اقتباس:الأمين الأمين
صبرا يا أهل سوريا فإن موعدكم شهر
ليس هناك حزب حاكم في الدول العربية أسوء سمعة من حزب الأسد في سوريا ، ومهما تحدثنا عن تاريخه الدموي فلن نعبر عن حقيقته ، ويكفي أن نعرف أن أهل حماة طالبوا بحقوقهم فأبيدوا ، وهذا قبل ثلاثين عاما ، وقبل أيام طالب... أطفال بإسقاط النظام محاكاة لما يشاهدونه في القنوات ، فسجنوا وحقق معهم وعذبوا ، فطالب أهلوهم بخروجهم فطردوا وسجنوا وقتل منهم من قتل ، ثم تتابع الناس للمطالبة بحقوق هؤلاء فجوبهوا بالجنود والقوات حتى وصل الأمر إلى محاصرة المعتصمين في المسجد العمري وقتلهم وجرحهم في ليلة ظلماء مع قطع الحياة عنهم من كهرباء وهواتف ومياه ، ولم يراعوا حرمة لطفل ولا دم مسلم ولا حرمة لمسجد ولم يبالوا بالتنديد الدولي والشجب والاستنكار الإعلامي ، ولا يزال رجال بشار الأسد يستبيحون المسجد العمري ويراقبون الشوارع ويبحثون عن أصحاب الاعتصام لتعذيبهم وسجنهم ، وأعدادهم لا تقل عن خمسة آلاف مسلح .
ماذا نفعل بعد كل ما حصل ؟
لا عليكم يا أهل الشام ونوى وبصرى وحماة وحلب وحمص وبادية الشام ، لا هلك عليكم فقد أبليتم بلاء حسنا ، وضربتم قصة الصمود ورسمتم لوحة العزة حين انطلقت ثورتكم من المسجد العمري ، وقدمتم بين يدي ثورتكم مائة شهيد ، وتقدم صبيانكم يقودون ثورتكم ويقولون الشعب يريد إسقاط النظام ، فمن يشبهكم في ثورتكم .
بركة أرضكم أصابتكم فبوركت ثورتكم ، وتقديم أولادكم في مطالبكم عنوان طهارتها ، ولوذكم في مسجد ابن الخطاب استمداد لسيرته وجهاده وشموخه .
لقد بدأتم في هذه الأيام وإني أرجو الله أن يكون بين بدئكم وختام ثورتكم شهر واحد فقط ، وذلك أن ثورة تونس ومصر وليبيا واليمن لم تؤت أكلها إلا بعد شهر ، وإني أوصيكم بوصايا :
الوصية الأولى : التخطيط والإستراتيجية في تدبير ثورتكم ، وتشكيل فريق قيادة الثورة ولتكن خارج سوريا ووزعوا العمل بينكم واستفيدوا من خبرة إخوانكم في تونس ومصر وليبيا واليمن ، وأقبلوا على الخطة الإعلامية والتنسيق بين المواقع الصديقة والعزم على شحذ الهمم وبث التفاؤل لدى الشعب السوري عن طريق الصوت والصورة في كل الوسائل الممكنة سواء كانت في الصحف أو القنوات أو المواقع الإلكترونية .
الوصية الثانية : المواجهة والتفنيد لأباطيل الحزب الحاكم وتخصيص لجنة إعلامية لهذا الشأن ومن أكبر أكاذيب الحزب فيما يتعلق بالثورة إلى اليوم :اتهام المعتصمين في المسجد أنهم مسلحون وعصابة وخونة .
والكذبة الثانية : الوعد بالإصلاحات التي جاءت على لسان بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد .
الكذبة الثالثة : أن هذه الثورة يحركها اليهود والأعداء .
الوصية الثالثة: طوبى لكم ومن مثلكم فقد بدأ العد التنازلي للحزب الفاشي في سوريا ووعد وتنازل وأعلن بإصلاحات كان يحارب من دعا إليها سابقا ، ولو تأملتم الثورات العربية في تونس ومصر واليمن تجدون التنازل لا يكون إلا بعد أسابيع وأنتم بدأ التنازل بعد أيام فهنيئا لكم والأمر يحتاج إلى صبر ساعة ثم تنجلي الغمة .
الوصية الرابعة: حث الناس وتحريك الشارع وجمع القلوب على الصمود .
الوصية الخامسة:التأكيد على شعارات الثورة التي تذكي النفوس وتحرك الشارع ونشرها بين الناس .
الوصية السادسة:التواصل الدائم والمستمر مع المصادر الإعلامية ولا سيما المواقع الإلكترونية لفضح جرائم الحزب الحاكم ، وربط الناس بالمستجدات على الساحة السورية .
الوصية السابعة:صناعة الفلاشات الثورية والمقاطع المؤثرة واللقطات المعبرة عن الأحداث السورية لضمان الاستمرار في الثورة إلى سقوط الحزب الحاكم وزمرته .