![]() |
طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) (/showthread.php?tid=28586) |
طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - خالد - 05-22-2005 الزميل العزيز أوريجانوس، ابتداء اسمح لي أن ارحب بك زميلا عزيزا جديدا في النادي، واسمح لي أن أشكرك على تداخلك في الموضوع. وبعد، فهذا ليس الموضوع الأول الباحث في طريق النهضة، بل هو حلقة سابعة من ستة حلقات، إضافة إلى استطلاع رأي ومقدمة. وهذه الحلقات بعضها آخذ برقاب بعض، بحيث يحسن بامرء أن يقرأ كافة الحلقات ليرسم صورة واضحة ومستقرة عما يكتب هنا. أما بالنسبة لي ولانتمائي وتصنيفه بين عالماني وغيره، فما أحببتها منك في مداخلتك الأولى أن تقع في مثل هذا المطب. وهل باتت دراسة العالمانية ونقدها ووصفها والتنظير فيها بحصر على العالمانيين؟ أهي طريقة صوفية لا يليق أن يمارسها إلا مريد عن طريق شيخ عارف؟ أم هي ترتيب كهنوتي تستلم أسراره من حبر أعظم؟ أضف إلى كل هذا أن السؤال يحمل بذور الشللية التي قد بينت رفضي لها في طريق النهضة (مقدمة). أما بالنسبة لواقع العالمانية والتي قد أزعجك تعريفها، فأراك قد قلت ما أريد بعبارات أخر، فبات الأمر مشاحاة في الاصطلاح. وواقع العالمانية هو فعلا فصل الدين أي دين عن الحياة والدولة. أي عدم بناء نظم الحياة ومعالجاتها أو نظام الدولة على مرجعية دينية أيا كانت، أو مطلق إلهي أيا كان. وإذ تألبت القلوب المؤمنة أم لم تتالب على العالمانية، فهذا الأصل أن لا يعنينا في البحث الموضوعي. والذي يبحث في الواقع كما هو فعلا، سواء تالبت القلوب أم بقيت على سكونها. ولن نضع ماكياجا للعالمانية ولا لغيرها حين تناولها، بل سنعمل جاهدين على أن نبحثها كما هي فعلا، لا كما نهوى أو تهوى. إلا أنني أرى أن التباين بيني وبينك قد يرجع ايضا إلى النظرة الفردية إلى المجتمع والتي برزت من كلامك، فأنت تجعل مجموع شخصيات الأفراد هي المشكل للمجتمع. أما المجتمع فقد بحثنا أمره سابقا في طريق النهضة 5 (أغلوطة "الدول الاسلامية"، القسم الأول و الثاني) فقلنا: --------------------------------------------------------- أما عن المجتمع، فذلك أن المجتمع ينشأ لطبيعة الإنسان ككائن اجتماعي، يعجز عن تحقيق مصالحه ودرء المفاسد عنه دون الاجتماع مع غيره من بني البشر. وحتى يكون هذا الاجتماع مجتمعا لا بد من انشاء شبكة من العلاقات الدائمية بين البشر، ولا نعني هنا بدائمية بأنني إذا أقمت علاقة تجارة مع زيد من الناس فلا بد من دوام هذه التجارة إلى الأبد، بل نعني أنه إذا أردت إقامة تجارة فتتم هذه التجارة ضمن عرف معين، يحتكم الناس إليه أدبيا حتى قبل نشوء الدولة. سواء أقمت العلاقة مع زيد أو عمرو. وبالمثل إذا أردت إقامة علاقة مع أنثى من حيث أني ذكر وهي أنثى، فالعلاقة لا تتعين غالبا بدعد أو هند، بل بالأعراف المتعلقة بالمجتمع من حيث المخادنة أو الزواج أو تعدد الزوجات أو تعدد الأزواج، إلى آخر ما يقتضيه ما تعارف عليه المجتمع من علاقات دائمية. لما تقدم أعلاه، أتجرأ أن أضع تعريفا أوليا غير مفصل للمجتمع وهو :" مجموعة بشرية تربط بينهم علاقات دائمية". وحتى تكون هذه العلاقات دائمية، لا بد من بناءها على أصل فكري ظاهر مشترك بين المجموعة، بمعنى آخر وجود قناعة عامة ظاهرة بصحة العلاقة ومشروعيتها، وغالبا ما تربط هذه القناعات عند المجتمع الناهض بقاعدة فكرية واحدة لتحقيق التجانس المجتمعي المولد للنهضة. وحيث أن الإنسان كائن اجتماعي وليس صناعيا، ونظرا لأهمية مشاعر الإنسان وأخذها دور الوقود لطاقته الحيوية، فإن رضا الناس بالعلاقة الدائمة أو سخطها عنها يأخذ دورا لا بأس به للمحافظة على ديمومة العلاقة، فلن يبقي الناس على أي علاقة غير مرغوبة حتى لو اقتنعوا بنظريتها الفكرية، مع ملاحظة أن المشاعر تنبثق عادة من القناعات. والمشاعر المعنية هنا هي المشاعر العامة الظاهرة البادية للملاحظ في المجتمع والمسموح لها بالمشاركة في تشكيل الرأي العام والذوق السائد، وليس المشاعر المكبوتة والمقموعة. وبعد هذا وذاك، قبل إعادة تعريف المجتمع، يصح أن نذكر قانونا كونيا ينطبق على الذرة والكون والحيوانات والنباتات والانسان سلوكا وتركيبا، وهو :"كل نظام يسعى إلى الحد الأدنى من الطاقة والحد الأعلى من الفوضى". والمجتمع يصدق عليه ما يصدق على غيره، لذا احتجنا إلى صمام أمان يحافظ على المجتمع من التحلل إلى الفوضى. لكل ما تقدم نخلص إلى أن المجتمع هو "مجموعة من البشر تربطها علاقات دائمية، مبنية على أفكار ومشاعر وأنظمة مشتركة". --------------------------------------------------------- العالمانية زميلي العزيز ليست وعاء، بل هي تصور عن الحياة، فبمراجعتنا لـطريق النهضة 6 (العالمانية: مقدمة تاريخية) نجد ما يلي: --------------------------------------------------------- أصل المشكلة عند العالمانية هي الله والعالم والعلاقة بينهما، حيث اتخذت العالمانية موقفا حياديا من وجود الله، فلم تبحثه، ولم تدع إلى بحثه، ولم تعتبره شأنا مهما يناقش في الحياة العامة، ولم تمنع أحدا من بحث هذا الشأن. إلا أن الذي حسمته العالمانية بما لا يقبل النقاش هو العلاقة بين هذا الله "بفرض وجوده" والعالم، حيث أبت العالمانية أن تجعل لله أي سلطة أو أثر في تشكيل المجتمع وبنائه، وفي تأسيس كافة السلطات الفاعلة في المجتمع، وفي سلوك الإنسان المجتمعي، حيث جعلت العالمانية كل ذلك للعالم أفرادا أو جماعات، حسب النزعة العالمانية السائدة. وتركت العالمانية السلوك الشخصي للإنسان يديره كيفما شاء، فإن شاء أن يسيره بما شاء الإنسان له ذلك، وإن شاء أن يسيره بما شاء الله له ذلك أيضا على أن لا يتعارض ذلك مع القانون العام وعالمانية المجتمع. --------------------------------------------------------- فالعالمانية لا تقر بناء قوانين أو تشكيل نظم، أو ترسيخ أعراف، أو معاقبة أفراد، أو القيام بعلاقات في الحياة العامة بما يكون الدين أي دين هو المحرض الرئيس أو الطاقة الدافعة له. بل تجعل كل ذلك عالميا لا دخل لإله فيه. نعم، العالمانية تغض النظر عن العلاقات القائمة بين الناس برضاها إن كانت على اساس ديني على أن لا يخالف ذلك النظام العام، إلا أنها لا تجعل تلك العلاقة مشروعة بحيث يتم التنازع على اساسها الديني أمام النظام العالماني. أما عن حيث أستقي تصوراتي، فلو تراجع طريق النهضة (مقدمة) لوضح لك ذلك. وأخيرا وليس آخرا، نقول لك ما قلنا لزميلنا أحمد كامل: --------------------------------------------------------- التعريف هو وصف جامع لصفات المعرف، مانع لدخول ما ليس فيه. إذا كان تعريفنا خطأ، فما هو التعريف الجامع المانع المقترح، بعيدا عن تصور الخصوم وراء كل منعطف؟ --------------------------------------------------------- طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - خالد - 05-22-2005 الزميل العزيز ديميتروس، قد سألني الزميل العزيز السيد نور سابقا عن سبب اختياري الكلمة بألف مخالفا الخطأ الشائع، فقلت: ---------------------------------------------------------- أهلا بك زميلا جديدا، أما عن كتابتي العالمانية بالألف، فهو مذهب لغوي، ينسب الأشيء لما تنسب إليه فعلا، وليس لما نريد نحن أن تكون. فالعالمانية هي نظرية وضعت لحل المشكلة بين الله والعالم لصالح العالم، وليست مرتبطة بالعلم بالضرورة. إلا أن المسمى واحد ولا مشاحاة في الاصطلاح! ---------------------------------------------------------- تستطيع مراجعة المداخلةالمداخلة 14 من طريق النهضة 6 (العالمانية: مقدمة تاريخية) أم عن التهمة الجاهزة بإسلامات العالمانية، فما أحببت منك أن تفتتح مداخلاتك معنا هنا بالشللية، وتصور الخصوم من الإسلاميين وغيرهم وراء كل تل، وعند كل منعطف. ثم نعيت علينا أننا قد عرفنا العالمانية وقلت أنها ليست بحاجة لتعريف. أخالفك هنا زميلي العزيز، فإذ اعتبرت العالمانية معروفة ولسنا بحاجة لتوضيها، فهلم اذكر لنا ما هو هذا المعروف لديك لغة واصطلاحا، إذ لعلنا نمارس العالمانية الديمقراطية دون حاجة إلى استقدامها حتى ننهض على اساسها. قد تكون زميلنا العزيز ديميتروس اطلعت على أرشيفي، ونظرت لكتابات في الإسلام أو عنه ضمن ما كتبت. إلا أن الأصل بك كعالماني أن تعرض عن ذلك صفحا إذ كان مما لا شأن له بالحياة العامة، ولا علاقة له بالعالمانية، أو لا علاقة بالعالمانية به. ثم هب أني سلفي متعصب للإسلام، فذلك لا يحجر علي أن أدرس العالمانية وأنظر فيها وأبحثها كغيري من الناس. فما علمنا العالمانية قد عادت طائفة سرية باطنية قد اقتصرت على نخبة من الناس. طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - خالد - 05-22-2005 الزميلين العزيزين، في مداخلة سابقة لزميلنا العزيز ميراج، كنا قد أوضحنا تفصيلا لم كانت العالمانية تأبى إلا فصل الدين عن الحياة فقلنا في المداخلة 22 من طريق النهضة 6 (العالمانية: مقدمة تاريخية): ----------------------------------------------------------- الصديق العزيز Mirage Guardian اتفقنا في مقدمة البحث في النقطة الخامسة أن نتبنى منطق الإحساس كمنهج بحثي، وذلك أن منطق الإحساس يستند إلى الواقع فعلا، وليس كما نتمنى أن يكون. وببحث واقع الدين بشكل عام، نجد أنه يأبى إلا أن يكون له شأن ما ابتداء في تسيير الحياة الفردية والمجتمعية. ذلك أن الدين بذاته، إنما هو ثقافة بمفهومها العام، تعنى بسلوك المرء وكيفية تصوره للحياة. في الديانة النصرانية، نجد أن بابوات روما في القرون الوسطى، قد اتخذوا من جملة وردت في إنجيل متى "18وَأَنَا أَيْضاً أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ صَخْرٌ. وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا! 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ: فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ رُبِطَ فِي السَّمَاءِ؛ وَمَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ، يَكُونُ قَدْ حُلَّ فِي السَّمَاءِ!» 20ثُمَّ حَذَّرَ تَلاَمِيذَهُ مِنْ أَنْ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ الْمَسِيحُ."(متى:18-20)، فاستندوا إلى ذلك ليفرضوا نظرية السيفين، وأن سيف البابا أعلى من سيف الملك، وحصل ما نعرف جميعا من تحكم لرجال الكهنوت في المصائر السياسية للأوروبيين لقرون، وسواء أوافقهم باقي النصارى على ذلك أم خالفوهم، فإننا لا نستطيع أن ننكر أن من رأى هذا الرأي هم بطاركة وبابوات متمكنين في علم دينهم. وأما اليهودية، فمن استطلاع سفري العدد والتثنية، وشيء من الأسفار التي تليهما، نرى أن الديانة اليهودية تقيم أسلوب حياة خاص لليهود، وتطالبهم بالسير عليه وإلا تعرضوا لغضب الإله، وتجعل للكهنة أبناء لاوي سلطة قانونية تتعدى شؤون المذبح والطقوس. وبالنظر إلى الهندوسية، نجد أنها أقامت تراتبية إجتماعية معقدة، ودخلت في كل صغيرة وكبيرة في حياة الهندوسي، وجعلت طبقة البراهما متحكمة بمصير الطبقات الأخر، حتى أنها تأمر أحدهم أن يغتال المهاتما غاندي وهو من هو فيلبي دون تردد. وأما الإسلام، فليس بخاف على أحد أن الإسلام منذ رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم وهو إما آخذ برقبة الحياة العامة السياسية وغير السياسية، وإما أنه يصارع ليأخذها، هذا واقع الأديان، وبغض النظر عن صحة تصورات من يتبنى ذاك الرأي، إلا أن ما يعنينا أن من يرى بسيطرة الدين على الحياة يستند في رأيه إلى نصوص من ذات الدين، دون الخوض في تأويل ذات النصوص. الحاصل أن العالمانية ترفض ابتداء لأي سيطرة تستند إلى ماوراء الطبيعة على السلوك الإنساني الفردي الظاهر أو المجتمعي، وهي ترفض بمعنى أنها تمنع، أو ترفض بمعني أنها لا تمنع وإنما تحول بين هذا النهج وبين التعدي إلى فرضه على سلوك أناس آخرين. وهي تتخالف مع الدين في أنها تقيم الاعتبار للحرية الشخصية في السلوك الفردي ما لم يخالف القانون، وليس للدين، بمعنى أن المرء إذا قام بعملية جنسية خارج إطار الزواج، وكان قانون الدولة يسمح بذلك، فليس لي أن أعترض عليه ولا أن أشكوه بحجة أن الإسلام يحرم ذلك، أو أن النصرانية ترفضه. وتتخالف العالمانية مع تدخل الدين في الحياة العامة، السياسية منها وغير السياسية، وتجعل تسيير هذه الحياة وفق ما يريده العالم وليس وفق ما يريده الإله. وتعتبر تدخل الدين في هذا المجال إنما هو تدخل غير مشروع يجب منعه. فلا تسمح العالمانية بوجود سلطة كهنوت تسيطر على تعيين الملوك أو الرؤساء أو رؤساء الوزارة، أو تجمع الجموع لحروب ذات صبغة دينية كما كان الحال عند بعض النصارى في القرون الوسطى. ولا تسمح العالمانية بوجود نظام حكم يستند إلى القرآن والسنة فيما سمي نظام الخلافة لدى بعض المسلمين، أو وجود إمام معصوم يستمد شرعيته من القرآن والسنة كما هو الحال عند بعض آخر. وهكذا دواليك. وقولنا أن العالمانية تنظم العلاقة صحيح، فهي تنظم العلاقة وفق مفهومها هي وتصورها هي عن الحياة، وهي لا تستأصل الدين، من باب الحرية الشخصية لا أكثر، إلا أنها لا تعبأ بقليل أو كثير مما يطلبه الدين من المؤمنين به فيما يتعلق بسلوكهم. وهذا كله يسمى فصل، فالعالمانية لا تعتبر الدين أفيون شعوب، وهي لم تحسم الأمر معه باعتباره هرطقة بشرية في عصر مظلم كما اعتبرت شقيقتها الصغرى اللدود الشيوعية، ولا جعلته الضابط المتحكم في حياة البشر الخاصة والعامة، بل جعلته شأنا شخصيا، واعتبرت أنه من الخطأ تحكيم الدين في الحياة العامة. وحافظت عله حيا في شكل طقوس في دور العبادة لا تخرج منه. أما تصورنا أن للدين مؤسسات خاصة بشؤونه ينبغي أن تعنى به ولا تنصرف إلى ما سواه في الحياة العامة، فهذا لا ينسحب على كافة الديانات. إذ أننا نجد دينا لا كهنوت فيه، ونجد آخر لا ينضبط إلا بكهنوت، هذه من الشؤون الداخلية للدين والتي لا تتدخل فيها العالمانية. إلا أن وجود المؤسسات من عدمه لا شأن له بتدخل الدين في الدنيا، ذلك ينبع من نفس طبيعة الدين. وختاما صديقي العزيز، فإن جل الخلاف الذي بيننا إنما هو لفظي، وسواء أقلنا فصل أو تنظيم، فلن يغير ذلك من المفهوم، وكلاهما يعبران عنه، وإن كنا نرى أن فصل كلمة أدق، لأن العالمانية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدين، سواء أكان ذلك بوجود أو بغياب الكهنوت. ----------------------------------------------------------- طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - ديميتروس - 05-23-2005 تحية مرة اخرى العزيز خالد لااصادر النوايا ، ولا امنعك ان تفكر كيفما تشاء او تبحث ما تشاء بما انك قلت اني علماني فانا حقا احترم حق الاخر في التعبير وليس مبحث العلمانية حكر على احد، المهم ان موضوع العلمانية في رايي انه واضح ولن اجتر ما قيل فيها؛ باختصار شديد هي اللادينية Secularism هي ربط حياة الانسان بعالمه الدنيوي دون تدخل المقدس في حياة البشر ووحدها العلمانية لن تقع في مازق يحد من حرية الانسان او يشوه انسيانيته فهي تمنح حرية الاعتقاد والتدين حرية ان يكون نفسه لا الدولة ولا حياة الاخرين الاجتماعية تنمطه. الخفي في مداخلتك عزيزي هو مازق العلمانية الذي تراه في تعارضها مع الديمقراطية اذا ما اختار مجتمع ما ان يكون دينيا، بكل بساطة سيكون مجتمعا لا علمانيا وسينتج الاكليروس الحارس لهذه الدولة الدينية مما يعني نفي حق الاخرين ان يكونوا انفسهم وبالتالي تسقط الديمقراطية والعلمانية معا بالرغم انها هي الذي اوصلتهم وبهذا يكون فن الممكن فن السياسية التكتيكية لبلوغ استراتيجية الاثوقراطية. كتبت ما يلي: من الناحية التطبيقية السياسية، تبرز الديمقراطية كأصل ثابت للممارسة السياسية في المبدأ العالماني الديمقراطي. وهي تعني أصلا حق الشعب أو الأمة في اختيار النظام الذي يطبق عليه أو رفض النظام الذي لا يريد، وحقه في استئجار حاكم لتطبيق النظام الذي اختاره الشعب أو الأمة. وهو تطبيق سياسي مرتبط عضويا بأصل المبدأ من خلال حرية الرأي(التعبير). هنا ترى انت مازق العلمانية الديمقراطية ، اقتناعنا ببمارسة الديقراطية هو عقد اجتماعي تمنحه العلمانية باعتبارها لا دينية فاي انقلاب ديني على هذه اللادينية يعد هتك للعلمانية نفسها وبالتالي القبول بلعبة الديمقراطية تحت راية العلمانية لبلوغ الدولة الدينية. طبعا انت تعي ان العلمانية لن تسمح بذلك وبالتالي تكون قد انقلبت على نفسها والغت الديمقراطية التي تدعي. هذا ما تريد ان توصلنا اليه عزيز خالد. تحياتي طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - أوريجانوس - 05-24-2005 الأخ الكريم خالد، أشكر فيك ترحيبك بالضيوف، وإحترامك لرأى المخالفين بين الصفوف. وبعد، فقد قرأت سلسلة النهضة كاملة من بعد إستحسانك لهذا، بل وقد وجدتهم ثمان حلقات إذا أضفنا الإستفتاء. صدقاً، لم تختلف نظرتي، بل ثقلت كفة الترجيحات عن كفة الشكوك في ميزان: ما هو توجه الكاتب؟ لتوضيح ما أعني بتلميحي حول تيارك الفكري، وهو التلميح الذي أثار إستياءك، إسمح لي، فهذا هام أهمية من يؤخذ الرأي من قبلهم. فأنا - كقارئ - تعصف بعقلي زوابع الفضول والمعرفة، ويأخذني شيطاني المتوجس والمتمرس في غفلة من الشك، هل هذا الكاتب مستقل فى الرأى أم هو مؤدلج؟ لا بد لي من معرفة أيديولوجية الكاتب، وأسلوبه، وفلسفته، وتوجهه، وتياره. لا لكي أقيمه شخصياً لا سمح الله، بل لتقييم مادته وطريقة عرضه للتوجهات المختلفة والأفكار المتباينة. فلا أخالك تظن رأى الأزهرى عن الإسلام، سيوافق رأى القس عن الإسلام، أو أن كلاهما له نفس القيمة والثقل عندما يتحدثان عن الإسلام، أو حتى لهما نفس الأطروحات ونمط التفكير. اقتباس:وهل باتت دراسة العالمانية ونقدها ووصفها والتنظير فيها بحصر على العالمانيين؟ أهي طريقة صوفية لا يليق أن يمارسها إلا مريد عن طريق شيخ عارف؟ أم هي ترتيب كهنوتي تستلم أسراره من حبر أعظم؟ويح إوريجانوس! هل تعبيره "لا أظن أنك عالماني" يعني كل هذا! إسمع يا أخي الكريم الذى تدرس، وتنتقد، وتصف، وتنظّر. الدراسة، سمة الفحص. والنقد، سمة المخالفة. والوصف، سمة الإستقلال. والتنظير، سمة السجال. بحسب رؤيتك الشخصية للعالمانية، ستكون سمة أسلوبك الخطابي. وقد ذكرت في مستهل خطابك، أنك تعد بحثاُ، لذا وجب الفحص المستقل، لا مجرد التظاهر بالإستقلال. فإن كنت قد لمحت ما بين الأسطر في بادئة القصيدة ما لا يومئ بكونك عالمانياً، فإن هو إلا أسلوب رقيق في الإشارة لإنطباعي الشخصي بعدم الإستقلال في الفحص. وبما أنه إنطباع شخصي، فقد عبرت عنه بصيغة ظنية الدلالة، لا وكأنه حقيقة مطلقة، فقلت: "لا أظن" عامة، فقد تتبلور صورة أكثر وضوحاً من متابعة بقية الرأى، فأوصيك بالصبر.. اقتباس:وإذ تألبت القلوب المؤمنة أم لم تتالب على العالمانية، فهذا الأصل أن لا يعنينا في البحث الموضوعي. والذي يبحث في الواقع كما هو فعلا، سواء تالبت القلوب أم بقيت على سكونها. ولن نضع ماكياجا للعالمانية ولا لغيرها حين تناولها، بل سنعمل جاهدين على أن نبحثها كما هي فعلا، لا كما نهوى أو تهوى.رفيقي، القلوب تألبت من تعريفك "فصل الدين عن الحياة"، والتى هي نظرة شخصية لك، لا علاقة لها - من وجهة نظري - بالعالمانية. أي أنها لم تتألب من نظرة موضوعية للعالمانية، بل من نظرتك الشخصية التى ألبستها لبوس الموضوعية. وأنا لا أطلب منك ماكياجاً للعالمانية لتجميلها، لكني أطلب عدم إلباسها حجاباً على القلوب، فتضيف لها ما لم تولد به! إسمح لي بالتوضيح أكثر لما أرى أنك لست مستقلاً فى بحثك. وخذ كلامي كنصيحة للإحتراس مستقبلاً، لا على سبيل التوبيخ. هنا، في الإستفتاء، قمتم بتعريف الخلافة بكونها: 9- الخلافة: "وهو النظام الذي ارتضاه الله للبشر وأمر به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو نظام الخلافة الراشدة المعمول به من قبل الخلفاء الأربعة." http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?t...=19850&pid=#pid وعندما إعترض الأخوة الكرام العلماني و Mirage Guardian على هذا التعريف لكونه تعريفاً إيمانياً بحتاً وغير معمم، بل خاص بإيمانيات المسلمين. جاء ردك يا أخي الكريم لينير الظلام ويفك الإلتباس فتقول: من المنهج الأكاديمي نقل آراء كل قوم كما يرون، دون أن أسمح لرأيي الشخصي أن أغمط القوم حقهم. فلما لا أراك تكيل بنفس الكيل مع العالمانية فتنقل تعريفهم يرون عن انفسهم؟ أو لماذا لا تكيل بنفس الكيل على الخلافة فتنقل الرأى البحثي بدون إستجداء القلوب المؤمنة والعبث على الأوتار الدينية؟ أبعد هذا تريدني يا أخي الكريم ألا أكوّن إنطباعاً عنك بعدم الإستقلال البحثي أو الحياد؟ ولنكمل لاحقاً. طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - خالد - 05-24-2005 الزميل العزيز ديميتروس، أمر التعارض العالماني الديمقراطي الذي قد استنبطته من الموضوع قد يتواجد عند العرب وعالمانيي العرب، كعيب سنناقشه قريبا عندما ننقد أسباب إخفاق العالمانيين العرب إلى الآن في تحقيق النهضة. هذا التعارض الموجود في بلادنا، لا يشترط وجوده بالضرورة في سائر العالمانيات الديمقراطية، هاهي فرنسا بنت الكاثوليكية البكر قد توجهت إلى العالمانية الديمقراطية دون نظر إلى الوراء، وهذه بريطانيا التي تحتفظ ملكتها بلقب رئيسة الكنيسة الانجليكانية، لا تظن أن تتخلى عن عالمانيتها، وتلك أمريكا قلعة البروتستنتية العتيدة، مغرقة في العالمانية حتى النخاع، دونما خوف من اختيار الأغلبية للدين. موضوع اختيار الأغلبية لخيار غير العالمانية ممكن ووارد، وهذا الأمر وإن حصل فسيكون دلالة على فشل عالمانيي المجتمع عن إيجاد فكرتهم في الرأي العام، وفشلهم في حشد الأنصار لها. العالمانية عزيزنا ديميتروس، قد تبدت في اشكال عدة في التاريخ المعاصر، من هذه الأشكال ما كان استبداديا كألمانيا النازية، وإيطاليا الفاشية، وتركيا الجمهورية. ومنها ما كان ديمقراطيا كفرنسا وألمانيا الغربية وبريطانيا والولايات المتحدة. الأصل الديمقراطي في العالمانيات الديمقراطية له الأولوية على كثير من أمور أخر، وهو لا يخشى منه أن يحقق دولة دينية أو استبدادية تركب حصان الديمقراطية للوصول إلى الحكم ثم تقتله. لا يخشى من ذلك لأن الشعوب هناك قد بنت أكزجتها وتصوراتها عن الحياة وفق المنهج الديمقراطي العالماني. عندنا لم تبن الشعوب بعد على أي شيء منذ الفراغ الكبير الذي حل بشعوبنا في العصر المملوكي ثم العثماني ثم عصر الطوائف الذي نمر به اليوم، بقيت شعوبنا فارغة من أي مضمون فكري شعبي له الرأي العام القوي الجارف الذي يمنع أي أن يتناوله بسوء. من ذلك العالمانية الديمقراطية، فكان من أخطاء العالمانيون العرب أنهم يريدون أن يوجدوا العالممانية في المجتمع، قبل وجودها بين الناس. وهذا يجعله من المعقول أن يتم ما أنت منه تخاف، وإن كان تصوري أن الذي سيقتل حصان الديمقراطية ليس الإسلاميون هذه المرة. عزيزنا، نخلص أن المشكلة التي تصورتها بين العالمانية والديمقراطية موجودة فعلا، وإن لم تكن قصدي من هذه الحلقة. وهي توجد في أي مجتمع تتساقط عليه العالمانية الديمقراطية كالمن والسلوى من أعلى، ولا توجد في مجتمع تنبت فيه العالمانية الديمقراطية نباتا طبيعيا يجعل المجتمع يدافع عن الفكرة بشقيها ويعتبرها قضية مصيرية له. في أمريكا كبلد عالماني ديمقراطي، تجتمع شرائح الناس كلها على رفض ما من شأنه أن يقلص من حرياتهم، أو أن يزيح التعلمن من حياتهم، وترى أن الرافضين سيكونون من الخبازين أو من الفراشين، أو من السباكين، أو من العوام، أو من اشباه المثقفين، أو من المثقفين، أو من ربات البيوت... وذلك لرسوخ الفكرة الطبيعي في مجتمعهم، وقبولهم الطوعي بها كرأي عام بني ذاتيا دون فرض خارجي أو داخلي. شكرا من جديد طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - خالد - 05-24-2005 الزميل العزيز اوريجانوس، جزيل الشكر لك لما ابديته من اهتمام ووقت سمح لك بقراءة كافة ما كتبت إلى الآن من طريق النهضة. اسمح لي زميلي الكريم أن أغض الطرف صفحا عن كل ما ذكرت من فقرات تتناول توجهي أو تتعرض له، وللنتقل راسا إلى ما يهمنا من البحث. قد اعترضت حبيبنا على جعل الأصل العالماني هو "فصل الدين عن الحياة" على اساس أن زعمي هذا يؤلب القلوب النافرة، ويشق الجروح الغائرة. واعترضت أن تعريفي هذا لم يكن أبدا تعريف القوم الذي قد ارتضوه لأنفسهم، ضاربا لنا مثالا عن ما سطرناه في طريق النهضة (استطلاع رأي). فقط للتذكير، فقد قلت في تفسيري أن: أما عن التعريفات المذكورة في الاستطلاع، فهي حقيقة الأمر مجرد أوصاف قد يطلقها من يعتنق ذاك الرأي عليه، وهي ليست تعريفات منضبطة. ولهذا السبب وضعت بين قوسين للأمانة. نعود إلى موضوعنا، فكوننا نتناول التعاريف في البحث هنا، وليس مجرد أوصاف كل قوم على ما يرغبون، فلزم أن يكون التعريف جامعا لغيرها عن الدخول بها. وحين يستنبط التعريف، أرتكز على منطق الإحساس لإدراك عناصر المعرّف، وهو الأمر على ما هو عليه فعلا، لا كما أريده أنا أن يكون، ولا كما يرده السماع أو الكاتب الأصلي. بالنظر في العالمانية البحتة، وجدت أنها ترتكز على فصل العلاقة بين الإله والعالم، بمعنى أن الإله أيا كان لا يجب أن يكون طرفا في تنظيم الحياة العامة والمجتمع والدولة، مع تركه شأنا خاصا للأفراد ليعالجوا ما يرتؤون من علاقات بين الإله وسلوكهم الشخصي الخاص، دون تدخل من الدولة أو المجتمع في هذا، ودون تأثير منهم على الدولة والمجتمع وفق هذا. ووجدت أن أقصر التعبيرات عن هذا المفهوم هو "فصل الدين عن الحياة وعن الدولة". الآن، أنتم لم ترضوا بتعريفنا على اساسين مقبولين للنظر عندي: 1- هذا التعريف ليس جامعا مانعا، وهو لا ينطبق على واقع العالمانية فعلا. 2- هذا التعريف يغاير ما أراده اصحاب النظرية العالمانية من مفاهيم. لذا، أدعوكم زميلنا الفاضل، أن تشرح لنا بتفصيل أكبر، وفق ما قد درست في شأن العالمانية أو عنها، أن تضع لنا ما هي الأسباب الذي جعلت تعريفي للعالمانية يغاير واقعها، ومن ثم تضع لنا ما هي التعاريف التي وضعها اصحاب النظرية للتعبير عنها. أما أنا فسأعكف بعض الشيء للبحث في التعريفات الجاهزة للمفهوم، والتي وضعها القوم أنفسهم عن العالمانية. وهناك، قد يكون جهدنا المشترك سويا ذا اثر مثمر وفعال يفيد قارئنا، ويفيد كلينا معا. وحبذا لو أعطيتنا تعليقات ناقدة وبنيوية في الحلقات الأخريات، ذلك أن تعليقك الأخير قد حقزني أن أبخث في اتجاه، ومن يدري ربما يكون آخر البحث غير أوله. ودمتم سالمين وشكرا! طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - نزار عثمان - 05-26-2005 تسجيل متابعة واهتمام .. ولي عودة قريبا .. تحياتي (f) طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - خالد - 05-28-2005 أين عودة غرامشي والمعري وفضل؟ طريق النهضة 7 (الأسس المبدئية والفكرية للعالمانية الديمقراطية) - خالد - 06-02-2005 للرفع بعد انتهاء ذاك التسونامي. |