حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ (/showthread.php?tid=12965) |
هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - Waleed - 01-05-2007 اقتباس: بهجت كتب/كتبتالزميل المحترم / arfan الزميل المحترم / بهجت أتفق تماما مع التحليل الرائع للزميل المحترم / بهجت. لكن يبقى دائما السؤال المشروع و الصعب عن الإمكانية على أرض الواقع في إنتاج نموذج (باراديم ) للإسلام ليبرالي أو مجرد مختلف (أقل صداما و عنفا و أكثر توافقا مع الحاضر) بدون قطيعة تامة مع النصوص الحالية أو النموذج الحالي؟ كالبهائية على سبيل المثال. على أرض الواقع و خلفيات النصوص أشك في ذلك كثيرا. و هل في حالة عدم إمكان إنتاج نموذج بدون قطيعة تامة و بالتالي صدام ثقافي أو مادي - يأتي التساؤل عن مدى جدوى ذلك الصدام لصالح ديانة جديدة و فكر ميتافيزيقي جديد و ليس لصالح فكر عقلاني. إذا كان لابد من الصدام فليكن إذا مرة واحدة و للأبد. تحياتي و إحترامي ,, هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - وضاح رؤى - 01-05-2007 امة مغرمة بالماضي لمشكلة الحقيقة عند المسلمين إنها أمة مغرمة لأبعد الحدود بالماضي ، صحيح أن لا توجد امة تستطيع أن تنسلخ من ماضيها ، لكنها تستطيع أن تأخذ منه دروس وعظات في تجاوز صراعات الماضي والانطلاق ، لكن مشكلة الإسلام والمسلمين أنهم يعتبرون أن الماضي هو القمة التي توصلت إليها البشرية . نقطة ثانية : هي أن تاريخ الدولة الإسلامية منذ عهد النبي "محمد" حتى "آل عثمان" أن دولتهم لم تعنى بالتطور البشري على الإطلاق بقدر ما كان وجودها نتيجة لصراع حول السلطة والحكم وصراع عشائري بين المهاجرين والأنصار في فترة ثم صراع بين آل هاشم وبني أمية إلى أخر تلك الصراعات . لذلك فنتيجة الاستبداد والتسلط السياسي والصراع العشائري هو ما افرز ثقافة التخلف كلصيق بالإسلام! وتكتمل الصورة مع صعود تيارات الإسلام السياسي التي تأسست على فكرة مناهضة الثقافة العالمية (الغربية) وكأن الحضارة الغربية هي نتاج الغرب فقط بقدر ما هي نتاج البشرية العالمية من التطور الإنساني واستيعاب كل الحضارات السابقة عليها إلى جانب نعت الآخر وارتكاز مشروعهم حول الالتفاف حول الماضي البعيد . هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - بهجت - 01-05-2007 الزملاء المحترمون.:evil: فقط لدى استطراد بسيط . أرى أننا دائما نختزل علاقة الدين بالمجتمع في نسقين : علماني و ديني ، وأعتقد أن هذا التقسيم ربما يناسب الغرب في عصر ما و لكنه الآن تبسيط مخل oversimplification ، فمع التوسع في المشاركة الثقافية غير المسبوقة للقاعدة الشعبية أصبحت لدينا أنساق متعددة لعلاقة الدين بالدولة : لدينا أنظمة إلحادية مثل المجتمعات الشيوعية ، أنظمة مدنية مثل بريطانيا ، أنظمة علمانية مثل فرنسا ، النموذج الليبرالي للدين في مجتمع متدين مثل الولايات المتحدة ، النموذج الأصولي مثل السعودية و إيران و السودان ، مجتمعات أصولية ذات أنظمة علمانية مثل الهند و تركيا و إسرائيل ، مجتمعات أصولية ذات أنظمة شبه علمانية / أصولية مثل مصر و الأردن و المغرب ،مجتمعات المحاكاة مثل المجتمعات الإفريقية ،و هكذا . و بالتالي فكي نقيم علاقة العلمانية بالتنمية علينا أن نجري دراسات عديدة و موضوعية ،وهي تعتمد أساسا على مقارنة المجتمعات ذات الأنظمة العلمانية الواضحة كغرب أوروبا بالمجتمعات الأصولية الواضحة كالسعودية و إيران و السودان و هكذا ، مبدئيا أرى أن التخلف الإسلامي قائم بالفعل و لن تستطيع أي محاولات تجميلية اخفائه بل هي تزيده قبحا ، شخصيا لا أبرأ التدين الأصولي الشعبي من مسؤولية هذا التخلف و لا أحصره فيه ، هو سبب رئيسي و لكنه ليس وحيدا . هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - الكندي - 01-06-2007 اقتباس: بهجت كتب/كتبتتحياتي للجميع وكل عام وأنتم بخير (f)، النظريات جانبا، تاريخ المسيحية ينفي عنها صفة ( أبانا الذي في السماء ) المسالم. الحدث الأهم في تاريخ المسيحية هو الثورتين الفرنسية واللوثرية التي أدت الى تقليم آظافر رجال الدين وعزلهم عن الحكم: بمعنى آخر العلمانية. اقتباس:إن النموذج القياسي ( الباراديم ) للمسيحية -خاصة خارج الشرق الأوسط - هو النمودج الليبرالي ، بينما من النادر ان تصادف تموذجا إسلاميا ليبراليا ، فالبارادايم الإسلامي السائد هو الباراديم الأصولي ،لدي أيضا تحفظات على هذا القول. التشدد الأصولي في الإسلام وإن كان سائدا اليوم، غير أنه ليس بالثابت. النهضة العربية جاءت على يد ليبراليين اسلاميين. خلاصة الكلام، أن الموضوع الأساسي يتحامل على التاريخ فيحاول أن ينفي عن الإسلام أي فضل في بناء حضارة لا يمكن أن ينفي تألقها أنسان جاد. وبعض ما جاء بعده من تعليقات، للاسف إما كان من نوع "التنفيس" الغير جاد أو التبسيط القاتل للأفكار. كل الأفكار العالمية الجامعة، بما فيها الإسلام، تحمل في طياتها كل الطيف الإنساني الواسع بخيره وشرّه .. ذلك لأن الدين في نهاية الإمر هو الإنسان ذاته؛ الإنسان هو من خلقه. ولو آمنا بالتنزيل، فالإنسان هو من يؤوله (من تأويل)، وهو من يفعـّـله. تحياتي هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - العلماني - 01-06-2007 اقتباس:وشكك البليهي في الادعاءات التي يرددها المسلمون حول فضل العرب على الحضارة الغربية، واعتبر أن تلك الحالات كانت حالات فردية لا تعبر عن وجود مناخ عام علمي وثقافي في العالم العربي والإسلامي خلال عصور نهضته، وأكد على أن العلماء الذين نقل عنهم الغرب كانوا في الأصل ناقلين عن الحضارة الغربية مثل ابن رشد الذي شرح فكر أرسطو الغربي ، ثم عاد الغرب فنقل عنه ذلك في زمن انبعاث حضارته، في حين كان المسلمون يحذرون من هؤلاء الذين نقل عنهم الغرب ويتبرأون من أفكارهم، "فلماذا نفتخر بهم الآن ونردد أسماءهم؟". أعتقد بأن فضل العرب على الحضارة الغربية كبير من حيث "حفظ الحضارة الشرقية القديمة" (بما فيها الحضارة اليونانية) من الضياع، وتسليم "المعارف" (اليونانية في معظمها) إلى أوروبا بعد محاولات "هامشية" للإضافة لها. يُذكر للعرب إذاً، ولدولة الخلافة (خصوصاً عهد الخليفة "المأمون" في العصر العباسي الأول)، هذا الاهتمام الشديد بعلوم الشرق وروحانياته وفلسفاته، ولكن: هل كان لدى العرب والمسلمين من خيار آخر؟ لا أعتقد، فمعارف الشرق وعلومه فرضت نفسها - عندي - عليهم فرضاً. ولعل أي محاولة لدراسة تاريخ العلوم والمعارف في الشرق خلال القرون الأربعة الأولى على خروج العرب من الجزيرة، تتيح لنا الاستنتناج بأن استمرار حكم العرب والمسلمين للشرق كان منوطاً بقدرتهم على "هضم الحضارة الشرقية القديمة" والتمكين لحكمهم ولدينهم الجديد من خلالها. هذا موضوع طويل طبعاً، أقرع بابه لا كي أماري فيه، ولكن كي أتفق مع المفكر السعودي في الكثير مما ذهب إليه، وأتذكر معكم بأن الكثير من الأسماء العربية والاسلامية الكبيرة التي وصلت إلى الغرب تمت ملاحقتها وتصفيتها في "دار الإسلام". ولعلنا لا نقول شيئاً جديداً عندما نذكّر بأن "الفلاسفة الكبار الثلاثة" الذين عرفتهم "دار الإسلام" تم تكفيرهم من قبل فقهاء المسلمين (الفارابي وابن سينا)، بل والاعتداء عليهم ومصادرة كتبهم وحرقها في الميادين العامة؛ إذ يذكر بأن "ابن رشد" تم دفعه على درج مسجد قرطبة وحرق كتبه، بل ان هناك رواية تقول بأن "المؤمنين" ربطوه أمام أحد المساجد المغربية كي "يبصق" عليه المصلّون عند خروجهم من المسجد. (يبقى أن المؤسف اليوم هو أن بعض كتب "ابن رشد" ضاعت أصولها العربية وبقي لدينا منها بعض الترجمات العبرية "الرديئة" وقرينتها "اللاتينية" الأشد رداءة من الأولى. أما الطريف في الأمر فهو أننا نعمد اليوم إلى هذه الترجمات "الرديئة" جداً كي نترجمها من جديد إلى العربية، علنا ننتفع بعلم "ابن رشد" الذي اضطهدناه وضيعناه بعد ما يقارب الألف سنة على وفاته، من خلال الغرب "الكافر" وكتبه). واسلموا لي العلماني هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - الكندي - 01-06-2007 أتمنى لو أنني كنت أملك الوقت الكافي لأعطي هذا الموضوع حقه. سأبدأ بوضع الركائز التي استند عليها للعيان كي تتضح الصورة .. وأعلم أن الكثير من الناس سيعتقدون أنه من السذاجة الإيمان أنه يمكن التوفيق بين هذه الأمور كلها. إجابتي هي التالية: نعم ممكن .. وهذا هو النظام السياسي والإجتماعي الذي أعرفه وأعيشه منذ أكثر من ربع قرن. كشخص يومن بالعلمانية لا أعتقد أن العلمانية تعني العداء للأديان. وكشخص يؤمن بالحريات الفردية، أعتقد أنه علينا احترام حريات الإعتقاد والرأي والكلمة لدى الجميع، بما فيهم الأصوليين. وكشخص يؤمن بالديمقراطية، لا أعتقد أنه بالإمكان ممارسة الديمقراطية والإقصاء في آن واحد. وكإنسان وجودي، لا أعتقد أنه بإمكاني الحكم على أخلاقيات الآخرين (أي ما يرتضونه لأنفسهم) من خلال منظومتي الأخلاقية الشخصية. هذا بخلاصة. ثم أزيد أن الطريق الى نهضتنا لا يمكن أن يكون عبر الخروج من جلودنا والتبرؤ من هويتنا أو تاريخنا أو حضارتنا أو معتقداتنا بل يكون عبر الأرتكاز على نقاط القوة وأصلاح الخلل. نحن، مسلمون ومسيحيون، جميعا أبناء هذه الحضارة التي كانت تسمى في يوم من الأيام "الحضارة الإسلامية". هذه الحضارة لم تكن تنتمي للعرب فقط ولا للمسلمين فقط لأن المساهمين فيها كانوا مسلمين ومسيحيين ويهود و عرب وعجم وووو .. تماما كما هو حال كل الحضارات العظيمة على مر التاريخ بما فيها الحضارة الأمريكية اليوم. ولا هذه الحضارة كانت تنتمي الى المتطرفين الذي أحرقوا كتب ابن رشد أو الذين اضطهدوا العلماء. الحضارة الإسلامية التي امتدت زهاء الألف عام كانت تنتمي الى كل أصحابها من أمجدهم الى أحقرهم. العلم البشري هو تجربة تراكمية. فلا يمكن القول أن هذا اقتبس من ذاك لأنه لا يمكن التقدم دون الإقتباس. لا يوجد مطلقا أي إختراع أو اكشاف جاء من فراغ ؛ كلها ارتكزت على اشياء سابقة. الحضارة الإسلامية لم تكن فقط جسرا حفظ الحضارة القديمة .. هذا فقط أحد مآثرها ومن الأجحاف القول أو الإعتقاد أن هذا كل ما كانته. الحضارة الإسلامية كان لها مساهمات صخرية في دفع عجلة الحضارة. اين الهيثم طور البصريات، وإبن جابر أكتشف الجبر، وابن خلدون اسس للإجتماع، وابن سينا للطب، والخوارزمي اكتشف اللوغاريثمات .. الخ الخ الخ. أقول هذا الكلام ليس للعودة الغير مفيدة الى التاريخ فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. أقول هذا الكلام لاشير أن المقال الرئيسي، في حماسه للخروج من جلدته التي يعتبرها سبب تخلفه، نسي أو تناسي أن ذاكرة الآخرين ليست ضعيفة كذاكرته. ولست أجد نفسي أنا، في هذه الحال، من يعيش في التاريخ، بل أعتقد أن من يعيش في التاريخ في هذه الحالة هو من يعطيه (أي التاريخ) أهمية أكثر من أهميته الحقيقية. هذا تاريخنا وهذا الغابر من حضارتنا .. ومن لم يكن له تاريخ وحضارة – كالصهاينة – يحاول أن يخترع تاريخا وحضارة. لماذا نتخلى نحن عن ما لدينا؟! كلا .. لن تكون قطيعة بين العلمانية وتياراتها النهضوية وعقائد الناس وتاريخهم وتراثهم والغابر من حضارتهم. نحن لا نعادي أديان الناس، ولا نحتقرها، ولا نريد القضاء عليها. نحن نريد ------ فقط ----- إيجاد القواسم المشتركة لتعايش يحترم حقوق الجميع، وحريات الجميع، ومعتقدات الجميع. هكذا بكل بساطة. وبرأيي المتواضع اي صيغة أو صيغ لا تحترم هذا الإطار هي صيغ فاشلة بدلالة التجارب المتعددة لهذه الأنماط في الوطن العربي والكتلة الشيوعية السابقة. بغض النظر عن الإعتبارات الإنسانية والسياسية والتجربة التاريخية .. لا يوجد، منطقيا، شيء واحد معرّف يمكن أن نشير اليه ونقول هذا هو الإسلام، كما أنه لا يوجد شيء أسمه المسيحية أو اليهودية أو الشيوعية أو القومية. هذه كلها أفكار وعائها الإنسان. والفكر يأخذ شكل الوعاء فإسلام المصريين يختلف عن اسلام السعوديين، واسلام الماليزيين يختلف عن إسلام المغاربة. حتى في المجتمعات الواحدة ذاتها تختلف صيغة الإسلام .. حتى في المذهب الواحد في المجتمع الواحد. فإسلام الحبشيين في لبنان يختلف عن اسلام الجماعة الإسلامية (الأخوان). وعلى ذلك قس. لذلك فالقول أن الإسلام هو سبب التخلف إن لم يكن إجحافا وتحامل فهو بكل تأكيد، برأي طبعا، غباء أو قصر نظر ناتج عن تحيز مسبق. الشيخ عبد الرحمن الكواكبي أحد رواد النهضة العربية، وأحد أهم رموزها المناهضة للإستبداد، كان مسلما ولم يمنعه أسلامه من النهضة. جمال الدين الأفغاني، كان مسلما ولم يمنعه إسلامه من النهضة. كذلك حال تلميذه محمد عبده، وتلميذه سعد زغلول وهلم جرى. وكمثال للتأكيد أن الفكر الواحد يأخذ شكل وعائه، المسيحية تضم مجتمعات متقدمة ككندا.. ومجتمعات متخلفة كرواندا. تحياتي هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - بهجت - 01-06-2007 [SIZE=4]في الخلاصة لا يمكنك التعامل مع الواقع بأدوات التاريخ و أحكامه الزميل الكندي . تحية .(f) منهجيا أرى أنك مخطأ في إطلاق أحكام سلبية على مداخلات الآخرين :no2: بهذا التجاوز تعطيهم الحق أن يروا مداخلاتك هي التي تميل إلى العصبية و التسطيح و التعميم و ..... و ........ كما ترى إننا لا نتحدث عن موضوعات مستهلكة ضمن مساجلات شبكية من عينة تأثير العرب على الحضارة العربية و هناك كتب عديدة ناقشت هذا و كالعادة بمبالغة شديدة منها كتاب دور العرب في تكوين الفكر الأوروبي لعبد الرحمن بدوي و غيره ، نعم يحق لك مثلا أن تشيد بنظام الملل العثماني و التسامح النسبي للمسلمين مقارنة بالمسيحيين في القرون الوسطى و لكن ذلك كله تاريخ ، إن حدود التسامح tolerence نسبية وهي تزداد الان كثيرا عن تلك التراثية ، بل أننا لم نعد نتحدث عن التسامح بل عن التكامل و الأخوة الإنسانية . في الخلاصة لا يمكنك التعامل مع الواقع بأدوات التاريخ و أحكامه فتلك هي الأصولية . في مداخلتي تحدثت تحديدا عن الأوضاع المعاصرة وما أدى إليها ، ولا أعتقد أنك ترى أننا في سبيلنا لإقامة حضارة عظمى ، أو أننا منفتحون عقائديا و ثقافيا على العالم المعاصر ، أو على الأقل يجب أن يكون لديك رصيد من الأفكار التي تدعم هذه الظنون غير تلك الأحكام المتعجلة .حسنا سأضع هنا بعض الملاحظات على تعليقاتك . 1- أي نظريات تظن أني أتحدث عنها ؟، هل تنكر تأثير الحضارة الهلينستية على الديانة المسيحية و تكوين الشخصية اللاهوتية للسيد المسيح ؟، هل تعلم أن بابا روما أقل أصولية منك لأنه في محاضرته التي أثارت الزوبعة الأخيرة كان يطالب الكرادلة بدراسة تلك التأثيرات في الكليات اللاهوتية ، هذه التأثيرات التي عبرت أنا عنها بإعادة إنتاج المسيحية وفقا للمعايير العقلانية و الهيومانية للحضارة الهيلينستية هي التي تفسر التباعد الكبير بين المسيحية و أصولها اليهودية ، وهي التي تفسر التجسيد و الطبيعة البشرية الإلهية المشتركة . 2- لست أدري ما تعترض عليه أو ما تضيفه ؟، إنني بالفعل أوضحت تأثير العلمانية على المسيحية و أن دورها ثوري و أساسي في تحديد العلاقة بين الدين و المجتمع ، أما أن ترى اللوثرية أدت إلى العلمانية فهذا هو التبسيط المخل و التعميمات المصمتة ، إن تأثير اللوثرية و الإصلاحات الدينية على المسيحية هو موضوع ليس بسيطا ولابد ان نعرف ماهي تلك الإصلاحات تحديدا ،وهي الإصلاحات التي أعادت العهد القديم بقوة إلى المسيحية ،وهي تأثيرات أراها سلبية فالكنيسة في النهاية مؤسسة مساومة فابلة للتطور بعكس العهد القديم . 3- اقتباس:لدي أيضا تحفظات على هذا القول. التشدد الأصولي في الإسلام وإن كان سائدا اليوم، غير أنه ليس بالثابت. النهضة العربية جاءت على يد ليبراليين اسلاميينأولا سأتوقف لأسأل عن أولئك الليبراليين الإسلاميين الذين أتوا بالنهضة العربية ، و ماهي مصادرهم هل هو التراث الإسلامي العظيم أم الحضارة العلمانية المعاصرة ؟. أتمنى أن تكون لديك مادة جيدة و تكون قادرا على الدفاع عتها بدون تهكمات لا تفيد الحوار ، فقط دعنا نتسائل عن معنى ليبرالي إسلامي ، ربما تعني ليبرالي مسلم وهذا هو ما يجب تدقيقه .سأكون مستعدا لتلقي ردا . ثانيا ماذا تقصد بهذا التعبير الغامض كله ؟، هل تعتقد أن النموذج الإسلامي السائد اليوم هو النموذج الليبرالي ؟،لماذا لا تحدد لنا و بالدقة أين يوجد و ما هو ؟، حسنا لن تجد شيئا و دعنا مبدئيا نستعرض ملامح هذا النموذج الليبرالي للدين لتدلنا أين يوجد ؟. أولا : النموذج الليبرالي . أهم ملامح هذا النموذج هي : 1- الاعتراف بالخبرات الروحية المخالفة ، كما أن قادة الدين يرون احتمالات الخلاص و التنوير في تراثهم و لدى الآخرين أيضا . هذه القيادات تعلم أنها لا تملك الحقيقة المطلقة ،و لكنها تحاول استيعاب التوجيهات الرشيدة لنخب الديانات و الفلسفات العالمية الكبرى . وهي لا تقدم ثقافة أو ديانة بذاتها كحقيقة مطلقة أو مفصحة لإرادة الله و مشيئته .هل تلك هي ملامح الإسلام المعاصر كما تراه القاعدة و حزب الله و الوهابية ؟. 2- توجيه جهود المؤسسات الدينية لتقديم الخدمات المساعدة و الاهتمام بأحداث الحياة الهامة والاحتفاء بالنجاحات البشرية و بالشفاء الروحي و تقديس حق البشر في السعادة . من هي المرجعيات الإسلامية التي تفعل ذلك ؟، ما رأيك في الملا عمر و الظواهري و ابن لادن كأمثلة ؟. 3- الدعوة إلى الله باعتباره إلها خيرا خدوما ،و قدوة أخلاقية للبشر يحاكيه الناس في علاقاتهم ، إن إله العولمة لن يكون عبوسا ولا متطلبا بل مرشدا و هاديا لأبنائه .هل يقبل الإسلاميون إلها لا يطالبهم بذبح الآخرين و استلاب أموالهم و حتى أرواحهم ؟ 4- النظر إلى الشر باعتباره نقيصة أخلاقية سلبية من الواجب سدها ،و ليس وجودا إيجابيا يجب القضاء عليه في الآخرين الذين يجسدون الشر ، أي تجريد الشيطان من كيانه المادي .أعطني اتجاها إسلاميا واحدا له وجود حقيقي يقبل ذلك ؟. 5- ينصب اهتمام زعماء الدين و قادته على قضايا السلام و العدل و المساواة و العمل من أجل استمتاع المحرومين بفوائد المؤسسات الحديثة ، وهم في هذا يكونون ضد الرأسمالية لأنها ترسخ عدم المساواة ،و ليس كونها تمثل رؤية عالمية مخالفة .حسنا أخيرا هذا هو أسامة بن لادن و حسن نصرالله و مقتدى الصدر !. سأحدثك عن النموذج الأصولي للدين الذي أزعم انه وحده المعبر عن الإسلام اليوم : النموذج الأصولي ليس مرتبطا بدين دون آخر ، فالعديد من الحركات السياسية الدينية التي ظهرت في العقود الأخيرة تعكس هذه الظاهرة ، ففي الغرب هناك اليمين الديني الجديد في الولايات المتحدة الساعي إلى استعادة السيطرة الغربية القديمة ،وهناك أيضا الحركات الإسلامية الأصولية في مناطق تمتد من إندونيسيا شرقا حتى المحيط الأطلنطي غربا ، كما توجد حركات أكثر محلية مثل الأصولية اليهودية في فلسطين و حركات السيخ في البنجاب و .. .من أهم ملامح هذا النموذج . 1- العودة إلى الرؤية التقليدية للمقدس كرد فعل على حركة المجتمع الذي يتحرك في اتجاه مخالف للموروث القيمي و الثقافي ، لذا فالنموذج الأصولي أكثر انسجاما مع روح التقديس ، و لكنه في صراع مع الاتجاهات السائدة في البنية الاجتماعية العالمية . 2- إحياء الماضي و العودة إلى الطرق التقليدية لتمكين الدين من أن يكون المرجعية المعرفية و أداة نقل عناصر المعلومات الرئيسية ، مع ما يصاحب ذلك من عودة الخطاب الثقافي السلفي و ظهور الرموز التراثية مثل الشياطين و الملائكة و التعامل معها كحقائق مادية . 3- التركيز الكبير على مجموعة القوانين الخاصة بثقافة ما (مثل الإسلام السني أو الشيعي أو اليهودية ) باعتبارها وحدها المفصحة عن المشيئة الإلهية ، و المحافظة على المعايير الدينية عن طريق التشريع ، و التأكيد على ضرورة جعل المعايير و القيم الدينية ملزمة بشكل جماعي و تجاوزها لاختيار الأفراد . 4- التعبئة السياسية في خدمة العقيدة الدينية ، و السعي إلى السيطرة المطلقة على إقليم محدود تسوده ثقافة محددة و عزله ثم السيطرة على التعددية الثقافية فيه ، كما حدث تحديدا في إيران و يحدث في فلسطين و مصر حاليا . 5- تقسيم تقريبي للعالم إلى نحن وهم .. إلى فسطاط الإيمان و فسطاط الكفر و جند الله و جند الشيطان ، و الاستعانة بالتمايز الطائفي و الإقليمي داخل النسق السياسي العالمي ،و التأكيد على تضامن الجماعة . 6- فهم القداسة الدينية أنها تطبيق المتلازمات الدينية للبنى الاجتماعية الماضية على مختلف تقسيمات الحاضر ، مثل نظام الأسرة متعدد الزوجات و ... . 7- محاولة دفع النسق الديني و قيمه إلى مكان الصدارة بين المجالات الوظيفية المتعددة ،و بالتالي السعي إلى محو تمايز العديد من المجالات الوظيفية مثل الأسرة و السياسة و التعليم لصالح هيمنة النسق الديني كما هو حادث في إيران . هل أصبح واضحا ماذا يعني النموذج الليبرالي للدين و النموذج الأصولي كما أشرت إليه ، هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - Waleed - 01-06-2007 اقتباس: الكندي كتب/كتبتالزميل المحترم / الكندي بالرغم من أن الجميع قد يوافقك في (نحن نريد) - إلا أن الواقع القوي قد لا يوافقنا. فالأمنيات قد نكون عظيمة لكن واقع الأمور و الواجب التعامل معها - و ليس مع الأماني - شئ آخر. و إذا كان واقع الأمر كون الدين هو نموذج ثقافي إقصائي (فكريا و ماديا) - بعكس العلمانية - فالمنطقي أن محاولات خلق القواسم المشتركة - بتعبير سيادتكم - موجه للدين - و ليس للنموذج العلماني و الذي إستعرتم منه سيادتكم قيم (حقوق الجميع، وحريات الجميع). و السؤال الآن - على الواقع - و بغض النظر عن الأمنيات النبيلة - هل من الممكن وضع خطوط عريضة لتعديل الدين ليقبل و يستوعب هذه القيم؟ بدون إصطدام جذري مع نصوصه؟ أتفق مع سيادتكم نماما إن الصيغة التي لم و لن تحترم هذا الإطار (حقوق الجميع، وحريات الجميع) هي صيغ فاشلة - لكن هذه الصيغة سيدي الفاضل هي بالتحديد النموذج الديني الأصولي الإقصائي و ليس العلمانية. و لعل مثل الكتلة الشيوعية و الوطن العربي بل و العالم يقترب أكثر لهذا المعنى - فالنموذج الشيوعي المقصود هو نموذج إقصائي أيضا لم و لن يتعايش مع أي نموذج آخر. اقتباس:والفكر يأخذ شكل الوعاء فإسلام المصريين يختلف عن اسلام السعوديين، واسلام الماليزيين يختلف عن إسلام المغاربة. حتى في المجتمعات الواحدة ذاتها تختلف صيغة الإسلام .. حتى في المذهب الواحد في المجتمع الواحد. فإسلام الحبشيين في لبنان يختلف عن اسلام الجماعة الإسلامية (الأخوان).درجة تمثل و تطبيق الإسلام هي ما يختلف سيدي الفاضل و ليس الإسلام نفسه (نصا و فقها و أحكاما و شريعة). النموذج القياسي واحد - لن يختلف عليه أي من الأمثال السابقة. اقتباس:الشيخ عبد الرحمن الكواكبي أحد رواد النهضة العربية، وأحد أهم رموزها المناهضة للإستبداد، كان مسلما ولم يمنعه أسلامه من النهضة.سيدي الفاضل - نحن نعيش بالفعل نتجة تطبيق ما أسميته بالنهضة. نعيش واقع فشلها المدوي و نكوصها و إرتدادها الآن. لقد بنى هؤلاء و غيرهم نظرياتهم للنهضة على محاولات التوفيق و إيجاد القواسم المشتركة و غض البصر - و كبت - الإختلافات و التناقضات - لكن الأمر لا يسير بالنيات الحسنة. ما أغفله هؤلاء التنويريون الأوائل - على أهميته - وجود تناقضات عميقة لن يمكن بناء نسق توفيقي على أساس التغاضي عنها و كظمها مهما بلغت حسن نواياهم. لك مني كل إحترام ,, هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - الكندي - 01-06-2007 الزميل بهجت، الزميل وليد، الأخوة والأخوات تحيات طيبة (f) أتمنى أولا إحسان الظن ببعضنا البعض كي نستطيع الحوار بدون حساسية من النقد الذي لا يقدر أن يفلت تماما من مدار "إطلاق الأحكام سلبية على مداخلات الآخرين" في طبيعته. ذلك لأنه إذا لم يكن بمقدورنا أن نتبادل أطراف الحديث بودية وبدون حساسية فلسنا بصدد الحوار، بل بصدد القاء محاضرات من الأفض لأي منا أن ينشدها في مصادر أكثر توثيقا وبحثا واعتدالا على النت وفي الكتب .. وبلغاتها الأصلية. وأتمنى، لو استطعت التمني، الإنتباه أن للأمور أكثر من ظواهرها. فصداقتي مع الزميل "عرفان تيناوي" صاحب الموضوع تتجاوز المعرفة السطحية على النت. ولهذا السبب أتعشم أن أمازحه دون غيره كما أفعل. وأتمنى في النهاية قراءة كل مداخلات المشاركين وبهدوء كي نتحاشى إساءة الفهم أو تكرار ما تم شرحه أو تفصيله سابقا على الأقل في الشريط ذاته. إن إعتراضي الأساسي هو على الفكرة المركزية للطرح والتي، أنا واثق، هي واضحة للجميع بدون أي التباس: القطيعة التامة مع الإسلام. هذه القطيعة التي تناولها طرح الموضوع الأصلي، والمداخلات التي تلته لا تتعلق فقط بالتطرّف لدى بعض الإسلاميين، بل بالإسلام ككل جملة وتفصيلا وهذا ما عبّر عنه الفاضل "وليد" في رفضه الفكر الديني ككل قائلا "إذا كان لابد من الصدام فليكن إذا مرة واحدة و للأبد". في مداخلتي السابقة ضحدت، برأيي، محاولة المقال الرئيسي السخيفة نفي مآثر الحضارة الإسلامية في محاولته لنفي أي علاقة بين الإسلام والتقدم. فلو ثبت مثلا أن الحضارة الإسلامية كانت متقدمة -حسب التعريف الكلاسيكي للتقدم والتخلف- على ما جاورها من حضارات لسقطت بذلك نظرية الطرح. مداخلتي السابقة لم تكن عودة الى الأصولية كما استنتج الفاضل "بهجت" بل هي مجرد مداولة لخيط مطروح في أصل الموضوع عقبه مداخلة للزميل "العلماني" (على الهامش). ومن الواضح والبديهي، برأيي، أن من يحاول نفي صفة التقدم عن تلك الحضارة إنما هو يحاول أن يحجب الشمس بإصبع يده .. ولا أفترض مداخلة الزميل العلماني تدخل في هذا الإطار. إذا، فإن النظرية التي يفترضها الطرح هي خاطئة بكل تأكيد .. والحضارة الإسلامية الغابرة تثبت خطأ هذه النظرية بمنهاج رياضي-منطقي. هل يعني ذلك أنني أعتقد أن الإسلام هو الحل وأنه سبيلنا للعودة الى ذلك التاريخ؟ كلا، هذا ما لم أقله أبدا. ما ذكرته في مداخلتي السابقة أن تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. علاقتنا بها لا تزيد عن علاقة زائر لمتحف من متاحف التاريخ .. إن العوامل التي أدت الى ظهور تلك الحضارة معقدة جدا، كما هو الحال مع العوامل المؤدية الى ظهور أي حضارة، وهي في كنهها توفر الظروف الخارجية (تراكم العوامل البيئيةالتاريخية)، والخصوصيات الثقافية (تراكم العوامل الداخلية)، والفرصة (الحظ). إن حاضر المجتمعات الإسلامية يختلف كثيرا اليوم، وهذا أمر يديهي. زد على ذلك التراكم الغير مناسب للظروف الخارجية والداخلية التي تواجه هذه المجتمعات. لكن الحل، برأيي، ليس في محاولة الهروب الى الأمام عبر مقاطعة تامة مع طبيعة راسخة من الطبائع الإنسانية كالتديّن. هذه، برأيي، نظرة سوريالية مطلــّـقة ليس فقط من العقل، بل أيضا من الواقع والتجربة التاريخية. بغض النظر عن كل الإعتبارات الأخرى الى تجعل من هذا الطرح طرحا متخلفا في مقياس النظريات والقيم العالمية السائدة اليوم (في المجتمعات المتقدمة طبعا) .. بغض النظر عن ذلك كله، ما يتم طرحه هو، أيها السادة، لا يتعدى كونه اجترار لتجارب تاريخية فاشلة. فلا الشيوعية أفلحت في هذا الطرح، ولا أفلحت تركيا مصطفى كمال التي تحكمها اليوم - بعد ما يقارب المائة عام – حكومة أسلامية. ناهيك أن الأنظمة القومية العربية التي حاولت قمع التدين لم تفلح سوى في تأليب الجماهير الشعبية عليها. أود أن أكرر ما ذكرته في مداخلتي السابقة كي لا يكون هناك التباس حول القيم والأسس التي أعتنقها والتي – أعتقد - ترتكز عليها القيم العالمية السائدة والتي هي خلاصة التجربة الإنسانية لليوم: 1. ضرورة إعتماد العلمانية لا تعني ضرورة معاداة الأديان أو التدين. معاداة الأديان هو توجه فردي يعكس ميول صاحبه الشخصية. عندما يكون معاداة التدين موجها الى دين بعينه دون غيره، فهذا لا يمكن فهمه وتبريره، برايي سوى من باب التحامل الناتج عن التجربة الشخصية والتشكيل الثقافي الفردي. 2. القيم والقوانين العالمية للحريات وحقوق الإنسان تكفل لكل شخص حرية الإعتقاد والممارسة بما في ذلك حرية الإعتقاد والممارسة الدينية. فرض مقاطعة الممارسة الدينية، مهما كانت، بالقوة يتعارض مع روح الإعلان العالمي للحريات وحقوق الإنسان. 3. الخلق الديمقراطي، تعريفا، هو خلق تعدّدي يتقبل الآخر، آراءه، وحقوقه. والديمقراطية في روحها، ولو تعددت أشكالها، تعني في النهاية حكم الشعب. لا يمكن تعريفا إذا إقصاء شرائح إجتماعية عن الممارسة السياسية دون الإخلال بالنظام الديمقراطي، خصوصا عندما يكون هذه التوجه المراد إقصاءه متفشيا لدى الشعب. 4. أخيرا، وهذا أعتبار شخصي لدي يعكس توجهى الوجودي، لا أعتقد شخصيا بوجود نظام أخلاقي ثابت أو نظام أخلاقي معين يتفوق على غيره في الصلاحية. كل النظم الأخلاقية متكاملة إذا ما تمت معاينتها من معاييرها الداخلية. إن صلاحية أو عدم صلاحية أي نظام أخلاقي هو في حقيقته أنعكاس لتحيزات المراقب الخارجي الشخصية. هذه نظرة مقتضبة جدا وتحتاج الى الكثير من التوسيع لكن، إذا تقبلنا هذه المعطيات كبديهيات قابلة للتأكيد، سينتج عن ذلك الإنهيار الكامل لمفهوم "الأخلاق العالمية الثابتة" بما في ذلك القيم الأخلاقية المرتكزة على الدين. ما يلي طبعا هو أخلاقي فوضى تتصادم فيها القيم الفردية. بالتالي تأتي ضرورة إيجاد عوامل التعايش المشتركة التي تسمح لكل هذه الأطر المرجعية الفردية أن تتعايش دون أن يطغى أحدها على الآخر. بمعنى آخر أيها السادة، تأتي ضرورة اعتماد الليبرالية ليس فقط لضمان حريات الأفراد بل أيضا كوسيلة لحماية الفرد من ديكتاتورية الأغلبية (الديمقراطية). إذا، من جديد، لا نريد قطيعة بين العلمانية وتياراتها النهضوية وعقائد الناس وتاريخهم وتراثهم والغابر من حضارتهم. نحن لا نعادي أديان الناس، ولا نحتقرها، ولا نريد القضاء عليها. نحن نريد فقط إيجاد القواسم المشتركة لتعايش يحترم حقوق الجميع، وحريات الجميع، ومعتقدات الجميع. هكذا بكل بساطة. وبرأيي، من جديد، اي صيغة أو صيغ لا تحترم هذا الإطار هي صيغ فاشلة بدلالة التجارب المتعددة لهذه الأنماط كما أسلفنا في هذا الشريط. آتي في نهاية عرضي على بعض النقاط الهامشية التي أثارت بعض التساؤلات: *1* الثورة اللوثرية، وإن أدّت في بعض تمظهراتها (instances) الى عودة الى العهد القديم كما هو حال بعض التجمعات الأصولية في الولايات الأمريكية الجنوبية، غير أن الهدف الأساسي من الثورة اللوثرية كان اللإنفلات من مركزية المرجعية الدينية ؛ أي في الحقيقة العلمنة وفصل الدين عن الدولة. وفي الحين الذي حررت فيه الثورة الفرنسية فرنسا من هيمنة الكنيسة عبر اسقاط النظام الملكي، حققت الثورة اللوثرية ذات النتيجة في بريطانيا ولكن مع الحفاظ على النظام الملكي: الثورتين كانتا تمظهرين لهدف واحد. **2** في الحين الذي استند فيه الأفغاني ومجمد عبده والكواكبي الى التطورات السائدة في الفكر الغربي في فكرهم النهضوي، غير أنهم أستطاعوا التوفيق بين ذلك وبين إسلامهم. وهذه هي النقطة التي إردت إظهارها وذلك أن الفكر – بما في ذلك الدين - يأخذ شكل وعائه. فإذا كان الوعاء نهضويا، أخذ الفكر طابعا نهضويا، وإذا كان رجعيا أخذ الفكر طابعا رجعيا، وإذا كان متطرفا أخذ الفكر طابعا متطرفا. هذا الإطار التفكيري ينطبق على كل النظم الفكرية وليس فقط الدين. بإمكاننا، مثلا، معاينة وتقييم العلمانية في الإطار ذاته واستنتاج النتيجة ذاتها. ستالين، مثلا، كان علمانيا. ومجتمعاتنا مليئة بنماذج علمانية متخلفة ومتطرفة أيضا. ***3*** إن تراجع النهضة العربية، برأيي، لم يكن بسبب عدم مقاطعة مفكريها لتراثهم الإسلامي (ولم يكن كل مفكري النهضة مسلمين). العوامل التي تسببت في تراجع النهضة هي أكثر تعقيدا من أن تسمح بمثل هذا التسطيح والتبسيط. هناك تراكم لعوامل خارجية كالمشروع الصهيوني (استنزاف القدرات وتبرير غياب المسائلة) والحرب الباردة (عودة الإستبدادالديكتاتورية) واكتشاف النفط (فائض البترودولار لدى الوهابية). وهناك ايضا تراكم لعوامل داخلية متعددة وسعتها سابقا في سلسلة مقالات عن الديمقراطية وعوائقها في العالم العربي. أعتذر للإطالة ولأي تأخير مستقبلي في الرد. سأحاول المتابعة قدر المستطاع. تحياتي للجميع هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - shahrazad - 01-07-2007 هممممممممم. تستفزني في المسيحية عبارة " الأب والإبن" للتعبير عن الله، فالأب والإبن عكس الأم والبنت، مذكرة بطبيعتها وليس بطبيعة الله، أما اسم الله المذكر في العربية فهو ليس مذكر بطبيعته بل محايد جنسيا والتذكير هنا هو نتيجة اللغة التي يكون فيها الأصل هو التذكير ، فنقول "من الطارق؟" إذا سمعنا من يطرق الباب، وليس في اللغة عبارة "من الطارقة؟" ما دام الجهل بهوية الطارقث الجنسية ثابتا، كما لا تضاف علامة التأنيث للمؤنث الذي لا تذكير له ، فكلمة "حامل" لا تؤنث فإذا أنثت كان معناها المرأة التي تحمل شيئا في يدها.. وكما أن كلمة "زوج" لا تؤنث فهي إذا أضيفت الى اسم امرأة قصد بها الرجل وإذا أضيفت إلى اسم رجل قصد بها المرأة ، فعلى خلاف المسيحية لا تذكير لهوية الإله في الإسلام، بل هو الحياد الجنسي بما أنه روح والتذكير أو التأنيث أمور خاصة بالجسد. وفي الإسلام يكون الزواج شراكة يقوم على أساسها الرجل بالعمل خارج البيت والمرأة بالعمل داخله، وعلى هذا يكون الرجل يعطي المرأة مهرا كنوع من الضمان والأمان لها، لأن المال يأتي بالعمل خارج البيت وليس داخله، والزواج عقد بين رجل وامرأة وليس بين رجل وأب المرأة، فإذا قرر تطليقها يدفع لها مؤخر المهر ونفقة كتعويض للضرر وإذا قررت هي أن تخلعه ترد اليه مهره و لا يحق لها نفقة، فالمرأة لا تعطي الرجل مالا بل ترد اليه ماله، لأنه هو الذي يكسب المال من عمله خارج البيت بينما تعمل هي داخل البيت، والرجل يتزوج المرأة ويشتري المنزل وهي التي تحول المنزل الى بيت وتربي فيه أولادها منه، فإذا كان قادرا ماديا على فتح أكثر من بيت فإنه يفعل.. ولكن الرجال اليوم تلاعبوا بهذا المبدأ فاخترعوا وأحلوا لأنفسهم ما سمي بزواج المسيار، فتكون المرأة هي التي تنفق على البيت ولا يعود تعدد الزوجات حكرا على طبقة الأثرياء من الرجال، ولا يحق للمرأة تعدد الأزواج رغم اطلاعها بمسؤوليات الرجل وأعبائه. ولذلك يجب أن تقوم النساء بدراسة الدين وتفسيره وأن لا يدعن ذلك الأمر حكرا على الرجال فلم يكن رجل يتكلم ويشرح هذا الدين أكثر من عائشة. ويتهم مروجي الإشاعات ضد المسلمين محمدا بجريمة الزواج من طفلة مثل عائشة بينا هو رجل عجوز، ولم يتزوج محمد أي عذراء سوى عائشة مع كثرة زوجاته، وكانت عائشة قوية الشخصية وصفتها لغة الحضارة الذكورية بأنها رجلة الرأي كأن صاحب الرأي من الجنسين يجب أن يوصف في الرجولة مما يعني ترجيح الصفة للرجال دون النساء أو تشجيع الرجال عليها دون النساء . كذلك فإن من المفسرين الاسلاميين من يعترض على نبوة المرأة .. ففي القران قصص تحكي عن نساء أوحي إليهن وبذلك يكون هؤلاء أكثر تخلفا من الإسلام المتخلف أصلا.. فالإسلام مسؤول جزئيا وليس كليا عن تخلفهم. |