![]() |
فجيعة أخرى - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: فجيعة أخرى (/showthread.php?tid=2755) |
فجيعة أخرى - ضياء - 10-14-2008 (f)على قبرك يا محمد تباً لها من حياة لم تتحمل حد لسانك يا صديقي فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-14-2008 الموت يغيّب طمليه.. ذاهبا (إليه بطبيعة الحال) عمّان - جعفر العقيلي - برحيله، لا تخسر المقالة الصحفية واحداً من فرسانها فحسب، أو تفقد القصة القصيرة واحداً من كتّابها.. وإنما أيضاً تودّع الحياةُ واحداً من أكثر محبّيها، رغم سخريته اللاذعة منها، سخرية لازمَتْهُ ممارسةً وسلوكاً وحبراً على ورق حتى آخر قطرة أو نَفَس. برحيل طمليه، يحقّ لجمهورٍ كان له وحده أن يذرف دمعةً حرّى على مشاكس كان نمطاً مختلفاً من البشر: يدلق في فمه من كأس الحياة دون أن يرتوي. وكأنه يواصل ما كان يتوقّع أن يكون عليه ذات يوم. العدّاء الذي حلم به ولم يَكُنْهُ لسببٍ أو لآخر، تحوّل إلى راكضٍ في براري الحياة، بلهاثٍ مستمر، دون أن يستكين لعارضٍ صحّي، أو يرضخ لمعيقٍ يَحُول بينه وبين أن يكون ما يريده. أصابته الحياةُ بـ السرطان ، فكافأها بلسانٍ سليط هاجمه الداءُ الخبيث دون هوادة، وامتدّ ليستوطن جسدَه الناحلَ سنواتٍ، فناضل في مواجهته حتى نَفَسه الأخير. محمد طمليه، يغادرنا، وهو الذي لم يشأ أن ينقطع عن قرائه في زاويته الشهيرة في العرب اليوم ، فذهب عندما لم يتمكن من مواصلة الكتابة كما يشتهي، باتجاه أرشيفه ينهل منه العزيمة، ويمدّ معجَبيه بها، فأعاد نشر المقالة من تاريخه الكتابي تلو الأخرى، وكأنه يهزأ بالموت، ويواجهه بسلاحٍ من الحماسة والاندفاعة إلى انعطافةٍ مراوغة، يعرفها هو وحده. أصدر طمليه، الذي رحل ظهر أمس بعد وضعٍ حرٍج أقعده المستشفى طويلاً، مجموعته القصصية الأولى جولة عرق مطلع الثمانينيات، فبدا كاتباً مختلفاً، شغوفاً بعوالم المهمشين. ثم صدر له: الخيبة ، ملاحظات على قضية أساسية (1981)، و المتحمسون الأوغاد (1984)، المجموعة التي أصبحت ماركة مسجّلة باسمه، ومن عنوانها استمدّ أصدقاء طمليه -وهم كُثر- النعوت التي لم تفتأ تتردد بينهم في وصفه تندّراً، بين حينٍ وآخر. وكان طمليه وجدَ ضالّته في المقالة الصحفية، التي منحها وقدةَ روحه، فمنحته ما يرنو إليه كاتبٌ مبدعٌ من مجدٍ وصيت. وتجلّت فرادته في كتابتها بإضفائه خواص السرد والأسلوب القصصي عليها، بحيث بدت مقالاته في أحايين كثيرة نصوصاً قصصية بمعنى من المعاني. وأكثر من ذلك: كانت مقالاته وما تضمنته من أفكار ورؤى، مادة غنية لأفلام سينمائية نفّذها شباب متحمّسون!. اتخذ طمليه في العام 1983 زواية في صحيفة الدستور ، متجهاً أكثر نحو السخرية، حتى أصبح أحد رواد المقالة الساخرة في الأردن. في العام 2004، صدر له كتاب مشترك مع عماد حجاج، بعنوان يحدث لي دون سائر الناس ، تضمن نصوصاً له ورسومات كاريكاتورية لحجاج. كما صدر له كتاب بعنوان إليها بطبيعة الحال في العام 2007. وواصل كتابة زاويته في صحيفة العرب اليوم ، حتى أيامه الأخيرة. بدأت مواجهته للمرض (لا معاناته معه) في العام 2004، إذ تأزم وضعه الصحي، ما دفع الكثيرين إلى تقبُّل غيابه، شيئاً فشيئاً، لكنه كان يصرّ على مواصلة خطاه، وعلى عدم الاعتراف بنتائج المعركة مسبقاً. وكانت حفلات توقيع كتبه بمثابة اختبار لجماهيريته، تلك التي حظي بها فقط المبدعون الحقيقيون لا سواهم. انتُخب عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، ثم استقال، منحازاً لسخريته ورغبته في فوضى جميلة ، لا قيود فيها على فكرته، ولا تضييقَ خناقٍ منها على مخيلته. طمليه الذي وُلد في الكرك العام 1957، وعاش صِباه في مخيم الحسين ، وتخرج في الجامعة الأردنية (1985)، كان تلقى علاجه في المدينة الطبية، على نفقة الملك عبد الله الثاني، وزاره مندوب عن الملك للاطمئنان على صحته، كما كان أحد المثقفين الذين التقاهم جلالته في الديوان الملكي قبل عامين، للتداول في الشأن الثقافي والارتقاء به. يرحل طمليه.. لكن كتاباته الساخرة منا ومنه ومن حياةٍ أراد أن يعيشها بالطول وبالعرض، وربما نجح في ذلك لهنيهات.. هذه الكتابات باقية بيننا. وداعاً طمليه. فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-14-2008 سرير في المدينة الطبية (28/9/2008) * زمان. أعني: قبل اكثر من لهاث. أعني: عندما كنت رشيقاً وحيوياً ويافعاً. أعني: قبل السعال وانحناء الظهر. أعني: ليس الأن. معداتي زمان عافيه, طلاقة لسان اخدع بها الأخرين, ذكاء يتيح لي أن أنجو في الأوقات الحرجة, نسبه لا بأس بها من التهور والطيش. معداتي زمان: رعونة كافيه, اعتداد بالنفس, قلب لا يخاف, صفعة أرميها على اي خد متاح, اصدقاء حولي, احتياطي معقول من النساء. مشاوير اذهب اليها دون ان يدري احد... ان اتحدث عن زمان: عندما كان العمر مواتياً للسفر الى آخر الدنيا بحثاً عن فتاة لم اقابلها قط. وعندما كانت الهاوية امامي على الدوام, وعندما كان النبض مدوياً في الصدر مثل طبول الأفارقة. وعندما كنت حصاناً... هذا زمان. اين ذهبت »معداتي«? اين اختفت? ولماذا لا ارى حالياً سوى وصفه طبية ويلغما وسريرا في المدينة الطبية. فجيعة أخرى - thunder75 - 10-14-2008 ![]() رحم الله محمد طمليه كنت أحبه كإنسان وككاتب ساخر يمارس الكوميديا في الوقت الذي كانت حياته فيها تراجيديا ومأساة حقيقية كان يكتب وهو على سرير المرض في بحر من الألم والاحتضار الذي طال عليه كثير ، المواهب الحقيقية والمبدعين في كل الحقول الفنية والمعرفية أناس قلة ونادرا ين مثل محمد طملية وبرأيي أن كل عصر يحفل بعدد محدود جدا من هؤلاء الذين يكونون أقل من أصابع اليد الواحدة ، كنت أحب كثيرا أسلوب طمليه في الكوميديا السوداء التي كان متمكنا جدا منها قرأت أن المرحوم كان صديقا وشريك سكن مع رسام الكاريكاتير الأردني الأشهر عربيا (عماد حجاج) لعدة سنين وأنهم عاشوا حياة الطفر سويا ، وأن هذا الاخير تعلم على يد طملية فن السخرية إلى الأخ جعفر علي تذكر دوما يا أخ جعفر أن قيمة حياة أي إنسان هي في الفرق الذي أحدثه وجوده في العالم بين لحظة قدومه ولحظة مغادرته وبهذا المعيار أعتبر القيمة الفعلية لحياة وعمر طملية كبيرة رحمه الله :98: فجيعة أخرى - العلماني - 10-14-2008 :rose: فجيعة أخرى - بسمة - 10-14-2008 أخي العزيز جعفر علي أشعر بحزنك، بالأمس حين عرفت الخبر -الذي كان متوقعا- تذكرتك مباشرة، قلت في نفسي أن حزنك مضاعف، لأن محبتك مضاعفة لـ طمليه. حزينة، لكن فكرت أن هذا الحزن أنانيا، فـ محمد طمليه تعب كثيرا في آخر فترة من حياته، آلام المرض، آلام العوز، الإحساس النهايات وآلامه. ارتاح على الصعيد الجسدي، ووضع حداً لآلامه. نعم يحق لنا الحزن عليه، كما علينا أن نحاول ترجمة هذا الحزن بردات فعل إيجابية، كالمطالبة بإصدار أعماله الكاملة من قبل الوزارة، المطالبة بجمع مقالاته ونشرها. جعفر علي، كن بخير فـ طمليه الآن بخير رغم أنف الغياب فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-15-2008 الأخت العزيزة بسمة يُشكّل لي هذا الانسان حالة خاصة ، ربما اتوحد بها ، عرفته منذ ثمانينيات القرن الماضي ، ولا أدعيّ الأدب ,لكنني أصر على أنني من أشد المتذوقين للأدب ، تعرفت عليه وعلى كتاباته عندما كان مغموراً شاباً يافعاً ولكنه منذ لحظتها كان عندي اليقين أنه سيكون له اسم يتجاوز الحدود ، ومنذ ذلك التاريخ لم اترك حرفاً كتبه الا وكنت من قارئيه يؤسفني جداً انه لم ينتشر خارج نطاق وطنه وربما هو ساعد على ذلك ، لا تهمه الشهرة بقدر ما يهمه إفراغ مكنونه الغاضب الساخر حتى ولو كان على رصيف أو حافلة ركاب متقادمة ولا تهمه المادة فكان الصديق الصادق للفقر يؤسفني جداً ، أنه كان وذكر كثيراً عن مشاريع مستقبل ولو قُدر له انجازها لأصبح علماً وهامة لا تطالها هامة في صفوف الكتاب يؤسفني انه عاش ولم يأخذ حقه كما غيره وبقي قانعاً ووفياً لمبدأ الصهيل من أجل الصهيل ولا شئ غير ذلك جمعت له منذ عام 2002 الكثير من مقالاته ووضعتها هنا في النادي وهي موجودة الآن في الارشيف يا الهي لم اعشق كاتباً كما عشقت هذا صعلوك الصعاليك فهنيئاً للقبر ، والمقبرة أصبحت طير قُبّرة :h: فجيعة أخرى - بسمة - 10-15-2008 طمليه، المطر قادم.. فلا ترحل أحمد حسن الزعبي أعرف أنك لا تحبّ المراثي..ولا تحتفي بالحزن كسائر البشر، اعرف انك ابن الحياة وكاهنها،كما أنك بوّاب الشمس وخازنها..لذا لن أعكر صفوك وأنت تزفّ في عرسك المؤجل. اسمعني يا صديق، سأغلي لك فنجان قهوة على نار القلب..في هذه الأثناء أشعل سيجارتك أرجوك، كم تعجبني طريقتك في التدخين وأنت تقلّب السيجارة بين أصابعك مائة مرّة في الدقيقة،كم يعجبني صمتك. و''خربشتك'' في ''الكيس'' الداكن..كما تعجبني ''شتيمتك'' لي، أريدها شتيمة من القلب..أتذكر في آخر لقاء تمّ بيننا ماذا قلت لي ؟! أنا أذكّرك. لقد قلت لي:(لقد أصبحت مشهوراً يا حيوان)!!.. حضنتك بشدّة حينها وضحكنا وكأنك قلت لي : (عفية النشمي)!!..اسمع يا دمع تشرين، يا غيمة حرّة هربت من حظيرة السحاب،يا ثقباً في ستارة الوقت، سمعت انك كنت مشتاقاً للمطر قبل أن ترحل..هذا ما قاله لي صديق مشترك..بالمناسبة يتوقّع اليوم سقوط المطر، تحديداً على خدّك الشاحب، وردائك الأبيض..فهل سينعشك هذا..على أي حال لقد هرّبت لك غيماً شهياً في رئتي وسأبثه أمامك حبراً أبيض ودمعاً ينزل غصبَ عني. دخّن سيجارة أخرى أرجوك، محمّد ايها ''الرفيق'' يا نقيب العاشقين والناطق الرسمي باسم الحب،دعني أصارحك بما لا تحب، شخصياً لا استطيع أن ''أتخيّل العرب'' اليوم من غير زاويتك،من غير عبثيتك، من غير عباراتك المختزلة و القصيرة، المؤلمة والشافية، مثل الإبر الصينية، لا استطيع أن أتخيل ذلك المستطيل الذي يتوسط الصفحة تابوتاً وجثة. حتى غرفتك التي لم أرها..ها أنا أراها الآن، غطاؤك هناك، ووسادة امتصت آخر أحلامك بمسامات القماش..ومطفأة سجائر، وقصاصة مكتوب عليها بخطّك الدقيق كخياطة مراهقة ..ربما كانت فكرة مقالة، او انهزام أمام الحزن..أو رسالة ''كانت اليها..بطبيعة الحال''. دخّن سيجارة ثالثة على مهل هذه المرة..خذ ولعة!! هل اشتقت لأمك ''حليمة'' تلك المرأة المخلوقة من طحين ووجهها رغيف كما قلت..هل اشتقت لشقيقك إسماعيل، شقيق الطفولة المرّة،هل افتقدت جلسة عائلية في دنيا مختلفة؟ فعاجلتنا الرحيل..لا تتحمّس كثيراً يا رجل....لا ترحل يا رفيق..انتظر ! هاك الجريدة و''باكيت'' السجائر. *** اسمعني،لا تكترث كثيراً بجموع الذين وقفوا أمس حول جسدك المسجى بكامل قيافة الحزن، أنا لم أرهم معزّين، أنا رأيتهم يحملون نسخاً من محبّتهم لك ويريدون توقيعك..فقط توقيع..بحجم جرح بكف طفلة..وأنت''وقّعت'' بصمتك على كل النسخ الحزينة، بالأمس لم يكن تشييعك أيها الصديق، بقدر ما كان حفل توقيع لكتابك الأخير: ''الموت''. أرجوك عد كما كنت. ahmedalzoubi@hotmail.com فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-15-2008 موفق محادين الى محمد طمليه (16/10/2008) (1) محمد والخريف.. عندما يهبط الخريف.. ويرمي ظله على الاشجار, فتموت.. اين تمضي طيورك, وتبيت.. الاشجار عارية والريح باردة.. والبيوت فوقها بيوت *** (2) محمد ودنقل.. تغيب في البياض.. وتخلط الالوان بالاشياء: السرير والحليب, رداء الطبيب وحبة الدواء.. نجمة الصبح ونجمة المساء. الموت والحياة.. *** (3) محمد وليلى والذئب.. يغافلك الحراس بجدة من نحاس وحكايات بلهاء عن طير الحمام قبل المنام. تسرق ليلاك وترمي اجراسها عليك, فيأخذك النعاس. (4) محمد ونيتشه.. في رسالة الى غوته.. لم يجد ذلك المتعالي سوى البراري جديرة بالثناء.. فهناك يا محمد البري لا جهات للارض ولا افق للسماء (5) محمد وابو نواس.. عندما يرق الكأس والمدام والراح ويشاكل الامر في كوخ الندامى ولا يعرف ايهما, هذا.. وايهما ذاك.. الى اين تمضي وتكون.. القبر ام الراح والاقداح (6) محمد البغدادي (مصارع العشاق).. عوانس الاربعين في المساء بنات الجيران مكر الورد في عيد النساء.. صاحبات الانفاس وجيد المسد. خابيات العسل الطري ورغوة الحنايا تلملم النعاس خلف الاقراط وقامات الزبد.. كثيرا كثيرا يا صديق للقليل القليل.. الذي لا يدوم طويلا *** (7) محمد والنفري.. ربما على الخلق ان يخفقوا الوطء في سحاب, في اديم الارض الا من هذه الاجساد, لكنها الارض امتحان العابرين, والسماء مرتقى العارفين.. فلا تتسع الرؤية الا وتضيق العبارة.. (8) محمد وانا.. ضفتان لماء واحد في الرمق الاخير.. فاذا سبقتني خطوة او اثنتين فالامر سيان ولا شيء يضير فلا انا ولا انت.. ننزل في الماء نفسه مرتين فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-15-2008 محمد طمليه طعنة في الظهر 6/8/2008 * اصحو باكرا/الاحظ ان هناك حطاما لزوجة في السرير/اشرب القهوة بلا سكر/سرعان ما اكتشف ان الايام عادية وباهتة, تماما مثل سلسلة طعنات اتلقاها في الظهر دون تفريق بين نصل ونصل. او مثل دم ظل احمر حتى في اجساد الزنوج. او مثل انتفاخ بطون الحوامل في الشهر السادس. او مثل حبات رمل ضمن زوبعة رافقتنا طوال الطريق الى الهاوية? او مثل دقات القلب في غرفة العمليات. او مثل العتمة في كل القبور... ايام متشابهة مثل كهول في "غرفة الخداج". او مثل ورد يفقد معناه بعد خيانة زوجية صريحة. او مثل عبارات المواساة التي تتكرر في كل مأتم, وبعد اي ولادة: البقية في حياة " ". اي بقية يقصدون?? ما الذي فعلته بحيث استحق كل هذه العقوبة? وما الذي فعلته بحيث اصبحت الشفاه عضلات لا لزوم لها. واصبحت الارواح "اكياس بلاستيك" سوداء? ماذا افعل وسط كل هذا...0 |