+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: المخطوطة العباسية (/showthread.php?tid=10760)
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
بداية علينا أن نعلم أن القرآن الكريم يؤكد في آياته أنه كتاب يُكْتَسَب بالتلقين لا بالخط (ولا المخطوطات). يقول عز من قائل:
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16)إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ(17)فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ(18)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ(19) (القيامة)
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْءَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا(114) (طه)
ولو كان القرآن الكريم يُسَجَّل بالكتابة بالدرجة الأولى لَمَا تعجل النبي صلى الله عليه وسلم أن يتلوه كما كان يسمعه من سيدنا جبريل، ولما أمره الله أن يتبع القراءة التي يسمعها، ولما نهاه الله عز وجل عن التعجل بقراءة القرآن قبل أن يصله الموحَى به كاملًا ليركز سمعه جيدًا لِمَا يتنزل عليه. فليستمع جيدًا وعلى الله أن يبين له القراءة الصحيحة حتى يتقنها رسوله تمامًا: "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ". فقد تعهد الله أن يجمع قرآنه في صدر رسوله بالقراءة الصحيحة. وفي هذا دليل قاصم أن القرآن الكريم ينتقل من صدر إلى صدر بالتلقين لا بالخط:
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} (49) سورة العنكبوت
والآن نبدأ بوضع مصادر القراءات العشر:
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
1 - قراءة نافع في المدينة:
هو الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني (70 ـ 169 هـ). أخذ القراءة عن أعلام القراء وهم 70 من التابعين في المدينة أمثال: الزهري، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج. ومن هؤلاء من قرأ على عبد الله بن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش المخزومي وابن عباس وعمر بن الخطاب. وقرأ ابن عباس وأبو هريرة على زيد بن ثابت وأبيِّ بن كعب. وهؤلاء الصحابة قرأوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخذ القراءة عن نافع الإمام مالك بن أنس (صاحب الموطأ) والأصمعي والليث بن سعد واشتهر بالرواية عنه راوياه: قالون وورش.
أما قالون: فهو عيسى بن مينا (120 ـ 220 هـ) وهو من أئمة النحو والقراءة في المدينة رغم أنه عاش أصم.
وأمـا ورش: فهـو عثمـان بن سعيـد (110 ـ 197 هـ) وهـو مصـري رحـل إلى نـافـع بالمـدينـة فقـرأ علـيه عـدة ختمـات ثم رجع إلى مصر فأقـرأ بها نحو 35 سنة.
يقول أبو الرضا الحموي:
"قال نافع قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة وقرأ الكسائي على حمزة وغيره فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف وكذا أبو عمرو على ابن كثير وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره." (أصول القراءات لأبي الرضا الحموي. ص 36، 37)
2 - قراءة ابن كثير في مكة:
هو عبد الله بن كثير (45 ـ 120 هـ). إمام مكة في القراءة. أخذ القراءة عن درباس مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر وغيرهم. وهؤلاء قرأوا على ابن عباس وعبد الله بن عباس وعبد الله بن السائب الذين قرأوا على زيد بن ثابت وأبي بن كعب وعمر بن الخطاب.
البَزِّيّ: هو أحمد بن محمد بن عبد الله (170 ـ 250 هـ) وكان مؤذن المسجد الحرام وتلقى القراءة عن أبيه.
قُنْبُل: هو محمد بن عبد الرحمن المخزومي (195 ـ 291 هـ) وقد أخذ القراءة عن البزي، وكلا راويي ابن كثير لم يعاصراه وإنما تلقيا قراءته من قراء آخرين.
ابن ذكوان: وهو عبد الله بن أحمد الفهري (173 ـ 242 هـ). وقد انتهت إليه رياسة الإقراء في الشام بعد هشام وقد أخذ القراءة أيضاً عن أيوب بن أبي تميمة كما كتب عدداً من الكتب في التجويد والقراءات.
3 - قراءة أبي عمرو البصري:
وتنسب إلى أبي عمرو زبان بن العلاء المازني البصري (68 ـ 154 هـ). وقد قرأ على يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح، وعبد الله بن كثير ومجاهد بن جبر، والحسن البصري، وأبي العالية الرياحي، وحميد المكي، وعبد الله الحضرمي، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة بن خالد، وعكرمة مولى ابن عباس، وابن محيصن، وعاصم بن أبي النجود، ونصر بن عاصم، ويحيى ابن يعمر. وهؤلاء قرأوا على أبي موسى الأشعري وعمر بن الخطاب وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن عباس و أبي هريرة و أبي الأسود الذي قرأ على عثمان بن عفان.
وراوياه: حفص الدوري وصالح السوسي.
الدوري: وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز توفي عام (246 هـ). وهو أول من جمع القراءات السبع وأقرأ بها، وقد أخذ قراءة أبي عمرو البصري عن يحيى اليزيدي.
السوسي: وهو صالح بن زياد السوسي توفي عام (261 هـ). أخذ قراءة أبي عمرو عن اليزيدي كما قرأ على حفص.
4 - قراءة ابن عامر:
هو عبد الله بن عامر اليحصبي (8 ـ 118 هـ). وقد أخذ القراءة عن الصحابة مباشرة، فقرأ على أبي الدرداء وعلى هاشم المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان بن عفان، واشتهر فضله وعلمه في سائر بلاد الشام، وسادت قراءته فيها نحو خمسة قرون. وراوياه: هشام وابن ذكوان.
هشام: وهو هشام بن عمار السلمي الدمشقي (153 ـ 245)هـ. أخذ القراءة عن أيوب بن تميم وغيره من الأئمة واستقر في دمشق وتفرغ للإقراء فرحل الناس إليه.
5 - قراءة عاصم:
هو عاصم بن أبي النجود الكوفي الغاضري (ت 127 هـ). وقراءته هي القراءة السائدة في معظم أقطار العالم الإسلامي، وقد أخذ عاصم القراءة من التابعين: عبد الله بن حبيب السلمي الضرير، زر بن حبيش الأسدي، وابن إياس الشيباني الذين قرأوا على عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت . وقد قرأ على عاصم: أبو عمرو بن العلاء وحفص بن سليمان وحماد بن زيد وأبو بكر بن عياش وغيرهم. وراوياه: حفص وشعبة.
حفص: حفص بن سليمان الكوفي البزار (90 ـ 180 هـ). وروايته عن عاصم هي السائدة في معظم بلدان العالم الإسلامي اليوم وقد قرأ على عاصم مباشرة.
شعبة: هو أبو بكر شعبة بن عياش الأسدي الكوفي (95 ـ 193 هـ). وقد قرأ مباشرة على عاصم وقرأ عنه جماعة من أئمة العربية منهم الكسائي.
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
6 - قراءة حمزة:
هو حمزة بن حبيب الزيات (80 ـ 156 هـ).
أخذ القراءة عن الأعمش عرضًا ابن أعين، وعلى أبي إسحاق السبيعي، وعلى ابن أبي ليلى، وعلى ابن مصرف اليمامي وجعفر الصادق الذين قرأوا على يحيى بن وثاب الأسدي و أبي الأسود الديلمي و محمد الباقر و السلمي وعلى زَرِّ بن حبيش و عاصم بن ضمرة و زين العابدين ، وعلى الحارث الهمذاني و الحسين رضي الله عنه. وهؤلاء قرأوا على علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود. وقرأ على حمزة إبراهيم بن أدهم والكسائي والفراء واليزيدي وغيرهم. وراوياه: خلف وخلاد.
خلف: وهو خلف بن هشام الأسدي البغدادي (150 ـ 229)هـ. وهو صاحب القراءة التاسعة التي أثبت ابن الجزري تواترها وقد أخذ القراءة عن أبي زيد الأنصاري وسليم بن عيسى وغيرهم وقرأ عليه أحمد بن إبراهيم وأحمد بن يزيد الحلواني.
خلاد: وهو خلاد بن خالد الشيباني ولاءً الصيرفي الكوفي. (ت 220 هـ) وقد روى عنه الوزان وأحمد الحلواني وغيرهم.
7 - قراءة الكسائي:
هو علي بن حمزة الكسائي (119 ـ 189 هـ). أخذ القراءة عرضاً عن حمزة (صحاب القراءة السادسة) وابن أبي ليلى و عيسى الهمذاني وإسماعيل بن جعفر وزائدة بن قدامة. وهؤلاء قرأوا على عاصم، وطلحة بن مصرف، والأعمش، وتقدم سندهم، وكذلك أبو بكر بن عياش و سليمان بن جماز، وعيسى ابن وردان. وأخـذ القـراءة عن الكسائي حفص الدوري وخلف بن هشام. وراوياه الليث والدوري.
الليث: هو أبو الحارث البغدادي الليث بن خالد (ت 240 هـ).
أما القراءات الثلاث التي أثبت ابن الجزري تواترها وضمها إلى السبع فهي:
8 - قراءة أبي جعفر:
وتنسب إلى يزيد بن القعقاع المخزومي المدني (ت 130 هـ). وقد أخذ القراءة عن الصحابة مباشرة: عبد الله بن عباس وأبي هريرة. وهكـذا فـإن أبـا جعفـر من أعـلى القـراء إسناداً.
وراوياه: عيسى بن وردان (ت 160 هـ) وسليمان بن مسلم بن جماز.
9 - قراءة يعقوب الحضرمي:
وتنسب إلى يعقوب بن إسحاق بن زيد (117 - 205)هـ.
أخذ القراءة عن التابعين كأبي الأشهب عن عن أبي رجاء أبي موسى الأشعري، وكذلك شهاب بن شرنقة عن أبي الأسود الدؤلي عن علي بن أبي طالب. راوياه: رويس وروح.
رويس: وهو محمد بن المتوكل (ت 238 هـ).
روح: هو روح بن عبد المؤمن البصري (ت 234 هـ)
10 – قراءة خلف:
هو خلف بن هشام البزار البغدادي وهو راوية حمزة صاحب القراءة السادسة.
وقد أخذ القراءة عن حمزة بن حبيب الزيات وإسناد حمزة هو صدر إسناد خلف. وراوياه إسحاق الوراق وإدريس الحداد.
إسحاق الوراق: رحل من مرو إلى بغداد، فأخذ عن خلف وأقرأ في بغداد (ت 286 هـ).
إدريس الحداد: (189 ـ 292 هـ). أخذ القراءة عن خلف وتصدر للإقراء في بغداد.
وليس وراء هؤلاء العشرة إمام حصل له التواتر. (د. محمد الحبش. القراءات المتواترة الإصدار. مرجع سابق)
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
وقد وضع الشاطبي رموزًا لأصحاب القراءات لتسهيل الإشارة إليهم:
أبج: لقراءة نافع، فالهمزة لنافع، والباء لقالون، والجيم لورش
دهز: لقراءة ابن كثير، فالدال لابن كثير، والهاء للبزي، والزاي لقنبل.
حطي: لقراءة أبي عمرو، فالحاء لأبي عمرو والطاء للدوري، والياء للسوسي.
كلم: لقراءة ابن عامر، فالكاف لابن عامر، واللام لهشام، والميم لابن ذكوان.
نصع: لقراءة عاصم، فالنون لعاصم، والصاد لشعبة، والعين لحفص.
فضق: لقراءة حمزة فالفاء لحمزة، والضاد لخلف، والقاف لخلاد.
رست: لقراءة الكسائي، فالراء للكسائي، والسين لأبي الحارث، والتاء للدوري.
ثم رمز لاجتماع بعضهم ببقية أحرف الهجاء ولكمات مخصوصة على الشكل التالي:
ث = الكوفيون (عاصم وحمزة والكسائي)
خ = القراء السبعة ما عدا نافعاً.
ذ = الكوفيون وابن عامر.
ظ = الكوفيون وابن كثير.
غ = الكوفيون وأبو عمرو.
ش = حمزة والكسائي.
صحبة = حمزة والكسائي وشعبة.
صحاب = حمزة والكسائي وحفص.
عمَّ = نافع وابن كثير وأبو عمرو.
سَمَا = نافع وابن كثير وأبو عمرو.
حقَّ = ابن كثير وأبو عمرو.
نفر = ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر.
حرمي = نافع وابن كثير.
حصن = الكوفيون ونافع.
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
والآن ننظر في القراءات وبداية علينا أن نعرف الفرق بين "القرآن" و "المصحف":
القرآن يعني: المقروء و "القراءة والترتيل":
{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ.إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ.} (القيامة 16 - 18)
والمصحف هو الوعاء الذي يضم أي كتاب بين دفتيه.
ذكرنا من قبل أن الاختلاف وقع في سورة الفرقان وهي مكية. وأكدنا على أن اختلاف القراءات لم يكن الهدف منه هو التخفيف فقط ولكن كان الهدف أيضًا تعدد أساليب الأداء القرآني وتعدد الأفهام في استباط الأحكام الفقهية. فلننظر في أمثلة لتعدد أساليب الأداء القرآني من الناحية اللغوية في سورة الفرقان وفي غيرها:
1- {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا} (10) سورة الفرقان
وَيَجْعَل: هل هي "وَيَجْعَل" بجزم اللام عطفًا على قوله "جعل لك جنات" لأنه جواب الشرط ويلزم الجزم وجوب الإدغام. أم هي "ويجعلُ" بالرفع على الاستئناف. كلا الأسلوبين صحيح لغة. وبالتالي قرأ هشام بطريقة لم يكن سيدنا عمر يقرأ بها.
2- {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} (13) سورة الفرقان
ضَيِّقًا: هل هي "ضيْقًا" بسكون الياء أم هي "ضيِّقًا" بالكسر مع التشديد؟ كلاهما صحيح على وزن "ميْت" و "ميِّت".
3- {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} (25) سورة الفرقان
تَشَقَّقُ: وأصلها "تتشقق" وحذفت إحدى التائين للتخفيف.
هل هي "تشَقَّق" بفتح الشين أم هي "تشَّقَّق" بالفتح مع التشديد؟ كلاهما صحيح لغةً.
4- {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} (38) سورة الفرقان
وَثَمُودَ: هل هي "ثمودًا" بالتنوين ويراد بها حينئذٍ الحي أم هي "وثمودَ" بالفتح لأنها ممنوعة من الصرف لأنها اسم علم والتأنيث يقصد به القبيلة؟ كلا الأسلوبين صحيح.
5- {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} (7) سورة الفرقان
يَأْكُلُ: هل هي "يأكلُ" فتعود على الرسول أم هي "نأكلُ" والضمير يعود على الواو في قوله "وقالوا". كلا الأسلوبين صحيح.
6- {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ} (17) سورة الفرقان
يَحْشُرُهُمْ: هل هي "يحشرهم" والقائل يعود على "ربك" (كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا) أم هي "نحشرهم" كأسلوب انتقال من صيغة الغائب إلى ضمير المتكلم ويسمى أسلوب التفات؟ كلا الأسلوبين صحيح لغةً. (المهذب. ج2. مرجع سابق. ص 192 وما بعدها)
7- "{قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} (63) سورة طـه
إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ: قرأ حفص "إنْ" بتخفيف النون و "هذان" بالألف بعدها نون خفيفة، على أن "إنْ" مخففة من القيلة مهملة و "هذان" مبتدأ و "لساحران" الخبر واللام هي الفارقة بين "إنْ" المخففة والنافية. وقرأ ابن كثير مثل قراءة حفص إلا أنه شدد النون من "هذانّ" وذلك للتعويض عن ألف المفرد التي حذفت في التثنية. وقرأ أبو عمرو بتشديد النون و "هذينِّ" بالياء على أن "إنَّ" هي المؤكدة العاملة و "هذين" اسمها واللام للتأكيد و "ساحران" خبرها. (المهذب. ج2. مرجع سابق. ص 136، 137)
8- فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ(15)وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ(16)كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ(17)وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(18)وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19)وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا(20) (الفجر)
"ُكْرِمُونَ – تَحَاضُّونَ – تَأْكُلُونَ – تُحِبُّونَ" قرأ أبو عمرو ويعقوب بخلف عن روح بباء الغيب في الأفعال الأربعة حملًا على معنى الإنسان في قوله "فأما الإنسان" لأن المراد به الجنس، والباقون بتاء الخطاب في الجميع على الالتفات وهو الوجه الثاني لروح." (المهذب. ج2. مرجع سابق. ص 426)
9- أيُّهَ / أيُّهَا:
تكرر هذا الأسلوب في 3 آيات في كتاب الله عز وجل: النور 31 {أيُّه المؤمنون} ، والزخرف 49{وقالوا يا أيه الساحر}، والرحمن 31 {سنفرغ لكم أيه الثقلان}.
سورة النور: الأصل هو "أيه". نجد أن الهاء هنا لها 3 أحكام: السكون والضم والفتح. والفتحة إما فتحة قصيرة (ألف غير مشبعة) أو فتحة طويلة (ألف مشبعة). قرأ ابن عامر بضم الهاء وصلًا (أَيُّهُ الْمُؤْمِنُونَ) وإسكانها وقفًا (أَيُّهْ)، وجه الضم أن الألف لما حذفت للساكنين ضُمَّت الهاء إتباعًا لضمة الياء. وقرأ الباقون بفتح الهاء وحذف الألف وصلًا، ووقف عليها بالألف بعد الهاء أبو عمرو والكسائي ويعقوب (أَيُّهَا)، ووقف الباقون على الهاء مع حذف الألف (أَيُّهَ). واتفق القراء على حذف ألف "أيه" هنا وفي الزخرف والرحمن وصلًا إتباعًا للرسم. (المهذب. ج2. مرجع سابق.. ص 186)
فالاختلاف هنا في تشكيل الهاء في إطار اللغة العربية. وهذا مثل لفظة "سموات" التي تكتب في الرسم العثماني "سموت". فهذا أسلوب لتسهيل نطق الكلمة. وهذا لا يعد مخالفة للرسم لأنه اشترك في الأصل وهو "أ ي هـ" مثل "ملك يوم الدين" و "مالك". ولهذا التعدد أصول لغوية وليس اعتباطًا. يقول ابن الجزري:
"وتحقيق المد والقصر اللذين ذكرهما الرواة عن الأئمة فيها حال تحقيق همزتها وتسهيلها لا يتحصل إلا بمعرفة الهاء التي في أولها أهي للتنبيه أم مبدلة من همزة فبحسب ما يستقر عليه من ذلك في مذهب كل واحد من أئمة القراء يقضي للمد والقصر بعدها ثم بين أن الهاء على مذهب أبي عمرو وقالون وهشام يحتمل أن تكون للتنبيه وأن تكون مبدلة من همزة، وعلى مذهب قنبل وورش لا تكون إلا مبدلة لا غير. قال وعلى مذهب الكوفيين والبزي وابن ذكوان لا تكون إلا للتنبيه فمن جعلها للتنبيه وميز بين المنفصل والمتصل في حروف المد لم يزد في تمكين الألف سواء حقق الهمزة أو سهلها. ومن جعلها مبدلة وكان ممن يفصل بالألف زاد في التمكين سواء أيضاً حقق الهمزة أو لينها" (النشر. ج1)
10- قرأ حمزة فأزالهما الشيطان عنها بالألف أي نحاهما عن الحال التي كانا عليها من قول القائل أزال فلان فلانا عن موضعه إذا نحاه عنه وزال هو. وحجته قوله يا آدم اسكن أنت زوجك الجنة أي اثبتا فثبتا فأزالهما الشيطان فقابل الثبات بالزوال الذي هو خلافه. ومما يقوي قراءته قوله فأخرجهما مما كانا فيه فإخراجهما في المعنى قريب من إزالتهما. وقرأ الباقون فأزلهما من زللت وأزلني غيري أي أوقعهما في الزلل. وهو أن يزل الإنسان عن الصواب إلى الخطأ والزلة. وحجتهم قوله إنما استزلهم الشيطان ونسب الفعل إلى الشيطان لأنهما زلا بإغواء الشيطان إياهما فصار كأنه أزلهما. (حجة القراءات. عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة أبو زرعة. تحقيق : سعيد الأفغاني. مؤسسة الرسالة – بيروت. ط2. 1982م. ص 94)
11- قرأ ابن كثير فتلقى آدم نصب، كلمات رفع، جعل الفعل للكلمات لأنها تلقت آدم عليه السلام. وحجته أن العرب تقول تلقيت زيدا و تلقاني زيد والمعنى واحد.. لأن من لقيته فقد لقيك وما نالك فقد نلته. وقرأ الباقون فتلقى آدم من ربه كلمات، آدم رفع بفعله لأنه تلقى من ربه الكلمات أي أخذها منه وحفظها وفهمها. والعرب تقول تلقيت هذا من فلان. (المرجع سابق. ص 95)
وفي هذا إجابة على من يسأل عن الاختلاف بين قارئين من قبيلة واحدة مثل قريش (سيدنا عمر وهشام من قريش – البزي وقنبل من قريش). لأن التعدد لم يكن في نطق الكلمة المنزلة حسب لسان المرتل ولكن التوسعة امتدت إلى الأساليب اللغوية المشتركة بين العرب كافة.
كما أدى تعدد القراءات إلى التوسعة في الفقه:
1- وامسحوا برؤوسكم وأرجُلَكُم: وأَرْجُلِكُم: جواز المسح على الخفين، ووجوب غسل الأرجل.
2- ولا تقربوهن حتى يَطْهُرْنَ: يَطَّهَّرْنَ: وجوب اعتزال النساء حتى يَطْهرن، واستحباب تَطَهُّرِهن قبل الغشيِّ.
3- أو لامستم النساء: لَمَسْتُم: وجوب الوضوء من لمس النساء ومن ملامستهن
4- فديةٌ طعامُ مسكين: مساكين: فدية الإفطار طعام مسكين عن كل يوم، وهكذا فبعدد الأيَّام إطعام مساكين.
5- ثم لْيَقْضوا تفثهم ولْيُوْفوا نذورهم ولْيَطَّوَّفوا: لِيَقْضُوا ولِيوفُوا ولِيطَّوَّفوا: غرض الحج أن يقضوا تفثهم ويوفوا نذورهم ويطوفوا بالبيت فليفعلوا ذلك.
6- والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم: عاقدت: الحليف يستحق نصيبه إن انعقد حلفه بالتعاقد أو بمحض يمينك.
7- وما آتيتم من ربا ليربـوَ في أموال الناس: أَتَيْتُم: فعل الربا وإيتاؤه حرام.
8- لِيَرْبُوَ في أموال الناس: لتُرْبُو: الربا حرام، سواء ربا بقصد الربا أو بدون قصد.
9- إلا أن يَخَافَا ألا يقيما حدود الله: أن يُخَاْفا: المخالعة تحل من الزوجين إن خافا ألا يقيما حدود الله وتطلب من الأولياء إذا خُشي على الزوجين ألا يقيما حدود الله.
10- لا يحل لكم أن ترثوا النساء كَرْهَاً: كُرْهَاً: تحريم إرث النساء كَرْهَاً وكُرْهاً.
11- إلا أن يأتين بفاحشة مبَيِّنة: مُبَيَّنَة: إذا ظهرت الفاحشة من المرأة جاز عضلها، سواء كانت الفاحشة مبيَّنة أو مبيِّنة.
12- قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله: حَفِظَ اللهَ: المؤمنات يحفظهن الله بحفظه، وهن يحفظن أمر الله في سلوكهن.
13- أَنَّ غَضَبَ الله عليها إن كان من الصادقين: أنْ غَضِبَ الله: يجب أن تعلم الملاعنة أنَّ غَضَب الله سينزل بها إن صدق زوجها، بل إنه قد غضب فعلًا.
14- ولا تُقاتلوهم عند المسجد الحرام: ولا تَقْتُلوهم: لا يجوز قتال المشركين ولا قتلهم عند المسجد الحرام إلا إن بدؤونا بالقتال فيه.
15- ادخلوا في السِّلم كافة: في السَّلْم: وجوب دخول المسلمين في السِّلْم وفي السَّلْم.
16- وإن تصبروا وتتقوا لا يَضُرُّكم كيدهم شيئاً: لا يَضِرْكُم: الله سبحانه أكرم عباده الصابرين بأنهم لا يصيبهم ضرر ولا ضير.
17- لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفارَ أولياء: والكفارِ (بكسر الراء): يحرم تولي الكفار سواء اتخذوا ديننا هزواً ولعباً أو لا.
18- والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من وَلايتهم من شيء: من وِلايتهم: ليس للمسلم وَلاية ولا وِلاية على المسلمين حتى يهاجروا.
19- إنهم لا أَيمان لهم: لا إِيمان لهم: ليس للمشركين إيمان ولا أيمان
20- فلا تهنوا وتدعو إلى السَّلْمِ: إلى السِّلْمِ: لا يدعو المسلمون إلى التسليم ولا إلى الاستسلام.
21- إن جاءكم فاسق بنبأ فتبَيَّنوا: فَتَثَبَّتوا: على القاضي أن يتبين ويتثبت في الحكم.
22- ولا تظلمون فتيلًا: ولا يُظْلَمون: الله سبحانه لا يظلم المؤمنين ولا يظلم المنافقين.
(د. محمد الحبش. القراءات المتواترة الإصدار. مرجع سابق)
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
يقول د. محمد الحبش في مرجعه السابق:
يقسم علماء القراءة مناهج القراء إلى:
1 - أصول: وهي قواعد القراءة لكل قارئ كمد الميمات وتحقيق الهمزات وإمالة الألفات وغير ذلك حسب قواعد صاحب القراءة. مثل قاعدة قالون في ضم الميمات وقاعدة ورش في البدل، وقاعدة ابن كثير في قصر الممدود وغير ذلك. فالخلاف الأصولي تضبطه قواعد مطردة، تتكرر في القرآن الكريم في كل موطن تحققت فيه شرائط الراوي لإعمال القاعدة.
2 - فرش: وهي الكلمات القرآنية بعينها وكيف قرأها كل قارئ، وسميت فرشًا لأنها تفرش في التعليم على مواضع الآيات، ولا تندرج تحت أصول جامعة. ومنهم من يسمي "الفرش" فروعًا مقابل "الأصول".
والمقصود بالفرش هنا اختلاف صيغة الآية المكتوبة بين مصاحف الأمصار مثل "جنات تجري من تحتها الأنهار" في مصحف، و "جنات تجري تحتها الأنهار" في مصحف آخر، وكذلك "الله هو الغني الحميد" و "الله الغني الحميد". وتنقسم الفرش إلى قسمين:
1- ما يحتمله الرسم:
1 - قرأ الجمهور: {ويُبَشِّرُ المؤمنين} الإسراء 9
قرأ حمزة الكسائي {ويَبْشُرُ المؤمنين}
2 - قرأ الجمهور: {لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} ـ آل عمران 129
وقرأ ابن كثير وابن عامر وجعفر وأبو يعقوب: {مضعَّفة}
3 - قرأ الجمهور: {مَلِك يوم الدين} الفاتحة
وقرأ عاصم الكسائي ويعقوب وخلف العاشر: {مالك}
فهذا وأمثاله يحتمله الرسم القرآني بدون إشكال، ولابد هنا من التنويه أن المقصود بالرسم هنا الوثيقة التي كتبت في عهد عثمان وكانت بلا نقط ولا شكل.
2- ما لا يحتمله الرسم:
1 - قرأ الجمهور: {وسارعوا إلى مغفرة} آل عمران 132
قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر: {سارعوا} بغير واو.
2 - قرأ الجمهور: {جنات تجري تحتها الأنهار} التوبة 100
وقرأ ابن كثير: {جنات تجري من تحتها الأنهار} بزيادة من.
3 - قرأ الجمهور: {فإن الله هو الغني الحميد}
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر: بدون "هو". (القراءات المتواترة الإصدار. مرجع سابق)
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
ويشرح الإما أبو عمرو الداني هذا الأمر في كتابه "المقنع". فيقول:
"فإن سأل عن السبب الموجب لاختلاف مرسوم هذه الحروف الزوائد في المصاحف قلت السبب في ذلك عندنا أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لما جمع القرآن في المصاحف ونسخها على صورة واحدة وآثر في رسمها لغة قريش دون غيرها مما لا يصحّ ولا يثبت نظرا للأُمّة واحتياطا على أهل المللّة وثبت عنده إن هذه الحروف من عند الله عز وجل كذلك منزلة ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة وعلم إن جمعها في مصحف واحد على تلك الحال غير متمكّن إلا بإعادة الكلمة مرتّين وفي رسم ذلك كذلك من التخليط والتغيير للمرسوم مالا خفاء به ففرقها في المصاحف لذلك فجاءت مثبتة في بعضها ومحذوفة في بعضها لكي تحفظها الأمة كما نزلت من عند الله عز وجل وعلى ما سُمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا سبب اختلاف مرسومها في مصاحف أهل الأمصار." (المقنع في معرفة مرسوم مصاحف الأمصار لأبي عمرو الداني. دار الفكر. ص 115)
وكذلك ننقل هنا طرفًا مما كتبه الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي مصر في هذه المسألة:
"إن هذا الاختلاف بين تلك المصاحف إنما هو اختلاف قراءات في لغة واحدة، لا اختلاف لغات، قصد بإثباته إنفاذ ما وقع الإجماع عليه إلى أقطار بلاد المسلمين واشتهاره بينهم. وإنما كتبت هذه في بعض بصورة، وفي أخر بأخرى، لأنها لو كررت في كل مصحف لتوهم نزولها كذلك، ولو كتبت بصورة في الأصل، وبأخرى في الحاشية لكان تحكماً مع إبهام التصحيح، ومثل هذا بعد أمر عثمان رضي الله عنه بنسخ المصحف وبعثه إلى كل جهة ما أجمع الصحابة على الأخذ به لا يؤدي إلى تنازع أو فتنة، لأن أهل كل جهد قد استندوا إلى أصل مجمع عليه وإمام يرشدهم إلى كيفية قراءاته." (عنوان البيان في علوم التبيان لمحمد حسنين مخلوف. ص 38) (القراءات المتواترة الإصدار. مرجع سابق)
وهكذا فإن هذه الأحرف المختلف فيها كتبت على الصحة، والإتقان، والعمد والقصد، لحفظ قراءتين على المسلمين قرأهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وقتين من أوقات مختلفة. وأن الذي وقع من النقص والزيادة لم يكن عن سهو ناسخ، ولا عن غفلة ناقل ولا ضياع أصل. (القراءات المتواترة الإصدار. مرجع سابق)
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
وكان الاختلاف في الفرش بين المصاحف العثمانية كالآتي:
1 - {وقالوا اتخذ الله ولداً} البقرة 116، وهي قراءة الجمهور جاءت في المصحف الشامي: "قالوا اتخذ الله ولداً"، بدون واو وهي قراءة ابن عامر وهو شامي أخذ عن الصحابة مباشرة.
2 - {ووصى بها إبراهيم} البقرة 132، وهي قراءة الجمهور
وجاءت في المصحف المدني وكذلك في المصحف الشامي "وأوصى" بهمزة وهي قراءة نافع المدني وابن عامر الشامي وأبو جعفر المدني.
3 - {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} آل عمران 133، بواو قبل سارعوا وهي قراءة الجمهور وفي المصحف المدني "سارعو" بغير واو، وهي كذلك في المصحف الشامي: وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر.
4 - {بالبينات والزبر والكتاب المنير} آل عمران 184 وهي قراءة الجمهور وفي المصحف الشامي بباء في "الزبر" وهي قراءة ابن عامر.
5 - {ما فعلوه إلا قليلٌ منهم} النساء 66 وهي قراءة الجمهور، وفي المصحف الشامي {إلا قليلاً} وهي قراءة ابن عامر.
6 - {ويقول الذين آمنوا} المائدة 53 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف المدني "يقول" بدون واو وهي قراءة نافع وابن كثير المكي، وابن عامر، وأبو جعفر.
7 - {ومن يرتدَّ منكم عن دينه} المائدة 54 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف المدني "ومن يرتدد" بدالين وهي قراءة نافع وابن عامر، وأبي جعفر.
8 - {وللدار الآخرة} الأنعام 32 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "ولدار الآخرة" بلام واحدة وهي قراءة ابن عامر.
9 - {لئن أنجانا من هذه} الأنعام 63 وهي قراءة عاصم وحمزة، والكسائي، وخلف، وفي مصحف البصرة: "لئن أنجيتنا" وهي قراءة الباقين.
10 - {وكذلك زُيِّن لكثيرٍ مِنَ المشركين قَتْلَ أولادهم شُرَكاؤهم} الأنعام 137 بالرفع في شركاؤهم وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "شركائهم" بالخفض وهي قراءة ابن عامر.
11 - {قليلاً ما تذكَّرون} الأعراف 3 وهي قراءة حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف.
وفي المصحف الشامي {قليلاً ما يتذكرون} بياء قبل تذكرون وهي قراءة ابن عامر.
12 - {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما لنهتدي} الأعراف 43 وهي قراءة الجمهور وفي المصحف الشامي بغير واو وهي قراءة ابن عامر.
13 - {قال الملأ الذين استكبروا} الأعراف 75 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "وقال" بزيادة واو وهي قراءة ابن عامر.
14 - {وإذا نجيناكم} الأعراف 141 وهي قراءة الجمهور
وفي المصحف الشامي "وإذا أنجاكم" وهي قراءة ابن عامر.
15 - {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام} التوبة 19
وقد قرأ ابن وردان رواية أبي جعفر بخلف عنه: "أجعلتم سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام".
16 - {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً} التوبة 107 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف المدني والشامي "الذين" بغير واو وهي قراءة نافع، وابن عامر، وأبي جعفر.
17 - {هو الذي يسيركم} يونس 22 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "ينشركم" بنون وشين وهي قراءة ابن عامرٍ، وأبي جعفر.
18 - {كذلك حقت كلمة ربك} يونس 33 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "كلمات" بالجمع وهي قراءة نافع وأبي عامر، وأبي جعفر.
19 - {قل سبحان ربي} الإسراء 93، وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "قال" وهي قراءة ابن كثير، وابن عامر.
20 - {لأجدن خيراً منها منقلباً} الكهف 36 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف المدني والشامي "منهما" وهي قراءة نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر.
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
21 - {لأهب لك غلاماً زكياً} مريم 19 وهي قراءة الجمهور والوجه الثاني لقالون
وقد قرأها ورش وأبو عمرو ويعقوب وقالون بخلف عنه "ليهب لك غلاماً".
22 - {قال ربي يعلم القول} الأنبياء 4 وهي قراءة حفص وحمزة، والكسائي، وخلف.
وفي مصحف أهل البصرة {قل ربي} وهي قراءة باقي القراء.
23 - {سيقولون لله} المؤمنون 85 - 87 - 89 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "سيقولون الله" في الآيتين 87 و 89 وهي قراءة أبي عمرو البصري ويعقوب البصري.
24 - {قال كم لبثتم في الأرض} "المؤمنون 112 وهي قراءة الجمهور
عند أهل الكوفة: "قل كم لبثتم" وهي قراءة ابن كثير وحمزة الكوفي، والكسائي الكوفي.
25 - {فسأل العادين} المؤمنون 113 وهي قراءة الجمهور.
وقرِئَتْ: "فَسَلِ العادين" وهي قراءة ابن كثير والكسائي، وخلف.
26 - {قال إن لبثتم} المؤمنون 114 وهي قراءة أهل البصرة.
وقرأ أهل الكوفة: "قل إن لبثتم" وهي قراءة حمزة والكسائي.
27 - {وتوكل على العزيز الرحيم} الشعراء 213 وهي قراءة الجمهور.
وأهل الشام قرؤوا "فتوكل" بالفاء وهي قراءة نافع، وابن عامر، وأبي جعفر.
28 - {أئِذا كنا تراباً و آباؤنا أئنا لمخرجون} النمل 67 وهي قراءة الجمهور.
وقرأ أهل الشام "إننا" وهي قراءة ابن عامر والكسائي.
وقرأ أهل العراق "أينا لمخرجون" بياء بعدها نون.
29 - {تأمرونّي أعبد}(464) الزمر 64 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "تأمرونني أعبد" بنونين، وهي قراءة ابن عامر.
30 - {كانوا هم أشد منهم قوة} غافر 21، وهي قراءة الجمهور
وفي المصحف الشامي "أشد منكم" بالكاف وهي قراءة ابن عامر.
31 - {أو أن يظهر في الأرض الفساد} غافر 26 وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف المدني "يقول" بدون واو وهي قراءة نافع وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر.
وفي المصحف الشامي والمدني "وأن" وهي قراءة ابن كثير وابن عامر ونافع وأبي عمرو وأبي جعفر.
32 - {فيما كسبت أيديكم} الشورى 30 وهي قراءة الجمهور. وفي المصحف الشامي والمدني "بما كسبت" وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر.
33 - {الذين هم عباد الرحمن} الزخرف 19 وهي قراءة الجمهور. وفي المصحف الشامي "عند الرحمن" وهي قراءة نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبي جعفر، ويعقوب.
34 - {وقَالَ أولو جئتكم} الزخرف 24، وهي قراءة أهل الشام وحفص.
وقرأ أهل العراق "قُلْ" وهي قراءة الباقين.
35 - {حتى إذا جاءنا} وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي "جاءانا" بالتثنية وهي قراءة نافع، وابن كثير وابن عامر وشعبة وأبي جعفر.
36 - {وفيها ما تشتهيه الأنفس} الزخرف 71، وهي قراءة أهل المدينة والشام كنافع، وأبي عامر، وحفص، وأبي جعفر.
وقرأ أهل العراق "ما تشتهي" بدون هاء وهي قراءة باقي القراء.
37 - {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً} الأحقاف 15، وهي قراءة أهل الكوفة.
وفي المصحف البصري "حسنًا" وهي قراءة نافع وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وأبي جعفر، ويعقوب.
38 - {وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً} وهي قراءة الجميع إلا البصريين. وقرأ أهل البصرة: "لا يألتكم"، بإثبات الهمزة قبل اللام.
39 - {فإن الله هو الغني الحميد} الحديد 24، وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي والمدني "فإن الله الغني الحميد" بغير "هو" وهي قراءة نافع، وابن عامر، وأبي جعفر.
40 - {ولا يخاف عقباها} الشمس 15، وهي قراءة الجمهور.
وفي المصحف الشامي والمدني "فلا يخاف" بالفاء وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر. (د. محمد الحبش. القراءات المتواترة الإصدار. مرجع سابق)
المخطوطة العباسية - zaidgalal - 07-14-2007
ونعلم أن هذا ورد في المصحف المدني أو الشامي أو المكي من خلال القراءات العشر المتواترة من خلال صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين سجلوا هذه الأحرف التي قرأ بها النبي أمامهم أو أقرها بمشهد منهم، ثم قاموا هم بتلقينها للأمة في المناطق التي توجهوا إليها. وعندما تنظر في القراءات المتعددة ترى أن الأغلب الأعم أن كل صاحب قراءة قد قرأ بما جاء في مصحف بلده. لذلك يقول ابن الجزري:
"إن القراءات العشر متواترة فرشًا وأصولًا حال اجتماعهم وافترقهم." (منجد المقرئين. ف 2)
ولا يشترط على الإمام أن يذكر مصدره الكتابي على الدوام. فقد ذكر مصدره التلقيني وهو التواتر عبر عشرات القراء من شيوخه الذين تلقى على أيديهم كتاب الله عز وجل.
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} (49) سورة العنكبوت
والسلام عليكم