نادي الفكر العربي
التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق (/showthread.php?tid=12987)

الصفحات: 1 2


التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - فضل - 01-03-2007

رغم وجود مسحة توتاليتارية فى البعث كايديولوجيا لكن لم يكم هذا وحده العامل المؤثر فى الحدث ولم يكن هو بالفعل العامل الحاسم فى العملية بل الواقائع المادية القائمة هى العامل الذى قاد مجمل المسار


لا اعتقد ان حنا ارنديت هى التى اعطت الاجابة النظرية عن نشوء الحالة التوتاليتارية بل على الارجح كان ايريخ فروم فى كتابه الشهير الهروب من الحرية
لا امكانية حتى لاستخدام نموذج ايريخ فروم فى تفسير الحالة العراقية فنموذج ايريخ فروم يفترض ان المجتمع و فى حالة ازمة معممة يقرر طواعية ان يتصرف كقطيع يعلق كل اماله على شخص قائد يريحه من التفكير فى وسيلة للخروج من هذه الازمة لان التفكير اوقات الازمة يصبح صعبا ومربكا للمجتمع وهنا تظهر الشخصية التى تعطى هذا المجموع كليشيهات سهلة

الظاهرة الصدامية هى بالفعل وليدة بيئة سياسية اجتماعية فمستوى العنف الداخلى الممارس من اى نظام مرتبط قطعا بمستوى ما يحمله المجتمع من العنف الموجه للدولة بل ولفكرة الدولة والتى تضطر بالرد عليه بعنف مضاد بمعنى ان مكونات العنف الداخلى فى المجتمع هى وبطريقة التغذية الراجعة ( فيد باك ) تغذى وتحرض النظام على ممارسة عنف مضاد لحماية منطق الدولة ومركزيتها ومنع نشوء اشكال سلطة او قوة موازية
اى نظام فى المنطقة لو كان يواجه تحديات داخلية بنفس المستوى الذى كان يواحهه صدام ستتصرف وبدون تردد مثل صدام

لا اعتقد بتاتا ان فكرة التوتاليتارية او الفاشية هى ما يفسر الامر فى الحالة العراقية هذه مقارنات تم استخدامها من المحافظين الجدد لانها تحمل رسالة سهلة الاستيعاب فى الثقافة الغربية

بل على الارجح علينا الخوض فى موضوع اخر تماما حول خصوصية وهشاشة فكرة الدولة القومية الحديثة فى المنطقة فالدولة فى المنطقة اقوى من المجتمع وهذا ما يحافظ على استمرار الدولة الاشكالية القائمة ان ضعف الدولة امام المجتمع لا يحوله للاسف لمجتمع ديمقراطى بل يؤدى لانهيار فى وجود المجتمع كحالة موحدة

ما ان انهارت الدولة المركزية العراقية التى كانت تملك مكونات عنف اكبر مما يمكن ان تمتلكه اى جماعة داخل المجتمع وعندما انهارت الدولة العراقية ( ومن غير المؤكد انه سيتم استعادتها )اصبحت القوة الداخلية الكامنة سابقا تظهر للسطح



التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - Waleed - 01-03-2007

اقتباس:  آمون   كتب/كتبت  
تاريخ العراق منذ تأسيسه هو تاريخ استبداد متفاوت الدرجة لكنه وصل إلى حالته القصوى التوتاليتارية على يد "البعث" الصدامي أو "الصدامية البعثية" وهذا التعبير الثاني هو الأصح إذ لا شيء ينافس  دموية الشمولية ويترافق معها مثل شخصنة السلطة والترفع بسيدها ليس فقط عن أي إطار قانوني أو سياسي بل حتى عن الأيدلوجيا التي يحكم باسمها بحيث تصير هذه في خدمته تستمد منه "شرعيتها" وتصطبغ بما يضفيه عليها من روحه وذاته الشخصية ، عمليا يصير القائد هو الأصل والمتن والعقيدة هي الهامش والتفصيل المتفرعين عنه يتلاعب بها ويعيد تفسيرها ويفعل بها الأفاعيل دون أن يرمش له جفن وغالبا ما يخرج عليها ويتناقض معها بشكل صارخ لكن بالطبع دون خوف من مساءلة أو حساب فالجماهير قد جُهزت ـ بوسائل التلقين والتعليم والدعاية كما بأدوات القسر والرعب ـ أن تتلقى تناقضات القائد وسخافاته بالطريقة التي تتلقى بها تناقضات وسخافات الكتب المقدسة والأديان : لا تجرؤ على مساءلتها إما خوفاً من سوء العاقبة وهذا هو الغالب أم بفعل حالة وجدانية صادقة قوامها الورع والتقوى
الزميل المحترم / آمون
أراك تبحث في حالة العراق كما لو كان وضعا غريبا متفردا عما حوله يستحق دراسة منفصلة. و لكن هل تختلف تلك الأعراض التي سردتها سيادتكم عن باقي دول المنطقة (الشرق الأوسط تحديدا) إلا في الدرجة / الكم و ليس الكيف؟
جميع مجتمعاتنا العربية ينطبق عليها ما سبق سرده - تختلف في درجات إنفتاحها / إغلاقها أو تماسكها الطائفي/ تفككها .. إلخ و تباعا مدى سرعة إقتراب دولها و مجتمعاتها من التحلل التام.
بل و أجدني لا أميل لإستخدام مصطلحات مثل التوتاليتارية على مجتمعاتنا إلا بقصد تقريب المعنى - فقد إستخدمت تلك المصطلحات على مجتمعات في أطوار لم تعرفها مجتمعاتنا فعليا أبدا. و سيصبح من الخطأ تعميم أو تطبيق قوالب قسرية على مجتمعات لم تخبرها لعدم مرورها على مراحل و شروط تمثل تلك القوالب - كما كان من الخطأ حتما تحديد أغلب مجتمعاتنا بحدود دول عصرية.
و يجب ألا تخدعنا في هذا المقام مظاهر مثل الدول و الحكومات و الأحزاب و الدساتير و القوانين .. إلخ فتلك البنيات السياسية و القانونية تصبح غير ذات معنى إطلاقا في ظل ثبات البنيات التحتية المعرفية و الإجتماعية على حالها بدون تطور.
فالبنيات الفوقية للمجتمع مثل السياسية و القانونية و غيرها هي نتيجة لتطور البنيات التحتية للمجتمع و ليس العكس - و تباعا لا يمكن فرضها كمنتج نهائي على أي مجتمع كان.
اقتباس:  فضل   كتب/كتبت  
بل على الارجح علينا الخوض فى موضوع اخر تماما  حول خصوصية وهشاشة فكرة الدولة القومية الحديثة فى المنطقة  فالدولة فى المنطقة اقوى من المجتمع  وهذا ما يحافظ على استمرار الدولة  الاشكالية القائمة ان ضعف الدولة امام المجتمع لا يحوله للاسف لمجتمع ديمقراطى   بل يؤدى لانهيار فى وجود المجتمع  كحالة موحدة  

ما ان انهارت الدولة المركزية العراقية التى كانت تملك مكونات عنف  اكبر مما يمكن ان تمتلكه اى جماعة داخل المجتمع وعندما  انهارت الدولة العراقية ( ومن غير المؤكد انه سيتم استعادتها )اصبحت القوة الداخلية الكامنة سابقا  تظهر للسطح
أجدني هنا أتفق تماما مع الزميل المحترم / فضل في ضعف و هشاشة فكرة الدول القومية الحديثة في مجتمعاتنا من الأصل - فمع الوقت و المؤثرات داخلية و خارجية فقدت تلك المؤسسات و البنى شرعيتها لعدم وجود أساس لها في مجتمعاتنا و أقصد أولا الأساس المعرفي الثقافي.
و ما حدث بالعراق سوف يحدث بباقي بلدان المنطقة - قد تختلف ظروف الإنهيار و التحلل من تدخل خارجي لحرب أهلية طائفية لحكم أصولي دموي و سوف نختلف و نقتلل صفحاتنا تحليلا لكل حالة على حدة و في نهاية المطاف سوف تربح نظريات المؤامرة و تغذي المد الأصولي.
سيحدث كل هذا أو أكثر إن لم نقف الآن على هذا المفترق من الطرق لكي نعيد بناء ثقافاتنا أولا و من الأساس - قبل أن يأتي الطوفان.

لك و لضيوف شريطك القيم كل إحترام و تقدير ,,,


التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - آمون - 01-04-2007

اقتباس:  فضل   كتب/كتبت  
رغم وجود مسحة توتاليتارية فى البعث كايديولوجيا   لكن لم يكم هذا وحده العامل المؤثر  فى الحدث  

فقط "مسحة توتاليتارية" يا دكتور ؟
حزب واحد وحيد ومؤدلج على رأسه قائد ملهم يمسك بكل الخيوط ويختزل في ذاته كل معاني السلطة والدولة ويفرض نفسه ـ بالرعب والأيدلوجيا ـ على الناس في صحوتهم ومنامهم ، في بيوتهم وشوارعهم ومدارسهم ووسائل إعلامهم ، ويمارس صور قصوى من العنف ضد خصومه أكانوا خصوما حقيقيين أم متوهمين ، ويسن تشريعا بإعدام من يسب القائد ، ثم يطلق العنان لشهوة التوسع الإقليمي على حساب الجيران ، ماذا يكون إذا لم يكن شمولياً ؟

وعموماً وبعيدا عن التوصيف ، لن نختلف على المدى البعيد الذي وصل إليه الاستبداد البعثي في العراق ، وربما نتفلسف ونسميه "النظام ما بعد ديكتاتوري" أو "الميتا ديكتاتوري" :) .


اقتباس:  Waleed   كتب/كتبت  
رغم وجود مسحة توتاليتارية فى البعث كايديولوجيا   لكن لم يكم هذا وحده العامل المؤثر  فى الحدث  

العراق هو موضوع النقاش كما ترى عزيزي وليد
أختلف معك أيضا في نقطة الفارق بين نظام صدام وباقي أنظمة الحكم العربية ، وأرى أنها اختلافات نوعية أساسية في أكثر من حالة ، لكن هذه تحتاج لنقاش مستقل في شريط خاص :)
وأشكرك على إضاءاتك القيمة .



التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - ابن سوريا - 01-05-2007

آمون؛

موضوع عظيم، محرض للتفكير، سأعود إليك بما علمتني إياه الثقافة البعثية خلال عشرين سنة كاملة.

أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة

(f)