حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
خمسون قصة وقصة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: أقــلام ســاخـرة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=82)
+--- الموضوع: خمسون قصة وقصة (/showthread.php?tid=25491)

الصفحات: 1 2 3


خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 09-12-2005

كلا

7 من 51



بلاد العوران

احمد عمر





المعلوم أن الغراب، اطهر الطيور وأقدسها(1)، كان هو الذي يختار الحاكم، حسب الدستور، والمجهول هو كيفية اختيار الحاكم أعوانه وعمال قصره وأمراء بيادقه؟ فبين ليلة وضحاها كان يخرج وجهاء مغمورون، ليتصدروا البلاد، ويجثموا على صدر الرعية، وعلى صدرهم عشرات الأوسمة؟؟

كان هناك بند غير مسجل في الدستور، يبين كيفية بلوغ المناصب هو: مديح مختار الغراب. لم يسلم العرش من حاكم زاهد في المديح، لأن أداة الإنتاج الاقتصادي الوحيدة كان اللسان، الرواتب والعطايا توزع حسب ذرابة اللسان وجودة الطأطأة وحسن الانبطاح، فكثر الشعراء المداحون، ومع زيادة عددهم ازداد الممدوح جشعا، فشحّ المديح ونضبت بحور الكلام ومحيطاته، وصارت الآلهة جواري في قصر الحاكم، حسب بيوت الشعر وعبارات الثناء؟!

وحدث بعد وفاة الحاكم السابق أن انتخب الغراب حاكما جديدا، تبين انه اعور، وهكذا جلس الأعور المتوج على العرش، دخل عليه الوجهاء للتهنئة وكان أول المهنئين وجيه، انبطح على نعل الحاكم يمسحه بفرشاة لحيته، وعندمّا سأله الحاكم مستوضحا صنيعه قال: مولاي كان به بعض الغبار وأحببت أن أتبرك به، فاعجب الحاكم بتواضعه وتفانيه في سبيل (الوطن)، فعينه مشرفا على نظافة القصر وكنسه(3) ومنحه وسام البحور السبعة، وتقدم وجيه ثان وقال: مولاي اقترح تصميم قبعات الجند على هيئة نعلكم(2).

اعجب الحاكم الأعور باقتراحه المبتكر إلى درجة تعيينه قائدا لحرسه، ومنحه وسام الخافقين فتقدم وجيه ثالث وقبّل الأرض بين يديه ثم اخرج سكينا وفقأ عينه؟!

وقف الحاكم الأعور مذعورا وصرخ: ويحك.. ماذا فعلت؟

قال: مولاي إذا لم تسنح لي الفرصة بالتضحية بعيني في المعارك كما فعلتم(3)، فأني اخجل أن اعيش بعينين وانتم بواحدة.

سرّ الحاكم منه واثنى عليه وعيّنه وزيرا ومنحه وسام الغراب الأسود الأرفع في البلاد.

بعد هذه التضحية، صار العور، الذي كان عيبا وعاهة، مكرمة، واضطر كل واحد من الطامحين إلى الكراسي إلى التفدية بعين من عينيه في سبيل (الوطن).

الرعية ذاقت الأمرين حتى تنال شرف المثول بين يدي أمراءها الموسومين بالأوسمة والنياشين، فالحجّاب كانوا يستوقفونهم سنين أمام مكاتب الحكام والأمراء للحصول على العطايا واستحصال الموافقات والاختام. اكتشفت الرعية أن افضل طريقة للاستمرار في الحياة هي التعوير. ولما كانت الحياة قاسية، والضائقة الاقتصادية كبيرة، لم يجدوا بدا من الاستغناء عن عين من أعينهم، فلا حياة إلا للعوران. أما الأحرار، والأبياء، فوضعوا عصابة على عين من عيونهم، تقية، وعاشوا حياة ضنك وشظف.

واثّر هذا على مسيرة البلاد، فعين واحدة لا تبيح رؤية حسنة وسديدة، فتخلفت الصناعات الدقيقة (السوفت وير) وتعطلت الساعات وتحجرت عقاربها وبعد أن صار للبلاد أعداء خسرت كثيرا من الحروب فمحاربيها كلهم عوران. وإذا كان العور يتيح لبعض المقاتلين تسديدا جيدا بالرماح والنبال، حسب جهة العين العوراء. فأنه من ناحية أخرى كان يجعلهم يقتلون رفاق السلاح بالغلط، ويخططون خططا فاشلة لضيق مجال الرؤية؟

مات الحاكم الأعور بعد أن حكم البلاد ستمائة سنة وعادت البلاد ألف سنة إلى الوراء ووقفت الرعايا العور في ساحة البلاد الرئيسة ليختار الغراب حاكما جديدا حسب الدستور.

اخرج الكاهن، الأعور طبعا، الغراب المقدس من القفص الذهبي الكبير، وتلى التمتمات والتعاويذ الدينية المقدسة ورجاه وتوسل إليه، بهمسات جانبية، في مخالفة للدستور، اختيار حاكم سليم من العاهات.

لكن الغراب المقدس، أساء الانتخاب، لا لأنه نزيه وشريف، بل لأنه كان قد ضحّى بعين من عينه حتى يستمر في الحياة! فاختار حاكما اعور اعرج وهكذا فقدت الرعية قدما كما فقدت عينا- في سبيل (الوطن) طبعا! والمشكلة لم تقف عند هذا الحد،فالحاكم الاعور الأعرج الجديد المصطفى، استبدل، في أول سنة حكم، الغراب المقدس الطبيعي بغراب صناعي، دمية، يعمل بالتحكم عن بعد، فتحولت الرعية إلى دودة عمياء تزحف على بطنها، إلى ما شاءت..الدمية الناعقة؟!

هـوامش
1- ربما تعود قدستيه إلى تعليمه الإنسان طقوس الدفن

2- الحقيقة، والحق يقال، انه لمع القصر وعقمه لكنه وسخ.. البلاد؟!

3- لا تزال القبعة العسكرية في كل بلاد العالم تشبه النعل

4- يقول الرواة أن البلاد لم تخض أية معركة وان الحاكم فقد عينه في معركة تجسس على.. نسوان الحمام !!


كاتب سومطري مقيم في جاوة



خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 09-22-2005

كلا

8 من 51

لمـــن تقرع الأجراس؟

احمد عمر





الهر بدّد شملهم، ومزّقهم شر ممزق، واشرفوا على الفناء، ليس من كثرة الضحايا، إنما من الرعب، فتداعوا إلى قبة الرلمان وتوصلوا إلى أن افضل حل هو تعليق جرس برقبةالهر، حتى إذا ما تحرك انتبهوا فاختفوا، فنجوا.

صفقوا للاقتراح الحكيم.

لكن من سيعلّق الجرس؟

من يجرؤ على الاقتراب منه، فكيف بتسلق جسمه واعتلاء رقبته؟

رأى صاحب الاقتراح السابق نفسه، أن يشرب متطوعون زقاً من حليب السباع، قبل العملية. لكنّ الاقتراح رفض خشية تحول الأمر إلى مهرجان دموي؟ واعتبر مزحة، ولم يضحك أحد.

المهمة الانتحارية تحتاج، بعد الرأي، إلى شجاعة الشجعان(1)، و ثانيا إلى سلم وحبال، وقد يرّن الجرس في أثناء المهمة فتكون المصيبة (2)؟ لكن، أن خليت خربت (3). فقد تطوعت أخيرا ثلة من الفئران الفدائية، وقرروا تعليق الجرس بدون حليب سباع. اجتمعوا تحت الأرض بعيدا عن البصاصين والغمازين ووضعوا خطة معقدة مبرمجة على الحاسب. وفي ساعة الصفر، متوكلين على الله، تسللوا تحت جفن الظلام يسبقهم قائدهم الفأر البطل مهران. وقفوا يحمون ظهره، غاب برهة، ثم خرج وهو يرسم بسبابته ووسطاه إشارة النصر، الغربية الصنع(4) .

يا هوووووو

نجحوا في المهمة العويصة المهلكة!!

علّق الجرس أخيرا..

عاش البطل مهران..

وهو نجاح كبير ونصر عظيم يستحق الاحتفال و عطلة رسمية جديدة !

ولكن أين علقه؟

عُلّق الجرس يا سادة يا كرام: في… رقبة البطل مهران!!

وتفصيل ما جرى. أن الفار المغوار مهران دخل مرتجفا، ونوى تنفيذ خطته الطموحة، فتسلق الحائط وتلطى في ثقب، ورنّ الجرس فاستيقظ الهرّ، وزعق:

تعكّر نومي يا عرّة الفئران؟

ردّ الفأر مهران بشجاعة وصراحة: لا يا مولاي كنت أحضرت الجرسٍ لتعليقه في رقبتكم!

سخر الهرّ: ولمَ لمْ تفعل؟

فاجأه الفأر بقوله: غيرت رأيي و قررت تعليقه في رقبتي يا مولاي

قال الهرّ: لم افهم؟

رد الفأر بخبث: نتعاهد ونتعاقد. تمنحني الامان، وأنا أؤمن لك طعامكم، فيران مسمنة وشهية ومشوية على فحم الغضى ومتبلة بالسماق والخوف وعلى طبق من ذهب ودون عناء

قال الهرّ: ولكنّ وجباتي كثيرة. آكل ست وجبات في اليوم.

- يا لك من ناسك لمَ كل هذا الصوم.؟ انتبهوا إلى صحتكم يا مولاي،الوطن امانة في رقبتكم، من سيحرر القدس اذا ؟

سأل الهرّ: والجرس؟

- عندما يقول (رن رن رن) ستعرفون أن موعد الطعام قد حان؟

وعرفت الفئران، التي هي من أذكى الحيوانات، كما يقول ابن المقفع (5) ولافونتين (6 ) أن زعيمها المفدّى مهران باروح والدم قد خانها، فتداعوا إلى اجتماع طارئ في الجحرلمان للتباحث والتشاور في المصيبة الجديدة.

ولأنها ذكية حسب ابن المقفع ولافونتين. فقد عثرت على حل.اشتروا جرسا جديدا، وكلّفوا بعض الفئران الشجاعة، برنّه عند قدوم الخائن مهران، وبإيقاع مائز عن رنة إعلان مهران لموعد الوجبة، وهي ( تون تون تون ) حتى لا يلتبس اللحن الثاني المحذر مع الأول القاتل فيقع المحظور. لكن الفئران، القويّة في الاقتصاد والضعيفة في الموسيقا، كانت تخطئ في الإيقاع أحياناً وتعزف لحنا من مقام الصوت الأول ( رن رن رن)، فتحدث كارثة موسيقية دموية وتصير وجبة للهر، فاشترى كل فأر جرسا لحماية عائلته، وكثرت الألحان، والمقامات، والإيقاعات، حتى لم يعد للأجراس بألحانها المتنافرة قيمة، وانتكب الاقتصاد الوطني وانخفضت العملة المحلية إلى الحضيض،واعلنت الاحكام العرفية وقانون الطوارئ، واضطر كل فأر إلى وضع لحن خاص لعائلته، كي يحميها ويصونها، مما أدى لأن تصاب مملكة الفئران بتضخم الرنين والألحان. لكنّ الضّب، مؤرخ مخطوط (الأنغام والألحان في مملكة الفئران ) يقول في الصفحة 1999: أن الأمن والأمان، تحقق في مملكة الفئران، كما لم يحدث في أي زمان. ويغالط نفسه، بالقول في صفحة أخرى: مصائب قوم عند قوم فوائد، فالصرصور،هو الوحيد، الذي استفاد من هذه الألحان!

أجـراس والحان:

1- .. هو أول وهي المحل الثاني.

2- مصيبة مثل: هرّ الصحراء.

3- المثل صياغة لغوية لقانون بويل وماريوط الفيزيائي، في تفرير الهرّرة وتهرير الفئران.

4- لم تخترع إشارة نصر محلية،حتى الآن. رغم انتصاراتنا اليومية.

5- شهيد القصة الرمزية، رحم الله روحه.

6- أبوس روحه.




خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 09-30-2005

كلا

9 من 51

احمد عمر

سباق الألفية الثالثة؟



أقسم الأرنب بأذني جده، انه سينتقم لهزيمته السابقة، التي صارت مضرب المثل في الغرور، وسيفوز. صمم على دفع الكسل والنوم، فوضع ملحا تحت جفنيه، لأن المنشطات والعقاقير ممنوعة في القوانين الدولية. وانطلق يركض كالشهاب المحروق ذيله. أما السلحفاة فراهنت على غرور الأرنب، وجعلت تجري بنشاط وعزيمة وصبر.

تجاوز الأرنب السلحفاة في أول فرسخ، ووصل إلى مفترق طرق، وعجز عن معرفة الاتجاه الصحيح، لعدم وجود شاخصات دالة، في استهانة بمواثيق سافرة قواعد الموصلات والمسابقات الدولية؟! توقف وفّكر، ثم قطف وردة برية وعمل قرعة، بنتف أوراقها ورقة ورقة، وبناء على نتيجة القرعة اختار وجّهته إلى اليمين. وجرى أياما بلياليها، إلى أن وصل إلى بحر الظلمات. هناك اكتشف انه قد ضلّ، فعاد إلى مفترق الطرق نفسه، وقطف شوكة، وعمل قرعة، وجّهته،هذه المرة، شمالا. فوصل بعد أيام بلياليها، إلى صحراء كالاهاري. فعرف انه قد زاغ، فعاد إلى المفرق ثالثة، وسلك الدرب الثالث الباقي والصحيح هذه المرة. فركض وجرى وعدا، حتى وصل إلى خط النهاية، فاستقبلته الجماهير بالزغاريد والهتاف، وأْعلن فائزا بالكأس الذهبي.

لهث ساعة ولم يصدق أنه غسل عار هزيمته

جاءوه بالجائزة، فبوغت بسواد الكأس وقد تبين له انه حديدي صدئ لا ذهبي كما يفترض؟ وتفسير ذلك انه كان مختلسا ومستبدلا، من قِبل مدير السباقات الوطنية المتحدة ( س و م ) بنحاسي؟ و"استبدله" ثانية، نائبه بكأس برونزي، ثم "أستبدله" ثالثة، نائب نائب نائبه، بكأس حديدي! أما سبب الصدأ، فيعود إلى أن خادم مدير نادي س و م (1)، لم يجد قدحا في النادي، يشرب به الشاي، كي يسهل مرور الخبز الجاف، في مريه الوعر، فاحتسى الشاي الذهبي بكأس الفوز الحديدي!

سقط الأرنب ميتا(2) ونعاه مدير.س.و. م. قائلا: الأرنب العدّاء قضى بطلا، كسلفه " ماراتون " في سبيل القضية!!وفي تعقيب على سبب صدأ الكأس وسواده تجاوز الاتهام بمهارة: أن الظهور في التلفزيون الوطني، مكافأة ما بعدها مكافأة، فقد استشهد، في البث الحي. وتمنى المدير لو منّ الله عليه بهذه النهاية السعيدة.

هذا ما كان من أمر الأرنب، أما ما كان من أمر السلحفاة، فقد تعثرت في حفرة كبيرة في فراسخ الجري الأولى، وانقلبت على ظهرها، وبقيت أياما طوالا تحت الشمس الحارة، وبرد الليالي القارة، وتأخر معرفة مصيرها شهرا، لأن المسافرين كانوا يسلكون طرقا ترابية اقل وعورة من الطرق الحكومية المنخورة، والتي كان من المفروض، أن تعبّد بأموال التبرعات الدولية الكبيرة؟ وتأخر إسعافها، لأن سيارة الإسعاف المكلّفة، كانت تستغل لتهريب البضائع، ويستغلها سائقها مستفيدا من نمرتها الحكومية، وحالة المريض المحتضر المسعف فيها(3)! فأسعفت أخيراً على ظهر حمار سائح مغامر. وفي المشفى لم يعرف أحد ما جرى لها، وكان من المفترض، أن تنقل الكاميرات العمليات الجراحية، كونها نجما أولمبياً، لكن عدسات التصوير انصبّت على الممرضات المتأهبات للكاميرا، المغناجات، وعلى مدير المشفى الذي لهج(4)بالإنجازات العظيمة والكبيرة. وتغنّى بضخامة المشفى وكثرة غرفه وحسن عمارته! حتى تحوّل إلى برنامج في العمارة والآثار وفي عروض الأزياء ؟

تم نعي السلحفاة، وإعلان لحاقها بسلفيها الأرنب و"ماراتون. واعتبر مدير المشفى، انهم قاموا بواجبهم على اكمل وجه، ولكنّه قضاء الله، الذي لا راد له، ولا يغني طب عن قدر.

تسرّب فيما بعد خبران، أحدهما:هو أن الأطباء شقّوا صدر السلحفاة للمتاجرّة بأعضائها، فماتت نزفا تحت سكاكين وخناجر الاطباء. والثاني: أن مدير المشفى العجوز اصطاد السلحفاة من غرفة العمليات، بصنارته الماهرة، وافترس قلبها، لما يشاع عن فوائد قلوب السلاحف في تقوية..الباه

رُصد المشهد الأخير لمدير(س. و. م) إذ واكبته عدسات التصوير، ووعد بسباق لا تشوبه شائبة، وانه سيوفر كل مستلزمات الراحة للعداءين الجديدين

ولما ألحّت إحدى المذيعات الغانيات، على معرفتهما، لان وتكرّم عليها، وعلينا بفضلها، فباح بالاسمين المكتومين وهما: الحلزون ذو البيت الصدفي بثلاثة طوابق؟ ودودة الأرض العرجاء.. وهنا صفق الجمهور. ولم ينتبه أحد إلى أن مدير.س.و.م.(5) يجلس على كرسي وثير، مكسو بوبر الأرنب! وينفض سيجاره الكوبي المستورد، بالعملة الصعبة، في: قوقعة السلحفاة!

أرقام قياسية:

1- أو نائب نائب نائب نائب.. نائبه

2- من التعب أو الإحباط أو..السعادة

3- البضائع المهربة.. رحم الله الاقتصاد الوطني

4- توقع النظارة انه سيبدي أسفه الشديد على مصيرها، واعدا بعدم تكرار ( الهنات )؟

أو (الفائز بذهبية المسابقات.. كلها ) جرت أم لم تجر، جرى أم لم يجر.






خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 10-06-2005

كلا

11 من 51

احمد عمر

التوأمان



من (يالجين)؟

ربما كان وزيراً كبيراً،

وربّما كان غلام الإمبراطور الأثير، أو خاله الكبير..

قال بعضهم: " يالجين اسم صاروخ جديد، اخترعه الإمبراطور لمناطحة الأعداء، لكنّ مثقفاً كبيراً يحمل شهادة دكتوراه في علم النفاق، قال محذّراً: " إنّ الحكي في الشهيد يالجين ضرب من الجدل العقيم، ورجم بالغيب، ونخر في الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا، فالمهمّ هو مشاركة الإمبراطور أحزانه كائناً من كان يالجين وإكرام المرحوم هو الإفراط في الحزن عليه"!

مشت جنازة كبيرة للمرحوم، يحسده عليها أعظم الأحياء، طبول، وموسيقا جنائزية، وورد، وندّابات، وقصائد رثاء،.. نفد الورد من حدائق السلطنة، والقماش الأسود من المتاجر، حتى لم يبق ذراع منه لزنانير لعبة الجودو، صبايا في عمر الورد رمين بأنفسهن من الشبابيك تمثلاً بقول مطرب: " ومن الشباك لأرمليك حالي.."، وكلّ مواطن تهوّر ولبس الأبيض جعلوه كفنا له.

الصحف في صدر صفحاتها الأولى، ترحّمت عليه دون أن تذكر جنسه، أو صفته، والوفود الاعجمية قامت بواجب العزاء دون أن تعرف من يكون؟ وما موقعه في الحكم؟ وما محله من الإعراب السياسي؟ وصارت ذكرى موته عيداً قومياً للسلطنة ومناحةً سنويةً لأهلها!!!

النسيان نعمةً كبيرةً للإنسان، إلا أن الرعية ومسؤوليها الشرفاء الوطنيون والقوميون، جحدوا هذه النعمة، ولم ينسوا قرّة عين الإمبراطور وفلذة كبده..

مرّت عشرون سنةً سوداء من الحزن، وفي إحدى لياليها المظلمة، طلب الإمبراطور وزير كلّ الوزارات(1) فحضر على الفور، لابساً الأسود الحزين، وقال له معاتباً: " أهكذا تعمل مع الإمبراطور؟ أين التقاليد السلطانية واعرافها؟ كيف تنساني من بطاقة تهنئة بمناسبة ختان زيمبين؟ لم يبق مسؤول ولا سائل إلا عبّر عن فرحته بهذه المناسبة الوطنية.

و سأله الإمبراطور عن سبب حزنه في حضرة جلالته، فأجاب: " مولاي، أنا لا زلت محدوداً على يالجين. أنا آسف، يا مولاي. حزني على يالجين أكبر من فرحتي بختان زيمبين ".

ثم أجهش بالبكاء على المرحوم يالجين، فاستغرب الإمبراطور دموعه مسبقة الصنع، وقال له: يا وزير كل السوءات، هل رأيت يالجين؟ هل عرفته، حتى تحزن عليه أكثر مني؟ ".

أجاب مرتجفاً: " لا ـ يا مولاي ـ لم يحصل لي الشرف ".

وأردف الإمبراطور قائلاً: " أتعرف أن يالجين هو كلبي؟ ".

فوجئ الوزير بما قاله الإمبراطور إلا أنه أخفى دهشته قائلاً: " حصل لنا الشرف، يا مولاي. الكلب من أوفى المخلوقات وأنداها، ليتني كنت فداه، ليت اللّه حوّلني (يالجيناً ) لكم، يا مولاي ".

قال الإمبراطور، وهو يمسك بتلابيب وزيره: "هل تعرف أن يالجين لم يمت بعد، بل هو حيّ يرزق..لعب معي منذ ساعة دور (سبع حجار ).. على فكرة هو أذكى منك وأمهر في هذه اللعبة، وسواء لعبت معك أو مع أذكياء مملكتي كلّهم فأنا الرّابح دوماً. إنّه لأمر عجيب حقّاً؟ ".

هنا انكبّ الوزير على حذاء الإمبراطور قائلاً: "مولاي، الكلب من ألطف المخلوقات وأذكاها.. الحمد للّه أنّ يالجين حيّ يرزق أطال اللّه عمره، كنت أعرف أن عزرائيل لن يجرؤ على الاقتراب منه، وعلى زعلكم.

رفع رأسه الىالسماء: كم أنت كريم، يا ربّ؟ هل أعلن الخبر، مولاي، فالرعية الحزينة ستجنّ من الفرح؟ ".

وحين تذكر الجنازة الكبيرة التي أقامتها الرّعية ليالجين، سأل بتصاغر: " من الذي دفن إذن، يا مولاي؟ لابدّ أنه واحد من سفلة المعارضة، يا مولاي ".

فأجاب الإمبراطور: هل أنا مجنون حتى أسمح للرعية أن تمشي في جنازة معارض ؟ .. احزر من دفنتم؟ ".

فكّر الوزير وأجاب: " وسادة، مولاي؟ ".

نفى الإمبراطور بإشارة من يده، ففكر الوزير ثانيةً، محاولا تذكّر وزن التابوت الذي جاهد في حمله، كي يؤاجر ويثاب، وقال: " كان في التابوت صخرة، يا مولاي؟ ".

أشار الإمبراطور بإصبعه نافيا.

نزل من فوق العرش، وذهب إلى النافذة المطلّة على الجنة(2). وقال دون أن ينظر في وجه وزيره: " كان عجلاً ".

ـ عجل، يا مولاي!!

قال الراوي: ولم يخطر في بال الوزير، أن يقول لإمبراطوره، وهو يتذكر سنوات الحزن كلّها: " عبّدتنا العجل ـ يا مولاي ـ كلّ هذه السنوات "

أردف رافعاً يده إلى السّماء بالفاتحة : " لا بدّ أنه كان عجلكم المدلّل، مولاي.. اللّه يرحمه، ويحسن إليه. العجل من أنفع المخلوقات ؟ ظهره ـ يا مولاي ـ معمل فياغرا، ولحمه... ".

قاطعه الإمبراطور: اطلع من هذه الأبواب.

فطلع وغادر.

بقي ثمة سؤال: من المختون زيمبين؟

هل هو غلام الإمبراطور من زوجته التاسعة والتّسعين ؟

هل هو القفا الأعظم.. أم هو كلب الإمبراطور؟

هل هو صاروخ اخترعه الإمبراطور، حتى يخوزق الأعداء (أي الشعب) أم هو خدعة إعلامية؟

هل هو؟ أم هل هي؟..

تخمينات وتنجيمات وضرب رمل

1- كبير رجال الشرطة السرية

2- سجن المعارضين


خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 10-14-2005

كلا 12 من 51

احمد عمر

الملك سيسبان وعقيلته(1 )

بدر الزمان



سمع الملك سيسبان شعراء مملكته يتغزلون بالاميرة بدور، فخلبت لبّه، وذهب لخطبتها من ابيها الملك قهرمان، وقال انه مستعد للمهر المراد، من الجنيه.. إلى تسجيل رعيته باسمها!

أبوها قال:الرأي رأيها

بدر الزمان قالت: مهري.. سهل ممتنع في الوقت نفسه ؟

سيسبان سأل: هل هي حزورة؟

بدر الزمان أكدت: انها حزورة الخياط مرمران؟

تعجّب الراوي، وقال: ولم يكن الوقت رمضان!!

عاد الملك سيسبان من ساعته، وتنكّر في هيئة تاجر، واصطحب سيافه فرحان(2). و ذهبا إلى الخياط مرمران، وانتظراه، إلى ان انتهى من عمله، وأغلق الدكان ووقف على الناصية، وأعلن عن دينار لكل من يصفع صفعة، فانتظم الناس في الرتل، وتدافعوا لصفعه، إلى أن خوت جعبته من الدنانير. فاقترب منه سيسبان وسأله بالواحد الديان، عن سر سلوكه العجيب. فقال له أن يمضي في طريقه ويتركه لشأنه. سيسبان توسل إليه واستحلفه. فقال مرمران أن سره منوط بمعرفة سر الأعمى العجيب بصيران(3)

ولم يكن سيسبان يهوى حل الألغاز، وكان متلهفا لحل لغز وحيد: هو إزار بدر الزمان؟ فصفق، فخرج البودي غارد من ثنايا المكان. وأصدر أوامره، فاعتقلوا مرمران. واقتادوه إلى بساط الريح(4) الذي يحلّ جميع الحزازير والأحاجي والألغاز. وما هي إلا لحظات، حتى عاد سيافه فرحان. فسأله سيسبان بلهفة عن السر المكنون. فقال: أن الله قبض السرين يا مولاي؟ الروح التي هي سر من امر ربي وسر مرمران الذي طلبته بدر الزمان.

قال سيسبان: ولكني حذرتك من تثقيل المزاح عليه، فهذا ليس معارضا أو مارقا. وشرط بدر الزمان استحصال السر بالحسنى

اعتذر فرحان بنبرة المذنب: كان يعطيني عن كل صفعة ديناراً. دفعني الطمع والعادة فأسرفت.. فمات..

قال سيسبان : وبعد؟

اجاب فرحان : من شدة إعجابه بلطماتي، أوصى لي بكل ثروته، يا مولاي!

وهنا أسقط في يد سيسبان، فقد ضاع السر ولم يجد بداً من الاقتداء بالأمريكان. القدوة (الديمقراطية) في العالم. فحاصر مملكة بدر الزمان ، ودكّها بمنجنيقات الجوع، أو تسلّم بدر الزمان نفسها لسيسبان. فآثرت بدر الزمان التضحية بنفسها، في سبيل رعيتها وسلمت نفسها.

تزوج سيسبان بدر الزمان على سنة شهريار و حاول تسلية زوجه فلم يقدر، فعّوضها عن سر مرمران، بقراطيس من الكلمات المتقاطعة من الصحف العربية الحكومية وعاش معها في تبات ونبات(5).إلى أن آتاه هادم اللذات ومفرق الجماعات (6)

حلول بعض الألغاز و الأسرار:

1- معتقلته، راجع معجم "زنار العرب"

2- السياف عادة ( مسرور) أو( فرحان) أو( نشوان)، هكذا شاء الملوك.

3- في الحكاية الشهيرة التي ينبغي أن تروى: أن الأعمى بصيران رفض البوح بسره لسيسبان . وكان يقف في ساحة البازار، يضحك ساعة ويبكي ساعة. إلى انتهاء (الدوام). ويطلب معرفة سر الحمال بهبهان، من سيسبان في مقابل سره. والحمال بهبهان، يرفض كشف سره لسيسبان ، وكان يعتل أحماله ماشيا على قدم واحدة! إلا في مقابل معرفة سر الحمّار بدران. والحمّار بدران، كان يحمل حماره على عاتقه! وطلب في مقابل سره، معرفة سر التاجر بندران. وكان بندران يقف يوميا في صدر البازار. ويسحق اجمل الجواهر بالمطارق، وينثرها على رؤوس العباد، طالبا في مقابل سره، معرفة سر زعفران. وكان زعفران يطعم كلبه الكنتاكي والهمبرغر، ويأكل الخبز اليابس. وطلب كشف مرسل رسائل الجمرة الخبيثة، إلى الأمريكان، في مقابل البوح بسره .

4- راجع جسم كل مواطن!

5- زواج من طرف واحد؟

6- (هادم اللذات.. ) بالنسبة له ورهطه ومن والاه. أما بالنسبة إلى الرعية فكان مثل زوال كابوس

هرطقة إضافية :

1- يعتقد الراوي أن الأسرار تمثيليات، من وضع الملك الراحل، والد سيسبان، المسمى زمزمان، لإشغال الرعية عن..القضايا السياسية.




خمسون قصة وقصة - Gudjohensen - 10-15-2005

[CENTER]:9:

كيييييييييييييييييييييفك مستر غلوري؟؟؟؟ اشتقنالك يا زلمة......... (f) (f)

غوديانسون[/CENTER]


خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 10-20-2005

نحن هنا ... تحت الأنظار
انته وينك يا رجل ... اشتقنالك !
تحياتي
غلوووووووري


خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 10-21-2005

كلا

13 من 51

احمد عمر

لو لم نرقص في المعركة؟





اخترع أحد المقاتلين الأبطال سلاحا جديدا:هو الطبل، فخُلعت على المقاتل خلعة سنية، وخُلع عليه أيضا، لقب فارس الفرسان.

و علا شأن الإمبراطورية وبلغت السؤدد والمجد،. واثبت السلاح الجديد فعالية ضد الحيوانات المتوحشة كلها، إلا الأفعى، إلى أن اكتشف فارس الفرسان، نفسه، سلاحا آخر،هو المزمار، يجعل الأفاعي ترقص، فكفّ آذاها عن الإمبراطورية، فصار الطبل والمزمار بالنسبة للإمبراطورية سيفا وترسا، وشعارا وختما.

وفي مرحلة "حضارية" تالية، اثبت السلاح فعالية ضد الأعداء، لمدة. فكلما طمع فيها عدو، حملوا طبولهم ودقّوا عليه دقا عنيفا، تنخلع قلوب الأعداء له، لاعتقادهم أن الآلهة غاضبة. حتى ان الحوت عندما يبلع القمر فيما يسميه المعاصرون، الخسوف، كان يسمع الطبول المدويّة، فيتقيأ القمر ويفرّ مذعورا؟

استنامت الإمبراطورية وجنودها إلى سلاحهم "النووي" الخطير واحتفلوا.. تعلّم جنودهم المقامات، والألحان والإيقاعات والأصوات والقدود والمواويل. وأنواع كثيرة من الدبكة، أشهرها دبكة خطوة إلى الأمام عشرة إلى الخلف، ودبكة المشي الأعرج، ودبكة تنكيس الرؤوس ورفع الأقدام، ورقصة الخصر المجنون..

كثرت أنواع الطبول وصار لكل مقاتل طبله. الفرسان يتبارزون في حومة الميدان بالطبل. والمحارب، الهدّاف، البارع، المقدام، هو الذي يسدد طبله أو مزماره، على دريئة الخصر، فيهتزّ، من " الإصابة" طربا.

فارس الفرسان عمل دورة تدريبية، لكل الفرسان، من اجل اتقان استعمال هذين السلاحين الخطيرين. وحذّرهم من سلوك حربي خطير: الطبل والزمر قبل المعركة، ولكن دون دبكة، الدبكة والرقص بعد الانتصار. هذه قاعدة أولى. والقاعدة الثانية: أن الطبل والمزمار لا يغنيان عن السيف والترس،.فالطبل والزمر تكتيكيان لا استراتيجيان.

هزم أبطال الطبل والزمر أعداءهم، الذين ظنوّا أن الآلهة مختبئة في الطبل؟ و تذكروا الرعود، فلاذوا بالفرار وولوا الأدبار. في المعركة الثانية. تعود المطبّلون المزمِّرون الإيقاعات. خصورهم المدمنة على الأنغام، لم تستطع الصمود أمام طرب الألحان، فرقصوا في المعركة، وخانوا وصية فارس الفرسان. وانتبه الأعداء إلى هذا الخلل الحربي الخطير، تشجعوا وهجموا على الطبول،وضربوها بالسهام والحراب، ففوجئوا بهشاشتها وسهولة خرقها! وتبيّنوا أن الآلهة التي في داخلها، قابلة للإسكات!! وكسّروا المزامير، اتضح لهم أنها عصي من القصب المنخور!

واختل ميزان القوى. وصار العتاد المتقابل في المعسكرين المتضادين: السيف والترس في مواجهة الطبل والمزمار، فانهزمت إمبراطورية الطبل هزائم نكراء.

عاد المطبّلون المزمّرون إلى ديارهم مهزومين. وتذكروا نصيحة فارس الفرسان التي خانوها فاصبحوا على ما فعلوا نادمين. مفاجأة مذهلة كانت بانتظارهم. فقد صدر فرمان إمبراطوري بضرورة الرقص بعد الهزيمة! وكانت هذه هي الخيانة الثانية، والقاتلة، لنصيحة فارس الفرسان، وتذّرع الساسة بهذه الذريعة مبررين:أن إنكار الهزيمة والابتسام للعدو، قلب للهزيمة إلى نصر؟! فرقص المقاتلون ودربكوا ودبكوا، من ليل الهزيمة حتى صباح الآن. فتقلصت مساحة البلاد من كثرة ( الفتوحات ) فلم يبق منها سوى مساحة تعادل صحن فنجان قهوة.والغريب أنّ قائد الأعداء أمر بالإبقاء عليها، في لفتة" حضارية"، ليس حفظا لتراث إنساني، ومتاحفي، وإنما ليتذكروا انتصاراتهم، ويتندروا عليها في سهراتهم.

تقاسيم من مقام الهوان :

سُئل زعيم القبيلة عن سبب خسارة الحروب فردّ قائلا: عدم الالتزام بقواعد الرقص! هذه دبكات دخيلة وليست أصيلة. إنها خيانة للتراث الشعبي والوطني أما فارس الفرسان الجديد، مخترع أحد أسلحة الطرب الجديدة. فيرى رأيا آخر: أن فرسان القبيلة، مرهفون، ومتذوقو موسيقى وفنون.لا يتمالكون أنفسهم أمام الإيقاعات، فيرقصون.

و تجرأ على القو ل: إذا كنا فرطنا في معارك الأرض والثغور، فيجب أن نربح معركة الفنون والخصور!


خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 10-28-2005

كلا

14 من 51

قمر الدين والمصباح السحري

احمد عمر



علقت صنارته في صيد ثقيل، سحبها فطلع له مصباح، قرعه، فسمع صوتا من داخل القمقم: من بالباب؟

الصياد: أنا قمر الدين

العفريت: تفضل؟ادخل؟

قمر الدين مندهشا: أتفضل عندك؟ كريم أبن أصول؟ ولكن أنت في ديارنا و نحن أولى بكرم الضيافة؟

العفريت: لن اخرج؟

قمر الدين: ستخرج وإلا أحرقت الجرّة حكا

العفريت: لن اخرج.

فكّ قمر الدين صنارته، وعمل منها انشوطة وكما يفعل رعاة البقر، رماها في الجرّة محاولا اصطياد المارد وشدّه من داخل القمم؟

اخفق قمر الدين، فلجأ إلى حل وهو: أغراق القمقم بالماء.. فأضطر المارد إلى الخروج! وتعالى الدخان وتشكل مارد عظيم رجلاه كالصواري، ويداه كالمذاري، لكنه نحيل قياسا بالنموذج الألف ليلي (أو بقياس الغائب على.. الغائب) ويرتجف من البرد.

قمر الدين: يا الهي، أنت ترتجف. هل أنت مصاب بالسل؟ أو أنت عفريت صومالي أو أفغاني؟

العفريت: عربي أبا عن جد، من نسل عدنان الجان؟

قمر الدين: ولم أنت نحيف؟ لم يكونوا يقدمون لك الطعام في القمقم؟

العفريت: كنت مضربا عن الطعام؟ أملا في تحسين شروط اعتقالي؟

قمر الدين: اطمئن؟ آصف بن برخيا سلم الأمانة من أربعة آلاف سنة؟ بشرى سارة، أنت حر الآن. أريد أن تنفذ طلباتي.

العفريت مرتجفا: شبيك لبيك المارد الأصفر من الجوع، والأحمر من الخجل والأزرق من البرد بين يديك

قمر الدين: أريد الحرية والديمقراطية للبلاد

العفريت: وتطلب هذا من عفريت أسير مقمقم يا ابن الكلاب؟

ارتبك قمر الدين من الشتيمة، ظنّه مخبرا متنكرا في هيئة عفريت. وصمت وطال صمته، فأشفق عليه العفريت وقال:

أنا ألبي الطلبات المادية..ألا تريد فيللا على البحر.. رصيدا في البنك، تحرير رام الله..

قمر الدين: ..

العفريت: غريب جدا.. أنت عربي فريد من نوعه!

قمر الدين: ولكن أريد من منك سحب سيارات المر سيدس من مالكيها؟

العفريت: و لا تريد لبن العصفور؟

قمر الدين: لا؟ أريد لبنا طبيعيا، ويفضل أن يكون غير مغشوش وغير مبستر

العفريت : ألا تريد أن تصبح ملكا.. للنيبال؟

قمرالدين: لا، ولكني أريد أن اقضي حياتي في قمة افرست

العفريت: عدنا إلى المحظور؟ لكن الأوكسجين هناك قليل والبرد كثير، ستموت؟

قمر الدين: هناك ستشفى رقبتي وارفع رأسي؟

العفريت: عن إذنك

قمر الدين: إلى أين؟

العفريت: إلى قمقمي، طلباتك خطيرة، وأنا حلفت من أربعة آلاف سنة أن لا اقرب السياسية بعد معارضتي تلك التي أودت بي إلى هذا الزنزانة؟

قمر الدين: ولكنك محبوس.. محبوس.. يا ولدي؟

العفريت: أعيش في قمقمي معزولا عن العالم و بكرامتي؟ لا سجّان ولا إهانات ولا نشرات أخبار تسمم البدن وتقصر العمر؟

يتحول العفريت إلى دخان، ويمتصه القمقم، يحاول قمر الدين أن يمسكه فيقبض على.. دخان سيجارته المتبدد؟

زيت احتياطي للمصباح:

وكان، كلما حَزَب قمر الدين أمر، ونغّصه مكدر، احضر المصباح السحري وأشعل سيجارته المعسلة واكتال..الأمنيات؟


خمسون قصة وقصة - Mr.Glory - 11-07-2005

كلا

15 من 51

دمـوع التماسيح الهتون

احمد عمر



هرب تمساحان من سيرك هندي جوال، ومعهما اختفى طفل، وبعد ساعة من البحث عثرت العسس على تمساح في مجرور(1) وما لبثوا أن ظفروا بالثاني(2)

ففقأت عيونهما

وصلّمت أصول آذانها المصلومة أصلا

وجدع أنفاهما

وجرى صلبهما

والتقطيع من خلاف

ثم أحرقت الجثتان

ورقصت الرعية على رائحة الشواء

وأكلتهما بعد فتوى من الصدر الأعظم بجواز أكل لحمهما؟

الإمبراطور أعلن الحداد سبعين عاما(3) و أمر بإعدام المهرج، صاحب السيرك، بالحبال التي كان يمشي عليها(4)، في نِمَر بهلوانية. وأعلن قانون الطوارئ، ومنع تجول اللسان في الفم، في موضوع الحادث، وشنّت الحرب على كل زاحف، مع أنه لا زاحف في البلاد غير الرعية. وقطعت العلاقات مع الهند، وطرد سفيرها، وبعد احتجاجات شعبية على القانون الجائر، جاء الرد من وزير الفتوة والباه:: درء الفاسد مقدم على جلب المصالح، ويخشى أن يكون التمساح الذكر قد سافد التمساح الأنثى، وان بيضها في عش ما بانتظار الفقس؟ خاصة أن بلادنا مخصبة بسبب ثرائها بالدفء(5) لذا فالقانون سيبقى لغاية إبادة كل زاحف، حتى لو كان خروفا اعرج وغرابا اظلع..

و وضع المحتجون في السجون، بتهمة التآمر مع التماسيح على الوحدة الوطنية، والعمالة للفكوك المفترسة والاستعمار والرجعية.

وانقرضت الزواحف من ارضي البلاد. لم يبق فيها أفعى أو عظاءة أو سلحفاة أو حلزون أو.. دجاجة!

والقانون المسنون كالسكين استمر..

راحت أجيال وجاءت أجيال.

أعلنت هيئات البيئة وحزب الخضر(6) الحماية على بعض أنواع الحيوانات الزاحفة، مثل الدب والزرافة والكركدن والغضنفر!

و القانون استمر..

وبعد قرن كامل من نفير قانون الطوارئ، ظهر وزير الأطلال العامرة، على الملأ، وأعلن، وفي عينيه دموع التماسيح، أن الطفل الضحية لن يمحى من الذاكرة، وافضل طريقة لتخليده هي الاستمرار في حملة مكافحة التماسيح؟ وبرهن على وجودها، بإخراج واحد من جيبه، بحنان واضح، حتى لا يثير حفيظة جماعات البيئة وحقوق الحيوان. ولم يكن من داع لهذا البرهان، فدموعه كانت دليلا قاطعا على وجودها!؟

اندثرت حضارة البلاد وانقرض الكثير من الكائنات الحية، وكاد إنسانها أن ينقرض، فالصمت يقلل الخصوبة الجنسية(7)!. وبقي قانون الطوارئ، سيئ الذكر مستمرا، حتى تولى شهريار الأمارة فأبطله. وتحول من مطاردة التمساح إلى ذبح الغواني الملاح، لله دره وأطال عمره و.. سيفه والرماح،على رقاب الأعادي، طبعا

دمـــــــوع مـــالحة:

1- وفي خبر أنها اعتقلت ضفدعا مشبوها، اعترف انه تمساح!.

2- كلب مشبوه، هذه المرة!.

3- على الطفل وليس على التمساحين.

4- كان يمشي عليها بمهارة و بدون مظلة.

5- وثروات أخرى كثيرة طبعا.

6- كانت موجودة.

7- نظرية لا تحتاج إلى برهان.

دموع ساجمة :

ـ عثر على الطفل المفقود فوق شجرّة،بعد ساعات من ضياعه، لكن السلطات منعت نشر الخبر، للحفاظ على الطابع التعبوي للحملة على التماسيح الشرسة، قاتلها الله

ـ المؤرخون عند ذكر أخبار الإمبراطور، يحمدون له الحملة، رغم بؤس المرحلة المذكورة وخسارة أجيال، فلولا الحملة على التماسيح لما حظينا بكل هذه الثروة من الذهب الأسود، والتي نرفل الآن في بحبوحتها!