حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
روح التعصب . - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: روح التعصب . (/showthread.php?tid=10905)

الصفحات: 1 2 3


روح التعصب . - طريف سردست - 05-19-2007

اشكرك على هذا الموضوع القيم، واتابعه بحماس و"فتح" ايضا حتى لايزعل احد


روح التعصب . - discovery2 - 05-20-2007

تسجيل متابعه

وكل الاحترام والتقدير لاستاذنا بهجت(f)


روح التعصب . - بهجت - 05-22-2007

ظريف :97:
ديسكفري .:97:
أنواع التعصب .

في هذه المداخلة كغيرها من المداخلات السابقة سأحاول معكم الذهاب إلى العلوم الإجتماعية كي نبحث عن بصيص ضوء ينير لنا ولو قليلا من أخطر معضلة ثقافية تواجه المجتمعات الإسلامية المعاصرة و هي ظاهرة التعصب ، و أيضا ظاهرة التعصب المضاد التي تواجهنا في الغرب .
هل هناك نوع واحد من التعصب ؟ ، بالطبع الإجابة هي لا ، حتى الآن نعرف أن هناك تعصب سلبي ضد الآخرين و تعصب إيجابي تحيزا للنفس و للجماعة الإجتماعية التي ننتسب إليها ، وهناك من يرى التعصب كله هو نوع من النرجسية و عشق الذات فنتحيز تلقائيا لكل ما ينتسب إلينا و نعادي كل ما يخالفنا ، وهناك تعصب الأغلبية ضد الأقليات و لكن هناك أيضا تعصب الأقلية ضد الأغلبية كما حدث في جنوب إفريقيا ،و كما يفعل اليهود في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1948 و حتى اليوم ، يمكننا كذلك أن نميز صورا متعددة من التعصب على أساس نوعي سواء في التاريخ البشري أو في الواقع المعاصر ، هناك التعصب العنصري و القومي ،و هناك التعصب الجنسي ضد الإناث و هناك التعصب الديني و الطائفي وهو الأخطر في العالم الإسلامي و خاصة الجناح العربي منه ، و أبرز نماذجه الأصولية الوهابية و الإخوانية و الأصولية الشيعية التي يمكن فهمها كنموذج للتعصب المضاد .
نفرغ أولا من التعصب العنصري و القومي ، هناك من يميز بين التعصب العرقي و التعصب القومي ، فالتعصب ضد الزنوج و الأسيويين و الهسبانك في أمريكا هو تعصب عنصري ، بينما من أبرز نماذج التعصب القومي في التاريخ الحديث هو النازية و الصهيونية ، سنلاحظ أن التعصب العنصري أكثر انتشارا في المجتمعات الأوروبية و الأمريكية المتقدمة ، هذا النوع من التعصب من أخطر الأمراض التي تصيب تلك المجتمعات ، إنه مرض الكراهية الجماعية الذي يجسد نمطا سلوكيا للعداوة في العلاقات الإجتماعية ،و هو منتشر لأنه يؤدي لصاحبه مكاسبا وقتية و لكنها مرضية ، سأتوقف أيضا عند الصهيونية كحركة تعصب قومي من الأقلية تجاه الأغلبية ، هذا النوع من التعصب القومي نادر و لكنه موجود و خطير ، فالمتعصب هنا وهم اليهود يلجأ لحيلة نفسية معروفة هي التوحد بالمعتدي ( ومن هنا نشأت المقولة بأن الشعوب تتعلم من جلاديها و ليس من أصدقائها ) فبدلآ أن أكون موضع إعتداء من الغير أصبح أنا المعتدي ، وقد تبين من تحليل التعصب أن الشخص المتعصب يسقط على الآخرين ما في نفسه من رغبات و مشاعر سلبية ، و هذا يتيح له أن يقتل و يغتصب بحجة ان الآخرين هم البادئون وهو يسعى فقط لحماية نفسه ورد العدوان ،وهذه الآلية اللاشعورية هي ما تمارسه إسرائيل تجاه الفلسطينيين و العرب ، و عموما فإن تحليل الشخصية اليهودية السيكوباتية أساسا ليست مسألة سهلة ،و تستحق أن نفرد لها موضوعا قائما بذاته .
هناك أيضا التعصب الجنسي ضد المرأة ، و هذه القضية مطروحة بشدة في الغرب، و لكن لا يوجد وعي بها كاف في المجتمعات العربية ، وسوف أتجاوزها أيضا بسرعة ليس لأني لا أدعوا للتعاطف مع المرأة ، و لكن لأن هذه القضية أقل الحاحا من التعصب الديني و الذي سأفرد له الجزء الأكبر من المداخلة .
التعصب الديني .
يلعب التدين دورا مركزيا في التعصب ، و تميل أغلبية الآراء إلى وجود علاقة إيجابية بين الدين و التعصب ، ذلك باستثناء عالم شهير واحد هو ألبورت الذي أشرنا إليه سابقا وله رأي مميز ، فهو يقسم التدين إلى تدين جوهري الذي يعتبر الدين غاية في ذاته وهو يساعد على كبح التعصب و يمكن أن ندرج البوذية و النموذج الليبرالي المسيحي في هذا النسق ،و هناك التدين الظاهري الذي يعتبر الدين وسيلة لأغراض أخرى وهو عامل مباشر في تأجبج نيران التعصب ، و يمكننا أن ندرج اليهودية الأصولية و الأصولية الإسلامية ( وهابية – إخوانية – شيعية ) و اليمين المسيحي في هذا النسق ، و من مراجعة نتائج 23 دراسة رئيسية ،و جد أن هناك 19 دراسة تؤكد وجود علاقة ايجابية بين الدين و التعصب ، بينما بينت نتائج 3 دراسات ألا علاقة بينهما ،و كانت هناك دراسة واحدة تؤكد وجود علاقة سالبة بينهما ، هذه النتيجة أثبتتها معظم الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع ، حيث لاحظ وليم جيمس في كتاب له هو قناع التدين ، أن المتدين يميل لإتخاذ الدين قناعا لكل الأفعال القاسية التي يرتكبها ، و قد يكون على القناع تعبيرات جميلة ورحيمة ، لكنه في قرارة نفسه يخفي أخبث الدوافع و أكثرها حقارة و انحطاطا ، وفي معظم الدول الشمولية مثل إيران و السعودية يستغل القادة الدين من أجل إضفاء القداسة على الطغيان الذي يمارسونه ، بل أن الدين يستغل لتبرير أبشع الجرائم العدوانية حتى في الديمقراطيات المتحضرة كما فعل ترومان في ضرب اليابان بالقنابل الذرية و جورج بوش في غزو العراق .
إن الأديان السامية الثلاث كانت دائما مصدرا لنشوء التعصب نحو بعضها البعض و نحو الشعوب و الطوائف المخالفة ، و على الرغم من ضعف تأثير الدين نسبيا في العصر الحديث ، إلا أنه من الصعوبة إنتزاع أو تعديل الأفكار التعصبية التي تنتقل خلال القنوات الدينية ، إن الإستعلاء الديني الذي تصنف الشعوب بمقتضاه إلى مؤمنة و كافرة هو المسبب الرئيسي لأسوأ صور التعصب و المحفز لأخطر العمليات الإرهابية ، هذا الإستعلاء هو متلازمة عضوية للفكر الوهابي الإخواني ، إن الوهابي يكفر المخالف بنفس السهولة التي يتنفس بها ، بينما الإخوانية هي الحاضنة لأخطر الحركات التكفيرية الإرهابية في العالم العربي .
تاريخيا ارتبط التعصب الديني بمعاداة السامية و التعصب ضد اليهود ، لأن اليهود كانوا أكثر الجماعات الدينية تعرضا للإضطهاد في الغرب و أوروبا خاصة ، و لكن في الأزمنة المعاصرة أصبح الإسلام شريكا في كل الحوادث التعصبية الكبرى سواء ضد الأخرين أو بين المسلمين أنفسهم ، هناك أيضا ظاهرة مرتبطة بالتعصب الإسلامي هي التعصب ضد المسلمين في الغرب ، يرتبط بالتعصب الديني التعصب المذهبي داخل نفس الدين ، فهناك التعصب الكاثوليكي البروتستانتي و التعصب السني الشيعي ، هذا النوع من التعصب كثيرا ما يكون أخطر من التعصب بين الأديان المختلفة.
كيف نفسر التعصب .. هذا ما سنحاوله لاحقا .



روح التعصب . - طيف - 05-23-2007

الاستاذ بهجت (f)

عذرا للمقاطعة

ولكن هل هناك فرقا بين التعصب Prejudice , وبين العنصرية Racism ؟؟
ففي المجتمعات التي يكون فيها نظام الحكم علماني , تكون العنصرية واضحة اكثر من التعصب
وفي ظروف معينة يصبح هناك تمازج بين التعصب والعنصرية فلا يمكن التمييز او الفصل بينهما


روح التعصب . - بهجت - 05-23-2007

Array
الاستاذ بهجت (f)

عذرا للمقاطعة

ولكن هل هناك فرقا بين التعصب Prejudice , وبين العنصرية Racism ؟؟
ففي المجتمعات التي يكون فيها نظام الحكم علماني , تكون العنصرية واضحة اكثر من التعصب
وفي ظروف معينة يصبح هناك تمازج بين التعصب والعنصرية فلا يمكن التمييز او الفصل بينهما
[/quote]


عزيزي طيف:97:
التعصب Prejudice كما تناقشنا سابقا هو في طبيعته الأساسية وجداني emotional جامد ، أي أنه عبارة عن مشاعر .. مشاعر التفضيل أو عدم التفضيل تجاه شخص أو شيء ما ، هذه المشاعر لا تقوم على أساس من الخبرات الفعلية ، و التعصب ليس نوعا واحدا و لكنه أنواع مختلفة ، وأيضا ليس من الضرورة أن يترتب عليه تصرف مباشر ما مثل التمميز أو الإضطهاد و لكنه يزيد من إمكانية حدوث ذلك كله ، أما العنصرية Racism فهي التعصب القائم على أساس الإختلاف العرقي أو الإثني ethnical أي أنها نوع محدد من التعصب ،و هي مرتبطة غالبا بالتمييز أو الإضطهاد ، ومن أمثلتها التعصب العنصري ضد السود و الأسيويين في أمريكا خلال فترات طويلة من تاريخها ، كذلك التعصب العنصري ضد القبائل الإفريقية في غرب السودان و ضد الأكراد في تركيا و إيران وسوريا و العراق (سابقا) ،و يمكن أيضا أن نلاحظ التمييز العنصري ضد المصريين في كثير من الدول العربية نتيجة التمايز العرقي الواضح ، و علينا أن نلاحظ أن التعصب في كل تلك الحالات كان ضد مجموعات عرقية مختلفة و لكنها مشتركة في الدين و حتى المذهب مع من يمارس التمييز العنصري . المجتمعات العلمانية ليست متشابهة كما تعتقد و لكنها جد متباينة ، و عموما العلمانية ليست سببا للتعصب و لكنها تخفف من وطأته في المجتمعات التي يظهر فيها التعصبب لأسباب متعددة كما سنتناوله لا حقا ، دعما للمقولة السابقة ستجد أن أمريكا هي أكثر المجتمعات الغربية تدينا و أيضا أكثرها تعصبا و عنصرية على النقيض من مجتمعات الشمال الأوروبي مثل السويد و النرويج و هولندا و الدانيمارك الأقل تدينا و أيضا الأدنى عنصرية على مقياس الفاشية F scale.


روح التعصب . - بهجت - 06-13-2007

الزملاء الأعزاء .:97:
كيف نفسر التعصب .. هذا ما سنحاوله الآن .

أسباب التعصب

عندما تشاهد مريضا لا يعني أنك تعرف مرضه فهذا يحتاج إلى كونسلتو من أطباء عددين ، وعندما نناقش مشكلة كالتعصب فنحن أمام طيف واسع من المستحيل حصره في باردايم (نمط قياسي) واحد و نعتقد أنه يقع في دائرة تجربتنا المباشرة ، لابد من المنهج و الثقافة و المتابعة العلمية و المنطق ، وهذا يفسر تعدد النظريات التي تتعامل مع ظاهرة التعصب .
بداية و كمقترب منطقي من هذه الظاهرة المعقدة أرى أنه لابد من التفرقة بين حالات التعصب الفردية و تلك ذات الطبيعة الثقافية الإجتماعية ، فحالات التعصب الفردية يمكن تفسيرها بشكل أوضح خلال علم نفس الأفراد( النظريات السيكوديناميكية Psychodynamic Theories) وهذه النظريات كانت سائدة حتى بداية الستينات من القرن الماضي ، وهي تؤكد على التوترات الداخلية الدافعة إلى التعصب ، وتولي اهتمامها للديناميكيات الخاصة بشخصية الفرد ، و هناك من يقسمها إلى ثلاث نظريات مختلفة أهمها نظرية التحليل النفسي لفرويد و تلاميذه ، و نظرية الإحباط – العدوان ، و نظرية الشخصية التسلطية ، نعم ربما تفسر هذه النظريات لماذا جورج بوش وساراكوزي و شارون متعصبون بينما كلينتون و جاك شيراك و ياسر عرفات غير متعصبين ،و لكنها لا تفسر لماذا الباكستانيون و اليهود متعصبون بينما النورديون و البوذيون غير متعصبين لأننا في هذه الحالات الأخيرة سنكون في حاجة لأدوات أخرى إجتماعية و ليست فردية ، في النهاية سنجد أن علم النفس الفردي كان دائما مشوقا و لكنه للأسف خارج نطاق هذا الشريط الذي يهدف إلى محاولة فهم التعصب كثقافة إجتماعية مدمرة و ليس كحالات مرضية فردية .
في حالات التعصب الجماعي لابد أن نلجأ إلى النظريات ذات المنحى الإجتماعي ، وهي النظريات التي تركز اهتمامها على معرفة و فحص متى و كيف ينشأ التعصب في جماعة معينة ، هناك إعتقاد واسع الإنتشار بأن التعصب ينشأ بشكل غريزي ضد الجماعات المختلفة عنا فيما يعرف بنظرية كراهية الإختلاف ، و من أهم الأفكار الممثلة لهذا الإتجاه مفهوم يطلق عليه التمركز العرقي الذي صاغه عالم يدعى ( سمنر ) ، و يعني ذلك الإنتماء إلى الجماعة و التآخي داخلها و ازدراء الخارجين عنها ، فالشيعي و السني مثلا يعتقد كلاهما أنه لابد أن يشارك طائفته اتجاهها التعصبي ضد الجماعة الأخرى كنوع من الإنتماء للجماعة ، و لكن هناك عدد قليل من العلماء الآن يؤمنون بعمومية الأعراض العرقية التي تتمركز حول قبول كل من ينتمي للجماعة و رفض كل من هو خارجها بشكل غريزي .
هناك أماكن كثيرة من العالم يعيش فيها جماعات عديدة مختلفة الأديان و الأعراق و لكنها لا تعرف التعصب ، ولو كان التعصب غريزة لانتقل بطريقة جينية ، و لما شاهدنا مثلا الزيجات المختلطة في مجتمعات عديدة كالعراق مثلا ، أيضا لو كان ذلك صحيجا فكيف نفسر أن هناك أفراد تقيم جماعاتها بشكل سلبي و تنتقل إلى جماعات أخرى ، إن تأكيد المرء لذاته لا يترتب عليه بالضرورة رفض الآخر أو إزدرائه، هناك فلسفات تحتقر التعصب وكراهية الآخر بوصفها نوعا من دناءة النفس لا تناسب الإنسان النبيل كما عند نيشة . هكذا نجد أن التعصب ليس غريزة بل هو معيار إجتماعي يتعلمه الإنسان من مجتمعه ، وهناك عمليات نفسية شائعة تشكل الأساس الذي تقوم عليه الإتجاهات التعصبية مثل الإسقاط و إزاحة العدوان و التصنيف المعرفي و التوحد الإجتماعي .
عموما يمكن حصر ثلاث مجموعات من الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الجماعي ، هذه المجموعات هي نظرية الجماعات السيكولوجية التي تدور كلها حول إبراز الدور الذي يلعبه الصراع بين الجماعات و من هذه النظريات : نظريات الصراع الواقعي و نظرية الحرمان النسبي ، هذه النظريات تفسر التعصب بالتنافس الإقتصادي بين مجموعات متصارعة ، أو نتيجة إحساس منتسبي إحدي المجموعات بحصول الأفراد الآخرين على إمتيازات نسبية و حرمانهم منها ، وهم عندئذ يعبرون عن استيائهم في شكل خصومة جماعية صريحة .
هناك أيضا نظريات التعلم الإجتماعي التي يعتبر (بندورا) أشهر دعاتها ، و ترى أن التعصب هو عباره عن مقياس إجتماعي يتعلمه الفرد من مجتمعه كما يتعلم أي شيء آخر ، فالآباء و المعلمون و الأصدقاء و الإعلام بشكل خاص كلها تلعب الدور الأساسي في اكتساب التعصب ، و الأطفال لا يتعلمون فقط التعصب من مجتمعهم و لكنهم أيضا يتعلمون أشكال التفاعل مع الجماعات الأخرى سواء بالتفاهم أم بالإزدراء و العنف ، وهذه النظرية تقدم تفسيرا منطقيا مقبولا لتعصب قطاع كبير من الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافة واحدة و نظام تعليمي بعينه ، و يمكن لهذه النظرية تفسير الإتجاهات التعصبية الدينية للشباب السعودي بل و المسلم الذي ينشأ و يتعلم في المجتمع السعودي ، نتيجة تكوين معارفه في مجتمع يدين برؤية أحادية تكفر المخالف ، شيء مشابه يفسر السلوك التعصبي للشباب الباكستاني الذي يخضع لثقافة بالغة التعصب داخل مؤسساته الدينية حتى في الدول الغربية ، حيث تلعب المراكز الإسلامية دورا محوريا في الترويج لثقافة التعصب و الإرهاب ، يرتبط بالتعلم ظاهرة أخرى هي المسايرة conformity التي تؤدي إلى تغير في سلوك الفرد نتيجة ضغوط المجتمع الحقيقية أو المتخيلة ، فالفرد الذي يبدي أفكارا متسامحة في لقاءات فردية يتخلى عن اتجاهاته و يتبنى أفكارا أكثر تعصبا في اللقاءات الجماعية كي يساير المجتمع ، نتيجة حاجة الفرد الشديدة إلى الإنتماء .
و لكن حتى تلك النظريات لن تكون مقنعة و شاملة عند التعامل مع ظاهرة ثقافية مثل ظاهرة التعصب الأصولي اليهودي و الإسلامي في صعيد مصر مثلا ، فنحن عندئذ نتحدث عن ظاهرة بالغة التركيب .. ظاهرة ثقافية المحتوى ذات قاعدة معرفية cognitive basisواضحة ، نحن لا نتحدث عن مرضى سيكوباتيين و لكن عن أصحاء يقومون بأفعال مبررة تماما لديهم ، هذه النظرية تذهب إلى أن التعصب prejudiceو الأفكار النمطية prototypical ideasالسلبية ليست فقط نتيجة التعلم الإجتماعي أو عدم مقدرة بعض الأفراد على إزاحة عدوانهم ،و لكنه قد ينتج من عملية التفكير الطبيعية للأسوياء نتيجة مرجعيتهم المعرفية الخاصة والمفارقة لقيم التعايش الحضاري ، و لعل من أهم النظريات المعرفية التي تعالج ظاهرة التعصب المعرفي هي نظرية نسق المعتقد Belief System Theory للعلامة ( روكيتش ) ، و يمكن تفسير نسق المعتقد بأنه كل المعتقدات و التوقعات و الحالات و الفروض الشعورية و اللاشعورية التي يقبلها الفرد و يعدها حقيقية كحقيقة العالم الذي يعيش فيه ، وفقا لهذه النظرية فإن التماثل Similarity أو التطابق Congruence في المعتقدات يحدد مواقف الجماعات من الجماعات الأخرى بشكل كبير ، فكل من يشترك معهم في المعتقد ( اليهودية أو الإسلام السني الوهابي ) هم نحن و كل من يخالف معتقداتهم ( المسيحيين و الشيعة و الهندوس ... الخ ) هم الآخر المعادي ، إن التأكيد المستمر على الإختلاف في أنساق المعتقد – خلال السلفية المذهبية – له الدلالة العظمى على التعصب و الميل للعنف ضد الآخر ، فالصعيدي المسلم يركز دائما على إسلامه و ليس وطنيته أو عروبته ،و الإسرائيلي مسكون دائما بكونه يهوديا ، و بالتالي تصبح الأفكار النمطية -التي تكون دائما سلبية تجاه المخالف و إيجابية عن الذات - مكونا أساسيا للموروث heritage الثقافي و الإجتماعي ، و يؤدي هذا النوع من التقكير عن طريق الصور النمطية الغير مبررة عقليا إلى تشوهات في إدراك الذات self- perception و الآخر ، و تؤكد الدراسات السيكولوجية الإجتماعية إلى إرتباط تلك الأفكار النمطية بالتعصب prejudice ضد المخالف و بالتالي إلى التمييز ضده ، فالأصولي يدرك الواقع فقط خلال نماذج نمطية ذات طبيعة دينية ، فالأصولي المصري المسلم لا يفرق بين القبطي المصري المعاصر و الصليبي القديم فكلاهما مسيحي ،ولا يميز بين البيرت أينشتين و يهود بني النضير فالجميع يهود ،ولا يفرق بين الفيلسوف الوجودي سارتر و الحكم بن هشام فكلاهما كافر بالله !، بل و كيف نفهم - بدون هذه النظرية - الاستحضار الأصولي لرموز الماضي و تقسيماته في الصراع الدموي المحتدم بين الأصوليات السنية و الشيعية في العراق ، فالشيعة يرون السنيين أحفاد معاوية و يزيد و قتلة الحسين ، بينما يراهم السنة روافضا خارجين عن الإجماع و أبناء ابن العلقمي الخائن !.
و النتيجة هي ما نلمسه الآن عندما تحول العرب من ترقب السلام المستحق إلى انتظار الحرب النووية المقبلة ، و فقدوا أي توقعات ايجابية بالمستقبل الذي يزداد إظلاما في عالم يرونه كافرا و معاديا .


روح التعصب . - اسير - 06-17-2007






المجتمع المتعصب عدو نفسه




إن التحديق في هيئتنا الاجتماعية و ذواتنا الداخلية أمر محبط، ومواجهتها بصدق وإخلاص من أصعب الأشياء وأعقدها، وذلك بسبب ما تحمله من نزعات تنطوي على الكثير من الأخطاء ومن الخوف من مواجهتها بتلك الحقائق، لذا فإن مواجهة النفس والمجتمع من أصعب المواجهات واعقدها وحيث ترث النفس الانسانية كل نزعاتها ونزغاتها من مجتمعها الذي يصنعها ويشكل هويتها الذاتية .. ترث ذلك ثم تدافع عنه وتحميه .... لذا كان التعصّب بكل اجناسه الدينية والقبلية والسياسية والوطنية والقومية والحزبية والطائفية والعائلية والاقليمية منشأ اجتماعيا ثم نفسيا ذاتيا .. تخلق ثقافة المجتمع المتخلف نفسية افراده وتشكل هوية ذاوتهم ثم تتنكر لهم وتنكر تحولاتهم النفسية السلبية فحين يغادر الطفل مشيمة بيئته الاجتماعية التي تربى في خضم ثقافتها السائدة والتي احتوته بل وتسلطت عليه منذ نعومة افكاره ... يغادرها مضطرباً حائراً بين ما تعلمه ودرسه من نظريات وتعاليم ومواعظ ( قولية ) عن التسامح والعفو وبين ما تزخر به يوميات المجتمع ( العملية ) من تعصب وعدوانية , وتحت اكراهات الواقع وضغوط الرسميات الاجتماعية يعجز الفرد عن الافلات من قبضة سلوكيات ثقافة التخلف التي تقوده في النهاية للتعصب لها والوقوع في براثنها .. فكان المجتمع هو الذي يصنع أعداءه من أبنائه بنفسه . لذا فالوجود الاجتماعي الضاغط والقامع هو عدو نفسه .
التعصّب ليس شيئاً وراثياً، لكنه يُكتسب، ويُتعلم من البيئة المحيطة، وهذا يعني أن الإنسان كما يتعلم التعصّب، يمكنه أن يتعلم التسامح والعفو. وقد دلت الكثير من البحوث والدراسات على أن الشعوب والجماعات تتغير اتجاهاتها عبر الأجيال، كما تتغير أنماط التفكير لديها، فالإنسان كائن يتعلم باستمرار، لكن الخلاص من العيوب لا يتم عن طريق المصادفة، وإنما عن طريق القصد والتخطيط والمجاهدة , للتخلص من أي ظاهرة نحتاج إلى تركيز الضوء عليها، بل نحتاج في الحقيقة إلى تشريحها. وظاهرة التعصّب من الظواهر الشديدة التعقيد؛ لأنها تقوم على عقائد وأفكار ومفاهيم راسخة ومترابطة، ومن الواضح أن التعصّب يشكل نوعاً من حب الذات، ويشتمل على درجة كبيرة من الأنانية والتمحور حول النفس، وذلك لأن المرء يحب الذين يشبهونه، وينفر من الذين يتبين له أنهم مغايرون له، وهذا ينم عن غفلة شديدة أو وعي زائف، أو نفس مريضة! انتهت نظريات التفوّق العرقي والتي سادت فترة طويلة من الزمان، وعادت الأمم المتحضرة إلى المعيار الإسلامي في التفاضل، وهو الاستقامة والنفع العام والتفوّق في الأداء، وصار من الواجب علينا نشر هذا المعنى على أوسع نطاق.
كثيراً ما يقوم التعصّب على التعميم الخاطئ، وقد قيل : لايعمم الإ حاقد أو جاهل , فنحن حين نحكم على شعب أو مجتمع بأنه أحمق أو كسول أو غدّار أو غبيّ.. نقوم بتعميم ملاحظة أو معلومة جزئية عن أفراد قليلين لنجعلها شاملة لأعداد كبيرة قد تبلغ مئات الملايين من البشر، وفي هذا من الظلم والتجني ما لا يرضى الله تعالى به، وما لا يليق بالإنسان العاقل والموضوعي الحريص على وضع الأمور في نصابها، ولهذا فإن مقاومة التعصّب تحتاج إلى نشر التثاقف الحر وتقوية الوازع الديني، والذي يدعو إلى التوقي من ظلم الناس، وإلى تدعيم التفكير الموضوعي والمحاكمة العقلية العادلة لدى الناشئة، وهذا من مسؤوليات الأسر في البيوت، ومن مسؤوليات المدارس ووسائل الإعلام.
يدفع التعصّب في اتجاه العداوة والعزلة، ولهذا فإن كثيراً من التعصّب سببه الجهل وضعف الاتصال، ومن هنا فإن علينا التفكير في الوسائل التي تساعد على الاتصال الفعال، ومنها توعية الناس بالتناقضات الأخلاقية التي سبّبها لهم التعصّب؛ إذ أن كثيراً من الذين يتعصّبون ضد غيرهم يؤمنون بالعدل والمساواة وكرامة الإنسان، ويحفظون الآيات والأحاديث والأقوال التي تدل على ذلك، لكنهم لا يستفيدون منها شيئاً، وهم من وجه آخر، يحبون من غيرهم أن يعاملهم على أنهم بشر أسوياء محترمون، لكنهم لا يفعلون ذلك مع الآخرين. إن توعية الناس بهذه المعاني على نحو مستمر، قد تساعد فعلاً في تخفيف غلواء التعصّب
إن المجتمع التقليدي الذي ينزع إلى وحدة الفكر والرأي وينفر من التنوع والاختلاف, إنما يشكل وسطاً ملائماً لنمو التعصب أما إذا ترقى هذا المجتمع وأصبح مدنياً له مؤسساته وتنوعاته فبالتأكيد سيؤطر أخلاقيات أبنائه على قبول الاختلاف والمشاركة الاجتماعية في كل نواحي الحياة , فالتعصب منتج بيئي في المجتمع الذي يكرس ثقافة أحادية الرؤية والمنهج فيتغذى ناسه على الانغلاق وحرب الجديد والمختلف تحسبهم تحت طائلة الرهاب الاجتماعي مؤمنون بما تلقوه من أفكار العفو والتسامح مع الغير ولكن عند أدنى بادرة للاختلاف في الفهم يخرج المخبوء من التناقض والتعارض بين التلقي والممارسة... ذلك لأن التلقين الاجتماعي حرمهم من إبداء الرأي والمشاركة في مراجعة ما هم عليه وغابوا أو غيبوا عن عمليات التبادل الحر للرأي بدون تأثيم أو خوف من مساءلة, والوعي الاجتماعي ما هو إلا مقدار وقدرة الأوعية الفكرية - التي يؤمن بها علماً وعملاً وسلوكاً وتخلقاً أبناء وأفراد المجتمع - , قدرة هذه الأوعية الفكرية على نقل المجتمع من التقليد للتجديد ومن الموات للبعث والحياة .. فكلما انكفأ المجتمع على نفسه وتقاليده الفكرية بات أكثر تعصباً وحصد ما زرع في نفوس أبنائه.




روح التعصب . - بهجت - 06-19-2007

المحترم أسير .:97:
تعمدت التمهل بعض الشيء عند التعليق على مداخلتك حتى تأخذ حقها من الإهتمام كمداخلة متصدرة للشريط ، وهذا خارج أي مجاملة لا محل لها في الحوارات الجادة و لكن لأنها تضيف الكثير للشريط ، هناك العديد في مداخلتك يستحق التعليق و لكن سنتخير بعضها الأكثر بروزا .

تخلق ثقافة المجتمع المتخلف نفسية افراده وتشكل هوية ذاوتهم ثم تتنكر لهم وتنكر تحولاتهم النفسية السلبية .
.....................
فكان المجتمع هو الذي يصنع أعداءه من أبنائه بنفسه

أليس هذا هو ما يحدث حرفيا في المجتمعات الأصولية ، ألا تفرز الثقافة الوهابية الرسمية الإرهاب كمنتج طبيعي ثم تدين الدولة الإرهابيين بعد ذلك كفئة ضالة مارقة ، وهؤلاء لم يفعلوا شيئا سوى أنهم صدقوا ما يقال لها و عملوا به !، ألا يعبء التدين الشعبي المسلمين في مصر ضد الأقباط ثم تدينهم عندما يدفعوا المنكر الذي حدثتهم عنه باليد ( أفضل الإيمان ) ؟، ألا تنشر الأصوليات الإخوانية و الجهادية و القاعدية أشد الأفكار المتعصبة و التكفيرية ضد المثقفين و الحداثيين و التقدميين و الذميين و تهدر دماء المخالفين بكل صفاقة ، فلم نعجب لو حرق المصريون الكنائس و قتل السعوديون الأجانب و تبادل السنة و الشيعة المجازر الجماعية و نشر الإخوان و القاعدة الموت في كل مكان ؟. هل يمكن ان تؤدي الثقافة السائدة لغير ذلك ؟.

التعصّب ليس شيئاً وراثياً، لكنه يُكتسب، ويُتعلم من البيئة المحيطة، وهذا يعني أن الإنسان كما يتعلم التعصّب، يمكنه أن يتعلم التسامح والعفو.

هذه حقيقة علمية فهناك أماكن كثيرة من العالم يعيش فيها جماعات عديدة مختلفة الأديان و الأعراق و لكنها لا تعرف التعصب ، ولو كان التعصب وراثيا لانتقل بطريقة جينية ، و لما شاهدنا مثلا الزيجات المختلطة في مجتمعات عديدة ، أيضا لو كان ذلك صحيحا فكيف نفسر أن هناك أفراد تقيم جماعاتها بشكل سلبي و تنتقل إلى جماعات أخرى ، إن تأكيد المرء لذاته لا يترتب عليه بالضرورة رفض الآخر أو إزدرائه، هناك فلسفات تحتقر التعصب وكراهية الآخر بوصفها نوعا من الحقارة لا تناسب الإنسان النبيل كما عند نيشة . إن التعصب ليس غريزة بل هو معيار إجتماعي يتعلمه الإنسان من مجتمعه ، و ترى نظريات التعلم الإجتماعي التي يعتبر (بندورا) أشهر دعاتها ، أن التعصب هو عباره عن مقياس إجتماعي يتعلمه الفرد من مجتمعه كما يتعلم أي شيء آخر ، فالآباء و المعلمون و الأصدقاء و الإعلام بشكل خاص كلها تلعب الدور الأساسي في اكتساب التعصب ، و الأطفال لا يتعلمون فقط التعصب من مجتمعهم و لكنهم أيضا يتعلمون أشكال التفاعل مع الجماعات الأخرى سواء بالتفاهم أم بالإزدراء و العنف ، وهذه النظرية تقدم تفسيرا منطقيا مقبولا لتعصب قطاع كبير من الأفراد الذين ينتمون إلى ثقافة واحدة و نظام تعليمي بعينه ، و يمكن لهذه النظرية تفسير الإتجاهات التعصبية الدينية للشباب السعودي بل و المسلم الذي ينشأ و يتعلم في المجتمع السعودي ، نتيجة تكوين معارفه في مجتمع يدين برؤية أحادية تكفر المخالف ، شيء مشابه يفسر السلوك التعصبي للشباب الباكستاني الذي يخضع لثقافة بالغة التعصب داخل مؤسساته الدينية حتى في الدول الغربية ، حيث تلعب المراكز الإسلامية دورا محوريا في الترويج لثقافة التعصب و الإرهاب ، يرتبط بالتعلم ظاهرة أخرى هي المسايرة conformity التي تؤدي إلى تغير في سلوك الفرد نتيجة ضغوط المجتمع الحقيقية أو المتخيلة ، فالفرد الذي يبدي أفكارا متسامحة في لقاءات فردية يتخلى عن اتجاهاته و يتبنى أفكارا أكثر تعصبا في اللقاءات الجماعية كي يساير المجتمع ، نتيجة حاجة الفرد الشديدة إلى الإنتماء .

وعادت الأمم المتحضرة إلى المعيار الإسلامي في التفاضل، وهو الاستقامة والنفع العام والتفوّق في الأداء، وصار من الواجب علينا نشر هذا المعنى على أوسع نطاق.

أعتقد أن هذا من قبيل التمني وحسن الظن بالدين ،و لكن هذا لا ينفي أن الإسلام شريك في كل حوادث التعصب الكبرى في عالم اليوم .

ولهذا فإن كثيراً من التعصّب سببه الجهل وضعف الاتصال،

هذه حقيقة ملموسة ، فكثير من الشباب القبطي يسيء الظن بالمسلم و العكس و لكن جمعهم في معسكر واحد أو فريق مشترك أو حتى نادي حواري واحد سيكسر سوء الفهم ،وهذا كثيرا ما يحدث في المجتمعات الراقية في مصر على النقيض مما يحدث في الأقاليم او العشوائيات حيث الجهل و الفقر و ضعف الإتصال ، بل كثيرا ما يحدث سوء الظن بين الشيعي و السني لنفس الشيء ،و أتذكر أني بينما كنت في دبي أن حذرني صديق سوري سني من الشيعة و أنهم كذا و كذا ، و قد دعوته للتعرف بصديق مهندس خليجي وزرناه في مكتبه مرات ،و خرجنا سويا إلى البركجروب أكثر من مرة في الكرفان الذي يملكه ، و في مرة كنا نتحدث عن أصدقائنا المشتركين فوجدته يشيد بصديقنا الخليجي ( أبو أحمد ) و يشكرني بحرارة أن عرفته به ، فقلت له متصنعا الجدية :" نعم هو ممتاز و خلوق للغاية لولا أنه شيعي" ، فقال لي معترضا :" لم أعرفك متعصبا .. وماذا في كونه شيعي أو مسيحي أو درزي أو .... المهم أن يكون إنسان نظيف القلب !"، فقلت له هو إيراني أيضا رغم أنه يعيش في دبي منذ طفولته ، فقال لي أنه لا يهتم بتلك الحقارات !، فابتسمت و قلت له :" سبحان الله .. هل تتذكر كم كنت تسفه أفكاري عندما كنت أنتقد الحكم على الناس خلال دينهم و جنسياتهم ،و لكن الإنسان عدو ما يجهل ،و أخبرته أني سافرت مرافقا مع أبو أحمد إلى لندن وهو يجري توسيع في صمام في القلب ،و أنه اختارني كمرافق لصداقتنا القوية رغم أني لا أشاركه قوميته ولا مذهبه ولا مواطنته ،وإلى اليوم ما زالت صداقتنا قائمة رغم اني غادرت دبي منذ سنوات .
كل الشكر لصديقنا أسير :redrose:
و لنا عودة .


روح التعصب . - بهجت - 06-19-2007



الزملاء المحترمون :97:

أسباب انتشار التعصب في المجتمع ؟.

سوف أتناول في هذه المداخلة مجموعة عوامل أراها سببا في انتشار التعصب في مجتمع دون آخر .

1. الجهل و عدم وجود فرص الإتصال بين الجماعات المختلفة ، فقد أثبتت الدراسات الميدانية أنه كلما زادت معرفة الفرد بالحقائق و المعلومات عن الجماعات موضوع التعصب قلت حدة النزعات التطرفية تجاهها ، لهذا من الطبيعي أن ينتشر التعصب في صعيد مصر و السودان ( ضد الأقباط و الجنوبيين و سكان دارفور ) حيث يوجد أكبر مخزون من الأميين في العالم العربي.
2. حجم و نمو الأقلية موضوع التعصب ، فكلما زاد حجم الأقلية و معدل نموها يزداد التعصب تجاهها ،و هذا يفسر التعصب الحاد بين الشيعة و السنة في العراق لتقارب نسبتهما طبقا للبيانات السنة أو لوجود أقلية سنية كبيرة وفقا لبيانات الشيعة !،كذلك يفسر نمو التعصب تجاه الفلسطينيين بين الشيعة و المسيحيين في لبنان بسبب زيادة أعدادهم بنسبة كبيرة تفوق معدلات الزيادة بين غيرهم في لبنان ، مما يهدد التركيبة السكانية و بالتالي النظام السياسي بخلل لا يمكن إصلاحه .
3. تزداد الإتجاهات التعصبية تجاه الآخرين عند وجود أخطار خارجية تهدد جماعة داخلية ما ، كما يحدث لليهود في إسرائيل ، فخشيتهم من المحيط العربي الإسلامي الهائل حولهم تدفعهم إلى درجات متطرفة من التعصب .
4. يزداد التعصب مع وجود تباين بين الجماعات التي تكون المجتمع ، فالمجتمع المتجانس يقل به التعصب مقارنة بالمجتمعات التعددية ، فدول شمال أوروبا متجانسة و هي أقل تعصبا عن غيرها حتى تلك التي ربما تفوقها في مستوى المعيشة مثل الولايات المتحدة ، و أيضا يزداد التعصب كلما كان هذا التباين مركبا ، فهو يزداد عندما يكون هناك تعدد ديني مرتبط بتعدد عرقي ، فالمسلمون في الغرب مثلا هم أقلية دينية و عرقية معا ، عكس المسيحيين في الشام فهم جماعة دينية و لكنهم لا يشكلون جماعة عرقية مختلفة ، لهذا يمكن للمسيحي العربي التعايش في مجتمعه بسهولة عن المسلم في فرنسا مثلا .
5. يزداد التعصب في المجتمعات التي بها حراك إجتماعي قوي أو منافسة شديدة في ميدان العمل مثل أمريكا ،لأن من ينتمي للطبقات الأغنى يخشى من مزاحمة أفراد الطبقات الأدنى له ، وهم في هذه الحالة الزنوج و مهاجري أمريكا اللاتينية .
6. يزداد التعصب في المجتمعات الفقيرة و كلما كان التغير الإجتماعي سريعا ، وهذا يفسر نسبيا انتشار التعصب في صعيد مصر خلال السنوات ال 20 الأخيرة .
7. الأفكار النمطية الجامدة السلبية تجاه الآخر تزيد من حجم التعصب تجاهه .
8. العوامل الثقافية مثل الإعلام تلعب دورا كبيرا في تزكية الإتجاهات التعصبية ، فقوة وسائل الإعلام السلفي المتعصب المدعوم بالدولار البترولي تؤدي إلى تعميق التعصب و الكراهية بين السنة و غيرهم من الأقليات الدينية و المذهبية ،و هناك من يرى أن الإعلام الشعبي و حتى الرسمي في مصر هو السبب الأول في نمو الإتجاهات التعصبية العنيفة تجاه الأقباط .
9. التنشئة الإجتماعية المبكرة من خلال الإتصال بأفراد متعصبين خاصة الوالدين و الأقارب و المدرسة ،و أحيانا يتولد التعصب خلال الإتصال بموضوع التعصب مثل الطفل الذي يلقى معاملة مهينة من زملاء له ينتمون لدين أو مذهب آخر فيتولد لديه كراهية لكل الآخر ين ،و لكن هذا يكون عادة فرديا و قليل الحدوث ،و يبقى الإتصال الوثيق بالآخر سببا هاما للتسامح و ليس سببا في التعصب .
10. تلعب العولمة الثقافية دورا مزدوجا فمن جانب تزيد من التواصل الثقافي بين التجمعات البشرية المختلفة ،و لكنها أيضا تؤدي إلى نمو إحساس الثقافات الأضعف ماديا بأنها معرضة للضياع والذوبان في غيرها ،و بالتالي تزيد من الإتجاهات الأصولية و التعصبية تجاه الثقافات الأقوى ،و هذا يفسر زيادة تعصب المجتمعات الإسلامية تجاه الغرب و المسيحيين ، الذين يبدون في صورة المنتصر الذي يفرض شروطه ، مثال ذلك ما يبديه أمثال بوش و ساركوزي و شارون و نظرائهم من غطرسة تجاه المسلمين خاصة .


روح التعصب . - آمون - 06-20-2007

Array
المجتمع المتعصب عدو نفسه
انتهت نظريات التفوّق العرقي والتي سادت فترة طويلة من الزمان، وعادت الأمم المتحضرة إلى المعيار الإسلامي في التفاضل، وهو الاستقامة والنفع العام والتفوّق في الأداء، وصار من الواجب علينا نشر هذا المعنى على أوسع نطاق.
[/quote]

صحيح أن الإسلام عموماً يتناقض مع "نظريات التفوق العرقي" ولكنه يحل "التفوق الديني " محلها ، التفوق مستمر لكنه على أساس مختلف في الإسلام .
أما "المعيار الإسلامي في التفاضل" فيخص المسلمين فقط ، المسلم المستقيم والمتفوق أفضل عند الله من المسلم الواطي الدون ، لكن أي مسلم جربوع أفضل ـ عند الله برضه ـ من غير المسلم ولو كان الأخير في حجم وقيمة ألبرت إينشتاين .