حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83)
+--- الموضوع: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول (/showthread.php?tid=6939)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 11-09-2009

التوريث في البلدان العربية

GMT 1:42:00 2009 الإثنين 9 نوفمبر



أوان الكويتية

المزيد التوريث في البلدان العربية.. تفسير الظاهرة وحدودها

شفيق ناظم الغبرا

تعرف الجمهورية بصفتها دولة بلا ملك يحكمها رئيس يمثل الناس لمدة مؤقتة. ولكن قصة الجمهوريات في العالم العربي سارت بصورة مختلفة عن الهدف الأساس من قيام الجمهوريات العربية بعد الانقلابات على الأنظمة الملكية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ان افضل تعبير للجمهورية، وأفضل تبرير لها، أنها نظام يؤسس لحقوق الشعب ودوره وسيادته في ظل مقدرته على انتخاب رئيس وحكومة لفترة مؤقتة.
لكن جمهورياتنا العربية جاءت بنظام شبيه بالنظام الملكي، على الرغم من ثورتها الأساسية على الملكية، إذ لم يتغير النظام السياسي جذريا في ظل الانقلابات العسكرية التي وقعت في الدول العربية. وعلى الرغم من تغير الاقتصاد نحو الاشتراكية سابقا، ونحو الرأسمالية راهنا، إلا أن علاقة الشعب بالحاكم ودائرة القرار ازدادت ضيقا، والتداول على السلطة لم يقع على رغم إقرار الدستور بالديمقراطية.
كما تراجعت حقوق النشر، وحقوق التعبير وحق المعارضة، ووقعت تعديلات على الدساتير بوسائل غير واضحة تنقصها الشفافية، وتقوم على قوة الطرف الذي يمتلك السيطرة على الأجهزة.
لقد جاءت الجمهوريات العربية بحاكم مدى الحياة وأسرة حاكمة جديدة. هكذا ولدت من رحم الملكيات القديمة ملكيات جديدة بغطاء جمهوري. وهي في هذا لا تشبة المركزية الصينية التي صنعت مؤسسة للرئاسة ليست ديمقراطية، ولكنها لا تقوم على رابطة الدم، وتخوض تجربة تنموية فريدة من نوعها في عصرنا.
ان التوريث في الأنظمة الجمهورية العربية في سورية، ثم إمكانية ذلك في كل من مصر وليبيا، هو نتاج طبيعي لغياب المؤسسات والثقة في المجتمع، وبين مكوناته وبين نخبه. فرابطة الدم، هي الرابطة الأولية التي تبقى عندما تسقط كل أنواع وأشكال الثقة الأخرى. ففي بلادنا العربية ما زالت رابطة الانجاز والكفاءة والفعالية والمؤسسة والتقاليد المهنية ضعيفة. ففي الغرب، ونتاج للتنوير والعقلانية ونتاج للمؤسسات الراسخة والثقة بين الناس، بدأت رابطة الدم بفقدان قيمتها في السياسة، وحتى في التجارة. لم تعد مسألة التوريث في الشأن العام ممكنة، ولم تعد العائلة والأسرة والطائفة والقبيلة هي الطريقة لاستمرار المؤسسات ونجاحها. ولو وقع توريث، كما وقع في الهند في السابق، فيتم من خلال انتخابات مفتوحة، وتنافس علني شريف بين قوى متساوية بالقوة والفعالية.
وليقع التوريث، لا بد من إضعاف الأحزاب والتيارات الأخرى، والعمل لابقائها مشتتة، هامشية، ضعيفة، ولابد من إضعاف الرأي الآخر، مهما كان متواضعا، ولابد من تغير القوانين والدساتير، ولا بد من استخدام صلاحيات الرئيس لإفساح المجال للتوريث. هذا يسهم في محدودية السلطة، فأنت، إما مع الشخص الذي سيورث أم ضده. وإن كنت ضده خرجت من الحياة السياسية، بكل ما لذلك من آثار سلبية على البلاد والمشاركة والحوافز والكفائة والتنمية. الا يؤسس هذا لإمكانية تحويل المعارضة والرأي الآخر الى التطرف؟ ألا يضعف هذا آفاق التنمية والمستقبل الوطني؟
إن الحكم بصفته خدمة عامة للناس، خدمة عامة للأفراد، يحددها الشعب بفترة محددة لم تصل بعد للعالم العربي بأنظمته الجمهورية والملكية.
إن الحاكم بصفته خادم الشعب أمر لا نعرفه. والاستثناءات قليلة في قضية الخدمة العامة والسياسة العامة والسعي نحو تنمية حقة وبناء وتجديد في الدول العربية. مازال الوضع العربي بالمقلوب، فالحكم في البلدان العربية تعبير عن قائد تخدمه الجماهير، وتسعى وراءه الأمة بلا رؤية وبرنامج ومشاركة وانتخابات وحقوق. مازالت السياسة في بلادنا تقوم على القوة والاستقواء في دوائر مغلقة، وليس أمام صناديق الاقتراع. فالذي يسيطر على الحكم يبعد الآخرين نهائيا الى أن تقوم رياح التغيير، فيأتي طرف آخر يستأثر ويستقوي، ثم يدمر ذاكرة القديم. إنها دائرة السياسة المغلقة التي تؤسس لمزيد من العنف والتطرف في البلاد العربية.


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 11-13-2009

بشار الأسد يستجدي السلام مع إسرائيل بكل السبل وزيارته لفرنسا هدفها الأساسي تسلم رسائل نتنياهو ووساطة ساركوزي اليهودي الأصل ...والسبب هو الأوضاع الإقتصادية السورية المنهارة والتي تهدد نظامه برمته واستقرار سوريا بجملته وهذا لم يتفهمه الأشقاء العرب حتى الآن أو لايريدون تفهمه ...وهو يأمل بفضح اسرائيل وإخراس الغرب والحصول على مساعدات غربية وعلاقات أفضل مع أمريكا ولكنه يخاطر بعلاقاته مع إيران وحزب الله الذي ينتقده بشكل مبطن وخبيث




سؤال برسم الرئيس بشّار

GMT 23:44:00 2009 الخميس 12 نوفمبر



الخليج الإماراتية


سعد محيو

لا تزال مقابلة الرئيس بشار الأسد قبل أيام مع صحيفة “حرييت” التركية عصية على الفهم، ومُبهمة الأهداف، وأحياناً صعبة التصديق.



للتذكير، قال الرئيس: “يتعيّن على تركيا تحسين علاقاتها مع حليفها “الإسرائيلي” كي تضمن مجدداً القيام بدور الوساطة بين سوريا والدولة العبرية. إذا ما أرادت تركيا مساعدتنا في موضوع “إسرائيل”، فعليها أن تُقيم علاقات جيّدة مع هذه الأخيرة”.



الاستعصاء على الفهم أولاً:



ما مصلحة سوريا والعرب في رأب الصدع الراهن بين أنقرة وتل أبيب؟ ألا يجب أن يكون العكس هو الصحيح، خاصة بعد أن تمردّت تركيا على زهاء 70 سنة من التاريخ أمضتها في الحضن الصهيوني ثم “الإسرائيلي”؟



إبهام الأهداف ثانياً:



إذا ما كان السلام السوري “الإسرائيلي” هو الهدف فهذا بات، بعد وصول ذروة الصقور الليكوديين المتطرفين إلى السلطة وتقوقعهم داخل ذهنية القلعة المغلقة، أبعد منالاً من أي وقت مضى في تاريخ الصراع العربي “الإسرائيلي”. وهذا يعني أن الوساطات، أي وساطات، لن تجدي نفعاً لا الآن ولا غداً ولا بعد غد. فلماذا إذاً التضحية بخلاف ثمين بين أنقرة وتل أبيب على مذبح سراب صحرواي اسمه السلام؟



صعوبة التصديق ثالثاً:



لو أن أي رئيس عربي آخر أدلى بهذا التصريح، حتى لو كانت بلاده تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع “إسرائيل”، لكان الأمر مثيراً للاستغراب سياسياً (إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير) وللرفض تكتيكياً، فما بالك إذا ما جاء على لسان رئيس دولة بنت كل توجهاتها الإقليمية منذ العام 1970 على أساس التوازن الاستراتيجي مع “إسرائيل”، أو على الأقل على أساس “الممانعة الاستراتيجية” معها؟



في الأمر لغز محير بالفعل، خاصة حين نضع في الاعتبار الأبعاد التاريخية العميقة للتحولات الاستراتيجية التركية الأخيرة حيال إحياء اللحمة العثمانية الإسلامية عبر القوة المخملية والديمقراطية والليبرالية. وهي أبعاد لا تروق البتة ل”إسرائيل”.



لماذا؟ لأن “إسرائيل” كانت في العقود السابقة، ولا تزال الآن، تحتاج إلى تركيا الأطلسية، أو بتحديد أدق إلى الفضاء التركي. فهي تمتلك أسلحة نووية وقريباً سيكتمل بناء درعها الصاروخي. لكن وبسبب صغر حجمها الجغرافي، وكثافة سكانها، وتمركز تسهيلاتها العسكرية، فإن اختراق صاروخ واحد يحمل أسلحة كيماوية أو بيولوجية لأجوائها سيكون كافياً لإلحاق دمار شامل بها. ولذا فهي في حاجة إلى استخدام العمق الاستراتيجي التركي لمواصلة السيطرة العسكرية على المنطقة.



ثم هناك سبب أهم: بما أن “إسرائيل” هي الآن القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، فإن أي دور جديد لتركيا فيه سيأكل حتماً من دورها، ما قد يُسبب العديد من نوبات المغص في المعدة “الإسرائيلية”.



لا بل يمكن القول إن “إسرائيل” ربما تعتبر “تركيا الأردوغانية” أخطر عليها بما لايقاس من “إيران الخمينية”، لأن الأولى قادرة بالفعل على تزعم نظام إقليمي شرق أوسطي جديد يكون في آن متعدد الأقطاب، وأكثر توازناً، وأقل “تهوّداً”.



سوريا والعرب مصلحتهم في ولادة هذا الشرق الأوسط الإسلامي الجديد، والذي لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا على رفات النظام الإقليمي “الإسرائيلي” الأمريكي الذي يحتضر الآن. والصدام التركي “الإسرائيلي” أحد المفاتيح الرئيسية لحلحلة مغاليق هذا النظام.



ألا يكون الأجدى حينئذ النفخ في إوار هذا الصدام بدل الدعوة إلى إخماده؟ سؤال برسم الرئيس بشار.

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/11/502701.htm


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 11-15-2009

هل بدأ اثر حرب العراق يظهر في عيوب خلقية وسرطان مبكر؟
انفجار في الفلوجة (ارشيف)

الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار التي عرفت بالاضطرابات وشهدت حربين كبيرتين. (ارشيف)

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لمراسلها مارتن تشولوف في الفلوجة ان "الاطباء في هذه المنطقة يقولون ان عدد العيوب الخلقية وفي حالات السرطان المبكرة لدى الاطفال ارتفعت الى مستوى يتخطى 15 ضعفا ما كانت عليه قبل حرب العراق التي بدأت عام 2003".

وتشير الصحيفة الى ان الاطباء وبخاصة في الفلوجة بدأوا بجمع كل ما يمكن ان يتوفر من معلومات طبية عن كل طفل يولد.

وتنقل الصحيفة عن الاطباء قولهم ان "عدد الاطفال الذين يولدون برأسين وكذلك عدد الاطفال الذين يولدون وهم يعانون من اورام خبيثة ومشاكل اخرى على علاقة بالجهاز العصبي ازداد بشكل لا يسهل تفسيره".

وفي سياق تحقيقها سألت الجارديان طبيبة الاطفال سميرة عبد الغني باحصاء كل حالات العيوب الخلقية او في الجهاز العصبي او الامراض الخبيثة لدى الاطفال في سن مبكر. ففي 3 اسابيع سجلت الطبيبة 37 حالة وجميع هؤلاء الاطفال ولدوا في مستشفى الفلوجة العام.

وتشير الصحيفة الى ان بعض المسؤولين بدأوا كذلك يتحدثون عن حالات مماثلة في البصرة والنجف التي كانت كذلك ساحات معارك عنيفة.

ولكن الصحيفة تنقل عن اطباء الفلوجة ترددهم بربط هذه المعلومات مباشرة بالحرب اذ يقولون ان هناك العديد من العوامل كالتلوث والمواد الكيماوية المستخدمة في مجالات شتى وسوء التغذية وتناول النساء الحوامل للادوية بالاضافة الى الحالة النفسية للمرأة الحامل التي يمكن ان تتسبب بذلك.

وتقول الجارديان ان "انعدام امكانيات الحكومة العراقية لاجراء تحقيق واحصاء في هذا المجال جعل اطباء الفلوجة يطلبون مساعدة المجتمع الدولي مع الاشارة الى ان التواصل في بادئ الامر كان امرا صعبا".

http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2009/11/091113_bk_press_iraq_falluja.shtml


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 11-19-2009

مجتمعات تنتج التعصب

GMT 0:09:00 2009 الخميس 19 نوفمبر



الحياة اللندنية

مجتمعات تنتج التعصب وانكار الآخر: مصر والجزائر مثالاً

عمرو حمزاوي

خلال الأيام القليلة الماضية وإزاء الاشتعال غير المسبوق لحملات الكراهية المتبادلة في الإعلام المصري والجزائري وما صاحبها من أعمال عنف على خلفية تنافس منتخبي البلدين الوطنيين لحجز بطاقة التأهل لكأس العالم في كرة القدم في جنوب افريقيا العام المقبل، عمل المتعقلون في إعلام البلدين والإعلام العربي على التعاطي الاحتوائي مع الحدث والحيلولة دون تصاعده إلى أزمة سياسية مفتوحة بين مصر والجزائر، وعمدوا إلى اربع إستراتيجيات جمع بينها قصور الطرح وليس واقعيته الناتجة عن التزام مفردات ومضامين التعامل الإنكاري المعهود مع الخلافات العربية - العربية.

البعض رفع لواء الأخوة العربية، مضيفاً إليها بين الفينة والأخرى صبغة إسلامية، لتذكير المصريين والجزائريين بروابط العروبة المقدسة وبالمصير الواحد ولم يحصد على مستوى الشارع المجير للمتعصبين على الطرفين سوى التجاهل استناداً إلى واقع الانقسام العربي والاستهزاء بعد تفنيد الإدعاء بالهوية المشتركة بصياغات أنكرت على المصريين عروبتهم بعد أن «باعوا فلسطين» ووصفوا انفسهم «بالفراعنة» واختزلت الجزائريين في «بربر لا يتحدثون اللغة العربية» والفرنسية لهم أقرب.

البعض الآخر عمد إلى استدعاء حمولة تاريخ النضال المشترك بين المصريين والجزائريين محيياً - خاصة على العديد من صفحات الرأي في الصحافة العربية - ذكريات الدعم المصري للثورة الجزائرية ودعم الجزائر للمجهود العسكري المصري في حربي 1967 و1973، إلا أنه فوجئ بشارع المتعصبين مستحوذا على التاريخ المشترك ومحولا إياه إما إلى استقلال جزائري من الاستعمار الفرنسي حققه المصريون في تطاول رديء على بلد المليون ونصف شهيد وكفاحه البطولي ضد المستعمر على مدار قرن ونيف من الزمان، أو إلى شماتة لا تقل رداءة في نكسة 1967 وتشكيك لا يليق في نصر أكتوبر 1973 الرمز المتوهج للوطنية المصرية المعاصرة.

فريق ثالث ارتأى مقاومة حملات الكراهية المتبادلة في الإعلام المصري والجزائري معوّلاً من جهة على الإستراتيجية الأكثر شيوعا في عالمنا العربي، وقوامها إعادة إنتاج صورة إسرائيل كعدو مشترك لكل العرب يستفيد دوما من خلافات وصراعات الأشقاء، ومتهما من جهة أخرى «الأصابع الخفية للصهيونية العالمية» بإذكاء نار التعصب بين «الشعبين الطيبين في مصر والجزائر» عن سابق إصرار وترصد. بيد أن حظوظ إستراتيجية «إسرائيل العدو» هذه فيما خص فاعلية التأثير على الشارع لم تختلف كثيرا عن سابقتيها. إذ أضحى السلام المصري-الإسرائيلي بمثابة عريضة تخوين يسوقها المتعصبون في الإعلام الجزائري ضد مصر الرسمية والشعبية، وسط مزاعم أن «الصديقة تل أبيب هنأتها على الفوز على الجزائر في موقعة القاهرة في 14 تشرين الثاني /نوفمبر»، وأن رجال أمنها لم يتورعوا عن «إهانة العلم الجزائري في الوقت الذي يرفع فيه علم إسرائيل في العاصمة المصرية»، في حين وصف المتعصبون في الإعلام المصري -خاصة محدودو الثقافة والوعي بين مقدمي البرامج الرياضية - الشعب الجزائري «ببني صهيون العرب» واتهموا حكومته بإدارة علاقات تعاون خفية مع إسرائيل.

أخيراً وإزاء محدودية فاعلية الإستراتيجيات الثلاث السابقة في احتواء حملات الكراهية المتبادلة، لجأ فريق رابع من متعقلي الإعلام العربي إلى تفسير أو تبرير هستيريا التعصب الجماعي في مصر والجزائر بإحالتها إلى وضعية الفشل والإخفاق التي تعيشها قطاعات واسعة من مواطني البلدين، وبحثهم المريض ومن ثم العنيف عن مساحات ولحظات لتصريف مخزون الإحباط اليومي، وإن على حساب أشقاء لهم في الإخفاق قبل العروبة. مجدداً، جافى هذا التفسير واقع شارع المتعصبين في مصر والجزائر الذي لم يقتصر محركوه على الفقراء والمحرومين، بل تمدد ليشمل الشرائح الوسطى والميسورة الحال التي خلط أعضاؤها بين انتماء صحي للوطن يدفع بإيجابية متفائلة للحماس لمنتخباته وفرقه ورموزه (العلم والنشيد الوطني) وبين المعنى الشوفيني والاستعلائي للوطنية في وجه الخصم الآخر المنافس، بحيث يتم نفيه التام ومن ثم استباحته أفراداً ورموزاً إرضاء لغرور الذات الوطنية. والحقيقة أن مجرد المتابعة الأولية لنتاج حملات الكراهية المتبادلة بين المصريين والجزائريين على المواقع الإلكترونية التفاعلية كالـ «يوتيوب» والـ «فيسبوك» تكفي للتيقن من كون حركية شارع المتعصبين لم تقتصر بأي حال من الأحوال على الفقراء والمحرومين. فمستخدمو هذه الوسائط الحديثة، وهم بوجه عام في البلدين من المتميزين اجتماعيًا واقتصاديًا، روجوا لمواد فيلمية وغنائية (خاصة أغاني الراب) جاءت لجهة محتواها العنيف والكاره للآخر المنافس أسوأ من الحصاد المتعصب للإعلام المرئي والمكتوب.

بعبارة بديلة، غابت الفاعلية عن إستراتيجيات التعامل الإنكاري التي عوّل عليها المتعقلون في الإعلام العربي لاحتواء حملات الكراهية المتبادلة بين مصر والجزائر، لأن واقع التعصب تجاوزها إما بتفنيد مفرداتها أو بالاستحواذ عليها وإعادة تعريفها على نحو يفرغها من المضمون. فكما لم تعد احتفاليات الأخوة العربية ومحاولات استدعاء التواريخ المشتركة قادرة على ضبط حركة الشارع في ظل راهن عربي جوهره الانقسام والتشرذم، فقدت كذلك صورة إسرائيل كعدو يقف باستمرار وراء خلافات وصراعات الأشقاء العرب وكذلك اختزال التعصب في إحالة سببية سطحية إلى تفشي الفقر في المجتمعات العربية الشق الأكبر من صدقيتهما التفسيرية.

الأصدق وربما الأكثر نجاعة على المدى الطويل هو أن نعترف بأننا أمام مجتمعات، وأزعم أن الأمر لا يقتصر على الحالتين المصرية والجزائرية ودينامية المنافسة الرياضية بينهما، لديها قابلية مرتفعة لإنتاج التعصب واستبعاد الآخر لأسباب مختلفة، منها السياسي المرتبط بقصور ثقافة الحوار السلمي المستندة دوما إلى تعدد وجهات النظر والاقتناع بانتفاء القدرة على احتكار الحقيقة المطلقة، ومنها الاجتماعي الناتج عن ضعف الوسائط التعليمية وأدوات التربية المدنية المفترض فيها تعميم تفضيلات قيمية تقبل الآخر وتحترمه، ومنها أيضا النابع من فشل مجتمعاتنا في صوغ علاقات ذات تراتبية واضحة بين هوياتها الوطنية وانتمائها إلى إطارات جمعية أوسع إن عربية أو إسلامية. يتأسس على مثل هذا الاعتراف في خطوة ثانية حتمية البحث داخل المجتمعات العربية وفي ما بينها عن سبل عملية لمواجهة القابلية للتعصب انطلاقاً من الواقع الراهن ومن دون مبالغات احتفالية أو استدعاءات ماضوية. وقناعتي أن لنا في تجربة أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في ما خص دعم ثقافة الحوار السلمي داخل المجتمعات الأوروبية والدور الهام الذي لعبته أدوات التربية المدنية في هذا الصدد، وكذلك صناعة قبول الآخر من خلال برامج للتعاون التعليمي والمهني والرياضي صممت لتخطي حدود الدول الوطنية من دون إلغائها، لنا في ذلك العديد من الدروس المهمة التي آن أوان الانفتاح الجاد عليها والاستفادة منها.


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 11-21-2009

مهزلة جزائرية مصرية
عبد الباري عطوان
21/11/2009

تحتل اربع دول عربية المراتب الاولى على قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، اضافة الى افغانستان، حسب منظمة الشفافية الدولية، ولكن لم يخطر في بالنا مطلقا، ان تستخدم انظمتنا الرياضة من اجل تحويل الانظار عن فسادها ودكتاتوريتها القمعية، وبذر بذور الكراهية بين ابناء الأمة الواحدة، مثلما شاهدنا في الايام العشرة السوداء الاخيرة، التي بدأت وانتهت بمباراتي فريقي مصر والجزائر، في تصفيات نهائي كأس العالم الصيف المقبل في جنوب افريقيا.
هذا المخزون الكبير من الكراهية الذي انعكس في تصرفات النخب السياسية والاعلامية في البلدين جاء مفاجئا بالنسبة الينا، وربما لمعظم العرب الآخرين، بحيث يدفعنا لاعادة النظر في الكثير من المقولات حول الاخوة والروابط المشتركة، والانتماء الواحد للعرق والعقيدة.
نحن امام حرب حقيقية، وعمليات تجييش اعلامي ودبلوماسي لم يسبق لها مثيل، وكل هذا من اجل الفوز في مباراة كرة قدم بين فريقي دولتين وشعبين شقيقين، من المفترض ان الفائز من بينهما سيمثل العرب جميعا في هذه المسابقة الكروية الدولية.
عندما قرأت انباء عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعا طارئا لاركان دولته، ابتداء من مجلس الوزراء ومرورا بقائد جهاز المخابرات، وانتهاء برئيس هيئة اركان الجيش المصري، تبادر الى ذهني ان مصر على ابواب مواجهة مصيرية مع اعداء الأمة والعقيدة، ولم اصدق ان هذا الاجتماع غير المسبوق منذ الاعداد لحرب العاشر من رمضان اكتوبر المجيدة عام 1973، هو لبحث كيفية الرد على العدوان الجزائري المزعوم في الخرطوم، الذي اسفر عن اصابة عشرين مشجعا مصريا.
هذه ليست مصر الكبيرة العظيمة، حاضنة الامة ورافعتها، وفخر العرب جميعا بتضحياتها وابداعاتها في الميادين كافة. هذه مصر اخرى لا نعرفها، وفوجئنا بها، وبعض سلوكيات اهل الحكم فيها، وحوارييهم خاصة، في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية.
' ' '
الحكومة المصرية لم تسحب سفيرها في تل ابيب عندما اعتدت اسرائيل على لبنان مرتين، الاولى عام 1982، والثانية في عام 2006، ولم تطرد السفير الاسرائيلي وتغلق سفارته في القاهرة، عندما اجتاحت قواتها قطاع غزة، واستخدمت الفوسفور الابيض لحرق اجساد الاطفال والنساء، رغم ان هذا القطاع يخضع حتى هذه اللحظة للادارة المصرية قانونيا، وثلاثة ارباع ابنائه يرتبطون بروابط الدم او النسب مع اشقائهم في مصر.
ان يعتدي جزائريون على اشقائهم المصريين العاملين في عاصمة بلادهم، فهذا امر مستهجن ومدان وغير اخلاقي، وان يقذف مشجعون مصريون حافلة الفريق الجزائري وهو في طريقه من مطار القاهرة الى مقر اقامته، فهو امر معيب ايضا، ولكن لا هؤلاء، ولا اولئك يمثلون الغالبية الساحقة من ابناء الشعبين المصري والجزائري، وانما قلة منحرفة موتورة حاقدة.
الشغب الكروي امر عادي يتكرر اسبوعيا في مختلف انحاء العالم، بما في ذلك اوروبا 'المتحضرة'، وهناك امثلة لا حصر لها عن اشتباكات بين مشجعين انكليز وفرنسيين او المان وروس، بل وبين مشجعي فريقين من المدينة الواحدة، يسقط فيها عشرات القتلى والجرحى، ولكن لا تتدخل الحكومات ولا تسحب سفراءها، وتترك الامور في نطاقها الكروي.
في اليوم نفسه الذي كانت تدور فيه احداث الحرب الكروية المصرية الجزائرية على ارض ام درمان السودانية، تقابل منتخبا فرنسا وايرلندا، وفاز الاول بهدف من جراء لمسة يد من احد مهاجميه (تيري هنري) اظهرتها عدسات التلفزة بكل وضوح، واعيدت اللقطة مئات المرات على شاشات التلفزة العالمية، بل واعترف اللاعب نفسه انه مارس الغش ولمس الكرة متعمدا، ولكن لم نر التلفزيونات الايرلندية تستضيف الكتاب والشعراء والفنانين والرياضيين الايرلنديين لتوجيه اقذع انواع السباب الى الشعب الفرنسي او حكومته، او حتى للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي رفض طلبا باعادة المباراة تقدم به رئيس وزراء ايرلندا.
' ' '
الحكومتان الجزائرية والمصرية تعمدتا صب الزيت على نار الاحقاد، وانخرطتا في عمليات تعبئة وتجييش لمشجعي شعبيهما ضد بعضهما البعض، لاسباب سياسية مريضة وغير اخلاقية.
الحكومة المصرية كانت تريد فوزا يشغل الشعب المصري عن الظروف المعيشية المزرية التي يعيشها، جراء الفساد والبطالة، وبما يسهل عملية التوريث التي واجهت حملات شرسة عرقلت مسيرتها بعد دخول مدفعيات ثقيلة في المعركة ضدها، مثل السادة محمد حسنين هيكل، والدكتور محمد البرادعي، والسيد عمرو موسى.
الحكومة الجزائرية ارادت تحويل انظار الشعب الجزائري عن النهب المنظم لثرواته، وتفاقم معاناته، وركوب ابنائه قوارب الموت بحثا عن لقمة عيش على الساحل الاوروبي من البحر المتوسط، بسبب استفحال البطالة في بلد يعتبر الاغنى في محيطه، لثرواته الهائلة من النفط والغاز والزراعة والصناعة.
كان القاسم المشترك بين النظامين المصري والجزائري واضحا في استاد المريخ في ام درمان، حيث تصدر ابنا الرئيس مبارك جمال وعلاء منصة الشرف، جنبا الى جنب مع شقيقي الرئيس الجزائري اللذين مثلاه في المباراة. اليس هذا دليلا اضافيا على المحسوبية، والتوجه نحو التوريث، والضرب عرض الحائط بالدساتير، وتقاليد الانظمة الجمهورية المتبعة في العالم بأسره؟
وما نستغربه اكثر هو حال الغضب المصري الرسمي، وربما الشعبي ايضا، تجاه السودان الشقيق، الذي ليس له في هذه الحرب ناقة او جمل، ولم يستشر فيها، وانما جرى فرضها عليه من قبل اشقائه الشماليين ايمانا منهم بوحدة وادي النيل، الذين اختاروا الخرطوم كأرض اهلها اقرب اليهم لاستضافة المعركة الحاسمة.
' ' '
الحكومة السودانية يجب ان تتلقى كل الشكر، لا اللوم، من قبل نظيرتها المصرية، لانها نجحت، رغم امكانياتها القليلة، في توفير اجواء امنية طيبة، وسيطرت على حوالى اربعين الف مشجع من البلدين وانصارهما، ولم تحدث اي خروقات امنية داخل الملعب او خارجه، باستثناء اشتباكات محدودة ادت الى اصابة بعض المشجعين بجروح طفيفة، عولجت في حينها، ولم يمكث اي من المصابين ساعة واحدة في المستشفى. وحتى لو اصيب عشرون مشجعا مصريا نتيجة اعتداءات مشجعين جزائريين، وسكاكينهم، فإن هذا الرقم لا يذكر بالمقارنة مع مشاعر الكراهية المتأججة في اوساط الجانبين.
كان من المفترض ان تقدر الحكومتان المصرية والجزائرية الادارة المتميزة لنظيرتهما السودانية للأزمة، ونجاحها في منع مذابح حقيقية على ارضها، لا ان تقدم الحكومة المصرية على استدعاء السفير السوداني لابلاغه احتجاجا على تقصير حكومته في حماية المشجعين المصريين بالشكل الكافي.
ختاما نقول إننا شعرنا بالخجل، بل والعار، كأعلاميين ونحن نتابع الإسفاف الذي انحدرت اليه وسائل اعلام في البلدين، لم نتصور مطلقا ان يهبط مستوى بعض الزملاء الى هذه المستويات الدنيا، من الردح والتحريض ضد الطرف الآخر وحكومته وشعبه.
انها سابقة خطيرة، يندى لها الجبين، نعترف فيها بان نظامي البلدين صدّرا ازماتهما مع شعوبهما من نافذة مباراة كرة قدم، بايقاع اقرب شعبين الى بعضهما البعض في مصيدة الكراهية والاحقاد. لقد نجح النظامان بامتياز في مكرهما هذا، بينما يدفع الشعبان الطيبان، والامة العربية ثمنه غاليا.


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 11-21-2009

((إن المرارة التي يشعر بها الفلسطينيون ستؤدي إلى وضع خطير)).. الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يعلق ـ أول أمس ـ على تصعيد الاستيطان الإسرائيلي بعامة، والقدس بخاصة.

وهذا التعليق أو التصريح ملفوف في (عبارات دبلوماسية) ملطفة تخفي وراءها حقيقة: أن هذا السلوك الإسرائيلي مضر ـ إلى درجة الفداحة ـ بالأمن القومي الأمريكي.. وهذا الاستنتاج مسنود بتصريح سابق لأوباما نفسه، إذ قال ـ في أثناء جولته في منطقتنا هذه ـ: ((إن السلام في الشرق الأوسط يدخل في نسيج الأمن القومي الأمريكي، وإن تعطيل السلام مضر بأمننا ومصالحنا)).

ومن المؤكد أن (السلام) قد ابتعد عن المنطقة: بافتراض أنه كان قريبا في يوم ما.. ابتعد أكثر بمجيء غلاة الصهيونية إلى الحكم. فمن الواضح أن هؤلاء الغلاة لا يتنافسون في برامج تخدم السلام أو تؤدي إليه في نهاية الأمر، بل يتنافسون في هضم وابتلاع ما تبقى من حقوق فلسطينية وعربية في القدس وغيرها.. يقول الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت: ((هناك في السباعية الوزارية توجهات تتردد في أوساط الوزراء الكبار، تسمى هذه التوجهات (نظرية الفوضى)، أي أن المنطقة آخذة وفق هذه النظرية في الذهاب إلى حرب يأجوج ومأجوج))

إن اغتيال السلام في المنطقة (صناعة إسرائيلية) 100%.

وهذا ملف كامل من الأدلة يثبت ذلك:

1ـ إن الفلسطينيين في أوسلو وغيرها كانوا (مرنين) أكثر من اللازم (ولعل هذا هو ما أغرى إسرائيل بمزيد من التصلب والغرور).

بيد أن إسرائيل ضيعت ـ عن عمد وتخطيط ـ كل هذه الفرص.. فبعد 18 سنة من مسيرة ما سمي بـ(السلام): تبين أن كل هذا المدى الزمني من المحادثات والمفاوضات والوثائق واللقاءات العلنية والسرية.. قد ضاع وتبدد: بدده غلاة الصهيونية.. إن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات الفلسطيني لم يتهم بالتشدد قط. ثم إنه شاهد على مسيرة المفاوضات الطويلة هذه.. ماذا قال عريقات ها هنا؟.. ((إن الرئيس محمود عباس توصل إلى قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.. فقد جاءت لحظة الحقيقة ومصارحة الشعب الفلسطيني بأننا لم نستطع أن نحقق حل الدولتين من خلال مفاوضات استمرت ثمانية عشر عاما.. ولقد وصلنا إلى قناعة بأن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 1967.. إن إسرائيل لا تريد حلا ولا عملية سياسية تقود إلى دولة فلسطينية.. إسرائيل لا تريد السلام، ولا الاعتدال، بل تريد التطرف والاستيطان والاحتلال))

2ـ إن إسرائيل تستخدم (الزمن) لـ(تأصيل) الاحتلال وتقنينه.. ثم البناء على الواقع: واقعا جديدا ينهب الأرض، ويذل الفلسطينيين ويجوعهم ويبيدهم.

فمن خلال أوسلو، وتحت مظلته: تضاعف الاستيطان آلاف الأحجام والمساحات، ونفذ مخطط تهويد القدس بالتدريج، وهو تدريج كان يتطلب مدى زمنيا: استغلته إسرائيل أخبث استغلال، منذ أوسلو وحتى اليوم.. وكأن (نيتها) في أوسلو هذا التدرج فحسب!

وهذان فصلان فحسب من فصول ملف (الاغتيال الصهيوني للسلام).

بناء على هذه الحقائق والوقائع التي لا مرد لها: يتوجب على ساسة المنطقة والعالم: التوصل أو ترسيخ الاقتناع بالرؤية السياسية الإستراتيجية التالية وهي (أن إسرائيل، ولا سيما قادتها المتطرفون خطر حقيقي على أمن منطقة الشرق الأوسط ، وعلى أمن العالم كله بالتالي).

لماذا؟

أولا: لأن هذا السلوك الصهيوني دليل حاسم على (الجنون الصهيوني).. وحين يبلغ الجنون بقادة أمة ما هذا المبلغ، فإنهم يصبحون (عميانا) لا يبصرون إلا أنفسهم، ولا يشعرون إلا بوجودهم هم، وعندئذ يتصرفون تصرف المجانين على نحو لا يتقيد بقانون دولي، ولا بمبادئ السلام، ولا بعقلانية دراسة العواقب. وعندئذ يحرقون أنفسهم، ويحرقون العالم معهم (جنون النازي مثلا).

ثانيا: لأن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين أصبح فوق طاقة الصبر والاحتمال.. والمعنى المباشر لذلك هو: أن إسرائيل قد نجحت في تعبئة أمة كاملة هي الشعب الفلسطيني: نحو عشرة ملايين (ومن ورائهم العرب والمسلمون). قد نجحت في تعبئتهم بأعلى معدلات التذمر والسخط والغليان وفقدان الأمل.. وهذه هي ـ في مفهوم الفلسفة الاجتماعية السياسية ـ عوامل (الثورة) الكاملة.. وبالعودة إلى تصريح الرئيس أوباما ـ في مطلع المقال ـ نلمح فيه التحذير المبطن من هذا المصير: ((إن المرارة التي يشعر بها الفلسطينيون ستؤدي إلى وضع خطير)).

خذوها واعقلوها: إن قادة إسرائيل سيكونون سببا (نفسيا وتاريخيا واستراتيجيا) في توريط المنطقة كلها ـ ومن ورائها مصالح العالم وأمنه ـ في كوارث واضطرابات وعنف لا قبل لأحد بتصوره، ولا باحتماله.

ثالثا: من حيث التاريخ، فإن الصهيونية العمياء (تكرر) ـ بوتيرة مفزعة ـ: التجارب التاريخية المحزنة التي وقعت على اليهود ـ بسبب أفعال الغلاة منهم ـ.. ومن هنا ندرك: لماذا يرفع عدد كبير من عقلاء اليهود في العالم أصواتهم بنقد خطايا الصهيونية.. ومن هؤلاء من يعتقد بيقين أن إسرائيل الصهيونية ستجر كارثة عظمى على يهود العالم جميعا. ولهذا السبب يطالبون اليهود المعتدلين بالبراءة المبكرة من أفعال الصهيونية المدمرة.. ومن هؤلاء المفكر اليهودي إسرائيل شاحاك فقد قال ـ بوضوح ـ: ((إن إسرائيل كدولة يهودية تشكل خطرا ليس على نفسها وسكانها فحسب، بل على اليهود كافة في العالم، وعلى الدول والشعوب الأخرى في الشرق الأوسط وما وراءه))

إن من سوء التفكير، وسوء التقدير، وسوء الحساب: التقليل مما تمثله إسرائيل وقادتها المتطرفون من مخاطر على أمن الإقليم والعالم.. ودوما تتأتى الكوارث المباغتة من سوء التقدير، أو من (الاستيعاب الناقص) للمخاطر.

إما أمن العالم كله.. وإما أمن إسرائيل.. هذه مقابلة حادة جدا، ومع ذلك فإن منطق الصهيونية يقول: بل أمن إسرائيل، وليذهب أمن العالم إلى الجحيم!!

أما المنطق الصحيح العادل العاقل فهو: أمن العالم هو الأهم، ومع ذلك، فإن هذا الأمن يتسع لإسرائيل عاقلة غير إرهابية وغير مستعلية وغير عنصرية، فإن عجزت عن هذا السلوك، فإنها تكون قد سعت إلى تعمد تناقض مع أمن العالم وعندئذ يكون أمن العالم أولا وأخيرا: أمن العالم المجرد من المجانين الذين احترفوا تقويضه واغتياله.

ومن ألاعيبهم الجديدة:اقتراح دولة مؤقتة للفلسطينيين!!.. ولقد رفضت السلطة الفلسطينية هذه اللعبة الملهاة الجديدة، لأنها تدرك أنها مجرد ملهاة عن السلام الحقيقي.. ملهاة مؤقتة ((!!!)) تصرف النظر عن التصعيد الاستيطاني المجنون في الضفة، وفي القدس، في ضوء تصريحات رسمية بأن الاستيطان في القدس الشرقية يدخل في صميم السيادة الإسرائيلية على القدس كلها!!


http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=545148&issueno=11316


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 12-03-2009

كما ظهرت على نحو مفاجئ وملتبس توقفت عن البثّ بشكل أكثر غموضا.

إنها ما سميّت لأيام قليلة بقناة «العرب» التلفزيونية التي ظهرت في أول أيام عيد الأضحى المصادف للذكرى الثالثة لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبثت صورا وخطبا وأشعارا لصدام حسين ومشاهد من لحظة إعدامه مترافقة مع أغان وأشعار لصدام نفسه.

رغم ما قيل عن غموض مقرّ بث القناة وهوية مموليها، فإن آلية البث وتقنيات الإرسال تسمح بمعرفة من أين بثت القناة سواء في سورية أم ليبيا، كما تردد، وعبر أي قمر صناعي، لكن ربما ليس هناك رغبة لدى أكثر من جهة في أن يعلن ذلك. من الواضح أن هناك تواطؤا في ما بين ممولين وداعمين ومتعاطفين ارتأوا المغامرة بظهور مثل هذه القناة واستشعار ردود الفعل إزاءها لكن سرعان ما تم إجهاض هذه المحاولة.

لا شك أن الخطأ الكبير الذي وقع عبر إعدام صدام حسين وعلى النحو الذي تم بحيث بدا طقسا ثأريا مذهبيا هو خطأ يجري استثماره منذ ثلاث سنوات، ويبدو أنه استثمار مستمر، خصوصا في منطقة مأزومة طائفيا ومذهبيا كمنطقتنا. وكأن طقس الإعدام الذي حاولت القناة التي ولدت وماتت سريعا أن تُظّهره هو محاولة لمحو حقيقة صدام حسين وتاريخه في مقابل تظهير حقيقة واحدة هي كيف قتل صدام ومن هم قتلته. لكن فات من يحاول استثمار الحادثة أن عملية الإعدام تمت وفقا لإرث صدام نفسه، والتي مورست بحق العراقيين على نحو أكثر بشاعة. طبعا هذا القول لا يبرر ما جرى بأي حال، لكنه قول يستحضر قوة الإرث الذي خلفه الرئيس العراقي السابق..

الأكيد أن في العراق وفي محيطه صداميين كثرا، والذين لا يترددون لحظة في إسباغ صفة البطولة على شخصية مثل صدام. البطولة المعنية هنا هي بطولة انحيازات طائفية وقومية وعصبيات لا تغيب عنها استيهامات لطالما تغذت من المخيلة العربية وإرثها من بطولات السيف والترس. صدام الذي حكم بقبضة من حديد ونار وغرق وأغرق العراق في شعارات «الوحدة العربية» وبطولات مزيفة على صهوة دبابة؛ يتحول اليوم إلى رمزية، بل وإلى عصب يعتمد عليه كثر في أن يحقق مكسبا ما في الانتخابات العراقية المقبلة وفي المواجهات الإقليمية.

ماذا ننتظر بعد تجربة قناة صدام؟ هل نفترض أن الحمية المذهبية والطائفية ستدفع بالبعض إلى إطلاق قناة ما تبث طوال الوقت صور زعيم الثورة الإسلامية الإيرانية الخميني ومشاهد من لحظات موته والتي بثها التلفزيون الإيراني حينها لحظة بلحظة ويستعيدها في كل ذكرى!

لا شك أن تحول صدام حسين إلى رمزية ما يعبر عن خلل كبير في السياسة وفي معنى المواطنة في عراق ما بعد صدام.

الاستغراق في معاني بث قنوات صدّامية، وربما خمينية لاحقا، يمثل واحدا من ابتذالات السياسة وإخفاقاتها أيضا.

diana@ asharqalawsat.com

* مقال اسبوعي يتابع قضايا الإعلام

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=546942&issueno=11328


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 03-07-2010

وطنية كلوت بك
الأحد, 2010-02-28 12:44 | إبراهيم عيسى

* من أول السطر

Average:
ضعيف
مقبول
جيد
جيد جداً
ممتاز
Your rating: None Average: 4.1 (67 votes)

كانت مصر وقتها تسمح رسمياً بالبغاء فكانت هناك بيوت بغاء مفتوحة بموافقة الدولة، وغانيات وعاهرات يحملن رخصاً حكومية من مكاتب الصحة، بخلوهن من الأمراض، بما يسمح لهن بممارسة البغاء في أحياء وأماكن مشهورة ومعلومة، مثل حي كلوت بك مثلاً، واندلعت الحرب العالمية وكانت مصر مسرحها الساخن، حيث جنود الإنجليز ومعهم جنسيات من استراليا والهند وغيرهما كانوا في معسكرات منتشرة في أرجاء الوطن، والجنود بشر في أزمة ومحتاجين «ترفيه» والترفيه يعني الذهاب إلي دور البغاء، المفاجأة جاءت من هنا، أن الداعرات والعاهرات في مصر رفضن بكل إباء وشمم وكبرياء وطني صميم عظيم أن يفتحن سيقانهن للجنود المحتلين والأجانب، وكانت ظاهرة بكل المقاييس أن العاهرات المصريات لا يسمحن للأجانب بممارسة البغاء في بيوتهن ولا معهن، مما دفع قوات الاحتلال الإنجليزي لاستيراد عاهرات أجنبيات مخصوصات إلي مصر بالتعاون مع غانيات أجنبيات مقيمات أصلاً في القاهرة والإسكندرية وقضوها كده، المدهش كذلك (مرجعي في هذه المعلومات كتب دكتور عبد الوهاب بكر عن تاريخ العالم السري والبغاء في مصر) أن الرجال المصريين من باب الوطنية ورفض الاحتلال والأجانب لم يقتربوا من العاهرات الأجنبيات، ولم يفضلهن أبداً فكانت دور البغاء وطنية وصناعة محلية يرفض الزبون والعاهرة أن يدخل بينهما أجنبي محتل غادر، ومن الجائز أن تسمع ساعتها عاهرة تعلن بكل عزم : إلا المال الحرام بتاع الخواجات، آخد فلوسي وعرق جبيني من رجالة مصر، وحد الله بينا وبين الغرب (الاستعماري الصليبي )، لماذا تلح علي دماغي هذه الأحداث التاريخية عندما أتابع وطنية بعض الموجودين علي الساحة السياسية فأجدها أقرب إلي وطنية بيوت البغاء وعاهرات مصر في الحرب العالمية.

هناك شخصيات تجدها زاعقة بالصوت العالي ضد تمويل الغرب لجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان في مصر والزعم أن هذا اختراق للوطن، بينما كان يقبل هؤلاء الدعم العراقي من صدام حسين، والليبي من معمر القذافي، ومن منظمة التحرير أيام ياسر عرفات حين أضاع الثورة الفلسطينية بالثروة التي أغدقها علي رجاله وعملائه في الأوطان العربية، ثم هم أنفسهم الذين يقبضون الرشاوي من الدولة سواء كان دعماً لأحزابهم أو تعييناً لأولادهم أو إعلانات لصحفهم. بل وهناك رموز من الحزب الوطني تتقاضي دعما مباشراً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتمويل جمعياتهم وأنشطتهم، بينما إذا حصلت منظمة حقوق إنسان علي منحة من بلد هنا ولا هنا نفرت عروق رجال الحزب الوطني الممولين وهات يا اتهامات بالعمالة أو الخيانة للآخرين الذين لم يفعلوا سوي ما فعلوا، هناك وطنية عاهرات في أشخاص ترفض أي ضغط أمريكي أو أوروبي من أجل الإصلاح في مصر (وهي ضغوط وهمية وعبيطة ومجرد طق حنك ) ويدافعون عن سيادة مصر التي هي عندهم سيادة الرئيس الذي لا يجب أن يضغط عليه خارج ولا داخل ويرضون منه بالاستبداد والديكتاتورية، وحد الله بينا وبين الأجانب !!

تجد عشرات من الفاسدين وحرامية البلد في مجالس مصر ومؤسساتها يهاجمون بابا الفاتيكان، لأنه ذكر الإسلام بسوء في محاضرة (مجرد محاضرة ) ورغم أنه اعتذر إلا أنهم يرفضون الاعتذار، ومش عارف عايزين يعملوا فيه إيه، ويرفضون اعتذار الدنمارك عن الرسومات المسيئة للنبي، ولا تفهم طيب إذا لم يعتذروا ح يعملوا إيه للدنمارك؟، بينما هؤلاء هم أكبر إساءة للإسلام وللرسول الكريم بفسادهم ونفاقهم ولصوصيتهم، تجد عشرات في دور الصحف والسياسة يهاجمون جورج بوش لأنه يعذب المساجين في سجن أبو غريب، ويعتقل مسلمين بدون محاكمات في جوانتانامو، ورغم ذلك لا يتكلم راجل فيهم عن تعذيب مواطن في قسم شرطة لمبارك، وحرق آخر، وقتل ثالث، أو عن عشرات الألوف من المعتقلين بلا محاكمات في معتقلات مبارك، وعن خطف أمن الدولة لطلبة وإخفائهم وربما قتلهم، يضع هؤلاء جزمة في أفواههم أمام جرائم نظام مبارك، بينما عاملين فيها وطنيين علي الخواجات.. آه يا وطنية كلوت بيك!!


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 03-15-2010

جريدة الجرائد / مقالات اليوم

من يعيد كتابة تاريخ العرب؟!
الحياة اللندنية

GMT 0:17:00 2010 الإثنين 15 مارس


عرفان نظام الدين


في غمرة الأحداث الساخنة الراهنة التي تمر بها دولنا ومنطقتنا يبرز تساؤل منطقي حول تاريخنا والحقيقة في رواياته ومفاصله وثوابته ومقدّساته بعد أن طاول التشكيك كل نواحي حياتنا. فإذا كان «تاريخ» الأحداث التي نعيشها لكي تتحول الى مسلمات هو صورة طبق الأصل عن وقائع تاريخنا المسجل والمتداول وكأنه يمثل الحقيقة الكاملة التي لا يجوز المس بها فإن علينا أن نعيد النظر في كل شيء ونعتبر كل تشكيك مشروعاً ومحقاً لأن المكتوب يقرأ من عنوانه والعنوان لا يوحي بالصدقية والشفافية والموضوعية.

فهل نحن في حاجة الى إعادة كتابة تاريخنا القديم والمعاصر في شكل مختلف وضمن رؤية واقعية تستند الى الوثائق والوقائع والقراءة الموضوعية لكل الروايات المتاحة والمباحة من دون استثناء ولا تمييز؟ إنه سؤال يتردد اليوم في أوساط المثقفين بعد أن سادت عقلية التباعد والاختلاف وظهرت بوادر محاولات تعميق الهوة وإثارة الخلافات ونثر الشكوك حول حضارتنا وتاريخنا ورموزنا ليس في المناهج والكتب فحسب بل في عقر دارنا من خلال التلفزيون.

هذا السؤال كان أيضاً محور ندوة مهمة عقدت في القاهرة وشاركت فيها مع نخبة من المفكرين والمثقفين العرب وهم الدكتور وحيد عبدالمجيد الكاتب المعروف والدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ في جامعة القاهرة والدكتور عماد أبو غازي نائب رئيس المجلس الأعلى للثقافة في مصر.

موضوع الحلقة تركز على «الرؤية الدرامية للتاريخ» بعد أن بدأت عدوى عرض المسلسلات التاريخية في الفضائيات العربية التي أثارت ضجة كبرى مثل مسلسل الملك فاروق، ومن قبله مسلسلات عن حياة جمال عبد الناصر وأنور السادات ورموز أخرى وأحداث تاريخية ألقيت عليها أضواء مخالفة لما كان متداولاً ومعروفاً.

والأهم من هذا الجدل المثار تأكيد البعد عن ثقافة الاختلاف وتحوله الى مصدر خلاف وفتن وتشكيك ورفض للوجه الآخر للحقيقة التي نعرف جميعاً أنها نسبية وأنه ما من أحد يملك ناصيتها من ألفها الى يائها. وحتى لا نظلم المسلسلات التاريخية وما أقدمت عليه من إبراز لأشخاص أو تعتيم على آخرين وتسفيه للرأي الآخر فإنه يمكن الجزم بأن في تاريخنا كثيراً من الالتباس إن عبر القرون الماضية أو في حقائق تاريخنا المعاصر، بل وفيه الكثير من التزوير والتعتيم والتوجيه والإبراز والتشويه والمبالغة، إلا أن مطلب التصحيح والتصويب يجب أن لا يدخل في متاهات إثارة الفتن وتشويه صورة الرموز التاريخية، وأن لا يفتح المجال لتنفيذ مآرب القوى الأجنبية الحاقدة التي تحاول تشويه تاريخنا وتجاهل حضارتنا والإساءة الى صورتنا وتراثنا وموروثاتنا الحضارية.

وحتى لا نظلم أنفسنا كثيراً فإن التشويه التاريخي شأن عالمي. لأن تاريخ العالم كتبه المنتصرون والأقوياء فلمعوا صورتهم وطمسوا هوية المهزومين كما حدث مع هتلر ونابوليون وغيرهما، بل أن الصورة النمطية التي درج عليها الغرب في النظرة الى تاريخنا عبر الكتب وفي الأفلام والمسلسلات والروايات الخيالية تعتمد على التشويه والإساءة لكل ما هو عربي وإسلامي.

أما بالنسبة الى الرؤية الدرامية للتاريخ العربي فإن أخشى ما أخشاه أن تتحول الهجمة الفضائية التلفزيونية الى أداة هدم وتشويه لغايات في نفس يعقوب أو من باب الخفة والاستسهال واللامبالاة وتكمل ما بدأ من قبل في كتابة التاريخ المنقوص أو الملتبس والمشوه.

ففي الماضي كان يشرف على كتابة التاريخ مؤرخون وعلماء وأصحاب نفوذ فيبرزون ما يرونه مناسباً ويعتمون على من لا يحظى بالرضا من أشخاص وأحداث، وهنا مكمن الخطر في المنحى المتجدد أو «الموضة السائدة» بحيث يستبدل هؤلاء بأصحاب الأموال والمشرفين على المحطات الذين يريدون قوالب جاهزة للتسلية أو لسد الفراغ وحصد غنائم إعلانات شهر رمضان المبارك بسرعة وبموازنة مضغوطة بهدف التوفير ثم جني الأرباح الطائلة على حساب الجودة والإبهار والموضوعية والبحث عن الحقائق والوثائق والوقائع الثابتة. التلفزيون هو اليوم أفيون الشعوب بحق، وهو الرفيق اليومي لمئات الملايين، وهو المسيطر على عقول الناس وتفكيرهم ولهذا لا يجوز اعتماد القشور على حساب الجوهر، ومن غير المقبول أن يسهم هذا النهج في تعميق أدوات الجهل بعد أن أدى قصور مناهجنا التعليمية الى الإساءة للأجيال عبر تشويه التاريخ أو التقليل من أهميته، فخرجت منزوعة الانتماء لحضارتها وتاريخها.

ولهذا لا بد من التركيز على إعادة النظر في كتابة التاريخ بأسلوب عصري إن بالنسبة الى المفاصل التاريخية منذ العهد الأموي أو بالنسبة الى لأحداث المفصلية المعاصرة مثل الحروب العربية - الإسرائيلية ونكبة فلسطين والحروب العربية - العربية والانقلابات والوحدة والانفصال منذ بدايات القرن الماضي.

وقد ركزت في كتابي «ذكريات وأسرار 40 عاماً في الإعلام والسياسة» على هذه النقطة بالذات ودعوت لإعادة الاعتبار للكثير من الشخصيات العربية التي ظلمت وشوهت صورتها وطالبت بتكريم الرواد. كما أشرت الى مفاصل تاريخية مهمة لا بد من إعادة إلقاء الأضواء عليها لنتبين الحقيقة. ففي بدايات القرن الماضي وقعت أحداث واتخذت قرارات لعبت بمصائر العرب وغيرت مسار حياتهم مثل قضية الثورة العربية الكبرى وما تلاها وقلت:

في بداية القرن الماضي ضحك الغرب على العرب واستغلّهم واستعملهم كأداة لضرب الخلافة العثمانية وتفتيتها بعد إعلان (وعد بلفور) تمهيداً لتسليم فلسطين لإسرائيل. فبعد وعد الشريف حسين شريف مكة باختياره ملكاً على العرب بعد أن سمى نفسه خليفة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 1916 والتوصل الى بدعة اتفاق (سايكس بيكو) في 9 أيار (مايو) 1916، تقاسمت بريطانيا وفرنسا منطقة الشرق الأوسط، فأخذت بريطانيا العراق وفلسطين، وأخذت فرنسا لبنان وسورية وكيليكيا وولاية الموصل. وبعدها أعلن (وعد بلفور) في 2 تشرين الثاني (نوفمبر)، ثم جرى ما جرى من احتلال وانتداب على الدول العربية التي قُسّمت وكأنها وجبة طعام على مائدة اللئام. وبعد أن ألغيت السلطنة العثمانية في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 1922 بموجب معاهدة (سيفر) تخلّى الغرب وتحديداً بريطانيا عن العرب في شكل مهين وتنصلوا من كل التزاماتهم، فسادت خيبات الأمل وتبخر الحلم بإقامة وحدة عربية. وهكذا ضحك الغرب على ذقون العرب بعد أن صدقوا الكذبة الكبيرة بأنهم يقومون بثورة حقيقية دفعوا ثمنها من أرواح آلاف الضحايا، ثم من تفتيت الوطن العربي الى أجزاء متناثرة ما زالت مفاعيله قائمة حتى يومنا. هذا لمزيد من التفتيت ولمزيد من الشرذمة، فيما العرب يستسلمون لمبضع الجراحين الأجانب كأنهم جثة بلا حراك. وفي نهاية القرن الماضي، ضحك الغرب متمثلاً بالولايات المتحدة هذه المرة، على المسلمين، عندما استُخدموا كأداة لضرب الاتحاد السوفياتي بداعي الجهاد ضد الشيوعية والإلحاد، فصدقوا مرة أخرى الكذبة وظنوا أنهم هم الذين قضوا على الشيوعية. وبعد أن استنفد الأميركيون حاجتهم تخلوا عن المجاهدين فخاب من خاب ورحل من رحل وتحولوا الى خلايا ما يسمى بـ «القاعدة» التي قامت بعمليات ما يُسمى بالارهاب.

هذه واحدة، وفي نهاية القرن الماضي وقع حدث جلل ما زلنا ندفع أثمانه الباهظة بدأت فصوله المأسوية بإقدام النظام العراقي على احتلال دولة الكويت وما نجم عنه من أحداث وانعكاسات خطيرة غيرت وجه المنطقة. وما زلنا ننتظر الكشف عن حقائق هذه الأحداث بخاصة أن الأمير خالد بن سلطان قد وضع اللبنة الأساسية في هذا المجال عبر كتابه الشهير «مقاتل من الصحراء» وروى فيه بالوقائع والوثائق والسرد الموضوعي والصادق مجريات ما سمي «حرب الخليج الثانية» عندما كان يتولى قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات في فترة زمنية قياسية أي بعد 4 سنوات على نشوبها. فقد تعودنا أن نقرأ تاريخنا مشوهاً أو مقلوباً، كما تعودنا أن نتابع قضايانا وأسرارنا وخلفيات أحداثنا في الكتب والمذكرات الخاصة بشخصيات سياسية وعسكرية وصحافية أجنبية وهي تحتوي كثيراً من الأكاذيب والتشويهات وعمليات دسّ السمّ في الدسم أو في العسل، كما يقولون. وهذا ما حدث بالفعل بالنسبة الى حرب الخليج بالذات، إذ طالعنا كتباً ومؤلفات ومذكرات عدة لقادة وعسكريين بينهم مارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة والجنرال البريطاني دولابليير والجنرال شوارزكوف قائد القوات الأميركية وغيرهم ... جاءت جميعها ناقصة ومجحفة بحق السعودية والقوات العربية والإسلامية، وبحق الحقيقة نفسها لأنها أهملت الدور الكبير الذي قامت به في تحرير الكويت، كما أنها أعطت الدور الأميركي هالة كبرى غطت على أدوار الآخرين من عرب وأجانب.

وجرت العادة أن نقرأ لكُتّاب مذكرات من مسؤولين حاليين وسابقين، ولكن بعد فوات الأوان ووقوع الضرر أي بعد سنوات طويلة على وقوع الحدث، عدا أنها كانت أحادية الرأي والشخصانية ظاهرة فيها بوضوح لأنها تعمدت إظهار وجه وإهمال وجوه أخرى، أو تحطيم أصحابها وتشويه صورتهم وتهميش أدوارهم. ولكن مذكرات الأمير خالد جاءت مفاجئة لنا لأنها وصلت الى المتلقي بسرعة وحرصت على الحقيقة، والإنصاف، إنصاف النفس وإنصاف الآخرين، بخاصة عند تأكيده أن السعودية لم تكن تريد الحرب وأنها فُرضت فرضاً من قبل صدام حسين ونظامه بعد استنفاد جميع الجهود والطاقات من أجل إقناعه بانسحابه من الكويت والكف عن تهديد دول الخليج من دون جدوى. وأيضاً أنه كان هناك حرص سعودي وعربي على الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه.

وكم نحن في حاجة الآن الى كتب مماثلة وشهادات صادقة حول هذه الحرب وغيرها من الأحداث حتى تطمئن قلوبنا الى صدق مسيرة «التأريخ» في تسجيل ما جرى بموضوعية والثقة بتاريخنا حاضراً ومستقبلاً.

وقد يقول قائل إن هذه الدعوة مثالية وغير قابلة للتحقيق فليس هناك من ضامن لعدم تكرار الأخطاء السابقة من حيث الانحياز أو تغليب النظرة الأحادية أو المصلحة الشخصية والسياسية وحتى العاطفية، ولكني طالبت بالعودة عن الأخطاء وليس العودة إليها، وتصحيح ما يمكن تصحيحه وتكليف مجموعة من المؤرخين النزيهين المشهور لهم بالعلم والكفاءة والأخلاق بمراجعة كل ما نشر وما كتب والتدقيق في الوثائق الرسمية العربية والأجنبية والمراجع التاريخية وإجراء مقارنة دقيقة لها وصولاً الى المقاربة التاريخية الصحيحة والصحية.

فنحن في حاجة الى كتاب تاريخ موحد بكل مفاصله وحقائقه وأشخاصه وأحداثه حتى لو كان من طريق الإنتاج التلفزيوني أو بتخصيص قناة تلفزيونية متخصصة بالتاريخ العربي أسوة بالقناة الأجنبية.

أعرف أن هذا المطلب صعب جداً ولكنني أجزم بأنه ليس مستحيلاً كما أعرف أن محاولة سابقة قد خاضت غمارها جامعة الدول العربية تنفيذاً لقرار بإنتاج مسلسل «تاريخ العرب» لكنه أوقف منذ الحلقة الأولى ودخل في غياهب الأدراج العربية بعد أن اختلف العرب على كل شيء كالعادة فأجهض المشروع الرائد وهو في مهده!

أخيراً إن من ليس له تاريخ حقيقي ومجيد لا مستقبل له، ومن لا يؤمن بحرية البحث لا حياة له، فتاريخ العالم ليس شيئاً آخر سوى تقدم الوعي بالحرية ... وعندما نصل الى هذا الوعي تفتح أمامنا أبواب الحقيقة والتصميم والتصحيح والإبداع.


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 04-05-2010

بغداد تكرس «المحاصصة» وليس المصالحة... في الداخل والخارج؟
الإثنين, 05 أبريل 2010
جورج سمعان

المأزق الذي يواجهه العراقيون هذه الأيام لا يحتاج إلى دلائل. والمعركة على رئاسة الحكومة المقبلة تخوضها الكتل الأربع الكبرى بأسلحة عدة. ولا تقتصر عليهم وحدهم. بل يستدعون الخارج، أو «يحجون» إليه استقواءً. والمهم في هذه المرحلة من الصراع اكتفاء المتنافسين بالتحذير من العنف، إذا لجأت التحالفات المحتملة إلى عزل أي من الكيانات التي تمثلها هذه القوى الأربع. وهو تحذير ينم عن إدراكها خطورة العودة إلى الحرب الأهلية. ولا يبدو أن ثمة مصلحة للاعبين الكبيرين، الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، في دورة عنف قد تطيح بالنفوذ الذي تتقاسمانه في بغداد، وإن كانت أرجحيته لطهران.

لا بد إذاً، من لعبة توازن دقيقة. ولا بد معها من تضحيات ما دام أن النتائج لم تثمر أكثرية مريحة لأي من الأطراف الأربعة. ويعبر المشهد الحالي للتطورات والحراك السياسي خير تعبير عن حرص على هذا التوازن. ففي الداخل قبل الخارج سباق محموم لعقد التحالفات التي لم تثمر حتى اليوم اعلاناً أو موقفاً واضحاً. لكن الواضح أن الزعيمين المتقدمين، إياد علاوي ونوري المالكي سيدفعان ثمن ما يجرى على الأرض بعيداً من نتائج صناديق الاقتراع. فزعيم «القائمة العراقية» لا ترغب طهران في رؤيته متربعاً على كرسي رئاسة الوزراء... وبينها وبينه ما صنع الحداد. كما أن الكتلتين الشيعيتين الكبيرتين لا تحتملان لأربع سنوات سلطة رجل علماني قد يبدل في وجه الحكم وصورته. وهما تعتبران أنه «رجل» الأميركيين، ويعبر عن تطلعات السنة في العراق ودول الجوار!

والصورة التي غاب عنها علاوي في طهران وجمعت ممثلي الكتل الثلاث الأخرى مثال على هذا النفور من الرجل. فضلاً عن أن «هيئة المساءلة والعدالة» التي نجحت قراراتها في إبعاد مرشحين من كتلته عشية الانتخابات، تواصل اليوم معركتها السياسية لحرمانه من فوزه بالموقع الأول في عدد المقاعد. وهو أمر أثار قلق الأمم المتحدة، وحفيظة الولايات المتحدة التي اتهمت إيران بأنها وراء الهيئة وقراراتها. وهي قرارات استفزت ولا تزال مشاعر قواعد «العراقية» خصوصاً في الأوساط السنية التي هدد بعضها بالعودة عن أجواء المصالحة... إلى الحرب الأهلية.

أما المالكي، القريب من طهران وغير البعيد من واشنطن، فمشكلته مزدوجة مع هذين الطرفين، فضلاً عن مشكلته مع حلفائه القدامى الذين أوصلوه إلى سدة الرئاسة. وبعدما خذل مساعي الإيرانيين بإحباطه التحالف مع «الائتلاف الوطني» عشية الانتخابات، لا يزال بعدها عقبة أمام مثل هذا التحالف. وهو يدفع اليوم ثمن مواقفه في السنوات الأربع الماضية: لا التيار الصدري يريد أن ينسى ما فعله بميليشياته ومعتقليه في حملاته الأمنية من البصرة إلى مدينة الصدر. ولا رفاقه في «حزب الدعوة» يغفرون له تفتيت الحزب ثلاثة أحزاب. ويجاهر خصومه بأنه خانهم ويحاول بناء «ديكتاتورية» باستئثاره بالسلطة. ولم يتورع التيار الصدري عن وصفه بأنه «أسوأ من صدام»! ويأخذ عليه جمهور «العراقية» سكوته على قرارات «هيئة المساءلة والعدالة» عشية المعركة الانتخابية... وإن حاول إرضاء الغاضبين بفتح باب القوات المسلحة أمام كثير من العسكريين المسرحين. وهذا أيضاً ما أغضب واشنطن التي تأخذ عليه كذلك سكوته على التدخل الإيراني.

ولا حاجة إلى التذكير بمعركته مع سورية واتهامها بدعم «الارهاب البعثي» والتلويح بالذهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بتحقيق دولي! ولا حاجة إلى التذكير أيضاً بانقطاع الجسور بينه وبين عدد من الدول العربية.

أما التحالف الكردي فمشكلته مع الرجلين قضية أخرى. فهو لا يغفر للمالكي «مماطلته» في موضوع كركوك وتنفيذ المادة 140 من الدستور بخصوص الأراضي التي تطالب بها كردستان. كما لا يغفر له تحريكه قبل مدة لواء من الجيش إلى حدود الاقليم. وهو تحريك أنعش ذاكرة الكرد حيال ما فعلته بهم الحكومات المركزية سابقاً. مثلما أثارت فيهم بعض الأصوات المنضوية في «القائمة العراقية» المنادية برئاسة الجمهورية للسنة العرب. وإذا كان الأكراد يرتاحون إلى تيار عمار الحكيم المنادي بالفيديرالية لمحافظات الجنوب، اسوة بالشمال، إلا أنهم يواجهون مأزقاً مقيماً. فلا النفوذ الراجح والمتنامي لإيران يريحهم، ولا الإلحاح على دور عربي لموازنة هذا النفوذ يطمئنهم إلى المستقبل. وهاجسهم الأول والأخير عدم قيام حكومة مركزية قوية وجيش مركزي قوي قد يكرر التاريخ القديم بمغامراته ومآسيه. لذلك يرفع التحالف الكردي شروطاً قاسية، منذراً بأنه لن يتساهل هذه المرة كما حصل مع حكومة المالكي سابقاً.

يبقى أن «الائتلاف الوطني» (الحكيم والصدر) الأقرب إلى طهران والمجاهر بعض أطرافه بالعداء للأميركيين، يجد نفسه في موقع القطب الأقوى في المعركة على رئاسة الوزارة، على رغم كونه جاء ثالثاً في نتائج الانتخابات. ويحاول، بدعم إيراني واضح، أن يستثمر هذا الموقع أحسن استثمار. بمعنى أن أي تحالف سيقوم سيكون محكوماً بشروطه. الأمر الذي يحد من حرية رئيس الحكومة المقبل.

لو لم تكن ظروف العراق على ما هي من انقسامات مذهبية واتنية في ظل موازين داخلية وخارجية دقيقة، لكان البلد أمام احتمالين تعودتهما دول العالم الثالث: خروج العسكر من ثكنه لتولي السلطة واقصاء السياسيين تحت شعار «إنقاذ الديموقراطية»... أو اللجوء إلى الشارع مع ما قد يجره ذلك من فوضى وأعمال عنف تعمق الأزمة بتداعياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. لكن هذه الموازين بانعكاساتها السلبية وما تنتج من شلل في مسيرة الديموقراطية ومواصلة العملية السياسية وبناء المؤسسات - كما هي الحال في لبنان وفلسطين والسودان أيضاً - قد تكون لها وجوه إيجابية إذا ظلت في إطار الموقت والمرحلي.

والحرص على هذه الموازين الدقيقة هو ما ينتهجه العراقيون إلى حين. لجأوا إلى المحكمة الدستورية للفصل في موضوع المرشح لرئاسة الحكومة. فأفتت بأنه صاحب أكبر ائتلاف داخل البرلمان، وليس الأول في نتائج الانتخابات. أي ليس علاوي بالضرورة، بقدر ما خدمت الفتوى ائتلاف «دولة القانون». وهو رأي له قيمة قانونية معتبرة وعمل مؤسساتي تلجأ إليه الديموقراطيات العريقة. ولكن إذا كان ذلك يعني حرمان زعيم «القائمة العراقية»، فلا بد من مواقف للكتل الكبرى الأخرى للتأكيد أن هذا الحرمان ليس اقصاءً. ولم يتأخر السيد عمار الحكيم في إعلان رفضه إقصاء «القائمة العراقية» والاساءة الى رموزها. بل اعتبرها «شريكاً حقيقياً في العملية السياسية». ورفض إطلاق تسمية البعثية على كتلة علاوي الذي وصفه برفيق نضال. وأكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقيادي في العراقية نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي ضرورة انبثاق حكومة ائتلافية تستند الى مبدأ «التوافق والمشاركة». ولجأ التيار الصدري، الجناح الأكبر في «الائتلاف» إلى استفتاء شعبي على شخصية رئيس الوزراء. وهو بالطبع استفتاء غير دستوري وغير ملزم... لكنه قد يساهم في تخفيف التوتر! وتوج المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني هذه المواقف بدعوته الكتل الفائزة الأربع الى تقديم تنازلات تسهل من تشكيل الحكومة بأسرع وقت، مشدداً على ضرورة ان تكون «حكومة وحدة وطنية لا حكومة محاصصة».

كل هذه المواقف لتجنيب بغداد أزمة موضوع رئاسة الحكومة، لا تعمي العراقيين عن عمق التأثير الخارجي ووجوب التواصل مع الجيران من أجل الحفاظ على ميزان القوى القائم في الداخل. فالسيد علاوي الذي ندد بزيارة خصومه (الشركاء المحتملين) لطهران وتدخلها، تساءل: «لماذا لم توجه إلينا الدعوة؟» وأبدى استعداده للتواصل مع جميع جيران العراق بما في ذلك ايران. وفي الجهة المقابلة، بدأ عادل عبد المهدي (أحد قادة الائتلاف الوطني) جولة في دول الجوار، مؤكداً ضرورة انفتاح بلاده على هذه الدول.

هذه «التمارين» العراقية، مهما طالت، ستظل أمام خيارين لا ثالث لهما: الوصول إلى طاولة مستديرة أو مربعة للفائزين الكبار لتقاسم المواقع في حكومة وحدة وطنية أو شراكة، هي استمرار للمحاصصة بين المكونات الداخلية، واستمرار أيضاً للمحاصصة بين العناصر الخارجية من الاحتلال الأميركي إلى التدخلات الإيرانية والعربية ما دام أن واقع «لا غالب ولا مغلوب» لا يزال غالباً في بلاد الرافدين... وإن كانت الغلبة واضحة للجمهورية الاسلامية. وخلاف هذا الخيار العودة إلى الحرب الأهلية لعلها تشغل أهل الاقليم بديلاً موقتاً من انسداد الأفق في حلحة أزماتهم العصية
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/126758