حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) (/showthread.php?tid=23480)

الصفحات: 1 2 3


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - ابن سوريا - 10-24-2005

العزيز أدونيس؛

رغم أن الزميل العزيز ألبير قال الكثير مما أعتقد به. فإليك وجهة نظري بالموضوع مرة أخرى:

الإنسان كائن حي لديه قدرات غريزية تشكلت خلال عملية التطور تساعده على الاستمرار بالحياة ضمن كل الظروف الممكنة والمعاشة من قبل. فأنا حين أفقد أمي أعرف أني لن أراها من جديد، لكني كإنسان عاقل لدي عالم داخلي، يجعلني أستطيع أن أتجاوز الفقد، البعد، الهجران، وغيرها من الآلام من خلال إعادة إنتاج العالم داخلياً.
كذلك فإن الإنسان لديه قدرات طبيعية غريزية للنسيان والسلوى، ليس في الأمر بحقيقته لدي من علاقة بالإيمان والإلحاد، إنها قدرة زودتنا بها الطبيعة، هي قدرة تجعل النوع ممكناً، فالنوع الحي الذي لا يستطيع تجاوز محنه وآلامه محكوم عليه بالفناء حسب قانون "الاصطفاء الطبيعي" للأنواع.
المؤمن يمني نفسه بلقاء ما مع الفقيد، مع أنه بحقيقة الأمر يحزن أيما حزن لفقدانه في هذه الحياة الدنيا، وأزعم بأن الأفكار الدينية لا تمنع أي شخص من الانهيار لحظة الفقد. وعندما أتساءل لماذا، تأتيني الإجابة بأن ذلك يتعلق أولاً بطبيعة الإنسان وضرورة التعلق البشري بالآخر كضمانة لتماسك المجتمعات وبذلك : تماسك النوع البشري وإمكانية وجوده بحد ذاتها، والبقاء النوعي.
لكن الطبيعة ستلغي من الوجود من لا يقدر على تجاوز الماضي، لأنه من الضروري بقاء النوع، ومن طبيعة الأشياء والحياة أن تتجدد الأجيال مع الزمن. لذلك فلدينا القدرة على النسيان والسلوى والمواساة بطرق عديدة، منها الحب، منها الامتداد عن طريق الأولاد والأجيال القادمة وما إلى ذلك.

الموضوع متشعب جداً ولكنه مثير.
(f)


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - الحكيم الرائى - 10-25-2005

عندما يولد الانسان تبدأ ساعة موته فى العد التنازلى
فكل يولد ليموت
هذه طبيعة الاشياء سواء احببنا هذا ام كرهناه
بالطبع لايقبل احدا بسهولة بموته الشخصى او بموت من يحب
لكن هذا لايغير فى الامر شيئا كما انه لايمنع موتا عن احد ولايهب حياة لميتا
الحياة دينامية متصلة فهى ليست احدا بشكلا حصرى,يذهب احدا لياتى اخر بدلا منه لان القادم الجديد سيضيف دفعة جديدة لحياة الاخرين
على مر السنين فقدت اصدقاء احماء وافراد عائلة لم يشغل بالى كثيرا ان كنت ساراهم ثانية ام لا فهم فى اعماق قلبى لايفارقونى لحظة واحدة اتذكرهم فابتسم واشعر بوحشة فراقهم وقسوة الموت لكننى ممتن لكثيرا من الاخرينالاخريات الذين دخلوا حياتى بعدهم فعوضونى بعض الشئ عن فراقهم...
سواء كنت ملحدا ام مؤمنا مؤمنا بحياة بعد الموت او موت بعد الحياة فهذا لاينزع ابدا وحشة وقسوة الفرقة من قلبك ,عرفت سيدة مؤمنة جدا انتحرت حزنا على وفاة ابنها لانها لم تتحمل فراقه وسيدة اخرى ملحدة عالجت الامر بانجاب طفلا اخر...
يبقى الامر قاسيا ولكنها وقائع الحياة التى لامفر منها!


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Logikal - 10-25-2005


إن اعتقاد المؤمن بوجود احبائه في دنيا اخرى هو مصدر للأمل لا يمتلكه الملحد، فإذا كان المؤمن قادرا على تقبل هذه الروايات كحقائق، فهنيئا له. أما نحن فنرى أن ايمانه مبني على أوهام، و موته سيكون مثل موتنا جميعا و لن تفيده معتقداته في النهاية بشيء.

أما أساليب التعزية، فلا أقدر أن أضيف على مداخلات من سبقني هنا إلا بالقول:

أعز انسان لي (أبي) رحل من زمن و لكنه ترك من نفسه و من عمله الكثير مما يدعو للفخر، و لا أنسى أني ابنه البيولوجي أصلا، يعني دمي من دمه و صفاتي منه و من أمي، فهو يعيش فيّ مع أنه ميت، فكل خلية و كل جينة هي نسخة منه و من أمي. حتى أسس تكوين شخصي هو زرعها فيّ حين ربّاني و هي أمور لا تزول طالما أنا حي. و فوق ذلك أتذكر أنه أيضا كان جزءا من سلسلة الحياة، و قد أدى دوره فيها على أكمل وجه و هي أمور لها قيمتها. وإن مات أبي، فإن الجميع يموتون.

أما من لا يجد عزاء في هذا الكلام، و لا يجد الأمل الا بوعد اللقاء الأزلي، فهو يطلب المحال، و هذا العيب فيه و ليس فينا. فالحياة بطبيعتها ليست أزلية، و كل من لا يرضى بهذا الواقع إما يخترع اوهاما يعيش عليها او ينتحر. و كل من يرضى بها، يعيشها و يتذوق متعتها و جمالها طالما هي كائنة.

و في النهاية يا عزيزي، الموت للملحد ليس بالسوء الذي يتصوره الكثيرون. بل هو مجرد سبات عميق لا نهاية له و لا أحلام فيه. ليس فيه ألم و لا وحدة و لا فراق و لا حاجة لأي عزاء.


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - أدونيس - 10-26-2005

الزملاء الكرام (طارق القدّاح) و (الحكيم الرائي) و (Logikal) تحية نقية..

كان سؤالي يحاول حل معادلة بدائية بسيطة مقتضاها:
ذلك الإنسان الذي نعرفه ونعيشه (بمشاعره وحاجاته وتاريخه وتجاربه ومحدوديته ووحشته واغترابه) يطمئن إلى أن الجانب الروحي/ الغيبي هو حله الأمثل للتأقلم مع إشكاليات الحياة وما بعدها، ومن إشكالياتها تلك ما تناولناه معاً في جزئية الفراق الأبدي.
وقد تفضلتم ببيان أن الملحد له وسائله المختلفة لتجاوز هذه الجزئية بنجاح ربما لا يقل عن نجاح المؤمن الذي ظل يساوم بنجاحه الفريد على تجاوز هذه الجزئية لاعتقاده بعوالم الغيب وما وراءه بعد الموت.
ومن هنا فإنني أؤكد على أن ما تفضلتم بطرحه إلى الآن لا يعدو أن يكون وسائل مشتركة ومساعدة لا تنهض وحدها بعثرة الإنسان المارة صفاته بين القوسين، وحتى تنهض بشكل فاعل فلا بد إذن من إعادة صياغة ذلك الإنسان ليكون أقوى مما هو عليه الآن، وذلك ما أظنه متعذرا، وترونه أنتم ممكناً بحسب فلسفاتكم للإنسان والوجود.
وبما أن الأخذ ببعض فلسفاتكم متاح للمؤمن بدءاً، كما يمكنه اعتناق بعضها الآخر علميّا، فإنه (أي المؤمن) يظل الأقدر على مواجهة إشكالية الفناء باطمئنان أكثر؛ إذ إنه أضاف إلى وسائلكم غير الحصرية وسيلته الفاعلة الأولى لمواجهة الفراق، وهي الاعتقاد باللقاء حقيقة، أو على الأقل أمل اللقاء، وهذا ما يفتقده الملحد جملة وتفصيلا، ولا يعيبه ذلك إلا من جوانب لا تعنيه.
فالمحصلة إذن أن وسائل المؤمن لمواجهة الفراق مع وفرتها أقوى نتيجة وأكثر فاعلية عمليّاً وواقعيّا.
وعلى هذا.. فلو لم يكن لي معتقد ولا دين وخيرت بين مزايا الإيمان والإلحاد لاخترتُ الإيمان هوية قبل أن يكون معتقدا، وذلك لإمكانية تعايشي مع الحياة تعايش الملحد الذي يحيا حياة واحدة فقط، وزدتُ على ذلك حيوات ((حقيقية)) أخرى مأمولة ليست في قاموس الملحد، فمن باب الربح والخسارة أظل أنا الرابح ولو كان ربحي من أساسه وهما.
ومهما يكن فإنني أكرر أن من ثمرات هذا الطرح اطمئناني إلى إيجابية الإيمان مع إشكاليات الحياة وما بعدها، كما أنني أقر بإفادتي من طرح الزملاء الملحدين الذين بينوا لي أنهم يتأقلمون مع إشكالية الفراق الأبدي وغيرها من الإشكاليات، وهذا ما كنت أظنهم محرومين منه.

ولذلك أزجي لهم عاطر الشكر، ووافر الامتنان، وآمل أن يدوم بيننا التواصل لطرح إشكاليات أخرى يفيد منها الجميع.



أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Arabia Felix - 10-26-2005

اقتباس:  أدونيس   كتب/كتبت  
فقولوا لي.. ما هي فلسفتكم المنطقية والواقعية للفراق الأبدي؟ وكيف تتأقلمون مع حقيقته المؤلمة؟
اتأقلم :?:
ممكن تراجع نفسك في كلمة "تأقلم" هذه..
ممكن أن اتأقلم للعيش تحت الماء، إذا خبرت العيش تحت الماء..
ممكن أنأقلم العيش في زنزانة، إذا خبرت العيش في زنزانة..
ممكن أن اتأقلم مع أكل الحلزونات، إذا خبرت أكلت الحلزونات..
ممكن أن أتأقلم مع سماع موسيقى الجاز أثناء العمل، إذا خبرت ذلك..

ومادمت على قيد الحياة أرزق وأكتب هنا.. ولم أفارقكم قيد أنملة.. فكيف لي أن اخبر مالفراق، ومالفراق الأبدي وفيما إذا كان حقيقة، أو حقيقة مؤلمة أو غير مؤلمة، وبالتالي كيف لي أن اتأقلم؟

هل يكفي الاخبار السردي الشفهي والنصي (كما الحال عليه في الاحاديث الدينية أو غيرها عن الحياة الأخرى والبعث والنشور) لصنع خبرة وتجربة، وتأقلم؟

مش عندي..

(f)



أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Logikal - 10-26-2005

اقتباس:  أدونيس   كتب/كتبت  
وعلى هذا.. فلو لم يكن لي معتقد ولا دين وخيرت بين مزايا الإيمان والإلحاد لاخترتُ


اذا كان الربح الوهمي ربحا أصلا.

أنت مثل رجل تركته زوجته، ففشل في التأقلم مع الواقع الجديد بدونها، ففضّـل أن يعيش على وهم أنها ما زالت تحبه. هذا الوهم قد يجعله سعيدا، و لكنها سعادة فارغة لا أساس لها، فإن رضي بها هو، فهناك من لا يرضى بها.

النقطة الاساسية في كلامك أعلاه هو عبارة "لاخترت الايمان". الايمان لا يمكن اختياره يا عزيزي، بل هو اعتقاد عن قناعة. أنا لا يمكن أن اختار الايمان ببوذا مثلا، او الايمان بالهندوسية او الاسلام او المسيحية... إن أقتنعت أؤمن تلقائيا، و إن لم أقتنع لا أقدر أن اؤمن.

و أنا غير مقتنع بوجود حياة اخرى لأن هذا الزعم يفتقر الى الادلة و حتى الى النظرية التي يمكن من خلالها وجود هذه الحياة الاخرى. فالايمان بشيء أنا غير مقتنع به هو تعاسة لا سعادة.


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - فرج - 10-27-2005

الإنسان لا يموت
الكلمة زورقه إلى الخلود

سفينته إلى الخلود هي اللغة ، النطق، كأداة تواصل بين الأفراد ومن جيل إلى جيل وعبر العصور. اللغة أداة الوعي، وعاء الوعي الإنساني لذاته وللعالم المحيط به. وفي كلا الحالتين لا يعي الإنسان سوى ذاته في ذاته وفي الآخر، في آخره، حيث الذات والآخر ذات واحدة، الذات المطلقة التي منها وإليها كل ذات.

عندما ابتدع الإنسان اللغة، المحكية أولاً، بالإشارات والأصوات وبعد ذلك المكتوبة، سرعان ما ارتقت به إلى مستوى الألوهة فنطق باسم الإله وسمى نفسه حبيب الإله وخادم الإله ونائب الإله، وغير ذلك، وصار الإله هو الملك الأول والزعيم السياسي ممثله على الأرض. هذه بلاد ما بين النهرين تقدم لنا على ألواح الطين صورة أصلية واضحة عن هذه العلاقة، تكررت وما زالت تتكرر في نسخ تتشابه كثيرا رغم بعض الاختلاف.

في العصور الأولى لظهور وعي الذات كوعي أو ظهور الإنسان كوعي لذاته وللآخر تميز الإنسان عن سائر الكائنات بقدرته على انتاج الوعي والمزيد من الوعي، أي مراكمة الوعي نفسه وتسخيرالمطايا المختلفة لنقل الوعي المتزايد والمتراكم، من جيل إلى جيل وعبرالعصور والحضارات على اختلاف لغاتها.

وكانت التصورات الأولى عن الخلود تقريبية جداً وفظة، أقرب إلى الحسية والمادية منها إلى معنوية الوعي. وكأن النفس وهي من النَفَس، أو الروح وهي من الريح أيضاً، جسم خفيف لطيف له حياته الحسية الخاصة به بعد مغادرته الجسد الترابي الأرضي، وذلك في إيمان الملحد وإيمان المتدين والإله الحق حيز مكاني وزماني، قل زمكاني، آخر غير هذا الأرضي. ولكن بفضل الفلاسفة المتصوفين والصوفية المتفلسفين صارت تتبلور الصورة عن الخلود الإنساني كخلود معنوي روحي، ثم إنساني مشترك غير فردي. فالوعي لا حياة له خارج وعي الفرد الحي القيوم، إلا إذا اعتبرنا أن الحبر والورق والأسطوانات المثلومة الممغنطة تعني حياة معينة للفكرة، أو للروح. فالنص المكتوب بالحبر على الورق لا حياة فيه إلاّ بالاحتكاك مع روح القارئ الحي، كما عبر عن ذلك بولس، منذ حوالي ألفي سنة، بقوله: "الحرف يقتل والروح يرد الحياة". ولهذا السبب لا يقل عدد القراءات للنص الواحد عن عدد القراء.

فالإنسان لا يموت، إنما يموت منه الفرد الفيزيوبيولوجي، ولو أردنا تعريف الإنسان لما عرفناه بالفيزيوبيولوجيا، بل تعريفه يكون بالنطق، بالوعي، وما زلنا نردد مع أرسطو: إنه حيوان ناطق، رغم أهمية الجانب الحيواني في كل منا، وقد لا يتعداه الكثيرون وإن كانوا من الثرثارين، غزيري النطق والكلام.

أما عن الخوف من الموت فلا شك أنه الخوف الأعظم الذي يعانيه الإنسان، كل إنسان وهو الأصل لكل أشكال الخوف التي يعرفها الإنسان. وقد يدفع الخوف بالخائف أحياناً إلى اجتراح المعجزات، كما قد يدفعه إلى معاناة الموت مئات المرات قبل الأوان. من يقهر الخوف من الموت كأنه قد قهر الموت، ومن يقهر الموت تكتب له الحياة والخلود.

الخوف من الموت، حسب مقولة فوكوياما نقلاً عن هيجل، هو المسؤول عن عبودية العبد الذي خاف من الموت، مما سهل انتصار الآخر عليه فصار هو العبد وخصمه في المعركة صار سيد العبيد!؟ العبودية والعبادة والعبد والعابد كلها من جذر واحد، من أصل واحد. فالخوف من الموت هو سبب كل أشكال العبودية المعروفة على مر التاريخ والمحتملة في المستقبل، وما أكثرها.

فالخلود الحق في انتظار قاهري الموت.

[/COLOR]


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - أدونيس - 10-27-2005

يبدو أن بعض الزملاء لم ترق لهم بساطة الطرح، وسهولة السؤال، فأحبوا تعميق الطرح، واعتساف الإجابة من جهات لم تطرح أصلا، فأوغلوا كثيرا، وناقشوا جانبا، وتركوا جوانب، وأقحموا أخرى.
موضوعي ليس بهذا التعقيد، ولم يشتمل على أبعاد فلسفية معقدة تختلف في معالجتها العقول.
موضوعي أيها السادة في منتهى التبسيط، ويقوم على أساس افتراض ما هو كائن، ومن ثم التساؤل حول جزئية من جزئياته.. ببساطة: هناك مؤمنون، وهناك ملحدون، والفريقان يواجهان إشكالية فراق من يحبون، فكيف تكون هذه المواجهة وما بعدها؟ وكيف يتأقلم الاثنان بعدها؟ ولا يعنيني بتاتاً لماذا آمن المؤمنون، أو لماذا ألحد الملحدون، أو من المصيب أو المخطئ في اعتقاده ورؤيته؟
كما لا يعنيني أبداً الجدل حول مصير المؤمن أو الملحد بعد الموت، يعنيني فقط كيف يحيا الاثنان بعد فراق أحبابهما، ومن منهما تسعفه معطياته ليكون أخف صدمة، وأقل عذابا.

ولأجل هذا التسرع اقتحم علينا الزميل (Arabia Felix) الموضوع متعجبا، ليقول ضمن ما قال:
«مادمت على قيد الحياة أرزق وأكتب هنا.. ولم أفارقكم قيد أنملة.. فكيف لي أن اخبر مالفراق، ومالفراق الأبدي وفيما إذا كان حقيقة، أو حقيقة مؤلمة أو غير مؤلمة، وبالتالي كيف لي أن اتأقلم؟».
كانت تساؤلاته تفترض إشكاليات لم تطرح أساسا، وكان كل ما عليه –وهو ملحد كما فهمت– توصيف فجيعته بموت عزيز لا يعتقد لقاءه كما فعلت أنا وفعل بعض زملائه الملحدين قبله بكل تروّ.

أما الزميل (Logikal) في تعقيبه الثاني فقد ناقش –ضمن تعقيبه– افتراض وهمية السعادة التي يحياها المؤمن جراء أمله في لقاء أحبابه، وضرب لها الأمثال، وقد قلت سابقاً وأعيد: فلتكن سعادة المؤمن وهمية حتى النخاع، كما يقرر الملحدون، وبعض المؤمنين الذين يخالسهم الشك بين وحين وآخر، المهم في هذا السياق هو مدى الارتياح الذي يجنيه المؤمن، سواءً أكان ارتياحه مبنيّاً على حقائق يعتقدها جازما، أو يؤمله من باب (أحلى المرين).
وفي الحلقة المفرغة نفسها ناقش (Logikal) افتراضي السابق المبني على كوني بلا معتقد، ثم خيرتُ بين الإيمان والإلحاد، فاخترت الإيمان، وعللت لذلك بأنني وجدته أنسب وأفضل لرؤيتي وطبيعتي ومختلف حاجاتي.
ومع أن الجدل في هذا ليس محور طرحي إلا أنه خطّأ آلية اختياري المبنية على الربح والخسارة، نظراً لأن الإيمان –كما يذكر– ليس اختيارا، إنما هو اعتقاد عن قناعة، ولا أخالفه إطلاقا، كما يجب ألا يخالفني، لأنني بينت أن اختياري الافتراضي ناتج عن دراسة نسبية الربح والخسارة من منظور بشري، حيث وجدت أن الإيمان يحقق لي مكاسب مختلفة ترضي بشريتي في جزئية الفراق الأبدي المشار إليها وغيرها من الجزئيات غير المذكورة التي لا يحققها بانضباط حاليّاً غير الإيمان، ولأجل ذلك أذعنت للإيمان معتقداً مقتنعا، أو هكذا أظن معتقدا؛ لأنه لا خيار آخر يجعلني معدوم الظن، كما أن الملحدين الحقيقيين لا الثوريين –رغم قوة اعتقادهم– لا يبرحون التأمل في ملكوت الكون والحياة بحثاً عن حقيقة أخرى أشد وضوحا.
وإن كان (Logikal) يخطئ اختياري الذي وجدت فيه مكاسب مختلفة ترضي بشريتي فأنا –مع استطاعتي تخطيء اختياره بشريّاً وإنسانيّا– لن أفرض عليه خطأ اختياره بصفته بشريّاً مثلي ما دام أنه وجد في الإلحاد ذاته ومكاسبه، وإن كنت –من باب الإنسانية لا التعصب– أرجو له ما أنا فيه، كما أنه قد يرجو لي –من الباب نفسه– ما هو فيه.

أما الزميل (فرج) فقد نحا بالموضوع منحى فلسفيّاً نفى فيه الموت المعنوي للإنسان كما يفعل المستلبون من المفكرين والشعراء، وهذا كله أوافقه عليه لو كنا في معرض إنشائي.

ومرة أخرى أشكر الجميع على تفاعلهم وطرحهم، وإن كنت أود ألا يأخذنا الحوار إلى ردهات لم نفتح أبوابها.


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Arabia Felix - 10-27-2005

اقتباس:  أدونيس   كتب/كتبت  
ولأجل هذا التسرع اقتحم علينا الزميل (Arabia Felix) الموضوع متعجبا، ليقول ضمن ما قال:
«مادمت على قيد الحياة أرزق وأكتب هنا.. ولم أفارقكم قيد أنملة.. فكيف لي أن اخبر مالفراق، ومالفراق الأبدي وفيما إذا كان حقيقة، أو حقيقة مؤلمة أو غير مؤلمة، وبالتالي كيف لي أن اتأقلم؟».
كانت تساؤلاته تفترض إشكاليات لم تطرح أساسا، وكان كل ما عليه –وهو ملحد كما فهمت– توصيف فجيعته بموت عزيز لا يعتقد لقاءه كما فعلت أنا وفعل بعض زملائه الملحدين قبله بكل تروّ.

أولاً أنا [SIZE=5]زميلة:23: .. وبعدين صفة ملحدة شرف لا أناله بعد :saint:

ثانياً.. انت ماغرضك من السؤال البسيط الخفي!!!

ثالثاً.. وكذا سداج مداح.. أنا لا أعرف مابعد الفراق، لذا لا أهرع ولا أفزع ولا أسعد ولا أغتبط.. احترم النهايات مادامت منحتني شرف إدراكها أمامي، وانه لشرف لوتعرفون كبير أن احضر حياة أناس يعزون علي مكتملة حتى آخر نقطة..

شكـراً، وهدي أعصابك (f)


أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Albert Camus - 10-28-2005

مساء الفل

كويس جدا يا زميل أدونيس ما توصّلت إليه.

الآن لي تعقيب حول قولك التالي :

اقتباس:ومهما يكن فإنني أكرر أن من ثمرات هذا الطرح اطمئناني إلى إيجابية الإيمان مع إشكاليات الحياة وما بعدها، كما أنني أقر بإفادتي من طرح الزملاء الملحدين الذين بينوا لي أنهم يتأقلمون مع إشكالية الفراق الأبدي وغيرها من الإشكاليات، وهذا ما كنت أظنهم محرومين منه

ليس الإيمان إيجابيا دائما مع إشكاليات الحياة.
ودعني أكون أكثر دقة وأقول : ليس الإنسان المؤمن دائما أكثر إيجابيّة مع إشكاليّات الحياة، وأخص بالذكر هنا الإشكاليّة التي نناقشها في موضوعك هذا، وهي إشكاليّة الفراق الأبدي. قد يكون الإنسان المؤمن سلبيّا ومتشائما وذلك بسبب إيمانه بالغيبيّات أيضا.

هناك من يفكّر كثيرا في المسيح الدجال ونهاية العالم والدار الآخرة وينسى نصيبه من الدنيا لأنّه لا يقيم لها وزنا يعادل جناح بعوضة ، وهؤلاء يسمّون في الإسلام بالزهاد والمتصوفة، وقد يؤدي هذا بالزاهد إلى اعتزال الحياة والنظر إليها نظرة سلبية تشاؤميّة تؤدي به إلى أن يتحول إلى عالة على المجتمع الذي يعيش فيه. ولا يشترط أن يكون ذاك الإنسان أن يكون نقيا في زهده 100% ، بل هناك من المؤمنين من يعيشون مثلنا حياة عادية ويعملون ، إلا أنهم لا يتفوقون أبدا في مهنتهم ولا يجدون في حياتهم ذلك الجد المطلوب لبلوغ القمة ، ويقنعون بأن الحياة أقصر من تضييعها في التعب الزائد وأن النصيب الحقيقي في الآخرة، وبذلك يبقون دائما متأخرين وتبقى أسرهم التي تعتمد عليهم دائما في مستوى متواضع إن لم يكن مستوى متدنّيا. وهذا بسبب فهمهم المباشر لإيمانهم بالغيب.

قد يكون هناك إنسان مؤمن ينتظر الرب ويؤمل في حياته مع القديسين ويكره العالم إلى درجة أن يكره جسده وبيته وكل ما له ، ويظن أنّه بذلك يتبع المسيح وينتظر قدومه. وينتهي إلى نفس النتيجة التي انتهى إليها صاحبنا الزاهد الذي سقت مثاله من قبل وذلك أيضا بسبب مباشر من إيمانه بالغيبيّات.

في هذين المثالين نرى الإيمان قد انتهى بأناس من المؤمنين إلى سلبية وتشاؤمية مع إشكاليات الحياة. وأدى بهم إلى مشاعر الإحباط والكره من الدنيا وما فيها.

قد تقول لي : والملحد أيضا قد ينتهي به الأمر إلى السلبية والتشاؤمية ويكون إلحاده هو السبب المباشر . ولن أقول لك لا. ولهذا أعود لأقول مرة أخرى أن المسألة مرتبطة بالإنسان من حيث تركيبته ونفسيّته من حيث هو إنسان يختلف عن كل إنسان آخر ، وذلك بغض النظر عن كونه مؤمنا أم ملحدا. وهو ما قلته في البداية وأعيده مرة أخرى.

تحيّاتي لك.

أراكم بعد حين

:bye: