حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT (/showthread.php?tid=11579) |
النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - morgen - 03-16-2007 الزملاء الاعزاء, ربما يكون المجتمع العربي علي مشارف فوضي عارمة و لكن علينا الا ندعي الاصولية و ايران هما المشكلة و نغسل ايادي حكومات نمت و ترعرعت في رحمها هذه الاصولية و قدمت لها التنازلات بعد التنازلات طوال الربع القرن الاخير! ان سلبية العرب امام الازمات المتتاليه (امتصاصها علي حد تعبير الزميل اورفاي) للمنطقة هي مغالطة ليست بسيطة, بالنسبة لي العرب تفاعلوا مع هذه الازمات و تعاطوا معها و لكن للاسف اسوأ تعاطي و شارك في صنع هذا التعاطي حكومات اخطأت التقدير و شعوب تلهث وراء شعارات براقة تفتقد لابسط قواعد المنطق. من حقي ان أسأل كم مرة استخدم مثقفينا و نخبتنا مصتلح "لحظة فارقة", الم تكن 48 لحظة فارقة, الا تستحق 52 هذا اللقب, اليس من الممكن ان ندعي 56 لحظة مماثلة, الم تكن 67 زلزالا بجميع المقاييس, هل كانت 73 اقل شئنا, ماذا عن زيارة القدس و كامب دافيد و سقوط بيروت, هل ننسي سقوط جدار برلين (تأثيراته علي منطقتنا كأحد البؤر صراع اثناء الحرب الباردة), ثم غزو الكويت و اتفاقيات السلام الفلسطينية – الاسرائيلية و 11سبتمبر و انتهاءا بأحتلال العراق! لقد مر بهذه المنطقة في 60 عاما لحظات فارقة و نقط فاصلة متعددة و عند كل نقطة توقف البعض يكتب و ينظر محاولا ان يفهم تتابع الاحداث, اصاب البعض و اخطأ البعض و لكن المؤكد ان القادة (بحكم امتلاك القرار) قد اخذوا بالتقديرات الخاطئة لكي تصل اوضاعنا الي الضياع الذي تعيشه منطقتنا, اما الشعوب التي يعجبها الصوت العالي و الخطب الحماسية تهرب بها من صدمة النكسات المتتالية و الفشل الملازم, فلم تجد وسيلة سوي الانغماس في المزيد و المزيد من الشعارات و الاحلام البعيدة عن ارض الواقع! دعونا نقرأ اللحظة الحالية بعيدا عن مفهوم الاصولية, نعم الاصولية خطر محدق بنا و لكن هذه اللحظة هي لحظة اعادة رسم الخرائط و لحظة اقرار توازنات جديدة لقوي المنطقة. ايران "الاصولية" لا تتعامل في هذه اللحظة بأصولية علي العكس تتعامل كدولة قومية تتحرك نحو مصالحها ببرجماتية و دهاء, ايران تبحث عن حقها (المشروع) في تقاسم النفوذ في الشرق الاوسط مع الاطراف الاخري الفاعلة فيه اما الكارثة فهي لدينا نحن العرب فليس ذنب ايران ان الاطراف الفاعلة الاخري في الشرق الاوسط هي اسرائيل و امريكا! ايران في صراعها مع امريكا و اسرائيل حول النفوذ في المنطقة تدعم حزب الله "اللبناني الذي يتحرك في فضائه الخاص بعيدا عن حكومته!!" و حماس "الفلسطينية التي جائت إلي حكم السلطة الفلسطينية التي اقرتها اتفاقية اوسلو و لكنها ترفض الاعتراف باوسلو نفسها!!". هذا شيعي و هذا سني و إذا اضفنا إلي الاثنين سوريا التي يحكمها حزب البعث العربي العلماني, يصبح مطلوبا ان يقول لي احد اين اصولية ايران السياسية. ايران لا تدعمهم لانهم اصوليين بل لانهم اداوات هامة لتوطيد نفوذها في المنطقة. اما السؤال لنا نحن العرب, كيف ظهرت هذه النماذج بيننا؟ كل الدول العربية مشغولة بتصدعات داخلية, في المقالة نفسها الكاتب يتحدث عن استعراضات الازهر, هذه نكتة مبكية, فاكبر دولة عربية في لحظة اعادة تشكيل المنطقة مشغولة بأستعراضات طلبة جامعيين تعكس مدي تخبط و فوضي الشارع و حالة تدني "ربما انهيار" لفهوم المواطنة و تصدعات في البناء الاجتماعي و تلاعبات الحكومة في الدستور. مصر تقف مكتوفة مشغولة بالمصائب الداخلية حتي عن الاحداث في فلسطين "حدودها الشرقية المباشرة" و متلاهية عن تطورات الاوضاع في السودان "حدودها الجنوبية معبر النيل إليها". الدول العربية "المعنية" في حالة رعب, هم يعلمون ان امريكا تبحث عن مصالحها و فقط, و يعلمون جيدا ان امريكا لا تمانع في التفاوض مع ايران في سبيل ذلك. و لكنهم و مع علمهم بذلك لا يستطيعون ان يفعلوا اي شئ! امريكا و ايران يتصارعان علي مصير الشرق الاوسط و سوف يستخدم الطرفين كل اوراقهم للتقوية مواقفهم, حتي الاصولية و الطائفية التي نشتكي منها و نحسبها لصالح ايران, لا تمانع الامريكا و معسكرها من استخدامها ضد ايران و حلفائها. الفوضي الاصولية التي يخاف منها الكاتب هي كارثة وشيكة و لكن علينا ان نفصل بين هذه الاصولية و بين لحظة تشكيل حقيقي للمنطقة, الاصولية فيه ليست اكثر من اداة او ورقة في يد اطراف الصراع, نعاني نحن منها "ليس كلنا, فأغلبية شعوبنا يراها منقذا" فقط بحكم ضعف دولتنا المدنية. لم تصنع ايران هذا الوضع الذي اوصل العالم العربي إلي حافة الهاوية, ان القاء كل مشاكلنا علي كاهل ايران هو خطأ لا يبرره سوي محاولتنا لستر عورات انظمة بائسة تنظر إلي دولها و هي تتأكل من الداخل و تتصدع ركائزها و لا تجد ما تفعله لانقاذها, ببساطة لاهتزاز شرعيتها و تلاشي قدرتها علي تسويق برامجها, مع العلم ان هذه البرامج في اساس متخبطة و اقصي ما تطمح فيه ليس حل المشكلات بل مجرد الا تتجه الاوضاع للاسوأ!!!! اطيب تحياتي (f) النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - بهجت - 03-16-2007 العزيز AWARFIE .(f) مرحبا بك على الشريط ، و حتى أتمكن من إعداد تعقيب يناسب مداخلتيك الهامتين أبادر بتوجيه خالص شكري و تقديري لمشاركتك العميقة و الجادة ، راجيا أن تعتبر نفسك و باقي الأخوة شركاء في هذا الشريط و على قدم المساواة ،و أن نتعامل معه كمائدة مستديرة للحوار ، مؤكدا أن أفضل ما ننتجه دائما هو ما يصنعه الخلاف الجاد القائم على إحترام حق كل منا في إبداء وجهة نظره ، هذا الإحترام أحمله لك و لكل أصدقائي في النادي . الأعزاء وليد و مورجن .(f) كم هو رائع أن أشاهدكما على الشريط . مرور فقط للتحية و لنا عودة . النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - بهجت - 03-19-2007 هذه الدولة مهما كان موقفنا الناقد لها و للأنظمة التي تقودها هي وحدها ما نملكه حاليا كإطار للوجود . الزملاء الأعزاء الصديق العزيز أوارفي . تحية طيبة .:97: تعرض في مداخلتك تصورا متكاملا للنقطة الفاصلة و تحدياتها ، و لهذا وجدت أن أفضل ما أفعله هو طرح تصوري الشخصي حول نفس الموضوع لك و للجميع كاملا قبل مناقشة أي فرعية ، بالقطع ستجد الكثير من نقاط الإتفاق معك و بعض نقاط الخلاف ، و كلاهما طبيعي .. نقاط الإتفاق و نقاط الخلاف . الزملاء الأفاضل . هذا هو المشهد كما أراه . تواجه الدولة العربية الحديثة كما نعرفها الآن تحديات غير مسبوقة تهددها في صميم وجودها ، هذه الدولة مهما كان موقفنا الناقد لها و للأنظمة التي تقودها هي وحدها ما نملكه حاليا كإطار للوجود .. مجرد الوجود ، و بالتالي لا يجب أن نتناولها باستخفاف ، نحن نتفق في هذه الفرضية و بالتالي فكل اختلاف في بعض التفاصيل سيكون جزئيا . لم يعد مطروحا في كثير من المجتمعات العربية شكل الدولة و محتواها و آلياتها بل بالأساس أن تكون الدولة أو لا تكون ، حتى عندما اجتاحت ظاهرة الانقلابات العسكرية الأنظمة التقليدية التي خلفها الإستعمار لم تكن الدولة ذاتها على المحك ، بل من الجدير بالملاحظة أن تلك الإنقلابات كانت عادة ترفع الشعارات الوطنية الملتهبة و في كل الأحوال كانت تدعم الدولة ككيان سياسي ، هذا الموقف يتبدل الآن ، فالدولة العربية التقليدية تواجه تحديان كبيران يمسان وجودها ذاته . التحدي الأول هو المشروع الأمريكي الهادف إلى إعادة تشكيل العالم العربي من الخارج وفقا لرؤية المحافظين الجدد فيما أطلقت عليه كوندليزا رايس ( الفوضى البناءة ) وهو مشروع أراه ولد ميتا لأنه مرفوض شعبيا ، و يمكننا أن نلاحظ أن العرب الذين يظهرون دائما خنوعا بل تولها عميقا بالطغاة المحليين و يقدمون لهم طقوس العبادة الجهرية و السرية على السواء هم أنفسهم من يبدي مقاومة شرسة ضد التدخلات الأجنبية ،هذا درس بسيط يدركه أي مهتم بالسياسة العربية ولا تدركه الإدارة الأمريكية ، أخذ المشروع الأمريكي يهبط بسقف توقعاته باستمرار إلى الحد أنه صار يهدف إلى مجرد الخروج المشرف من العراق حتى لو تركه للفوضى الكاملة ، هذا لا يعني أن أمريكا سوف تخرج من المنطقة كلية فلا يمكنها أن تفعل ذلك ،و لكنها ستعود إلى أساليبها التقليدية في التحالف مع الأنظمة المعتدلة القائمة ، و في نفس الوقت و تحسبا لزلزال إسلامي جديد على النموذج الإيراني ستمضي في محاولة عقد تحالفات جديدة مع الإسلاميين المعتدلين كما تراهم مثل حركة الإخوان المسلمين ، وهي محاولات نجحت أمريكا سابقا في توظيفها ضد النظام الناصري والإتحاد السوفيتي في زمن الحرب الباردة ،و بالفعل خصص الكونجرس الأمريكي مبلغ 1.3 مليار دولار لمشاريع تهدف إلى تطويع و ترويض الإسلاميين المعتدلين ( تعبير يعني تقليديا الإخوان ) كما أعلنت رايس في الواشنطن بوست " أننا لا نخشى وصول الإسلاميين و المتطرفين إلى الحكم " ، و تعمل أمريكا حاليا على تشكيل تحالف سني تقوده السعودية لمواجهة إيران مستعيدة في ذلك تجربة توظيف الأصولية السنية ضد السوفيت في أفغانستان ، هذه التجربة التي دفع ثمنها غاليا المشروع التحديثي العربي ،و أخشى أنه مطالب بدفع ثمن التجربة الجديدة أيضا . أما التحدي الثاني الأخطر بما لا يقارن فهو المشروع ( الإنقلاب ) الراديكالي الذي تدعمه إيران و تقود تحالفه الأساسي ،وهو المشروع الهادف الى تقويض الدولة العربية من الداخل ، خطورة هذا الإنقلاب أنه داخلي يستخدم نفس الشفرة الوراثية للجسم العربي ( الإسلام – إسرائيل – عداء الغرب – التعصب ) ، هذا المشروع الإنقلابي لم يعد تهديدا محتملا فقط بل هو حقيقة واقعة ، كان لبنان أول و أخطر نماذج هذا المشروع الإنقلابي فابتلع حزب الله الدولة ، و كانت فلسطين هي النموذج الثاني حيث ابتلعت حماس شبه الدولة وثالثها في العراق حيث سلمت الدولة سلميا لجماعة ايران والبقية تأتي ولن ينجو من ذلك أحد حتى سوريا التي تقف في صف المشروع الايراني . يرتكز الإنقلاب الراديكالي على أكثر من قطب سني و شيعي في الرأس منه تحالف هام واسع تقوده إيران و يشمل معظم الشيعة العرب كقوى محتملة Potential قابلة للتعبئة السياسية الدينية ، هذه القوى الراديكالية مكونة حاليا بالفعل من عناصر متعددة و مؤثرة رغم أنها كثيرا ما تكون متناقضة فهي تتشكل بالإضافة إلى إيران من : سوريا ، حركة الإخوان العالمية ، تنظيم القاعدة ، حزب الله في لبنان، حماس في فلسطين، قوات بدر و جيش المهدي في العراق ، أتباع الحوثي في اليمن ، قناة الجزيرة .. الخ . هذا التناقض في القوى الراديكالية واضح إلى الحد أنه بينما تتحالف سوريا مع إيران يسعى إخوان سوريا لابتلاع الدولة كما يفعل الاخوان في مصر تماما ، رغم أن الأخيرة تقع على طرف النقيض من الراديكالية الإيرانية – السورية !. هكذا نجد أن نموذج لبنان، نموذج الدولة ذات الرأسين ( السنيورة – نصرالله ) متعددة السيادة ( وهو ما يعني أيضا فاقدة السيادة ) هو نوع من جنون البقر أو انفلونزا الطيور بدأ ينتشر مصحوباً بتصفيق الغوغاء و إعلامهم المضلل وكل أولئك الذين يهدفون الى القضاء على الدولة الحديثة ليحولوا العالم العربي برمته الى كيانات من الميليشيات المسلحة ، مستلهمين حزب الله و حماس و المحاكم الصومالية ، هذه الرغبة في تحويل بلدان العرب إلى حالة ميليشيات تستدعي تصريحات المرشد العام لحركة الإخوان مهدي عاكف بالسماح له بإرسال عشرة آلاف متطوع إلي الجبهة اللبنانية ، و أيضا التدريبات القتالية الإخوانية في الجامعات المصرية ، بهذا يريدون وضع مصر علي أول عتبات الكارثة العظمي وتحويلها إلى حالة المليشيات التي نراها في لبنان. هذا المناخ الميليشياوي المستخف بالدولة ككيان حافظ للمجتمع يخلق حالة من الفوضى و التقاتل الداخلي الذي لا يخدم أحدا سوى الخراب و التفكك . في هذه الأجواء و شيوع حالة الهذيان و التهيج العاطفي لم تعد الدولة العربية المعاصرة تفرز رجل الدولة الكفء مثل هواري بو مدين و فؤاد شهاب والملك فيصل بل قائد الميليشيا الشعبوي مثل حسن نصرالله و أبو مصعب الزرقاوي و مقتدى الصدر و أيمن الظواهري ، هذا الرمز الميليشياوي لم يعد مجرد ناشط سياسي بل زعيم مقدس ممنوع الإقتراب منه سوى بطقوس العبادة ، فالذي ينتقد حسن نصر الله يخوّن، و الذي ينتقد مقتدى .. مقتدى .. يقتل بالمثقاب الكهربائي ،و الذي ينتقد أيمن الظواهري يخون و يكفر أيضا ، و أبو مصعب الزرقاوي مناضل ورمز قومي للعرب و أسامة بن لادن الشيخ المجاهد أبو الأبطال و الشهيد الحي .. وهكذا يفكر الغوغاء الآن و يتبعهم الغاوون و بهذيان قناة الجزيرة في كل منتدى يهيمون . من الجدير بالدهشة ملاحظة أن هذا المشروع الراديكالي ليس مقصورا على القوى الإنقلابية المتطرفة و لكن هناك من القوى التقليدية المحافظة من يدعمه بغباء منقطع النظير ، هذا يبدوا واضحا في قناة الجزيرة كذلك القنوات الأصولية التي يمولها رجال أعمال سعوديون ، هذه القنوات الإعلامية الممولة بتروليا بسخاء مثال واضح للإعلام الخليجي المتخبط ، فهو يهدف الى تآكل شرعية الدولة العربية التي تمثل قطر و السعودية واحدة من أكثرها جمودا و محافظة ، هكذا تمول قيادات خليجية المشروع الراديكالي المناقض لها داعمة للفكر الإنتحاري الذي ينخر في الدول العربية الحديثة من الداخل تحت مسمى الثورة الاسلامية أو المقاومة في مثال نادر لكيان يعمل على تدمير ذاته . الدولة الآفلة التي تعمل ضد نفسها و لصالح أعدائها ، مثل هذه الحالات ليست استثنائية في التاريخ و لكنها متواترة بشكل يدعو للتوقف و التأمل بعمق ، في كتابه الرائع عن نشأة و سقوط الرايخ الثالث يتحدث و ليم شيرر عن جمهورية فيمار التي انهارت مسلمة السلطة للنازيين ، و كيف أن أجهزة الدولة بما فيها القضاء الذي أقسم يمين الولاء لتلك الجمهورية كانت رحيمة جدا بأعداء النظام و عنيفة جدا مع مناصري الدولة و النظام !، و هكذا يصبح من يدافع عن النظام مهددا من النظام ذاته ، عندما كان سعد الدين إبراهيم صوتا ليبراليا معاديا للأصولية و الإرهاب ذهب إلى السجن و عندما تحول إلى موالاة الإخوان أصبح ينعم بالأمان ، هناك معلومات مؤكدة أن الشبكة تستخدم لتجنيد الإرهابيين و الدعايات الأصولية التحريضية و التكفيرية ، و لكنا لم نسمع عن إدانة إنسان واحد بتهمة الحض على الإرهاب و تبريره ، تلك الجريمة التي يتورط فيها كثير من رجال الدين تحت حماية حصانتهم الدينية ، بل على النقيض من ذلك تحاكم الدولة العربية من يوجه النقد لرجل الدين بتهمة تحقير الدين حتى لو كان رجل الدين هذا محرضا على العنف و تتردد أن ترفع أصبعا ضد رجل الدين الإرهابي ذاته ، إن النظم العربية لا تميز بين المثقف الغاضب الذي يفش خلقه بكلمتين و بين الإرهابي الخطير الذي يطلق النار على المواطنين و ليس الأعداء ، بل تنحاز غالبا ضد الأول لصالح الأخير ، هكذا يساق نصر حامد أبو زيد ونوال السعداوي وفرج فوده و سيد القمني إلى القضاء و ينال الغزالي و القرضاوي و عبد الصبور شاهين وغيرهم من فقهاء الإرهاب تكريم الدولة و جوائزها و تنهال عليهم أموال البترول من كل صوب . النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - Awarfie - 03-19-2007 شيخنا بهجت :97: كما أرى ، يا شيخنا الكريم ، ان الدولة العربية الحديثة كما نعرفها الآن تواجه تحديات ، نعم ، لكنها ليست تهددها في صميم وجودها . اذ لم يظهر في الشرق الاوسط حتى هذه اللحظة باكونين عربي يطالب باسقاط شكل الدولة جذريا ، بل هو يطالب بتوكين حكومي جديد يخدم تطلعاته ضمن شكل الدولة . و هكذا نرى نظام طالبان ، لم يلغي الدولة . و اخوان مصر لا يطالبون بالغاء الدولة ، و ليس هناك أي حزب او قوة سياسية تطالب بالغاء الدولة ، ناهيك عن الاصوليين . اما ما ذكرت عن المنظمات ( الكتل السياسية مثل حزب الله و الحوثي و الصدر و المحاكم الاسلامية الصومالية .... و غيرهم من توابع الفلك الايراني فليس لديهم تصور واضح لشكل جديد للدولة بل هم يطمحون للاستيلاء على الدولة لتكون مطية لهم ، و ليس لهدم الدولة من اساسها ! اما حول فكرتك بان الدولة العربية المعاصرة لم تعد تخلق القائد الكفؤ ! فاني للأسف لا اوافقك عليها . لانك هنا تبدو كمن يتجاهل اهمية المجتمع المدني الذي بدات الشعوب عبر مثقفيها تسعى اليه ! و ما زلت تنادي بتواجد القائد الملهم و المستبد العادل و الزعيم ذي الحكمة ! فما الفرق بين الزعيم الميليشياوي ، نصرالله المهزوم مثالا من ناحية و هواري بو مدين الزعيم الاوحد و المستبد العادل وزعيم الثورة ذي الصلاحيات اللانهائية : كلاهما مقدسان ، كلاهما لن تصل اليه الا اذا كنت على درجة عالية من القرابة بضابط الامن المسؤول عنه . كلاهما يعتبرك خائنا اذا طرحت فكرة تناقض طرحه . باختصار هما متشابهان تماما ، ولا فرق سوى بالعقيدة التي تميزهما . لكن ان نتحدث عن الفرق بين الزعيم الخالد و الذي لا يخطى او الامام المعصوم مثل مقتدى و نصرالله و غيرهم من ناحية فهذا شيء اما ان نذكر شخص مثل فؤاد السنيورة ، ليبرالي ، ديموقراطي ، وطني ، حواري .... الخ ، فالامر مختلف كما ترى ! أخيرا ، أرى بان هناك صراعا متكررا بين مصالح الدول عبر التاريخ ، و ليس هناك ثورة عقائدية جديدة باكونينية تطرح اسقاط الدولة لطرح شكل جديد لم نعهده بعد ، من قبل ايران و الحركات الاصولية ، كما كان يطرح باكونين الفوضوي ،في عهد كارل ماركس . فالصراع الايراني الامريكي هو صراع مصالح ، يترك لكل منهما الفرصة في ان يستخدم الادوات التي يراها مناسبة للنجاح . و امريكا وصلت الى نتيجة مفادها ان الاعتماد على الاصولية سيؤدي في النهاية الى النتيجة التي وصل اليها ذاك الذي ربى الافعى حتى كبرت ، و عندما سنحت لها الفرصة لدغته ، ووجدت امريكا ان من الضرورات الحضارية لها و للعالم ان تحافظ على شعار ذي حدين ، هي بامس الحاجة اليه " دعم الديموقراطية و مكافحة الارهاب " بغض النظر عم حققت من هذين الشعارين حتى هذه اللحظة ، و لذلك فهي تعتمد على بذور العالم الحر ، بذور الديموقراطية في العالم العربي ، مثل العلمانيين و الليبراليين و الوطنيين التقدميين . و على العكس نجد ايران ، تعمل بحسب عقيدتها الدينية بالاعتماد على الاصوليين و تشتري بعض القيادات في الدول الاخرى مثل لبنان او فلسطين او اليمن او حتى في روسيا و الصين كي تحافظ على مستوى سياسي و اقتصادي معين في صراعها ضد الولايات المتحدة على منطقة الخليج العربي او بشكل اوسع ، على الشرق الاوسط . و من خلال هذا الصراع بين الدولتين تطرح كل دولة تصورها الحضاري و تستعين بادواته التي تخدم ذلك التصور ! اما لو نظرنا الى المسالة من وجهة نظر الصراع بين الحضارات فيمكننا القول بان حرب الغرب لصالح العلمانية ما زال مستمرا منذ ثورة 1789 العظيمة التي اودت بالتفوق الديني لصالح البرجوازية و الديموقراطية في الغرب . و هو الآن يوسع دائرة نشاطاته ليكمل المسيرة خارج اوروبا ! تحياتي . :Asmurf: النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - الكندي - 03-19-2007 Array [اما لو نظرنا الى المسالة من وجهة نظر الصراع بين الحضارات فيمكننا القول بان حرب الغرب لصالح العلمانية ما زال مستمرا منذ ثورة 1789 العظيمة التي اودت بالتفوق الديني لصالح البرجوازية و الديموقراطية في الغرب . و هو الآن يوسع دائرة نشاطاته ليكمل المسيرة خارج اوروبا ! تحياتي .[/quote] ممتازة هي وجهة النظر التي طرحتها في هذا المقال، برأيي طبعا، وهي توازي تقريبا النظرة التي أراها مع بعض الزيادة أو النقصان. الإختلاف الأهم هو أنني، جوهريا، ليست واثق أن الغرب يوسع معركته العلمانية خارج أوروبا. شعار الديمقراطية والحرب على الإرهاب المزدوج هو بكل بساطة شعار رفعه المحافظون الجدد (أو بالأحراى الصهيوصليبيين الجدد)، لتسهيل أمور إسرائيل في المنطقة. إسرائيل ارادت شيئين تحرك بهما المستنقع: 1. القضاء على القومية العربية لعزل الصراع والإستفراد بالفلسطينيين وترسيخ دعائم فرّق تسد القائمة منذ صلح السادات. 2. تجربة الديمقراطية لأن بعض مفكريها (أي مفكري اسرائيل) على اعتقاد ان النظم الديمقراطية لا تحارب بعضها بعضا. هذا أمر كان من الممكن أن ينجح وأن يؤدي الى سلام شامل في المنطقة لو أنه كان يرتكز على العدالة. وبينما أن مفرد "العدالة" موجودة في قاموس اليسار الإسرائيلي بالشكل الذي نفهمه جميعا، غير أن معناه في قاموس اليمين المسيطر هو المعنى التلمودي .. لهذا السبب، فإن السلام الوحيد الذي من الممكن أن يقبل به الكيان التلمودي العنصري المدعوم من الغرب العلماني وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية .. هو سلام الإستسلام الذي وعده يهوه لشعبه المختار. وبما أن النظم الديمقراطية وإن كانت تجنح الى عدم محاربة بعضها البعض، فإنها تجنح ايضا الى التأكيد على تطلعات شعوبها .. لذلك من المستحيل لديمقراطية عربية أن تفرط بتطلعات شارعها القومية .. وهم هنا كان دعم الديمقراطية في الوطن العربي مرهونا بنجاح مشروع القضاء على الفكر القومي. لسوء حظ الجميع ، تراجع الفكر القومي في الشارع العربي لن ينتج عنه سوى تقدم الفكر الاصولي السبب ببساطة هو أن اللبراليين يعيشون في La la land وهو عالم سوريالي يختلف كثيرا عن العالم الذي يعيش فيه الفرد العربي: لذلك الفراغ القومي سيملأه بطل تأكيد المد الأصولي. هذا الجنوح بدأ قبل "نهاية التاريخ" (أو سقوط السوفييت) وقبل قدوم المحافظين الجدد وغزو العراق ومشروع كوندي الشرق أوسطي: بدأ مع هزيمة النظم القومية خارجيا وداخليا والذي بدأ محركه الرئيس المؤمن أنور السادات .. وها هو يكمل مشواره اليوم. خلاصة الخلاصة، وهذا هو رايي المتواضع: كل الطرق في الشرق الأوسط تؤدي الى "روما" الأصولية ما عدا في المجتمعات التي استطاعت أن توفر حدود دنيا من العدالة الإجتماعية والرفاهية الإقتصادية (الإمارات العربية المتحدة وتونس كأمثلة). تحياتي النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - Awarfie - 03-19-2007 " شعار الديمقراطية والحرب على الإرهاب المزدوج هو بكل بساطة شعار رفعه المحافظون الجدد (أو بالأحراى الصهيوصليبيين الجدد)، لتسهيل أمور إسرائيل في المنطقة. إسرائيل ارادت شيئين تحرك بهما المستنقع: " هذا الشعار كان على أي رئيس امريكي ليرفعه بعد ان صدمت ضربات الحادي عشر من سبتمبر بلاده . او ببساطة ، كان عليه ان يرمي السعودية بصواريخ عابرة للقارات . فالشعار لا علاقة له باسشرائيل بل كان ردة فعل امريكية جاءت نتيجة تحليل دقيق لما تمر به امريكا في ذلك الوقت . " . القضاء على القومية العربية لعزل الصراع والإستفراد بالفلسطينيين وترسيخ دعائم فرّق تسد القائمة منذ صلح السادات. " قضي على القومية العربية مع موت جمال عبد الناصر و افلاسه سياسيا قبل ان يموت بيولوجيا . و اسرائيل مستفردة بالفلسطينيين منذ حرب 1967 ! "هنا كان دعم الديمقراطية في الوطن العربي مرهونا بنجاح مشروع القضاء على الفكر القومي. " لقد كان الفكر القومي العربي فكرا متحفيا هو عبارة عن تقليد للقومية الالمانية و القومية الايطالية و القومية اليابانية لكن بشكل مسخي ناتج عن التباين في حجوم القوة . و كانت النخب القومجية العربية منذ ظهورها عبر الانقلابات الدموية ثم التعامل باستبداد و ظلم و قمع و فساد خير مثال على القومجيات الفارغة و التي لا خير فيها ن و لهذا سقطت بسهولة امام خصومها دون ان تجد جماهير تدافع عنها ،لانها همشت الجماهير و سلبتها حريتها و امتصت طاقاتها و جعلتها مجرد اداة لتسلقها السلطة ! " كل الطرق في الشرق الأوسط تؤدي الى "روما" الأصولية " . ربما تظن يا سيدي بان هناك فكر ديموقراطي و فكر اصولي و بجانبهما فكر قومي ،يسيرون بالتوازي في شارع عريض ، و انك ترى بان الفكر الاصولي بقدرة قادر غير منظور سيحل محل الفكر القومجي الذي انتهت صلاحيته الاجتماعية و التاريخية . لكني أرى بان أي فكر هو قادر على ان ينشط بقدر ما يتلقى من دعم ( داخلي او خارجي ) . فمن كان يتخيل ان امة المحرومين في لبنان ( اخواننا الشيعة ) سيصل يوم يصبحون فيه مصدر تهديد للكيان اللبناني لولا الدعم السوري -الايراني المادي و المعنوي خلال نيف و ثلاثين سنة ! ومن كان ليظن بان العراق بعد ان أتت العلمانية البعثية الشرسة على طاقات و قوى الاصولية في العراق ، ستنهض من جديد بهذه القوة لولا الدعم الايراني و الخليجي لطرفي النزاع ! .... و الامثلة على ذلك كثيرة ! و لماذا كانت الامارات العربية المتحدة نموذجا اخترته مختلفا عن بقية دول الخليج و خاصة السعودية لولا الدعم الامريكي و الضغوط الامريكية على شيوخ الامارات لتبقى على السراط المستقيم ، أي الطريق الذي هي فيه اليوم ! و ربما لم تتسائلوا لماذا قام الشيخ زايد بالانقلاب على اخيه شخبوط ؟ او لماذا قام بالعمل على اقامة الاتحاد بين الامارات السبعة ؟ أو من الذي طلب منه القيام بالانقلاب و من ثم بالاتحاد ؟ انها امريكا بالذات ! ولو رفض الشيخ زايد ما طلب منه ، لكان هناك غيره من شيوخ ابو ظبي من سينفذ تلك المهمة التاريخية ، لتستطيع الامارات ان تشكل سدا له بعض القوة ضد التوجه العماني او الايراني من خلفه ! الاصولية ليست قدرنا ، و القومجية البدائية التي عشناها لفترة ليست شيئا نحزن عليه اما الديموقراطية و التي لن نحصل عليها الا بدعم خارجي قادر على التصدي للبقايا القومجية و ما يردفها من رسوبيات اصولية مدعومة من اسرائيل او من ايران او اية دولة أخرى لا تريد الخير للعرب ، فهي هدفنا حتى ولو عن طريق الشيطان نفسه ! تحياتي النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - الكندي - 03-19-2007 Array " شعار الديمقراطية والحرب على الإرهاب المزدوج هو بكل بساطة شعار رفعه المحافظون الجدد (أو بالأحراى الصهيوصليبيين الجدد)، لتسهيل أمور إسرائيل في المنطقة. إسرائيل ارادت شيئين تحرك بهما المستنقع: " هذا الشعار كان على أي رئيس امريكي ليرفعه بعد ان صدمت ضربات الحادي عشر من سبتمبر بلاده . او ببساطة ، كان عليه ان يرمي السعودية بصواريخ عابرة للقارات . فالشعار لا علاقة له باسشرائيل بل كان ردة فعل امريكية جاءت نتيجة تحليل دقيق لما تمر به امريكا في ذلك الوقت .[/quote] لنفترض، مثلا، أننا أوافقك الرأي أن شعار الحرب على الإرهاب كان شعارا لابد أن يرفعه اي رئيس أمريكي بعد 9\11 (بالرغم من أن الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة بدأت قبل ذلك بكثير ومنها في الداخل الأمريكي ذاته) .. لكن لفترض أن ذلك كان ضرورة: ما هي ضرورة نشر الديمقراطية ؟ 9\11 بالتأكيد لم توجد هذه الضرورة. هذه الضرورة أوجدتها الـ think tanks التابعة للمحافظين الجدد. وازدواجيتها مع الحرب على الإرهاب كانت لتقريب صورة التوزاي الإسرائيلي-الأمريكي أكثر .. ففتلة إسرائيل الإعلامية كانت دائما أنها تحارب الإرهاب. وجاءت 9\11 لتقدم لها فرصة التقارب الموازي مع الولايات المتحدة. لذلك أكرر وجهة نظري القائلة أن شعار "نشر الديمقراطية والحرب على الإرهاب" هي شعارات خشبية، خادعة، ومنافقة هدفها تغطية الأهداف الرئسية لحملة المحافظين الجدد على المنطقة الهادفة الى تعزيز موقف إسرائيل. لماذا؟ - هي شعار خشبي لأن ولايات المحافظين الجدد المتحدة لم يكن لها أي نية لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية والملكية في مصر والسعودية والأردن .. ولا حتى سوريا. كل ما كانوا يريدونه هو خلخلة هذه الأنظمة وإضعافها كحافز لها على تقديم المزيد من التنازلات - وهي شعار خادع و منافق لأن العراق البعثي العلماني لم يكن له علاقة اي علاقة ببن لادن أو الإرهاب. على العكس، لم يقدم الإرهاب الى العراق الا بقدوم الغزو الأمريكي. Array"القضاء على القومية العربية لعزل الصراع والإستفراد بالفلسطينيين وترسيخ دعائم فرّق تسد القائمة منذ صلح السادات" قضي على القومية العربية مع موت جمال عبد الناصر و افلاسه سياسيا قبل ان يموت بيولوجيا . و اسرائيل مستفردة بالفلسطينيين منذ حرب 1967 ![/quote] أولا القومية العربية لم تمت مع جمال عبد الناصر. القومية العربية فكر ما يزال موجودا، وموجود جدا في صميم كل فرد عربي يطمح في يوم من الايام بخلق عالم عربي واحد وهوية عربية عربية واحدة .. بغض النظر عن اختلاف الآليات المختلفة التي قد يتبناها هؤلاء الأفراد. بل أجرؤ وأقول أن الفكر القومي قد غزا الفكر الإسلامي ذاته فأصبحنا نرى أسلاميين يتبنون بشكل غير مباشر الأطروحة القومية. القومية العربية موجودة في نادي الفكر العربي ذاته .. وهذا ما يجمع اللبناني بالسوري بالعراقي بالمصري بالسعودي بالمغربي بالفلسطيني يجتمعون في المكان ذاته ليناقشوا أمور هي قومية في جذرها ! نعم، انهزم النظام القومي العربي داخليا وخارجيا كما كنت قد ذكرت في مداخلتي السابقة. انهزم خارجيا في حرب حزيران واجتياح بيروت وغزو العراق. وانهزم داخليا أمام نظم الخليج العربي الملكية أولا، وأمام الشعب الذي كان (وما يزال في سوريا) ينوء تحت سياط رجال الأمن، والفقر البطالة وانعدام الفرص. نعم انهزم النظام القومي العربي وإن لم يكن قد أنهار بعد. لكن الهدف هنا هو ليس هزيمة القومية العربية .. فهي مهزومة الآن. الهدف هو الإجهاز عليها .. وهذا على ما أعتقد هو الطرف الأصعب من المعادلة. السبب؟ السبب هو أن القومية العربية ، برأيي ، فكر مترسخ في التراث والثقافة العربية منذ بعثة محمد بن عبدالله فالإسلام والعروبة توأمين لدى الفرد العربي أحدهما يعضد الآخر. هذا هو رأيي الشخصي المتواضع طبعا وأعتقد أنه اقرب الى فطرة الإنسان العربي. وأعتقد ايضا أن هذه الفطرة هي ما تجعل القومية والاصولية عاملين متكاملين لاينقص أحدهما حتى يزيد الآخر. Array"هنا كان دعم الديمقراطية في الوطن العربي مرهونا بنجاح مشروع القضاء على الفكر القومي. " لقد كان الفكر القومي العربي فكرا متحفيا هو عبارة عن تقليد للقومية الالمانية و القومية الايطالية و القومية اليابانية لكن بشكل مسخي ناتج عن التباين في حجوم القوة . و كانت النخب القومجية العربية منذ ظهورها عبر الانقلابات الدموية ثم التعامل باستبداد و ظلم و قمع و فساد خير مثال على القومجيات الفارغة و التي لا خير فيها ن و لهذا سقطت بسهولة امام خصومها دون ان تجد جماهير تدافع عنها ،لانها همشت الجماهير و سلبتها حريتها و امتصت طاقاتها و جعلتها مجرد اداة لتسلقها السلطة ![/quote] لا خلاف على ما تفضلت به وأوافقك ما ذكرت. لكنني ، بصراحة ، ارى في الزاوية التي تناولت فيها نقدك للمشروع القومي وطريقة تنفيذه ميول فكرية قومية. قد أكون مخطئا ولكن هذا ما يقترحه حدسي. ما أراه هو أنك لا تنتقد الفكرة القومية بقدر ما تنتقد طريقة قولبتها وتنفيذها في الوطن العربي. Array" كل الطرق في الشرق الأوسط تؤدي الى "روما" الأصولية " . ربما تظن يا سيدي بان هناك فكر ديموقراطي و فكر اصولي و بجانبهما فكر قومي ،يسيرون بالتوازي في شارع عريض ، و انك ترى بان الفكر الاصولي بقدرة قادر غير منظور سيحل محل الفكر القومجي الذي انتهت صلاحيته الاجتماعية و التاريخية . لكني أرى بان أي فكر هو قادر على ان ينشط بقدر ما يتلقى من دعم ( داخلي او خارجي ) . فمن كان يتخيل ان امة المحرومين في لبنان ( اخواننا الشيعة ) سيصل يوم يصبحون فيه مصدر تهديد للكيان اللبناني لولا الدعم السوري -الايراني المادي و المعنوي خلال نيف و ثلاثين سنة ! ومن كان ليظن بان العراق بعد ان أتت العلمانية البعثية الشرسة على طاقات و قوى الاصولية في العراق ، ستنهض من جديد بهذه القوة لولا الدعم الايراني و الخليجي لطرفي النزاع ! .... و الامثلة على ذلك كثيرة ![/quote] القومية والأصولية والديمقراطية والعلمانية واللبرالية هي كلها نزعات فكرية وسلوكية موجودة كغيرها في الشارع العربي. غير أنني أجرؤ على القول أن الثقافة العربية التاريخية المتأصلة في ما يتحول مع نضوج الفرد الى "البديهة والفطرة" أي (instinct and common sense) ترجح القيم الأصيلة كالإسلام والقومية والدكتاتورية والتحيز العشائري\المذهبي. العلمانية والديمقراطية واللبرالية كلها مفاهيم لا تراث ولا جذور لها في المجتمع العربي ولذلك فهي هشة. ويزيد في هشاشتها أمور عديدة أهمها التطرف (تطرفها هي) ومعاداتها قيم المجتمع. لن أتوسع الآن في معالجة هذه الفكرة التي عالجتها مرارا من قبل. نعم الدعم الخارجي قد يزيد من تأجج النار، لكنه لن يحدث نارا من فراغ. أمثلة البترودولار والدعم الإيراني لحزب الله هي أمثلة توازي صب الزيت على النار. لكنني أؤكد أنه لا يوجد دعم خارجي في العالم قادر على زرع القيم التي يريد الصهيوصليبيين الجدد زرعها لدى الفرد العربي مثلا .. هذه القيم ببساطة لا يوجد لها تربة في المجتمع العربي، ولا شارين مهما كثر عدد البائعين. Arrayو لماذا كانت الامارات العربية المتحدة نموذجا اخترته مختلفا عن بقية دول الخليج و خاصة السعودية لولا الدعم الامريكي و الضغوط الامريكية على شيوخ الامارات لتبقى على السراط المستقيم ، أي الطريق الذي هي فيه اليوم ! و ربما لم تتسائلوا لماذا قام الشيخ زايد بالانقلاب على اخيه شخبوط ؟ او لماذا قام بالعمل على اقامة الاتحاد بين الامارات السبعة ؟ أو من الذي طلب منه القيام بالانقلاب و من ثم بالاتحاد ؟ انها امريكا بالذات ! ولو رفض الشيخ زايد ما طلب منه ، لكان هناك غيره من شيوخ ابو ظبي من سينفذ تلك المهمة التاريخية ، لتستطيع الامارات ان تشكل سدا له بعض القوة ضد التوجه العماني او الايراني من خلفه ![/quote] لا أبدا، الإمارات العربية المتحدة هي نموذج متفرد بحق؛ هي نموذج خيّـر جوهريا لأن الدوافع المؤدية الى وضعها الحاضر هي دوافع داخلية ولا علاقة لذلك بالبيئة الخارجية التي تشترك فيها الإمارات العربية مع كل دول الخليج. على العكس، أعتقد أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا سياسية لتحد من نجاح الإمارات العربية الإقتصادي بدليل صفقة إدارة المواني الأوروبية التي أحبطتها الولايات المتحدة العام الماضي. Arrayالاصولية ليست قدرنا ، و القومجية البدائية التي عشناها لفترة ليست شيئا نحزن عليه اما الديموقراطية و التي لن نحصل عليها الا بدعم خارجي قادر على التصدي للبقايا القومجية و ما يردفها من رسوبيات اصولية مدعومة من اسرائيل او من ايران او اية دولة أخرى لا تريد الخير للعرب ، فهي هدفنا حتى ولو عن طريق الشيطان نفسه ![/quote] كوني إنسان لا يؤمن بالقضاء والقدر فإن ما أعتقده هو أن قضاء العرب وقدرهم هو الخيارات التي يختارونها لأنفسهم في ضوء البيئتين الداخلية والخارجية وما يصاحبهما من أحداث. وكون العالم العربي في تاريخه الحديث (أي تاريخ ما بعد الإستقلال) لم يتوقف يوما عن تلقي الدعم الخارجي بشكل أو بآخر، وكوننا نعرف تماما ديناميكات هذا الدعم ونتائجه من تجارب سابقة، أجرؤ أن لا أشاركك التفاؤل في ما تراه من نتائج قد تكون ترتجيها من هذا التدخل. ما أراه شخصيا هو أن هذه الدينامكية تعمل إجمالا على صب المزيد من الزيت على نارا تلتهب. هذه النار أنتجتها تربة المجتمع العربي الملائمة وأحداث\ممارسات الثلاثون عاما الماضية. المزيد من هذه الإحداث\الممارسات ذاتها لن تنتج سوى المزيد مما نعلم ونرى أنها أنتج حتى الآن. هذا هو واقع الديناميكية. ما هو اسوأ هو أنه يضع "التنويريين" في الطرف الأخلاقي الأضعف. "فالظلاميون" في نهاية الأمر يقاتلون من أجل الحرية والإستقلال وهي قيم عالمية متعارف عليها بينما "التنويريون" ، للأسف يقفون في صف المروجين للإحتلال فلاسفة الإستسلام الهزيمة. خطوط التماس هذه "حارة" وأعي أنها قد تكون مؤذية للمشاعر، ولو أني لا أقصد الإساءة. لكن هذه ، على ما أعتقد، هي النظرة السائدة بين الناس. تحياتي لك وللجميع شاكرا لكم حسن تواصلكم. النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - آمون - 03-20-2007 Array " و ربما لم تتسائلوا لماذا قام الشيخ زايد بالانقلاب على اخيه شخبوط ؟ [/quote] الشيخ زايد انقلب على أخيه شخبوط لأن هذا الأخير .......... شخبوط ، أقصد لو كان اسم أخيه إبراهيم مثلا أو عبدالرحمن أو بندر ما كان لينقلب عليه ، لكن شخبوط .........عدم المؤاخذة الانقلاب عليه مشروع بل واجب بل فرض عين :bouncing: ها ، آل شخبوط آل ، يستاهل قطع رقبته :rolleyes: النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - فرعون مصر - 03-20-2007 الاخوه الأعزاء العزيز بهجت:new97: بعدما كتبت ردى هذا ترددت هل أرسله الى موضوعك أوإلى موضوع الزميل الفاضل وليد،ربما كان موضوع العزيز وليد مرتبطا بموضوعنا هنا والنقطة الفاصلة ،فصدام الحضارات هو ما يجعلها فاصلة ، فما يحدث فى الشرق الاوسط الكبير يختلف هذة المرة عما كان يحدث فى القرن العشرين ، لم تعد القضية أستعمار وتحرر وحركات وطنية وتحالفات وثورات ،نحن أقرب ما يكون مما حدث بوصول الحملة الفرنسية إلى مصر فان أعتقد انها كانت إيضا نقطة فاصلة وكانت إيضا صدام حضارات وأعقبها صحوه آدت إلى نهضة وتحول كبيرقادة محمد على وأبناءه ولااقصد بالضروره ان يكون هذا الصدام دائما عسكريا ربما يكون صدام الثقافات والافكار والمعتقدات ،قادرا على توليد أفكار وثقافة جديدة قادرة على التواصل مع العالم حولنا ، وباعثة لنهضة حقيقية ، فصدام الحضارات الذى يروج له اليوم هو حقيقة حادثة منذ سقوط الاتحاد السوفيتى وظهور فكرة العولمة، والعولمة ليست اقتصادية فقط فهى أكثر تعقيدا من ذلك بكثير، فهى مرحلة تحول حضارى وعصر جديد ونقطة فاصلة فى إدارة الصراع فى القرن الواحد والعشرين ،فعالم اليوم سوق كبير لشركات عملاقة ،والولايات المتحدة هى المتحكم الاكبر فى هذا السوق ،بل ان آى خلل فى اقتصادها يصيب العالم كلة بالشلل وتصل تداعياتة الى أقاصى الارض ، أصبحنا فى قرية كونية كبيره الكل يؤثر ويتأثرلم يعد من الممكن الانعزال بل سقطة أيضا التحالفات تحت ضغط المصالح،أصبح الصدام مع الثقافات المختلفة البعيدة عن الحد الادنى من التوافق مع الثقافة العالمية ،حتمى فحتى يتكامل السوق لابد من حد ادنى من التوافق الثقافى والحضارى ، فكيف دخلنا نحن هذا الصراع والصدام ربما لابد ان نقرر فى البدء ان هذا الصدام جاء محمولا على ثورة الاتصالات والمعلومات، صدام أساسة العلم وحرية المعلومات وحرية الانسان، صدام غير متكافئ فكيف دخلناه بل كيف حولناه من صدام فكرى ثقافى حضارى (لم نكن نملك ما نقدمة له أو ما نتنازل عنة ) حولناه الى صدام دموى بأحداث 11 سبتمبر، وكأننا نسعى للتفكك والانتحار فنحن أعصى من ان نتغير ومستعدون للفناء ولا نفرط فى ما وجدنا علية أباؤنا ،وفى كل الأحوال الصدام والاحتكاك مع الحضارة الكونية أو الغربية كما تسميها قد بدء ثقافيا ودينيا وأقتصاديا وعسكريا ولنا الفضل الكبير فى زيادة رقعته، ولا استطيع أن ادعى اننى أمتلك رؤيا واضحة لكيف سنخرج بعد النقطة الفاصلة. ودمت بخير النقطة الفاصلة THE TIPPING POINT - بهجت - 03-21-2007 وجود تلك النماذح الميليشاوية كنماذح قياسية في المجتمع هي نتيجة تلك الحالات الميليشياوية و أيضا رمزا لها و دليلا عليها. عزيز أوارفي .(f) كل تحية و تقدير . أرى ان هناك مجموعة من نقاط الإختلاف بيننا سأحاول التعقيب عليها ، دون الإدعاء أني سأكون دائما على صواب ، يكفيني أن أكون على بعض الصواب أحيانا . Arrayلست اوافق الكاتب هنا على ان امريكا و اسرائيل ارتكبتا حماقات كانت كعوامل مساعدة للاصولية . فاحتلال العراق حتى هذه اللحظة مبرر تاريخيا.[/quote] هناك خلاف بيننا قديم حول التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة الذي أراه خطئا تاريخيا قاتلا حتى لمصالح امريكا ذاتها ، إني لا أريد أن أعود لطرح هذا الخلاف مرة أخرى لسبب بسيط هو أننا قتلنا هذا الموضوع بحثا و نقاشا ، فقط أود أن أشير إلى حقيقة أن التدخل الأمريكي وبدون أية أحكام أخلاقية أدى في النهاية إلى نتائج كارثية خاصة لأمريكا و للعراق ، فهناك زيادة للعمليات الإرهابية في العالم بنسبة 607 % بالإضافة إلى إنفاق يتوقع أن يصل إلى تريليون دولار كان كافيا بالقضاء على أسباب الإرهاب في العالم كله ، هناك عشرات الآلاف من الأرواح التي زهقت من كافة الأطراف و تدمير دولة العراق ، و أخيرا إضعاف مصداقية أمريكا و قدرتها على الضغط من أجل اصلاحات ديمقراطية في المنطقة ، هذه التضحيات كلها جائت في النهاية لصالح إيران ومشروعها المذهبي الراديكالي ، فهل هناك خطئا أكثر فداحة ؟. كArrayما أرى ، يا شيخنا الكريم ، ان الدولة العربية الحديثة كما نعرفها الآن تواجه تحديات ، نعم ، لكنها ليست تهددها في صميم وجودها . اذ لم يظهر في الشرق الاوسط حتى هذه اللحظة باكونين عربي يطالب باسقاط شكل الدولة جذريا ، بل هو يطالب بتوكين حكومي جديد يخدم تطلعاته ضمن شكل الدولة . و هكذا نرى نظام طالبان ، لم يلغي الدولة . و اخوان مصر لا يطالبون بالغاء الدولة ، و ليس هناك أي حزب او قوة سياسية تطالب بالغاء الدولة ، ناهيك عن الاصوليين .[/quote] نحن نختلف إذا في درجة التهديد و ليس في وجوده ، هو تهديد للدولة و لكن إلى اي مدى ؟، هل هو تهديد وجودي شامل أم مجرد تحدي سياسي قد يكون مفيدا ؟.. هذا هو السؤال . هذا التهديد كما أراه شامل مدمر لوجود الدولة ذاتها ، تهديد لم يعد احتماليا نظريا بل هو تهديد قائم فعليا على أرض الواقع يدعمه فكر أصولي عابر للقوميات و الأوطان بل يراها كلها جاهلية نتنة ، يعلن الأصوليون السنة ذلك بوضوح بينما يرفض الأصوليون الشيعة الأوطان إلا ان تكون إيران السماوية التي تستعد الآن لإستقبال المهدي المنتظر كما يعلن رئيسها حتى في مقابلاته الخاصة ، فهل تتعدد الأوطان السماوية ؟، إن الأصوليون الشيعة لا يرفضون دولة إيران بل يسعون للإنضمام إليها و تحويلها لإمبراطورية الشيعة ،هم و ببساطة يرفضون أوطانهم أنفسها ،و يصف أحدهم بلده لبنان بأنها مجرد " خيمة مناكحة " !، لن أتحدث عن موقف الأصوليون السنة من فكرة الدولة القومية فهذه الدولة مرفوضة منهم جميعا دون استثناء و لعل العبارة البليغة الموجزة لمهدي عاكف " طظ في مصر " توجز هذا الرأي ،وهو التعبير الذي يذكرنا بتعبير لينين البروليتاري الأممي الرافض أيضا للوطنية " إني أبصق على روسيا " ، أما على أرض الواقع فهل يمكننا ألا نرى ما حدث للدولة في أفغانستان التي تحولت إلى إمارة إسلامية يبيايع فيها الملا عمر من كل مسلم ذكر بالغ عاقل من أهل الحل و العقد دون أي اكتراث بمفهوم الدولة الأفعانية ، ثم تقع تلك الإمارة كلية في براثن الإرهابيين العرب ، بل أين هي الدولة في سودان الترابي – قبل أن يتحول للنقيض مثل مهرجي السيرك – هذه الدولة التي تحولت إلى كيان إسلامي متعدد الرؤوس يستعصي على التعريف ، كيان متعصب منغلق يطبق الشريعة و يلغي حقوق المواطنة لغير المسلم و يصبح مأوي للإرهاب و يهدد جيرانه ،و النتيجة بادية للعيان .. دولة في طريقها للتفكك الكامل ، بل هل ترى ملامح الدولة في عراق الطوائف اليوم ، أليس التقسيم السلمي أرحم كثيرا ؟، هل هناك دولة في لبنان التي تستولي كل طائفة على مؤسسة دستورية و تؤممها لصالحها ،في انتظار تراضي الآباء الروحيين في طهران و دمشق و الرياض ، ألا نرى ما حققه العرب من انجاز عالمي غير مسبوق عندما تختفي دولة تماما من الوجود هي الصومال و تتحول إلى تجمعات بدائية عكسا للتطور السياسي في العالم كله ، يمكن أن نتحدث عن فلسطين السلطة و ما جرى فيها عندما استقلت الميليشيات بأحياء غزة وراحت تصفي بعضها بعضا ، يمكن أن نتحدث عن اليمن و الجزائر و حتى ما حدث في صعيد مصر في التسعينات عندما سيطر الإرهابيون على مناطق بأكملها يطبقون فيها شرع الله بأموال الخليج ، حتى توقفت التدفقات الخليجية واستطاع الأمن المصري بتضحيات باسلة تدمير تلك الخلايا ، هذه التجربة تستدعي التناقضات العربية في تعاملها مع التهديد الجهادي الراديكالي ، فعندما كان التهديد موجها لمصر دون السعودية التي كانت تعتقد انها تسيطر على كل الطيف السني ، نصح الأمير نايف السلطة المصرية بالتفاهم مع الإرهابيين الذين كان يراهم فتية مؤمنين متحمسين ،و لكن عندما تحاول هؤلاء المؤمنين ضد السعودية أصبحوا الفئة الضالة !، هكذا يكون التهديد المدمر و تلكون الإستجابة العرجاء . يا صديقي .. إنني لا أدافع الآن عن فكرة قرأتها عرضا و تبنيتها ، بل على النقيض لقد طرحت هذا المقال لأنه يعبر عن قناعة توصلت إليها بعد متابعة باردة لما يحدث حولنا في العالم العربي بل وفي مصر ذاتها ، إن المنطقة في سبيلها للدخول إلى نفق مظلم لا يعرف أحد غلى أين يقودنا حتى أولئك الذين يدفعوننا داخل النفق ، ليس كل تغير مطلوب بل فقط التغير إلى الأحسن ،وهذا ما لا أراه في المشروع الراديكالي . Arrayاما حول فكرتك بان الدولة العربية المعاصرة لم تعد تخلق القائد الكفؤ ! فاني للأسف لا اوافقك عليها . لانك هنا تبدو كمن يتجاهل اهمية المجتمع المدني الذي بدات الشعوب عبر مثقفيها تسعى اليه ! و ما زلت تنادي بتواجد القائد الملهم و المستبد العادل و الزعيم ذي الحكمة [/quote] ربما لم تكن فكرتي واضحة وهذا ما اتمنى ايضاحه . تفرز كل حالة رموزها وكما يقول العرب قديما " لكل زمن دولة و رجال " فالدولة المستقرة الواعدة تفرز رجل الدولة Statesman كنموذج قياسي ، هذا الرجل يقود أجهزة الدولة و المجتمع كله بكفاءة و بمبادرات بناءة إلى أهداف متحضرة مثل التنمية و الأمان و السعادة في إطار الشرعية و صلاحياته الدستورية ، من النماذج البارزة لرجل الدولة على سبيل المثال مهاتير محمد و جاك شيراك و نلسون مانديللا و مارجريت تاتشر و فرانكلين روزفلت و هكذا ، الحالة الثورية التحررية أفرزت أيضا نماذجها من عينة كاسترو و جيفارا و هواري بودين وجمال عبد الناصر و جومو كينياتا و ... ، ربما تحول بعضهم بعد ذلك إلى رجل دولة كبير كما فعل مانديللا وهواري بومدين على سبيل المثال ، الحالة الميلاشيوية كذلك تفرز أيضا رموزها التي أشرت إليها من عينة حسن نصرالله و أسامه بن لادن و أيمن الظواهري و الزوابري الجزائري .. الخ .وجود تلك النماذح الميليشاوية كنماذح قياسية في المجتمع هي نتيجة تلك الحالات الميليشياوية و أيضا رمزا لها و دليلا عليها. Arrayلا ادري لماذا يعتبر الكاتب احزاب مصر بهذا الغباء و عدم المسؤولية ! ربما كان يحاول في المؤتمر دغدغة السعوديين الى انهم تصدوا للخطر الايراني[/quote] أعتقد بالفعل أن هناك فراغ ثقافي و سياسي في مصر ، فالنخب السياسية و المثقفة سواء الحاكمة أو المعارضة و التي لا تتجاوز ال 10 أو 12 ألف ليس لديها الوعي الكافي بخطورة المرحلة لأن تلك المخاطر غير مسبوقة و لأن النخب اعتمدت دائما على الجهود الأمنية في التصدي للتحديات و المخاطر السياسية ،و بكل ما يمكن أن يوجه من نقد للأمن المصري لا ينكر منصف أنه وحده الذي يتصدى لمخاطر محلية و إقليمية عديدة و خطيرة ، هذه المسؤوليات تؤدي إلى ضغوط استثنائية على جهاز الأمن تفوق كثيرا إمكانيته وموارده ، بالإضافة إلى ما هو معروف ان الحلول الأمنية بالرغم من أهميتها بل و حتميتها أحيانا تكون مؤقتة بالطبيعة ولابد من استثمارها سياسيا ، إن أحطر ما يغوق التطور السياسي في مصر هو الأصولية الدينية و جماعة الإخوان المسلمين تحديدا التي تتربص بالمجتمع كله موظفة الدين بشكل مغرض و انتهازي . لنا عودة ، فقط أود أن أعبر لك عن تقديري البالغ لمساهمتك الغنية و الكريمة . الأخوة آمون و فرعون مصر مرحبا بكما لنا عودة . |