![]() |
هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) (/showthread.php?tid=28058) |
هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - اميمه سالم - 08-31-2005 عزيزى فادى للعلم اننى كنت لمدة 10 سنوات دراسيه فى شلة اصدقاء مسيحيين من جميع الملل المسيحيه وجميعهم اصدقائى حتى الان وللعلم كان كل واحد منهم ممكن يتكلم معايا كويس جدا وبصراحه جدا ولكنه مكنش بيطيق الثانى ولا حتى بيتعامل معاه وكان معايا فى المدرسه واحده كاثوليكيه مكنش حد منهم بيكلمها خالص وكان كل اصحابها مسلمين وانا مقتنعه اننا اصحاب مش نفاق وده اللى انا بطلبه منك اما بخصوص الانجيل فأنا عندى الانجيل من 6 سنوات ومش حقولك انا قريت اد ايه فى الموضوعات ديه بس بالنسبه للدراسه المقارنه فكانت اغلب قرأتى اسلاميه وانا بطبعى محايده : أما فى موضوع الدين فأنا منتميه أو متعصبه زى الكوره كده زملكاويه فلما بسألك أسئله من النوع اللى انت مش بتحب ترد فيها عليه فأنت الخسران لانك مبتقولش وجهة نظرك اللى استحاله هيه توصلى بمجرد انى اقرأ الانجيل زى كده ما انت ممكن تعد تقرأ القرأن طول عمرك وتعمل فيه دراسات كمان ومتوصلش لحاجه وزى ما بتقول كده ان انا اجابات اسئلتى بلاقيها مشروحه ووافيه فى مواضيع اخرى زى مثلا موضوع الثلاث ايام وثلاث ليال انا كنت قرأت رأى أحمد ديدات رحمة الله عليه ان شاء الله بس انا كنت عايزه ابقى موضوعيه واسمع رأيك انت وعموما انا اقتنعت خلاص والحمد لله وشكرا على اهتمامك بأسئلتى هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-03-2005 تابع رقم ( 26 ) 3- اسحق : كان اسحق رمزا للمسيح المصلوب القائم في عدة أمور نذكر منها : أ- اسحق ابن الموعد فهو الابن الحبيب لأبيه إبراهيم الذي صار شيخا متقدما في الأيام " خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق " ( تك 22 : 2 ). واسحق هنا مثال لربنا يسوع الابن الوحيد الجنس الذي قال عنه الآب " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت " ( مت 3 : 17 ). ب- اسحق مضي به أبوه علي جبل المٌريا ليصعده محرقة , وقد أقيم فيه فيما بعد هيكل سليمان حيث كانت تقدم الذبائح اليومية , والتي كانت رمزا مستمرا للمسيح الفادي . وربنا يسوع مضي به اليهود خاصته وصعدوا به إلي جبل الجلجثة وصلبوه . ت- تبع اسحق غلامان إلي مكان الذبح . وسار مع السيد المسيح لصان إلي مكان الصلب حيث صلبا معه . ث- " فاخذ إبراهيم حطب المحرقة و وضعه على اسحق ابنه " ( تك 22 : 6 ) أي أن اسحق حمل حطب المحرقة الذي سيقدم فوقه . وربنا يسوع حمل خشبة الصليب " فخرج وهو حامل صليبه " ( يو 19 : 17 ). ج- " بنى هناك إبراهيم المذبح و رتب الحطب و ربط اسحق ابنه و وضعه على المذبح فوق الحطب " ( تك 22 : 9 ) , وكما ربط اسحق ووضع علي المذبح . كذلك المسيح أيضا سٌمر علي الصليب . ح- يقول الكتاب المقدس : " فاخذ إبراهيم حطب المحرقة و وضعه على اسحق ابنه و اخذ بيده النار و السكين فذهبا كلاهما معا " ( تك 22 : 6 ) والعبارة الأخيرة ذهب كلاهما معا تحمل معني جميل وهو أن الذبيحة تعتبر ذبيحة إبراهيم الأب لأنه قدم ابنه في حب باذل , وأيضا ذبيحة اسحق إذ قدم ذاته وأطاع أباه حتى الموت , وهكذا كانت ذبيحة الصليب ذبيحة الآب الذي بذل ابنه الحبيب وذبيحة الابن الذي أطاع حتى الموت موت الصليب " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " (يو 3 : 16). خ- لقد عد اسحق ميتا مدة ثلاثة أيام منذ خروجه من بيته إلى حين قدم الكبش عوضا عنه . وهكذا المسيح مات وظل في القبر لمدة ثلاث أيام . د- كان بإمكان اسحق أن يهرب من أبيه ويرفض الموت . هكذا كان المسيح في استطاعته ألا يصلب و أن يختفي أو يستعين ربوات من الملائكة كما قال لبطرس : " رد سيفك إلى مكانه لان كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون , أتظن أني لا أستطيع الآن أن اطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة , فكيف تكمل الكتب انه هكذا ينبغي أن يكون" ( مت 26 : 52 – 54 ) و قال أيضا : " ليس احد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها ( نفسه ) و لي سلطان أن أخذها أيضا " ( يو 10 : 18 ) . ذ- " رفع إبراهيم عينيه و نظر و إذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب إبراهيم و اخذ الكبش و اصعده محرقة عوضا عن ابنه " ( تك 22 : 13 ) فالكبش الممسك به في الغابة بقرنيه والذي ذبح فعلا وفدي اسحق هو إشارة إلي الرب يسوع الذي صلب وفدي اسحق وإبراهيم وكل البشرية , والشجرة التي أمسكت بالكبش كانت رمزا لخشبة الصليب التي سمر عليها مخلصنا الصالح . ر- رجع اسحق حيا . وربنا يسوع المسيح قام من الأموات حيا , ولان أبونا إبراهيم نجح في أصعب امتحان يجتازه إنسان لذلك أعطاه الله أن يعاين قيامة ربنا يسوع فرأي وفرح وهذا ما أشار إليه السيد المسيح عندما قال: " أبوكم إبراهيم تهللل بان يري يومي فرأي وفرح " ( يو 8 : 56 ) . 4- بركة يعقوب : عندما قدم يوسف ابنيه منسي وافرايم لأبيه يعقوب ليباركهما , جعل يوسف ابنه منسي البكر علي يمين يعقوب وابنه افرايم علي يساره , ولكنه فوجئ بابيه يعقوب يضع يده اليمني علي افرايم الأصغر ويده اليسري علي منسي البكر فيقول الكتاب : " فلما رأى يوسف أن أباه وضع يده اليمنى على راس افرايم ساء ذلك في عينيه فامسك بيد أبيه لينقلها عن راس افرايم إلى راس منسى , و قال يوسف لأبيه ليس هكذا يا أبي لان هذا هو البكر ضع يمينك على رأسه , فأبى أبوه و قال علمت يا ابني علمت " ( تك 48 : 17 – 19 ) حقا هذا الأمر انه كانت نبؤة من يعقوب علي عظمة سبط افرايم عن سبط منسي , ولكن وضع يعقوب يده بهذه الصورة تحمل رمزا جميلا , فعندما وضع يعقوب يديه متقاطعتين فانه صنع بيده مثال الصليب , ومن خلال الصليب أعطي البركة لابني يوسف , وبهذا نستطيع أن نقول أن أول مكان رسم فيه علامة الصليب من نبي كان علي ارض مصر في مباركة يعقوب لابني يوسف , وقدم المصريين أروع الأمثلة في الإيمان بالصليب حيث قدموا أجسادهم للموت وهم فرحين واتخذوا تقويم لهم وهو تقويم الشهداء , ومازال الصليب حتى الآن يستخدم من قبل رجال الدين في مباركة شعبهم . هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-03-2005 تابع رقم ( 27 ) 5- يوسف الصديق : كان يوسف رمزا للمسيح الميت القائم , و يعتبر يوسف من اقوي الرموز الكتابية و أوضحها لشخص المسيح له المجد , ومن أوجه الشبه بينهما: أ- كان يوسف محبوبا من أبيه وعمل له أبوه القميص الملون . وهكذا المسيح هو ابن الله المحبوب , وقد أعلن الآب محبته لابنه من السماء " هذا هو ابني الحبيب " ( مت 3 : 7 ). ب- كان يوسف مثالا في الطاعة لأبيه , عندما طلب منه أبوه أن يذهب ويفتقد سلامة أخوته . وهكذا المسيح جاء ليفتقد سلامة العالم وخلاصه ت- أحب يوسف أخوته وذهب ليفتقدهم لكهنم ابغضوه حسدا وحالما رأوه تآمروا عليه ليقتلوه ( تك 37 ). وهكذا السيد المسيح ابغضه اليهود بلا سبب وتآمروا علي قتله " فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله و نأخذ ميراثه " ( مت 21 : 38 ). ث- أخوة يوسف بعد أن طرحوه في البئر جلسوا ليأكلوا طعاما . واليهود بعد أن دبروا مؤامرتهم ضد السيد المسيح وحكم عليه بالصلب جلسوا ليأكلوا الفصح . ج- أخوة يوسف باعوه للإسماعيليين ( نسل إسماعيل ) المعتبرين من الأمم , بعشرين من الفضة والتجار باعوه لفوطيفار رئيس الشرط . و السيد المسيح باعه يهوذا لرؤساء الكهنة بثلاثين من الفضة وهم أسلموه إلى أيدي الأمم أي بيلاطس الوالي ليصلبه , وهنا أيضا نلاحظ شيئا عجيبا أن يهوذا هو الذي أشار ببيع يوسف , ويهوذا الاسخريوطي هو الذي تآمر علي بيع المسيح. ح- أخوة يوسف عروه من قميصه وغمسوا القميص في الدم وقالوا أن وحشا أكله . وهكذا الذين صلبوا المسيح " عروه وألبسوه رداء قرمزيا" ( مت 27 – 28 ) واللون القرمزي هو لون الدم. خ- سجن مع يوسف في السجن شخصان من خدم فرعون رئيس السقاة ورئيس الخبازين , وعٌفي عن أحدهما ( رئيس السقاة ) ونال الحياة , واعٌدم الآخر ( رئيس الخبازين ) ونال الموت . وهكذا المسح صلب معه لصان نال احدهما الحياة لإيمانه بالمصلوب , وهلك الآخر بسب تجديفه . د- يوسف ظلم من أخوته و من فوطيفار وزوجته ولم يشكو أو يتذمر . وهكذا المسيح " ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه " ( أش 53 : 7 ) ذ- جرب يوسف من امرأة فوطيفار وافترت عليه زورا وكذبا . وهكذا المسيح اتهمه اليهود زورا وكذبا ر- سمي يوسف في مصر باسم " صفنات فعنيح " ( تك 41 : 45 ) وهذا الاسم معناه " مخلص العالم وقوت الحياة " , وبدأ يدبر ارض مصر وهو في الثلاثين من عمره . وهكذا المسيح هو مخلص العالم الحقيقي من اسر الشيطان وهو الخبز الحي النازل من السماء الواهب حياة للعالم ( يو 6 : 33 ) , وقد بدأ خدمته أيضا في سن الثلاثين . ز- أنقذ يوسف مصر من المجاعة والموت , ولو لم يٌبع يوسف من أخوته لما أنٌقذت مصر . وهكذا المسيح حرر العالم من مجاعة كلمة الله , ولو لم يٌصلب لهلك العالم . س- أخوة يوسف عندما رأوه في ارض مصر في ملابس الملك لم يعرفوه . ومريم المجدلية لم تعرف ربنا يسوع عقب قيامته , وأيضا التلاميذ عندما رأوه خافوا وظنوه روحا . ش- سجد ليوسف أخوته . والسيد المسيح قيل عنه " رفعه الله أيضا و أعطاه اسما فوق كل اسم , لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الأرض و من تحت الأرض , و يعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " (في 2 : 9 – 11 ). ص- صفح يوسف عن أخوته الذين اضطهدوه ظلما . وهكذا المسيح غفر لصالبيه " يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ( لو 23 : 34 ). ض- كانت وصية يوسف لأخوته عند رجوعهم إلي أبيهم " لا تتغاضبوا في الطريق " ( تك 45 : 24 ) . ووصية السيد المسيح للرسل " هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم " ( يو 15 : 12 ) . اقتباس: اميمه سالم كتب/كتبت[SIZE=4]عزيزتي اميمة أهلا بك ربما اتفق معكي في أني أيضا زملكاوي ولكني أيضا لست متعصب ( التعصب كلمة بغيضة تدل علي ضيق الأفق وتحجير الفكر , لذلك كثيرا ما يؤدي إلي نتائج سيئة ) وأنا أيضا أشكرك سعدت بلقاؤك ولو عندك أي أسئلة تختص بهذا الموضوع فانا أرحب بها . تحياتي هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-06-2005 تابع رقم ( 28) 6- خروف الفصح : من أوجه الشبه بين خروف الفصح والسيد المسيح حمل الله ما يلي : ا- كانت ذبيحة الفصح شاة ذكر ابن سنة " تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة " ( خر 12 : 5 ) و هكذا المسيح قيل عنه " كشاة تساق إلى الذبح و كنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه " ( أش 53 : 7 ). وقال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح " فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم " ( يو 1 : 29 ) . ب- كان خروف الفصح يظل تحت الحفظ من اليوم العاشر إلي اليوم الرابع عشر " و يكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر " ( خر 12 : 6 ) أي خمسة أيام فربما ظهرت عليه أعراض المرض فيرفض ولا يصلح أن يكون ذبيحة . والسيد المسيح دخل أورشليم يوم احد الشعانين العاشر من الشهر , وظل تحت الحفظ أمام الكتبة والفريسيين يحاورونه ويجادلونه ويفحصونه ويحاولون أن يصطادوه بكلمة , ولكت ثبت انه بلا عيب ولا مرض , وفي مساء يوم الخميس ( اليوم الرابع عشر ) قدم جسده ودمه لتلاميذه وتم القبض عليه واسٌلم ليصلب . ت- كان يشترط خروف الفصح أن يكون بلا عيب وقيل عن المسيح انه بلا عيب : " عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء , بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب و لا دنس دم المسيح " ( 1بط 1 : 18 – 19 ) ث- دم خروف الفصح المرشوش علي القائمتين والعتبة العليا لأبواب البيوت , فدي أبكار اليهود من الملاك المهلك " يكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها فأرى الدم و اعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر " ( خر 12 : 13 ) هكذا دم المسيح يفدي المؤمنين به من الموت الأبدي وينقلهم للحياة , ورغم أن الملاك المهلك لم يكن محتاج إلي الدم لكي يستطع أن يميز بين العبرانيين و المصريين , ولكن لا بد من علامة الدم كرمز لفداء الدم الذي صنعه السيد المسيح علي الصليب . ج- كان الخروف بعد ذبحه يشوي علي سفودين متقاطعين أي سيخين متعامدين علي هيئة صليب . وهكذا السيد المسيح له المجد مات علي الصليب فهل يوجد توافق أكثر من هذا بين الرمز والمرموز إليه ؟ّّ!!! ح- كانت شريعة الفصح تقضي بان الخروف يجب أن يؤكل صحيحا ولا تكسر عظمة من عظامه وهكذا المسيح عندما أرادوا أن يكسروا ساقيه حتى لا تبقي الأجساد إلي السبت وجدوه قد مات فيقول الإنجيل: " فأتى العسكر و كسروا ساقي الأول و الآخر المصلوب معه, و أما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات " ( يو19 : 32 – 33 ). خ- " يأكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار و الباقي منه إلى الصباح تحرقونه بالنار" ( خر 12 : 8 - 10 ) كان خروف الفصح لا يؤكل نيئا ولا مطبوخا ولكن يشوي بالنار إشارة إلي الآلام الرهيبة التي تحملها السيد المسيح في رحلة الصليب أكل خروف الفصح إشارة لجسد السيد المسيح ودمه اللذان قدمهما للكنيسة في سر الافخارستيا , فلم يكتف الرمز برش الدم فقط بل اكتمل بالأكل من خروف الفصح , وذلك للاتحاد بالفادي يقول السيد المسيح : " الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم , من يأكل جسدي و يشرب دمي فله حياة أبدية و أنا أقيمه في اليوم الأخير , لان جسدي مأكل حق و دمي مشرب حق , من يأكل جسدي و يشرب دمي يثبت في و أنا فيه " ( يو 6 : 53 – 56 ) . د- يقول الكتاب أن كل إنسان غير مختون لا يأكل من خروف الفصح : " و أما كل أغلف فلا يأكل منه " ( خر 12 : 48 ) والختان رمز المعمودية لذلك فغير المعمد لا يشترك في جسد الرب ودمه . ذ- الفصح معناه العبور , وكما عبر خروف الفصح ببني إسرائيل من الموت إلي الحياة . هكذا عبر بنا السيد المسيح من الموت الأبدي إلي الحياة الأبدية. ر- كان يجب آلا يبقي شيئا من الخروف حتى الصباح بل يؤكل جميعه في العشية. هكذا المسيح انزل عن الصليب في مساء يوم صلبه وموته. ز- كانت ذبيحة الفصح تعتبر أول الذبائح وعيد الفصح يعتبر اكبر الأعياد اليهودية , والشهر الذي تقدم فيه ( نيسان ) هو أول الشهور . وكأن الوحي الإلهي يريد أن يعلمنا أن الحياة الجديدة تبدأ بعد الفداء بالدم . أمور تتصل بالفصح لابد أن تعلمها يا عزيزي : أولا : سبق ضربة الأبكار وهي الضربة العاشرة , تسع ضربات كان فرعون يماطل ويرفض ويتقسي قلبه , لكن الضربة العاشرة كانت حاسمة , أطلق فرعون الشعب بعدها , والضربات التسع تشير إلي جهد الإنسان في تخليص نفسه وتحريرها من العبودية بدون الدم الذي اتسمت به الضربة العاشرة والأخيرة إنما تشير بوضوح وبما لا يدع مجالا للشك , انه لا خلاص إلا بالفداء والدم , وقد قالها الكتاب المقدس بصورة واضحة وصريحة : " لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " ( عب 9 : 22 ) ثانيا : الضربة العاشرة والأخيرة كانت رمز للدينونة الأخيرة , عندما يظهر الحمل المذبوح ( رؤ 13 : 8 ) آتيا بمجد عظيم , لقد كانت الضربة في منتصف الليل , وهو الوقت الذي كثيرا ما أشار إليه السيد المسيح في أمثاله وأحاديثه كموعد لمجيئه الثاني المفاجئ العتيد , وهذا واضح من كلام السيد المسيح في مثل العشر وزنات : " في نصف الليل فاخرجن للقائه " ( مت 25 : 6 ) ثالثا : كان يشترط في الحمل أن يكون صحيحا , ذكر حوليا ( ابن سنة أي في سن القوة والحيوية ) يذبح ويأكل مشويا بالنار ويؤكل علي أعشاب مرة ويأكلونه بني إسرائيل وهم في حالة الاستعداد ويأكلونه بعجلة وكونه يشترط أن يكون ذكر فهذا رمزا للسيد المسيح الذي صلب وهو في عنفوان الشباب , واكله علي أعشاب مرة إنما يشير إلي مؤهلات اتحادنا بالفصح الحقيقي بالتوبة والندم والاعتراف , كما تشير هذه الأعشاب المرة إلي شركة آلامنا مع الحمل الإلهي " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته " ( في 3 : 10 ) رابعا : رش دم الخروف علي القائمتين والعتبة العليا كان يحمي بني إسرائيل من الملاك المهلك الذي كان عتيدا أن يعبر علي البيوت الموسومة بالدم , ومن هنا نعرف قيمة الدم , فقد كان علي كل إسرائيلي في تلك الليلة أن يحتمي بالدم المرشوش علي الباب وكان محظور عليه أن يخرج من الباب وألا فقد حياته , وهذا معناه انه ليس هناك وسيلة أخري للنجاة سوي الدم , فرش الدم علي الأبواب كان علامة أمان لكل من بالداخل هكذا دم المسيح هو خلاص لكل الشعوب والأجناس , وكما انه لا نجاة ولا خلاص إلا بالاحتماء بدم حمل الفصح , هكذا لن يكون خلاص إلا بالإيمان بدم المسيح المسفوك علي عود الصليب وقوته وفعاليته في الخلاص . أما لماذا اختير الباب ليرش عليه الدم ؟ الباب يشير إلي مدخل الحياة , والدم يعتبر هو الحياة نفسها فحياة الإنسان في دمه ولو سفك الدم انتهت الحياة , فإذا حمل الباب الدم يكون قد حمل الحياة .... ومن هنا نفهم كلام المسيح " أنا هو الباب " ( يو 10 : 9 ) كما نلاحظ أن لا يوضع علي العتبة السفلي من الباب حتى لا يداس بالأقدام , وللأسف فان كل إنسان يرفض الصليب متمسكا بخطاياه يدوس دم العهد كما يقول الكتاب : " فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله و حسب دم العهد الذي قدس به دنسا و ازدرى بروح النعمة "( عب 12 : 29 ) خامسا : أن قصة حمل الفصح تمثل عثرة وشك لو لم تحدث فعلا ... فمن ذا الذي يصدق أن دم حمل مرشوش علي باب بيت ينجي من بداخله من هلاك محقق ؟! ... لو قال موسي لشعبه أن يستعدوا للحرب لصار الأمر سهل التصديق , وكان يعتبر الأمر أكثر قبولا علي مستوي العقل .... هذا مثال لجهالة الصليب: " فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله " ( 1كو 1 : 18 ) " و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة "( 1كو 1 :23 ) ومازال كثيرون يتساءلون ربما في سخرية كيف أن الدم المسفوك علي الصليب يخلص العالم كله ويفديه ويقدسه !!. أخيرا واضح انه كانت هناك مواصفات وشروط في غاية الدقة لاختيار حمل أو خروف الفصح وطريقة أكله ...... فلو لم يكن لله قصد بان يجعل الحمل رمزا للذبيح الأعظم الرب يسوع المسيح , فان كل هذا يعتبر لغوا بدون مبرر. ومن له أذنان للسمع فليسمع. هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-10-2005 [SIZE=4]تابع رقم ( 29 ) 7- ماء مارة : ارتحل بنو إسرائيل من بحر سوف وساروا ثلاثة أيام في البرية ولم يجدوا ماء يقول الكتاب : " فجاءوا إلى مارة و لم يقدروا ان يشربوا ماء من مارة لأنه مر لذلك دعي اسمها مارة , فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب , فصرخ إلى الرب فأراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا " ( خر 15 : 23 – 25 ) الشجرة التي طٌرحت في المياه فغيرت طبيعتها المرة إلي طبيعة عذبة تشير لصليب السيد المسيح الذي أنقذنا من مرارة الموت وفتح لنا باب الملكوت . كانت البشرية قبل الصلب مثل الحياة المرة التي لا تصلح للملكوت , وبالصليب صارت مثل المياه الحلوة العذبة التي تصلح لسكني الملكوت , فالسيد المسيح هو شجرة الحياة كما قال : " أنا الكرمة الحقيقية " ( يو 15 : 1 ) كما دعي بالغصن : " يخرج قضيب من جذع يسى و ينبت غصن من أصوله " ( أش 11 : 1 ) وقال عنه ارميا النبي : " ها أيام تأتي يقول الرب و أقيم لداود غصن بر فيملك ملك و ينجح و يجري حقا و عدلا في الأرض " ( أر 23 : 5 ) وقال عنه زكريا النبي : " هوذا الرجل الغصن اسمه " ( زك 6 : 12 ) وكلمة الغصن بالعبرية " ينصر " ولذلك قال عنه متي البشير : " لكي يتم ما قيل بالأنبياء انه سيدعى ناصريا " ( مت 2 : 23 ) . 8- صخرة حوريب : صخرة حوريب التي ضربت كانت رمزا للمسيح المصلوب الذي طٌعن بالحربة . قال الله لموسي : " ها انا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ إسرائيل " ( خر 17 : 6 ) . فهذه الصخرة الصماء التي أنبعت ماء كانت رمزا وإشارة للسيد المسيح الذي بصليبه فاضت منه الحياة للبشرية . ولذلك ربط معلمنا بولس الأحداث قائلا : " و جميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم و الصخرة كانت المسيح " ( 1 كو 10 : 4 ) وقال السيد المسيح للمرأة السامرية : " و لكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية " ( يو 4 : 14 ). وعندما ضٌربت الصخرة أمام عيون شيوخ إسرائيل جري منها الماء الذي ارتوي منه الشعب ونجا من موت محقق وهكذا علق المسيح علي خشبة الصليب أمام عيون شيوخ إسرائيل وطعنه قائد المائة بالحربة جري منه ماء ودم وهما سري المعمودية والافخارستيا حياة للعالم . 9- حرب عماليق : أتي عماليق وحارب بني إسرائيل فخرج يشوع للقائهم , وصعد موسي علي رأس التلة ليصلي : " ففعل يشوع كما قال له موسى ليحارب عماليق و أما موسى و هرون و حور فصعدوا على راس التلة , و كان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب و إذا خفض يده أن عماليق يغلب , فهزم يشوع عماليق و قومه بحد السيف " ( خر 17 : 10 – 13 ) ا- كان موسي علي راس التل رمزا ومثالا للسيد المسيح وهو مصلوب علي جبل الجلجثة . ب- عندما كان يبسط موسي يديه علي مثال الصليب كان يشوع يغلب عماليق , أي أن الغلبة كانت بالصليب , ويقول العلامة ترتليان " أني مندهش انه في الوقت الذي كان فيه يشوع يحارب مع عماليق , كان موسي يصلي جالسا بيدين منبسطتين مع انه كان في ظروف صعبة وكان بالحري يلزمه الصلاة بركب منحنية , لكنه كان ضروريا أن يحمل رمز الصليب حتى يغلب يسوع المعركة بالصليب . ج- بصلاة موسي انهزم عماليق و كان عماليق رمزا للشيطان وانتصر بني إسرائيل , وبصلب السيد المسيح انهزم الشيطان وانتصرت البشرية في شخص السيد المسيح . د- ظلت يدي موسي ثابتتين إلي غروب الشمس , والسيد المسيح بسط ذراعيه علي عود الصليب إلي الغروب , ومازال يبسط يديه لقبول الخطاة التائبين حتى غروب شمس هذا العالم . ومن هنا نلاحظ " أن أول مصلوب بغير صلب وبدون صالبين وبلا حادثة صلب كان مصري الاسم والمولد , وكانت هذه الحادثة أيضا في ارض مصر.. موسي أول من مد يديه في منظر المصلوب حتى ينتصر علي عماليق..... وأعطانا الوحي الإلهي هذا الدرس لتعليمنا فليس لنا نصرة علي عماليق ( الشيطان ) إلا بصليب ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح " لذلك نقول جمعيا مع معلمنا بولس الرسول : " و أما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-12-2005 [SIZE=4]تابع رقم ( 30 ) 12- تطهير الأبرص : كان البرص ( الجذام = leprosy ) يشير لمرض الخطية , فالذي يصاب به تتآكل أطرافه ويسقط شعر رأسه , وهو مرض معدي جدا , ولذلك كان يٌعزل الأبرص عن أسرته وأحبائه , حيث يضعونه في أطراف المدينة ( وهو ما يعرف حاليا بالحجر الصحي ) , وتكون ثيابه مشقوقة ورأسه مكشوفا , وإذا مر إنسان بهذه المنطقة ولا يعرف أنها مسكن لمرضي البرص يصرخ الأبرص قائلاًُ " نجس – نجس " ( لا 13 : 45 ) حتى لا يقترب منه الغريب . وفي ذلك يقول القديس اغسطينوس : " إن البرص بالمعني الرمزي هو الخطية ذات العدوى , وهي تفعل بالنفس ما يفعله البرص بالجسد , فإنها تبعد الخاطئ عن صحبة القديسين وتنفيه من المدينة المقدسة " وعندما يعافي الأبرص كان من ضمن طقوس تطهيره , أن يقوم الكاهن بالخروج إلي خارج المحلة مع الرجل الذي أصيب بالبرص ثم تعافي , ويتأكد أن ضربة البرص قد برئت تماما , ثم يأخذ عصفورين مع خشب أرز و زوفا , ويذبح احد العصفورين في إناء خزف علي ماء حي , ويغمس العصفور الحي مع الأرز والقرمز و الزوفا في دم العصفور الآخر المذبوح, وينضح علي المتطهر من البرص سبع مرات , ويطلق العصفور الآخر حيا علي وجه الصحراء ( لا 14 : 1- 8 ). ومن هنا نلاحظ : أ- العصفوران يرمزان للفداء وبالصليب , فذبح احدهما إشارة إلي ذبح السيد المسيح علي الصليب , وإطلاق الثاني حيا إشارة لقيامة السيد المسيح من بين الأموات , ودم العصفور المذبوح الذي يطهر الأبرص إشارة إلي دم المسيح الذي يطهر من برص الخطية فيقول معلمنا يوحنا الرسول : " دم يسوع المسيح ( 1يو 1 : 7 ). ب- خشبة الأرز التي كانت تغمس في الدم كانت عبارة عن قطعة من الخشب متوسطة السمك طولها حوالي قدم ونصف , وهذه الخشبة تشير إلي خشبة الصليب التي تلطخت بدم مخلصنا الصالح ويقول العلامة اوريجانوس : " بدون خشبة الصليب مستحيل أن تطهر من برص الخطية " . ج - القرمز عبارة عن قطعة من الصوف مصبوغة باللون القرمزي إشارة للون الدم وأيضا يشير إلي الملوك والعظماء , بينما الزوفا تشير إلي البسطاء , فالكل سواء كانوا ملوكا وعظماء أو بسطاء هم في حاجة إلي الخلاص والتطهير من برص الخطية . 13-الحية النحاسية : عندما تكلم الشعب علي الله وعلي موسي وتذمروا يقول الكتاب المقدس : " و تكلم الشعب على الله و على موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز و لا ماء و قد كرهت أنفسنا الطعام السخيف , فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل "( عدد 21 : 5- 6 ) وعندما صرخ الشعب إلي الله يقول الكتاب المقدس : " فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة و ضعها على راية فكل من لدغ و نظر إليها يحيا " ( عدد 21 : 8- 9 ) وهنا نلاحظ الآتي : أ- لم يفن الله الحيات المحرقة , ولكنه خلص شعبه من هذه الحيات بواسطة الحية النحاسية , وهكذا الله لم يفن الشيطان ولكنه خلص شعبه من قوة الشيطان بواسطة صليبه المحيي . ب- كل إنسان يلدغ من الحية المحرقة ويؤمن بكلام الله فينظر إلي الحية النحاسية ينجو من الموت , هكذا وكل إنسان يؤمن بكلام الله وينظر للصليب ينال الخلاص وينجو من الهلاك الأبدي لان : " لان أجرة الخطية هي موت " ( رو 6 – 23 ). ت- فالحية كانت محط أنظار المصابين المحكوم عليهم بالموت المحقق , والسيد المسيح هو ملجأ ومحط أنظار الخطاة المحكوم عليهم بالموت : " ناظرين إلى رئيس الإيمان و مكمله يسوع: " و كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان , لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 : 14 – 15 ) ث-الحية النحاسية كانت وسيلة الخلاص من الموت لكل من لدعته الحية المحرقة , وصليب السيد المسيح هو وسيلة للخلاص لكل من يخدعه الشيطان الحية القديمة. هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-14-2005 [SIZE=4]تابع رقم ( 31 ) ما زلنا في رموز الكتاب المقدس التي ترمز لموت المسيح الفادي علي الصليب 12- مدن الملجأ : حياة الإنسان ثمينة في نظر الله , ويهمه حفظ الأرض والشعب من أن تتدنس بسفك الدماء البريئة , لذلك أمر الرب عبديه موسي ويشوع أن يعينا مدنا للملجأ لكي يهرب إليها القاتل ضارب النفس سهوا بغير علم فتكون له ملجأ من ولي الدم , وعين الرب ستة مدن للملجأ منها ثلاثة شرقي الأردن وثلاثة غربي الأردن , وهذه المدن يهرب إليها القاتل من غير قصد أو عمد , لحين انتهاء التحقيق والتأكد من انه قتل بغيرعمد أو قصد , وإذا ثبت هذا يظل في المدينة في أمان , ولكنه لا يقدر أن يعود إلي أسرته ولا إلي بلدته , بل يظل أسيرا لتلك المدينة لا يستطيع منها فكاكا , لأنه لو خرج منها ووجده ولي الدم يقتله .... ولكن إلي متي هذا الأسر ؟ إلي أن يموت رئيس الكهنة الأعظم , فيعتبر موت رئيس الكهنة بشارة مفرحة لكل اسري مدن الملجأ , فينطلقون ويعودون إلي بيوتهم, ولا يتعرض لهم احد وهنا نجد الرمز واضح : أ- كل قاتل عن طريق السهو يلجأ إلي مدن الملجأ ينجو من الموت , وهكذا الخاطئ الذي يلجا إلي صليب المسيح ينال البراءة لأنه ليس بأحد غيره الخلاص . ب- اسري مدن الملجأ يعودون إلي أوطانهم بعد موت رئيس الكهنة , وبموت المسيح رئيس الكهنة الأعظم ( عب 8 : 1 ) , هكذا عاد ادم وذريته ( كل من مات علي الرجاء ) إلي وطنه الأصلي السماوي حيث الفردوس المفقود . 13- الخشب يغير طبيعة الحديد : بينما كان بنو الانبياء يقطعون الأخشاب من علي ضفاف نهر الأردن ليقيموا مساكن وكان معهم اليشع النبي : " و إذ كان واحد يقطع خشبة وقع الحديد في الماء فصرخ و قال آه يا سيدي لأنه عارية ( اي مستعيره من آخر ) , فقال رجل الله أين سقط فأراه الموضع فقطع عودا و ألقاه هناك فطفا الحديد , فقال ارفعه لنفسك فمد يده و أخذه " ( 2 مل 6 : 5- 7 ) لقد صارت الطبيعة البشرية ثقيلة مثل الحديد وغرقت في بحر الخطايا , ولم يستطع نبيا ولا ملاكا أن ينقذها , ولكن عن طريق عود الصليب غٌفرت خطاياها وطفت فوق الطوفان , أي أنها سمت فصارت طبيعة سماوية مقدسة تصلح لسكني الملكوت , وتقدر أن تعاين الله من خلال عود الصليب 14- يونان النبي : ا- أرسل الله يونان من اجل خلاص نينوي , وأرسل الله الآب ابنه الحبيب يسوع المسيح من اجل خلاص العالم كله . ب- يونان النبي فدي ركاب السفينة من الموت , والسيد المسيح فدي البشرية من الموت الأبدي . ج- عندما ابتلع الحوت يونان صار عليه حكم الموت , والسيد المسيح نزل إلي جوف القبر سري عليه حكم الموت . د- مكث يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وخرج في اليوم الثالث , ومكث السيد المسيح في جوف القبر ثلاثة أيام وقام من الأموات في اليوم الثالث . ه- عندما طلب الكتبة والفريسيون أن يروا آية من السيد المسيح فقال لهم : " جيل شرير و فاسق يطلب آية و لا تعطى له آية إلا آية يونان النبي , لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليال " ( مت 12 : 39 – 40 ) و- خرج يونان من جوف الحوت حيا وجسده لم يعاين فسادا , والسيد المسيح انطلق من جوف القبر حيا وجسده لم يعاين فسادا كنبوة أبينا داود : " لأنك لن تترك نفسي في الهاوية , لن تدع قدوسك يري فسادا " ( مز 16 : 10 ) وهكذا يا عزيزي الفاضل رأينا كثيرا من الرموز التي ترمز إلي السيد المسيح المصلوب , وهذه الأشياء وضعها الله في العهد القديم وأوحي بها إلي أنبيائه حتى عندما نقراها نحن نفهم خطة الله التي رسمها لفداء البشرية الساقطة , ولذلك قال السيد المسيح لكل من لا يفهم أو يتعامي عن الفهم : " فتشوا الكتب هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-16-2005 [SIZE=4]تابع رقم ( 32 ) الأخوة الأفاضل أهلا بكم مازلنا في موضوع الله و الخلاص وكيف تحقق بموت المسيح الفادي علي الصليب سبق وتكلمنا عن : أولا : نبوات العهد القديم تخبرنا عن رحلة الصليب . ثانيا : ذبائح العهد القديم تدلنا علي ذبيحة الصليب . ثالثا : الرموز في العهد القديم التي ترسم لنا صورة الصليب . واليوم سنتكلم بنعمة الله عن رابعا : الأدلة التاريخية علي صلب السيد المسيح وموته : في الحقيقة ما أكثر الأدلة التاريخية الصادقة القاطعة والموثوق بها , والتي تحدثنا عن صلب المسيح وموته وقيامته , وعلي رأس هذه الأدلة شهادة رجال العهد الجديد , وشهادتهم لم تكن شهادة عابرة , إنما شهدوا لحقيقة صلب المسيح وموته وقيامته شهادة تفصيلية وجاءت شهادتهم طبيعية في سياق الكلام , فهي تمثل خيوطا من ذات النسيج , وليست رقعة ارتقت بالثوب , بل انه لم ينل موضوع اهتمام هؤلاء مثلما نال هذا الموضوع . مثلا نلاحظ أن مرقس الإنجيلي ويوحنا الحبيب لم يكتبا قصة ميلاد السيد المسيح , كما لم يكتب معلمنا متي ولوقا الإنجيلي قصة صعوده إلي السماء , كما لم يكتب الأربعة مئات المعجزات التي صنعها رب المجد , وأيضا لم يكتبوا عظاته علي مدار ثلاث سنوات , ولكن كلهم دونوا قصة صلب السيد المسيح وقيامته , وذكروا كل شيء بالتفصيل , حتى استغرقت شهادتهم هذه إصحاحات كاملة , فآخر ثلاث إصحاحات من انجيل متي البشير , وآخر إصحاحين من انجيل مرقس الإنجيلي وآخر ثلاث إصحاحات من انجيل لوقا , ونحو نصف بشارة يوحنا , كل هذا يحدثنا عن هذا الموضوع بالإضافة إلي ما جاء في الرسائل وسفر الرؤيا . وبالرغم من أن الصليب كان حينذاك عار وفضيحة ولعنة , وبالرغم من محبة التلاميذ الشديدة لمعلمهم , فبالتأكيد لم يقصد احد منهم الإساءة إليه أو التشهير به إلا أنهم جميعا أصروا علي ذكر أحداث الصليب بالتفصيل بالرغم من كراهية وحقد اليهود , وبالرغم من اذراء الأمم بالصليب ... فلماذا أصر الرسل علي هذا ؟ لان الصليب هو إعلان محبة الله للبشر , ولذلك أصر التلاميذ علي أن يجعلوا الصليب هو محور كرازتهم , ولم تقو كل القيادات اليهودية , ولا الدولة الرومانية علي تكذيب أقوال الرسل , ولا علي تكميم أفواههم , وذلك بالرغم من أنهم نادوا بموت المسيح وقيامته في أورشليم مركز القيادات الدينية واليهودية , وهي المدينة التي شهدت تلك الأحداث العجيبة , وهذا يقضي بلا شك علي أي شك في صدق شهادة التلاميذ , وقد تمسك هؤلاء بشهادتهم حتى الدم , وضحوا بحياتهم علي مذبح الحب الإلهي دون أن يتخلوا عن الشهادة للمصلوب الذي حطم جبروت الموت . ولو اعتبرنا يا صديقي أن الإنجيلين الأربعة هم أول شهود للقيامة فدعنا نستكمل شهادة التاريخ : 5- بطرس الرسول : الذي خاف وانكر المسيح أمام جارية , عندما سرت فيه قوة القيامة وقف أمام كل اليهود قائلا : " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات و عجائب و آيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم أيضا تعلمون , هذا أخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة و علمه السابق و بأيدي آثمة صلبتموه و قتلتموه , الذي أقامه الله ناقضا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه " ( أع 2 : 22 - 24 ) وعقب شفاء الأعرج قال لليهود : " إن اله إبراهيم و اسحق و يعقوب اله آبائنا مجد فتاه يسوع الذي أسلمتموه انتم و انكرتموه أمام وجه بيلاطس و هو حاكم بإطلاقه , و لكن انتم انكرتم القدوس البار و طلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل , و رئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات و نحن شهود لذلك " ( اع 3 : 13 – 15 ) ووقف أمام رؤساء الكهنة وقد امتلأ من الروح القدس قائلا : " فليكن معلوما عند جميعكم و جميع شعب إسرائيل انه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه انتم الذي أقامه الله من الأموات " ( أع 4 : 10 ) ولم يكف بطرس ومن معه عن إعلان هذه الحقيقة حتى ضجر الرؤساء , فقال رئيس الكهنة : " قائلا أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم و ها انتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم و تريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان "( أع 5 : 28 – 30 ) وشهد بطرس بهذه الحقيقة أمام الأمم فقال في بيت كرنيليوس : " و نحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية و في أورشليم الذي أيضا قتلوه معلقين إياه على خشبة , هذا أقامه الله في اليوم الثالث و أعطى أن يصير ظاهرا " ( أع 10 : 39 – 40 ) وفي رسالته الأولي تحدث معلمنا بطرس الرسول عن دم المسيح قائلا: " عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء , بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب و لا دنس دم المسيح " ( 1بط 1 : 18 – 19 ) وذكر ألام وصلب المسيح قائلا: " الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا و إذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل , الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم " ( 1بط 2 : 23 – 24 ) وقال أيضا : " فان المسيح أيضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 09-18-2005 [SIZE=4]تابع رقم ( 33 ) 6- بولس الرسول : كان معاصرا للسيد المسيح وكان يقيم في مدينة أورشليم , وكان شاهد عيان لمعجزات المسيح وعظاته وموته علي الصليب , ولكنه رغم كل ذلك كيهودي فريسي متعصب لم يؤمن بالسيد المسيح إلا بعد صعوده إلي السماء وظهوره له في رؤيا إلهية وهو في طريقه إلي دمشق حاملا رسائل من رؤساء الكهنة لتعذيب المسيحيين هناك . وبعد الظهور الإلهي له شهد للمسيح المصلوب وجعلها محور حياته و كرازته . ففي مجمع إنطاكية بيسيدية قال : "لان الساكنين في أورشليم و رؤساءهم لم يعرفوا هذا و أقوال الأنبياء التي تقرا كل سبت تمموها إذ حكموا عليه " ( أع 13 : 27 – 30 ) وقال للملك اغريباس : " أنا لا أقول شيئا غير ما تكلم الأنبياء و موسى انه عتيد أن يكون , أن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات " ( أع 26 : 22 – 23 ) وقال لأهل رومية : " متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح , الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه " ( رو 3 : 24 – 25 ) " و لكن الله بين محبته لنا لأنه و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " ( رو 5 : 8 ) " لان الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة " ( رو 6 : 10 ) وقال لأهل كورنثوس : " فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله .... و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة , و أما للمدعوين يهودا و يونانيين فبالمسيح قوة الله و حكمة الله " ( 1 كو 1 : 18 – 24 ) " لأني لم اعزم أن اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح و إياه مصلوبا " ( 1كو 2 : 2 ) " لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد "( 1كو 2 : 8 ) " لان فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا "( 1كو5 : 7 ) " إن المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب , و انه دفن و انه قام في اليوم الثالث حسب الكتب " ( 1كو 15 : 3- 4 ) وفي رسالة معلمنا بولس الثانية إلي أهل كورنثوس يقول : " و هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم و قام " ( 2كو5 : 15 ) وقال لأهل غلاطية : " أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا " ( غل 3 : 1 ) " و أما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي و أنا للعالم " ( غل 6 : 14 ) وقال لاهل افسس : " الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته " ( أف 1 : 7 ) " يصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به" ( أف 2 : 16 ) " كما أحبنا المسيح أيضا و اسلم نفسه لأجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة " ( أف 5 : 2 ) " أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة و اسلم نفسه لأجلها " ( أف 5 : 25 ) وقال لأهل فيلبي : "و إذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب , لذلك رفعه الله أيضا و أعطاه اسما فوق كل اسم " ( في 2 : 8- 9 ) " لاعرفه و قوة قيامته و شركة الامه متشبها بموته " ( في 3 : 10 ) وقال لأهل كولوسي : " إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا و قد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب " ( كو 2 : 14 ) وقال لتلميذه تيموثاوس : " أوصيك أمام الله الذي يحيي الكل و المسيح يسوع الذي شهد لدى بيلاطس البنطي بالاعتراف الحسن " ( 1 تي 6 : 13 ) وقال لتلميذه تيطس : " منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح , الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم و يطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في أعمال حسنة " ( تي 2 : 13- 14 ) وقال في رسالته الي العبرانيين : " ناظرين إلى رئيس الإيمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله " ( عب 12 : 2 ) " لذلك يسوع أيضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب " ( عب 13 : 12 ) وهناك آيات أخري كثيرة قالها معلمنا بولس الرسول ولكن نكتفي هنا بهذا القدر اختصارا للوقت . ومن له أذنان للسمع فليسمع . هل المسيح هو الله ؟ نعم وبكل تأكيد ( الجزء الثاني ) - fady - 10-20-2005 [SIZE=4]تابع رقم ( 34 ) 7- اسطفانوس رئيس الشمامسة : قال لليهود أثناء محاكمته " أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم و قد قتلوا الذين سبقوا فانباوا بمجيء البار الذي انتم الآن صرتم مسلميه و قاتليه " ( أع 7 : 52 ) 8- بيلاطس البنطي : وهو الذي كان واليا علي اليهودية خلال الفترة من 26 – 36 م , وهو الذي حكم علي السيد المسيح بالصلب , وقد دعي بالبنطي نسبة إلي بلاد بنطس مسقط رأسه , وهو يعتبر الوالي الخامس علي اليهودية . وقد أرسل بيلاطس البنطي خطابا إلي طيباريوس قيصر , وقد اكتشفه احد العلماء الألمان سنة 1630م ومازال محفوظا للان في مكتبة الفاتيكان , وجاء فيه : " القي الأوباش الهائجون القبض علي يسوع ولما انسوا عدم الخوف من الحكومة إذ ظنوا مع زعمائهم أني اجزع من ثورتهم تمادوا في الصياح اصلبه اصلبه ... ثم طلبت وغسلت يدي أمام الجمهور مشيرا بذلك إلي إستهجان عملهم ولكن لم يأتي ذلك بثمرة , فان نفوس هؤلاء الأشقياء ظمآنة لقتله .. فقلت له ( أي ليوسف لرامي ) قد أجبت طلبك وفي الحال أمرت ماتليوس أن يأخذ بعض عساكر معه ليلاحظ وليباشر دفنه لئلا يتعرض له احد ... وبعد ذلك بأيام قليلة وجد القبر فارغا وأذاع تلاميذ يسوع في أطراف البلاد واكنافها أن يسوع قام من الموت كما كان قد تنبأ ". وقد أشار لهذا الخطاب الشهيد يوستين سنة 139 م في دفاعه الذي كتبه للإمبراطور انطونيوس بيوس فقال : " .. ثقبوا يدي ورجلي .وصف للمسامير التي تثبتت في يديه ورجليه علي الصليب , وبعد صلبه اقترع صالبوه علي ثيابه وقسموها بينهم ." أما صدق هذا كله يمكن أن تجدها في ( الأعمال ) التي سجلها بيلاطس البنطي . كما قال يوستين أيضا : إن موت المسيح كان له تأثير عظيم في نفوس الذين صلبوه . حتى أن بيلاطس البنطي أشار إلي طيباريوس قيصر حفظ قضية المسيح في سجلات روما وفي سنة 196 أشار العلامة ترتليان في دفاعه عن الإنسان المسيحي أمام الحاكم الروماني في أفريقيا إلي خطاب بيلاطس هذا( برهان يتطلب قرار ص 160 ) , وكذلك أشار القديس يوحنا ذهبي الفم , كما جاء نص الخطاب في مجموعة أباء ما قبل نيقية مجلد 8 ص 462 – 463 9- تاسيتوس المؤرخ الروماني ( 56 – 120 م ): ولد تاسيتوس ما بين عامي 52 – 55 م وصار حاكما لآسيا سنة 112 م , ووصل إلي رتبة قاضي القضاة , وكتب تاريخ الإمبراطورية الرومانية منذ موت أغسطس قيصر سنة 14 م إلي موت نيرون سنة 68 م في ستة عشر مجلدا , وقال أن نيرون لكيما يبعد عنه شبهة حريق روما سنة 64 م اتهم المسيحيين وأذاقهم عذابات وحشية " إن كل العون الذي يمكن أن يجئ لإنسان , ولا كل الهبات التي يمنحها أمير , ولا كل الكفارات التي تمنحها الآلهة , يمكن أن تعفي نيرون من جريمة إحراق روما , ولكن لكي يقضي علي كل هذه الإشاعة اتهم الذين يدعون مسيحيين ظلما , بأنهم احرقوا روما , وأوقع عليهم اشد العقوبات , وكانت الأغلبية يكرهون المسيحيين , أما المسيح – مصدر هذا الاسم – فكان قد قتل في عهد الوالي بيلاطس البنطي حاكم اليهودية أثناء سلطنة طيباريوس قيصر , وقد أمكن السيطرة علي خرافته , لكنها عادت وانتشرت لا في اليهودية فقط حيث نشاهد الشر , ولكن في كل روما أيضا (tacettus annals x v : 44 ) ونلاحظ أن هذه الشهادة تحوي في طياتها ما يؤكد صدقها , فهي تحتوي علي اتهام نيرون للمسيحيين بحرق روما , وهذا ما تؤكده كل كتب التاريخ . |