![]() |
نظرة في كتب الروايات - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: نظرة في كتب الروايات (/showthread.php?tid=12892) |
نظرة في كتب الروايات - zaidgalal - 02-14-2007 وضعنا من قبل قاعدة علمية لا تتخلف مطلقًا. وكيف تتخلف وهي سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلًا ولن تجد لسنة الله تحويلًا. هذه القاعدة العلمية هي أن الرواية الشفهية عندما تنتقل من فرد لفرد ومن جيل لجيل لابد أن يعتريها التغير الثانوي أو المهم أو يعتريها تغير كليٌّ يغير مضمونها إلى النقيض. لذلك من الخطأ أن نقول فلان كذب أو الراوي فلان كذاب ما دام ثقة عند علماء الروايات. فالرواة خاضعون لسنة من سنن الله عز وجل غرسها فينا وجعلها جزءًا من طبيعتنا نحن البشر. وقد شرحت هذا باستفاضة وقدمت عليه أمثلة من الواقع ومن الروايات. فقد رأينا بأنفسنا أخطاء ابن عباس رضي الله في رواياته بل ورأينا رواية خطأ لسيدنا أبي هريرة حيث توهم رواية كاملة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تراجع عنها. هذا على فرض أن الناقل الأول للرواية هو الذي أخطأ، ومن نقلوا عنه لم يقعوا في الخطأ البتة. وهذا ضرب من المستحيل. لذا فإننا لا ندري هلى الخطأ من الراوي الأول أم من الثاني ..الخ. لكن الذي يمكننا الجزم به هو أن الرواية لابد أن يعتريها تغيير في رحلة انتقالها عبر أجيال وسنين مددًا. ومن ثم من الخطأ الجسيم أن تنظر للقرآن الكريم بمنظار كتب الروايات ولكن تنظر للروايات بمنظار كتاب الله العليم الحكيم. لذلك فإن الروايات التي تتعلق بكتاب الله المجيد لابد أن تؤخذ في إطار قانون تغير الرواية الشفهية على مر الأجيال. وقد اتفق العلماء أن القرآن لا يثبت إلا بالقرآن ولا تثبته الروايات البتة. وهذا موقف جميل لأنه يعني تضعيف جميع الروايات التي تقول بوجود آيات قرآنية كانت موجودة ثم نُسِخَت أو أُنْسِيَت. يقول الشيخ المجدد محمد الغزالي رحمه الله: " إن القول بآيات نسخ لفظها وحكمها معًا وأنسيها الرسول –صلى الله عليه وسلم- وصحابته جميعًا كلام لا وزن له." (نظرات في القرآن. ص 203) ويقول ابن كثير في تفسيره للآية (البقرة 238): " وأما إن روي على أنه قرآن فإنه لم يتواتر، فلا يثبت بمثل خبر الواحد قرآن." ويقول جلال الدين في الإتقان: "تنبيهات: الأول لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه. وأما في محله ووضعه وترتيبه، فكذلك عند محققي أهل السنة، للقطع بأن العادة تقتضي بالتواتر في تفاصيل مثله، لأن هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي على نقل جمله وتفاصيله، فما نقل آحاداً ولم يتواتر يقطع بأنه ليس من القرآن قطعاً." ويقرر الإمام الشافعي أن القرآن لا ينسخه إلا قرآن مثله، وليست السنة ناسخة للقرآن، وإنما هي تَبَع للكتاب، يُمَثِّلُ ما نَزل نصاً، ومفسِّرةٌ معنى ما أنزل الله منه جُمَلًا). (المسودة في أصول الفقه لآل تيمية. ج1) ويقول: فَأَخْبَرَ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) أَنَّ نَسْخَ الْقُرْآنِ وَتَأْخِيرَ إنْزَالِهِ لَا يَكُونُ إلَّا بِقُرْآنٍ مِثْلِهِ. (أحكام القرآن للشافعي. ج1) غَيْرُ جَائِزٍ نَسْخُ الْقُرْآنِ بِأَخْبَارِ الْآحَادِ . (أحكام القرآن للشافعي. ج1 - أحكام القرآن للجصاص. ج1) وقال الشيخ تقي الدين بن تيمية: والسنة لا تنسخ القرآن عندنا ولكن تخص وتبين. (المسودة لآل تيمية). وقال موفق الدين ابن قدامة في الروضة: (يجوز نسخ القرآن بالقرآن، والسنة المتواترة بمثلها، والآحاد بالآحاد والسنة بالقرآن وجمهور العلماء أن السنة نفسها لا ينسخ آحادها متواترها) ويقول ابن الجوزي: " الأخبار المنقولة بنقل الآحاد فهذه لا يجوز بها نسخ القرآن لأنها لا توجب العلم بل تفيد الظن والقرآن يوجب العلم فلا يجوز ترك المقطوع به لأجل مظنون." (نواسخ القرآن. ابن الجوزي. ج1) ويقول الجصاص وابن عربي: غَيْرُ جَائِزٍ نَسْخُ الْقُرْآنِ إلَّا بِتَوْقِيفٍ يُوجِبُ الْعِلْمَ . (أحكام القرآن للجصاص. ج8) وَلَا يَجُوزُ نَسْخُ الْقُرْآنِ إلَّا بِقُرْآنٍ مِثْلِهِ أَوْ بِخَبَرٍ مُتَوَاتِرٍ. (أحكام القرآن لابن عربي. ج4) ومن ثم حق علينا أن ننكر ونرفض أي رواية تقرر وجود آيات قرآنية ثم نُسِخَت أو أُنْسِيَت. لأن القرآن لا يثبت إلا بالقرآن وعلى فرض وجود نسخ فلابد من نسخ القرآن بالقرآن فقط. والآن ننظر في بعض الروايات في هذا الشان: نظرة في كتب الروايات - zaidgalal - 02-14-2007 1- 2634 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنْ الْقُرْآنِ. (مسلم) 2635 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ وَهِيَ تَذْكُرُ الَّذِي يُحَرِّمُ مِنْ الرَّضَاعَةِ قَالَتْ عَمْرَةُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ ثُمَّ نَزَلَ أَيْضًا خَمْسٌ مَعْلُومَاتٌ وحَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَمْرَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ بِمِثْلِهِ. (مسلم) إن هذه الروايات المنسوبة للسيدة عائشة باطلة. فالرواية تقول: "فتوفي رسول الله وهن مما يقرأ من القرآن" فهذا يعني أن من القرآن ما نُسِخَ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الرواية المكذوبة نفهم أن الرضعات العشر نسختها الرضعات الخمس التي هي ذاتها نُسِخَت بعد ذلك. وإذا كان النبي توفي والرضعات الخمس مما يتلى من القرآن، أي أن الأمر قد حُدِّدَ بخمس رضعات، فما معنى قول النبي في صحيح مسلم "لَا تُحَرِّمُ الْإِمْلَاجَةُ وَالْإِمْلَاجَتَانِ" (صحيح مسلم. باب: في المصة والمصتان)؟ وهكذا يتبين ضعف هذه الروايات، فكيف تثبت قرآنًا وهذا حالها فضلًا عن أنها خبر آحاد؟ لذلك يقول الجصاص: "وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ َغَيْرُ جَائِزٍ اعْتِقَادُ صِحَّتِهِ عَلَى مَا وَرَدَ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا ذَكَرَتْ أَنَّهُ كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ فَنُسِخْنَ بِخَمْسٍ ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ مِمَّا يُتْلَى ؛ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يُجِيزُ نَسْخَ الْقُرْآنِ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَوْ كَانَ ثَابِتًا لَوَجَبَ أَنْ تَكُونَ التِّلَاوَةُ مَوْجُودَةً ، فَإِذَا لَمْ تُوجَدْ بِهِ التِّلَاوَةُ وَلَمْ يَجُزْ النَّسْخُ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْلُ ذَلِكَ مِنْ أَحَدِ وَجْهَيْنِ : إمَّا أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ مَدْخُولًا فِي الْأَصْلِ غَيْرَ ثَابِتِ الْحُكْمِ ، أَوْ يَكُونَ إنْ كَانَ ثَابِتًا فَإِنَّمَا نُسِخَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى." (أحكام القرآن للجصاص. ج4) ويقول النووي: "وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة ، فَقَالَتْ عَائِشَة وَدَاوُد : تَثْبُت حُرْمَة الرَّضَاع بِرَضَاعِ الْبَالِغ كَمَا تَثْبُت بِرَضَاعِ الطِّفْل لِهَذَا الْحَدِيث . وَقَالَ سَائِر الْعُلَمَاء مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَعُلَمَاء الْأَمْصَار إِلَى الْآن : لَا يَثْبُت إِلَّا بِإِرْضَاعِ مَنْ لَهُ دُون سَنَتَيْنِ ، إِلَّا أَبَا حَنِيفَة فَقَالَ : سَنَتَيْنِ وَنِصْف ، وَقَالَ زُفَر : ثَلَاث سِنِينَ وَعَنْ مَالِك رِوَايَة سَنَتَيْنِ وَأَيَّام . وَاحْتَجَّ الْجُمْهُور بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَالْوَالِدَات يَرْضِعْنَ أَوْلَادهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنَ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمّ الرَّضَاعَة } ، وَبِالْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرَهُ مُسْلِم بَعْد هَذَا " إِنَّمَا الرَّضَاعَة مِنْ الْمَجَاعَة " وَبِأَحَادِيث مَشْهُورَة وَحَمَلُوا حَدِيث سَهْلَة عَلَى أَنَّهُ مُخْتَصّ بِهَا وَبِسَالِمٍ ، وَقَدْ رَوَى مُسْلِم عَنْ أُمّ سَلَمَة وَسَائِر أَزْوَاج رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُنَّ خَالَفْنَ عَائِشَة فِي هَذَا وَاَللَّه أَعْلَم ." (شرح النووي على مسلم. ج5) "وَاعْتَرَضَ أَصْحَاب مَالِك عَلَى الشَّافِعِيَّة بِأَنَّ حَدِيث عَائِشَة هَذَا لَا يُحْتَجّ بِهِ عِنْدكُمْ وَعِنْد مُحَقِّقِي الْأُصُولِيِّينَ لِأَنَّ الْقُرْآن لَا يَثْبُت بِخَبَرِ الْوَاحِد ، وَإِذَا لَمْ يَثْبُتْ قُرْآنًا لَمْ يَثْبُت بِخَبَرِ الْوَاحِد وَاَللَّه أَعْلَم ." (شرح النووي على مسلم. ج5) "فَقَوْلُ عَائِشَةَ : عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَمَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ مِمَّا يَقْرَأُ . لَا يَنْتَهِضُ لِلِاحْتِجَاجِ عَلَى الْأَصَحِّ مِنْ قَوْلَيْ الْأُصُولِيِّينَ ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ لَا يَثْبُتُ إِلَّا بِالتَّوَاتُرِ ، وَلَا ذَكَرَ الرَّاوِي أَنَّهُ خَبَرٌ لِيُقْبَلَ قَوْلُهُ فِيهِ." (تحفة الأحوذي. ج3) والمعنى أن أي رواية تثبت وجود آيات قرآنية منسوخة من قبل هي روايات باطلة لأن خبر الواحد فيه ريبة ولأن الظني المحتمل لا يثبت المتواتر القطعي. نظرة في كتب الروايات - zaidgalal - 02-14-2007 [SIZE=4]لنأخذ مثالًا ثانيًّا: 2- 5959 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ. (البخاري) في هذه الرواية نجد أن الكلام هنا منسوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أي أنه غير منسوب لله كقرآن مُنَزَّل. وتخبرنا الرواية أن البعض ظنه قرآنًا إلى أن نزلت سورة التكاثر. والمعنى أنه لو لم تنزل سورة التكاثر لظلوا معتقدين أنه قرآن منزل. أما ابن عباس فلم يدري هل هذا الكلام قرآن كريم أم من كلام النبي عليه الصلاة والسلام.: 5957 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ وَلَا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَا أَدْرِي مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا قَالَ وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ. (البخاري) 1739 - و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِلْءَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ مِثْلُهُ وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَاللَّهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَا أَدْرِي أَمِنْ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا وَفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ قَالَ فَلَا أَدْرِي أَمِنْ الْقُرْآنِ لَمْ يَذْكُرْ ابْنَ عَبَّاسٍ. (مسلم) والمعنى أنه لم يدري أن بعض من اعتقدوا أنه قرآن قد غيروا رأيهم بعد نزول سورة التكاثر. إذن قد حكم الرواة بأنفسهم أن "لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ" هي من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وليست قرىنًا البتة. ولهذا ولأن القرآن لا يثبت إلا بالقرآن فإن الروايتين التاليتين تعتبران باطلتين لا شك في بطلانهما: 1740 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ فَاتْلُوهُ وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. (مسلم) 1740 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ فَاتْلُوهُ وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. (مسلم) كذلك لأننا لم نقرأ لمن كتبوا القرآن الكريم وهو يمليه عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي جمعهم وامرهم بحذف ما كتبوه فقد نُسِخَ ورُفِعَ. إذ لا يعقل أن تنزل سورة كاملة ثم تحذف دون أن يعلم عنها المسلمون ويتناولونها في رواياتهم هذه على كثرتها وقد سجلوا لنا ماذا فعلوا بأواني الخمر عندما حرمها الله عليهم. ولنقرأ لنعلم مدى انطباق قانون تغير الرواية في رحلة انتقالها عبر أجيال من الرواة. وهذه هي سنة الله في خلقه: 1737 - قَوْله نظرة في كتب الروايات - zaidgalal - 02-14-2007 [SIZE=4]نقرأ مثالًا ثالثًا: 3522 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا أَنْ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمْ الْقُرَّاءُ فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْمَكَانَ فَقَالُوا اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا قَالَ وَأَتَى رَجُلٌ حَرَامًا خَالَ أَنَسٍ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ بِرُمْحٍ حَتَّى أَنْفَذَهُ فَقَالَ حَرَامٌ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا وَإِنَّهُمْ قَالُوا اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا. (مسلم) ففي رواية مسلم هذه نرى أن الكلام هو للشهداء وقد نقله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعد أن أطلعه الله عليه. ليس قرآنًا البتة. لذلك تبطل الروايات التالية والمنسوبة لنفس الراوي الأول وهو سيدنا أنس والتي وقع فيها تطور للرواية فقيل أن هذا الكلام قرآن: 2603 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنَسٌ أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ. (البخاري) 2591 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرُ الْحَوْضِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي أَتَقَدَّمُكُمْ فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ قَالَ هَمَّامٌ فَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ فَكُنَّا نَقْرَأُ أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ فَدَعَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَبَنِي عُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (البخاري) 3786 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا يَعْنِي أَصْحَابَهُ بِبِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا حِينَ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَلَحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَسٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا فَقَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ. (البخاري) 1085 - و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَلِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنَسٌ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ. (مسلم) يقول ابن حجر: 2603 - حَدِيث أَنَس فِي قِصَّة الَّذِينَ قُتِلُوا فِي بِئْر مَعُونَة أَوْرَدَهَا مُخْتَصَرَة ، وَسَتَأْتِي بِتَمَامِهَا فِي الْمَغَازِي ، وَأَشَارَ بِإِيرَادِ الْآيَة إِلَى مَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه كَمَا سَأَذْكُرُهُ هُنَاكَ فِي آخِره عِنْد قَوْله " فَأَنْزَلَ فِيهِمْ بَلِّغُوا قَوْمنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ ، زَادَ عُمَر بْن يُونُس عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي طَلْحَة فِيهِ " فَنُسِخَ بَعْدَمَا قَرَأْنَاهُ زَمَانًا وَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى ( وَلَا تَحْسَبَن الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه ) الْآيَة. (فتح الباري. ج8) لنقرأ ثانية: "زَادَ عُمَر بْن يُونُس عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي طَلْحَة فِيهِ " فَنُسِخَ بَعْدَمَا قَرَأْنَاهُ زَمَانًا وَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى" ثم كانت الإضافة الثالثة لعمر بن يونس. ولنلمس تمامًا قانون تغير الرواية الشفهية في رحلة انتقالها عبر أجيال من الرواة، لنقرأ الآية المزعومة انهم قرأوها ردحًا من الزمن ومع ذلك يعجزون عن صيغتها مع أنها جملة واحدة وكلهم يروون عن سيدنا أنس: بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ. (البخاري) بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا. (البخاري) بَلِّغُوا قَوْمَنَا فَقَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ. (البخاري) بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ. (مسلم) 11644 - بَلِّغُوا قَوْمَنَا عَنَّا أَنَّا قَدْ رَضِينَا وَرَضِيَ عَنَّا. (مسند أحمد) 12718- بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا. (مسند أحمد) 4737 - بلغوا قومنا أن لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه نظرة في كتب الروايات - zaidgalal - 02-14-2007 فإذا كان هذا هو حال آية ظلت ألسنتهم تلوكها ردحًا من الزمن على فرض أنها فعلًا قرآن، فما بالك برواية سمعوها مرة واحدة، فظل الراوي الأول فترة ثم بدأ يرويها للثاني الذي ظل فترة طويلة ثم نقلها للثالث وهكذا؟ هل ستصلك الرواية كما هي؟ لذلك حكم علماء السنة أن الروايات لا تثبت ولا تنسخ قرآنًا البتة وحكموا أن الروايات إنما هي روايات آحاد فيها ريبة. يقول ابن حجر: "خَبَر الْوَاحِد إِذَا تَوَجَّهَ إِلَيْهِ قَادِح وُقِفَ عَنْ الْعَمَل بِهِ وَهَذَا إِذَا لَمْ يَجِئ إِلَّا بِآحَادٍ مَعَ أَنَّ الْعَادَة مَجِيئُهُ مُتَوَاتِرًا تُوجِب رِيبَة." ومن هنا حكموا ببطلان كافة الروايات التي تزعم وجود قرآن قد نُسِخَ وأُنْسِيَ. يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" تعليقًا على رواية مصحفي السيدة عائشة وحفصة وفيه "والصلاة الوسطى وصلاة العصر": " ثَالِثهَا مَا جَاءَ عَنْ عَائِشَة وَحَفْصَة مِنْ قِرَاءَة " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر " فَإِنَّ الْعَطْف يَقْتَضِي الْمُغَايَرَة ، وَهَذَا يَرِد عَلَيْهِ إِثْبَات الْقُرْآن بِخَبَرِ الْآحَاد وَهُوَ مُمْتَنِع." ويقول "شرح النووي على مسلم": "هَكَذَا هُوَ فِي الرِّوَايَات : وَصَلَاة الْعَصْر بِالْوَاوِ ، وَاسْتَدَلَّ بِهِ بَعْض أَصْحَابنَا عَلَى أَنَّ الْوُسْطَى لَيْسَتْ الْعَصْر ، لِأَنَّ الْعَطْف يَقْتَضِي الْمُغَايَرَة ، لَكِنَّ مَذْهَبنَا أَنَّ الْقِرَاءَة الشَّاذَّة لَا يُحْتَجّ بِهَا ، وَلَا يَكُون لَهَا حُكْم الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِأَنَّ نَاقِلهَا لَمْ يَنْقُلْهَا إِلَّا عَلَى أَنَّهَا قُرْآن ، وَالْقُرْآن لَا يَثْبُت إِلَّا بِالتَّوَاتُرِ بِالْإِجْمَاعِ وَإِذَا لَمْ يَثْبُت قُرْآنًا لَا يَثْبُت خَبَرًا." فالإمام النووي يقول أنه ما دمنا لم نقبل روايات كهذه على أنها قرآن فلا يمكن ان نقبلها ولو كخبر. أي أنها روايات باطلة. يتبع بإذن الله تعالى نظرة في كتب الروايات - أبو عاصم - 02-16-2007 اقتباس: zaidgalal كتب/كتبتسين سؤال -مع كوننا ما وجدنا لك إجابة عن أسئلتنا تلك السابقات-: هل نُقل القرآن للتابعين عن الصحابة مكتوبا؟ مع الدليل إن سمحت. نظرة في كتب الروايات - حمدي - 02-16-2007 توجد دلائل كثيرة على نقل السنة كان كتابة وشفاها بنفس الوقت! نظرة في كتب الروايات - أبو عاصم - 02-16-2007 اقتباس: zaidgalal كتب/كتبتإن كان قصد شيخك الغزالي بهذا الكلام عدم وقوع النسخ في الأحكام فنقول إنه ومع الأسف على ضلال بل وعلى ضلال كبير، فإن النسخ في الأحكام قد وقع بنص القرآن، وذلك في تغيير الله تعالى قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى البيت العتيق، وقد نص الله تعالى كذلك في كتابه العزيز على وقوع النسخ فقال: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) وإن كان القصد من كلامه ذاك عدم جواز النسيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في ما لم يعد من القرآن فإنا نذكره ونذكر الآخذين بضلاله هذا بقول الله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها). فهناك نسخ للحكم وهناك نسخ للتلاوة تفهمه أنت ومجددك الغزالي لما تقرأون قول الله تبارك وتعالى: (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله). نظرة في كتب الروايات - zaidgalal - 02-18-2007 ما ننسخ من آية أو ننسها..... وغيرها من الآيات في هذا الشأن قد تعرضنا لشرحها قي الشريط "أسطورة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم" أما بالنسبة للقرآن الكريم قهو كتاب محفوظ في الصدور ومتلو ليل نهار في الصلوات الخمس وآناء الليل وأطراف النهار وفي شهر رمضان، وكان المسلمون يتسابقون لحفظه عن ظهر قلب. أما الحديث فلم يكن كذلك: 7479 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الدَّلالُ، حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بن زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْفَضْلِ، عَنِ الأَحْوَصِ بن حَكِيمٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ" فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُحَدِّثُ عَنْكَ بِالْحَدِيثِ نَزِيدُ وَنُنْقِصُ فَهَلْ تَرَاهُمْ إِلا بِعَيْنَيْنِ؟". (المعجم الكبير للطبراني ج7) لماذا يزيدون وينقصون؟ لأن ذاكرة الإنسان لا تسعفه ليتذكر الكلام الذي سمعه وغير مطالب بتسجيله وحفظه قي صدره وإعادة ذكره ترتيلًا مثل القرآن الكريم. فالرواة الأوائل يزيدون وينقصون ثم من أخذ عنهم سيزيد وينقص أيضًا. وهكذا حتى تصل إلينا الرواية وقد انطبق عليها قانون تغير الرواية الشفهية في رحلة انتقالها عبر الأجيال. فهو قانون كما ترى لا يتخلف. بل رأينا من يتوهم مثل ابن عباس وأبي هريرة. يتبع نظرة في كتب الروايات - أبو عاصم - 02-18-2007 اقتباس: zaidgalal كتب/كتبتهل تمانع لو نقلت لنا رايك هنا في تلك الآية باختصار؟ اقتباس:أما بالنسبة للقرآن الكريم قهو كتاب محفوظ في الصدور ومتلو ليل نهار في الصلوات الخمس وآناء الليل وأطراف النهار وفي شهر رمضان، وكان المسلمون يتسابقون لحفظه عن ظهر قلب.لم تجب عن سؤالنا! القرآن نقل للتابعين عن الصحابة مكتوبا؟ إن كنت تريد الحوار فعليك الإجابة ببيان ووضوح واختصار ومن غير ما تشتيت للموضوع بكلام من هنا وهناك لا تعلق له بذاك السؤال. التزم آداب الحوار رجاء يا زميل. |