نادي الفكر العربي
التخلف المقدس - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: التخلف المقدس (/showthread.php?tid=38511)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12


الرد على: التخلف المقدس - علي هلال - 09-14-2010

جميل جدا انك تفهمت مقصدي يا زميلي الاستاذ بهجت في التفرقة بين العقلاني والعاقل وهو ما عنيته عندما قلت ان استخدام العقل ليس حكرا على احد (سواء كان مؤمن ام ملحد) ,لكني اتعجب لماذا لما يتكلم احد وينقد العلمانية او العقلانية او اي فكر انساني القى بعض الزملاء يحاولون تبرئته من النقيصة وبالتالي النقد عن طريق نفى انه مجموعة افكار ثابتة وان من حق اي احد التعديل فيها وتطويرها كيفما شاء اذا دعت الحاجة لذلك؟!! وفي نفس الوقت تعيبون على كثرة التفسيرات الدينية التي تخالف الاصولية والجمودية؟ مع ان العقلانية مثلا فكر انساني وكذلك الاصولية , فالدين هو مجموعة نصوص(وليست افكار) ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان اما الذي يتغير فهو فهم بعض النصوص لما جدد عليه الزمان بضمه الى باب من ابواب الفقه ولا اجد صعوبة في التفريق بين الدين والاصولية .

كذلك أجد الملحد العربي خصوصا يتعصب حسب هواه فهو عندما يتحدث عن خلفيته الدينية يتعصب لانه يعلم كثيرا عنها وبالتالي يكرهها لكثرة اسباب كرهه لها وعندما يتحدث عن الدين الآخر يتعصب لانه كان يكره هذا الدين او حتى معتنقيه منذ ان كان مؤمنا بالدين المختلف عنه .

العقلانية مذهب فلسفي كأي مذهب آخر لا يجب ربطه بالعقل , ولم تتقدم المجتمعات الغربية بالماركسية او الشيوعية او الرأسمالية او العقلانية الخ بل هذه توجهات بشرية فكرية مؤقتة في مرحلة ما من تاريخ تطور البشرية(اذا تسلمت السطلة) بل تطورت بالعمل الجاد والتفكير المنطقي والنقدي وكلمة النقدي لا تختص فقط بالمعتقدات بل كل شئ واهلا وسهلا به .


RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-14-2010

(09-14-2010, 12:18 AM)أبو نواس كتب:  كتب الزميل بهجت تلخيصا للحال في هذا القرن "الخامس عشر". جاء فيه:
"إننا ببلاهة نادرة المثال نتمسك بقيم ومفاهيم لم تعد صالحة لهذا الزمان ، ونفشل في تخليق وزراعة قيم الحداثة و التقدم".
شكرا له... وأزيده من الطنبور نغما "حلالا":

في القرن الخامس عشر "المسيحي" فشل المسيحيون في تخليق وزرع قيم الحداثة والتقدم، فسادت بلادهم مافيات الإرهاب الديني والسياسي.
واليوم، في هذا القرن الخامس عشر "الإسلامي"، يتجلى فشل المسلمين في تخليق وزرع قيم الحداثة والتقدم، فتسود في بلادهم مافيات الإرهاب السياسي والديني.

احتاج المسيحيون، يومها، لأكثر من 200 سنة كي يقتنعوا بفوائد الاعتماد على قيم الحداثة والتقدم .
ويحتاج المسلمون، اليوم، إلى فترة قد لا تقل عن 100 سنة قادمة للقيام بفعل مماثل.

إلى ذلك الحين لا عزاء لكم؛ سواء قلتم بدوران الأرض حول الشمس أم كفرتم القائلين.

العزاء، فقط، لمن عقد أمير الجماعة قرانه على أربعين حورية من حوريات الجنة، وهو يزنره بحزام ناسف. (من باب تقديس الغرائز التي تعجل بالموت!.. 24 )
العزيز أبو نواس .New97
أخشى أن المشكلة أكثر تعقيدا مما كنا نعتقد .
عندما بدأ الأوربيون نهضتهم الحديثة لم تكن هناك قوى كبرى تتجاوزهم بما يعادل ألوف السنوات كما هو حادث الآن . أكثر من ذلك فالتقدم في الماضي كان بطيئا أشبه بالخط المستقيم المتصاعد بميل بسيط ، أما الآن هناك ثورة في معدلات التقدم الذي يتحرك بشكل انفجاري أشبه بمعادلة أسية ، تتضاعف كل عدد محدود من السنوات . كان التاريخ أشبه بمركبة تجرها جياد و تتسكع في الضواحي ، يمكن لمن شاء أن يهرول إليها و يجد مكانا فيها ، فالتقاليد العلمانية استغرقت أكثر من 200 عام كي تتأصل في المجتمع الروسي القروي ، دون أن تتخلف روسيا كثيرا في نهضتها الحديثة . أما الآن فالتاريخ يطير ولا يسير ، هو أشبه بطائرة تحلق في الجو ، بها عدد محدود من الركاب الذين يشغلون مقاعدها بالفعل ،ولا يمكن لمن يتسكع على الأرض أن يلحق بها سوى بمعجزة حقيقية ، فما بالك بأبله يضع عينيه في قفاه و يتحرك للخلف ، طالبا من يطير في السماء بدفع الجزية كأي بلطجي فاقد العقل !. للأسف لم تعد البدائل المتاحة أمام الشعوب المتخلفة هي تقدم بطيئ و آخر سريع ، و لكنها شعوب سيكون لها الحق في البقاء و أخرى في طريقها للزوال ، ففي عالم مكتظ بالفعل لا مكان للبلاهة ولا للتسكع في حواري الماضي الكئيب ،ولا لمن يحمل مصحفا و سيفين متقاطعين بينما لا يستطيع توفير أدنى متطلبات الحياة لأبنائه .
باستثناء العرب و بعض المسلمين لا يوجد شعب له تناقضات كبيرة مع العلمانية و الحداثة ، و باستثناء الأصوليين المسلميين لا يوجد شعب يؤسس لدولة دينية ترجم النساء و تقطع الأطراف بدلآ من بناء الجامعات الحديثة و المعامل . لقد أدركت الشعوب في العالم كله – على الأقل نخبه الحاكمة – ألا مستقبل لمن يطير خارج سرب العلمانية و الحداثة و الديمقراطية ،وهي لم تنتظر 100 أو 200 عام لتفعل ذلك بل فعلت ذلك على الفور ،و هذا ما يفعله كل العقلاء .
ولا عزاء للمغفلين ولن يرحمهم أحد .





RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-15-2010

تقزيم العقل
( 3 أ من 3 )


" ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .. و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم "


نظرة خاطفة إلى حياتنا الثقافية المعاصرة سنجد أن الخطاب الإسلامي السائدة بشقيه السني و الشيعي معاد للعقل ، و أن هذا العداء جرى تقعيده ليصبح جزءا لا يتجزأ من الدين ، و بنفس الأدوات الأيديولوجية التي أثبتت جدواها منذ انتصار السنية السلفية زمن المعتصم حتى اليوم . فالرأي الشائع كما يؤكد د. زكي نجيب محمود في كتابه الهام " ثقافتنا في مواجهة العصر" أن الثقافة الإسلامية المعاصرة ترى أن العقل بعلومه عدو الوجدان و مشاعره . عندما كثرت علوم الغرب و أدواته قلنا عنه مادي لعين ، و أما نحن فروحانيون أنقياء بررة ، كأنما العلم من وحي الشيطان ،و معداته قد ركبتها الأبالسة . " إن أغلب الناس حولنا هم أقرب إلى الظن بأن الحقيقة إنما ينطق بها البلهاء قبل أن ينطق بها العلماء " .
أكثر الناس في ثقافتنا الإسلامية المعاصرة يؤذيها أن يعمل الكون وفق قوانين محكمة ، و يسعدها أن تكون هذه القوانين ألعوبة يحركها أصحاب القلوب الطيبة من الأنبياء و الشيوخ الأحياء و الأموات على السواء ، و يخشى الناس ذكاء العقول الذي ينفذ إلى الأعماق ،وهم يحبون أخذ الأمور بالبركة ، ونسمعهم و هم يتحدثون أن العقل مجلب للشقاء وربما الجنون ،و أن البلهاء أحباب الله . معظم الناس يميلون في أفعالهم إلى دفعة الغريزة و العاطفة ،و يدعون أن ذلك نوع من البصيرة النافذة ،وصلوا إليها بموهبة حدسية خارقة ،و كثير من القرارات المصيرية اتخذت بمثل تلك التصورات البلهاء ، هذا التصور في اكتساب المعرفة لا عن الطريق الجهد و الحواس بل بالحدس و الإلهام هو في أصفى أشكاله تفكير صوفي ، و لكن الكثرة الغالبة من المسلمين تؤمن بنسخة مخادعة تأخذ من الصوفية لا معقوليتها ولا تأخذ منها سموها الروحي . عندما نقول للناس إن العقل وحده هو أداة المعرفة ، ستجد رفضا حتى من أصحاب التخصص العلمي طالما هم خارج معاملهم . نعم نوافق أن طريق العقل هو الإستدلال ،و الإستدلال معرض للخطأ ، لكن اليقين الجازم الذي يصاحب الإدراك الغيبي النقلي ، هو نفسه أسوأ الكوارث التي لا يعادلها أفسد أنواع الإستدلال .
هذا هو الفرق البعيد بين الحضارة التي تركن إلى عقلها ، و تلك التي تركن إلى وجدانها ، فالحضارة العاقلة حضارة متشككة قائمة على النقد ، وهي تعيد تقديراتها باستمرار و ترحب بالنقد حتى لو صدر عن الآخر و تستفيد منه ، و لهذا تعدل مسارها صوب الهدف كلما حادت عنه . على النقيض من ذلك فالثقافة الوجدانية ثقافة واهمة بأن إدراكها منزه عن الخطأ ، فهي تتقدم تقدم الواثق و تصم أذنيها عن نقد الناقدين ، عندئذ تدهمها الداهية من حيث لا تحتسب .إن الثقافة الإسلامية السائدة تعمي عيوننا عن حقيقة العالم القائم ،و تجعلنا نعيش في عالم بديل مؤسس على الوهم ،و بالتالي فهي تجعلنا في مرتبة دون فئران التجارب التي تتعلم من تجاربها ، و أشبه بالفراشات التي تصر على النار الحارقة ، دون أن ترى إخوانها و قد احترقت في النار المهلكة .
أود أن أوضح أن المؤشرات الثقافية العربية متدنية و متشابهة في ملامحها العامة ، فلا يوجد شعب عربي يحقق تفوقا ملحوظا ، و كم كنت أتمنى أن يوجد مثل هذا الشعب حتى نتبعه على مدارج الرقي و نكتسب الثقة في قدرتنا على إنتاج ثقافة جديرة بهذا العصر و بتاريخنا العريق كورثة لحضارات العالم القديم . ربما كان العرب من الشعوب القليلة في العالم التي لا يختلف فيها وعي النخب المثقفة عن الجهلة و المعدمين سوى في أقل القليل ، فالجميع مولعون بالخرافة و التفسيرات الغيبية لكل ما يحيط بهم من ظواهر أو أحداث ، فالمثقف العربي لا يرى شيئا خارج نظرية المؤامرة ، هذه النظرية كما نعلم هي الامتداد العضوي للخرافة ، رغم هذا نجد أن النخب العربية لا تترك حادثا يمر في العالم دون أن تكتشف مؤامرة خلفه من جهة ما.
في العصر الحديث تقوم الجامعات بدور الأنبياء و الحكماء و العلماء معا ، لذلك هي قدس أقداس الحضارة وروحها المتوهجة ، و يمكننا الحكم على حضارة المجتمع من حالة جامعاته أكثر من مؤشراته الإقتصادية ، فالمجتمعات المتقدمة هي التي تمتلك الجامعات المستقلة الباحثة المفكرة ، ومازالت بريطانيا تحتل مركزها العالمي المتقدم بكامبريدج و أكسفورد و ليس بقوتها العسكرية التي أحيلت للتقاعد ، أما في مصر فالجامعات تعاني من مختلف صور القصور و التخلف ، و لا توجد جامعة مصرية واحدة مرموقة ولو على المستوى الإفريقي ، بينما تحتل أفضل الجامعات المصرية المرتبة 4500 على سلم التقييم الصيني المتعاطف ، هذه النتيجة ليست بسبب تدني الأداء الحضاري و الثقافي للمصري المعاصر فقط ،و لكنها نتيجة طبيعية تماما للأصولية المتغولة وتفشي التفكير الغيبي الخرافي . إن الذي يزور الجامعات المصرية الآن لسبب أو آخر لابد أن يصاب بالإكتئاب و الحزن خاصة لو قدر له زيارة الجامعات في العالم الحقيقي المتقدم ،إن أخطر ما يهدد المؤسسات الجامعية ليس نقص التمويل رغم أهميته ،و لكن بالأساس نقص الحرية .. حرية التفكير و البحث و التعبير ، إن النصوص الدينية ستقضي على العلم و جامعاته ، و كلي خوف أن يكون الوقت الذي يمكننا فيه الهروب من مشنقة الدين قد ولى .
لنتأمل العالمة الجليلة رئيسة قسم علوم الوراثة في كلية جامعية في مصر عندما تنفي علمها بنظرية داروين و تقول أنه لو قال بالتطور فهو كافر بالطبع ، و تطالب مزج العلم العصري بالعلم النقلي !، جاهلة أن ذلك ( العلم النقلي ) كان عصريا في زمنه السحيق !. نعلم أن نظرية التطور ليست مجرد نظرية علمية لها مصداقية غيرها من العلوم و دقتها و لكنها تمثل روح العصر ، و هكذا أصبح المفكرون و المناظرون يقسمون التفكير إلى التفكير التطوري و ما قبل التطور ، لهذا عندما تنكر عالمة في مجال الوراثة نظرية داروين ، يمكن أن نتوقع أن ينكر البابا وجود المسيح . إن الجامعات هي قدس أقداس الحضارة ،و تعهير العلم و ( مرمطته ) بمثل تلك السيدة هو تدمير للحضارة و بشكل لا يمكن إصلاحه . لهذا لم يكن عجيبا في مصر أن أقامت إحدى كليات الطب و تحت إشراف أساتذتها من رواد الصحوة الإسلامية الميمونة مؤتمرا علميا للعلاج من مس الجان ، كما شمل النقاش فوائد التداوي ببول الإبل ،
[صورة: 2754385937_e53ff19ee6.jpg]
ومن المعروف أن كتب السحر و الخرافة و العفاريت تنتشر بين أيدي الطلبة ،و بعضها يباع في المكتبات داخل الحرم الجامعي . هذه المعلومات ليست مرسلة و لكنها و لغرابتها و لأني لم أصدقها في البداية طالبت محدثي بمصادره واحتفظت بتوثيقها لدي . إن الخرافة تقتحم حياتنا حتى الأكاديمية ،و هناك دكاتره في الطب مصممون أن الانسان لم يخرج الي الفضاء و أن كل ما قيل مجرد تمثيلية يهودية صليبية لإخافة النهضة الإسلامية ، و أن الكلام عن اكتشاف الفضاء و الثقوب السوداء مجرد روايات خيال علمي !. أتذكر أنه عندما أعلنت الولايات المتحدة عن هبوط أرمسترنج على سطح القمر ، سمعت خطيبا يرعد في الميكرفون غاضبا محذرا المسلمين من تصديق مثل هذه الخزعبلات مستشهدا بالآيات القرآنية البينات ،و كان يقول أن تلك كلها دعايات الغرب الملحد المسيحي كي يثبط هممنا ، فهو يعلم في كتابه بصدق نبوة محمد و أن أمته ستظهر على كل الأمم و ...وأن الغرب يحاول إثنائنا عما هو فرض علينا من قتاله و قتله و... .
[صورة: spaceman-saidaonline.jpg]
لهذا أيضا لم يكن مفاجأة ما تردد في الصحف المصرية في فترة ما ، عندما نادى البعض أنه كي نقيم دولة العلم و الإيمان و نفعل النص الدستوري على مرجعية الشريعة الإسلامية ، علينا أن نعين الوعاظ مع الأطباء في العيادات و المستشفيات لعلاج المرضى بالقرآن لو لم يكن العلم الطب مجديا مع المريض ، بل يمكن مزج الطب مع القرآن و الطب النبوي في وصفة ( روشتة ) واحدة لعلاج المريض ، و كانت حجتهم دامغة فهي النص القرآني الذي فيه شفاء للناس ،و لست أدري كيف تخلصت الحكومة من هذا المأزق ، الذي لا يجيد أحد مثل المصريين وضع أنفسهم فيه .

[صورة: large_3480_39185.jpg]
للموضوع بقية .


الرد على: التخلف المقدس - علي هلال - 09-15-2010

المشكلة انك تحاول جعل صورة الاسلام يظهر مظاهر الذين شوهوه وتنسب للاسلام ما ليس فيه تماما كما ينسب بعض المسلمين بان الالحاد هو فجور وعربدة الخ فكذلك الايمان تعصب وقتل وتأخر الخ , اللهم لا تشمت بنا الاعداء .


RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-16-2010

تقزيم العقل
( 3 ب من 3 )


الدكتور مراد وهبة شيخ الفلاسفة المصريين و ربما كان المصري الوحيد المعروف عالميا في مجاله ، و هو كعالم أصيل يؤمن بأن الفلسفة غير منعزلة عن الحياة ، لهذا استضاف العالم و الفيلسوف ( ماريو بونجيه Mario Bunge) " وهو عالم أرجنتيني – كندي شهير حاصل على 16 دكتوراة فخرية" ، كأستاذ زائر في الكلية التي يعمل بها ، و أعد له قاعة لإلقاء بعض المحاضرات في الفيزياء و لشرح نظريته العلمية ، كان من الطبيعي أن يدعو د . مراد وهبة رئيس قسم الفيزياء في الكلية لحضور المحاضرات و التعليق العلمي عليها ،و لكن رئيس القسم هذا لم يترك لأحد فرصة ، لأنه و منذ بداية المحاضرة انبرى مرعدا ممطرا يكاد يسقط صريعا من الانفعال وهو يصيح : " هذه النظرية خاطئة لأنها غير مستمدة من القرآن الكريم !" ، حدثت مشادة بين الأستاذ الزائر و عالم الفيزياء الإسلامية المصري ، فشل خلالها الأستاذ الزائر ضعيف الإيمان إفهام العالم المصري متفجر الإيمان أن هناك نظريات علمية لم ترد في الكتب السماوية دون جدوى ، وهكذا أنهيت المحاضرات و على إثرها عاد العالم الفرنسي إلى بلده ، متعجبا أن تكون العقلية الإسلامية بكل هذا الإنحطاط ، و أن المصريين في القرن 21 يتعاملون مع العلم بالفتوى و لا يفرقون بين اللولب المزدوج وحلة الفتة !،
[صورة: 2.jpg]
ولأن د . مراد وهبة طويل النفس و لا يعلم أن العقلية المصرية تصحرت منذ السبعينات ، فإنه لم يتعظ و هكذا عقد بعد قليل سيمنار بالكلية بهدف دراسة أبعاد مشروع تقدم به إلى الجامعة ووزارة التربية و التعليم عن الإبداع و التعليم العام ، بعد فترة قصيرة فوجيء مراد وهبة بالعميد يطلب منه إغلاق السمنار لأن الأساتذة الأفاضل حملة مشعل العلم و التنوير معترضون بشدة و أنهم يرون الدعوة للإبداع ما هي إلا دعوة للإلحاد و ضد مبدأ لا إله إلا الله عليها يعيشون و بها يموتون و يبعثون مع المغفلين إن شاء الله .
أستاذ مصري و مدرس بكلية التربية طلب من طلاب البكالوريوس إعداد بحث دراسي عن حضارة الفراعنة ، و كانت دهشة المعلم بالغة عندما وجد أن الطالب الجامعي النبيه يذكر أن الفراعنة من جنس العماليق البائدة لا يقل طول أحدهم عن 40 مترا حتى أنه يشوي السمك بحرارة الشمس ، و أن عمر أحدهم لا يقل عن 200 عام و بعضهم يصل من العمر أرذله ، و عند مناقشة الطالب أبرز له مراجعا دينية معروفة و بعضها يدرس في جامعة الأزهر ، وعندما سأل الأستاذ تلميذه إذا كان يزور المتحف المصري و هل شاهد التوابيت هناك و عددها يناهز 10 توابيت معروضة للجمهور و كلها تؤكد أن الفراعنة كانوا يميلون للقصر ، أجابه الطالب ألا علاقة له بالكفرة هؤلاء ،و أنه يكره الفراعنة و حضارتهم المزعومة لأنهم ( زعلوا سيدنا موسى ) . هذه هي العقلية الجامعية المصرية في زمن النهضة الإسلامية و التي لا تختلف شيئا عن الأحذية المثقوبة .
النتيجة .. أن المتعلمين في تلك الجامعات مجرد أميون يحملون شهادات جامعية ، فهم يلجأوون إلى السحر و الأعمال لحل مشاكلهم ، هذه الظاهرة لا يمكن عزلها عن منظومة الثقافة الدينية التي تقوم على الحفظ و التلقين دون التفكير الذي يمكن أن يقود الطالب إلى الشك و العياذ بالله !، من جانب آخر ففي غياب المعايير الموضوعية للتفوق و التوظف في المستويات العليا و ارتباط الثروات بالعشوائية و ضربات الحظ صارت العرافة و قراءة الفنجان وسيلة طبيعية لدراسة المستقبل و تقدير الموقف ، و هكذا فقد المصري القدرة على التفكير المنهجي الخلاق و أصبح يعتمد في تفكيره على الآخرين خاصة رجال الدين . هذه الغيبوبة الفكرية الكبرى أدت إلى شيوع الأفكار الدينية السلفية الممزوجة بالخرافات و الغيبيات ، و من يتابع الفتاوى الدينبة سيجد أن المصري يستفتي رجال الدين في كل شيء و حتى أخص خصوصياته كما لو كان يعتبر نفسه ريبوتا ينتظر إشارات الريموت كونترول ، و نظرا لأهمية الفتاوى و حتى تكون كالماء و الهواء أنشئت مراكز خاصة للفتوى بواسطة الهاتف على مدار الساعة توظف رجال الدين للرد على أسئلة المؤمن الورع الذي يريد أن يعرف هل له أن يظرط في وجود ضيف من الجان أم تلك من الكبائر ؟.
المصريون كإخوانهم العرب لا يقرأون رغم ذلك -ماشاء الله - يعرفون كل شيء ، فالشعب المصري الذي يبلغ تعداده حوالي 80 مليون لا يصدر سنويا سوى 9000 عنوان جديد ، بمعدل120 عنوان لكل مليون نسمة بينما لا يتعدى شعب إسرائيل 6 مليون و لكنه يطبع 20000 عنوان سنويا بمعدل 3333 كتاب لكل مليون نسمة أي 28 مرة تقريبا مثل المعدل المصري ، رغم معدل القراءة المتواضع للمصريين فحوالي 30% من الكتب هي كتب دينية من النوعية المتدنية التي تتناول موضوعات من عينة زواج الجني من أنسية و علامات الساعة ، بينما لا تتجاوز الكتب العلمية بما في ذلك الجامعية 10 % ، غير ذلك فكتب أدبية و فنية و ... و هذه عادة لا توزع سوى أعدادا محدودة لا تتجاوز 1000 نسخة للعنوان ، هذا يعني أن المثقف المصري هو عملة نادرة جدا ،ولو وجد فهو كسول يثرثر في أشياء كثيرة لم يقرأ عنها شيئا ، من النادر أن تجد أوروبيا لا يقرأ على الأقل كتابا واحدا في الأسبوع أو حتى في الشهر على أسوأ الفروض .
أبلد ما في الكون ماكان أصوليا مصريا يرتع في الدولار السعودي ، هكذا عرف العالم تنظيم القاعدة و حركة الإخوان المسلمين و د. فاروق الدسوقي ، فمن هو فاروق هذا ؟، فاروق الدسوقي (فيلسوف) مصري حاصل على إجازة الدكتوراة من قسم الفلسفة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة !، هو أيضا أستاذ العقيدة السابق بجامعتي الملك سعود و أم القرى ،وهو حائز جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1985 ( نوبل الإسلام الوهابي ) ! ، منذ 15 عام يتفرغ هذا الفيلسوف الجليل في معتزله بالقاهرة لتحرير موسوعة علمية كبرى من عدة أجزاء نشر بعضها و تكاد تكتمل الآن ، هل تدري ما هو موضوعها ؟، دراسات فلسفية عالمية .. دراسات في العقيدة الإسلامية .. علم الأديان المقارن ؟, لا .. ليس فاروق الدسوقي رائد اليقظة الإسلامية الكبير من يشغل نفسه بالتفاهات ، الموضوع الذي شغل فيلسوفنا الكبير كل هذه الأعوام الطويلة هو ( أشراط الساعة ) وهي ليست ساعة جامعة القاهرة أو ساعة رولكس ذهبية ،و لكنها ساعة القيامة الرهيبة و نهاية العالم . هناك بلهاء عديدون يكتبون هذه التخاريف و يقرأونها و لكنهم ليسوا فلاسفة كعالمنا الكبير ، ولأنه باحث و فيلسوف فهو يكتب كل شيء بالتفصيل و بالتحليل الدقيق ، بناء على دراسات عميقة في كل الكتب السماوية . تقدم الموسوعة وصفا تفصيليلا للأحداث و الشخصيات من حرب الخليج حتى آخر الزمان و نزول المسيح ، كما توصل الدسوقي إلى تحديد شخصية السفياني الشهير الذي سيحرر بيت المقدس و يحرق نصف إسرائيل و أنه ( صدام حسين ) لا سواه الذي سيقود الجيش البابلي و يدمر الروم ، و أن صدام سيحرر القدس كي يظهر المهدي المنتظر ثم يعقبه المسيح و تقوم القيامة .. دقي يا مزيكة !. ، عندما غزا صدام الكويت و خرج منها على يد قوات التحالف لم يفقد العالم الجليل ثقته في صدق دراساته و لكنه أعلن أن هزيمة صدام دليل على صدق نبوءته ،و أن صدام سيعود و يهزم الروم ( أمريكا ) في قلب الحزيرة ، ما حدث بعد ذلك معروف ،و لكن عالمنا الجليل أصر على صدق النبوءة و أن صدام سيخرج من المعتقل بمعجزة ربانية و سيهزم الروم . لم يكن إعدام الرئيس العراقي كافيا كي يراجع الفيلسوف نفسه ، فهو ببساطة ينكر أن يكون صدام قد شنق ،و لكنه يؤكد أن المشنوق هو شبيه صدام الذي ضحى بنفسه من أجل تحرير القدس ،أما صدام و ولديه فهم أحرار طلقاء و أنهم يعدون الخيول و السلاح لمعركة نهائية ضد الروم !. ليس هذا الرجل "العبيط" وحده من يردد تلك الخزعبلات ، فمن أكثر الكتب رواجا في معرض القاهرة للكتاب في موسم ماضي كتاب لكاتب مغمور هو أنيس الدغيدي بعنوان ( صدام لم يعدم و عدي و قصي ولداه لم يقتلا ..) و يستعرض داخل الكتاب ما يدعي أنها وثائقا تؤكد كلامه ( هذيانه ) . بقى أن أذكر أن كل البيانات الخاصة بفاروق الدسوقي وموسوعته كان مصدرها مقال لكاتب إسلامي معروف هو حسام تمام من محرري موقع إسلام أون لاين ،والموقع بالطبع من المتعاطفين مع الدسوقي و غيره من منظومة الغيبوبة الكبرى .
ظهور ثروة طبيعية في منطقة ما هو دائما مصادفة سعيدة ، و نوع من رحمة الأقدار و ابتسامة الزمن بعد عبوس ، و لكن انفجار الثروة البترولية في السعودية جاء نقمة سماوية على المنطقة العربية كلها ، فهذا السائل الثمين أصبح الممول الرئيس لكافة صور العنف و التخلف في المنطقة ، بل و في العالم كله كما يؤكد الكثيرون في الغرب و الشرق على السواء ، و ربما تكون الوهابية بكل تراثها المتحجر و شيوخها المعاقين، هي أكثر صور التخلف التي يمولها البترول ، و هناك عدد كبير من شيوخ الوهابية يحظون بسمعة عالمية ، ليس كنماذج متحضرة أو حتى أخلاقية بسيطة ، بل كنماذج للتعصب الديني و التبلد العقلي و النفس الإجرامية . لا يمكن حصر الفتاوى الشاذة للفقهاء السعوديين ، بل لكل الفقهاء المسلمين السنة و الشيعة على السواء ، حتى لو راعينا الاكتساح الساحق للبلاهة السنية الأصولية ، فهذه الفتاوى تربو على المئات ، فمن إرضاع الكبير و التداوي ببول الإبل ، مرورا بزواجي المتعة و المسيار ، و تكفير المخالف منكر معلوم الدين في زعمهم ، و السحر و الشعوذة و الحسد ، و رفض التطور البيولوجي ، و تكفير القائل بكروية الأرض ، دوران الشمس حول الأرض ، و من آخر فتاوى الوهابية .

[صورة: 7kK16172.jpg]
أ . الفتوى التي أطلقها الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية ، يجيز فيها قتل أصحاب الفضائيات ، لأنهم مفسدون في الأرض باعتبار تلك الفضائيات تدعو إلى الإنحلال الأخلاقي ، وهو في ذلك يطبق عليهم ما يعرف فقهيا بحد الحرابة ، و هذا الحد جاء نصا في القرآن " إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أياديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، ذلك لهم خزي في الدنيا ، و لهم في الآخرة عذاب عظيم " ، و الآية أطلقها النبي محمد في حق قاطعي الطريق عقب حادثة شهيرة ، و هي قيام ما يعرف بالعرنيين الذين قتلوا راعي النبي على إبل الصدقة و سرقوها بعد أن مثلوا به ، فاجتهد الشيخ الجليل و سحب هذا الحكم على أصحاب الفضائيات ، لسبب مقنع لأمثاله وهو " إن كل من يدعوا إلى الفن إذا قدر على منعه و لم يمتنع يحل قتله ، لأن دعاة الفساد في الاعتقاد أو في العمل إذا لم يندفع شرهم بعقوبات دون القتل جاز قتلهم قضاء " !،
ب . هذه الفتوى شجعت شيخا آخر هو صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية ، على اصدار فتوى تنادي بقتل سحرة الفضائيات بحد السيف !.
ج . زواج الوناسة هو ارتباط رجل طاعن في السن بزوجة صغيرة ، بشرط أن تتنازل عن حقها الطبيعي في ممارسة الجنس ،و بالتالي تحرم من حق لا يسلب حتى من الحيوانات ، حق الإرتواء الجنسي و الأمومة ، هذا النوع من الزواج يلجأ اليه الكثير من الرجال في السعودية و الإمارات و غيرهما من المجتمعات الخليجية ، وهو زواج يراه د . عبد المحسن العبيكان عضو مجلس الشورى السعودي و المستشار في وزارة العدل ، زواجا مكتملا و صحيحا ، لأنه غير مؤقت أي ليس زواجا للمتعة ! . يمكننا أن نلاحظ أن هذه الفتوى ليست دعوة لقتل أصحاب الفضائيات أو لقتل من يحترف أعمال الحواة و خفة اليد وحدهم ، ولكنها دعوة لقتل الناس جميعا من فنانين و موسيقيين و تشكليين و من يستمعون للغناء ، كما أن المبدأ الفقهي الذي يستند إليه يجوز قتل دعاة الإفساد في الاعتقاد ، وهؤلاء بالطبع كما يراهم هو و أمثاله من المتخلفين عقليا و المتبلدين حسا و شعورا ، أي أصحاب الفكر المستنير ، و بعبارة أخرى قتل كل المخالفين ، و هكذا يصبح قتل البشر أهون من قتل الدجاج فهل الإجرام و الإرهاب غير ذلك ،و هل يمكن للبشرية أن تشعر بالأمان مع وجود مثل هؤلاء على رأس دولة تمتلك كل تلك الثروا ت .
[صورة: 1250550355.jpg]
أنهي هذه المداخلة بواقعة شاهدتها منذ يومين ، ففي لقاء تلفزيوني استضاف الإعلامي المصري المشهور ( محمود سعد ) العالم أحمد زويل ، و تناول اللقاء عرضا قضية علمية هي نسبية الزمن ، وفجأة انبرى المذيع ربيب التأسلم الثقافي يقول أن ( عندنا في الإسلام ) يتحدث القرآن عن النظرية النسبية ، و هنا ابتسم العالم الكبير متسائلآ كيف هذا ؟ ، فأبدى محمود سعد تعجبه ألا يعرف زويل " إِنّ يَوْماً عِندَ الله !(رَبِّك) كَأَلْفِ سنَةٍ مِّمّا تَعُدّونَ"# ، فقال له زويل أنه رغم عمله في مجال الفيزياء لسنوات طويلة و حصوله على جائزة نوبل إلا أنه لا يعرف ما هو الزمن ! . هذا التهريج الثقافي الذي يمارسه محمود سعد و نظرائه يعبر بشكل بليغ عن الثقافة ( الإسلامية ) التجارية الضحلة الشائعة في مصر و غيرها من العالم الإسلامي في معظم أجزائه .
# النص القرآني هو ( وَ يَستَعْجِلُونَك بِالْعَذَابِ وَ لَن يخْلِف اللّهُ وَعْدَهُ وَ إِنّ يَوْماً عِندَ رَبِّك كَأَلْفِ سنَةٍ مِّمّا تَعُدّونَ (47)) سورة الحج ، وجاء في آية ثانية : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) [السجدة : 5] . رغم هذا فهناك آية ثالثة تتحدث عن (نسبية) أخرى فتقول: ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) [المعارج:4] .و بعيدآ عن أن نشير إلى التناقض الواضح بين يوم مقداره ألف سنة و آخر مقداره 50 ألف سنة ، سنجد أن هذا الحساب الزمني في القرآن يتناقض مع حقائق العلم ، فكون الله خلق العالم في ستة أيام من أيامه ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) ( هود:7 ) ، هذا يعني أن الإله خلق العالم في 6000 سنة أو 30000 سنة مما نعد وهو زمن غاية في التفاهة بالنسبة لعمر الكون الذي يتراوح من 13.7 مليار إلى حوالي 12.5 مليار سنة . إذا أخذنا بالمنطق القصدي البسيط ستدمر تلك التناقضات أي إدعاء أجوف لمهرجي الإعجاز العلمي ،و لكن لو تعمقنا أبعد قليلآ سنجد أن الزمن هو أحد مكونات المنظومة الثرموديناميكية ،و لكنه غير قابل للمقايسة مع منظومة أخرى ،و بالتالي فزمن الله لا يمكن مقايسته مع زمن منظومتنا اللهم إذا كان الله قد سكن معنا في منظومتنا الصغيرة و ترك الكون خاليا من إله . هناك ما هو أبعد هل للزمن وجود مستقل أم هو مجرد افتراض ليفهم العقل البشري ظاهرة تتابع الأحداث ،و أن الزمن و المكان مجرد افتراضات .
يعني ببساطة على المهرجين أمثال محمود سعد و زغلول النجار ألا يتجاوزوا بحديثهم نظرائهم الأغبياء .



RE: التخلف المقدس - ابن نجد - 09-16-2010

(09-16-2010, 01:07 PM)بهجت كتب:  الدكتور مراد وهبة شيخ الفلاسفة المصريين

عفوا وبالمناسبة ؛ كنت اتابع كامل اللقاء على قناة اون تليفيجن كاملا قبل 7 اشهر تقريبا وهو لقاء طويل وممتع ولكن للاسف لم اجد سوى هذا المقطع باليوتيوب ، تفضلوا .


الرد على: التخلف المقدس - بدر نجد - 09-16-2010

اتفق مع الزميل بهجت في الكثير من الأراء سواء في هذا الموضوع أو غيره من الموضوعات التي استفدت منها شخصيا .
لكن هناك نقطة صغيرة اختلف فيها معه وهي قوله ( ظهور ثروة طبيعية في منطقة ما هو دائما مصادفة سعيدة ، و نوع من رحمة الأقدار و ابتسامة الزمن بعد عبوس ، و لكن انفجار الثروة البترولية في السعودية جاء نقمة سماوية على المنطقة العربية كلها ، فهذا السائل الثمين أصبح الممول الرئيس لكافة صور العنف و التخلف في المنطقة ، بل و في العالم كله كما يؤكد الكثيرون في الغرب و الشرق على السواء ، و ربما تكون الوهابية بكل تراثها المتحجر و شيوخها المعاقين، هي أكثر صور التخلف التي يمولها البترول ، و هناك عدد كبير من شيوخ الوهابية يحظون بسمعة عالمية ، ليس كنماذج متحضرة أو حتى أخلاقية بسيطة ، بل كنماذج للتعصب الديني و التبلد العقلي و النفس الإجرامية . لا يمكن حصر الفتاوى الشاذة للفقهاء السعوديين )
الحقيقة أن تاريخ العنف الديني في عصرنا الحديث ابتدأ مع حركة الأخوان المسلمين في مصر وهي الحركة الأم التي تفرعت عنها حركات عنف اسلاموية كثيرة مثل حركة التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية وغيرها من الحركات المتطرفة , وكان ينبوعهم الفكري ومصدر إلهامهم العنفي هو كتب وآراء سيد قطب , الوهابية لم ينشأ عنها حركات عنف لأن مذهبها الفقهي يحرم الخروج على الحاكم ولم تبدأ بالعنف إلا بعد احتكاكها بالأخوان المسلمين إبان رحيلهم للسعودية بعد خلافاتهم مع عبدالناصر حيث انتشرت مفاهيم وافكار الأخوان العنفية وخصوصا آراء سيد قطب عبر المعلمين واساتذة الجامعات والأطباء الذين عملوا في المملكة خلال تلك الفترة .
هذا ما احببت أن انوه له وتقبل كامل احترامي .


RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-16-2010

(09-16-2010, 01:16 PM)ابن نجد كتب:  
(09-16-2010, 01:07 PM)بهجت كتب:  الدكتور مراد وهبة شيخ الفلاسفة المصريين

عفوا وبالمناسبة ؛ كنت اتابع كامل اللقاء على قناة اون تليفيجن كاملا قبل 7 اشهر تقريبا وهو لقاء طويل وممتع ولكن للاسف لم اجد سوى هذا المقطع باليوتيوب ، تفضلوا .

الزميل الكريم ابن نجد.New97
أن تتابع فيلسوفا علمانيا بحجم مراد وهبه مفاجأة سارة بالطبع ، الإنفتاح العقلي صفة جيدة جدا ، خاصة لو كان في تناول موضوعات جدية . لا أعرف تحديدا عن أي تسجيل تتحدث ،وهل هناك لقاء تناول فيه مراد وهبه الروايتين اللتين ذكرتهما ؟.
عادة أفضل قراءة ما يكتبه الفلاسفة و المفكرون الكبار بحجم مراد وهبه و محمد أركون و سمير أمين و إدوارد سعيد و .... دون سماعهم أو مشاهدتهم . وهذا ما حدث مع د. مراد وهبه فالروايات التي ذكرتها قرأتها في حديث له مع صحيفة " القاهرة " و هي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية . هناك بالطبع فيديو منشور له على الشبكة ،و يمكن البحث فيه .



RE: الرد على: التخلف المقدس - بهجت - 09-16-2010

(09-16-2010, 01:40 PM)بدر نجد كتب:  اتفق مع الزميل بهجت في الكثير من الأراء سواء في هذا الموضوع أو غيره من الموضوعات التي استفدت منها شخصيا .
لكن هناك نقطة صغيرة اختلف فيها معه وهي قوله ( ظهور ثروة طبيعية في منطقة ما هو دائما مصادفة سعيدة ، و نوع من رحمة الأقدار و ابتسامة الزمن بعد عبوس ، و لكن انفجار الثروة البترولية في السعودية جاء نقمة سماوية على المنطقة العربية كلها ، فهذا السائل الثمين أصبح الممول الرئيس لكافة صور العنف و التخلف في المنطقة ، بل و في العالم كله كما يؤكد الكثيرون في الغرب و الشرق على السواء ، و ربما تكون الوهابية بكل تراثها المتحجر و شيوخها المعاقين، هي أكثر صور التخلف التي يمولها البترول ، و هناك عدد كبير من شيوخ الوهابية يحظون بسمعة عالمية ، ليس كنماذج متحضرة أو حتى أخلاقية بسيطة ، بل كنماذج للتعصب الديني و التبلد العقلي و النفس الإجرامية . لا يمكن حصر الفتاوى الشاذة للفقهاء السعوديين )
الحقيقة أن تاريخ العنف الديني في عصرنا الحديث ابتدأ مع حركة الأخوان المسلمين في مصر وهي الحركة الأم التي تفرعت عنها حركات عنف اسلاموية كثيرة مثل حركة التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية وغيرها من الحركات المتطرفة , وكان ينبوعهم الفكري ومصدر إلهامهم العنفي هو كتب وآراء سيد قطب , الوهابية لم ينشأ عنها حركات عنف لأن مذهبها الفقهي يحرم الخروج على الحاكم ولم تبدأ بالعنف إلا بعد احتكاكها بالأخوان المسلمين إبان رحيلهم للسعودية بعد خلافاتهم مع عبدالناصر حيث انتشرت مفاهيم وافكار الأخوان العنفية وخصوصا آراء سيد قطب عبر المعلمين واساتذة الجامعات والأطباء الذين عملوا في المملكة خلال تلك الفترة .
هذا ما احببت أن انوه له وتقبل كامل احترامي .

الزميل الكريم بدر نجد .New97
خالص التقدير .
ملاحظة صحيحة لا أملك معها سوى الموافقة .
و لكني أريد أن ننظر إلى ما يمكن أن يكون مركبا (وهابيا – إخوانيا ) قد ظهر نتيجة تلاقي المال و الفقه الوهابي مع الفكر السياسي الإخواني .هذا المركب كأي مركب كيميائي نتيجة تفاعل العنصرين معا ، و لكنه مركب جديد يختلف عن كلاهما ، هو أخطر بمراحل من البدايات الأولى لكليهما . كي يصبح لدينا هذا المكون المعادي للبشرية كان لابد من الإخوانية و الوهابية و أن يتلاقيا . فالأخوانية حركية سياسية جهادية في جوهرها ، و الوهابية إحيائية فقهية متعصبة ، هما أيضا اشتركا في بعض الملامح أهمها تكفير المخالف .
يبقى أن دور الوهابية الأساسي هو التمويل . كانت الوهابية حركة محافظة و لكنها مسالمة حتى انفجار الثروة البترولية ،و لأن الفائض كان هائلآ و الدولة حديثة تسرب قدر كبير من هذا الفائض إلى أيدي الإخوان ممن ينتمون إلى البرجوازية المصرية و السورية الصغيرة و المحرومة ، و " لأننا أدرى بناسنا" ،أقول بكل الثقة أن المال هو كل شيئ بالنسبة للمتأسلم المصري وأن الدين و المبادئ مجرد ( سبوبة ) ، ولولا الدعم المالي الهائل للإخوان لإنتهت الحركة تماما مع ضربة 1954 لها في مصر ،
[صورة: nasserlogo.gif]
فالإخوان ذهبوا للسعودية مدرسين فقراء و عادوا في زمن السادات مليونيرات ورجال أعمال ، فأي معجزة يمتاز بها المدرس المصري المتأسلم ! . كي نعرف طبيعة العلاقة بين الجانبين ننظر لتنظيم القاعدة ،و نركز خاصة على أسامة بن لادن و معاونيه المصريين و السودانيين و السوريين و .... الخ ، ستجد مليارديرا هو أسامة بن لادن يفقد ثروته بسبب أفكار حمقاء أخلص لها ، ربما نحترم فيه على الأقل إخلاصه لمبادئه . بينما الآخرون فقراء يتكسبون بعضهم ذهب لأفغانستان بوظيفة مجاهد يقبض 5000 جنيه مصري بدلآ من وظيفة تدر عليه 50 جنيه ، هؤلاء وجدوا أنفسهم في لعبة تفوقهم كثيرا ، فضاعوا و أضاعوا معهم شعوبا باكملها ، بالطبع لا يوجد ما نعجب به في قاتل محترف . مسالمة الوهابية المبكرة أشبه بصندوق ألغام كامن لم يشعله أحد بعد ،و لكن عندما توفر المال و التفاعل مع إخوانية الفلاح المصري و التاجر السوري الصغير ، انفجر الجميع في وجوهنا .
أخطأت الحكومة السعودية خطأ فادحا عندما استخدمت الإخوان للعمل ضد عبد الناصر في صراعهما العقيم ، نفس الخطأ سقطت فيه الولايات المتحدة عندما صنعت المجاهدين ووظفتهم ضد الإتحاد السوفيتي ،و النتيجة تعاني منها السعودية و الولايات المتحدة كلاهما .



RE: الرد على: التخلف المقدس - بهجت - 09-17-2010

(09-14-2010, 09:10 AM)علي هلال كتب:  جميل جدا انك تفهمت مقصدي يا زميلي الاستاذ بهجت في التفرقة بين العقلاني والعاقل وهو ما عنيته عندما قلت ان استخدام العقل ليس حكرا على احد (سواء كان مؤمن ام ملحد) ,لكني اتعجب لماذا لما يتكلم احد وينقد العلمانية او العقلانية او اي فكر انساني القى بعض الزملاء يحاولون تبرئته من النقيصة وبالتالي النقد عن طريق نفى انه مجموعة افكار ثابتة وان من حق اي احد التعديل فيها وتطويرها كيفما شاء اذا دعت الحاجة لذلك؟!! وفي نفس الوقت تعيبون على كثرة التفسيرات الدينية التي تخالف الاصولية والجمودية؟ مع ان العقلانية مثلا فكر انساني وكذلك الاصولية , فالدين هو مجموعة نصوص(وليست افكار) ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان اما الذي يتغير فهو فهم بعض النصوص لما جدد عليه الزمان بضمه الى باب من ابواب الفقه ولا اجد صعوبة في التفريق بين الدين والاصولية .

كذلك أجد الملحد العربي خصوصا يتعصب حسب هواه فهو عندما يتحدث عن خلفيته الدينية يتعصب لانه يعلم كثيرا عنها وبالتالي يكرهها لكثرة اسباب كرهه لها وعندما يتحدث عن الدين الآخر يتعصب لانه كان يكره هذا الدين او حتى معتنقيه منذ ان كان مؤمنا بالدين المختلف عنه .

العقلانية مذهب فلسفي كأي مذهب آخر لا يجب ربطه بالعقل , ولم تتقدم المجتمعات الغربية بالماركسية او الشيوعية او الرأسمالية او العقلانية الخ بل هذه توجهات بشرية فكرية مؤقتة في مرحلة ما من تاريخ تطور البشرية(اذا تسلمت السطلة) بل تطورت بالعمل الجاد والتفكير المنطقي والنقدي وكلمة النقدي لا تختص فقط بالمعتقدات بل كل شئ واهلا وسهلا به .

الزميل الكريم علي هلال .New97
آثرت تأخير الرد على هذه المداخلة لأنها تتناول قضايا متعددة و متداخلة أحيانا ، كذلك يمكن أن يستغرق الرد على بعضها صفحات مطولات أو فقرات صغيرة طبقا للموقف .
سأضع مداخلتك على صورة نقاط مصنفة طبقا للموضوع .
عن الفكر الديني :
1- ترى أن الملحد يتعصب ضد كل الأديان .
2- تعتقد أننا في "نفس الوقت تعيبون على كثرة التفسيرات الدينية التي تخالف الاصولية والجمودية" ؟.
3- ترى أن الأصولية فكر إنساني مثل العقلانية .
4- لا تجد صعوبة في التفريق بين الدين والاصولية .
عن العقلانية :
5- ترى أننا لا ننقد العلقلانية أو العلمانية .
6- استنكار القول بأن تلك المذاهب الفكرية ليست نتائجا ثابتة بل متغيرة .
7- ترى أن العقلانية مذهب فلسفي كأي مذهب آخر لا يجب ربطه بالعقل.
8- ترى أن ولم تتقدم المجتمعات الغربية بالماركسية او الشيوعية او الرأسمالية او العقلانية الخ بل هذه توجهات بشرية فكرية مؤقتة في مرحلة ما من تاريخ تطور البشرية(اذا تسلمت السطلة) بل تطورت بالعمل الجاد والتفكير المنطقي والنقدي وكلمة النقدي لا تختص فقط بالمعتقدات بل كل شئ واهلا وسهلا به .
عن المجموعة الأولى .
1- الملحد لا يؤمن بالدين أساسا فهل تريده أن يدعم الأديان ، هل يطالبك أحد برفض الدين كي تكون منصفآ ؟ ، من الطبيعي أن يعبر اللاديني عن موقفه كما تعبر عن موقفك تماما ، أم هل تريده أن يخفي معتقداته كي لا يجرح إحساسك كما يطالب المتأسلمون أعداء العقل . عدم الإيمان ليس دوجما كالإيمان بل هو من معدن مختلف . هو موقف عقلاني لا عاطفي ، لهذا فالملحد لا يمكن أن يكون متعصبا ، هو يعلم تماما و منذ البداية متى سيغير رأيه و ينبذ الإلحاد و يؤمن بأحد تلك الآلهة المتعددة التي يؤمن بها البشر خاصة في الشعوب المتخلفة . سيحدث ذلك عندما تتوفر لديه أدلة عقلية و حسية دامغة بصحة ادعاءات الأديان . يبقى أن غير الدينيين ليسوا شيئا واحدا فهناك غير المؤمن atheistأو الملحد ، و هناك من يطلقون عليه لا أدريagnostic و هو الذي يعتقد العقل البشري غير مؤهل للإجابة على الأسئلة النهائية ،و بالتالي فمن الحماقة طرحها على العقل ، هي أشباه قضايا و ليست قضايا حقيقية ، يبقى أن هناك من لا يهتم أو غير معني بطرح تلك الأسئلة ذات الإجابات النهائية المطلقة ،وهؤلاء يتزايدون بالفعل في الغرب كما كان واضحا في نتائج المسح الخاص بالإيمان بالأديان .
2- عندما يدعي أحد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة ،و أن عقيدته هي الكمال المطلق الصالح لكل زمان و مكان و يقتل من يخالفها ، يجب أن تكون تلك العقيدة واضحة متماسكة ، و لا يجب أن نقبل منه أن يغيرها كل فترة كما يفعل الفقهاء و أن تتعدد كل هذا التعدد بكل تناقضاته ، هذه صفات مذاهب بشرية لا تدعي الكمال بل تتطور و تقبل هذا التطور ولا تنكره . أما إذا وافقتنا أن الأديان هي منتج بشري تاريخي على الأقل بالفهم ، و ان هناك نماذج متعددة تعبر عن الإسلام و ليس نموذجآ واحدا ، فمن الطبيعي عندئذ أن نتعامل معها كأي مذهب آخر يتطور و يتغير تاريخيا باستمرار . ببساطة لو قلت لك انا عالم و لدي نظرية كذا ثم بعد فترة قلت لك اني أحدثت بها تغيرا لأسباب كذا و كذا ، فلن أكون كذابا فتلك طبيعة العلم ، أما لو قال لنا أحد أنه إله و فسر لنا الكون بطريقة خاطئة ثم جاء من يعدلها باسم ذات الإله ، فمن الطبيعي ألا نقبل ذلك ،و ان نرى ذلك الإله مزيفا و من يتحدثون باسمه عصابة من المهرجين .. هذا لو كانت لنا عقول .
3- الأصولية لا تدعي أنها فكر إنساني كالعقلانية ، بل هي كأي خطاب ديني تدعي أنها المفصحة عن إرادة الله ، أي انها الحقيقة المطلقة . الأصولية ليست مذهبا بل هي اتجاه فكري سائد الآن . إن الأصوليات ، كل الأصوليات ، تشكل اليوم الخطر الكبر على المستقبل ، فانتصارها في عصر لا خيار فيه سوى الدمار المتبادل او الحوار يمكنها أن تحبس كل المجتمعات البشرية في مذاهب متعصبة منغلقة على نفسها و بالتالي متجهة للتصادم ) . الأصولية هي ثقافة تقوم على معتقد ديني أو سياسي ، مرتدية الشكل الثقافي أو المؤسسي الذي قامت بارتدائه في عصر سابق من تاريخها ، و تعتقد أنها تمتلك حقيقة مطلقة و أنها تفرضها الخصائص الجامعة للأصوليات . إن المكونات الأساسية للأصولية ( أي أصولية ) من تعريفها هي ثلاث : العودة للماضي و الإنتساب للتراث و المحافظة عليه - معارضة التطور و النمو - الإنغلاق و التصلب و التحجر المذهبي . و بالتعريف تكون الأصولية تراث في مواجهة الحداثة ، و جمودية في مواجهة العلمانية ، أي أن (( الأصولية هي نقيض العلمانية )) . أما الخصائص الجامعة للأصوليات الإسلامية تحديدا فهي خلط الشريعة و الفقه ، و القرآن بالسنة - الدمج الشامل للدولة بالدين ،و إعتبار الكيان السياسي تجسيد للمعتقد الديني - إتخاذ موقف العداء للآخر .
4- لم أفهم و لن يفهم أحد كيف لا تجد صعوبة في التفرقة بين الدين و الأصولية ؟، الأصولية نموذج ديني ، لا وجود للإسلام خارج نماذجه ، و بالتالي كي نتخلص من الأصولية علينا بالإنتقاء أي بتعطيل بعضا من الإسلام التاريخي ، لا يوجد ( كومين ) منفصلين ،واحد هو الإسلام و الثاني هو الأصولية ،و تدعي انك تعرف الكوم الصحيح من المزيف . لديك ( كوم ) و احد فقط الأصولية تأخذه بعبله و البديل الآخر هو فصل مالا يصلح للعصر مهما كان صحيحا و إسلاميا ، يعني انتقاء على أساس المصلحة الزمنية ،و ليس التأصيل الفقهي أو التاريخي . أتمنى أن أكون واضحا ، فالقضية جد معقدة .
سيكون لي عودة للنقاط الخاصة بالعقلانية .