حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . (/showthread.php?tid=1002) |
نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - بهجت - 02-22-2009 نظرا لأن الزميل المحترم حمزة أثار عدة نقاط في تعليقه .. أرى ان حقه علينا ان نقدم له ردودا على تلك النقاط ، مؤكدا اني أعبر فقط عن وجهة نظري الخاصة ، فلا يوجد احد يمكن ان يدعي انه يعبر عن رأي غيره خاصة لو ادعى انه يعبر عن رأي شعبا باكمله او الأمة كلها !, ...................... الزميل حمزة الصمادي . أولا لست أدري ما يجعلك دائما غاضبا من شيء ما ، ففي كل مرة أعلق على مداخلة لك أحافظ أن يكون ردي هادئا و يقتصر فقط على تناول الأفكار المطروحة ، و دائما أرحب بك و بغيرك ممن يبذلون جهدا في عدم شخصنة الحوار ، بل كثيرا ما اتعامل مع ( المشخصاتية ) بأوسع صدر حتى أنه كثيرا ما يعاتبني الزملاء على سعة صدري ،وقد حدث هذا أكثر من مرة أخيرا ، منها عتاب غاضب من أخي طنطاوي في شريط لزميلة في الأحداث الجارية و أرى الان أنه كان مصيبا ، فالحلم في غير موضعة رذيلة كالغضب في غير محله . يا عزيزي .. 1- المصريون في النادي مختلفون جدا في كل شيء ،و ربما ما جمعنا هنا شيء واحد هو رفض المعايير المزدوجة و حملة الكراهية العصبية ضد المصريين التي يمارسها البعض سواء خارج النادي أو داخله ، و المصري متأكد – بالحقائق و الأرقام - أنه قدم للقضية الفلسطينية أكثر من الشعوب العربية مجتمعة ،وكل استطلاعات الرأي تؤكد أن المصري أكثر العرب اهتماما بالقضية و الشعب الفلسطيني . و لعلك تتذكر ما علقت به على موضوعك عن عدم كرهك لمصر ،و قلت أننا لن نغضب لو كان ذلك حقيقيا ، فلا يبحث عن الحب غير النساء ، وأننا في مصر معتادون على حملات الكراهية العربية الدورية ، و المخضرمون مثلي يعرفون أنها فورات عصبية للتنفيس عن إحباطات العرب من المصائب التي يوقعون فيها أنفسهم ، و سبق أن عبرت في أكثر من مناسبة عن هذه الظاهرة ، و آخرها قبل حمى الكراهية الأخيرة ، و لكني في نفس الوقت أقول ألا نرتب نتائجا مبالغا فيها على تلك الفورات العصبية ، و علينا أن ندرس تلك الظاهرة بهدوء وروية ، و أن تكون هذه الظاهرة مجالآ لدراسات سيكولوجية جماعية ، فهي ظاهرة معرفية و سيكولوجية قبل أن تكون سياسية ، بل هي سياسية في النذر القليل. 2- شخصيا لم أهتم بالمشاركة في الموضوعات السياسية سوى من أجل مساندة متواضعة للفلسطينيين الجادين المهتمين ببلادهم و مصالحها ،و بوضوح تام دعم منظمة التحرير الفلسطينية و قيادتها ، إني من المدرسة القديمة التي تمجد الوطنية كقيمة ، لهذا أحترم للغاية الفلسطيني الوطني الذي يرفض التبعية لأي جهة غير سلطته الوطنية فلا يقبل يد فضيلة المرشد المصري ولا ينحني لولي أمر المسلمين في طهران ، هو أيضا لم ينحن للزعيم القومي في القاهرة أو بغداد ،و لقد عبرت منذ البداية عن رفضي لتعامل الحكومة المصرية مع حماس ، و هذا الرأي قديم جدا ، فلا أفهم كيف تكون جماعة الإخوان محظورة – يجب أن تبقى كذلك – بينما تتعامل الدولة مع فرعها في فلسطين ، و أرى دائما أن نحصر علاقاتنا الرسمية بالفلسطينيين خلال الرئيس و منظمة التحرير ، و أن تنفتح كل الحزاب المدنية المصرية بما في ذلك الحزب الوطني على فتح . 3- من بالله يرفض دعم طهران أو تركيا و غيرهما للفلسطينيين ، فمصر هي من قدم منظمة التحرير للعالم و طالبت دعمه منذ أيام عبد الناصر ، ما نرفضه هو إلحاق القضية بمصالح طهران و هيمنتها ومشروعها الراديكالي ،هذا الإلحاق الشمولي هو متلازمة إيرانية ،و هو ما حدث مع حماس بالفعل و بشهادة الجميع بما في ذلك قيادات فلسطينية مشهود لها . 4- مصر لا تستطيع أن تقوم بدور الدولة العظمى ، فهذا أكبر كثيرا من وضعها الطبيعي ، يا عزيزي .. مصر لم تكن أبدا دولة عظمى حتى نتحسر على الماضي ، مصر كما نريدها دولة عربية كغيرها بدون إلتزام خاص تجاه أحد ، فمصر لا تملك إمكانيات الدولة العظمى ، أمريكا نفسها فشلت في ذلك ، كما أنه لا توجد دولة عربية واحدة قبلت يوما زعامة مصر ، كل ما حدث هو دور وضعه العرب في رقبة مصر و انسلوا هاربين ،و آن لهم أن يشاركوا جميعا في مسؤوليتهم ، إن حملات الكراهية ضد مصر أسبق كثيرا من كامب ديفيد و السادات ، بل هي ظهرت و بلغت أوجها في زمن عبد الناصر ، فعقب إنفصال سوريا عن دولة الوحدة ، عقد مؤتمر قمة شتورا في لبنان الذي تحول إلى حلقة سباب ضد مصر ، و أدى إلى تعليق مساهمات مصر في الجامعة فترة طويلة ، و تجددت مظاهر تلك الكراهية التي كانت حكومات سوريا دائما محورها عقب النكسة ، و من الطريف أن نظام سوريا التي كانت شريكا في الهزيمة قاد حملة شتائم ،وصلت أن يطلق إبراهيم ماخوس وزير الخارجية السوري شتائما علنية ضد مصر من عينة الفوالة و الحشاشين و غيرها من المنتقات البعثية القومية ، و تجدد العداء مرة أخرى و بلغ أشده بسبب قبول عبد الناصر لمبادرة روجرز ، ووصل العداء إلى الحد أن تحولت إذاعة فلسطين من القاهرة ( صوت العاصفة ) إلى الهجوم المستمر ضد عبد الناصر حتى أغلقها ، و عندما مات عبد الناصر كانت معظم الدول العربية خاصة سوريا و العراق و الجزائر تقاطع مصر ، طبعا لن نتحدث عما يمكن اعتباره حربا اهلية عربية في اليمن كان أطرافها مصر و بعض القبائل اليمنية (الجمهورية) من جانب و السعودية و الأردن و الجمهوريون من جانب آخر .. العداء ضد مصر كما قلت ظاهرة نفسية أكثر من كونها ظاهرة سياسية ، فلم نشاهد مثلا أي حملة كراهية ضد المرحوم الملك حسين و الأردن عندما ظهر أنه كان جاسوسا للمخابرات الأمريكية ،و أنه سرب لإسرائيل موعد حرب اكتوبر ، إن تلك الكراهية موجهة ضد مصر ( لا للسادات ولا لمبارك .. بل كل ذنبهما أنهما رئيسان لمصر ) ، هذا الحوار كله بلا معنى ، فلن يمكن بالطبع أن يستمع أحد سوى لصوت مشاعره الكارهة و تحيزاته المسبقة . 5- لا أعتقد أنك في وضع تقرر فيه من يعمل ضد مصالح العرب ، و رسميا كمان ؟، إيه اللي رسمها ما تخليها خيانة في السر كما تقول الزعيمة !، عليك أن تقرأ ما كتبته سابقا كي تعرف أنه لا توجد أمة عربية –سياسيا- كما تعتقد ، و أن من تنحاز إليهم هم خارج أي مظلة عربية الان ، لماذا لا تكون متوافقا مع نفسك و تشرح لنا كيف تكون مصر ضد العرب ، و أي عرب تقصد ، هل هي السعودية و الإمارات و البحرين مثلآ ، هل هي العراق و الأردن و لبنان الدولة و منظمة التحرير الفلسطينية ؟ ، أم تقصد ميليشات حماس و حزب الله ؟ ،و لكن هل هذه الميليشيات العميلة لإيران هي ما تمثل مصالح العرب ؟. 6- أما لو كنت تقصد قضية معبر رفح ،فكل المعابر كانت مفتوحة و ليس معبر رفح فقط ،و الذي أغلقها و أغلق العالم كله في وجه الفلسطينيين في غزة هو انقلاب حماس الدموي ، و بالتالي هم لا مصر أعداء العرب الرسميين و أعداء المصريين و كل العالم المتحضر . 7- دعك من السم و العسل ، أنا أتحدث عن الأمن القومي المصري و هذا لا ينطبق عن أمن حماس و لا حزب الله ، تهديدات الأمن القومي متعددة و أحيانا تطفو بعضها و تتوارى أخرى ، في فترة طويلة طفا الصراع مع إسرائيل ، و لكن تفتيت السودان و تهديد مجرى النيل مثلآ أخطر على مصر من إسرائيل 100 مرة ، ووصول الإسلاميين إلى الحكم في غزة لا يقل خطرا عن وصول الليكود إلى الحكم في القدس ، و التهديد الإيراني – تحت حكم المحافظين – لا يقل خطرا الآن عن التهديد الإسرائيلي ، فالإيرانيون منفلتون و مغيبون تحت حكم أحمدي نجاد ولا يردعهم شيء . 8- لا أعتقد أنك جاد في الربط بين السعودية و إسرائيل و أمريكا ، فما بين السعودية و إسرائيل أقل كثيرا جدا مما بين سوريا و إسرائيل مثلآ ، فإسرائيل تفضل حكما بعثيا على حدودها من حكم إسلامي متعصب ، و أعتقد أنه من الجيد أن تكون لمصر علاقات طبيعية مع إسرائيل فهذا يتيح لها توظيف علاقاتها لصالح الفلسطينيين ، كما يحدث الان تحديدا ، و أما أن تكون لها علاقات حسنة مع أمريكا فهذا هدف كل دولة في العالم ، و أتمنى أن تتوثق علاقات مصر مع السعودية أضعافا ، و لعلك تعلم أن المناضل هنيه لا يتوقف عن مسح الجوخ لخادم الحرمين الشريفين ، مصالح مصر مرتبطة بالعالم الغربي و بعض دول قليلة في المنطقة كدول الخليج ، أكثر كثيرا من ارتباطها بالدول العربية او الإسلامية ، و السياسة الخارجية الرشيدة هي أداة لخدمة المصالح القومية ،و ليست لخدمة زعامات لم يطلبها أحد ولا يقبلها أحد ، يمكن لمصر تحقيق مصالحها العربية دون أن تعمل مجندا أو متعهد لدفن الموتى لدى العرب ،ودون أن تقبل بلا مبرر تجاوزات أنظمة مثل قادة البعث أو شيوخ قطر أو الشيخ حسن . 9- مصر لا تعطي أحدا دروسا ، و هي لا تعترض مصالح إيران طالما لا تستهدفها أو الدول العربية الأخرى ، بل كانت هناك علاقات جيدة بين مصر و طهران خاتمي قادتهما معا للدخول إلى سوق إسلامية واحدة ، و خاتمي لقى حفاوة رسمية فائقة عندما زار مصر منذ عامين ، و لكن أيضا عليكم ألا تعرفونا كيف نرى مصالحنا و ندافع عنها ، و موضوع الشماعة الإيرانية نال مني جهدا حقيقيا ،و قد حررته بموضوعية تامة ، و لكني لم أتوقع من منتسبي محور طهران- العرب أن يغيروا مواقفهم نتيجة حوار على الشبكة ، لأن مواقفهم من طبيعة عقائدية و ليست نتيجة قناعات و محاجات عقلية ، يمكنك أنت العودة إلى الشريط وقراءة ما كتبته بهدوء . نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - طريف سردست - 02-22-2009 تحياتي لك على هذا التحليل والتقديم الموضوعي والشامل.. المشكلة انه ليس هناك من لديه الاستعداد لرؤية الامور كما هي، بعيدا عن عواطفه او آماله المحطمة وخيباته التي تطالب بالثأر على مبدأ : علي وعلى اعدائي يارب.:loveya: نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - بهجت - 02-22-2009 Array تحياتي لك على هذا التحليل والتقديم الموضوعي والشامل.. المشكلة انه ليس هناك من لديه الاستعداد لرؤية الامور كما هي، بعيدا عن عواطفه او آماله المحطمة وخيباته التي تطالب بالثأر على مبدأ : علي وعلى اعدائي يارب.:loveya: [/quote] الأخ العزيز طريف .:97: أشكرك جدا .. أنت من الزملاء الذين أهتم و اترقب رأيهم . طرحت يا صديقي هذا الشريط متأخرا ، بل شاركت في الموضوع كله بعد 3 أسابيع من بداية العدوان على غزة ، لأني لم أشأ المشاركة في مهاترات لا تفيد أحدا . رغم أني أعلم أني (أفتل) الكحك بعد إنفضاض العيد ، و لكن هدفي الوحيد هو التعبير عن رؤية محايدة قدر الإمكان ، فلست فعليا ضد أحد و لست بالغ التحمس لأحد سوى الشعوب العربية ، كغيري ممن لهم أبناء يعيشون في هذه المنطقة . أتمنى أن يقدم من له رؤية مخالفة رؤيته بشكل عقلاني ،و سيكون أمام الزملاء الرؤى المختلفة ،و سيؤدي ذلك بالتراكم إلى شيوع وعي جديد بالحوار و فوائده ، لا أحب الحوار العنيف عن طريق التخوين و التكفير ، فهو يربك التفكير السليم ، لست أرى الحكام العرب خونة مثلآ ،و لكنهم جميعا ديكتاتوريين بدرجات متفاوتة ، ولعل منظمة التحرير هي أكثر الكيانات العربية ديمقراطية ، بينما حماس و حزب الله جماعتين شموليتين كلية ، كثير من الحكام العرب يفتقدون العقل و يتصرفون بحماقة و غباء ، هذا مل ما أراه ، لست أرى أن هناك شعب خائن و آخر ممانع ( كلمة بلا معنى ) و لكن مصالح العرب أصبحت تتعارض ،و علينا الإعتراف بذلك و إصلاح الخلل ، لست ضد أي شعب عربي ، بل مثل هذا الموقف أراه غريبا جدا ، لست حتى ضد الشعب الإيراني بل أراه شعبا حضاريا محب للفنون ، و أفضل ان نفهم القضايا السياسية بعقلانية و نتعامل معها باحترافية و مهارة كما يفعل غيرنا من الشعوب المتحضرة ، و ليس بالشتائم كما يصر البعض على ممارسة الوقاحة بادعاء انه يتحدث في السياسة ، و عذرا عن الإطالة . خالص التقدير . نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - حمزة الصمادي - 02-23-2009 Array نظرا لأن الزميل المحترم حمزة أثار عدة نقاط في تعليقه .. أرى ان حقه علينا ان نقدم له ردودا على تلك النقاط ، مؤكدا اني أعبر فقط عن وجهة نظري الخاصة ، فلا يوجد احد يمكن ان يدعي انه يعبر عن رأي غيره خاصة لو ادعى انه يعبر عن رأي شعبا باكمله او الأمة كلها !, ...................... الزميل حمزة الصمادي . أولا لست أدري ما يجعلك دائما غاضبا من شيء ما ، ففي كل مرة أعلق على مداخلة لك أحافظ أن يكون ردي هادئا و يقتصر فقط على تناول الأفكار المطروحة ، و دائما أرحب بك و بغيرك ممن يبذلون جهدا في عدم شخصنة الحوار ، بل كثيرا ما اتعامل مع ( المشخصاتية ) بأوسع صدر حتى أنه كثيرا ما يعاتبني الزملاء على سعة صدري ،وقد حدث هذا أكثر من مرة أخيرا ، منها عتاب غاضب من أخي طنطاوي في شريط لزميلة في الأحداث الجارية و أرى الان أنه كان مصيبا ، فالحلم في غير موضعة رذيلة كالغضب في غير محله . الزميل بهجت انت من اكبر من والدي بقليل لذلك ساحاول ان لا اشخصن عندما اسالك اين مداخلتي التي شخصنت الامور فيها معك , هل لك ان تدلني عليها اما ما يجعلني غاضبا بشكل دائم فهو لا يخصك الذي يخصك من حمزة هو مداخلته الحوارية ان اعجبتك خذ بها وان لم تعجبك ناقشها وان استعصى الامر هناك قائمة التجاهل ضعني بها غير مأسوف علي .....يا عزيزي .. 1- المصريون في النادي مختلفون جدا في كل شيء ،و ربما ما جمعنا هنا شيء واحد هو رفض المعايير المزدوجة و حملة الكراهية العصبية ضد المصريين التي يمارسها البعض سواء خارج النادي أو داخله ، و المصري متأكد – بالحقائق و الأرقام - أنه قدم للقضية الفلسطينية أكثر من الشعوب العربية مجتمعة ،وكل استطلاعات الرأي تؤكد أن المصري أكثر العرب اهتماما بالقضية و الشعب الفلسطيني . و لعلك تتذكر ما علقت به على موضوعك عن عدم كرهك لمصر ،و قلت أننا لن نغضب لو كان ذلك حقيقيا ، فلا يبحث عن الحب غير النساء ، وأننا في مصر معتادون على حملات الكراهية العربية الدورية ، و المخضرمون مثلي يعرفون أنها فورات عصبية للتنفيس عن إحباطات العرب من المصائب التي يوقعون فيها أنفسهم ، و سبق أن عبرت في أكثر من مناسبة عن هذه الظاهرة ، و آخرها قبل حمى الكراهية الأخيرة ، و لكني في نفس الوقت أقول ألا نرتب نتائجا مبالغا فيها على تلك الفورات العصبية ، و علينا أن ندرس تلك الظاهرة بهدوء وروية ، و أن تكون هذه الظاهرة مجالآ لدراسات سيكولوجية جماعية ، فهي ظاهرة معرفية و سيكولوجية قبل أن تكون سياسية ، بل هي سياسية في النذر القليل. ان من اشد الاشياء اثارة للسخرية ادعاء بعض العرب بانهم قد ضحوا في سبيل القضية الفلسطينية بل ان العرب اختلفوا حول مقدار التضحية ومن ضحى اكثر اهل الخليج ام السوريين ام المصريين وفي الحقيقة انا استغرب هذا الفخر الشديد وكان تضحيات العرب ادت الى نتيجة فماذا فعل العرب لفلسطين ومن اجل الوضوح انا هنا اتحدث عن الانظمة فالانظمة العربية جعلت الفلسطينيين ورقة تفاوضية كما تفعل ايران بالضبط انكم تتحخدثون كما لو ان اسرائيل دولة صديقة وتكرما منكم وقفتم مع الشعب الفلسطيني ضدها اليست اسرائيل تهديدا للامن القومي المصري ,يستوجب الوقوف بوجهه .2- شخصيا لم أهتم بالمشاركة في الموضوعات السياسية سوى من أجل مساندة متواضعة للفلسطينيين الجادين المهتمين ببلادهم و مصالحها ،و بوضوح تام دعم منظمة التحرير الفلسطينية و قيادتها ، إني من المدرسة القديمة التي تمجد الوطنية كقيمة ، لهذا أحترم للغاية الفلسطيني الوطني الذي يرفض التبعية لأي جهة غير سلطته الوطنية فلا يقبل يد فضيلة المرشد المصري ولا ينحني لولي أمر المسلمين في طهران ، هو أيضا لم ينحن للزعيم القومي في القاهرة أو بغداد ،و لقد عبرت منذ البداية عن رفضي لتعامل الحكومة المصرية مع حماس ، و هذا الرأي قديم جدا ، فلا أفهم كيف تكون جماعة الإخوان محظورة – يجب أن تبقى كذلك – بينما تتعامل الدولة مع فرعها في فلسطين ، و أرى دائما أن نحصر علاقاتنا الرسمية بالفلسطينيين خلال الرئيس و منظمة التحرير ، و أن تنفتح كل الحزاب المدنية المصرية بما في ذلك الحزب الوطني على فتح . سيدي ان علاقتي بالتدين هي كعلاقتك بجوليا روبرتس لذلك لن اكون متحيزا حين اقول كيف لرجل ليبرالي ديموقراطي يؤمن بالتعددية ان يطالب بجعل حركة شعبية تعبر عن ملايين البشر حركة محظورة ...؟؟؟؟؟ 3- من بالله يرفض دعم طهران أو تركيا و غيرهما للفلسطينيين ، فمصر هي من قدم منظمة التحرير للعالم و طالبت دعمه منذ أيام عبد الناصر ، ما نرفضه هو إلحاق القضية بمصالح طهران و هيمنتها ومشروعها الراديكالي ،هذا الإلحاق الشمولي هو متلازمة إيرانية ،و هو ما حدث مع حماس بالفعل و بشهادة الجميع بما في ذلك قيادات فلسطينية مشهود لها . اعود واكرر ان ايران دولة لها مصالح قد تتقاطع او لاتتقاطع مع مصالح العرب فلماذا نلومها اذا استغلتنا ...؟ هل قدمت مصر الدعم لحماس ثم ذهبت هذة الاخيرة الى ايران برغبتها ام ان خذلان العرب لها هو ما جعلها تستنجد حتى بشياطين الماء ؟ 4- مصر لا تستطيع أن تقوم بدور الدولة العظمى ، فهذا أكبر كثيرا من وضعها الطبيعي ، يا عزيزي .. مصر لم تكن أبدا دولة عظمى حتى نتحسر على الماضي ، مصر كما نريدها دولة عربية كغيرها بدون إلتزام خاص تجاه أحد ، فمصر لا تملك إمكانيات الدولة العظمى ، أمريكا نفسها فشلت في ذلك ، كما أنه لا توجد دولة عربية واحدة قبلت يوما زعامة مصر ، كل ما حدث هو دور وضعه العرب في رقبة مصر و انسلوا هاربين ،و آن لهم أن يشاركوا جميعا في مسؤوليتهم ، إن حملات الكراهية ضد مصر أسبق كثيرا من كامب ديفيد و السادات ، بل هي ظهرت و بلغت أوجها في زمن عبد الناصر ، فعقب إنفصال سوريا عن دولة الوحدة ، عقد مؤتمر قمة شتورا في لبنان الذي تحول إلى حلقة سباب ضد مصر ، و أدى إلى تعليق مساهمات مصر في الجامعة فترة طويلة ، و تجددت مظاهر تلك الكراهية التي كانت حكومات سوريا دائما محورها عقب النكسة ، و من الطريف أن نظام سوريا التي كانت شريكا في الهزيمة قاد حملة شتائم ،وصلت أن يطلق إبراهيم ماخوس وزير الخارجية السوري شتائما علنية ضد مصر من عينة الفوالة و الحشاشين و غيرها من المنتقات البعثية القومية ، و تجدد العداء مرة أخرى و بلغ أشده بسبب قبول عبد الناصر لمبادرة روجرز ، ووصل العداء إلى الحد أن تحولت إذاعة فلسطين من القاهرة ( صوت العاصفة ) إلى الهجوم المستمر ضد عبد الناصر حتى أغلقها ، و عندما مات عبد الناصر كانت معظم الدول العربية خاصة سوريا و العراق و الجزائر تقاطع مصر ، طبعا لن نتحدث عما يمكن اعتباره حربا اهلية عربية في اليمن كان أطرافها مصر و بعض القبائل اليمنية (الجمهورية) من جانب و السعودية و الأردن و الجمهوريون من جانب آخر .. العداء ضد مصر كما قلت ظاهرة نفسية أكثر من كونها ظاهرة سياسية ، فلم نشاهد مثلا أي حملة كراهية ضد المرحوم الملك حسين و الأردن عندما ظهر أنه كان جاسوسا للمخابرات الأمريكية ،و أنه سرب لإسرائيل موعد حرب اكتوبر ، إن تلك الكراهية موجهة ضد مصر ( لا للسادات ولا لمبارك .. بل كل ذنبهما أنهما رئيسان لمصر ) ، هذا الحوار كله بلا معنى ، فلن يمكن بالطبع أن يستمع أحد سوى لصوت مشاعره الكارهة و تحيزاته المسبقة . انا قلت دولة اقليمية عظمى الا اذا كنت انت ترى ان مصر لم تلعب يوما هذا الدور ؟ العداء لمصر ظاهرة نفسية كلام بليغ ولكن ما الدليل عليه ؟؟؟ يا سيدي العزيز في كل ما ذكرت من امثلة عن كره المحروسة كانت امثلتك عن الانظمة وليس الشعوب ؟؟؟ 5- لا أعتقد أنك في وضع تقرر فيه من يعمل ضد مصالح العرب ، و رسميا كمان ؟، إيه اللي رسمها ما تخليها خيانة في السر كما تقول الزعيمة !، عليك أن تقرأ ما كتبته سابقا كي تعرف أنه لا توجد أمة عربية –سياسيا- كما تعتقد ، و أن من تنحاز إليهم هم خارج أي مظلة عربية الان ، لماذا لا تكون متوافقا مع نفسك و تشرح لنا كيف تكون مصر ضد العرب ، و أي عرب تقصد ، هل هي السعودية و الإمارات و البحرين مثلآ ، هل هي العراق و الأردن و لبنان الدولة و منظمة التحرير الفلسطينية ؟ ، أم تقصد ميليشات حماس و حزب الله ؟ ،و لكن هل هذه الميليشيات العميلة لإيران هي ما تمثل مصالح العرب ؟. لا يا سيدي استطيع ان اقرر من يعمل ضد مصالح العرب من قرارته ... لا خيانة في السر ولا غيره فالانظمة العربية نسيت مقولة اذا بليتم فاستتروا فحين تزوركم ليفني قبل يومين من الحرب ومن على يمين ابو الغيط تعلن الحرب ...استطيع ان استنتج من يعمل ضد العرب؟؟؟؟ 6- أما لو كنت تقصد قضية معبر رفح ،فكل المعابر كانت مفتوحة و ليس معبر رفح فقط ،و الذي أغلقها و أغلق العالم كله في وجه الفلسطينيين في غزة هو انقلاب حماس الدموي ، و بالتالي هم لا مصر أعداء العرب الرسميين و أعداء المصريين و كل العالم المتحضر . على ما اذكر الحصار بدأ قبل انقلاب حماس الدموي كما تسميه , وكان يهدف لاسقاطها !! الم تسمع بخطة دايتون يا زميل ؟؟؟ ابحث في اعداد مجلة فانتي فير على ما اذكر وسترى ؟؟؟؟؟؟ 7- دعك من السم و العسل ، أنا أتحدث عن الأمن القومي المصري و هذا لا ينطبق عن أمن حماس و لا حزب الله ، تهديدات الأمن القومي متعددة و أحيانا تطفو بعضها و تتوارى أخرى ، في فترة طويلة طفا الصراع مع إسرائيل ، و لكن تفتيت السودان و تهديد مجرى النيل مثلآ أخطر على مصر من إسرائيل 100 مرة ، ووصول الإسلاميين إلى الحكم في غزة لا يقل خطرا عن وصول الليكود إلى الحكم في القدس ، و التهديد الإيراني – تحت حكم المحافظين – لا يقل خطرا الآن عن التهديد الإسرائيلي ، فالإيرانيون منفلتون و مغيبون تحت حكم أحمدي نجاد ولا يردعهم شيء . الامن القومي المصري , قلت ان وصول الاسلاميين لحكم غزة اخطر من وصول الليكود لحكم القدس ؟؟؟ معك حق فهنية هو من هدد بقصف السد العالي ؟؟؟ على فكرة هناك مقال قرأته منذ مدة عن دور الموساد في حركة تحرير جنوب السودان اعدك بانني سابحث عنه ؟؟؟؟ 8- لا أعتقد أنك جاد في الربط بين السعودية و إسرائيل و أمريكا ، فما بين السعودية و إسرائيل أقل كثيرا جدا مما بين سوريا و إسرائيل مثلآ ، فإسرائيل تفضل حكما بعثيا على حدودها من حكم إسلامي متعصب ، و أعتقد أنه من الجيد أن تكون لمصر علاقات طبيعية مع إسرائيل فهذا يتيح لها توظيف علاقاتها لصالح الفلسطينيين ، كما يحدث الان تحديدا ، و أما أن تكون لها علاقات حسنة مع أمريكا فهذا هدف كل دولة في العالم ، و أتمنى أن تتوثق علاقات مصر مع السعودية أضعافا ، و لعلك تعلم أن المناضل هنيه لا يتوقف عن مسح الجوخ لخادم الحرمين الشريفين ، مصالح مصر مرتبطة بالعالم الغربي و بعض دول قليلة في المنطقة كدول الخليج ، أكثر كثيرا من ارتباطها بالدول العربية او الإسلامية ، و السياسة الخارجية الرشيدة هي أداة لخدمة المصالح القومية ،و ليست لخدمة زعامات لم يطلبها أحد ولا يقبلها أحد ، يمكن لمصر تحقيق مصالحها العربية دون أن تعمل مجندا أو متعهد لدفن الموتى لدى العرب ،ودون أن تقبل بلا مبرر تجاوزات أنظمة مثل قادة البعث أو شيوخ قطر أو الشيخ حسن . 9- مصر لا تعطي أحدا دروسا ، و هي لا تعترض مصالح إيران طالما لا تستهدفها أو الدول العربية الأخرى ، بل كانت هناك علاقات جيدة بين مصر و طهران خاتمي قادتهما معا للدخول إلى سوق إسلامية واحدة ، و خاتمي لقى حفاوة رسمية فائقة عندما زار مصر منذ عامين ، و لكن أيضا عليكم ألا تعرفونا كيف نرى مصالحنا و ندافع عنها ، و موضوع الشماعة الإيرانية نال مني جهدا حقيقيا ،و قد حررته بموضوعية تامة ، و لكني لم أتوقع من منتسبي محور طهران- العرب أن يغيروا مواقفهم نتيجة حوار على الشبكة ، لأن مواقفهم من طبيعة عقائدية و ليست نتيجة قناعات و محاجات عقلية ، يمكنك أنت العودة إلى الشريط وقراءة ما كتبته بهدوء . آن لابي حنيفة ان يمد رجله هذا ما اقوله اخيرا فالكاتب الموضوعي الذي طالما احترمته تحول الى شوفيني يهدد من يتعرض لبلده ومواطنيه . الزميل بهجت قبل ان تبحث عن كره مصر كظاهرة نفسية ابحث عن السبب الذي يجعل عضوا مصريا كبردوعي يغضب ويزبد ويرعد كون الشركات المصرية لن تنال حصتها من مشاريع اعمار غزة وابحث عن سبب وجود نفسية مثل نفسية طنطاوي المقتنع بان كل شرور العالم من الفلسطينين ولو استطاع تحميلهم وزر المجازر بحق الهنود الحمر لما قصر في ذلك ........ ملاحظة اخيرة : انا لست فلسطينيا انا عربي وانا الان اؤمن بان اسوأ ما حصل للفلسطينيين ليس الاحتلال وقيام اسرائيل بل تدخل العرب في قضيتهم ... والسلام [/quote] نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - الحكيم الرائى - 02-23-2009 د . مرسى سعد الدين العرب يكرهون مصر من زمان . مرسى سعد الدين يفتح مخزن ذكرياته.. ويروى قصته مع السياسة وشقيقه بليغ حمدى (١- ٣)العرب يكرهون مصر من زمان إلاّ «زايد» و«فيصل».. و«القومية العربية» كلفتنا الكثير حوار محاسن السنوسى ٢٣/ ٢/ ٢٠٠٩ تصوير- محمد حسام الدين مرسى سعد الدين يتحدث لـ «المصرى اليوم» الدكتور مرسى سعد الدين يمتلك مخزونا رائعا من الذكريات عن مصر ورجالاتها وأحداثها خلال ستة عقود مضت، فالمفكر والسياسى والأديب الذى تجاوز الثمانين من عمره، تشكلت عقليته وشخصيته فى العهد الملكى من خلال مدرسة المعلمين العليا أو من خلال جامعات بريطانيا التى درس بها، ليتأهل بعدها للعمل إلى جوار عظماء مصر فى السنوات البكر للثورة المصرية. عمل سعد الدين إلى جوار الوزيرين المبدعين ثروت عكاشة ويوسف السباعى.. وليعرف بعد ذلك طريقه إلى السياسة، حيث المناصب القيادية العليا فى عهد الرئيس السادات وليبرز دوره فى وظيفتين حساستين للغاية، الأولى تمثلت فى عمله كمتحدث باسم رئاسة الجمهورية، والثانية رئاسته للهيئة العامة للاستعلامات. سعد الدين قدم الكثير فى هذا المجال، خاصة أنه تولى مهام عمله حين كانت مصر ورئيسها السادات يتلقيان الطعنات العربية والإسرائيلية فى مرحلة ما بعد مبادرة السلام وتوقيع كامب ديفيد. وبقدر عطاء الرجل، بقدر ما كانت حملات الهجوم ضده، ورغم ثقة الرئيس الراحل وزوجته جيهان السادات فيه، ورغم شهرته التى وصلت عواصم غربية وشرقية أبرزها «مانيلا»، حيث معشوقته إيميلدا ماركوس، فإن وشاية قوية أنهت مسيرته السياسية والإعلامية، ويقال إن السادات وقع قرار إقالته وقد سبقته دموعه. للمرة الأولى يتحدث مرسى سعد الدين لـ «المصرى اليوم» وبصراحة عن علاقته بصفوت الشريف، وذلك فى الجزء الثانى من هذا الحوار، أما رحلته مع شقيقه المبدع الملحن الرائع بليغ حمدى، وعلاقته مع وردة وباقى الفنانين فإنها ستكون ضمن الجزء الثالث والأخير من حواره مع الصحيفة. واليوم يركز سعد الدين على بداياته وتعليمه ووالده وتوقعاته حول فرص نجاح فاروق حسنى لرئاسة اليونسكو: * بداية.. صف لنا حياتك فى الجامعة؟ - التحقت بالجامعة عام ١٩٣٩ فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وكانت حياة جامعية حقيقية، وكان لدينا مدرسون عظماء، وكنا نمارس جميع أنواع الفنون والرياضة شباب وبنات، ولم يكن الحجاب منتشراً فى الجامعة آنذاك، وفيها التقيت بزوجتى عنايات عليش، التى كانت هى أيضا تدرس الأدب الأنجليزى، وعقب تخرجى عملت فى المعهد البريطانى، حيث تم ترشيحى لبعثة علمية فى لندن. * هل تزوجت من السيدة عنايات قبل سفرك للندن؟ - فى الحقيقة والدى كان يخاف علىّ ونصحنى بالزواج قبل سفرى، وبالفعل تزوجت من زميلة الدراسة عنايات عليش، وكان عمرى وقتها لا يتعدى ٢٣ عاماً، وأنجبت منها ابنى الوحيد حمدى، ثم ذهبت لإدارة البعثات، التى كان يديرها أحمد نجيب هاشم وتوقفت البعثة، وفى يوم رن تليفون المنزل ليخبرنى هاشم بأنه تم تعيينه مديراً للمعهد المصرى فى لندن، على أن أكون معه سكرتيراً للمعهد، فانتقلت إلى لندن وعشت هناك فترة تجاوزت ١٢ عاما. * ما أهم الأحداث التى شهدتها فى لندن؟ - أهم الأحداث هى انتهاء الحرب العالمية الثانية، و«تأسيس اليونسكو» فى ديسمبرعام ١٩٤٥، وكانت مصر بين ٢٠ دولة من مؤسسى اليونسكو، وكان وفد مصر مشكلاً من نجيب بك هاشم، وأنا كنت أصغر المشاركين . * بحكم أننا من الأعضاء المؤسسين لليونسكو.. هل تعتقد أن مصر ستفوز بمقعد رئاسة اليونسكو المقبل؟ - فرصة مصر ضعيفة والأسباب معروفة للجميع، وهى أن إسرائيل تشكل ضغطاً كبيراً على اليونسكو، وأن فاروق حسنى كان يعلن دائما عن موقفه من التطبيع وله مقولة شهيرة «لو وجدت كتاب عن إسرائيل هاحرقه»، ومثل هذه التصريحات تستفز الإسرائيليين، أما الآن فالخطر الذى يواجه فاروق حسنى، هو الكاتب التشيكى غسلاف هافيل، لخلفيته الثورية، كما أنه صاحب الثورة المخملية. * لكن أوروبا مع حسنى؟ - البعض يعتقد أن أوروبا مع فاروق حسنى، لكن هذا أمر غير وارد، خاصة أن أوروبا أصبحت تميل إلى الجانب الأمريكى وغيّرت موقفها، لأن أمريكا تحميها من روسيا، والجميع يعلم جيداً ارتباط أمريكا بإسرائيل، كما أن اختيار فاروق حسنى لبطرس غالى رئيساً لحملته، يعد اختياراً غير موفق لموقف أمريكا من غالى، ولكن أكيد أنا أشجعه على أن يستمر فى طريقه لليونسكو . * أليس من حق وزير الثقافة أن يعلن عن موقفه من التطبيع الثقافى مع إسرائيل؟ - نحن بيننا وبين إسرائيل اتفاقية سلام تنص على التبادل فى جميع المجالات، ولكن مدلول الحرق لدى الإسرائيليين مرتبط بمحرقة النازية بالنسبة لهم . * تقصد أنه لا معنى لرفع راية «لا للتطبيع مع إسرائيل»؟ - دعونا نقول طالما هناك تمثيل بين البلدين اقتصادى دبلوماسى فهذا تطبيع، أما التطبيع الفردى فهو متروك لكل واحد . * بعيداً عن انتخابات اليونسكو.. عقب عودتك لمصر ما المناصب التى تقلدتها؟ - عدنا إلى مصر عقب تأميم شركة قناة السويس، وليس كما يقال «تأميم القناة»، لأن القناة لا تؤمم، وفى يوم دق جرس الباب ليقول لى الطارق أنت مطلوب لدى الحاكم العسكرى، فتحركت معه على الفور من شقتى بمنشية البكرى، إلى جاردن سيتى فى عمارة إيزيس بالدور السادس، حيث كان مقر الحاكم العسكرى، الذى قابلنى بلطف وأخبرنى بقيام العدوان الثلاثى على مصر، وطلب منى أن أقوم بالرقابة على الجرائد الأجنبية حفاظاً على سرية المعلومات العسكرية . * هل كان المراسل الأجنبى ينقل الحدث بحيادية أم أن كل مراسل كانت له أجندة خاصة به؟ - المراسل الأجنبى يطلق عليه حارس البوابة، وله الحق فى أن ينقل مايشاء من أحداث، ونحن كنا ننظم لهم زيارات ميدانية على الجبهة، ثم نراجع مايقومون بإرساله لبلدانهم من صور فوتوغرافية أو معلومات، وكان هذا دور الرقيب، كما كانت تربطنى علاقة طيبة بالمراسلين الأجانب، ولذلك عندما توليت رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات أسست معهم جمعية المراسلين الأجانب وكنت عضوا شرفياً بهذه الجمعية أنا وبطرس غالى. * ألا ترى أن ماتقوله هو الرقابة المشددة بعينها والتى لا تتفق والديمقراطية؟ - أثناء الحروب الوضع يكون مختلفاً، والرئيس السادات ألغى الرقابة، ولكن لا أحد ينكر دور الرقابة. * لاحظ البعض أن المراسلين الأجانب ينقلون الأحداث من مصر وفقا لأجندة خاصة بهم، وبعيدا عن الموضوعية أحياناً، كما يحدث مع قناة الجزيرة.. على سبيل المثال؟ - فى الحقيقة أن المراسلين الأجانب ينقلون الأحداث بموضوعية، وأذكر أننى أثناء فترة عملى كرقيب لم يقع تحت يدى معلومات خاطئة أو مضللة، ولكن عندما نتحدث عن قناة الجزيرة علينا أن نعترف أن العرب لا يحبون مصر، وقد يكون هو السبب فيما تبثه الجزيرة. * هل تعتقد أنه توجد رقابة الآن على وسائل الإعلام؟ - لم تعد هناك رقابة الآن، وإن كنت أضحك عندما أمر على مكتب وزير الحربية لأجد لافتة مكتوبا عليها ممنوع الاقتراب أو التصوير، ولكن يجب أن يبقى فى داخل كل صحفى رقيب ذاتى وهو نوع من الرقابة الناتجة عن الضمير أو عن الخوف، ولكن مايحدث الآن من تعمد البعض نقل وقائع التحقيقات من داخل المحاكم شىء يجب أن يتم بعقلانية، وخاصة فى بعض القضايا الحساسة . * أثناء قيام الثورة أين كنت؟ - كانت آخر زياراتى للقاهرة قبل قيام الثورة، وتحديداً عام ١٩٥١ عقب حريق القاهرة، بعدها عُدت إلى لندن لما بعد قيام الثورة. * حريق القاهرة قُيد ضد مجهول.. من وجهة نظرك ما الأسباب التى أدت إلى هذا الحريق؟ - هناك أقاويل تشير إلى أن الملك هو من رتب لذلك الحريق، خاصة وأنه أثناء الحريق كان فى ضيافته مجموعة من الضباط الذين أراد الخلاص منهم، على طريقة مذبحة القلعة، وهذه مقولة غير صحيحة، ولكن كانت هناك حالة من الغلاء وسوء الأحوال الاقتصادية، مما دفع البعض من الغوغائيين لهذا السلوك، ولذلك أنا أرى أن حريق القاهرة عمل غير وطنى. * ومتى نما إلى علمك قيام الثورة؟ - عقب قيام الثورة كنت جالساً فى نادى المراسلين الأجانب بالعاصمة البريطانية، وأثناء قراءتى لإحدى المطبوعات فوجئت بالحركة الانقلابية على الملك من الضباط الأحرار، وحدثت حالة من الارتباك فى سفارتنا بلندن، خاصة أننا لم نتوقع قيام ثورة، وكنا جميعا ندين للحكومة المصرية وعلى رأسها الملك، وعقب ذلك غادر السفير الدكتور محمود فوزى وباقى طاقم السفارة إلى القاهرة، وبقيت أنا فى منصبى كمستشار إعلامى، ولم يكن لى أى انتماءات سياسية. * بمناسبة هذه الكلمة.. إلى أى مدى لعبت الانتماءات السياسية دورا مؤثرا على السياسة العامة فى مصر قبل وبعد الثورة؟ - قبل الثورة كان الشباب له دور سياسى واضح ومهم، خاصة حزب الوفد الذى كان ينتمى إليه السواد الأعظم من المصريين، كما أن مصر شهدت أعتى عصور الديمقراطية قبل الثورة بالرغم من كل ماقيل عن حكم الملك فاروق. * تقصد أنه كانت هناك ديمقراطية أثناء وجود فاروق فى الحكم؟ - طبعاً، كانت هناك أحزاب، كما كان هناك برلمان يحاسب الملك، ويوماً ما وقف عباس العقاد تحت قبة البرلمان قائلا «أنا أضرب أكبر رأس فى البلد بالجزمة، لو حد خرج عن الشرعية» ولم يتعرض له أحد، كما رفض البرلمان مطلب سرايا الملك بزيادة نفقاتها، ورفض أيضاً إصلاح يخت المحروسة على نفقة الدولة. * وماذا عن موقف الإخوان المسلمين، وهل تغير الآن عن السابق؟ - منذ أن بدأت جماعة الإخوان على يد مؤسسها حسن البنا، وأعضاؤها يسعون إلى الوصول للحكم، وإن لم يكن لهم نفس القوة التى يتمتعون بها الآن، نظراً لوجود تيارات سياسة مختلفة فى الشارع المصرى آنذاك. * وهل ترى أن هذه الديمقراطية هى التى صنعت الثورة؟ - أنا دائما أقول إن ثورة يوليو هى ثورة شعب وليست ثورة جيش. * ماذا تعنى بثورة شعب؟ - لم تكن لدينا فى مصر طبقة جيش، كما يحدث فى دول مثل باكستان، ولكن كانت كل أسرة مصرية لها أحد أفرادها ضابط بالجيش أوبمعنى أن الجيش كان شعبيا. * وما شهادتك عن الملك فاروق.. وهل تشعر أن التاريخ ظلمه؟ - الثورة وراء ظلم الملك، وأنا سعيد بما تقوم به مكتبة الإسكندرية من إعادة كتابة التاريخ من واقع الوثائق المصرية، وأنا أعتقد أن هذا العمل سينصف الكثيرين ويوضح حقائق غابت عنا لسنوات، ومشكلة فاروق أنه عند وصوله للحكم كانت تنقصه الخبرة السياسية، كما أنه استعان بمستشارين لم يكونوا أمناء على الملك. * حديثك يشير إلى أن التاريخ كتب من وجهة نظر الثورة، فما النتائج التى ترتبت على مثل هذه الكتابات؟ - بالفعل المؤرخون الذين كتبوا التاريخ كانوا يكتبونه من وجهة نظر الثورة، ولذا نجد من يصف ثورة عرابى بهوجة عرابى، كما أطلق لأول مرة على فترة حكم الملك العهد البائد، ووصف محمد على صاحب مصر الحديثة بالجندى المرتزق، وكلها مسميات لم نعرفها وتمت إشاعتها بين أجيال مابعد الثورة، وأنا كنت أذكر للتاريخ أن الدكتور عبدالعظيم رمضان المؤرخ الشهير ذهب يوماً ما لأحد وزراء الثقافة، كى يحصل على موافقة للاطلاع على وثائق مصرية من دار المخطوطات لإعادة كتابة التاريخ، فرد عليه الوزير بأن تاريخ مصر بدأ مع ثورة يوليو، وكتبت أنا مقالاً انتقدت فيه رأى الوزير، ولم أذكر اسمه وغضب منى وهو الآن على قيدالحياة متعه الله بالصحة. * من كان صاحب الدور الأكبر فى ثورة يوليو؟ - اللواء محمد نجيب، والذى بلغ الحد برجال الثورة إلى حبسه فى فيلا بالمرج، وبلغ الأمر بأحد صغار حراسته بالاعتداء عليه بالضرب، وكان نجيب أكبرهم سنا ولم يقدرالنجاح للثورة بدون نجيب. * ولماذا نُسبت الثورة لجمال عبدالناصر؟ - عبدالناصر كان أقواهم شخصية، وكما كان يملك كاريزما لايستطيع أن ينكرها أحد، وأنا شخصيا كان يصعب على النظر فى عينيه مباشرة. * لو قدر واستمر نجيب فى الحكم ما الذى كنت تتوقعه لمصر؟ - أعتقد أن نجيب كان سيبقى على الملك، وتنتقل السلطة للحكومة ويصبح النظام ديمقراطيا كما هو الحال فى إنجلترا، كما كان سيبقى نجيب على وجود الأحزاب التى ألغيت فى عهد عبدالناصر، وإن كنت ألوم على الأحزاب والتى تغير موقفها من منافسة الحكومة إلى التودد إلى النظام كى يبقى على بعض صلاحيات الأحزاب. * وهل تخلىّ الشعب عن محمد نجيب؟ - الشعب كان مع نجيب، ولكن مع الأسف مش عايز أقول إن الشعب المصرى منذ عهد الفراعنة وهم يصفقون للحاكم الموجود على الكرسى، وأنا دايما أقول إن مصر مافيهاش أبطال لكن فيها شهداء. * هذه المقولة قد تغضب الكثيرين منك؟ - البطل مثل نلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا، الذى ناضل من أجل مبادئه، وأحمد عرابى وسعد زغلول من مصر، هكذا تكون الأبطال، لكن بعد ثورة يوليو روجت لمفاهيم منها كنا ندرس التربية الوطنية التى تحولت إلى القومية العربية، والتى كانت النزعة السياسية لعبدالناصر. * وهل كنا بحاجة إلى القومية العربية؟ - ليه، بالعكس هذه النزعة كلفتنا الكثير بعد أن تخلى العرب عنا عقب هزيمة ٦٧، وكما سحب القذافى طائراته وتراجع الجيش العراقى، طول عمر العرب بيكرهونا باستثناء البعض مثل الشيخ زايد والملك فيصل. * متى بدأت علاقتك بيوسف السباعى؟ - عندما كنت فى لندن وقمت بترجمة بعض مؤلفاته وعقب عودتى كان هو أمين عام المؤتمر الأفروآسيوى وعيننى نائباً له، ثم وكيل وزارة بالمجلس الأعلى للفنون، وأثناء توليه وزارة الثقافة رشحنى لرئاسة الهيئة العامة للاستعلامات، كما كانت تربطنى به علاقة صداقة وعلاقة عائلية ولم أتركه حتى وفاته. * ما طبيعة الأزمة بين السباعى والتنظيم الشيوعى فى مصر؟ - كان الشيوعيون فى مصر ألد أعداء السباعى، وكانت الأجواء الثقافية يسيطر عليها الشيوعيون مثل محمود أمين العالم، الذى كان رئيساً لهيئة الكتاب، والمسرح يتبع عبدالرازق حسين ولطفى الخولى وغيرهما، وكانوا ينظرون إلى السباعى وإحسان عبدالقدوس، على أنهما يمثلان البرجوازية، وبالرغم من ذلك فإن السباعى احتضنهم -خاصة عندما أودع عبدالناصر الشيوعيين فى السجن-ودافع عنهم وأنفق عليهم من ماله الخاص. * إذن من قتل السباعى؟ - تم اغتياله على يد الفلسطينيين الرافضين للسلام، وذلك أثناء زيارته لقبرص فى مهمة مع اللجنة التنفيذية لحركة التضامن الأفروآسيوية، والغريب أننى كنت على قائمة المهدر دمهم من تلك الجماعة الفلسطينية. http://www.almasry-alyoum.com/article2.asp...mp;IssueID=1325 نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - حمزة الصمادي - 02-25-2009 يا حكيم انت جايبلي ثرثرة فوق النيل كدليل على ان العرب يكرهون مصر .......؟ يا جماعة الخير طول عمر الانظمة العربية بتسيح لبعض وعاملين قلق لبعض بس عمر الشعوب العربية ما مشت في هذا الاتجاه . لماذا لا افسر هجوم اذاعة صوت العرب ايام ناصر على الاردن بانه كره من المصريين لنا ؟ لماذا لا ارى اي زميل ليبي يتحدث عن قصف ليبيا بالطائرات من السادات على انه كره من الشعب المصري ؟؟ نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - بهجت - 02-25-2009 الأخوة المحترمون .(f) الحكيم العزيز .(f) الزميل حمزة .(f) عندما أتحدث عن موجات الكراهية الدورية ضد مصر ، أتحدث عن ظاهرة واقعية ملموسة ولا أساهم في مساجلات طائفية ، فتلك المساجلات هي النقيض لقناعاتي كلها . أحب أن ننظر للحقائق في عينها مباشرة و أن نسمي الأشياء بأسمائها ، أيضا أبغض لحد الغثيان إستدرار الحب و المبالغة في أهميته ، كم قدرت دائما ذلك البدوي الجلف و لكن الأنف ،الذي قال له عمر بن الخطاب أنه يكرهه لقتله أخيه زيد من الخطاب في حروب الردة ، فسأله البدوي " وهل هذا الكره يمنعني خراجي " ، فلما أجابه ابن الخطاب أنه لا يمنعه ، قال له عبارة رائعة " لا يفرح بالحب سوى النساء " ، إن العلاقات الجيدة بين الشعوب لا تقوم على الحب ، بل تقوم على الوعي و تبادل المصالح ، ثم ليأت الحب أو لا يأتي فلا يهتز للحب البدوي الجلف ولا يطرب الرجل الحكيم ، إن خوفي كله ليس من إفتقاد الحب بين العرب ،و لكن من موجات الكراهية العمياء داخل المجتمعات العربية ، و ضد العرب الاخرين ، تلك الكراهية التي تذهب بالعقل و تشعل الحروب و الفتن ، وهي متوفرة في المنطقة العربية لحد التشبع . أشعر بالخجل حرفيا عندما أشكو من حملات الكراهية الدورية ضد مصر ،و لدينا العراق و السودان و حماس في فلسطين ، و لدينا الجزائر و الصومال و لدينا حزب الله في لبنان ، حيث الكراهية ليست فقط ثقافة سائدة بل نمط حياة و نسق معرفي ، مازلت مندهشا لحد الفجيعة عندما كنت أراقب استهداف الشيعة في العراق بواسطة مواطنيهم السنة ، تحت لافتة كاذبة هي المقاومة البطلة !، حرب الكراهية تلك نادرة المثال في التاريخ الإنساني ، مما دفع المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة المغربي إلى افستقالة ، لأنه لم يتحمل ممارسات الكراهية بهذا العنف ، إني موقن أن شيعة العراق هم أكثر من استهدفتهم ثقافة الكراهية العربية ، و أنه في العراق لم ينجح أحد خاصة العراقيين أنفسهم . لن يكون ممكنا ولا مجديا أن نستعرض في هذه المداخلة قضية ثقافة الكراهية العربية ، فالموضوع طويل و متشعب للغاية ، فهي ثقافة تاريخية و نسق معتقدي في ذات الوقت ، وهي ملمح أساسي للمنطقة العربية لا ينكره منصف ، هل شاهد أحد بوذيا او هندوسيا يذبح آخر كالخروف أمام الكاميرا لأنه لا يوافقه ؟، هل تحرك عربي واحد ليمنع مذابح دارفور التي طالت 300000 إنسان بلا جريرة ؟. هذا الموضوع ليس طارئا ولا علاقة له مباشرة بحملة الكراهية الأخيرة ضد مصر ، فقد تجمعت بما يشبه الطوفان ،و لكنها تبخرت بما يشبه الخدع السينمائية ، و لكني طرحت بالفعل أكثر من شريط لمناقشة هذه القضية ، منها روح التعصب هنـــــــــــــــــــــــا و منها بحار الكراهية ., الكراهية المقدسة . هنــــــــــــــــــــــــــا ومنها أبناء الطوائف .. شكرا هنـــــــــــــــــــــــــــا و غيرها و غيرها .. فهذه القضية تؤرقني بالفعل ، لأني ضد العنف المجاني ، فهو نوع من الغباء لا أطيقه ، فلا يمارسه سوى بعض الحيوانات و بعض البشر الذين لا يفضلون الحيوانات كثيرا . عندما نتحدث عن ظاهرة الكراهية ، فلا يعني هذا الإستسلام لمنطقها المعوج ، فمواجهة الكراهية لا تكون بالكراهية ، فنحن لا نطفأ النار بالنار بل بالماء ، علينا أن نواجه الكراهية بالعقل و الفهم و الحوار ،إن الطبيب لا يشخص المرض لأنه يحب ظهوره ،و لكن لأنه يعرف أن تشخيص المرض هو الخطوة الأولى الوحيدة لعلاجه ، وهذا موقفي الثابت تجاه كل القضايا ، ما أسهل أن نتهم الاخرين الذي يزيدون وعينا و فهمنا للأحداث ، فهذا إنعزالي و ذلك مارينز و الثالث عميل و الرابع ... ،و هكذا تبدأ التفاهة ولا تنتهي ،وهكذا تكتسح العملة الرديئة و تطرد كل العملات إيذانا بإفلاس تام . لدي قناعة قائمة على الحسابات و المنطق بأهمية الرابطة العربية ،و أن المنطقة العربية الشرقية – على الأقل - تشكل إقليم جيو سياسي واحد ، و أنه من المفيد لشعوب المنطقة أن تشكل سوقا إقتصادية واحدة ، ليس مطلوبا أن يحب العرب بعضهم بعضا ، فنحن نتحاور في الساحة السياسية و ليست الجنسية ، المطلوب بشدة أن يمتلك العرب إرادتهم ،و أن يكون عندهم وعي عاقل بمصالحهم ،و أن يتغلبوا على تحيزاتهم السلبية ضد بعضهم البعض ، على الأجيال العربية الجديدة أن تعيد إكتشاف العربي الآخر ،و أن تتحاور معه بعيدا عن مفردات التخوين و التكفير و التحقير ، على قاعدة أن العربي يناظر العربي الاخر تماما ، و العربي كما أراه هو دون ما نعلن و لكنه أفضل مما ننظن . كان من المأمول أن تساهم ثورة الإتصالات التي توجها الإنترنت في زيادة التواصل بين العرب ، و لكنها جائت بمثابة خيبة تامة ، فالعرب يتواصلون خلال شيوخ الخليج و أمرائه ،و خلال جنرالات المعتقلات و مندوبيهم ، خلال مفردات العهر والهزيمة ، خلال ألغوغائية و أحقر العقليات و أجهلها ، و النتيجة كما نراها تفجير الحسينيات و استحلال بيروت و مجازر كردفان و قرصنة السفن و إلقاء رفاق المحنة من البنايات الشاهقة . الموضوع طويل .. و ساتوقف هنا . نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - بهجت - 05-08-2009 الزملاء و الأصدقاء .:97: لأن كثير من الحوارات السياسية أصبحت ميدانا للمساجلات و تزكية مواقف و انتماءات طائفية او أيديولوجية أو فقط لممارسة الكيد و الكراهية ، رأيت أن أعيد طرح بعض المواقف الأساسية في هذا الشريط ليعمل كأداة لإختزال التفاصيل في موقف عام موضوعي قدر الطاقة ، و في هذه المداخلة سأستضيف مقال بقلم : د. عبد المنعم سعيد ، يختزل خلاله قضية خلية حزب الله في مصر ، آملآ ان يجد فيه المراقب المحايد تفسيرا لأكثر ما يلتبس عليه من تلك القضية . ............................. نصـف دسـتة أكاذيـب وحقائـق بقلم : د. عبد المنعم سعيد كنت أتمني أن أعود هذا الأسبوع لموضوعي المفضل حول الثروة المصرية التي هي مفتاح تطور وقوة وقدرة المصريين ومكانتهم في عالمهم وإقليمهم. ومع ذلك فإن كم الضباب المثار حول اكتشاف خلية حزب الله الأخيرة في مصر, وكم الأكاذيب المطروحة حولها تجعل من الواجب الرد عليها حتي يكون الشعب المصري علي بينة مما يحاك ضده بغرض ليس فقط صرف أنظاره عن أهم أولوياته, بل استدراجه إلي حروب وصراعات لم يخترها, وليس في يده إدارتها, وإن لم يحدث ذلك فعليا فإن الضجيج فيه مايكفي لكي تفقد مصر تركيزها في لحظة أزمة عالمية يأمل الكثيرون من الكارهين أن يكون فيها بركة الفوضي وتكرار ما جري في بلاد أخري حصلت فيها القوي الأصولية علي الربع المعطل في الحكومة لكي تشل أعمالها عندما تريد كما حدث في لبنان, أو حصلت فيها علي ربع الدولة لكي تقيم فيها المحاكم الشرعية ثم تتسلل بعد ذلك إلي بقيتها كما حدث في باكستان, أو تقسم البلاد بين المؤمنين وغير المؤمنين كما جري في السودان, أو تقيم إماراتها الخاصة وجمهورياتها المستقلة كما جري في العراق وأفغانستان. والحمد لله أن ذلك لم يحدث في مصر, ولكن البداية دائما تجري بنقطة كسب الرأي العام وتعبئته من خلال لسلسلة الأكاذيب التي يتم ترديدها حتي تصير الكذبة حقيقة. وقد رصدنا من الأكاذيب ست, أولاها هو أن خلية حزب الله المكتشفة في مصر ما هي إلا جماعة جاءت لمساعدة أهل غزة بالمؤن والسلاح, وفيما عدا ذلك فإنه لايوجد تدخل في الشئون المصرية. ولو نسينا كل شئ آخر, فإذا لم يكن ذلك تدخلا في الشئون المصرية فماذا يكون التدخل إذن؟ ولكن الحقائق تكشف ما هو أكثر وأوضحناه في الأسبوع الماضي وهو أننا أمام عملية بدأت في عام2005 وكان هدفها إقامة شبكة من أدوات العنف تستخدم حسب موجبات القرار السياسي, وهي مرتبطة بشبكات أخري لتهريب السلاح وتجهيز أدوات العنف في السودان واليمن, وكلها ضمن الإطار الاستراتيجي للمواجهة بين إيران والدول الغربية, وعندما تم القبض علي أعضاء هذه الشبكة في19 نوفمبر من العام الماضي كان ذلك قبل حدوث أزمة غزة كلها, ومن الجائز أن تصعيد حركة الشبكة في هذه التوقيت كان راجعا إلي التحضير لهذه الأزمة. المسألة إذن لم تكن جماعة من العتالين لنقل المؤن والذخائر إلي غزة وإنما هي تحرك استراتيجي تقوم به قوة إقليمية في إطار لعبة أكبر بكثير من القضية الفلسطينية وقطاع غزة. ولعل ذلك يدحض كذبة أخري جرت بعد كشف المستور من الشبكة بأنها كانت مجرد خطأ من حزب الله, لايستحق اهتماما كبيرا من مصر, ويمكن حله بطرق هادئة وبعيدة عن الإعلام ودون ضجة كبيرة. وبغض النظر عن هذه الخفة التي تؤخذ بها مسائل متعلقة بالأمن القومي المصري, فإن الحملة الدعائية كانت حلالا عندما كانت علي مصر, ودارت فيها مظاهرات تهاجم السفارات المصرية, وصدرت بها صحف في مصر ودول عربية كثيرة, وجري حولها برامج تشهير بمصر وسياساتها, بينما الموضوع كله يجري في إطار استراتيجيات دول إقليمية. ولكن حتي يمكن تبرير هذا التحرك الاستراتيجي وصرف الأنظار عن مدي تأثيراته علي مصر, فقد كان ضروريا التركيز علي كذبة ثالثة قوامها أن حزب الله قام بتقديم المساعدات إلي غزة لأن مصر ساهمت في حصارها ولم تقدم المساعدات لها, وهي فرية صريحة ولا أساس لها, حيث وصل إلي قطاع غزة ـ1.5 مليون نسمة ــ مالم يصل إلي1.5 مليون من المصريين من المؤن والأدوية قبل الأزمة وفي أثناءها وبعدها, وبعد أن بدأ العدوان الإسرائيلي الغاشم علي غزة مباشرة وعلي مدي الـ48 ساعة الأولي كان قد تم نقل55 حالة فلسطينية حرجة إلي المستشفيات المصرية, هذا العدد ارتفع إلي1103 جرحي فلسطينيين في يوم22 يناير من العام الحالي. وحتي يوم20 يناير كان معبر رفح قد شهد عبور3 آلاف و449 طنا من المساعدات الطبية كانت حصة مصر منها1568 طنا, و70 سيارة إسعاف قدمت منها مصر36. وشهد منفذ العوجة التجاري عبور4 آلاف و275 طنا من المواد الغذائية كان نصيب مصر منها1633, ونتيجة الجهود المصرية, ووسط أجواء القتال, عبر من خلال معبر كرم أبو سالم464 طنا من المعونات كان منها207 أطنان من مصر. ومع نهاية الأزمة كان إجمالي المساعدات الطبية التي تم إدخالها إلي قطاع غزة عبر معبر رفح4520 طنا من الأدوية,116 سيارة اسعاف و50 عيادة متكاملة بغرف عمليات و30 جهازا طبيا و500 انبوبة اكسجين و15 ألف كيس دم و2500 سرير للمستشفيات بجانب15 طنا من لبن الأطفال و7000 بطانية و2500 مرتبة اسفنج و100 طن خيام و15 مولد كهرباء. وبلغ اجمالي المساعدات الغذائية5000 طن لم يقدم مثلها وبمثل هذا القدر من السرعة في أية أزمة إنسانية أخري عرفتها المنطقة أو المناطق الأخري والمماثلة في العالم. ورغم هذه الحقائق التي جري تجاهلها فإن الكذبة الرابعة جري تردادها وهي أن مصر مسئولة عن إغلاق المعابر نحو غزة وهو مايغض النظر عن مسئولية حركة حماس عن هذا الإغلاق عندما رفضت بعد انقلابها العسكري في غزة, مهما كانت الضغوط علي الشعب الفلسطيني, أن تسمح لعناصر السلطة الوطنية الفلسطينية بالوقوف علي المعابر وفقا للاتفاقيات المعقودة. وفي الواقع ان حماس لم يكن لديها مشكلة في تعرض الشعب الفلسطيني للمجاعة, أو حل معضلتها من خلال الاجتياح للأراضي المصرية, مادام مطلوبا منها الالتزام بالشرعية الفلسطينية الوحيدة المعترف بها دوليا, لأنها تريد أن تكون الممثل للشعب الفلسطيني. وهنا نأتي للكذبة الخامسة وهي أن مصر لم تعترف بحماس وهي التي حصلت علي الأغلبية في الانتخابات الفلسطينية, وهو مالم يحدث لا من الناحية الشكلية ولا من الناحية الموضوعية, فقد اعترفت مصر بحركة حماس وفوزها بالانتخابات, وتركت قادتها يذهبون ويجيئون حاملين حقائب ملايين الدولارات عبر معبر رفح ولكن حماس ذاتها كانت هي التي انقلبت علي شرعيتها عندما أنكرت القوانين المستندة إلي اتفاقيات أوسلو التي جاءت بها إلي السلطة, وعندما انقلبت علي اتفاقية مكة ووزارة الوحدة الوطنية وانفصلت موضوعيا بقطاع غزة عن السلطة الوطنية الفلسطينية. ومع ذلك فان مصر تعاملت بواقعية شديدة ــ احيانا اكثر مما يلزم ــ مع حقيقة ان حماس هي الحاكمة في غزة فجري التعامل معها وصارت مصر هي النافذة الوحيدة لحماس علي اسرائيل وعلي السلطة الفلسطينية وعلي حتي بقية دول العالم, كل ذلك جعل القضية ليس عما اذا كانت مصر تعترف بحماس ام لا, بل عما اذا كانت حماس تعترف بنفسها ام لا, باعتبارها سلطة سياسية مسئولة عن مصير شعب. وماجري خلال المحاولات المصرية الأولي للمصالحة الفلسطينية قبل الحرب علي غزة, وماجري خلال محاولات المصالحة الثانية بعد الحرب, ورغم الجهود المصرية لخلق صيغة وسط وحشد العالم من اجل اعمار غزة فإن حماس اثبتت انها تدار بجهازين للتحكم الخارجي, واحد منهما في دمشق والاخر في طهران. الكذبة السادسة وليست الأخيرة, هي انه لايجوز التعرض لحزب الله لأنه هو الذي حمل لواء المقاومة وحمي شرف العرب بالانتصار الذي حققه عام2006. والحقيقة أن الذي حمي شرف العرب كان مصر, وهي التي كبدت إسرائيل أكبر خسائرها وهي التي استعادت منها اكبر الأرض المحررة, كما انها بين العرب جميعا كانت هي التي دفعت الثمن الاقتصادي والبشري الأفدح. والأمر الثاني ان ماسمي بانتصارات حزب الله استندت كلها إلي المعايير الإسرائيلية وتقرير لجنة التحقيق في حرب غزة وهي التي جعلت اسرائيل مهزومة لأنها فقدت41 مدنيا في الحرب منهم17 من العرب, بينما كان مقتل ما يزيد علي1000 لبناني لايعني الكثير, حيث لاتستوي قيمة الاسرائيلي مع العربي وكذلك الحال بالنسبة لعشرات من العسكريين مقابل المئات من حزب الله, وبالنسبة لحالة التدمير التي جرت لدولة كاملة هي لبنان مقابل شروخ قليلة في مبان إسرائيلية, واحتماء نصف مليون اسرائيلي بالملاجئ بينما حرم مليون لبناني منها وانطلقوا في العراء بلا حمية تحت الق صف والقتل. الأهم من ذلك كله مادام لا حزب الله ولا غيره أقام لجنة تحقيق لبنانية أو عربية في الحرب ولفحص أخطاء الحساب التي اعترف بها حسن نصر الله فإن الهزيمة الإسرائيلية جاءت من بقاء حزب الله لكي يسيطر بالسلاح علي الساحة السياسية اللبنانية, ولكن الواقع الاستراتيجي الذي لايمكن تجاهله هو أن مزارع شبعا لم تحرر وتوقفت المقاومة اللبنانية تماما طوال أكثر من عامين وجاءت قوات دولية فاصلة تعمل بمقتضي الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ــ أي قوات احتلال ــ بحيث فقد حزب الله مكانته اللصيقة بالحدود مع إسرائيل واذا كانت الانتصارات تحسب بالنتائج الاستراتيجية لها فإن حزب الله لم يحقق نصرا علي اسرائيل, ولكنه حقق نصرا ساحقا علي الشعب اللبناني حاول أن يمده إلي مصر, تلك كانت الأكاذيب, وهكذا كانت الحقائق! . نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - بهجت - 05-08-2009 الحملة الإعلامية «المسعورة» رغم أني أفضل أن أعبر عن أفكاري مباشرة مستخدما لغتي و نصوصي الخاصة ، وهي عملية مرهقة للغاية ، خاصة أن الردود لا تبرر الجهد المبذول لأنها تكون عادة مجرد مشاحنات، و لكني أحيانا أجد مقالات منشورة لكتاب لهم ثقلهم الأكاديمي و السياسي تعبر عن نفس الأفكار التي أطرحها ،و بالتالي يوفرون علي عناء الكتابة ، من هذه المقالات مقال للدكتور عبد المنعم سعيد نشرت في المصري اليوم المستقلة بتاريخ ٢٦/ ٤/ ٢٠٠٩ ، هذه المقالة و ثيقة الإرتباط بالموضوع المطروح ، بل هي تكاد تكون ردا مباشرا على المنطق الذي يتبناه مجموعة من زملائنا الأفاضل . ..................................... آخر المخترعات فى عملية الدفاع عما قام به حزب الله فى مصر من إقامة بنية عسكرية هو أن القضية لم تعد لها علاقة بما حدث بالفعل، أو بما يشكله من تهديد بالغ للأمن القومى المصرى، وإنما جوهرها هو الحملة الإعلامية «المسعورة» - وذلك هو الوصف الشائع لكتاب فى الصحافة وإعلاميين فى الفضائيات - التى تشنها مصر على الحزب. وكان ذلك فناً من فنون الخروج على الموضوع والبحث فيه مع أبعاده التى بدأت نقاطها تتجمع نقطة بعد أخرى من بنية تحتية لتهريب السلاح من السودان، إلى بنية تحتية لتحريك الانقسام فى اليمن، إلى حماس مفاجئ وساخن من إيران للدفاع عن حزب «الله»، إلى زوارق وسفن وشقق ونقاط مراقبة ومخازن للسلاح متنوع الأغراض. وهو فن يضاف إلى فنون أخرى، بدأت بدعوى التلفيق، وبعد اعتراف حزب الله وفخره وتفاخره، صارت القضية دروساً مصرية وعربية فى أهمية «المقاومة»، وكأن مصر ليست هى المقاوم الأول فى المنطقة، الذى يعرف استخدام السلاح والسياسة والدبلوماسية وبناء التحالفات الدولية لصالح القضية الفلسطينية وليس تلك التى تعمل ضدها. وبالطبع فإن فن الخروج عن الموضوع الأول هو خلط الأوراق الداخلية بالخارجية، حتى لا تعرف ما الذى يجرى الحديث عنه، وهل له علاقة بالقضية المعروضة أم أنه محض نوع من الدعاية السياسية الفجة. ولكن يبدو أن كل ذلك لم يشف غليل جماعتنا التى تكونت لديها حالة من عقدة النقص الرهيبة إزاء جماعة حماس، وحزب الله، وإيران، وسوريا، لأن هؤلاء مستمرون فى النضال والكفاح والثورة والفورة، بينما مصر مشغولة بأمور أخرى لها علاقة بثمانين مليون مصرى. وبعد أن نفدت كل الحيل الأخرى لم يبق إلا الحملة الإعلامية المصرية «المسعورة» التى كان عليها أن تتعامل مع حزب الله بالاحترام الواجب، ومع سماحة السيد حسن نصرالله بالتبجيل والتوقير الذى يستحقه، حتى ولو كان قد جعل من الأرض المصرية منذ عام ٢٠٠٥ نقطة انطلاق استراتيجية تستخدمها إيران فى حالة المواجهة مع الولايات المتحدة أو أوروبا أو إسرائيل، سواء أرادت مصر ذلك أو لم ترد. ولعلنى لست ممن يحبذون الحملات الإعلامية فى العموم، وأرى كثيرا من القيمة فى المحاجاة والحوارات القائمة على العلم والمنطق، ولكننى أيضاً لست من البلاهة بحيث أتجاهل أن مصر كانت هى الواقعة تحت الحملة الإعلامية المسعورة خلال الشهور الماضية ومن قبل ومن بعد أزمة غزة. وربما لا توجد صدفة الآن فى فهم سلسلة من الوقائع، حيث كان القبض على محمد يوسف منصور يوم ١٩ نوفمبر الماضى - أى قبل حتى قرار حماس بفض التهدئة وإطلاق الصواريخ، بينما تحاول مصر إثناء إسرائيل عن الهجوم على غزة - ومن بعده جاء فى ٨ ديسمبر الماضى- أى قبل العدوان على غزة فى ٢٧ ديسمبر - الهجوم على السفارة المصرية فى طهران عن طريق مظاهرات مدبرة من الحكومة الإيرانية، أعقبها فى ترتيب واضح مظاهرات مماثلة فى بيروت ودمشق، حيث لم يكن أحد مهتماً بمزارع شبعا ولا الجولان المحتلتين، وحتى صنعاء حيث لم يكن أحد مهتما بالحرب الأهلية الجارية بين الحوثيين المؤيدين من قبل إيران والحكومة اليمنية. وكأن مظاهرة طهران كانت شرارة الانطلاق للحملة الإعلامية التى انطلقت فى قنوات المنار والأقصى والعالم والجزيرة، ومعها محطات أخرى غير معروفة كثيراً، مع مساندة غير قليلة من صحف عربية فى سوريا والأردن واليمن والسودان ولبنان، حيث القنوات والصحف منسوبة إلى عدد السكان تتفوق على كل دول العالم الأخرى. وعلى مدى ستة شهور أخرى كانت سياسات مصر الداخلية والخارجية واقعة تحت التشريح الدقيق من قبل فرق عربية وإيرانية كاملة، ومعها كتيبة مصرية جعلت من إلقاء اللوم على مصر فى كل الأحوال احترافاً من ناحية، وربما إشفاء لغليل سياسى، قوامه أنه طالما أن أرض مصر كلها محررة، وأن مدنها ليست مدمرة، وأن القاهرة ليست واقفة على أبواب مجلس الأمن تستجدى وقفا لإطلاق النار بينما تعلن النصر فى الوقت نفسه، فإن كل ذلك معناه أن أمراً ما خاطئ للغاية فى هذا الكون. وبالفعل فإن عددا من الصحفيين والمعلقين المصريين قد تجاوزوا الخطوط المهنية، ولكن اعتبار ذلك حملة مسعورة مع الصمت الكامل على ما تعرضت له مصر هو النفاق السياسى والإعلامى بعينه! نظرة هادئة لمنطقة ساخنة . - محارب النور - 05-14-2009 اظن المشكلة في الذهنية الشرق اوسطية حتى لا نتهم بالعنصرية ونقول الذهنية العربية او الذهنية الاسلامية.لمست هذة الحقيقة منذ فترة طويلة بالمعايشة .لاحظت الكثير من اصدقائي في العراق يقبلون ان ينظموا إلى إيران قضاً وقضيضاً(اصدقائي الشيعة) واصدقائي السنة (الانتماء الى السعودية ) وبعضهم كان يميل الى الاردن وسوريا فتصور صديقي العزيز اي ثقب في الوعي العربي او الاسلامي او الشرق الاوسطي . لو كنا كائنات مبرمجة على طاعة ولي الامر مهما كان وعندك الف صعلوك في تاريخنا صعد الى سدة الخلافة عبيد واولاد حرام اولاد زنا ولصوص وقطاع طرق ولكن دوماً يشهر هذة الاية في وجهك :اطيعوا الله والرسول وولي الامر منكم . فتسكت لان النص سماوي ومقدس . واطيعوا عبداً حبشياً ولي عليكم حتى لو كان شعرة مثل الزبيبة وغيرها من الاحاديث التي تحض على الطاعة المطلقة ..لا تجد افكار افلاطون وسقراط وغيرهم في نظريات الحكم وهم الاقدمين فما بالك بفكرة القومية والهوية الوطنية وغيرها من المصطلحات الحديثة .. نحن هم .. ساكني المقابر افكارهم لا تزال معاشة وتتنفس الهواء العليل ..والكل يمشي على مبدء رياضي بسيط :اذا تساوت الاسس تساوت الاساس.. المهم مسلم وبقية لا تهم . كنت اقول للشباب كيف تقبل ان يحكمك ايراني . يقول لي :لو مرضت وذهبت الى الطبيب هل تسالة ما هي هويتة جنسيتة ..المراجع هم الاطباء لحياتنا وبقية لا تهم .. اتمنى يوم من الايام ان يكون رجل من وسطنا يكون مثل (الكسندر دوبتشيك ) مع َ ايمانة الاشتراكي والمبادىء الاشتراكية ولكنة خرج من المظلة الروسية ..وهكذا حل ربيع براغ . فمتى يحل ربيعنا يا ترى . محارب النور :redrose: |