حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +--- الموضوع: أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج (/showthread.php?tid=17022) الصفحات:
1
2
|
أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - عربية - 07-12-2006 [CENTER]عن إبراهيم بن فاتك قال: دخلت على الحلاج ليلةً وهو في الصلوة مبتدئاً بقراءة سورة البقرة. فصلّى ركعاتٍ حتى غلبني النوم. فلما انتبهت سمعته يقرأ سورة (حم عسق) فعلمت أنه يريد الختم. فختم القرآن في ركعة واحدة وقرأ في الثانية ما قرأ فضحك إلي وقال: ألا ترى أنيّ أصلّي أراضيه، من ظنّ أنه يُرضيه بالخدمة فقد جعل لرضاه ثمناً. ثم ضحك وأنشأ يقول: إذا بلغ الصبُّ الكمالَ مَن الـفـتـى ويذهل عن وصل الحبيبِ من السّكرِ فيَشهَدُ صدقاً حيثُ أَشهـدَهُ الـهَـوَى بأنّ صلوةَ العاشقين مِنَ الـكُـفـر وقال ابن فاتك: قصدت الحلاج ليلةً فرأيته يصلي فقمت خلفه. فلما سلّم قال: اللهم أنت المأمول بكل خير، والمسئول عند كل مهم، المرجو منك قضاء كل حاجة، والمطلوب من فضلك الواسع كل عفو ورحمة. وأنت تعلم ولا تُعلم، وترى ولا تُرى، وتخبر عن كوامن أسرار ضمائر خلقك، وأنت على كل شيء قدير. وأنا بما وجدتُ من ورائح نسيم حبّك، وعواطر فربك أستحقر الراسيات، وأستخفّ الأرضين والسموات. وبحقك لو بعتَ مني الجنة بلمحة من وقتي، أو بطرفة من أحرّ أنفاسي لما اشتريتها. ولو عرضتَ عليّ النار بما فيها من ألوان عذابك لاستهونتُها في مقابلة ما أنا فيه من حال استتارك منّي. فاعف عن الخلق ولا نعفو عنّي، وارحمهم ولا ترحمني. فلا أُخاصمك لنفسي، ولا أُسائلك بحقّي، فافعل بي ما تريد. فلما فرغ قام إلى صلوة أخرى وقرأ الفاتحة وافتتح بسورة النور وبلغ إلى حد سورة النمل. فلما بلغ إلى قوله تعالى (ألاّ يسجدوا لله الذي يُخرج الحبَّ في السموات والأرض) صاح صيحة وقال: هذه صيحة الجاهل به. ومن وُدّ المُحبّ المُحقّ أن لا يعبد ما حُدّ. يروى عن عبد الله بن طاهر الأزدي أنه قال: كنتُ أخاصم يهودياً في سوق بغداد وجرى على لفظي أن قلت له: يا كلب. فمرّ بي الحسين بن منصور ونظر إليّ شزراً وقال: لا تنبَح كلبك، وذهب سريعاً. فلما فرغت من المخاصمة قصدته فدخلت عليه فأعرض عني بوجهه. فاعتذرت إليه فرضي ثم قال: يا بنيّ، الأديان كلّها لله عز وجل، شَغَلَ بكل دين طائفة لا اختياراً فيهم بل اختياراً عليهم. فمن لام أحداً ببطلان ما هو عليه فقد حكم أنه أختار ذلك لنفسه، وهذا مذهب القدرية و"القدريّة مجوس هذه الأمّة". واعلم أن اليهودية والنصرانية والإسلام وغير ذلك من الأديان هي ألقاب مختلفة وأسامٍ متغايرة، والمقصود منها لا يتغير ولا يختلف. ثم قال: تفكّرنُ في الأديانِ جَدّاً محقّقـاً فألفَيتُها أصلاً له شُعَبٌ جَمّـا فلا تَطلبن للمرءِ دِينـاً فـإنـه يصدُّ عن الوصل الوثيقِ وإنّما يُطالِبه أصلٌ يُعـبّـرُ عـنـده جميع المعالي والمعاني فَيفَهما ويروى عن إبراهيم بن سمعان أنه قال: رأيت الحلاج في جامع المنصور وكان في تكّتي ديناران شددتهما لغير طاعة الله. فسأل سائل فقال الحسين: يا إبراهيم، تصدق عليه بما شددت في تكتك. فتحيّرت فقال: لا تتحيّر، التصدق بهما خير مما نويت. فقلت: يا شيخ هذا من أين. فقال: كل قلب تخلّى عن غير الله يرى في الغيب مكنونه وفي السر مضمونه. فقلت له: أفِدني بكلمة. فقال: من طلب الله عن الميم والعين وجَدَه، ومن طلبه بين الألف والنون في حرف الإضافة فقَدَه. فإنه تقدّس عن مشكلات الظنون وتعالى عن الخواطر ذوات الفنون. ثم أنشأ يقول: إِرجع إلى الله إنّ الغـايةَ الـلـهُ فلا إلهَ إذا بالـغـتَ إلا هـو وإنّه لَمَعَ الخلـقِ الـذين لـهـم في الميم والعين والتقديس معناهُ معناه في شفتَيَ من حلَّ منعقِـداً عن التهجّي إلى خلقٍ به فاهوا فإن تَشُكّ تدبَّر قولَ صاحبـكـم حتّى تقولَ بِنَفي الشكّ هذا هو فالميمُ يفتح أعـلاه وأسـفـلـهُ والعينُ يفتح أَقـصـاه وأدنـاهُ وقال أبو نصر بن القاسم البيضاوي: رأيت رقعة بخط الحلاج عند بعض تلامذته: أما بعد، فإني أحمد إليه الله الذي لا إله إلا هو، الخارج من حدود الأوهام وتصاوير الظنون وتخييل الفِكر وتحديد الضمير، الذي (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) واعلم أن المرء قائم على بساط الشريعة ما لم يصل إلى مواقف التحديد. فإذا وصل إليها سقطت من عينه الشريعة واشتغل باللوائح الطالعة من معدن الصدق. فإذا ترادفت عليه اللوائح، وتتابعت عليه الطوالع، صار التوحيد عنده زندقة، والشريعة عنده هَوَساً، فبقي بلا عين ولا أثر. إن استعمل الشريعة استعملها رسماً، وإن نطق بالتوحيد نطق به غلبةً وقهراً. وقال ابن أخته: رأيت بخط خالي: مَن فرّق بين الكفر والإيمان فقد كفر، ومن لم يفرق بين الكافر والمؤمن فقد كفر. يروى عن عبد الودود بن سعيد بن عبد الغني الزاهد قال: دخلت على الحلاج فقلت له: دلّني على التوحيد. فقال: التوحيد خارج عن الكلمة حتى يعبر عنه. قلت: فما معنى لا إله إلا الله. قال: كلمة شغل بها العامة لئلاّ يختلطوا بأهل التوحيد، وهذا شرح التوحيد من وراء الشرع. ثم احمرّت وجنتاه وقال: أقول لك مجملاً. قلت: بلى. قال: من زعم أنه يوحّد الله فقد أشرك. وعنه قال: رأيت الحلاج دخل جامع المنصور وقال: أيها الناس اسمعوا مني واحدة. فاجتمع عليه خلق كثير، فمنهم محبّ ومنهم منكر. فقال: اعلموا أن الله تعالى أباح لكم دمي فاقتلوني. فبكى بعض القوم. فتقدمت من بين الجماعة وقلت: يا شيخ كيف نقتل رجلاً يصلي ويصوم ويقرأ القرآن. فقال: يا شيخ المعنى الذي به تُحقن الدماء خارج عن الصلوة والصوم وقراءة القرآن فاقتلوني تؤجروا وأستريح. فبكى القوم وذهب فتبعته إلى داره وقلت: يا شيخ ما معنى هذا. قال: ليس في الدنيا للمسلمين شغل أهمّ من قتلي. فقلت له: كيف الطريق إلى الله تعالى. قال: الطريق بين اثنين وليس مع الله أحد. فقلت: بيّن. قال: من لم يقف على إشاراتنا لم ترشده عباراتنا. ثم قال: أ أنت أن أنا هذا في إِلـهَـينِ حاشاك حاشاك من إِثباتِ إِثنينِ هُوِيّةٌ لـك فـي لائيّتـي أبـداً كلّي على الكلِّ تلبيسٌ بوجهَينِ فأين ذاتُك عنّي حيث كـنـت أدري فقد تـبـيّنَ ذاتـي حـيثُ لا أينِ وأينَ وجهك مقصودٌ بنـاظـرتـي في باطنِ القلب أم في ناظرِ العَينِ بيني وبينَـك أَنّـيٌّ يزاحـمُـنـي فارفَع بأنَيكَ أَنّـيِ مـن الـبَـينِ وعن الحسين بن حمدان قال: دخلت على الحلاج يوماً فقلت له: أريد أن أطلب الله، فأين أطلبه. فاحمرّت وجنتاه وقال: الحق تعالى عن الأين والمكان، وتفرّد عن الوقت والزمان، وتنزّه عن القلب والجَنان، واحتجب عن الكشف والبيان، وتقدّس عن إدراك العيون، وعمّا تحيط به أوهام الظنون. تفرّد عن الخلق بالقِدَم كما تفردوا عنه بالحدث. فمن كان هذا صفته كيف يُطلب السبيل إليه. ثم بكى وقال: فقلتُ أخِلاّئِي هي الشمس ضَوءُها قرِيبٌ ولكن في تناوُلهـا يُعـدُ وعنه أيضاً قال: سمعت الحسين يقول في سوق بغداد: أَلا أَبلِـغْ أَحـبّـائي بـأنّـي ركبت البحر وانكسر السفينَهْ ففي دين الصليب يكون موتي ولا البطحا أُريدُ ولا المدينَهْ فتبعته، فلما دخل داره كبّر يصلّي فقرأ الفاتحة والشعراء إلى سورة الروم فلما بلغ إلى قوله تعالى (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان) الآية كرّرها وبكى. فلما سلم قلت: يا شيخ تكلّمت في السوق بكلمة من الكفر ثم أقمت ههنا في الصلوة، فما قصدك. قال: أن تُقتل هذه الملعونة، وأشار إلى نفسه. فقلت: يجوز إغراء الناس على الباطل. قال: لا ولكني ُغريهم على الحق، لأن عندي قتل هذه من الواجبات، وهم إذا تعصّبوا لدينهم يؤجرون. وعنه أيضاً قال: أمر بشهادة وحدانيته، ونهى عن وصف كُنه هويته، وحرم على القلوب الخوض في كيفيته، وأفحم الخواطر عن إدراك لاهوتيّته. فليس منه يبدو للخلق إلاّ الخبر، والخبر يحتمل الصدق والكذب. فسبحانه من عزيز يتجلّى لأحد من غير علّة، ويستتر عن أحد من غير سبب. ثم بكى وأنشأ يقول: د خلتُ بناسوتي لديك علـى الـخـلـقِ ولولاك لاهوتي خرجتُ من الصِـدقِ فإِنّ لسان العلم للـنُـطـقِ والـهـدى وإنّ لسان الغيب جَلَّ عن الـنُـطـقِ ظهرتَ لِخَلق والتـبـسـتَ لِـفـتـنة على بعض خلق واحتجبتَ عن الخلقِ فتظهرُ للأبصار فـي الـغـربِ تـارةً وطوراً عن الأبصار تغرب في الشرقِ حتى وقفت على باب الحلاج فدخلت وقلت: يا شيخ فلان أخي أشرف على الموت.، أدع له. فضحك وقال: أنجيه بشرط تَفي لي به. قلت: وما هو. قال: لا ترجع عن الإنكار عليّ بل تزيد وتشهد عليّ بالكفر وتعين على قتلي. فبقيت مبهوتاً فقال: لا ينفعك إلا قبول الشرط. قلت: نعم. فصبّ شيئاً من الماء في سكرجة وبصق فيها وقال لي: مُرَّ وأجعل من هذا الماء في فيه. فذهبت وفعلت ذلك فقام أخي في الوقت كأنه لم يمرض أو نائم فانتبه. فرجعت بأخي إليه وشكرته فضحك وقال: لولا أن الله تعالى قال: (لأملأنّ جهنم من الجِنّة والناس أجمعين) لكنت أبصق في النار حتى تصير ريحاناً على أهلها. وعنه قال: سمعت الحسين يقول: من أراد أن يصل إلى المقصود فلينبذ الدنيا وراء ظهره. ثم أنشد يقول: عليكِ يا نفسُ بالتسـلّـي العزُّ في الزهد والتخَلّي عليكِ بالطلعة التي مـش كاتها الكشفُ والتجلّـي قد قام ببعض بعـضـي وهام كلّي بكلّ كـلّـي قال أحمد بن فاتك: رأيت ربّ العزّة في المنام كأني واقف بين يديه. فقلت: يا ربّ. ما فعل الحسين حتى استحق تلك البليّة. فقال: إني كاشفته بمعنى فدعا الخلق إلى نفسه فأنزلت به ما رأيت. وقال أيضاً: قال الحلاج: ما وحدّ الله غير الله وما عرف حقيقة التوحيد غير رسول الله. وعنه قال: سمعت الحسين بن منصور يقول: ليس على وجه الأرض كفر إلاّ وتحته إيمان، ولا طاعة إلا وتحتها معصية أعظم منها، ولا إرفراد بالعبودية إلاّ وتحته ترك الحرمة، ولا دعوى المحبة إلاّ وتحتها سوء الأدب. لكن الله تعالى عامل عباده على قدر طاقتهم. عن ضمرة بن حنظلة السمّاك قال: دخل الحلاج واسط وكان له شغل. فأول حانوت استقبله كان لقطّان فكلفه الحلاج السعي في إصلاح شغله وكان للرجل بيت مملوء قطناً فقال له الحسين: إذهب في إصلاح شغلي فإني أعينك على عملك. فذهب الرجل فلما رجع رأى كل قطنه في دكانه محلوجاً وكان أربعة وعشرين ألف رطل فسمى من ذلك اليوم حلاّجاً. وعن أحمد بن فاتك قال: لما حُبس الحلاج ببغداد كنت معه. فأول ليلة جاء السجان وقت العتمة فقيّده ووضع في عنقه سلسلة وأدخله بيتاً ضيّقاً. فقال له الحسين: لِمَ فعلت بي هذا. قال: كذا أُمرت. فقال له الحلاج: الآن أمنتَ منّي. قال: نعم. فتحرّك الحلاج فتناثر الحديد كالعجين وأشار بيده إلى الحائط فانفتح فيه باب، فرأى السجّان فضاءً واسعاً من ذلك. ثم مدّ الشيخ يده وقال: الآن افعل ما أُمرت به. فأعاده كما فعل أول مرة. فلما أصبح أخر السجان المقتدر الخليفة بذلك. فتعجّب الناس واستأذن نصر القشوريّ الخليفة في بناء بيت له في السجن فأذن له وكان محباً له. فبنى له بيتاً وفرشه وكنت معه فيه إلى أن أُخرجَ وقُتل وصُلب. وقال أحمد بن يونس: كنا في ضيافة ببغداد فأطال الجنيد اللسان في الحلاج ونسبه إلى السحر والشعبذة والنيرنج وكان مجلساً خاصاً غاصاً بالمشايخ فلم يتكلم أحد احتراماً للجنيد. فقال ابن خفيف: يا شيخ تطوّل، ليس إجابة الدعاء والاخبار عن الأسرار من النيرنجات والشعبذة والسحر. فاتّفق القوم على تصديق ابن خفيف. فلما خرجنا أخبرت الحلاج بذلك فضحك وقال: أما محمد بن خفيف فقد تعصّب لله وسيؤجر على ذلك. وأما أبو القاسم الجنيد فقد قال: إنه كذب ولكن قل له: (سيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون). عن إبراهيم بن محمد النهرواني قال: رأيت الحلاج في جامع نهروان في زاوية يصلي وختم القرآن في ركعتين. فلما أصبح سلمت عليه وقلت: يا شيخ أَفِدني بكلمة من التوحيد. فقال: اعلم أن العبد إذا وحّد ربه تعالى فقد أثبت نفسه، ومن أثبت نفسه فقد أتى بالشرك الخفيّ. وإنما هو الذي وحّد نفسه على لسان من شاء من خلقه. فلو وحد نفسه على لساني فهو وشأنه. وإلاّ فما لي يا أخي والتوحيد. ثم قال: مَن رامهُ بالعقل مُسترشِداً أَسرحَه في حيرةٍ يلهـو قد شابَ بالتلبيس أسرارَه يقول من حيرته هل هو عن أحمد بن عبد الله قال: سمعت الحلاج وقد سئل عن التوحيد فقال: تمييز الحدث عن القدم، ثم الإعراض عن الحدث والإقبال على القدم، وهذا حشو التوحيد. وأما محضه فالفناء بالقدم عن الحدث. وأما حقيقة التوحيد فليس لأحد إليه سبيل إلاّ لرسول الله "صلَّى الله عليه وسلّم". وقال ابن فاتك: سمعت الحلاج يقول: في القرآن علم كل شيء، وعلم القرآن في الأحرف التي في أوائل السُوَر، وعلم الأحرف في لام ألف، وعلم لام ألف في الألف، وعلم الألف في النقطة، وعلم النقطة في المعرفة الأصليّة، وعلم المعرفة الأصلية في الأزل، وعلم الأزل في المشيئة، وعلم المشيئة في غيب الهو (ليس كمثله شيء) ولا يعلمه إلاّ هو. وقال أحمد بن فاتك: قلت للحلاج: أوصني. قال: هي نفسك إن لم تشغلها شغلتك. عن أحمد بن عطاء بن هاشم الكرخيّ قال: خرجت ليلة إلى الصحراء، فرأيت الحلاج يقصدني. فملتُ إليه وقلت: السلام عليك أيها الشيخ. فقال: هذا كلب بطنه جائع فاءتني بحمل مشويّ ورغفان حُوَّارَى وأنا واقف ههنا. فمضيتُ وحصّلت ما أحضرته. فربط الكلب بإحدى رجليه ووضع الحمل والرغفان بين يديه حتى أكله، ثم خلّى الكلب وأرسله وقال لي: هذا الذي تطالبني به نفسي منذ أيام وكنتُ معنفها حتى أخرجتني الليلة في طلبه والله تعالى غلّبني عليها. ثم طاب وقته وأنشأ يقول في وجده: كفرتُ بدينِ الله والكفرُ واجبٌ لديّ وعند المسلمين قبـيحُ ثم قال لي: ارجع ولا تَقفُ أثري فيضرّك. وقيل: كان الحلاج في بدايته يلبس مرات المسوح ومرات الثوب ومرات الشاشية وأول سفره عن بلده إلى البصرة وكان عمره ثماني عشرة سنة وتزوّج وخرج إلى مكة وجرى بينه وبين أبي يعقوب النهرجوريّ كلام وقال في جملة كلامه: وإن ورد عليك بعض إشارة ورمز فلولا أن تكون الواردات متّصلة والأحوال مشتبهةً مشتركة في المنزلة لما تقابلت الواردات ولا تساوت الحالات ولا عُلمت الخافيات. قال: اذهب فعندي من الأنباء ما فيه مزدجَر، وعن غدٍ يأتيك الخبر. فقال: يا شيخ قد أعلمني المُعلم بعد أن أخبرني المُخبر. فقال: لا أعلمك اطّلاعاً إلاّ إذا ثبت لك عن إخبارٍ كان أوّله سماعاً. فقال: يا شيخ أنتج الإخبار شيئاً على سبيل الفراسة فلم أثق به حتى اطّلعت مع الوارد على الأمر اطّلاعاً وعقدت إخباره على علمي فتقرّب العلمان وتلاقى الخاطران وتساوى الفهمان. ولكني أُنكر أن يكون الاطّلاع من غير إخبار أقوى والاستضاءة من غير نظر أضوأ. قال ثم مضى كل واحد منهما وهو يتكلم بكلام مع نفسه لا يفهم أحد معناه ولا يدرك مغزاه. عن محمد بن خفيف قال: رجعت من مكة ودخلت بغداد وأردت أن ألقى الحسين بن منصور وكان محبوساً قد مُنع الناس عنه. فاستعنتُ معارفي وكلّموا السجّان وأدخلني عليه. فدخلت السجن والسجّان معي فرأيت دار حسنة ورأيت في الدار مجلساً حسناً وفرشاً حسناً وشاباً قائماً كالخادم. فقلت له: أين الشيخ. فقال: مشغول يشغل. فقلت: ما يفعل الشيخ إذا كان جالساً ههنا. قال: ترى هذا الباب. هو إلى حبس اللصوص والعيارين، يدخل عليهم ويعظهم فيتوبون. فقلت: من أين طعامه. فقال: تحضره كل يوم مائدة عليها ألوان الطعام فينظر إليها ساعة ثم ينقرها بأصبعه فترفع ولا يأكل. فإذا الحلاج قد خرج إلينا فرأيته حسن الوجه لطيف الهيئة عليه الهيبة والوقار. فإذا هو سلّم عليّ وقال: من أين الفتى. قلت: من شيراز. فسألني عن مشايخها فأخبرته، وسألني عن مشايخ بغداد فأخبرته. فقال: قل لأبي العباس بن عطاء احتفظ بتلك الرقاع. ثم قال: كيف دخلت، فأخبرته. فدخل أمير الحبس يرتعد. فقبّل الأرض بين يديه فقال له: ما لك. قال: سُعيَ بي إلى أمير المؤمنين بأني أخذت رشوة وخلّيتُ أميراً من الأمراء وجعلت مكانه رجلاً من العامة. وها أنا ذا أُحمل لتضرب رقبتي. فقال: امضِ، لا بئس عليك. فذهب الرجل وقام الشيخ إلى صحن الدار وجثا على ركبته ورفع يديه وأشار بمسبحته إلى السماء وقال: يا ربّ ثم طأطأ حتى وضع خدّه على الأرض وبكى حتى ابتلّت الأرض من دموعه وصار كالمغشي عليه. وهو على تلك الحالة حتى دخل أمير الحبس وقال: عُفيَ عني. قال ابن خفيف: وكان الحلاج في طرف الصفّة وفي آخر الصفّة منشفة وكان طول الصفّة خمسة أذرع. فمدّ يده وأخذ المنشفة فلا أدري أطالت يده أم جاء المنديل إليه فمسح وجهه بها. فقلت: هذا من ذاك. وعن إبراهيم بن شيبان قال: دخلت مكة مع أبي عبد الله المغربي فأُخبرنا أن ههنا الحلاج مقيم بجبل أبي قبيس. فصعدناه وقت الهاجرة فإذا به جالس على صخرة والعرق يسيل منه وقد ابتلّت الصخرة من عرقه. فلما رآه أبو عبد الله رجع وأشار إلينا أن نرجع فرجعنا. ثم قال أبو عبد الله: يا إبراهيم، إن عِشتَ ترى ما يلقى هذا، سوف يبتليه الله ببليّة لا يطيقها أحد من خلقه يتصبّر مع الله. قال إبراهيم بن شيبان: إياكم والدعوى ومن أراد أن ينظر إلى ثمرات الدعوى فلينظر إلى الحلاج وما جرى عليه. عن إبراهيم بن شيبان قال: دخلت على ابن سُريج يوم قتل الحلاج فقلت: يا أبا العباس ما تقول في فتوى هؤلاء في قتل هذا الرجل. قال: لعلهم نسوا قول الله تعالى (أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي الله). وقال الواسطي: قلت لابن سريج: ما تقول في الحلاّج. قال: أما أنا أراه حافظاً للقرآن عالماً به ماهراً في الفقه عالماً بالحديث والأخبار والسنن صائماً الدهر قائماً الليل يعظ ويبكي ويتكلم بكلام لا أفهمه فلا أحكم بكفره. يُروى أن الشبليّ دخل يوماً على الحلاج فقال له: يا شيخ، كيف الطريق إلى الله تعالى. فقال: خطوتين وقد وصلتَ. اِضرب بالدنيا وجه عُشّاقها وسلِّم الآخرة إلى أربابها. وقال أحمد بن فاتك: سمعت الحلاج يقول: أنا الحقّ والحقّ للحقّ حقُّ لابسٌ ذاته فما ثَمّ فـرقُ قال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي في كتاب طبقات الصوفية: سمعت عبد الواحد بن بكر يقول سمعت أحمد بن فارس بن حسرى"؟" يقول سمعت الحسين بن منصور يقول: حجبهم بالاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، ولو كشف لهم عن الحقيقة لماتوا. وقال الحسين: أسماء الله من حيث الإدراك اسم، ومن حيث الحق حقيقة. وقال الحسين: خاطر الحق هو الذي لا يعارضه شيء. وقال الحسين: إذا تخلّص العبد إلى مقام المعرفة أوحى الله إليه بخاطره وحرس سرّه أن يسنح فيه غير خاطر الحق. وقال: علامة العارف أن يكون فارغاً من الدنيا والآخرة. وسئل الحسين: لِمَ طمع موسى في الرؤية وسألها. قال لأنه انفرد للحق فانفرد الحق به في جميع معانيه، وصار الحق مواجهه في كل منظور إليه، ومقابله دون كل محضور لديه، على الكشف الظاهر عليه لا على الغيب. فذلك الذي حمله على سؤال الرؤية لا غير. سمعت أبا الحسين الفارسي قال: أنشدني ابن فاتك للحسين بن منصور: أنت بين الشَغاف والقلب تجري مثل جري الدموع من أجفانِ وتَحِلُّ الضميرَ جَوفَ فُـؤادي كحُلول الأرواح في الأبـدانِ ليس مِن ساكـنٍ تـحـرّك إلاّ أنت حرّكتَه خَفِيَّ المـكـانِ يا هلالاً بدا لأربـعَ عـشـرٍ لثمانٍ وأربـعٍ واثـنـتـانِ سمعت عبد الواحد النيسابوري يقول قال فارس البغدادي: سألت الحسين بن منصور عن المريد فقال: هو الرامي بأول قصده إلى الله ولا يعرّج حتى يصل. وقال: المريد الخارج عن أسباب الدارين أَثَرَةً بذلك على أهلها. سمعت محمد بن غالب يقول قال الحسين بن منصور: إن الأنبياء سُلّطوا على الأحوال فملكوها فهم يصرّفوها لا الأحوال تصرفهم. وغيرهم سُلّطت عليهم الأحوال فالأحوال تصرّفهم لا هم يصرفون الأحوال. قال وكان الحلاج يقول: إلهي أنت تعلم عجزي عن مواضع شكرك فاشكر نفسك عني فإنه الشكر لا غير. وقال: من لاحظ الأعمال حُجب عن المعمول له، ومن لاحظ المعمول له حجب عن رؤية الأعمال. وقال: الحق هو المقصود إليه بالعبادات، والمصمود إليه بالطاعات، لا يشهد بغيره، ولا يدرك بسواه، بروائح مراعاته تقوم الصفات، وبالجمع إليه تدرك الدرجات. وقال: لا يجوز لمن يرى أحداً أو يذكر أحداً أن يقول إني عرفت الأحد الذي ظهرت منه الآحاد. وقال: ألسِنَةٌ مستنطقات تحت نطقها مستهلكات، وأنفس مستعملات تحت استعمالها مستهلكات. وقال: حياء الربّ أزال عن قلوب أوليائه سرور المنّة بل حياء الطاعة أزال عن قلوب أوليائه سرور الطاعة. وأنشد: مواجيد حق أوجد الحق كلها . . عن كل ناظر وقال الحسين بن منصور: من أسكرته أنوار التوحيد حجبته عن عبارة التجريد، بل من أسكرته أنوار التجريد نطق عن حقائق التوحيد، لأن السّكران هو الذي ينطق بكل مكتوم. وقال: من التمس الحق بنو الإيمان كان كمن طلب الشمس بنور الكواكب. وقال الحسين لرجل من أصحاب الجبّائيّ المعتزلي: كما كان الله أوجد الأجسام بلا علّة كذلك أوجد فيها صفاتها بلا علة. كما لا يملك العبد أصل فعله كذلك لا يملك فعله. وقال: ما انفصلت البشرية عنه ولا اتّصلت به. كتب الحلاج إلى أبي العباس بن عطاء من السجن: أما بعد فإني لا أدري ما أقول. إن ذكرتُ برّكم لم أنتَهِ إلى كُنهه، وإن ذكرت جفاءَكم لم أبلغ الحقيقة. بَدَت لنا باديات قربكم فأحرقتنا وأذهلتنا عن وجود حبّكم. ثم عطف وألّف ما ضيّع وأتلف. ومنع عن وجود طعم التلف. وكأني وقد تخرّقت الأنوار وتهتّكت الأستار. وظهر ما بطن وبطن ما ظهر، وليس لي من خبر، ومن لم يزل كما لم يزل. وختم الكتاب وعَنوَن بقوله: همّي به وَلَهٌ علـيكـا يا من إشارتُنا إليكـا روحان ضمَّهما الهوَى فيما يليك وفي يديكا كتب الحلاج إلى ابن العباس بن عطاء: أطال الله لي حيوتك، وأعدمني وفاتك، على أحسن ما جرى به قدر، ونطق به خبر. مع ما إن لك في قلبي من لواعج أسرار محبّتك، وأفانين ذخائر مودّتك، ما لا يترجمه كتاب، ولا يحصيه حساب، ولا يفنيه عتاب. وفي ذلك أقول: كتبتُ ولم أكتب إليك وإنّـمـا كتبت إلى روحي بغير كتابِ وذلك أنّ الروح لا فرقَ بينها وبين محبّيها بفصل خطـابِ وكل كتاب صادر منك واردٌ إليك بلا ردّ الجوابِ جوابي يا سـرُّ سـرّ يدقّ حـتـى يجلّ عن وصف كل حـيِّ يا جملة الكل لست غـيري فما اعـتـذاري إذاً إلـيِّ وقال الحلواني: قدم الحلاج للقتل وهو يضحك فقلت: يا سيدي ما هذا الحال. قال: دلال الجمال، الجالب إليه أهل الوصال. قال بعضهم: رأيت حسيناً الحلاج وقد سمع قارئاً يقرأ فأخذه وجد فرأيته يرقص ورجلاه مرفوعتان عن الأرض فإذا هو يقول: من أطلعوه على سرٍّ فبـاح بـه لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا وعاقبوه على ما كان من زلـلٍ وأبدلوه مكان الأنس إيجـاشـا. http://www.yasaree.net/forums/index.php?sh...topic=4042&st=0 أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - handy - 07-13-2006 هل قال الحلاج : أريد أن أموت على دين المسيح ؟ أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - يجعله عامر - 02-12-2009 Array هل قال الحلاج : أريد أن أموت على دين المسيح ؟ [/quote] نعم قال ما يوازي ذلك ... قدس الله سره .. وقدس سري معه . أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - يجعله عامر - 02-12-2009 هل شرح ديوان الحلاج لكامل مصطفى الشيبي طبعة بيروت /بغداد 1974م أو طبعة منشورات الجمل 2007 متاح على الإنترنات ؟ أو قام أحد بتصويره ؟ أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - Tenderness - 02-12-2009 Array نعم قال ما يوازي ذلك ... قدس الله سره .. وقدس سري معه . [/quote] ما كان قصده ؟؟ هل بإمكانك التوضيح أكثر وشكرا لك أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - يجعله عامر - 02-12-2009 [هل قال الحلاج : أريد أن أموت على دين المسيح ؟] ما كان قصده ؟ هل بإمكانك التوضيح أكثر؟ مرحبا بكم أخي Tenderness قال الحلاج التالي : ألا بلغ أحبائي بأني *** ركبت البحر وانكسر السفينه على دين الصليب يكون موتي ***ولا البطحا أريد ولا المدينه (عن الديوان بتحقيق الشيبي وبولس نويا نشرة الجمل ص 69 مقطعة رقم 92) سمعت الحسين يقول في سوق بغداد: ألا أبلغ أحبائي بأني ركبت البحر وانحسر السفينه ففي دين الصليب يكون موتي ولا البطحاء أريد ولا المدينه فتبعته فلما دخل داره كبر يصلي ، فقرأ الفاتحة والشعراء إلى سورة الروم فلما بلغ إلى قوله تعالى(وقال الذين أوتوا العلم والإيمان) الآية كررها وبكى. فلما سلم قلت: ياشيخ تكلمت في السوق بكلمة من الكفر ثم أقمت القيامة ههنا في الصلوة فما قصدك؟ قال : أن تقتل هذه الملعونة وأشار إلى نفسه. فقلت : يجوز إغراء الناس على الباطل.قال :لا ولكني أغريهم على الحق ؛ لأن عندي قتل هذه من الواجبات،وهم إذا تعصبوا لدينهم يؤجرون. (عن كتاب أخبار الحلاج نشرة ماسنيون وكراوس .الجمل. ص 80،81 قطعة رقم 52 ) * في هامش أخبار الحلاج نقل ماسنيون وكراوس نصًا من لطائف المنن للشعراني (ط مصر 1321، 2/ 84) روى فيه المصنف عن أبي عباس المرسي الصوفي الأندلسي أنه كان يقول : "أكره من الفقهاء خصلتين : قولهم بكفر الحلاج وقولهم بموت الخضر عليه الصلاة والسلام . أما الحلاج فلم يثبت عنه ما يوجب القتل ، وما نقل عنه يصح تأويله نحو قوله : على دين الصليب يكون موتي ، ومراده أنه يموت على دين نفسه ، فإنه هو الصليب وكأنه قال : "أنا أموت على دين الإسلام وأشار إلى أنه يموت مصلوبا". * ويوجه الشيبي البيتين بقوله : موت الحلاج يكون على نسق نهاية المسيح بالصلب قربة إلى الله وضربا بالمثل للبشر وتثبيتا للعقيدة ، والخلاصة أن الحلاج أراد أن يكون مسيح الصوفية في الفداء والتضحية ليثبت له مشربهم وقد كان . * ويردد أكرم أنطاكي نفس تحليل الشيبي لقولة الحلاج في تقديمه لأخبار الحلاج مع هادي العلوي ص38 : هي الصليب ..مفتاح الحياة .. ورمز تقاطع الروح والمادة من خلال الخلفية الواعية لذاتها .. ومن خلال كل هذا .. هو الحياة الأزلية المنبثقة من موت الإله ..إن لم نقل.. هي الفداء الذي جعل السيد الغريب يصيح من أعماق إسلامه وقد تجلت الحقيقة أمام عينيه ألا بلغ أحبائي بأني *** ركبت البحر وانكسر السفينه على دين الصليب يكون موتي ***ولا البطحا أريد ولا المدينه *ويرى ع الحكيم حسان (في الفصل الذي عقده لدرس أشعار الحلاج /التصوف في الشعر العربي ص 376 ط الأنجلو 1954) أن الحلاج في هذه المقطعة يعبر عن حاله واستهلاكه فيه ، و...يؤثر هذا الأسلوب في التعبير عن حبه وتنبئه لنفسه بالصلب على أنه نهاية له ، وشخصية الحلاج دائما لا تأنس إلى المألوف .. ______ لعل ما سبق يحمل شيئا من إيضاح ، ويبقى أخي الفاضل أن ما نطق به الحلاج يمكن أن يعاش ، يذاق ، يحس ، يقرأ بعين القلب ، كذا يقال ، وكل مقاربة له لا تمثله هو ولكن تمثل فهوم من قرأ .. كل الود (f) أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - يجعله عامر - 02-16-2009 "وأخيرا كان من رأي الحلاج أنه ينبغي عليه -إذا فشل في تحقيق فكرته- أن يأتم بالمسيح الذي بذل دمه قربانا لله وغسل ذنوب البشر بسيل من حشاشته الإنسانية ليكشف عن أعينهم حجاب الجسد ويجلو عن أذهانهم وأفهامهم ما كانوا فيه من جهل وغفلة ووهم . ويبدو أن فلسفة الحلاج في هذا البرنامج كانت تتمثل في أن موته في حال إخفاقه سيكون سببا في ثقة الناس به وتقديرهم لتضحيته وإيمانهم بفكرته على نحو ما حصل مع السيد المسيح ، وأن حياته الروحية بعد فناء الجسد ستتخلص من أسار الزمان والمكان وتتيح له أن يراقب الناس من عل وقد بدأوا يتفهمونه شيئا فشيئا ويدركون أنه لم يخدعهم وإنما جاء بفكرة سبقت زمانهم ولم تتهيأ لها الظروف المناسبة . وهذا مصداق قوله : على دين الصليب يكون موتي ***ولا البطحا أريد ولا المدينه " الشيبي .
RE: أشعار في الحب الإلهي من ديوان الحلاج - MINDMUSCLES - 08-13-2009 عجيب ما فعلته بي مناجيات الحلاج و الطواسين...حتى غوامض كلامه تجذبك إلى عالم آخر رغم عدم استيعاب ما يقول مما ليس مرفقاً بشرح... إذا كان بين أعضاء المنتدى من هو ضليع بشؤون التصوف و العرفان فأرجو أن يراسلني.. |