نادي الفكر العربي
رويدا.. رويدا، إنهم ينسلخون من الدين إلى اللا دينية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: رويدا.. رويدا، إنهم ينسلخون من الدين إلى اللا دينية (/showthread.php?tid=32944)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16


رويدا.. رويدا، إنهم ينسلخون من الدين إلى اللا دينية - إبراهيم - 11-22-2008

عزيزي الحر:

عندما أتيت للولايات المتحدة كثيراً ما تعشمت ببناء ألفة ووداد بيني وبين المجتمع الأميركي الأسود وإذ بي أجدهم يختلفون تماما في الطباع عن بنات وأبناء قارتي السوداء. المجتمع الأميركي الأسود تغلب عليه نبرة الغضب وكل ما في موسيقاهم "الراب" يفيض بهذه الملامح الساخطة والناقمة. المرأة الأمريكية السوداء متسلطة لأنها كثيرا ما اضطرت لمجابهة أعباء الحياة بمفردها حيث تخلى الرجل الأسود ابن جلدتها عنها وعاملها معاملة استهلاكية على أحسن تقدير.

من جهة أخرى، الرجل أو المرأة الإفريقية تغلب عليهم بساطة الحياة ونقاء السريرة وشفافية القلب. عندما كنت بالجامعة بمصر كان أقرب أصدقائي من السودان وكثيراً ما بهروني بتفوقهم في العربية والانكليزية. المصري - في غرور زائف لا مبرر له وعقل أجوف كذلك- كثيراً ما كان يعامل السودانيي معاملة استعلائية جافة وهذا جعلني أشعر بالتضامن أكثر مع أبناء السودان والشعور بقرابة نفس داخلية معهم.


رويدا.. رويدا، إنهم ينسلخون من الدين إلى اللا دينية - ابن نجد - 11-22-2008

رحلة الشك ممتعة ولا يستطيع اي كائن يقرأ ان يدعي انه لم يعبرها ، وهي رحلة تقود للشاطيء الآخر ، تصل وانت تشعر بالدفء ، الذين لايصلون الى حقيقة الخالق على الاقل يصلون لحقيقة الخلق ويرضخون لقانونهم وهذا بحد ذاته درجة من درجات الايمان تحسب للدين ، او كما عبر سبينوزا وهيجل وغيرهم ذات نصب ، وبذلك يتفاعل الايمان وفهم الايمان ويتطور وتتطور معه المفاهيم والقيم لصالح كل الاطراف ، وهذا برأيي من ايجابيات الملحدين /الفلاسفة والتي تنعكس على المجدفين الصغار ليقوموا بنفس الدور وان كان بدرجة صبيانية ، لكنها لاتخلق دوائر مثيرة كما في الأعلى لذا هي ليست مخيفة ، انه الديالكتيك الذي يجدد كل الاطراف وان خانني التعريف والتعبير .


رويدا.. رويدا، إنهم ينسلخون من الدين إلى اللا دينية - إبراهيم - 11-22-2008

أخي ابن نجد:

من يسمع كلامك عن رحلة الشك و"العبور" عليها يظن أنها مرحلة نمر بها ثم نتوقف... أتمنى أن لا أكون قد توقفت عن الشك وإلا فإن هذا معناه ببساطة أني قد توقفت عن الحياة ذاتها. كونك تقف أمام أمر ما وتستوقف نفسك وتطرح جميع الأسئلة دون افتراض إجابة مسبقة هو أمر لا مناص منه للتأكيد على حيوية العقل البشري وأنه لم يؤول مصيره إلى مصير الحفريات وتحجرها. العقل عضلة كبقية العضلات في الجسم وهي بدورها تتطلب المرونة والشد والجذب وإلا ضمرت. القضية ليست قضية خالق أو أي كائن غيبي وإنما هي قضية فلسفة معرفية بحيث نملك الأداة السليمة المتينة للتحقق من جوهر الأمور وعدم التسليم بشيء. عقل يشك ببساطة هو مرادف آخر لعقل نقدي يفحص الحقائق ويلبّ إلى جوهر الأمور دون التوقف على السطح. وسواء آمنا أو ألحدنا فالأمران سيان عنديّ لأن هذه أمور يحسمها المرء في قلبه/ قلبها ولا تحتاج لأكثر من تسليم قلبي. أما محاربة منهج الشك خشية الإلحاد فهو الجهل المدقع بعينه وسبب رئيسي من أسباب ركود العقل البشري عامة. هي أزمة لا نقدر أن نحصرها على العرب أبناء جلدتنا بل في كل مكان ما أيسر التسليم. ذات مناسبة قلت لمرأة زوجة قسيس مسيحي أصولي: كيف تبلعين الجمل وتبررين المزمور القائل "طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة"؟ كيف تبررين مفهوم الوحي الإملائي حيال آيات مقدسة كهذه؟ كان جوابها لا يختلف في كثير أو قليل عن الروح التي ألفناها في أنه ما إن يقضي الله أمراً ما كان لهم هؤلاء البشر من خيار حتى يناقشوه وحتى لو طلب إليهم أن يشقوا بطون الحوامل من أبناء الديانات الأخرى وحتى لو طلب إليهم أني يبعج أطفال الخصوم بالصخرة الصلبة. أرايت يا صديقي كيف يتصلب الضمير الإنساني عندما يتصلب العقل ويصبح جافاً صلداً محجماً عن ولو أدنى محاولة لمراجعة الضمير والشك؟ هذه هي أزمة الإنسان والتي تزوي به إلى بدائية العقل والضمير سواء كان أشقر البشرة أخضر العينين من القوقازيين أو صاحب شعر كله خواتم مثلي.


رويدا.. رويدا، إنهم ينسلخون من الدين إلى اللا دينية - special - 11-28-2008

إبراهيم(f)