حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ (/showthread.php?tid=12091) |
هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - 4025 - 02-23-2007 توقعت أن يرد علي أحد المهتمين بعلم النفس بعبارات مثل: من تكون؟ وكم كتاباً في علم النفس قرأت؟ وكم تجربة علمية أجريت حتى تصل إلى هذه الدرجة من الجرأة لتنتقد هرم ماسلو؟ أو على الأقل أن تكون بعض الكلمات التي استخدمتها مترجمة بطريقة خاطئة أو خارج سياقها العلمي الاصطلاحي. ولكن طالما أن هذا لم يحدث حتى الآن، سأؤجل ردي على مثل هذه التعليقات أو ربما تراجعي عن تلك الآراء. في الرد رقم 4 طرحتُ السؤال بطريقة أخرى، ولا مانع من الإعادة مع زيادة. هل الحياة هدف بذاتها أم وسيلة لتحقيق هدف أبعد منها؟ ما فهمته من ردود طنطاوي و Awarfie أن الحياة هدف بذاتها. ولكن لماذا يقضي الناس معظم حياتهم بالسعي لتأمين مستقبل أفضل لأولادهم؟ ألا ينظرون إلى هدف أبعد من حياتهم؟ ولماذا يتقاتل الناس للحصول على الشهرة ودخول التاريخ؟ أليس لتخليد أسمائهم بعد موتهم؟ إذاً هناك أهداف تتعدى السنوات الستين أو السبعين أو حتى المئة التي نعيشها. اقتباس:اعتقد انه في حالة الانسان بالذات فلفهم الاحتياجات الفرد علي المرئ ان يفهم احتياجات المجتمعهل أفهم من هذا أن المستوى الرابع من هرم ماسلو يدخل ضمن احتياجات الإنسان كمجتمع لا كفرد؟ وهل هذا ما يقصده علماء النفس وأولهم صاحب الهرم نفسه؟ إذا كان هذا هو المقصود، يجوز لي الاستنتاج أن حياة الإنسان الفرد ليست هدفاً بذاتها، بل هي جزء من هدف كبير يخدم المجتمع ككل، وهذا يناقض الفرضية السابقة (أن الحياة بذاتها هدف). اقتباس:هذا الاقتراح يضعف النوع البشري ويقلل من فرصه للبقاء له ، لذلك لن يطبقه احدولكن المجتمعات الإنسانية تتجه بشكل واضح نحو تعزيز الحقوق الفردية، وإلا فما تفسير تزايد حقوق المثليين جنسياً على سبيل المثال؟ هل منحهم المزيد من الحقوق يزيد فرص بقاء المجتمع؟ ثم انظر إلى الجوانب الإيجابية في اقتراحي: 1. يمكن أن تكون مثل هذه المراكز المقترحة مكاناً لمعالجة المرضى النفسيين أو الذين يعانون من مشاكل اجتماعية لثنيهم عن قرار الانتحار. 2. تخيل، كم مريضاً سيستفيد من أعضاء المنتحرين؟ خاصة أن الأعضاء ستكون بأفضل حال بالمقارنة مع ضحايا الحوادث مثلاً. 3. ألا يحق للمقدم على الانتحار اختيار طريقة سهلة وغير مؤلمة للموت بدلاً من القفز من الدور العاشر أو الشنق؟ هذا إذا افترضنا أن المحاولة ستنجح ولا تتسبب بإعاقة دائمة تزيد من معاناته. من ناحية أخرى، أليس الانتحار مشابهاً للقتل الرحيم؟ اقتباس:سابدا بهذه الفقرة قبل الرد على الموضوع الاساسي:السؤال هل هناك ما يكفي من المبررات للتخلص من الحياة؟لم يكن هذا سؤالي. الأمثلة التي ذكرتها عن المراهقين والانتحاريين "الاستشهاديين" والجواسيس حالات استثنائية لا أقيس عليها. الحالات التي يمكن القياس عليها أن تكون أسباب الانتحار أقل من هذه بكثير مثل وفاة أحد الأبوين أو حتى الصداع البسيط، ومن الناحية النظرية لمجرد غياب مبررات الخيار الآخر (الاستمرار بالحياة). تحياتي. هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - Awarfie - 02-23-2007 اخي a.rahman ، كما ارى ، الحياة لا هدف لها . فهي ليست كائن عاقل يفكر و يضع اهدافا ثم يقوم بعملية feed back ...الخ . الحياة هي عبارة عن كائن يعيش ضمن بيئة في حال جماعية ، او فردية احيانا ! يتفاعل مع اقرانه و مع البيئة التي يعيش فيها . و عندما يتطور هذا الكائن فانه يفرض تطوره على جنسه لانه متوالد و سيكون له خلف . لهذا فالحياة ليست غائية الا في اذهان المتدينين الذين يعتقدون بان المجتمع يتجه الى غاية مقدسة و نهائية ! أما بشان تزايد حقوق المثليين جنسياً فيدل على ان المجتمع توصل الى صيغة من احترام الآخر مهما كانت المواصفات التي يختلف بها عن اقرانه طالما انه لا يشكل خطرا عليهم .ان منحهم المزيد من الحقوق ( التي كانوا يفتقدونها سابقا لدرجة ان واحدهم يموت كمدا دون ان يستطيع التعبير عما يعانيه من خوف و قلل فيما اذا عرف من حوله ما يتميز به عن اقرانه ) يخفف من الم افراد هذا المجتمع ومعاناتهم و كما سبق لك ان قلت فانه يزيد فرص بقاء المجتمع؟ اما بشان الانتحار ، فلماذا لا يكون للمنتحر احتراما لحقه في الانتحار ؟ ربما انه قرر الانتحار عندما وجد نفسه غير قادر على كسب الاحترام و الrecognition من الاخرين ! :o لماذا نلاحقه ، حتى بعد موته بالقول بانه قد خالف شريعة ما او قانون ما و ارتكب خطيئة ما ؟ الى متى يجب ان يعتبر الانسان مجرد مطية لاله ، لسنا متاكدين من وجوده ، او لدولة تعتبره ملكا لها و ارتكابه الانتحار جريمة بحق تلك الدولة ؟ كلها منتجات حضارية سابقة ، خزعبلاتية ، لا تلقى مني شخصيا اي احترام ! و اني ارى في الانتحار حقا شخصيا للمنتحر ، لا نلومه عليه ، مثل الحق بالكتابة و التعبير و التظاهر و الزواج و السفر ....الخ .:yes: لكني لست في وارد ان اساعد المنتحر :no:، فتلك مسالة اجد نفسي اعجز من ان اعمل على توفيرها للمنتحرين . فهو الذي يقرر الطريقة التي سيتخذها للتخلص من وضع نفسي او جسدي عانى الكثير بسببه او يكاد ان يقع فيه ولا يرغب بذلك فقرر الانتحار ! كما انني لست في وارد اقناع المنتحر ان يتبرع باعضاءه ثم انتظره ليموت و استفيد من تلك الاعضاء !:no: انت تقول : من ناحية أخرى، أليس الانتحار مشابهاً للقتل الرحيم؟ كلا بالتاكيد ، فالانتحار مسالة شخصية تماما . بينما القتل الرحيم هو عملية تدخل في قضية شخصية ، قضية انسان لم يمت بعد . او انه لم يصرح برايه فيما اذا كان قد اراد الموت ام لم يرد . لكن قد تلتقي المسالتان في حال ان المنتحر طلب من شخص او من لجنة ما ان تطبق عليه القتل الرحيم ! و العقبة هنا هي عقبة قانونية ينبع الخوف فيها من يقوم القتلة بقتل غيرهم و الادعاء بانه طلب ذلك بعظمة لسانه . تحياتي . :redrose: هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - 4025 - 02-24-2007 اقتباس: طنطاوي كتب/كتبت اقتباس: طنطاوي كتب/كتبت اقتباس: طنطاوي كتب/كتبتلم أقل أن الموت يوفر الراحة للوعي أو أن هناك فائدة ترجى من الانتحار. بل العكس صحيح، فنحن نتمسك بالحياة معتقدين أنها أفضل من الموت، بينما قد يكون الاثنان سواء أو أن الفرق بينهما غير ذي قيمة. اقتباس: Awarfie كتب/كتبتلم أصف الحياة بأنها كائن عاقل، بل لم أقل أصلاً أنها من الكائنات. على كل حال، لا أعترض على هذا الوصف إذا كان من باب الاستعارة. ولكن الهدف الذي قصدته في مداخلتي السابقة هدفك أنت (الإنسان) من حياتك التي تعيشها. ما الهدف الذي تنتظره من هذه الحياة؟ أنت تقول اجمل ما في الدنيا هو اننا نحيا فيها ، و نستمتع بما فيها هل هذا يعني أنك غير مهتم بما سيحدث بعد وفاتك (بعد عمر طويل طبعاً)؟ ألا يهمك مستقبل أولادك؟ ألا تريد أن تترك بصمة في مجتمعك؟ ألا يهمك على الأقل أن يذكرك الناس بالخير (أو حتى بأي صفة أخرى)؟ ألا تريد أن تستمر جيناتك بالانتقال من جيل إلى آخر؟ أما بشأن المثليين جنسياً فأقول: إذا كانت فرص بقاء المجتمع مرهونة بالتناسل، فإن المثليين قد يكونون أكثر خطراً من المنتحرين على فرص بقاء المجتمع. اقتباس: Awarfie كتب/كتبتولو كسب الاحترام والتقدير، هل ترى هذا كافياً للتمسك بالحياة؟ اقتباس: Awarfie كتب/كتبتوهذا يعطي الانتحار أفضلية على القتل الرحيم من حيث سهولة توثيق طلب أو موافقة الشخص المعني في الحالتين. هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - ابن سوريا - 02-24-2007 أفضل أن أكتب رأيي بلغة الأدب لا بلغة الفلسفة، وعلى لسان أديبنا العربي الفلسطيني الكبير غسان كنفاني: [QUOTE]يجلس الإنسان العاقل ليلعب الشطرنج معتزماً أن يربح الجولة بأي ثمن ، وقلت لنفسي : يا ولد ، أنت أصغر من أن تكون دونها وأعجز من أن تغلق الباب . كان "الملك" ،على رقعة الشطرنج ، معذباً وبعيداً عن جواده وقلعته ورغم ذلك فقد كان يقاتل بكل دمائه النبيلة، ناجحا في أن يتجنب التلطيخ بوحل الميدان الشاسع وحمأ الهزائم . كان يعرف أن التراجع موت وأن الفرار قدر الكذابين. ، إنه فارس اسبارطي حياته ملتصقة على ذؤابة رمحه، يعتقد أن الحياة أتفه من أن تعطيه ، وأنه أكبر من أن يستجدي، ولكنه يريد أن يأخذ وأن يعطي بشرف مقاتل الصف الأول (f) هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - Awarfie - 02-24-2007 يقول عبد الرحمن : هل هذا يعني أنك غير مهتم بما سيحدث بعد وفاتك (بعد عمر طويل طبعاً)؟ ألا يهمك مستقبل أولادك؟ ألا تريد أن تترك بصمة في مجتمعك؟ ألا يهمك على الأقل أن يذكرك الناس بالخير (أو حتى بأي صفة أخرى)؟ ألا تريد أن تستمر جيناتك بالانتقال من جيل إلى آخر؟ ولكن لماذا يقضي الناس معظم حياتهم بالسعي لتأمين مستقبل أفضل لأولادهم؟ ------------------------------------------------------------------------------ عندما نقول ان الحياة لا هدف لها ، فهذا يختلف عن القول بان الناس لا اهداف لهم ، او ان الفرد لا هدف له ! لكل انسان هدف ، بل اهداف آنية تتبدل تبعا للهدف النهائي الذي هو مرحلي بحد ذاته . كل انسان يسعى ، لكي ينجح في حياته ان يكسب ود الآخرين و تعاطفهم و تعاونهم ، و لهذا فقد يقدم على بعض التنازلات الاجتماعية ، و قد يربط نفسه ببعض التقاليد احتراما لاقاربه او اصدقاءه وهو بذلك يحافظ على وجوده ليتحاشى اعلان الآخرين عداءا له بشكل او بآخر . و الانسان اثناء مسيرته في هذه الحياة العبثية يضع اهدافا منها : البحث عن عمل ، شراء بيت ، او بناء بيت ، الزواج ، العمل على اقامة مؤسسة ما تدر له ريعا يستفيد منه في كبره . اما قضية الاولاد فليس بالامر الهام لكل الناس . فحين ياتي الاولاد فانهم يستفيدون ، بطبيعة الحال من الاهداف التي يضعها الاهل لانفسهم ، فهم سيكونون مستمتعين مع اهلهم بالحياة التي يستطيع الاهل تامينها ، و ستعلمون على حساب الاهل و يتخرجون من جامعاتهم ، و يشرعون في رسم معالم مستقبلهم ...الخ . اما ان نسمع ما يتكرر من القول : " اني افعل كذا و كذا من اجل اولادي " فهذا ليس دقيقا ، لان الانسان يفعل ما يفعل من اجل نفسه أولا ، فيستفيد اهله و يستفيد اولاده و تستفيد زوجته و ربما عشيقته او جارته او صديقه ، و تستفيد الدولة و المجتمع ...الخ هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - 4025 - 02-25-2007 أود التوضيح أنني متفق مع طنطاوي و Awarfie و طارق في معظم ما تفضلوا به. لا خلاف بيننا على ماهية الدوافع والاحتياجات التي تجعل الإنسان يتمسك بحياته ويسعى لتحسينها، ولا على ماهية القيم المادية والمعنوية التي تتحكم بسلوكه. ما أحاول القيام به هنا تحليل هذه الدوافع والاحتياجات والقيم ووضعها في الميزان، لأني أشك في كونها حقيقية ومبررة منطقياً. السؤال الذي يلاحقني باستمرار: وماذا بعد؟ الطعام والشراب متوفران، الجنس متوفر، حصلت على مأوى مريح وآمن، مهنتي تحقق لي قدراً معقولاً من تقدير الذات واحترام الآخرين، أساعد الآخرين. أحافظ على البيئة، أخطط لمشروع يخدم المجتمع وربما يفيد البشرية كافة. ولكن، ماذا بعد؟ وماذا يفيدني كل هذا بعد أن أموت؟ يبدو أننا لا نشبع أبداً، فكلما حصلنا على ما نريد نطمع بالمزيد، وهكذا إلى أن نموت دون أن نشبع. ولكن ماذا لو كنت أقل طمعاً وأكثر واقعية فوضعت لنفسي هدفاً واحداً ونجحت بتحقيقه؟ ماذا بعد؟ هذا السيناريو يعني أنني وصلت إلى نهاية الطريق واستنفذت مبررات وجودي. السيناريو البديل الأكثر تفاؤلاً أن أضع لنفسي هدفاً صعباً أو مستحيلاً حتى أضمن استمرار الأمل بتحقيقه إلى آخر لحظة في حياتي. أليس هذا عبثاً؟ ثم أن السؤال الأهم مازال دون إجابة. سواء تحقق الهدف جزئياً أو لم يتحقق، ماذا سأستفيد أو أخسر وأنا جثة هامدة؟ تقولون أن الحياة ليست بحاجة إلى هدف، بل الهدف أن نعيشها ونستمتع بما فيها. ولكن هذه المتع مليئة بالمنغصات وقد تضر أكثر مما تنفع، كما أنها مؤقتة وزائلة، فالميت لن يخسر شيئاً بحرمانه منها لأنها تفقد قيمتها عند الموت. أرجو قراءة هذه المداخلة جيداً قبل التسرع بالرد عليها، فقد اخترت الكلمات بعناية وصغت الجمل بطريقة مركزة جداً. تحياتي. هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - خوليــــو - 02-25-2007 رغم إعجابي بما كتب الطنطاوي هنا .. إلا إنّي أرى أنّ مناقشه هذا الموضوع من منظور تطوّري بحت وتصنيف "ما يحق للوعي أن يتدخّل وما لا يحقّ له" بناء على تلك النظرة التطوّريّة .. يفتقد للترابط المنطقي .. فإن كان المقصود أنّ الوعي لا يحقّ له طرح تساؤل كهذا .. فهنا نحن ندور بحلقة مفرغة .. ونضع "مطلقاً" دارونياً أسمه "غريزة الحياة" .. يقدّس الحياة ويفترض أنّ كلّ الغرائز نشأت من مبدئها هذا .. ونجيب على من يقول "ما جدوى الحياة" .. بقولنا الحياة مقدّسة .. ونصمت .. !! مع إنّها لو كانت مقدّسة بهذه الطريقة .. فسيحق لنا التساؤل عن التقديس الذي ضاع حينما أدّى "التطوّر" وأدّت "الطفرات" للموت .. !! بالمختصر .. أنا دارويني متعصّب جداً .. لكنّ المدرسة الدارونيّة في علم النفس فاشلة لحد اليوم .. وينقصها توجيه لدراسة الإنسان باستفاضة أكثر .. قلت ذلك سابقاً .. لذا فحتى يأتي ذاك اليوم علينا ألا نستدل بها هنا .. وإن قلنا أنّ تنفيذ الانتحار ليس من مهام الوعي .. نقول إنّ الوعي مسيّر لا مخيّر .. تلك التي تسمّونها قشرة .. هي قشرة فعلاً لما تحتها من اللاوعي .. ومن اللاوعي "الجمعي" .. لذا فإنّ الوعي هو مؤثّر مشروط بمؤثّر يسبقه .. وهذا المؤثّر السابق يختزل الحياة الفرديّة (ويحوي أيضاً عناصر من حياة المجموع .. "اللاوعي الجمعي") لذا فإنّ له السبق والتأثير الأكبر في سلوكيّات الإنسان وقراراته .. فليس المنطق العقلي الصرف سوى "كذبة" لا يمكن أن نمثّلها إلا بأعلى درجات التجرّد "العلمي" .. حينما نحل مسألة وننشغل بها بشكل كامل .. لذا فقد افتتح شوبنهاور مجال التحليل النفسي حينما قال :الإنسان حيوان ميتافيزيقي .. أي هو يرغب .. ومن ثمّ يفلسف رغبته بوعيه .. لكنّ الإرادة سابقة للوعي .. وهنا سبقه سبينوزا (الجبريّة) حينما قال : الإنسان يحب ما يرغب .. لا يرغب ما يحب .. أي أنّ الرغبة سابقة لفلسفتها وإطفاء المشاعر عليها .. طبعاً .. نحن نستطيع التأثير بلا وعينا .. ولو لم نكن قادرين على التأثير لما نشأ الطب النفسي بالأصل .. لكننا لا نستطيع أن نقضي على عنصر من عناصر اللاوعي .. بل نحن ندفنه في أعماق اللاوعي .. وقد يظهر يوماً آخر .. وهنا .. أستغرب أنّ هذا الموضوع مطروح في ساحة "علم النفس" .. والردود جميعها لم تتطرّق لرأي علم النفس (التحليلي) بالموضوع .. حتّى ظننت نفسي في ساحة البيولوجي .. فطالما أنّكم تصنّفون الغرائز بهرميّات .. ألم يسمع أحدكم بغريزة "الموت" الفرويديّة .. التي جعلها فرويد (في قمّة عطائه آخر حياته) مقابلا لغريزة الحياة (الليبيدو) .. والتي فسّر من خلالها العديد من المظاهر التي فشلت غريزة الليبيدو وحدها بالإجابة عنها .. !! بل إنّ هناك مراسلات معروفة بين فرويد وأينشتاين تتحدّث بكاملها عن هذه الغريزة وتأثيرها .. سأعود لأحدّثكم عنها .. فهي تحتاج "لمخ رايق" وأنا في قمّة نعسي الآن .. لكن أودّ التعليق على نقطة : اعتبار الذات (التي تتضمن الوعي واللاوعي) عبارة عن ظاهرة ثانويّة على الكائن الحي .. هو نوع من الخرافة .. وسوء فهم للعلم .. فالذات تؤثّر على الجسد في النهاية .. عدا أنّها قد تدفعه على الانتحار .. فالترابط الـ psychosomatic أكيد وغير قابل للنفي .. العديد من الأمراض الفزيولوجيّة سببها نفسي .. عدا عن ذلك .. فإن إهمال الذات في العلوم الفزيولوجيّة والعصبيّة ليس لعدم أهميّتها .. بل هو تأطير للمجال الذي يبحث فيه كل علم .. الأمر شبيه بأنّ الفيزياء تبحث في حركة الأجسام لا في تركيبها .. فهل من المنطق أن نهمل "تركيبها" بحجّة تعصّبنا للفيزياء .. وفي موضوع نحن بأمس الحاجة فيه أن نعلم تركيبها .. !! الأمر شبيه هنا .. العزيز الطنطاوي جعل من الشعور ظاهرة ثانويّة .. متأثراً بعلوم البيولوجي .. مع أن الموضوع الذي ندرسه هنا هو "الإنسان" .. وذاك من اختصاص علوم النفس والاجتماع .. فلا تنس أن تعط ما لقيصر .. لقيصر .. خوليو هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - 4025 - 02-25-2007 اقتباس: خوليــــو كتب/كتبتذكرت في بداية الموضوع سبب كتابته في هذه الساحة، وأضيف أن ساحة الفكر الحر التي فكرت أن أكتب الموضوع فيها منشغلة بالسياسة وإقحام مثل هكذا موضوع هناك قد يبدو غريباً. شكراً للعزيز خوليــــو على محاولته إثراء الموضوع وإعطائه بعداً جديداً. هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - خوليــــو - 02-25-2007 اقتباس: a.rahman كتب/كتبت لا عزيزي .. أنا لم أقصد أنّ مكان الموضوع خاطئ هنا .. بل هو صحيح .. لكن الإجابات تناولت الموضوع من كلّ الجوانب .. ولم تتناوله برأي علم النفس التحليلي .. فالموت في علم النفس التحليلي غريزة مكبوته .. يمكن أن توجّه تجاه الآخر فيظهر الإرهاب والعنف والقتل .. ويمكن أن توجّه تجاه الذات فيكون الانتحار .. خوليو هل هناك ما يكفي من المبررات للتمسك بالحياة؟ - Danny - 02-26-2007 تحياتي للجميع الموضوع جميل ومثير في آن ,إن كان بطرح "a.rahman" المتماسك , أو بردود "طنطاوي" العلمية والمتقنة. لكن بعد مداخلته الرائعة أريد أن أتوجه للزميل"خوليو" -مع الأعتذار من "a.rahman" للأبتعاد قليلاً عن الموضوع - بسؤالين: الأول : اقتباس:أنا دارويني متعصّب جداً .. لكنّ المدرسة الدارونيّة في علم النفس فاشلة لحد اليوم .. وينقصها توجيه لدراسة الإنسان باستفاضة أكثر .. قلت ذلك سابقاً .. لذا فحتى يأتي ذاك اليوم علينا ألا نستدل بها هنا .. اقتباس:أستغرب أنّ هذا الموضوع مطروح في ساحة "علم النفس" .. والردود جميعها لم تتطرّق لرأي علم النفس (التحليلي) بالموضوع ..ما أعرفه أن مدرسة التحليل النفسي في نشأتها متأثرة بدارون,فعقدة أوديب مثلاً عندما حاول فرويد تبرير وجودها تكلم عن (القبيلة البدائية والغيرة ثم قتل الأب المتسلط والشعور بالذنب فالتماهي بالطوطم "الأب") أي من منظور تطوري "مكتسبات وراثية" أصبحت غريزة أنسانية وليس من منظور تعلم مكتسب. لذا فقد كنت أظن أن مدرسة التحليل النفسي هي أكثر مدرسة في علم النفس متأثرة بالداروينية وهذا سبب أتهامها بـ "الأحادية البيولوجية" . إذا ماهي المدرسة الداروينية في علم النفس؟ ومن هم روادها؟ السؤال الثاني: اقتباس:فطالما أنّكم تصنّفون الغرائز بهرميّات .. ألم يسمع أحدكم بغريزة "الموت" الفرويديّة .. التي جعلها فرويد (في قمّة عطائه آخر حياته) مقابلا لغريزة الحياة (الليبيدو) .. والتي فسّر من خلالها العديد من المظاهر التي فشلت غريزة الليبيدو وحدها بالإجابة عنها .. !!صحيح أن غريزة الموت(ثاناتوس) هي عامود أساسي في نظرية التحليل النفسي,ومنها فقط أمكن فرويد تفسير العدوانية المرتدة نحو الذات(الأكتئاب مثلاً) لكن السؤال الذي يظل يراودني, هل هناك معطيات وحقائق بيولوجية تدعم وجود هذه الغريزة(غريزة الموت)؟ أم أن الأمر لا يتعدى تفسير ملائم وضعه فرويد كي يسد الفراغات في نظريته؟ لجميع المشاركين :redrose: |