غير قادر فاثبتم له عجزاً ! والعجز لايليق بالواجب ! وان قلتم قادر على ذلك فهل ان قدرته على الخلق مساوية لقدرته على عدم الخلق او انها غير مساوية؟ ان قلتم غير مساوية فعدتم لاثبات العجز له لان فيه ترجيح المرجوح على الراجح بينما لايمكن ان يرجح المرجوح على الراجح ! يعني بكلام اخر اذا كانت قدرته على عدم الفعل اكبر من قدرته على الفعل فلايمكن ان يصدر الفعل منه لان الفعل صار مرجوح بينما عدم الفعل صار راجحاً ولعله يحسن حتى تفهم القضية بوضوح اكثر ان تتخيل ميزان ذو كفتين وتضع على احدى الكفتين الفعل وعلى الثانية عدم الفعل فيكون عندك كفة راجحة وكفة مرجوحة وهنا لايمكن ان ترجح الكفة المرجوحة على الراجحة ! تسألني لماذا؟! الجواب بكل بساطة لانه حتى يتحقق ذلك لابد ان تصير الكفة المرجوحة راجحة بينما هي مرجوحة وهذا جمع متناقضين ! فهل تستطيع ان تتخيل ميزان تكون فيه احدى الكفتين راجحة ومرجوحة في نفس الوقت؟ الان اذا قلتم ان قدرته على الخلق مساوية لقدرته على عدم الخلق (مثل ميزان وقد تساوت كفتاه) فان الثابت عندنا انه لايجوز الترجيح بلا مرجح فما الذي رجح فعل الخلق على عدم الخلق بحيث تحقق فعل الخلق؟ تخيل ميزان وقد تساوت كفتاه وفجأة تجد احدى كفتيه قد رجحت على الاخرى فللحال نعرف ان هناك مرجح وعلة رجحت هذه الكفة على الاخرى. فما هو المرجح او العلة هنا لفعل الخلق؟ لايخلو الامر من احتمالين: اما ان تكون العلة المرجحة هي غير الواجب او تكون هو ذاته فان قيل غيره فيبطله انه العلة الاولى التي لاعلة لها فلايمكن ان توجد علة سابقة عليه، وان قيل هو ذاته هذه العلة فان العلة سابقة للمعلول بالسبق الرتبي فيكون هو سابق لذاته اي يتحد السابق واللاحق وهو محال. اذن لايمكن ان يكون الواجب فاعل حر الارادة او فاعل بالقصد. نظرية الاشراقيين: الاشراقيون (والسهروردي خير من يمثلهم) عندهم الواجب هو فاعل بالرضا والفاعل بالرضا هو الذي له علم بفعله ولكن علمه في مقام الذات يكون علم اجمالي وفي مقام الفعل علم تفصيلي، والمقصود بالاجمال هو الغموض والابهام وبالتفصيل اي الوضوح، فعلى سبيل المثال انت مثلاً تعلم ان هناك مئة كتاب في مكتبتك فاذا عددت كتبك فوجدتها تسعة وتسعين فستعلم ان مكتبتك تنقص كتاب واحد ولكنك لاتعرف اي كتاب هو الناقص فهذا هو علم اجمالي فانت هنا تعلم بوجود كتاب مفقود ولكنك لاتعلم اي واحد بالضبط هو الكتاب المفقود اي انك تعلم الشيء ولكنك لاتعلم حدوده واطرافه فاذا قمت الان باحصاء كتب المكتبة فستعرف اخيراً اي كتاب هو المفقود وعندها يصبح هناك وضوح في علمك. وهكذا يقول الاشراقيون في علم الواجب فهو قبل الخلق عالم بما سيخلق على سبيل الاجمال وبعد ان يخلق يصبح علمه علم تفصيلي في مقام الفعل وتشبه هذه المسالة بالرسام فهو يعلم على سبيل المثال انه سيرسم منظر طبيعي ولكنه لايعلم كيف ستكون التفاصيل الدقيقة للوحة وانما يعلم هذه التفاصيل بعد ان يرسمها في مقام فعله. الرد على كلام الاشراقيين: اذا سلمنا للاشراقيين بصدق مايقولون لترتب على كلامهم ان يكون فاقد الشيء معطي ! بينما فاقد الشيء لايمكن ان يكون معطياً له، فهم يسلمون بان علم الله زائد على ذاته اي ان ذاته غير عالمة بالعلم التفصيلي واذا كان الامر هكذا فانه سيترتب عليه ان ذاته باعتبارها مصدر كل كمال وجودي فاقدة للعلم واذا كانت فاقدة للعلم فكيف تمنحه لغيرها؟ والاشكال الاخر هو انه يترتب على هذا القول حاجة الواجب الوجود لذاته في اتصافه بصفات كماله الى غيره، وهو محال. نظرية المشائين: المشاؤون (اتباع ارسطو) عندهم الواجب فاعل بالعناية وهو الذي له علم بفعله كما هو الحال في كل من الفاعل بالقصد وبالرضا المتقدم ذكرهما ولكن الفرق عن الفاعل بالرضا هو ان الفاعل بالعناية له علم تفصيلي بالاشياء في مقام ذاته ولكن هذا العلم التفصيلي ليس عين الذات وانما هو زائد على الذات وعندهم علم الواجب هو علم فعلي وليس علم انفعالي وذلك مثل من يمشي على جدار عال فيتخيل انه سيسقط فللحال يسقط ! فهنا علم فعلي لا علم انفعالي اي ان تفكيره بالسقوط كان السبب في صدور فعل السقوط منه. وهكذا فان الله بحسب المشائين عالم بالاشياء علماً تفصيلياً قبل ايجادها وان ارادته انما تعني علمه بالنظام الاصلح او علمه بكون الفعل خيراً، فاذا كان الواجب عالماً بكون الشيء خيراً فهو مريد له ولذا فان كل ماخلقه الله بناءاً على نظرية المشائين هو خير وهو اصلح ما يمكن ولو لم يكن خيراً او صالحاً لما اراده ولما خلقه. نقد نظرية المشائين: يرد عليهم بنفس الكلام السابق في الرد على الاشراقيين وهو ان يلزم من كلامكم خلو الذات من العلم التفصيلي وحاجة الواجب الى غيره وهو محال نظرية صدر المتألهين الشيرازي: يرى صدر المتألهين ان الواجب هو فاعل بالتجلي اي ان الواجب عالم بفعله في مقام ذاته وان هذا العلم هو علم تفصيلي لا اجمالي –تمييزاً له عن الفاعل بالرضا- وان هذا العلم التفصيلي هو عين الذات لا انه زائد عن الذات. فالواجب عند صدر المتألهين عالم بالاشياء علماً اجمالياً في عين الكشف التفصيلي، والمراد هنا بالاجمال هو البساطة في مقابل التفصيل وليس الابهام كما مر سابقاً. نقد نظرية صدر المتألهين: من الواضح ان صدر المتألهين اراد التخلص من الاشكالات السابقة بقوله بالعلم الاجمالي البسيط لانه يمتنع ان يكون الاله عالماً بالعلم التفصيلي في مقام ذاته لان العلم التفصيلي هو علم متمايز بينما واجب الوجود لابد ان يكون بسيط من كل الجهات ولايمكن ان تكون هناك جهة تمايز في البسيط والا صار مركباً ومحال ان يكون الواجب مركباً. لذا فصدر المتألهين يرى ان علم الواجب هو علم اجمالي بسيط ومثل لهذا بمن يقرأ قصيدة فمن الواضح ان مجرد استحضار القصيدة من دون القاء لايوجد فيه تميز من حيث ابياتها واجزاءها المختلفة بل تبدو كلها بسيطة غير متمايزة. وكلام صدر المتألهين ليس سوى محاولة توفيقية للهرب من الاشكال العويص بحل لايخلو هو الاخر من اشكال فماذا يقول انصار صدر المتالهين في من يحفظ قصيديتين فما فوق؟ وليكن عندنا ان زيد يحفظ معلقة امرؤ القيس والنابغة الذبياني فهل تتميز عنده القصيدة الثانية عن الاولى عند الاستحضار ام انها لاتتميز؟ ان قلتم لاتتميز فاحلتم الاثنين واحداً لانتفاء الميز بينهما فحينما لايكون هناك ميز بين امرين فهما حين الاضافة يعودان واحداً بينما المفروض انهما اثنان وليسا واحداً وقد يخطأ زيد فيظن انه يحفظ قصيدة واحدة بل ان زيد لن يستطيع ان يعرف شعر النابغة عن شعر امرؤ القيس لانه لاميز بين الاثنين ! وليت شعري كيف يكون البسيط (الاجمال) في عين المتمايز (المفصل)؟ وكيف يمكن ان يجتمع المجمل مع المفصل مع انهما متقابلان؟؟؟ كيف يمكن ان يجتمع المتقابلان يا شيعة ؟ يا اتباع صدر المتألهين؟ كيف يكون المتمايز بسيطاً والبسيط في عين المركب؟ وكيف صار المركب بسيطاً بناءاً على مثال ساذج تضربونه وتعتقدون انكم حللتم ما لايمكن ان يحل ابداً ! وكيف يمكن ان يوجد سبيل منطقي وتبرير عقلاني لجمع المتقابلين؟ كل مانريده منكم يافلاسفة هو الانصاف ! انصفونا واعترفوا بالحقيقة وتخلوا عن الوهم الذي تعيشون فيه. شكراً لقراءة المقال في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - طموح - 12-18-2007 العزيز ايفي هيتس مرة أخرى تتحفنا بتمارين عقلية رائعة .. لك كل الشكر :97: لحد الان توقفت عند ردك على المتكلمين و ما أن استوعبته بأشق الأنفس (لأنني حاولت قراءته قراءة نقدية و البحث عن المشاكل معك :D) حتى شعرت بالدوار و قررت تأجيل قراءة بقية المقال أعجبني تماسك ردك على أطروحة "التوحيديين" و المتكلمين و رغم كثرة المحاولات لم أنجح في ايجاد ثغرة أنفذ منها :lol: تحياتي :97: في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - طموح - 12-18-2007 بالمناسبة تم تعديل طول الرسائل في منتدى اللادينيين المغاربة و أرجو أن تنير صفحاته بمقالاتك أعتذر على الخروج عن الموضوع :97: في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - Enki - 12-18-2007 Array بالمناسبة تم تعديل طول الرسائل في منتدى اللادينيين المغاربة و أرجو أن تنير صفحاته بمقالاتك أعتذر على الخروج عن الموضوع :97: [/quote] خبر رائع بالمناسبة اشر الى اي جزء تجده صعباً وساحاول شرحه لك. شكراً لك على المداخلة :97: في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - طموح - 12-19-2007 Array خبر رائع بالمناسبة اشر الى اي جزء تجده صعباً وساحاول شرحه لك. شكراً لك على المداخلة :97: [/quote] عزيزي انكي أحيانا أستحي من طرح الأسئلة لكنني صرت أتبع حكمة "اثنان لا يتعلمان مستح و متكبر" سأحاول تدريب نفسي على استيعاب ما تكتب و عدم الكسل .. و ان استنفذت ما لدي فأسألجؤ اليك و أتمنى ألا أزعجك بفهمي البطيء :barfy: دمت لنا معلما في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - fkr - 12-19-2007 العزيز Enki يعطيك العافيه نقد يستحق القراءة والإشادة والصراحه أني قرأته وقرأته ولم أمل وسؤعاود قراءته وكلي اعجاب بما كتبت تحياتي لك وننتظر جديد ماتأتينا به وسجلني من ضمن تلاميذك واسمح لي فقد احتفظت بمدونتك في المفضله في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - fancyhoney - 12-19-2007 موضوع قوى و منظم في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - Enki - 12-20-2007 Array العزيز Enki يعطيك العافيه نقد يستحق القراءة والإشادة والصراحه أني قرأته وقرأته ولم أمل وسؤعاود قراءته وكلي اعجاب بما كتبت تحياتي لك وننتظر جديد ماتأتينا به وسجلني من ضمن تلاميذك واسمح لي فقد احتفظت بمدونتك في المفضله [/quote] عزيزي فكر اهلاً وسهلاً بك سعيد لان الموضوع اعجبك، ولان مدونتي المتواضعة وجدت طريقها الى قائمة المفضلة لديك. تقبل تحياتي :97: +++++++++++++++++++++++++++++ Array موضوع قوى و منظم [/quote] عزيزي فانسيهوني شكراً لك على الاطراء بالمناسبة نفتقدك في لاديني، اين انت؟ تحياتي :97: في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - fancyhoney - 12-20-2007 تحياتي مجددا Arrayان الاتجاه الذي احاول ان اطرحه في ما اسميه بالمدرسة الطبعية الجديدة هو اتجاه ثالث بين الفكر الالحادي التقليدي القائم على نفي الواجب او العلة الاولى وبين الفكر الديني الذي يعتبر الواجب الهاً يتصف بصفات شخصية مثل العلم والحياة والقدرة.[/quote] لو قلنا ان الفكر الالحادي التقليدي = نفى الواجب الفكر الديني = الواجب اله فما هي رؤية ال( مدرسة الطبعية الجديدة ) للاشكالات المتقدمة ؟ في ان العلة الاولى هي فاعل طبيعي - Enki - 12-20-2007 Array تحياتي مجددا لو قلنا ان الفكر الالحادي التقليدي = نفى الواجب الفكر الديني = الواجب اله فما هي رؤية ال( مدرسة الطبعية الجديدة ) للاشكالات المتقدمة ؟ [/quote] سؤال جيد: قديماً كان الاختلاف بين الالحاد والالهية هو في وجود العلة الاولى او بكلام اخر في جواز او امتناع التسلسل. يعني المؤمن بالاله يرى ان تسلسل العلل الى مالانهاية مستحيل وعليه لابد من علة اولى. الملحد يقول لا، التسلسل الى ما لانهاية ممكن وعليه لاتوجد علة اولى بل تستمر سلسلة العلل الى ما لابداية له. قبل ان نستمر لنميز بين امرين مهمين: الاول: عندما نقول علة اولى فنحن لانعني بذلك علة اولى في سلسلة العلل الافقية او العرضية اي اننا لانعني مثلاً ان السيارة علتها المصنع الفلاني وان المصنع علته مجموعة من المهندسين والمهندسين مثلاً علتهم اباءهم وامهاتهم وهكذا الى ان نصل الى الانفجار العظيم او ما شابه ونقول هذا الانفجار العظيم علته هو الخالق ...بمعنى اخر كأنما يكون الاله مثل الصفحة الاولى في الكتاب (او في العد) اذا رجعت بصفحات الكتاب الى الوراء فانك ستجده في اول الصفحة او في مبتدأ العد او في بداية كل شيء، ابداً ليس هذا هو المقصود. هذه نسميها سلسلة عرضية والسلسلة العرضية لايمتنع ان تكون نهائية يعني يمكن ان تستمر العلل الى ما لانهاية وهذا متفق عليه بين اغلب الفلاسفة الالهيين. المقصود هو علة اولى في السلسلة العمودية او الطولية، يعني كل العالم المادي (وليس اجزاء منه) له علة هي عالم الملكوت، وعالم الملكوت ككل له علة هو عالم العقول والذي بدأ بالعقل الاول او الواجب. الان هذه السلسلة الطولية اي سلسلة علل الكليات هل هي لانهائية او لا؟ الالهي يقول هي منتهية والملحد يقول لا غير منتهية. نحن نطرح اتجاه وسطي: نقول نعم هي منتهية ولكن العلة الاولى ليست اله، بمعنى ان العلة الاولى هي قوة ميكانيكية وليست قوة عاقلة عالمة...الخ. يعني نحن نقول ان الواجب لايمكن ان يكون قوة عاقلة حكيمة وسميعة بصيرة وغريها من الصفات التي تنسب اليها، وفي هذا الموضوع ناقشنا صفة العلم على سبيل المثال. هذا الاتجاه ليس جديد بالحقيقة، وهناك بعض الفلاسفة الغربيين طرحوا هذا الاتجاه، والبعض يعتبره الوهية ضعيفة وليس الحاد كما هو الحال بانتوني فلو الذي انسحب من الالحاد التقليدي باتجاه الالوهية الضعيفة. ولكنها بالنسبة لنا الحاد لان تعريف الالحاد منطبق هنا لان ما نقول به ليس اله من حيث هو لايتمتع بصفات الاله الرئيسية. تحياتي :97: |