حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83)
+--- الموضوع: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول (/showthread.php?tid=6939)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-22-2010

نشرت الصحافة السعودية خبراً عن محتسبين تجمعوا للاعتراض على قرارات لوزارة التربية والتعليم، وما وصفوه بالاختلاط، وكذلك الاعتراض على زيارة نائبة الوزير نورة الفايز لمدارس البنين، والتقى المعترضون بكل من نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر، ونائب الوزير لشؤون تعليم البنين الدكتور خالد السبتي. ويتركز الاعتراض حول دمج تعليم البنات بالبنين، وهو قرار ليس بالجديد، وحول تدريس المعلمات للمراحل الأولى الثلاث الابتدائية، للبنات والبنين، وكذلك زيارة نائبة الوزير لمدارس البنين. الإيجابي في الموضوع هو اجتماع المسؤولين بالمعترضين، والاستماع لهم، والرد عليهم بشكل حضاري، وبعيداً عن التشويش، خصوصاً أن كثيراً من المعلومات تقدم بشكل منقوص ومغرض، وهو أمر تعودناه في الاعتراض على تطوير العملية التعليمية في السعودية.

وبحسب ما سمعته من مسؤول بالوزارة، فإن بعض المعترضين، ذوي النوايا الحسنة، كانت لديهم معلومات منقوصة، وتم «توضيح الصورة كاملة لهم» بحسب المسؤول. فمثلا، يتم الحديث عن الدمج، بينما الواقع أنه توحيد للأنظمة، فبدلا من أن يكون هناك مهندسون، مثلا، لتعليم البنات، ومهندسون للبنين، فيتم توحيدهم تحت نظام واحد، ومبنى واحد، وهكذا. مثال آخر للتشويش المغرض، وهو الاحتجاج على زيارة نائبة الوزير لمدارس البنين. والحقيقة، كما يقول المسؤول، أنها قامت بزيارة المبنى بعد انتهاء الدوام للاطلاع على تجربة يراد تطبيقها في مدارس البنات، لا كما يزعم المشوشون! وفيما يختص بتدريس صغار السن، أولاداً وبنات، من قبل مدرسات، فإنها تتم حالياً بالمدارس الأهلية، علما أن الطلاب والطالبات ليسوا في صف واحد، وهذا مثال آخر على التشويش المغرض، وفي حال نجاحها فإنها ستعمم على جميع المدارس، وأن القرار اتخذ بناء على دراسات علمية، وليست أهواء، أو مجرد تقليعة.

ومن هذه الأمثلة يتضح أن حقيقة الأمر ليست كما يصورها المشوشون، أو من يريدون النيل من سمعة الوزارة، والحيلولة دون تطوير التعليم، بل إن ما يتم ترويجه ليس إلا مغالطات، الهدف منها التشويش على المجتمع، لكن تبقى نقطة مهمة هنا، فهناك من يعترضون ولديهم أسبابهم، ولو لم تكن مقنعة، لكن لا بد من التواصل معهم، وشرح الأمر، بلا لبس. كما أن على الحريصين، والمؤثرين، من رجال الدين أو الإعلام، أو خلافه، أن يستقوا معلوماتهم من مصادر موثوقة، مثلما على وزارة التربية ألا تكتفي بالتواصل عبر الإعلام فقط، بل ومن خلال الطلاب والطالبات، وأولياء أمورهم، فهم الأساس، من خلال الاجتماعات، والنشرات، والكتيبات الصغيرة، وغيره؛ فتطوير التعليم يجب ألا يكون كرة بين تيارات، أو أمراً خاضعاً للابتزاز، خصوصاً من قبل أناس لا هم لهم سوى الاعتراض، مثل يوسف الأحمد صاحب فتوى إعادة تصميم عمارة الحرم المكي لتجنب الاختلاط، فأين هو، واعتراضاته، عن الإرهابية هيلة القصير؟ أوليس ذاك هو الاختلاط القاتل؟

وعليه فمن يريد التقدم، والعلياء، فإن مفتاح ذلك التعليم، ولذا يجب أن نقول نعم لتدريس الصغار، أولاداً وبنات، من قبل معلمات، ونعم لتعليم اللغة الإنجليزية، ومن الصف الأول الابتدائي، وذلك لمستقبلنا، ومستقبل أبنائنا.

صحيح أن الحوار مهم، لكن التعليم مثله مثل الأمن يجب ألا يخضع للأهواء.


http://www.aawsat.com//leader.asp?section=3&article=575055&issueno=11529
tariq@asharqalawsat.com
في صورته المتحركة، وفي صحافته الورقية، يعجز الإعلام الحديث عن تركيز اهتمام العالم على قضية واحدة. تكاد حكومة بنيامين نتنياهو تفلت من الإدانة والعقوبة عالميا. السبب انتقال دائرة الوهج الإعلامي من الانشغال بالمواجهة البحرية، إلى اهتمامات عالمية أخرى: كرة القدم، معاقبة إيران، مجازر قرغيزستان، أزمة اليورو، تلويث بريطانيا لأميركا بنفط شركة «بريتش بتروليوم» الإنجليزية.

بل حتى عندما ضُبطت حكومة نتنياهو بالجرم البحري المشهود، فقد غَيَّبَ الإعلام العالمي تشريح بُنْيَة الحلف الجهنمي الذي قامت عليه الحكومة الإسرائيلية، الحلف بين الصهيونية (القومية) التحريفية، والأرثوذكسية التوراتية المتسيسة التي يمثلها حزب شاس وأحزاب دينية أخرى.

لماذا يستمر تركيز الإعلام الغربي على الإسلام السياسي والحربي (الجهادي)، ويعفي تركيب الحلف الجهنمي الحاكم لإسرائيل من التشريح والتحليل والتفسير؟ هل الإسلام الحربي، «القاعدة» وطالبان، أشد خطرا على العالم من الطغمة الدينية المتسيسة والقومية المتحكمة بزناد القنبلة الإسرائيلية المسلطة فوق رؤوس 350 مليون عربي؟!

السبب، ببساطة وصراحة، هو أن الحرية الإعلامية الغربية الواسعة يتحكم بها اليهود، من ناشرين ومالكين ومحررين. الإعلام الغربي لا يخيف العالم بابن لادن فحسب. هو يستكمل بذكاء تأجيج العداء التاريخي بين اليهودية والمسيحية. هذا الإعلام مشغول بهدف استراتيجي مستمر: تدمير عُذرية الكنيسة الكاثوليكية ومصداقيتها أمام المؤمنين بها، من خلال تعرية الرهبان الذين اعتدوا جنسيا على صبية التراتيل الكنسية.

غباء السلوك الدولي والإقليمي لحكومة نتنياهو يحبط عبقرية الإعلام الغربي في ربط الذكاء اليهودي المزعوم بنظرية داروين. إلى الآن، لم يثْبِتْ علم الخلايا الوراثية أن العقل أو الدم اليهودي يتميز بالذكاء المتفوق الذي أسبغته نظرية الارتقاء والتفوق الطبيعي على النخبة الأوروبية البيضاء، في ذروة غُلُوِّ شراهتها الاستعمارية.

أزمة إسرائيلية داخلية تثبت أيضا فشل الذكاء المزعوم في حماية «أبدية» إسرائيل كدولة لشعب متماسك. الأزمة تبرهن على مدى هشاشة نسيج إسرائيل الاجتماعي، الوطني، الديني، السياسي. العنصرية الإسرائيلية لا تصيب العرب فحسب، بل هي تتناول اليهود: في مدرسة «بيت يعقوب» بمستوطنة عمانويل بشمال الضفة الغربية، نصبت الأرثوذكسية المتزمتة ليهود أوروبا (الأشكيناز) جدارا لفصل بناتها عن بنات الأرثوذكسية المتزمتة لليهود المشارقة (السفارديم)!

عندما أصدرت المحكمة العليا قرارا بهدم الجدار، معتبرة إياه «جدارا للفصل العنصري» بين اليهود، ثار اليهود الأشكيناز، تظاهروا، هددوا الدولة بالعصيان. هؤلاء في الواقع أكثر تزمتا وتشددا في التطبيق الديني من اليهود المشارقة. ولا يجمع بين التيارين المتشابهين أيديولوجيا سوى المشاركة في كراهية العرب. والصلة الوثيقة بيهود الاستيطان.

الغريب والطريف أن أوجه تشابه كثيرة تجمع بين حركات اليهودية الدينية المتزمتة أو المتسيسة وحركات الإسلام الجهادي والسياسي: التزمت المتشدد في تفسير الدين، رفض العصر، كراهية الآخر، العداء للعالم، العزلة عن المجتمع، التميز في الملبس والهيئة، كإطلاق اللحى غير المشذبة، الميل النفسي للون الأسود، التدخل الفظ في الحياة الشخصية والاجتماعية، العداء للمرأة، محاولة تقويض حرية التعبير والثقافة، اللجوء المستمر إلى العنف الجماعي.

اعرف عدوك بقدر ما تعرف نفسك، ما زال العرب يجهلون التركيب النفسي، الاجتماعي، الإداري، الديني، العسكري.. للدولة اليهودية. سذاجة الإسلام السياسي والحربي تحول دون التفريق بين التوراتي والصهيوني، بين العلماني والديني، الهوة بين التزمت الأشكينازي وتزمت السفارديم. جهل حماس والجهاد بالعدو أدى إلى تنفيذ عمليات انتحارية في مواسم انتخابية، أدى إلى الاستشهاد الانتحاري، إلى وصول اليمين التوراتي والصهيوني إلى الحكم منذ منتصف التسعينات.

لو كانت هناك مراكز بحوث عربية متخصصة في دراسة التركيبة الإسرائيلية الدينية والسياسية، وتقدم تقاريرها إلى الرأي العام العربي ونظامه السياسي، لما تمكن اليهود المشارقة من الاحتفاظ بالجنسية المزدوجة، والتمتع بالإجازة في بلد الولادة والمنشأ، أو تأسيس مشاريع وتجارات رابحة فيه، فيما هم يمارسون أرثوذكسيتهم الدينية المتزمتة ضد عرب إسرائيل، ضد السلام، ضد الحل التفاوضي لتأسيس دولة فلسطينية، ومع الاحتلال والاستيطان لابتلاع ما تبقى من الضفة.

اليسار الإسرائيلي يتوارى، يخاف. اليهود الغربيون العلمانيون يفرون، يهاجرون، يندبون الديمقراطية الإسرائيلية في محافل نيويورك وباريس. استكمل الحلف الجهنمي التوراتي/ الصهيوني الاستيلاء على السلطة التنفيذية (الحكومة)، هوَّد تشريعات السلطة الشعبية (الكنيست)، ها هو يوجه حربته المسمومة إلى استقلالية السلطة القضائية، ممثلة بمحكمتها العليا.

الأكثر خطرا زحف الجيل الثاني والثالث من أبناء الاستيطان إلى المؤسسة العسكرية والمخابراتية. 40 إلى 60 في المائة من ضباط الأركان والميدان ينتمون إلى أسر استيطانية أو مشرقية دينية متزمتة. انتقل الجيش من قبضة «الكيبوتزات» (المستوطنات الزراعية الاشتراكية) إلى قبضة المستوطنات الشرقية. لم تختلف معاملة العرب، بل ازدادت قوة ووحشية بالتصفية الجسدية في الداخل والخارج. التوقعات أن يرفض الجيش إخلاء المستوطنات، في حالة التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين.

التناقضات الإسرائيلية كثيرة. التوراتية الدينية المتزمتة ترفض تجنيد أبنائها، تنتظر «غودو/ المسيح» الآتي لفرض إسرائيل التوراتية، فرضت على الدولة «العلمانية» تقديم مساعدات سخية لها، فيما تبدو متمردة عليها، دخل آرييه درعي زعيم حزب شاس (شريك نتنياهو وإيهود باراك في الحكم) السجن لاستخدامه مال الدولة في تمويل الحزب.

نحن وهم أمام أزمة حكم ومجتمع متشابهة: الشريعة أم حقوق الإنسان الوضعية؟ الدولة أم المؤسسة الدينية؟ المساواة في المواطنة أم اعتبار أبناء الأقليات الدينية مواطنين من الدرجة الثانية؟ تطبيق قوانين المجتمع المدني، أم قوانين الأحوال الشخصية الطائفية في حالات الزواج والطلاق والميراث؟ النظام العربي وجد حلا مؤقتا: أسلمة الدساتير. والمزج بين العلمانية والشريعة في القوانين.

إسرائيل الدولة (الأبدية) تهوِّد القوانين. وعاجزة عن وضع دستور، بسبب الخلاف المستحكم بين العلمانيين، بعد ستين سنة مرت على قيام الدولة.

الأغرب والأطرف أن التشابه في أزمة الحكم والمجتمع، وفي التزمت الديني للحركات الدينية المتسيسة، يحول دون التوصل إلى حل سياسي للصراع العربي - الإسرائيلي. في رؤيتي، كعربي يتابع إسرائيل بدقة من ثقب الباب، أقول إن اتفاقيات السلام عاجزة عن التطبيع والمصالحة، عاجزة عن جذب إسرائيل إلى الاندماج بسلام في المنطقة، وعن التعاطف مع قضاياها، والمشاركة في إيجاد حلول لأزماتها ومشكلاتها.

السبب ثقافة الحصار المتحكمة باليهود تاريخيا. إسرائيل تحت حكم النظام التوراتي/ الصهيوني، تعود إلى عقلية الفيتو اليهودي في أوروبا القرون الوسطى: الخوف، العزلة، التقوقع، الغربة عن الآخرين، العدوانية، الكراهية للغير، اللامبالاة بعذاب الجيران. العرب في مناهج وتقاليد التربية الإسرائيلية المنزلية والاجتماعية منقلبون، غادرون، متخلفون، لا يفهمون غير منطق القوة، من هنا المبالغة في استخدامها ضدهم سلما أو حربا، بحجة الأمن. تفرض ثقافة الحصار نفسها على الإسرائيليين أنفسهم، يجدون الأمان في الجدار الإسمنتي المسلح والشاهق الذي يُلِفهم، ملتويا كالثعبان وهو يشق أرض الجيران.

http://www.aawsat.com//leader.asp?section=3&article=575061&issueno=11529


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-26-2010

لو كان ماكريستال عربياً!
السبت, 26 يونيو 2010
إلياس حرفوش

اعترف إنني فوجئت بالطريقة المهينة التي قبل بها الجنرال ستانلي ماكريستال أن يطرده الرئيس أوباما من منصبه. هذا جنرال بأربعة نجوم كان يقود أخطر حرب تخوضها أميركا منذ حرب فيتنام. ثم يقبل أن يُخرجه من القيادة رئيس مضى على انتخابه أقل من سنتين، ولم يسبق له أن ارتدى بزة عسكرية أو خدم في الجيش الأميركي، ناهيك عن كونه مولوداً أصلاً خارج الأراضي الأميركية.

كنت أتوقع أن يمارس ماكريستال «صلاحياته» العسكرية. أن يخرج مثلاً من مكتب الرئيس مساء الأربعاء الماضي حاملاً مفاتيح البيت الأبيض، بعد أن يكون قد أطلق على رأس الرئيس الرصاصة القاتلة. كانت أمامه فرصة العمر في تلك الخلوة التي استغرقت نصف ساعة. تخيّلت «البيان رقم واحد» يذاع أمام الصحافيين في حديقة البيت الأبيض معلناً تصحيح المسيرة وبداية عهد جديد من الازدهار والتقدم للشعب الأميركي على يد القائد المنقذ والملهم.

مع الأسف لم يحصل شيء من ذلك. بقي باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة. وترك ستانلي ماكريستال منصبه وذهب الى بيته. لو قرأ الجنرال المطرود كتب تاريخنا ومآثر جنرالاتنا وسيَرهم لكان تعلّم كيف يتصرف العسكريون عندما تنفتح أمامهم فرص الانقلاب على الدساتير والقوانين وعلى نتائج الانتخابات ومعها فرص الاستيلاء على القصور.

من الدروس التي نتعلمها من تاريخ جنرالات العرب أن البدلة العسكرية تزرع في رؤوسهم دائماً أحلام اقتحام السياسة من فوهة المسدسات. من لم تكن البدلة العسكرية على قياسه يفصّلونها على قياسه قبل أن يدخل جنة الحكم. ليس شرطاً أن يكون قد انتسب الى صفوف الجيش يوماً واحداً. الرتبة العسكرية هي الهدف وهي الطريق الى السلطة. وتتفاوت الرتب بين جنرال ومهيب ومشير ولواء وفريق. لا يهم اللقب. المهم أن شرعية الحكم تأتي من البدلة. وليس مهماً أيضاً إن كان من يحمل اللقب مستحقاً أو غير مستحق.

الأمن عندنا هو الطريق الى السياسة. والذراع الوحيدة للسياسة هي القبضة الأمنية. أنظمة تستمد شرعيتها من قوتها ومن قدرة جيوشها على الإمساك بالداخل. مجتمعات يحكمها العسكر من دون أن يخوضوا أي حرب. بل إن الناس يصلّون كي لا تخوض هذه الجيوش حرباً فلا تتكدس من بعدها الهزائم، بناء على التجارب الماضية. يستعيض جنرالاتنا عن قيادة الحروب والانتصار فيها، كما يجب أن تكون وظيفتهم، بالحروب التي يخوضونها في الداخل وعليه. وإذا قاد البلاد حظها العاثر، وفي لحظة فراغ سياسي، الى تكليف أحد هؤلاء الجنرالات بإدارة شؤونها بانتظار خروجها من محنتها، تتحول تلك الإدارة الى جحيم يجر معه البلد الى الحروب المدمّرة على الداخل والخارج. حروب بأسماء مختلفة، لكن هدفها واحد، وهو أن الجنرال صاحب العصمة إياه على حق، وعلى يده وحده يتحقق التغيير.

هكذا تصير النجوم على أكتاف جنرالاتنا هي مشاريع أحلام بالوصول الى السلطة وبالاستيلاء عليها الى ما شاء الله. ويصير الموقع الرسمي على رأس الدولة موقعاً مشكوكاً في شرعيته طالما أنه لا يعتمد على الشرعية العسكرية التي تسنده. لو كان ماكريستال جنرالاً عربياً لكان أوباما اليوم يتوسل ودّه للبقاء في الحكم، هذا إذا كان قد بقي على قيد الحياة. كم تحتاج دول الاستكبار العالمي للتعلّم من تجاربنا في الحكم ومن قدرة العسكر عندنا على تطويع الأنظمة لخدمة مصالحهم؟!

http://international.daralhayat.com/internationalarticle/156533


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-30-2010

سوريا التي تحرج مؤيديها بلا مبرر مقبول
طباعة أرسل لصديق
ياسر الزعاترة - العرب القطرية
30/ 06/ 2010


لم يكد علي العبد الله يخرج من السجن بتهمة إضعاف الروح الوطنية حتى تقرر الإبقاء عليه بذات التهمة إثر كتابته مقالا حول العلاقات السورية الإيرانية، الأمر الذي تكرر مرارا خلال السنوات الأخيرة بحق عدد من نشطاء حقوق الإنسان ورموز المعارضة.
نتحدث عن سوريا من موقع المحب، إذ لا يمكن إلا لجاحد، وربما مظلوم لا يسمح له الظلم برؤية ما هو إيجابي في ظالمه، لا يمكنه إنكار المواقف المتميزة للنظام على صعيد قضايا الأمة، وإذا كانت الجماهير (باستثناء العراقية، والكويتية طبعا) قد غفرت لصدام حسين كل مساوئه على صعيد القمع الداخلي بسب تحديه الإرادة الأميركية، فإن الأمر ينطبق على النظام السوري الذي وقف خلف انتصار مايو 2000 الذي أخرج الصهاينة أذلّة من الجنوب اللبناني، كما دعم المقاومة في فلسطين ولبنان، في ذات الوقت الذي كان له دوره في إفشال المشروع الأميركي في العراق عبر احتضان المقاومة أيضا.
هذا الوجه المشرّف للنظام على صعيد القضايا القومية ما زال مختلفا عندما يتعلق الأمر بالداخل، أعني ما يتعلق بالمواطن السوري في قضاياه المحلية المتعلقة بالحريات والفساد وما شابه ذلك.
لا مجال لعقد مقارنة بين واقع الحريات وحقوق الإنسان أيام الراحل حافظ الأسد، وبين عهد نجله بشار، فالمسافة شاسعة من دون شك، الأمر الذي قد يكون موضع جدل إذا تعلق الأمر بمنظومة الفساد التي يتحدث عنها كثيرون، من دون أن يكون بوسعنا التفصيل في الأمر نظراً لقلة المعلومات في واقع منغلق على نفسه بدرجة كبيرة.
هل كان بوسع علي العبد الله (حتى لو أراد) أن يُضعف الروح الوطنية في سوريا مهما تحدث وكتب لو كان المواطن في وضع مريح، بينما يتابع مواقف بلاده المتميزة على الصعيد القومي؟ كلا بالتأكيد.
حين يكون المواطن مطحونا بالقمع والفساد، فسيكون من الصعب عليه الإقرار بأن لنظامه مواقف مشرفة، وهي حقيقة نواجهها مع كثير من السوريين، ليس الإسلاميين منهم، ولكن غير الإسلاميين أيضا، إذ يلجأ كثيرون إلى حديث المؤامرة في تفسير الكثير من المواقف على نحو يُفرغها من مضمونها الوطني والقومي، بل ويحيل بعضها تواطؤاً ضد الأمة، مع وجود قطاعات لا بأس بها من الناس تفهم الأمر في سياقه الطبيعي، وتفرق بين سياسات الداخل وسياسات الخارج.
لا أحد يتحدث عن تحويل سوريا إلى سويسرا، وما هو مطلوب هو قدر من الحرية والانفتاح الذي يدفع الناس إلى الالتفاف حول قيادتهم، الأمر الذي سيمنحها مزيدا من القوة في مواجهة الأعداء، وإن وجدت الكثير من الإسناد من طرف جماهير الأمة في مواجهة الاستهداف الخارجي.
لا نتحدث هنا عن حالة «الإخوان المسلمين» وحدهم كما سيتبادر إلى ذهن البعض، بدليل أن أكثر قضايا حقوق الإنسان في الفترة الأخيرة لا تخصهم، مع أن قضيتهم لم تنتهِ فصولها بعد، من حيث المعتقلين والمفقودين، وربما المهجرين الذين قام النظام بخطوة جيدة حيالهم تمثلت في تسوية أوضاعهم القانونية، وإن بجواز سفر لمدة عامين فقط لا غير، فضلا عن التساهل في عودتهم الفردية.
نتحدث هنا عن انفتاح عام يمكن أن يطول الإخوان وسواهم، بما في ذلك إلغاء القانون رقم 49 الذي يحكم بالإعدام على كل منتسب إلى الجماعة، مع العلم أن العودة الفردية خيار معقول بالنسبة إليهم إذا أرادوا العمل، لا مجرد الوجود في الخارج وفق مسار يفضي إلى التلاشي بمرور الوقت. ففي تونس يتحرك رجال حركة النهضة الخارجين من السجن رغم أنف النظام، لأن المعارضة لا تطلب إذنا لكي تتحرك بين الناس، بل تنتزع ذلك بقوة الإرادة واحتضان الجماهير، وليس ثمة نظام يتصدق على معارضته بالمجان.
في سوريا، ورغم حالة الإنكار التي تتلبس البعض، ثمة حالة فريدة من اللقاء بين توجهات الناس وسياسات النظام فيما يتصل بالقضايا الخارجية التي تهم الإسلاميين تحديدا أكثر من سواها تبعاً لقناعتهم بأهمية الصراع مع المشروع الصهيوني الأميركي، وفي حال شُفعت بقدر من الانفتاح الداخلي، فسيكون الموقف جيدا إلى حد كبير، والنظام قادر على ذلك إذا تجاوز العقلية الأمنية التي ربما ينصحه بها أقوام اعتادوا عليها بمرور الوقت، ولم يعودوا قادرين على التخلص منها رغم التغيرات التي اجتاحت العالم خلال الألفية الجديدة.



ياسر الزعاترة - العرب القطرية


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 07-11-2010

المسلمون في الغرب: عقلية المسافر وعابر السبيل
الحياة اللندنية

GMT 23:31:00 2010 السبت 10 يوليو


خالد الحروب


في الغرب كما في الشرق تسيطر على شرائح غالبة من الرأي العام المسلم مشاعر الضحية والمظلومية التاريخية. العربي والمسلم، تبعاً لتلك المشاعر، مُستهدف من قبل الغرب تحديداً والعالم عموماً لتحطيمه وأسره وسرقة ثرواته وتغيير دينه. هناك بطبيعة الحال أسباب تاريخية وسياقات مختلفة لنمو وترسخ تلك المشاعر ليس هذا مكان سردها ونقاشها. لكن ما يتعلق بالمعالجة التي تتأملها هذه السطور هو الإشارة إلى استدامة وتواصل تلك العقلية وتضخمها في أوساط الجاليات العربية والمسلمة في الغرب، بما يفاقم من تكريس أوضاع اجتماعية وثقافوية أقرب إلى القطيعة بين تلك الجاليات والمجتمعات المضيفة. تبعاً لهذه العقلية يتم انتقاء قوانين وسياسات وتسليط الضوء عليها، حتى لو كانت مبنية على أسس المصلحة السياسية والاقتصادية البراغماتية الصرفة ووضعها على سكة المؤامرة التي تستهدف المسلمين. تندرج أيضاً العولمة والاقتصاد والشركات العابرة للجنسيات والحروب وصراعات النفوذ وحتى تدخلات جمعيات حقوق الإنسان العالمية لمصلحة بعض الفئات المهمشة والمظلومة في العالم الإسلامي في تصور أشمل، مرضي في جوهره، يربط كل الأحداث والسياسات بأهداف غربية استعمارية تستهدف المسلمين وحدهم. وهكذا ومن منظور إجمالي فإن سيطرة عقلية الضحية واستبطانها في شكل جماعي توفر حالة شبه لا تورث سوى الشلل والسلبية تجعل الجماعة المعنية منغلقة على نفسها ضد التفاعل الإيجابي مع ما حولها ومع ما يحدث من تغيرات سياسية وثقافية وغيرها تبعاً للظروف والتحولات الحتمية.

إحدى نتائج عقلية الضحية والشعور الجمعي بالمظلومية التاريخية تبلور مفهوم مزدوج الاستخدام جوهره الظن بأن العرب والمسلمين مختلفون جوهرياً من ناحية ثقافية ودينية وبالتالي لا تنطبق عليهم كثير من التحليلات والنظريات والتطبيقات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تنطبق على غيرهم. وهذا الاختلاف الموهوم يحلو لكل من يؤمن به عن قناعة وكل من يستخدمه لأهداف انتهازية أن يطلق عليه تسميه جذابة هي «الخصوصية الثقافية» والتي تبدو في ظاهرها محمّلة باحترام الآخر وخصوصياته الثقافية، في حين أن جوهرها يتضمن أقداراً كبيرة من احتقار الآخر والنظر إليه باعتباره أقل أهلية وكفاءة من أن يطلب منه تحمل أو تطبيق ما يُطلب من الذات نفسها. فباستخدام الخصوصية الثقافية تتذرع الأنظمة العربية بعدم تطبيق الديموقراطية ومعايير حقوق الإنسان والمساواة التامة بين الأفراد على قاعدة المواطنة المطلقة. ويتم تسويغ الاختلالات الفاضحة بمبررات الدين أو التقاليد أو الثقافة. وباستخدام الخصوصية الثقافية فإن الحكومات الغربية لا تتدخل للضغط على هذه الأنظمة، لتحقيق الحدود الدنيا من الديموقراطية وحقوق الإنسان. أي أن الحرية والديموقراطية اللتين تطبقان في الغرب لا يصلح تطبيقهما في المجتمعات العربية والإسلامية. في الغرب نفسه يختبئ العرب والمسلمون خلف تمظهرات متنوعة من «الخصوصية الثقافية» رافضين الاندماج في المجتمعات الغربية المضيفة لهم، مظهرين حساسية فائقة ضد كل ما قد يُفهم منه انه محاولة لتسهيل دمجهم في هذه المجتمعات.

تقود تصورات الضحية والمظلومية التاريخية ومزاعم الخصوصية الثقافية إلى تطور عقلية من نوع آخر، لا تقل تدميراً عن التصورات التي أنتجتها وهي عقلية عابر السبيل والمسافر وليس عقلية المقيم والمواطن. وهنا يمكن الزعم أن شرائح غالبة من الجاليات العربية والمسلمة في الغرب تسيطر عليها هذه العقلية الهروبية الطابع. ومعنى ذلك انه على رغم مرور سنوات وأحياناً عقود طويلة من الاستقرار في البلدان الغربية، والعمل فيها، والحصول على جنسياتها، فإننا نجد أن العائلات المسلمة وأفرادها لا يريدون حسم مشاعرهم الداخلية إزاء طبيعة وحقيقة الإقامة الدائمة في تلك البلدان. فالحسم بصورة قاطعة ولو على مستوى الشعور والوجدان الداخلي يخلق احساساً بالتخلي عن الوطن الأم والخيانة الخفية. وحتى لو كانت الرغبة في العودة إلى الوطن في شكل اختياري منعدمة تماماً سواء على مستوى الآباء أو أبنائهم، فإن تلك الرغبة لا يتم التعبير عنها في شكل صريح مع النفس والآخرين. وهناك تفاد دائم لسؤال العودة إلى الوطن، وهروب منه إلى الأمام. وربما يقضي الشخص فترة تزيد على الثلاثين عاماً أو أكثر في هذا البلد الغربي أو ذاك، حيث يكون قد تزوج وأنجب أطفالاً هناك، وترسخت مصالحه المهنية والعائلية، من دون أن يواجه ذاته بصراحة لجهة استمرائه العيش حيث يعيش وإقامته الدائمة في الغرب. وعوضاً عن ذلك، وكمحاولة سيكولوجية لا واعية لـ «التكفير عن ذنب الإقامة في الغرب»، يتم تبني إنكار لفظي متواصل لتلك الإقامة الواقعة على الأرض ونفي بأن تكون هناك «نية» في الاستمرار الدائم، يرافقها الزعم المتكرر بالرغبة في العودة القريبة إلى الوطن. وهذه «العودة القريبة» تأخذ عقوداً طويلة ثم لا تتم في نهاية المطاف، لكن الخلاصة تكون في تأبيد العيش على هوامش المجتمعات الغربية وفي غربة «غيتوية» عنها. المعنى العملي والتطبيقي لهذا التشظي المشاعري هو عدم الاستقرار الوجداني وعدم الشعور بالانتماء الفيزيائي للمكان، وغلبة الإحساس بقرب السفر، وتبلور ما يمكن وصفه بعقلية عابر السبيل. فالبلد المُضيف وحيث أقام ويقيم الفرد سنوات طويلة أكثر من تلك التي أقامها في بلده الأصلي لا يتجاوز على المستوى الوجداني والشعوري موقع محطة القطار، أو الفندق، الذي يكون المرور فيه سريعاً وعابراً وموقتاً.

حالة المسافر لا تملي على صاحبها الشعور بأية مسؤوليات أو انتماء تجاه محطة القطار تلك التي يمر بها، أو الفندق الذي يقيم فيه لفترة وجيزة، فهو مجرد عابر سبيل. علاقة المسافر بالمكان في هذه الحالة علاقة هشة وسطحية وخارجية، ليس فيها تداخل أو استبطان. وفي تلك العلاقة أيضاً شعور بالتعالي والازدراء، فالمسافر يمتلك حرية المغادرة وممارستها والانتقال إلى مكان آخر، بل هو دائماً على أهبة الرحيل، وجدانياً وتخيلياً. هو من يملك الخيارات فيما المكان، محطة القطار، تظل متجمدة في موقعها لا تتحرك ولا تملك أية خيارات أخرى. ذلك مجموعاً إلى ذاته يكرس مسافة لا شعورية بين العربي أو المسلم المقيم في الغرب والمكان، وهي مساحة باردة غير حميمية وعازلة. وهذا العامل يفاقم بطبيعة الحال من العزوف عن الانخراط في الحياة العامة أو التعرف الى المحيط ويكرس من التقوقع الفردي والجماعي على الذات.

وهناك جانب آخر لهذا الجدل متعلق بالعلمانية، التي تواجه في المجتمعات العربية والإسلامية فهما قاصراً وسمعة سيئة تماهي بينها وبين الكفر والإلحاد. هناك أسباب كثيرة لهذا القصور وتلك السمعة، أهمها تشويه الإسلاميين لها، لكن ليس هنا مجال نقاش تلك الأسباب. والنقطة ذات العلاقة هنا هي أن ذات الفهم القاصر والسمعة المشوهة موجودان بقوة وترسخ في أوساط الجاليات المسلمة في البلدان الغربية العلمانية. والإطار العلماني لهذه البلدان هو عملياً وسياسياً وفكرياً ودستورياً ما يتيح للجاليات المسلمة هناك أن تعيش بأمان وتمارس شعائرها الدينية بحرية، وتبني مساجدها، وتحتفل بأعيادها. فلو كانت البلدان الغربية مسيحية دستورياً وسياسياً وفعلياً لما أمكن للمسلمين هناك أن يمارسوا حياة طبيعية كالتي يمارسونها الآن. ولو كانت سيطرة الدين في البلدان الغربية تشابه ولو من بعيد سيطرة الدين في البلدان العربية والمسلمة لما أمكن للمسلمين هناك العيش بمستوى الحرية التي يمارسونها على رغم كل ما يُقال عكس ذلك، ولكان حالهم كحال الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية (المسيحية واليهودية والهندوسية والبهائية والأحمدية وغيرها) وهو حال مخجل بكل المعايير.

المعنى العملي للإطار العلماني الناظم للاجتماع السياسي في الغرب يتجسد بكونه النظام الحامي الحقيقي للوجود الإسلامي هناك. لكن ذلك الوجود الواقع تحت أسر عقليات «الغيتو» والضحية والخصوصية الثقافية وعابر السبيل، والانغلاق الداخلي، وازدياد التشبث بالهوية الدينية والمباهاة بها، واستمرار دفع الحدود إلى مساحات جديدة لتحقيق مكاسب دينية (وليس سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية) يقود إلى أكثر من رد فعل. الأول يأتي من المؤسسة الحاكمة والقوى المختلفة المؤثرة فيها، والتي ليست عندها مقاربة محكمة ومقنعة تعالج المطالبات بزيادة مساحات الدين وسيطرته خاصة عندما تتغلف تلك المطالبات بحرية الاعتقاد والممارسة وسوى ذلك، مثل المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية في الغرب. فالرد يكون هنا متوتراً إما على شكل تشديد القوانين بغية المحافظة على النظام العلماني والتعددي، وهذا يخلق أصولية علمانية تنتج أعداء جدداً محتملين وغير محتملين. وإما أن يكون الرد بتقديم المزيد من التنازلات للمطالبات الدينية، وهذا يخلق إرباكاً في دوائر واسعة وينتج أيضاً أعداء آخرين محتملين وغير محتملين للجاليات المسلمة وخاصة في دوائر الإعلام. وهذا ما نشهده في السنوات الأخيرة حيث أن زيادة سقف المطالب الدينية للجاليات المسلمة ألب ضدها دوائر أعداء لا تني تتسع. ويمكن القول أن السنوات المقبلة ستشهد انحساراً تدريجياً وربما متسارعاً في دوائر أنصار الجاليات المسلمة ومن يؤيد مطالبها الدينية، خاصة في أوساط الليبراليين واليساريين وهم الأكثر تفهماً وتأييداً حتى الآن لمطالب هذه الجاليات، على عكس تيارات اليمين المحافظ.


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 07-13-2010

من الغريب أن طائفي مثلك يا أخ غسان أن يتهم الآخرين مثل جورج طرابيشي بالطائفية ....نعم هناك لمسة طائفية ومذهبية في أعماق كل منا ...

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=577981&issueno=11550


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 07-27-2010

من قال ان ثقافتنا منفتحة؟
هاني نقشبندي

GMT 16:00:00 2010 الإثنين 26 يوليو


الى اين تمضي الثقافة العربية وماذا عن حوارها مع الثقافات الأخرى؟

كان ذلك موضوع احدى ندوات موسم أصيلة الثقافي لهذا العام، وقد شارك في الاجابة على السؤال نخبة من رجال الفكر والثقافة في العالم العربي. بعضهم قال ان الثقافة العربية تتعرض لهجوم من الثقافات الاخرى، وبعضهم الآخر قال ان الثقافة العربية اكثر عراقة مما نعرف لولا الصهيونية والامبريالية، وهناك من قال انها تعيش نهضة وستثبت نفسها على الخارطة العالمية كما كانت في تاريخها.
في قناعتي ان الثقافة العربية تعاني من مشكلة رئيسية، ملازمة لها منذ القدم، وهي أنها تريد ان تؤثر ولا تتأثر. لقد كانت ثقافتنا محصورة قبل الاسلام في قبائل ناطقة باللغة العربية وبضع شعراء. لكنها بعد الاسلام اخذت بعدا اقليميا ثم دوليا باتحادها معه. هذا الاتحاد اعطى الثقافة العربية نزعة فوقية جعلها تفرض نفسها على الثقافات الاخرى بالازالة حينا او النكران حينا اخر، كما حدث أمام ثقافة بلاد فارس والاندلس، حيث اختفت الثقافات الاصلية تحت هيمنة الثقافة العربية في اللغة والعادات وحتى السلوكيات. وبعد ان ضعف الاسلام انكمشت الثقافة العربية على ذاتها رافضة الاستفادة من اي ثقافة اخرى بحجة الخوف على الاسلام من التغيير او التحريف. هذه المتلازمة بين الاسلام كدين والثقافة العربية كقومية، جعلت من هذه القومية شديدة العزلة عن البيئة المحيطة بها، فلا هي تأثرت بالثافافات الاخرى يوم قوة الدين، ولا هي التي تأثرت بغيرها اثناء ضعف الدين.
انظر الى المفردات العربية، تجدها شديدة الارتباط بنفس الهيكل الاساسي للغة منذ عهد امروئ القيس مع بعض الاختلافات في الشكل لا المضمون. انظر ايضا الى عدد المفردات ذات الاصول غير العربية في اللغة العربية، ستجدها محدودة. في حين تجد الكثير من المفردات العربية في اللغات التي تعايشت مع الثقافة العربية، كما هو الحال في اللغة الفارسية وحتى المالطية او الاسبانية. هذا يعني ان الثقافة العربية لم تكن مرنة في تعاملها مع الثقافات الاخرى، بل شديدة الانغلاق على ذاتها. ونحن ان بررنا ذلك بأن المنتصر يفرض ثقافته على المنهزم، فنحن لم نتأثر بأي ثقافة اخرى حتى بعد انهزامنا. مثل هذا الثبات دون ان نتأثر بأحد لا يعكس قوتنا بقدر ما يعكس انعزالنا وخوفنا من كل ما هو قادم من وراء خطوط ثقافتنا.
كل ثقافة تحب ان تكون اقوى من غيرها، لكن مثل هذا المطلب سيعزز من وحدتها لا من قوتها، فما من أحد اليوم لا يعيش مؤثرا او متأثرا، فإن انعدم هذا التأثير فمعنى ذلك موت هذه الثقافة ذلك ان الجسد الميت وحده لا يؤثر أو يتأثر.
يبقى السؤال حول المدى الذي بلغه حوار الثقافات بيننا وبين الآخر، وبهذا الشأن اقول بأن الحوار وان كان قد بدأ مؤخرا، وتحت وطأة احداث سبتمبر، فإنه ما يزال يراوح مكانه، ولست اعتقد انه حوار جاد بكل احوال. ذلك ان الثقافة العربية اليوم في طريقها الى انغلاقات اكثر ضيقا. انظر الى ما حدث بين مصر والجزائر على خلفية مبارة كرة قدم. انلسخت الثقافة من جسد هذا وذاك وتعرت الاصوات، وفي لمحة عين اصبحت مصر فرعونية والجزائر بربرية.
الثقافة العربية اليوم ضعيفة حد الاهتراء، ولست أراها قادرة على توحيد جسدها فكيف بها تحاور جسدا أخر؟


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 07-29-2010

المشهد... والتحرك السعودي
الخميس, 29 يوليو 2010
لوغو الحياة
غسان شربل
Related Nodes:
لوغو الحياة

هذا هو المشهد العربي بلا تجميل او تهويل:

- افق السلام مسدود في المنطقة. مهمة حكومة نتانياهو استبعاد اية مفاوضات جدية مع الاستمرار في فرض وقائع جديدة على الارض. حالة الانتظار هذه تطرح تساؤلات عن مستقبل السلطة الفلسطينية. انسداد افق التفاوض يأكل من مبررات وجودها. انهيار السلطة سيقدم في حال حدوثه فرصة ذهبية لإسرائيل للتذرع بعدم وجود محاور مقبول عربياً ودولياً. «حماس» بدورها تقيم في مأزق. منذ تحولها سلطة في غزة صار لها عنوان معروف. عودتها الى العمل العسكري تعني حرباً في غزة. هذا لا يلغي أن اليأس قد يسهل وقوع المفاجآت. امام المأزق لا تبدو الإدارة الاميركية قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة التي يحتِّمها الخروج منه. تحاول حالياً ملء الوقت بطرح افكار وتصورات.

- تتمسك ادارة باراك اوباما بالمواعيد التي حددتها للانسحاب من العراق. المشهد مفجع فعلا. احتلال يريد ان يغادر ويعجز اهل البلد عن تشكيل حكومة استناداً الى انتخابات سلموا بنتائجها. الأزمة الحكومية المتمادية تعكس عمق الأزمة بين المكونين الشيعي والسني. تردي المناخ السياسي يوفر لـ «القاعدة» فرصة تجديد محاولاتها لإطلاق فتنة مذهبية والعودة الى التحصن في بعض المناطق العراقية.

- الأزمة الإيرانية - الغربية مرشحة للتصاعد. التوتر الإيراني يوحي أن العقوبات الدولية والأميركية والأوروبية قد تكون مؤذية فعلاً للنظام الإيراني. الانتقادات المتبادلة بين طهران وموسكو توحي أن سياسة احمدي نجاد قد تدفع بلاده نحو عزلة فعلية. إيران القلقة قد تختار الرد في الساحات المفتوحة او شبه المفتوحة اي افغانستان والعراق، وربما لبنان.

- المشهد اليمني أكثر إقلاقاً. مسلحون من «القاعدة» يهاجمون منشأة نفطية. والحوثيون يوسِّعون سيطرتهم بعد اشتباكات مع الجيش والقبائل. يقظة الدعوة الاستقلالية او الانفصالية في جنوب اليمن تَعِد بفصول ساخنة ودامية.

- يبدو لبنان مندفعاً نحو أزمة تفوق قدرته على الاحتمال. لا يستطيع «حزب الله» قبول اي قرار ظني يمكن أن يتحدث عن دور لأفراد منه في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولا يستطيع الرئيس سعد الحريري ممارسة «المسؤولية الوطنية» اذا بدت أمام جمهوره والمعنيين الآخرين بالاغتيالات نوعاً من الرضوخ للتهديدات. تحتاج معالجة هذه الأزمة الشائكة الى مظلة وعناية ومناخات وخطوات متبادلة.

- يمكن ان نضيف الى ما تقدم الارتباك الأميركي في المنطقة وتراجع الدور العربي في الإقليم.

في ظل هذا المشهد المؤلم والمعقد بدأ الملك عبدالله بن عبد العزيز جولته العربية ساعياً الى تنشيط روح المصالحة التي اطلقها في القمة العربية في الكويت. واضح انه يأمل في طي صفحة الجفاء بين القاهرة ودمشق ليمكن بعدها التقدم جدياً على طريق المصالحة الفلسطينية. وواضح ايضاً انه يأمل في عودة الروح الى المثلث السعودي - المصري - السوري الذي لا يمكن ان يقوم الا على قاعدة الاعتدال، وهو مثلث لا بد منه اذا كان للعرب أن يسترجعوا شيئاً من الدور في الإقليم. واضح ايضاً ان العاهل السعودي يراهن على دور سوري حاسم في تجنيب لبنان الانفجار ومساعدته على استجماع شروط الاستقرار.

المهمة ليست سهلة بالتأكيد. لكن العاهل السعودي يستند الى اوراق عدة. شعور عربي عارم بخطورة المشهد العربي الحالي المفتوح على انهيارات لا يمكن ضبط حدودها. ثقل السعودية العربي والاسلامي والدولي . رصيد الملك الشخصي في البلدان التي سيزورها وعلاقات الثقة التي تربطه بقادتها. يبقى أن الجولة تعكس قراراً بعدم التسليم بأن الانهيار العربي حتمي وأن تراجع الدور العربي في الإقليم صار من الثوابت وجزءاً من المشهد.
214152121415212141521


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 08-01-2010

عندما يبلغ الصدق مداه. بقلم الأب الياس زحلاوي
عندما يبلغ الصدق مداه. بقلم الأب الياس زحلاوي


فاجأني صديق من كندا بما هبط عليه هبوط الصاعقة، فثمة أحداث تتفجر هناك، غضباً على إسرائيل، في أعقاب القرصنة التي أقدمت عليها ضد أسطول الحرية.
ووافاني في اليوم نفسه بنصين: أحدهما لكندي، والثاني لأوروبي، والاسمان معروفان.
عن الكندي، واسمه "ستيفان جاندرون "stephane Gendron" أكتفي بنقل جملة واحدة من مقال له، نشرته "صحيفة مونتريال" اليومية، بتاريخ 1/6/2010، تحت عنوان: "أهلاً بك في كندا"، جاء فيه بالحرف الواحد:
"إن كندا أصبحت، على وجه الدنيا، كلباً صغيراً لدولة إسرائيل الصهيونية!".
أما الكاتب الأوروبي، فهو فرنسي، ويدعى "ميشيل كولون" Michel collon، وهو معروف بكتابه "إسرائيل، فلنتحدث عنها!"، فقد وجه "نداء" عبر الإنترنت بتاريخ 31/5/2010، يسعدني أن أنقله بالحرف الواحد أيضاً، عسى أن يسمعه بعض الزعماء العرب فيخجلون، إن كان قد تبقى لديهم من مكان لخجل، يقول: "إسرائيل أصبحت فاشية، وعلينا أن نوقفها الآن! أين ستتوقف إسرائيل؟ فقط، حيث نرغمها على التوقف، فبعد أن ذبحت النساء والأطفال في غزة، وبعد أن قصفت المدارس والمشافي، وبعد أن أطلقت النار على سيارات الإسعاف، واستخدمت الأسلحة الكيماوية، فهي اليوم تذبح الناشطين الإنسانيين، من أوروبا والعالم.
ومرة أخرى، فإن التغطية الإعلامية تطفح بالكذب، فالإذاعة التي كنت أستمع إليها هذا الصباح، لم يُعطَ الكلام فيها للضحايا، بل للمعتدي وحده، الذي يطلع علينا بأكاذيبه المألوفة.
1- ادّعوا أن أسطول الحرية لم يخضع لأوامر الجيش الإسرائيلي، ولكن متى كان يتوجب الخضوع لأوامر غير مشروعة، تصدرها دولة تحتل أو تحاصر بصورة غير قانونية، أراضي ليس لها فيها أي حق؟
2- وادّعوا أن البواخر لم تكن تتمتع بحق نجدة سكان غزة، الخاضعين للتجويع والحرمان من الأدوية؟ ولكن الحصار الإسرائيلي يخرق القانون الدولي خرقاً تاماً.
3- وادّعوا أن الجنود الإسرائيليين تعرضوا للاعتداء، إن الأمر لواضح! فكيف لم يخطر ببال أحد؟ فإن الجرائم الإسرائيلية تقوم دائماً على حق الدفاع عن الذات!
جميع هذه الأكاذيب الإعلامية لا تهدف إلا إلى تطبيق "مبادئ دعاية الحرب"، كما بسطتها في كتابي "إسرائيل، فلنتحدث عنها!".
وأنا أجدني حالياً في فرنسا، في مدينة مونبلييه، لأنطلق منها في جولة حول هذا الموضوع، وفي كل مكان، وفي كل مساء، يواجهنا السؤال الملح إياه: ماذا يسعنا أن نفعل، نحن المواطنين العاديين، لنقاوم هذا الكذب الإعلامي، ونفتح عيون الناس من حولنا، ونضع حداً للمجازر؟
إنما الجواب بسيط: قبل كل شيء، اربحوا معركة الإعلام، بإحداث أكبر قدر من المناقشات من حولكم " في المؤسسات، والمدارس، والأحياء السكنية، ومع الأصدقاء..".
إلا أن الأفضل من كل ذلك، هو أن تتسلحوا بالمعلومات الدقيقة، لتدحضوا جميع الأساطير والأكاذيب الإعلامية، بأسلوب ذكي وناجح، ولتلغوا أيضاً الأحكام المسبقة والمحرمات tabous، وتنشئوا حواراً حقيقياً، قائماً على الديمقراطية والمواطنة، وهذا ممكن، ففي أعقاب مناقشاتنا، وورشات العمل، قال لنا كثيرون إنهم استطاعوا أن يطلقوا النقاش ويفتحوا العيون..
هل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل توحي بأنها لا تقاوم؟
على العكس، فإن إسرائيل تشعر يوماً بعد يوم أنها تنزلق إلى المزيد من الضعف، بل إن مؤيديها منقسمون فيما بينهم، وإن كانت هي، حتى اليوم، تفلت من العقاب، فإنما ذلك يعود إلى دعم الولايات المتحدة وأوروبا.
إذن، يتوجب علينا، نحن المواطنين الأوروبيين، أن نواجه مسؤولينا السياسيين المتواطئين معها، لنقل في كل مكان إن أوروبا هي التي رحّبت بإسرائيل بوصفها العضو الثامن والعشرين في واقع الحال.
لنقل في كل مكان أن ساركوزي تبجح بسعيه الشخصي لتحرير السجناء الفرنسيين المعتقلين خارج فرنسا، ولكنه لم يحرك إصبعه الصغير ليدافع عن صلاح حموري، الشاب الفرنسي الفلسطيني الأصل، المعتقل السياسي في إسرائيل!
لنقل في كل مكان إن أوروبا تساعد إسرائيل على استيراد منتوجاتها غير الشرعية! وإنه يحق لنا مقاطعتها، بخلاف ما تدعيه السيدة أليوت ماري، وزيرة الداخلية، التي تخرق القانون الدولي!
لنقل في كل مكان، إن أوروبا، إذ رفضت الاعتراف والتفاوض مع الحكومة التي انتخبها الفلسطينيون، قد أطلقت يد إسرائيل من أجل قصف غزة.
لنقل في كل مكان إن تجار الأسلحة الأوروبيين هم الذين يسلّحون إسرائيل بمساعدة ساركوزي ومركل وأضرابهما، وهذا يعني أن ساركوزي ومركل وأضرابهما، هم الذين يقصفون ويذبحون، عندما تقوم إسرائيل بالقصف والذبح.
فإن نحن شرحنا كل ذلك، بطريقة بسيطة وواقعية، تعتمد على الواقع وحسب، فإن الناس سيفهمون وسيمارسون الضغط كي يوضع حد لهذه الجرائم.
تلك هي مسؤوليتنا جميعاً.
سأقول لكم ذلك هذا المساء في مونبيلييه montpellier، ويوم الأربعاء في مولوز mulhouse، ويوم الخميس في بلفور belfort، ويوم الجمعة في بيزنسون besancon، ويوم الأحد في بروكسل bruxelles مع طارق رمضان و"إيلان هاليفي" اليهودي.
انشروا هذه المعلومات حولكم، خاطبوا رجال السياسة والإعلام، ولكن، قبل كل شيء، استنهضوا مَن حولكم ليجندوا أنفسهم منذ الآن، فيفضحوا الجرائم، ويقدموا الشروحات حول حقيقة تاريخ الاستعمار الإسرائيلي، وحول الأسباب الاقتصادية المخزية التي تؤسس دعم الولايات المتحدة وأوروبا لإسرائيل، ولكي تدحضوا الأساطير والأكاذيب الإعلامية التي تنشرها إسرائيل عبر الإعلام.
سيتسنى لنا، بشيء من الضغط أن نفرض احترام القانون ووضع حد للجرائم.
1- على البلدان الأوروبية أن تطرد سفراء إسرائيل على الفور، وتعلّق جميع الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع إسرائيل.
2- يجب أن تُقاطَع جميع المنتجات الإسرائيلية، طالما أن الحق لا يُصان.
3- على وسائل الإعلام أن تعطي الكلام للضحايا، وتباشر نقاشاً عمومياً حول جميع الأكاذيب الإعلامية التي تنشرها الدعاية الإسرائيلية".
هذا ما قاله وكتبه باحث فرنسي، في فرنسا الغارقة في الرعب الصهيوني!
لو كان للمثقفين العرب أن يملكوا بعضاً من هذا الصدق والفعالية!


المصدر : الأزمنة : العدد211 _(13-6-2010)


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 08-01-2010

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/01552C92-0395-4A20-9EF3-982468402BB7.htm?GoogleStatID=1


RE: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 08-07-2010

عن لبنان... وبركة الأدرينالين التي استهلكت أجسامنا وأرواحنا
الأحد, 01 أغسطس 2010
080101b.jpg
حازم الأمين
Related Nodes:
080101b.jpg

لم تُثن حال الترقب والخوف التي نعيشها في لبنان، زميلتنا ليليان الآتية من لندن لتمضية إجازتها مع أهلها، عن السؤال عن احتمالات الانتقال الى بيروت في شكل دائم. ذلك ان ليليان تشعر كلما قدمت بافتقادها، هناك في بريطانيا، الى شيء جوهري تعتقد انه متوافر لدينا هنا. هذا الشيء الذي يصعب تحديده أو لمسه هو ما تسميه هي وعشرات غيرها من الآتين صيفاً الى لبنان «دفء العلاقات بين الناس»، من دون ان يُعطل هذا الدفء احتمالات ان يعيش المرء بمفرده، أو وفقاً لخياراته الخاصة والشخصية.

قد يبدو هذا الكلام عادياً في لحظة لبنانية مختلفة، لكنه اليوم مدعاة تأمل واستغراب، فأي دفء هذا الذي يمكن رصده في لحظة تسبق الأزمة أو الانفجار؟ وأي مغامرة ترتكبها ليليان لمجرد مراودتها فكرة العودة الى موطنها؟ وأي موطن هذا الذي يكاد أن يكون وهم الدفء مادة تماسكه الوحيدة؟

وطرح هذه الأسئلة لا يهدف الى إشهارها في وجه ليليان لثنيها عن العودة، اذ إنها ستنسى الأمر ما ان تضع رِجليها في الطائرة عائدة الى بلدها الجديد مع ابنتها، انما محاولة لفهم مادة الدفء تلك التي لطالما شهرها مغتربونا في وجهنا محاولين صد رغباتنا بالشكوى.

أولاً، ثمة شيء لا بد من ملاحظته في سياق حديثنا عن تلك المادة التي تتخلل عيشنا في هذا البلد وتجعله ممكناً. فالأرجح انها مادة أدرينالينية يفرزها في أجسامنا عيشنا المتواصل على شفير الانهيار. نوع من المقاومة التلقائية الداخلية التي تلتقي مع ما يوفره لبنان من احتمالات ان يُصرِف المرء توتره واضطرابه على مسرح عام، تُشعر المراقب الغريب أو البعيد انه حيال مقاومة طبيعية وصحية وناجحة. الحقيقة غير ذلك، اذ إنها مقاومة تحولت مع الوقت ومع تواتر الأزمات وتكرارها الى نوع من الهذيان المشابه لأعراض ارتفاع حرارة الجسم.

ما يُعزز هذا الاعتقاد ان مادة الدفء تلك، التي يتحدث عنها مغتربونا، تتعاظم نسب وجودها في أجسامنا في لحظات الذروة في منسوب الأزمة، اذ إننا في بيروت نشعر في محطات الانفجار المتكررة بشيء إضافي منها، فنضاعف مدفوعين بجرعات الأدرينالين تلك، تواصلنا، ونُمضي أياماً وليالي في لهو وهذر يحسدنا البعيدون على فقدانهم لهما.

لكن المادة تلك لا يقتصر تزويد أجسامنا وأرواحنا بها في اللحظات السلبية من أيامنا، اذ إنها عينها ما أعاننا ذات يوم ليس ببعيد على ان نلتقي في ساحة الشهداء بتاريخ 14 آذار (مارس) 2005، وهي، اذ دفعتنا الى الساحة، لم تمهلنا كثيراً حتى عادت وانكفأت ليظهر أنها لم تكن أكثر من لحظة عابرة أحدثتها جرعة أدرينالين، وبددها سياق من الخيبات والفشل والتقصير.

يستعد اللبنانيون في هذه الأيام لأزمة قد يشهدها بلدهم. لم ينفِ المعنيون بالأزمة احتمال حصولها، وهو أمر يُعزز اعتقاد الناس باحتمالها على رغم جهود تبدو جدية لتفاديها. فالأمر في وعي اللبنانيين على هذا القدر من البساطة، اذ ان حزب الله قال ان المعلومات المؤكدة المتوافرة لديه تفيد بأن القرار الظني الذي ستصدره المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، سيوجه أصابع الاتهام الى عناصر منه باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. واعتبر حزب الله ان هذا القرار أخطر من القرار الذي صدر في 5 أيار (مايو) 2008 وأدى الى حملة عسكرية نظمها الحزب في بيروت والجبل اللبناني. اذاً، الأمر لا يحتمل تفسيراً ثانياً في وعي اللبنانيين، وعليهم، والحال هذا، تهيئة أنفسهم الى «7 أيار جديد» في أضعف الإيمان. أما الجهود المبذولة لمنع ذلك فتبقى أقل وضوحاً من تلك المعادلة الشديدة الوضوح التي رسمها الحزب. قد يأتي من لديه وجهة نظرٍ أخرى عن مستقبل اللبنانيين القريب، لكن ذلك يبقى على متانة قرائنه مجرد وجهة نظر.

اذاً، الأجدر احترازياً، هو ان نعد أنفسنا للمأزق، وأن نبدأ بإفراز مادة الأدرينالين تلك، التي أعانتنا على تحمل أوضاعنا في حربي تموز 2006 وأيار 2008. ولنتخيل أياماً سنمضيها خارج مألوف أيامنا، نكسر خلالها رتابة التزامنا بأوقات ومواعيد، فنبدل المقاهي التي نرتادها، ونستقبل وجوهاً جديدة ونكتب مقالات مختلفة، ونسهر في شوارع غير مضاءة، وتبقى هواتفنا الخليوية بمنأى عن الازمة فيما يضاعف أصحاب المولدات الكهربائية تعرفة الاشتراك. أما الجديد في مأزقنا العتيد فسيكون هذه المرة مالياً، اذ ان الأزمة ستهدمنا على وقع وضع اقتصادي متدهور في العالم كله، قد يعجز في ظله مغتربونا عن اعانة أهلهم، وقد لا تصمد مؤسسات كثيرة نعمل فيها.

المفارقة تكمن في ان مشهداً من هذا النوع قد لا يكون بالنسبة لكثيرين، مشهداً سلبياً بالكامل، اذ ان تعاقب الأزمات جعل منه محطة في حياة المرء يشعر حيالها بنوع من الشوق. انها حياتنا، ومن القسوة الا يشعر المرء برغبة باستعادة لحظات عاطفية شهدتها أيامه المنقضية. ولكن ان يكون المشهد أعلاه جزءاً من ذكريات قد يطاولها حنين فإن ذلك كافٍ لأن يردع ليليان عن التفكير في العودة. وان نكون نحن الذين نعيش غير مختارين تحت وطأة شوق لانفجار ما، فذلك قدرنا الذي لا نملك تغييره، أما ان يختار المرء ذلك لنفسه ولابنه فذلك قد لا يكون مفهوماً لعاقل.

ولكنْ ثمة أمر إضافي في معادلة أشواق المغترب حيال معضلاتنا، تتمثل في البرودة التي يُقابلنا بها ذلك المغترب في أيامنا العادية، اذ إنه من المرجح اننا نفقد جاذبيتنا في فترات الهدوء القصيرة التي تتخلل أيامنا. وتتكشف أثناء سعينا للتماهي مع الحياة الطبيعية في البلدان الطبيعية مستويات تخلفنا عما حققه الآخرون خلال عيشهم العادي في المدن البعيدة، فيتفوق أبناؤهم على أبنائنا بما تعلموه، ويتفوقون هم علينا بما يعرفون ويكتشفون، فيما نحن قابعون في بركة الأدرينالين التي استهلكت أجسامنا وأعمارنا.


http://international.daralhayat.com/internationalarticle/167948