![]() |
نظرة متعمقة في الماركسية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: نظرة متعمقة في الماركسية (/showthread.php?tid=11320) |
نظرة متعمقة في الماركسية - غالي - 04-08-2007 عزيزي أورفي تحياتي سعيد بمشاركتك في هذا الموضوع فهذا بالتأكيد مفيد لي وللقراء من زملاء النادي هناك أحد هذه الخيارات هو الصحيح: - إما أنني لا أفهم الماركسية :what: - إما أنك أنت لا تفهم الماركسية :Asmurf: - كلينا لا يفهم الماركسية :blink: المهم فلندخل في الموضوع... تقول: بل تم بت هذه القضية ! اذ من المتعارف عليه لدى الشيوعيين ان الفلسفة اتخذت منذ اول التاريخ الانساني منحيين متوازيين هما : المنحى المثالي ( يتعلق بالفلسفة التي تتعامل مع الغيبيات والالوهيات وما يتعلق بها من مثل ) و المنحى المادي ( وهو يؤكد على ان لا دور للالهيات و الروحانيات و المثل القادمة من السماوات في تطور البشر ) و خلق الانسان إن فلسفة ماركس قائمة على أن المادة هي التي سبقت الفكرة... إن إنكار الله والدين بالنسبة لماركس ليس نتيجة لفلسفته.... بل على العكس... إن فلسفته قائمة على إنكار الله والدين وهي محصلة لهذا الإنكار... تقول: تعتقد الماركسية بان هناك بناءان يشكلان المجتمع ، وهما البناء التحتي و يشمل ادوات الانتاج و نمط الانتاج ، و البناء الفوقي و هو تعبير عما يفرزه البناء التحتي من انظمة و قوانين و قيم و ثقافات و فنون الخ . كما تعتقد بان البناء الفوقي يتغير بتغير نمط الانتاج . و بما ان القيم و المثل السائدة حاليا هي انعكاس لنمط الانتاج الحالي فانها ستتغير حتما مع التطور و تغير نمط الانتاج عندما يصبح اشتراكيا ! فعندها سيكون للمجتمع اخلاقياته المتميزة عن الاخلاقيات الحالية . اذا فكارل ماركس لم يبعد اية اخلاقيات بل انه لم يذكر اي من اخلاقيات المجتمع المقبل ( الاشتراكي ) و كل ما قاله بهذا الشأن عندما سؤل عن اخلاقيات ذلك المجتمع الشيوعي قال : " كل ما اعرفه هو انني لست شيوعيا " اي ،لا اعرف شيئا عن اخلاقيات مجتمع لم يقوم بعد ! بما أن الأخلاق عبارة عن إنعكاس للحالة الاقتصادية للمجتمع فإنها ليست ثابتة... بل قابلة للتطور بتطور المجتمع الاقتصادي.. وبما أن الأخلاق هي الميراث الديني للمجتمع فكان لابد لماركس الذي أنكر وجود الله والوحي أن يتخلص من هذا الإرث... فهو بالنسبة لماركس العائق أمام تحقيق التطور الطبيعي للمجتمع... وبما أن الأخلاق متغيرة بتغير الوضع الاقتصادي للمجتمع فهذا يعني أن ما هو غير أخلاقي اليوم يمكن أن يصبح أخلاقياً بعد 50 عام والعكس بالعكس... لقد كان من السهل على ماركس وهو جالس في احدى مكتبات لندن أن ينظر هو وصديقه انجلز عن ضرورة التخلي عن الدين وما يحمله من إرث أخلاقي... ولهذا السبب فشل كل من حاول أن يطبق الفكر الماركسي ذلك لأنه يصطدم بالفطرة الإنسانية وجوهرها... ولنفس السبب قال ماركس " كل ما اعرفه هو انني لست شيوعيا " لو لم ينبذ ماركس الأخلاق لما قال هكذا جملة... لقد فشل ماركس في تعريفه للأخلاق مع أن الماركسية قائمة أساساً على فكرة أخلاقية وهي نبذ الطبقية والاستغلال... وإذا استطعت أن تجيب على السؤال التالي فسوف أكون أول المقتنعين بالفكر الماركسي... لماذا يعتبر ماركس أنه من الأفضل أن يثور الفقراء على الأغنياء في مجتمع طبقي؟؟؟؟ ثم قلت: سرد إنشائي! كلامي ببساطة هو كيف يتوقع ماركس أن يلتزم المجتمع بهذا النظام الشيوعي في حين أن نفس هذا النظام لا يعترف الالتزام بأية أخلاق؟؟؟ تقول: ومن اين لك هذه المعلومة يا غالي ؟ كارل ماركس و صديقه انجلز كتبا البيان الشيوعي و طالابا العمال بان يتحدوا عبر تنظيم سياسي و ليس منظمة من طراز " القاعدة " يا عزيزي او من طراز حزب الله اللبناني ! و لم تظهر مقالة شيوعية واحدة تطلب من العمال القيام بعمليات قتل او نهب او ما شابه ذلك ! عندما لا تكون هناك أخلاق فكل شيء مباح... تقول: تصور مغلوط ناتج عن فهم مغلوط يقوم على ان الماركسية ضد الاخلاق بشكل مطلق . قلنا ان الماركسيات وقفت ضد بعض اخلاقيات البرجوازية قلنا أن الماركسية قائمة على إنكار الله والوحي... والأخلاق هي إرث المجتمع الديني.. فكيف يمكن لحركة قائمة على الإنكار التام للخالق وللحقيقة الموحى بها أن يعترف ببعض هذه الأخلاق وأن ينبذ بعضها؟؟؟ هل يملك ماركس تعريفاً للأخلاق؟؟ لقد اعتبر أن الأديان عبارة عن مخدر للطبقة العاملة تستخدمها البرجوازية لإحكام سيطرتها على البروليتاريا... ولهذا كان لابد للماركسية أن تنبذ كل ما يمثله الدين... ثم قلت تعليقاً على هذه الجملة: إن التعاطف مع قضية البؤساء إذا ترك له الحبل على الغارب بغير أية ضوابط من العدل والإنصاف... فإنه يؤدي إلى اقتراف أعمال وحشية ضد الآخرين بأنها تحتوي على تناقض بنيوي ولم توضح... يتبع سلام نظرة متعمقة في الماركسية - Awarfie - 04-08-2007 غالي :97: في الانتظار :Asmurf:! نظرة متعمقة في الماركسية - خاليد - 04-08-2007 كيف تؤدي الأخلاقيات حتما الى الله؟ أظن أن هذا ليس بالضرورة ثم القول بأن الانسان حيوان لاأخلاقي فيه شيء من المبالغة .الانسان أناني,نعم لكن هذا لا يعني أنه ضد الأخلاق. نظرة متعمقة في الماركسية - Awarfie - 04-09-2007 Array كيف تؤدي الأخلاقيات حتما الى الله؟ أظن أن هذا ليس بالضرورة ثم القول بأن الانسان حيوان لاأخلاقي فيه شيء من المبالغة .الانسان أناني,نعم لكن هذا لا يعني أنه ضد الأخلاق. [/quote] كلام في محله ، احسنت يا المندهش :97: :Asmurf: نظرة متعمقة في الماركسية - غالي - 04-09-2007 Array كيف تؤدي الأخلاقيات حتما الى الله؟ أظن أن هذا ليس بالضرورة ثم القول بأن الانسان حيوان لاأخلاقي فيه شيء من المبالغة .الانسان أناني,نعم لكن هذا لا يعني أنه ضد الأخلاق. [/quote] سؤال جميل طبعاً... ما هي الأخلاقيات؟؟ لماذا نعتبر السرقة غير أخلاقية؟؟؟ كذلك الأمر بالنسبة للربا والزنا والطمع... ما هي المصادر التي يحصل منها الإنسان على الأخلاق؟؟ الإنسان حيوان غير أخلاقي هذا بالفعل صحيح... انظر جيداً فيما يحدث في العالم وفيما حدث وستجد أن الإنسان هو أكثر المخلوقات وحشية تحت قبة السماء... لقد كانت القنبلة الذرية أول استخدام للذرة عوضاً عن أي استخدام سلمي لها.. سأحاول أن اكمل الموضوع في أقرب فرصة تحياتي سلام نظرة متعمقة في الماركسية - Awarfie - 04-09-2007 Array كيف تؤدي الأخلاقيات حتما الى الله؟ أظن أن هذا ليس بالضرورة ثم القول بأن الانسان حيوان لاأخلاقي فيه شيء من المبالغة .الانسان أناني,نعم لكن هذا لا يعني أنه ضد الأخلاق. [/quote] يبدو ان غالي يرى بان لا اخلاق لمن لا يؤمن بالله !!!:angry: و هنا تكمن الماساة ! :confused: :Asmurf: نظرة متعمقة في الماركسية - غالي - 04-09-2007 Array يبدو ان غالي يرى بان لا اخلاق لمن لا يؤمن بالله !!!:angry: و هنا تكمن الماساة ! :confused: :Asmurf: [/quote] عزيزي أورفي هناك سوء فهم لأنني لم أقل أبداً بأن الملحد لا أخلاق له... لقد قلت بوضوح بأن الأخلاق في أي مجتمع مصدرها الدين... لذلك كان لا بد لماركس أن يتخلى عن هذا الإرث لعدة أسباب ذكرتها سابقاً منها تحطيم أية قيود تعيق قيام ثورة البروليتاريا ضد البرجوازية... لو أن ماركس اعترف بالأخلاق لكان ذلك بمثابة اعتراف ضمني منه بوجود الله... وبما أن فلسفته قائمة اساساً على الإنكار المطلق لله والدين فلا بد له أن ينكر أيضاً الحقيقة الموحى بها (الأخلاق)... تحياتي سلام نظرة متعمقة في الماركسية - Awarfie - 04-09-2007 Array عزيزي أورفي لو أن ماركس اعترف بالأخلاق لكان ذلك بمثابة اعتراف ضمني منه بوجود الله... تحياتي سلام [/quote] الا يعني هذا الاقتباس بانك تربط الاخلاق بالدين و الله ؟ :emb: :Asmurf: نظرة متعمقة في الماركسية - غالي - 04-09-2007 Array الا يعني هذا الاقتباس بانك تربط الاخلاق بالدين و الله ؟ :emb: :Asmurf: [/quote] عزيزي آروفاي أولاً المعذرة لأنني كنت أكتب لفظ اسمك بشكل خاطئ ثانياً أنا أربط بين مصدر الأخلاق وبين الدين والله وذلك لا يعني مطلقاً أن الملحد الذي لا يؤمن بالدين وبالهه لا أخلاق له... أنا أقول ببساطة أن مصدر الأخلاق هو الدين وبالتالي الله (f) تحياتي سلام نظرة متعمقة في الماركسية - غالي - 04-14-2007 مر وقت طويل على أخر مشاركة لي في هذا الموضوع... وكنت قد وعدت أن أكمله.. المشكلة أن هناك أكثر من موضوع في أكثر من ساحة من ساحات النادي لم أقم بإكماله.. والأفضل في هذه الحالة أن أقوم بإكمال أحدث الموضوعات ولهذا سأبدأ من هنا... نعود للسيد ماركس... هناك عيب آخر في نظرة ماركس لإقامة مجتمع بلا دولة... إن ماركس يفترض أنه حين يسود التكافؤ الاقتصادي المجتمع سوف يزيل تماماً أصل كل أسباب الجريمة... وعلى هذا فلن تمون هناك حاجة لقوة الدولة وسلطانها لمحاربة الجريمة... إلا أنه نسي أن الطمع والجشع عند الإنسان ليس وقفا فقط على الأنشطة الاقتصادية وحدها... فحتى لو تحققت كل الأهداف والأحلام الماركسية يظل هناك الكثير والكثير مما يطمع فيه المرء ويشتهي الحصول عليه مما لم تلحظه عين الماركسيين... إن الكثير والعديد من الشهوات والطموحات متأصلة في الطبيعة الإنسانية.. وأية اقتراحات لا تأخذ هذه الطبيعة في الاعتبار لا يمكن أن يكون لها تأثير فعال... إن عدم التكافؤ في الإنسان ليس منحصراً فقط في النواحي الاقتصادية... إذ يمكن أن يوجد عدم التكافؤ في القوى الجسدية أو المواهب الذهنية... وفي غير ذلك من قدرات العقل والوجدان.. كذلك فإن رغبة الإنسان الفطرية في أن يحكم وأن يسيطر وأن ينتصر على العقبات... رغبته في أن يُحب وأن يكون محبوباً... كل هذه الأمرو تهيئ التربة الملائمة والمناخ المناسب لبذرة الطمع أن تضرب جذورها وتنمو... وعلى سبيل المثال فإن الجمال هو أحد الأمور التي لا يمكن أن يشترك فيها الجميع بالتساوي رجالاً ونساء... كما أنه من غير الممكن توزيع الصحة والقدرات البدنية على الناس بمقاييس متكافئة... إن قدرات السمع والبصر.. اللمس والذوق.. ما يحب المرء وما يكره.. ما تشتهيه النفس وما تأباه.. المواهب الفنية.. التذوق الموسيقي.. الولع بالفن الإبداع الأدبي.. كل هذه أمثلة لعدم التكافؤ الذي خلقته الطبيعة نفسها خلال المراحل الطويلة للتطور... ولا يستطيع أحد من المدافعين عن الاشتراكية العلمية أن يلغي وجودها.. فلا بد من قبولها كأمر واقع.. والمشكلة هي أن هذه الاختلافات في ذاتها هي أصل سبب كل الفساد في المجتمع الإنساني... وتنشأ عنها كل الأمراض الاجتماعية... إن الحل الوحيد الصحيح لتنظيم وتهذيب هذه الميول الإنسانية يكمن في القوانين الأخلاقية المنزلة من لدن الله تعالى... وهي بدورها لا قيمة لها بغير الإيمان بوجوده عز وجل... فعندما يغيب الله من أمور الإنسان وتغيب الحقيقة اللدنية الموحى بها من التأثير على الإنسان فلن يبقى هناك سلام في أي مكان.. يتبع سلام |