نادي الفكر العربي
مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " (/showthread.php?tid=19386)

الصفحات: 1 2 3 4


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - العاقل - 03-29-2006

[CENTER](3)[/CENTER]



أبصر يوهان فلفانج جيته النور على ترجمة مارتن لوثر للكتاب المقدس . ولكن هذه القراءة لم تزد إلا أن دفعته ليتعلم اللغة العبرية ، حتى أتقنها ولما يتجاوز الثالثة عشر من عمره وقام بترجمة " نشيد الإنشاد " . بعد هذا ، وفي عام 1781 ، اطلع على ترجمة ألمانية للقرآن ، ليقرأه مرة أخرى بترجمة لاتينية ، فنال من إعجابه ما نال ، وترجم بعضا من آياته ، وكانت هذه القراءات هي أول اهتمامه بالشرق .

بعد ذلك ، قرأ المعلقات ، ثم صرف جل اهتمامه للأدب الفارسي . وبينما كان يقوم بمهمته كمستشار أعلى لدوق "ساكس فيمار" ، إذا بجنود من البشكير – وهي مقاطعة في الجنوب الشرقي من روسيا أهلها مسلمون – يتوقفون عندهم ، وفي إحدى المدارس البروتستانتية ، يصطفون للصلاة ، التي ما إن رآها جوته حتى استحوذت على كل اهتمامه . وبهذا ، بقي أمر واحد فقط ، ليتحول كلية للشرق ، وكان هذا الأمر الأخير قراءته لديوان شمس الدين حافظ الشيرازي ، التي قال عنها : " شعرت شعورا قويا ملحا بحاجتي من عالم الواقع المليء بالأخطار التي تتهدده من كل ناحية ، سواء بالسر او العلانية . لكي أحيا في عالم خيالي مثالي ، أنعم فيه بما شئت من المتع حسب طاقتي " .

هذا الواقع الذي كان جيته يسعى لهروب منه هو واقع اوروبا بعد الثورة الفرنسية ، بعد كل الازمة التي عانى منها جوته بعد سقوط نابليون ، الرمز الذي طالما آمن بأن لواء النصر معقود برمحه . وجوته الذي عانى من هذه الأزمة ، والذي وجد نفسه ينتمي لتيار رومانسي ، يلغي الحدود ، ليرتفع بالادب جاعلا منه ادبا انسانيا . وكان سلفه " فريدرش اشليجل " يحلم بأن يجعل من المانيا مركزا عالميا للروح الانسانية . وتمثل تأثر جيته بهذا كله ، بان سعى لأن يكون نقطة الالتقاء كل الادب الغربي والشرقي بعد ان يقوم بهضمه .

ولهذه المهمة ، رحل إلى جنوب ألمانيا وسكن مع اسرة هام غراما بابنتهم " مريانة " ، ودشن مشروعه الكبير : " الديوان الشرقي للمؤلف الغربي " ، الذي طبعه أول مرة عام 1819. وهو الديوان الذي استقينا منه الأبيات التي تناولت الإسلام ومحمد والقرآن .

وهذا الديوان نقله إلى العربية الدكتور عبد الرحمن بدوي ، وصدره بتصدير تناول فيه حياة جوته وهجرته وحبه ونظرته للدين وارتباطه بحافظ الشيرازي .

وهذه الهجرة الروحية التي قام بها جيته ، سيأتي ، بعد قرن من الزمان ، ريلكه لينطلق من ألمانيا إلى مصر . فبعد انتهاء النزعة الرومانسية وظهور النزعات الواقعية والتعبيرية والرمزية ، التي كان ريلكه من أكبر رموزها ، بعد هذه التحولات في المشهد الادبي الألماني ، ماذا حل بصورة محمد ؟



مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - إبراهيم - 03-31-2006


يا أخ العاقل:

موضوعك بصراحة أجمل موضوع في ساحة الفكر الحر. باقي المواضيع عن السياسة و نكدها. شوف يا سيدي.. في أوروبا ظهرت فلسفة في القرون القريبة المنصرمة إسمها Perennial Philosophy .. لا أعرف ترجمتها الحرفية و لكن كلمة Perennial يعني مستمر و دائم خلال فصول العام. لكن موجز هذه الفلسفة هي الفكرة بأنه هناك مجموعة من الحقائق الكونية و التي يشترك فيها جميع الناس و الحضارات. أول من استخدم هذا التعبير هو العالم الرياضي و الفيلسوف لايبنيز و بفضلهم تم إيجاد عناصر مشتركة في جميع الأديان مثلا. إلى حد كبير جدا أميل إلى هذه الفلسفة بصراحة بشكل شخصي، و هو أنا يعني أحسن من لايبنيز في كل عظمته؟! حاشا. كل البشر،بمن فيهم المسلمين و ربما في مقدمتهم من وجهة نظري، هكذا تقول الفلسفة، عندهم مقدرة للإدراكات البدهية فيدركوا بحسهم الفطري الحقيقة المطلقة أو المتناهية حتى و إن لم يستخدموا هم هذه المواهب الفطرية أو تقزمت عندهم بشكل ما.. لا تزال عندهم هذه القدرات البدهية الفطرية بصرف النظر. من الممكن جدا يا أخ العاقل أن الفلاسفة الذين ذكرت و الذين هم محل إعجاب شديد عندي كانت لهم هذه النظرة لمحمد و بوذا و غيره لأنهم أهل فلسفة Perennial. أكثر الناس الذين أحب أن أقرأ لهم يتمتعون بهذه النظرة.. قرأت قصائد جميلة لـ والت ويتمان عن محمد و القرآن.. هذا لا يعني أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الإسلام أو المسيحية و لكن يعني أنه Perennial و صاحب نظرة كونية. اسمح لي أن أقترح الرجوع وقت فراغك إلى هذا المقال:
http://en.wikipedia.org/wiki/Perennial_Philosophy

و سأضع المزيد عن هذه الفلسفة لو أحببت. مبسوط أشوفك هنا و ألتقي بك في أي مناسبة.

(f)


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - Logikal - 03-31-2006

اذا كانت النملة تتكلم، و الدابة تطير، فما المبالغة في قول أن محمدا عظيم؟!

طبعا 90% مما نعرفه عن محمد هو من روايات أتباعه و ما نقله فلان عما حدثنا به علنتان، و نحن نعرف العرب و عاداتهم، يبجلون زعيمهم و هو تافه، و يعظمونه و هو سخيف، حتى يومنا هذا يفعلون نفس الشيء.

شاهدت مرة خطيبا مسلما على التلفاز ينقل للمشاهد ما رواه الراوون عن جمال محمد و عن جمال شعر محمد و عيون محمد و ذراع محمد، و المبالغة في الوصف قطعت اشواطا طوال وراء حدود السخافة و اللامعقولية، حتى ظهرت رائحة الخرافة في حديثة بائنة للعيان.



مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - العلماني - 03-31-2006

(مجرد تساؤل) ...

موضوعك جميل يا العاقل .. استمر (f)

واسلم لي
العلماني


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - آمون - 03-31-2006

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
.. في أوروبا ظهرت فلسفة في القرون القريبة المنصرمة إسمها Perennial Philosophy .. لا أعرف ترجمتها الحرفية  

هذه الفلسفة قريبة جدا من مفهوم "الفطرة" الذي يطرحه الإسلام ومفاده ـ كما هو معروف ـ أن الإنسان يولد وهو مبرمج بحقائق كونية ما من طبيعة ميتافيزيقية بالطبع .
إن شئت تعريب ـ أو أسلمة ـ المصطلح يمكن أن يكون "فلسفة الفطرة" .



(f)


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - Hajer - 03-31-2006

ترى، لو كان "جيته" في زمننا هذا، فهل كان سوف يُعجب برسول الإسلام وهو يرى فعل "الاسلامويين" ؟
-----------------------
لا بالطبع، لكن سيعجب و ينبهر بالعلمانيين و اللادينيين و الملحدين و الصهاينة ملائكة الأرض و رجالها الأمناء :)


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - إبراهيم - 03-31-2006


أشكرك جدا يا آمون لأنك بينت لي المعنى الأقرب لها و هو "فلسفة الفطرة" و هو وصف جميل و دقيق تقريبا و بناء عليه فأنا من أهل فلسفة الفطرة هذى و يبدو لي، رغما عني :angry:، أني مسلم حتى النخاع دون أن أدري.

عجبني جدا وصلك لهذه الفلسفة بهذا الشكل. أتمنى لو نتحدث عنها قريبا على الماسنجر بحسب وقتك.


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - إبراهيم - 03-31-2006

اقتباس:لكن سيعجب و ينبهر بالعلمانيين و اللادينيين و الملحدين و الصهاينة


على فكرة يا هاجر.. أكثر الناس معارضة للصهيونية كانوا من اللا دينيين و اتهموهم بالمعاداة للسامية anti-semitism. و بالتالي يصعب علينا أن نجمع هذه الطوائف كلها في خانة واحدة و الإسلام مثلا في خانة أخرى من حيث النظر للصهيونية مثلا.

أيضا، هناك أزمة يمر بها الشرق حاليا، و ربما كنا نتمنى لـ جيته أن يرى اليوم ما رآه في زمانه. لابد أنه رأى ما يسره وقتئذ و هذا غاب و هذا يستدعي اليقظة من جانب أولي الشأن.

تحياتي لك.

(f)


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - نسمه عطرة - 03-31-2006

يا سيد ابراهيم
الكلمة التي تريد معرفتها وهي المشتقة من فعل perenniser

تعني بالعربي الاستمرارية أو البقاء أو الدوام أو الاطالة
ففي هذه الحالة معناها
الفلسفة الدائمة


مـحـمـد بـعـيـون ألـمـانـيـة " جيته ، ريلكه ، نيتشة " - Logikal - 03-31-2006

اقتباس:  Hajer   كتب/كتبت  
ترى، لو كان "جيته" في زمننا هذا، فهل كان سوف يُعجب برسول الإسلام وهو يرى فعل "الاسلامويين" ؟
-----------------------
لا بالطبع، لكن سيعجب و ينبهر بالعلمانيين و اللادينيين و الملحدين و الصهاينة ملائكة الأرض و رجالها الأمناء :)


بالنسبة لي السؤال الاهم هو هل كان محمد نفسه بسعة صدر و كبر عقل "جيته" و غيره لدرجة رؤية محاسن من يخالفه في الفكر و الفلسفة و البحث عما يجمع الانسان بدلا عما يفرقه كما حاول هؤلاء ان يفعلوا؟ أم أنه كان يغتال من يعارضه و يأمر بقطع رأسه و يحطم مقدسات الغير بعنف بدوي؟