حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس (/showthread.php?tid=32167) |
حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - اسحق - 01-30-2005 الزميل زيد خذ وقتك عزيزى فالعجلة من الشيطان0 وإنا لمنتظرون تحياتى حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - zaidgalal - 01-30-2005 القس: سيد زيد! كنتُ على وشك أن أستأذن صديقي الشيخ. ولكن مادام زارنا أخي إسحاق فإنني أفضل البقاء. وسأرتب لهذه الجلسة الجديدة الآن. سأتكلم معك الآن في موضوع "إبليس في القرآن" وقد أتطرق قليلًا إلى شيء من السنة. وحين يتكلم السيد إسحاق أو غيره من إخواني المسيحيين سألتزم الصمت وأنصت جيدًا. أعتقد كلنا يسعى ابتغاء الحقيقة. ما رأيك سيد زيد؟ زيد: نعم الرأي سيدي القس. تفضل بالكلام. القس: أفضل أن يبدأ صديقي الشيخ الحديث فهذا مجاله. الشيخ: اعلموا ان الله هو الحق وأن الشيطان (إبليس وذريته) هو الباطل، لذلك أمرنا الله تعالى أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند ترتيل القرآن الكريم: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (النحل 98) القس: دعنا نبدأ بالأسئلة الهادئة قبل أن نثير عاصفة. سيدي الشيخ: السيد زيد أثبت أن الحية هي الشيطان إبليس الذي أغوى حواء أولًا ثم آدم. هل يمكن لفضيلتك أن تحكي لنا القصة من منظور إسلامي؟! الشيخ: نعم أصدقائي وتلامذتي. تعالوا نختصر الوقت ونرتل ما تيسر من آي الذكر الحكيم: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} (الأعراف 11) القس: عفوًا سيدي على المقاطعة! إن الذين أمروا بالسجود هم الملائكة وعلى حد علمي أن إبليس ليس من الملائكة في الإسلام؟! الشيخ: نعم. لقول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} ( 50 الكهف) القس: كَانَ مِنَ الْجِنِّ. الحمد لله! إن الأمر بالسجود لا يخصه هنا وأراه مظلومًا مع أنني أبغضه. الشيخ: كان على إبليس أن يسجد احترامًا لأمر الله لمن هم أفضل منه وأعلى رتبة. ثم إن الله سأله: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} (الحجر 32) {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} (ص 75 ) فكان من الأفضل له أن يقول: يارب هذا أمرك للملائكة وأنا لستُ منهم، وينتهي الموضوع. ولكن الله يقول: {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} (الحجر 31) زيد: وهل بين إبليس السبب؟ الشيخ: سيد زيد! أرجو أن يقتصر الحوار عليَّ وعلى صديقي القس دانيال وكفانا ما سمعناه منك. القس: (يضحك) ولكن فعلًا هل بين إبليس السبب صديقي الشيخ؟ الشيخ: نعم. قال مخاطبًا الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (الإسراء 61) فكانت النتيجة: {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ} (ص 74) لأنه جحد نعمة الله عليه ورفض الأمر استكبارًا ولم يؤمن بحكمة الله عز وجل. القس: الذي أعرفه أن السجود لغير الله شرك وكفر وهرطقة. الشيخ: ما معنى هرطقة يا زيد؟ زيد: لن أقولها لك سيدي. فهذا ليس مجالك. وأطلب من القس دانيال أن يحترم رغبتي. الشيخ: حسنًا! السجود هنا هو الانحناء تعبيرًا عن الاحترام. وليس سجود عبادة. وأرجو من تلميذي زيد أن يرشدنا إلى آيات في الكتاب المقدس تحمل نفس المعنى. زيد: هنا لا أستطيع أن أرفض. تعالوا نقرأ جميعًا: «فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِشَعْبِ الأَرْضِ لِبَنِي حِثَّ». (تكوين 23: 7) «لَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ». (صموئيل أول 25: 23) «وَلَمَّا دَخَلَ بُطْرُسُ اسْتَقْبَلَهُ كَرْنِيلِيُوسُ وَسَجَدَ وَاقِعاً عَلَى قَدَمَيْهِ». (أعمال 10: 25) الشيخ: كفى! كفى استشهادًا ودعني أكمل! إن الله يطلب أن نستعمل العقل في بداية أمره لنا بأن نؤمن به. فإذا آمن العبد بالله ربه واستقرت العقيدة في قلبه مرورًا بعقله، ساق الله إليه الاختبار تلو الآخر ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. فالاختبار هو عملية غربلة لبني آدم. القس: هل يمكن أن تذكر لنا مثالًا يا شيخ؟ الشيخ: نعم. أمر الله إبراهيم بذبح ابنه الوحيد. وهذا ضد العقل بالمرة. ولكن الهدف منه اختبار إيمانك وثقتك في الله. ونجح إبراهيم في الاختبار كما تعلمون. زيد: بإمكاني أن أضيف مثالًا ثانيًا! الشيخ: (ينظر بضجر) زيد: لما أسرى الله بعبده محمد أمره بإذاعته على الملأ. فمن الناس من ارتد ومنهم من ظل ثابتًا راسخًا رسوخ الجبال الرواسي. القس: الذي أعرفه أن إبليس حاول أن يخدع إله المسلمين (الله) أيضًا؟ الشيخ: كيف هذا صديقي القس؟ القس: يقول قرآنكم الكريم: قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34)وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(36)قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(37)إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(38) (الحِجْر) الشيخ: هنا إبليس لم يحاول أن يخدع الله تعالى. إنما ساق ذلك في شكل طلب يبت فيه الله بعلمه وحكمته: قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. ..... ليفلت من الموت ليس كراهية فيه وإنما هروبًا من أول حفرة من عذاب غليظ ينتظره. فيوم البعث لا موت فيه. ورفض الله الطلب: قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ. إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ. ......... المعلوم المعروف في علم الله تعالى وهو بلا شك قبل الساعة لقوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص 88). القس: يا شيخ نرجع لموضوع إبليس وآدم. وعمومًا نحن لم نخرج لنعود. كتابنا المقدس يذكر إبليس في شكل حية. هل يمكن أن توضح لنا من خلال القرآن هذه القصة لنقارن أي الأسلوبين أهدى سبيلًا؟! الشيخ: نعم. ها هو المصحف الشريف سأفتحه على عدة مواضع. تعالوا نرتل سويًّا: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ(34) وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35)فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36)فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًافَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(38) (البقرة) القس: قبل أن ننتقل لموضع ثانٍ هل يمكن أن تعطينا فكرة سريعة خاصة عن كلمة " اهْبِطُوا"؟! الشيخ: إن الله وضع آدم وحواء وإبليس في الجنة. القس: (ضاحكًا مقهقهًا) إبليس في الجنة يا شيخ؟! إذن ماذا تركت للسيد زيد؟! الشيخ: أنا لم أكمل كلامي بعد! القس: عفوًا. تفضل يا صديقي! الشيخ: الجنة هنا معناها "الحديقة" وقد وردت في القرآن بهذا المعنى وأنتم تعرفون لذا أرى لا داعي للإستشهاد. في هذه الحديقة في كوكب الأرض درب الله آدم وزوجته على مثال بسيط من شريعة الله، وأعطاه تجربة حية لمدى ما يكنه إبليس وذريته لآدم وذريته. أمر الله آدم أن لا يأكل من الشجرة فأغواه إبليس. وأراد آدم أن يتوب وهو لا يعرف كيفية التوبة، فألهمه الله كلمات التوبة: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف 23) هذا تدريب عملي. ثم قال الله لهم "اهبطوا". قد يفهمها البعض أن الجنة في السماء ويهبطون منها إلى الأرض. إن كلمة "اهبطوا منها" أي اذهبوا واخرجوا منها. وقد ورد هذا المعنى في سورة يوسف: "اهبطوا مصر إن شاء الله آمنين" القس: ولكنك لم تورد وسوسة إبليس لآدم يا شيخ؟! الشيخ: اقترب صديقي القس دانيال لنرتل معًا: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} (الأعراف 20) القس: هلا أتيت لنا بنص كامل عن عتاب الله لآدم وحواء؟! الشيخ: رتلوا معي: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ(11)قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ(13)قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(14)قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17)قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ(18)وَيَا ءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ(21)فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ(22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(23)قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(24)قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ(25)يَابَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26) يَابَنِي ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27)وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا ءَابَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(28)قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِوَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ(29)فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(30) (الأعراف) القس: لنبدأ العاصفة يا شيخ! إن الله طرد إبليس من الجنة (الحديقة) فكيف دخلها ثانيةً ووسوس لآدم؟! ها هو إبليس أقوى بشهادة كتابكم! الشيخ: ماذا تقول أيها القس دانيال؟! هل أصابتك عدوى زيد؟! القس: هذا بدل أن تقدم إجابة يا صديقي؟! الشيخ: اقرأ الآيات مرة أخرى بتركيز أرجوك. القس: قرأتها يا شيخ. الشيخ: الله هنا أعطى حكمًا وأمرًا. القس: ما هما يا صديقي؟ الشيخ: حكم سبحانه بخروج إبليس منها. القس: تقصد من الجنة (الحديقة). الشيخ: لا. خروجه من الحال التي كان عليها، النعمة التي أغدقها الله عليه ومكانته بين الملائكة مع أنه من الجن. فالضمير هنا لا يعود على الحديقة بدليل ذكر الحديقة بعد ذلك. في قوله: وَيَا ءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ. ... فلم يكن إبليس ولا آدم ولا حواء بداخلها بعد كما ترى. وقوله: فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(30)إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(32)قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(33)قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34)وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35) (الحجر) لا ذكر للحديقة هنا بالمرة. وقوله: إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ(74)قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ(75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(76)قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(77)وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(78) (ص) لا وجود للجنة هنا مطلقًا كما ترى. القس: ولكن ألا يدل القول "وناداهما" على صوت مادي وأن النداء يكون من البعيد؟! الشيخ: أنتم تعلمون أن الله كلم موسى. وتعترفون أن الله قال لموسى: الانسان لا يرى وجهى ويعيش" فكلام الله لموسى لم يكن ماديًّا ينقله الهواء إلى أذني موسى. ونحن المسلمون نقول نعم إن الله كلم موسى والكيفية لا يعلمها إلا الله في إطار قوله "ليس كمثله شيء". وكلمة "نادى" أي خاطب، والخطاب هو الكلام. لذلك تقول: ننادي السادة المسئولين أن يولوا الأمر رعايتهم. والمعنى: نخاطبهم ونقول لهم ونكلمهم. القس: ولكن كيف تمكن إبليس من دخول الجنة؟! الشيخ: قلنا إن الجنة ليست هي الجنة التي يدخلها المؤمنون بالله يوم القيامة. فهذه الجنة لا يخرج من يدخلها. إنها حديقة جعلها الله ملكًا مؤقتًا لآدم تخرج له من الثمرات والطعام بدون عمل ولا جهد. فهي مثل بيتك وأعتقد أن الشياطين يدخلون بيوتنا وغير بيوتنا لإبعادنا عن ذكر الله. القس: اقتربنا من منتصف العاصفة. نبدأ بقراءة الحديث الشريف التالي: يقول أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن عفريتا من الجن جعل يفتك عليَّ البارحة ليقطع عليَّ الصلاة وإن الله أمكنني منه فدعته فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ثم ذكرت قول أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا (صحيح مسلم. ج1. ص 384) القس: ها هو شيطان يلهي نبيكم عن الصلاة مع أنه معصوم؟! الشيخ: إن هذا الجني حاول تعطيل النبي عن الصلاة فأمسك به النبي وكان بإمكانه أن يربطه في سارية المسجد كما جاء في الحديث لولا أن احترم دعاء سيدنا سليمان. وهذه هي أخلاق الأنبياء. القس: إذن تعالوا نقرأ الحديث القنبلة: "عن عائشة رضي الله عنها قالت ثم سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما ثم رأسي والآخر ثم رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته قال قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت." (البخاري. ج5. ص2174) "ن عائشة رضي الله عنها قالت ثم سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما ثم رأسي والآخر ثم رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته قال قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت." (مسلم. ج4. ص1721) الشيخ: ماذا تقصد صديقي القس؟! القس: كيف يكون للشيطان سلطان على نبيكم وقرآنكم يقول: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (النحل 99) ثم إن هذا يثبت قول مشركي قريش: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا} (47) سورة الإسراء {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا} (8) سورة الفرقان ثم إن نبيكم يخيل إلبه انه فعل الشيء وهو لم يفعله، فكيف نثق في الوحي الذي يتنزل عليه يا سادة؟ مالك يا شيخ أراك فوجئت وصدمت! الرب معك. وما1ا تفعل عندما أفجر قنبلة بعد ان أسمع إجاباتك. بالطبع ستتخذ من الصلاة حجة فإني أسمع الآذان الآن. صلِّ يا صديقي وها أنا في انتظارك ولن يدخل السيد إسحاق الآن ولا أي مسلم لأننا جميعًا في انتظار ردودك. وسيكتفوا بقراءة هذا الجزء وتدوين ملا حظاتهم لحين إعدادك يا شيخ للردود. حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - fady - 01-30-2005 الاخ الفاضل / zaid اهلا بك اود ان اقول معلومة صغيرة للاخوة علي فكرة الأخ zaid من هواة القص و اللزق , وقد سبق له تأليف حوار ( مسرحية ) بينه وبين أخت تدعي marvi , وكان هو المؤلف والمخرج والممثل في ان واحد وذلك في إحدى المنتديات الإسلامية , وقد كشف اخوته خداعه من كثرة مديحه لنفسه , فزعل وعيط وانسحب من المنتدى , ثم دخل باسم جديد هذا فقط من باب العلم وسلامي للأخت marvi اطلب من الاخوة المسلمين طلب صغير هو تشغيل ولو 30 % فقط من طاقة العقل الذي أعطاه الله لكم, وان تفتحوا نافذة صغيرة في القلب لتؤمنوا بما فهمتوه , مع طلب إرشاد الله لكم , حينئذ ستصلون حتما إلى الإيمان بيسوع المسيح الإله المخلص الحقيقي والديان العادل فالمسيح هو الطريق المستقيم ( الصراط المستقيم ) الذي تطلبونه دائما في صلواتكم و في دعواتكم وهو أمامكم , ولكن الشيطان يمنعكم من رؤيته ومعرفته حتى لا تخلصوا أخيرا أتمنى لك ولكل المسلمين الاستنارة الروحية ....... فادي / emadd حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - zaidgalal - 01-30-2005 أنت تناقض نفسك كيف أكون من هواة القص واللصق وفي نفس الوقت مؤلف اختراع المسرحيات لا شيء فيه فأنت كما ترى هنا تأليف وعرض المعلومة في شكل حوار أم أنك لم تجد شيئًا تقوله؟! لن يثنيني هذا عن مواصلة إبداعي وحواراتي وأنا هنا لا أمدح نفسي يا هذا. دعنا من الخروج عن النص. ولنواصل الموضوع. القس: ها قد فرغت يا شيخ من الصلاة. عمومًا حرمًا! الشيخ: جمعًا بك وبالسيد زيد في الأراضي المقدسة. القس: (يضحك) كلنا آذان صاغية لك صديقي الشيخ. الشيخ: أولًا عندما يناقشك زيد في موضوع في الكتاب المقدس ينتظر ردك من نفس المصدر. كذلك عندما تناقشني في شيء في القرآن لإغنني أستشهد بالقرآن والمصادر التي أجمعت عليها أمة المسلمين. أليس هذا صحيحًا صديقي القس؟! القس: نعم، صحيح. الشيخ: 1- الذي أوحى للرسول بموضوع السحر هو الله. نثبت هنا أن الرسول موحى إليه. فُكَّ سحر الرسول بقراءة المعوذتين كما جاء في البخاري. وهذا إثبات انه كلام موحى به من عند الله. ورقاه جبريل بكلمات الله التامات. 2- أن ما أصاب الرسول هو مرض التخيل ولم يؤثر على عقله بدليل أن المسلمين لم يروا ذلك على الرسول وإنما هو الذي أخبرهم. 3- أن ما أصاب الرسول هو أمر يتعلق بأمور الدنيا لا بامور الوحي والنبوة وكل الأنبياء كانوا عرضة للإصابة بالأمراض وأمامنا سيدنا أيوب كخير مثال على هذا: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (ص 41). {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (الأحقاف 9). فأمور الدنيا وما يجري فيها على العبد أو على النبي –أيُّ نبي- من أقدار لا دخل للنبي فيها مطلقًا. فهي أقدار وأمور يجريها سبحانه عز وجل بحمته وعلمه على عباده. القس: عذرًا لمقاطعتك! هل عندك دليل يقف بجانب رأيك؟ زيد: عفوًا أستاذي! نعم هناك دليل. اقرأ سيدي القس ما يلي: "مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ : اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ." (متى 16: 13- 23) هنا يستبعد بطرس أن يحدث ألم للمسيح. فهو نبي عظيم ومن أولي العزم من الرسل. فما هو رد فعل المسيح. التفت إلى بطرس وعنفه بشدة لأنه لا بد أن يقع المكتوب. الشيخ: (يستأنف): 4- في طبقات ابن سعد (ج2. ص 177) قالت أخت لبيد اليهودي الذي قام بذلك: إن يكن نبياً فسيخبر، وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله. ..... وقد أخبر وشفاه الله. 5- أن الذي شفى الرسول هو الله بقرآنه إذ ان هذا مرض روحي فشفاؤه روحي أيضًا. القس: ولكن ذلك لزم نبيكم فترة طويلة؟! الشيخ: أختلف مع الذين يقولون بطول المدة. ودليلي هو: "فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لما به, فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج الى أصحابه صحيحا." (أسباب النزول للسيوطى) فحرف الفاء هنا للتتابع الدال على قصر المدة. القس: وما قولك في "مسحور"؟ الشيخ: لنقرأ من البخارى في الرؤيا التي رآها النبي. لقد رأى ملكين. أحدهما يقف عند رأسه والآخر عند رجليه. وأحدهما يقول: "فقال مطبوب .... قال من طبه" ومطبوط: مرسض. ...... من طبه: من أمرضه. القس: ولكن هذا يقدح في نبوته يا شيخ؟! الشيخ: أولًا أنت تعرف صديقي القس أننا كمسلمين نكفر بموسى وهارون ولا نؤمن بهما. القس: سيدي الشيخ؟! هذا غير معقول يا سيدي!! إن موسى لم يأت نبي مثله في بني إسرائيل. وقد زكاه وأخاه قرآنكم؟! الشيخ: نعم، صحيح. ولكن أردت أن أفاجئك بخطأ تصححه لي. إنك لا تشك في نبوة موسى وهارون صديقي القس؟! القس: لا. لا أشك أبدًا. بل العكس هو الواقع. إنني أؤمن بكليهما تمام الإيمان. الشيخ: إذن تعال نقرأ ما يلي: فَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَفَعَلاَ هَكَذَا كَمَا أَمَرَ لرَّبُّ. طَرَحَ هَارُونُ عَصَاهُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَأَمَامَ عَبِيدِهِ فَصَارَتْ ثُعْبَاناً. فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَيْضاً لْحُكَمَاءَ وَلسَّحَرَةَ فَفَعَلَ عَرَّافُو مِصْرَ أَيْضاً بِسِحْرِهِمْ كَذَلِكَ. طَرَحُوا كُلُّ وَحِدٍ عَصَاهُ فَصَارَتِ لْعِصِيُّ ثَعَابِينَ. وَلَكِنْ عَصَا هَارُونَ بْتَلَعَتْ عِصِيَّهُمْ. (خروج: 7: 10 – 12) إذن رأى موسى وهارون عصيَّ القوم ثعابين حية تتحرك. هل كانت ثعابين بالفعل صديقي القس؟! القس: لا. لا بالطبع. وإلا كانت معجزة. هذا نوع من السحر يجعلك ترى الشيء على غير حقيقته. الشيخ: هل هذا يقدح في نبوة موسى أو نبوة هارون؟! القس: لا أيها الشيخ. لم يذكر الكتاب المقدس أن موسى أهمل التوراة أو قصَّر بشأنها. الشيخ: كذلك صيقي القس. كذلك نبينا محمد. القس: وما قولك أن إبليس ليس له سلطان على المؤمنين فما بالك بالأنبياء والمرسلين يا شيخ؟ الشيخ: أجمع علماء المسلمين أن المقصود من سلطان إبليس هنا هو سلطان الغواية والإضلال والصد عن سبيل الله. القس: ولكن قول لبيد بن الاعصم لليهود هذه العبارة: لو جاز سحري فيه فهو ليس بنبي. الشيخ: قول لبيد لا يمثل به إلا نفسه فقوله ليس قانونًا نطبقه على الآخرين وإلا احتكمنا للسحرة والعرافين. القس: تهكم اليهود علي أصحاب النبي بقولهم (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) الشيخ: لقد تهكموا بنفس الطريقة على يسوع المسيح: وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ مُخْتَلٌّ». (مرقس 3: 21) وَأَمَّا الْكَتَبَةُ الَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالُوا: «إِنَّ مَعَهُ بَعْلَزَبُولَ (أي الشيطان) وَإِنَّهُ بِرَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ». (مرقس 3: 22) فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟». (يوحنا 8: 48) القس: لم لا يكون هناك احتمال أن محمد استعان بشيطان آخر ليخلصه من السحر؟! زيد: عفوا سيدي الشيخ! ..... سيدي القس أنت تنسى قول يسوع المسيح: فان كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته (متى 12: 26) القس: إذن الموضوع اختبار وقضاء وقدر. وبذلك يكون موضوع تجربة الشيطان للرب يسوع اختبار أيضًا. ما رأيكم يا سادة؟! زيد: يقرر الكتاب المقدس أن الرب لا يَخْتَبِر ولا يُخْتَبَر: "وَإِذَا تَعَرَّضَ أَحَدٌ لِتَجْرِبَةٍ مَا، فَلاَ يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي!» ذَلِكَ لأَنَّ اللهَ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرُّ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ بِهِ أَحَداً." (يعقوب 1: 13) القس: هنا يا جماعة يمكنني أن أفجر ..... زيد: اسمح لي بمقاطعتك سيدي القس. إن ابن شيخي ها هو قادم بالعصير. القس: (يبتسم) نعم لنشرب العصير أولًا ونعطي فرصة للسيد إسحاق أن يسجل ملاحظاته في أجندته دون أن يدخل هو أو أي أخ مسلم. لا بد أن نلتقط جميعًا أنفاسنا ونرتب أوراقنا. حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - اسحق - 01-30-2005 الزميل زيد كنت أفضل أن تفرد شريطا مستقلا عن مفهوم ابليس فى الاسلام ليكون مرجعا بالنادى لمن يرد الاطلاع والمناقشه بعيدا عن مفهومه بالكتاب المقدس0 تحياتى حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - fady - 01-31-2005 الاخ الفاضل /اسحق أضم صوتي إلى صوتك , ولكني لا أريد من الأخ zaid بحث عن الشيطان في الإسلام , لان الشيطان متغلغل في الإسلام من أوله إلى آخره ,( والعجيب أن الشيطان كانت له علاقة حميمة مع رسول الإسلام اكثر من علاقة رسول الإسلام بالله ) , وهذا البحث سيحتاج من الأخ كثيرا من القص و اللزق , ونحن في غني عن هذا كله لكن المطلوب فقط عمل الشيطان مع رسول الإسلام في موقفين فقط : اولا :- حديث الغرانيق عن أصنام قريش وكيف أن شفاعتهم ترتجي , وكيف يتكلم الشيطان علي لسان خاتم الأنبياء والمرسلين ؟؟؟ كما يقولون وهو لا يدري أن كان الكلام الذي يقوله كلام من الله أم من الشيطان ( ربما لا فرق بين الله والشيطان في الإسلام وهذا ما سوف أقوله بعد قليل ) ثانيا : - كيف دخل الشيطان رسول الإسلام واستوطن جسده , عندما سحره لبيد الساحر اليهودي فاسقط شعر رأسه , واتاه عقله حتى انه كان يعمل الشيء وهو لا يدري ( غيبوبة متقطعة ) , و أين كان الله المرسل وهو يري الرسول الخاتم مضحكة من الناس بسبب الشيطان ؟؟!! , هل الله كان نائم ؟؟؟!!! أم أن الله احب أن يتفرج علي العرض الحي ( show live (لعمل الشيطان مع خاتم أنبيائه وإذا كان هذا حال خاتم أنبيائه فكيف يكون حال اتباعه ؟؟؟ وباختصار شديد سأتكلم عن الله والشيطان في القران ( ربما ليس هناك فرق بينهم ) الله والشيطان لقد جاء في القران صفات فريدة لله سبحانه وتعالى مثل الماكر والمتكبر والمخادع والغاوي؛ كما جاءت صفات فريدة للشيطان انه يخاف الله رب العالمين ويعظ الناس ولا يشرك بالله وانه برئ فالله هو الذي أغواه كما جاء أيضا أعمال اشترك فيها الله مع الشيطان الله الماكر المخادع: (آل عمران3: 54) , (الانفال8: 30) , (الرعد13: 42) الله المتكبر؛ الشيطان المتكبر: (الاعراف7: 13) , (البقرة2: 34) , وهنا نجد أن الصفة التي طرد الله بسببها إبليس أنه تكبر ولم يسجد لأدم. وقيل عن الله " هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام …الجبار المتكبر الشيطان يعظ ويبشر بالإسلام: (ابراهيم14: 22) وهنا نرى الشيطان الكذاب المخادع يخاف الله رب العالمين وهو موحد لا يشرك بالله ويبشر الظالمين بعذاب اليم. وفي سورة الجن (الجن72: 1-14) الواضح من الخطاب القرآني أن الكلام هو كلام الجن نفسه وهو نفس كلام الشيطان فلا فارق بين الجن والشيطان والله. في القران يردد اله القران كلام الجن ويتلوه على محمد ! ولما كان الجن والشياطين شئ واحد؛ فترى هل نثق في كذبهم وخداعهم الفتنة من الله ومن الشيطان: (الاعراف7: 27) , (الانبياء21: 35), (الاسراء17: 60) مما تقدم نجد أن الشيطان يفتن الناس والله يحذر بني آدم من فتنة الشيطان والله أيضا يفتنهم تارة بالخير وتارة بالشر وتارة بالرؤيا التي راءها محمد وهى الإسراء والمعراج ذلك لكي يفتن الناس والاغرب من ذلك وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة (الفرقان25: 20) وهنا نرى الله يجعل مرسليه فتنة الغواية من الله؛ الغواية من الشيطان: (الحجر15: 39) , (ص 38: 82-83) , (هود11: 34) الرجز من الله ؛ الرجز من الشيطان: (البقرة2: 59) , (الانفال8: 11) الله ينسي ؛ الشيطان ينسي: (الانعام6: 68) , (البقرة2: 106) الله يوحي؛ الشيطان يوحي: (الانبياء21: 7) , (الحج22: 52) المنسوخ من الله؛ المنسوخ من الشيطان: (البقرة2: 106) , (الحج22: 52-53) وهنا الله ينزل آيات في القران ثم ينسخها ويلغيها ويأتي بأحسن منها أو مثلها وهنا الآيات المنسوخة والملغاة هي آيات من عند الله ! و الشيطان أيضا يلقي على محمد آيات ثم يلغي الله وينسخ تلك الآيات الشيطانية التي القها الشيطان على محمد وهنا نرى الآيات المنسوخة الملغاة هي آيات من الشيطان. الشيطان يضل ؛ الله يضل: (النساء4: 60) , (النساء4: 88) هنا الشيطان يضل الناس وكذلك الله يضلهم أيضا؛ الله يكيد ؛ الشيطان يكيد: (الطلاق86: 13-17) , (النساء4: 76) في الآية الأولى الكيد متبادل بين الله والكافرين ولكن كيد الله متين؛ , وفي الثانية كيد الشيطان الله يأمر بالفسق والفساد ؛ والشيطان يأمر بالفحشاء: (الاسراء17: 16) , (البقرة2: 268) هذا جزء من كل وهنا اسأل سؤال ما الفرق بين الله والشيطان في الإسلام ؟ سؤال آخر هل هناك دليل واحد أن الله تكلم مع رسول الإسلام ومن يكون الشهود ؟ كما تكلم الشيطان علي لسان رسول الإسلام بشهود كثيرين ............................................ أخيرا هذه الكلمة لكل المسلمين الأعضاء وغير الأعضاء : اطلب منكم طلب صغير هو تشغيل ولو 30 % فقط من طاقة العقل الذي أعطاه الله لكم, وان تفتحوا نافذة صغيرة في القلب لتؤمنوا بما فهمتموه , مع طلب إرشاد الله لكم, حينئذ ستصلون حتما إلى الإيمان بيسوع المسيح الإله المخلص الحقيقي والديان العادل والطريق والحق والحياة فالمسيح هو الطريق المستقيم ( الصراط المستقيم ) الذي تطلبونه دائما في صلواتكم و في دعواتكم وهو أمامكم , ولكن الشيطان يمنعكم من رؤيته ومعرفته حتى لا تخلصوا أخيرا أتمنى لكل المسلمين الاستنارة الروحية ....... فادي / emadd حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - zaidgalal - 01-31-2005 برجاء عدم مداخلة أي أخ مسلم لأنني بفضل الله سأقوم بالرد على جميع هذه النقاط بخصوص الرجوع للمراجع والمصادر والموسوعات العالمية لا يعتبر هذا قص ولصق. فبدونها يفقد البحث أي صبغة علمية عندما تنتقد يا سيد عماد برجاء الإلتزام بأدب النقد لا بتقديم السباب والتطاول على خلق الله أكرر: النقد في إطار من أدب الحوار انتظروا الردود في أقرب فرصة بعون الله العليم الحكيم سلام حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - zaidgalal - 01-31-2005 الشيخ: هنيئًا مريئًا يا جماعة! القس: شكرًا يا شيخ. كرمك هذا لن يثنيني عن إبداء رأيي بكل حرية. الشيخ: نعم. لا علاقة بالكرم والمجاملة في العقائد. القس: اسمحا لي بالعودة قليلًا فقد اقتحم علينا السيد عماد مجلسنا وسمعته يهمس بما كنت سأثيره. الشيخ: تكلم أيها القس! أعتقد أن أسلوبك أرقى خلقًا من المدعو عماد. القس: قبل أن أتحدث أقول إن أسلوب أغلبية المسيحيين يترفع عن أي إساءة لمشاعركم. يمكننا أن نلتزم بالأدب ونعلن رأينا بكل حرية. ولا تعارض بين الأدب وحرية الرأي والفكر. الشيخ: نحن نقدر ذلك صديقي. ونؤمن أن أمثال عماد هم قلة وسط السواد الأعظم من إخواننا المسيحيين الذين نجلهم وتربطنا صداقات بكثير منهم. المهم صديقي هات ما عندك بكل حرية. القس: كيف سقط شعر الرسول أثناء المرض؟ ألا يدل ذلك على الدخول الفعلي المتحقق للشيطان في جسد نبيكم؟! الشيخ: لنؤجل هذا السؤال لنهاية الجلسة. لا أقول للجلسة القادمة، ولكن صديقي اطرحه آخر سؤال من فضلك! القس: إذن فلنتجه للسؤال التالي مؤقتًا: هناك صفات خطيرة لله ذكرها القرآن؟ الشيخ: هل يمكن أن تمدنا ببعض الأمثلة؟! القس: الله الماكر المخادع: (آل عمران3: 54), (الانفال8: 30), (الرعد13: 42) الشيخ: أحييك على صراحتك ووضوحك في التعبير عن رأيك. وأحيي فيك الطرح الخالِ من أي أذىً للمشاعر. تعالَ بنا سيدي القس ننظر في الآيات أولًا: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(51)فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52)رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(53)وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(54)إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواوَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(55) (آل عمران) القس: نحن نتحدث عن آية واحدة فقط يا سيدي؟! الشيخ: من الخطأ أن ننظر في آية واحدة إلا في إطار السياق الذي جاءت فيه عزيزي! القس: إذن أسمعك! تفضل! الشيخ: ومكروا الذين كفروا بسيدنا عيسى بن مريم ووضعوا خططهم لصلبه .... القس: ولكنهم صلبوه بالفعل يا شيخ؟! الشيخ: عزيزي لقد اتفقنا عندما نناقش شيء يتعلق بالقرآن أن يكون ردي استنادًا للقرآن فقط! القس: أعتذر عن هذا! أكمل يا صديقي! الشيخ: وضعوا خططهم لصلبه وهذا مكر. هذا مكر سيء. فدبر الله نجاة رسوله عيسى بن مريم وسمى ذلك مكر خير. وهو خير الماكرين أي أقواهم مكرًا (في الخير فقط) وإيصال الضرر للظالمين عقابًا أو زجرًا لهم، أو انتقامًا منهم بإهلاكهم، أو رحمة بالمؤمنين أو بالمظلومين. سيدي القس! عندما تقوم مجموعة إرهابية بالتخطيط لحرق كنائسكم، وتعلم بذلك أجهزة الأمن، فتضع الخطط المضادة وتحبط المكر السييء وتنجو كنائسكم من الحرق ويقتل بعض الإرهابيين، ما رأيك في حهاز الأمن إذن؟! القس: أعتقد وبدون تعصب أن هذا مكر خير. الشيخ: هو كذلك بالنسبة لله، ولله المثل الأعلى. واستخدمت كلمة "مكر" هنا للمشاكلة وكأسلوب أدبي. تعالَ ننتقل إلى آية أخرى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ(31)وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(32) (الأنفال) الشيخ: نفس الشيء صديقي القس! الكافرون يمكرون أولًا للفتك برسول الله (ص) كما مكروا بعيسى بن مريم، فيمكر الله ثانيًا. بمعنى يُفْشِل خططهم أو يهلكهم فلا يصلوا لهدفهم السيء وهو قتل الرسل وقتل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. كما ترى من سياق الآيات لا يفعل الله إلا الخير. تعالَ ننظر في آيات أخر: وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(41)وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ(42) (الرعد) الشيخ: قد مكر الذين من جاءوا من قبل كفار مكة من الأمم السابقة للصد عن سبيل الله. ألم يعلموا أن لله المكر جميعًا؟! فكيف خطر ببالهم أن الله لا يعلم مكر الناس جميعًا؟! وكيف غفلوا عن قدرة الله على إفساد مكرهم وإهلاكهم. فهم يعلم مكر كل نفس وسيعلم الماكرون يوم الدينونة لمن الجنة ويعلمون أن مكرهم إنما كان بأنفسهم مما حاق بهم من العذاب ومما حرموه من نعيم الجنة والتمتع بالنظر لوجه الرحمن. القس: في القرآن نجد: الله المتكبر؛ الشيطان المتكبر: (الاعراف7: 13) , (البقرة2: 34), وهنا نجد أن الصفة التي طرد الله بسببها إبليس أنه تكبر ولم يسجد لأدم. وقيل عن الله " هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام …الجبار المتكبر. الشيخ: قبل أن ننظر في الآيات، تعالَ نقرأ ما يلي: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} (146) سورة الأعراف {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} (39) سورة القصص {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } (15) سورة فصلت الشيخ: انظر عزيزي. كل الآيات تتحدث عن الاستكبار ولكن بغير الحق كما ترى. القس: وما الفرق بين الكبر بحق والكبر بغير الحق؟! الشيخ: لنفترض صديقي القس أنك تكبرت على الناس بعلمك فهذا كبر بغير حق. القس: كيف وهو علمي أنا وليس علم أحد؟ الشيخ: نعم ولكن هل ولدتك أمك عالمًا؟ّ بالطبع لا. فهذا نعمة من نعم الله عليك. فهي نعمة عرضية زائلة لا أصيلة ثابتة. فيمكن للعالِمِ أن يصاب بالزهايمر أو أي مرض يفقده عقله وتركيزه. أما صفات الله فهي أزلية ثابتة فالله لا يتغير بنص كتابنا وكتابكم. وهو متكبر عن فعل النقص ومترفع عن ذلك. تعالَ ننظر فيما أورته من آيات: قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ(13) (الأعراف) الشيخ: على أمر من تكبر هنا إبليس يا عزيزي؟! القس: تكبر على أمر الله له بالسجود لآدم ورفض. الشيخ: الحمد لله. فهنا لا نقارن استكبار إبليس بكبرياء الله عز وجل. هل نطلب من الله أن يطيع إلهًا آخر؟! نأتي للآية التالية: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ. (البقرة 34) القس: هي هي يا شيخ. ننتقل إلى السؤال التالي. أعتقد أن هذا أفضل.يقول عماد أن الشيطان في القرآن يعظ ويبشر بالإسلام:(ابراهيم14: 22)؟! ويقول عماد: نرى الشيطان الكذاب المخادع يخاف الله رب العالمين وهو موحد لا يشرك بالله ويبشر الظالمين بعذاب اليم. الشيخ: فلنقرأ الآية إذن: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(22) (إبراهيم) الشيخ: اقرأها عزيزي مرة أخرى وأقسم بالله ساتركك تعلق عليها لثقتي في حيادك! القس: بصراحة أختلف مع عماد. فالآية واضحة ولم يرد فيها شيء عن الإسلام. إنها تصور مشهدًا من مشاهد يوم القيامة وأعتقد أنه المشهد الأخير عند دخول الكافرين النار. وهذا ليس تبشير. فالتبشير يكون بشيء مستقبلي. إن إبليس يتحدث هنا عن واقع مشهود رأي العين. ولم يرد في الآية أن الشيطان يخاف الله رب العالمين. الشيخ: حمدًا لله! لننظر في الآيت الأخر: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا(1)يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا(2)وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا(3)وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا(4)وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا(5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(6)وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا(7)وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا(8)وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا(9)وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا(10)وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا(11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا(12)وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى ءَامَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا(13)وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا(14) الشيخ: هل تجد يا عزيزي إبليس هنا؟! القس: بصراحة ومع شكري لما قدمته لي من عصير، نعم إبليس هنا في هذه الآيات ، يا شيخ؟ الشيخ: كيف؟! القس: إننا نؤمن ان الجن هم الشياطين هم الأبالسة ويعبر عنهم إنجيل متى بقوله: إبليس وملائكته. فلا معنى لجن مؤمن عندنا! الشيخ: عزيزي يبدو أنك نسيت أننا نناقش الموضوع من وجهة نظر إسلامية! القس: آه! فعلًا! لقد نسيت! هل يمكن أن توضح لنا الأمر؟! الشيخ: نعم، بإذن الله! ينقسم الجن في الإسلام إلى نوعين كما ترى من خلال الآيات: جن مؤمن، وجن كافر. وقد قال العلماء انهم جميعًا ذرية إبليس، مثل ذرية آدم، منهم المؤمن ومنهم الكافر. القس: لقد فهمت! إذن لا يوجد في الآيات ذكر لإبليس ولا خوفه من رب العالمين. ولكن لماذا قال عماد ذلك؟ زيد: أئذن لي سيدي الشيخ! السيد عماد هنا لا يرجع للمصادر ويبحث بجدية عن الحقيقة، وإنما ينقل فقط. وسأستشهد بالآيات التي يقصدها السيد عماد، أو بمعنى أصح التي يقصدها الموقع الذي نقل عنه دون تدقيق: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (48) سورة الأنفال {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (16) سورة الحشر القس: لقد افتضح أمر السيد عماد وثبت بالفعل أنه لا يتكلم من نفسه، بل الآخرون هم الذين يتكلمون من خلاله! زيد: لقد قلتها أنت سيدي القس وكفيتنا أن نقولها نحن. المهم، شيخي، ألا تلقي الضوء لنا على هاتين الآيتين؟! الشيخ: الآية الأولى نزلت تشرح موقف وقع في معركة بدر بين المسلمين ومشركي قريش، وأن الشيطان تمثل لهم في صورة إنسان وحرضهم على القتال والاستمرار فيه، فلما رأى ملائكة السماء تتنزل لنصرة كتيبة محمد (ص) خاف أن يكون يوم بدر هو اليوم الذي أنظره الله إليه. ففر هاربًا ناطقًا بما سبق. القس: ولكن كيف يقول إبليس أنه "يخاف الله"؟! هل يعقل أن إبليس يخاف الله؟! إنني لا أتصور هذا؟! الشيخ: نعم. ونحن كمسلمين لا نتصور هذا مثلك يا صديقي. القس: إذن أنت تكذِّب الآية؟! الشيخ: ولماذا لا نكذب إبليس؟! القس: أتقصد أن إبليس كاذب هنا؟! الشيخ: كاذب هنا؟! ولا هناك عزيزي! ومتى كان صادقا؟! وعمومًا يقول بعض العلماء إضافة إلى هذا أن إبليس قالها لتأكيد التبرؤ من الإنسان الكافر عامة أي الناس الذين اختاروا الكفر في قوله: إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ. أو أن إبليس يخاف عقاب الله بالفعل إلا أن استكباره الكاذب يمنعه من الانصياع لله وإعلان توبته والندم على ما بدر منه، ودليلي هنا عندما طلب من الله أن ينظره إلى يوم يبعثون فينجو بذلك من مرحلة من مراحل العذاب. فلو لم يكن يخاف عذاب الله لما طلب ذلك!هات السؤال التالي، صديقي! القس:الفتنة من الله ومن الشيطان: (الاعراف7: 27), (الانبياء21: 35), (الاسراء17: 60) (الفرقان 20) مما تقدم نجد أن الشيطان يفتن الناس والله يحذر بني آدم من فتنة الشيطان والله أيضا يفتنهم تارة بالخير وتارة بالشر وتارة بالرؤيا التي راءها محمد وهى الإسراء والمعراج ذلك لكي يفتن الناس. الشيخ: لننظر في الآيات عزيزي القس: يَابَنِي ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27) (الأعراف) الشيخ: أتركك صديقي القس توضح المقصود هنا من كلمة "يفتتنكم"! القس: المعنى يضلكم كما أضل آدم وحواء. هات الآية الثانية يا شيخ. نعم ها هي في المصحف الذي أمامك: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(35) (الأنبياء) الشيخ: أي نختبركم بالشدة والرخاء ومواقف الحياة الدنيا التي تمرون بها، لنحدد بشهادتكم لا بعلمنا الغيبي مدى صبركم ومدى شكركم فيكون ذلك حجة عليكم أو حجة لكم يوم تقفون ليوم الحساب. إن كلمة "فتنة" تأتي لغةً من "فتن" الحديد أو المعدن، أي عرضه للحرارة لينقيه من الشوائب. كذلك القضاء والقدر تنقي الإنسان وتظهر معدنه سواء كان إيمانًا أو كفرًا كان مستترًا أو نفاقًا كان مختبئًا. تعالوا نرتل الآية التي بعدها: وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(60) (الإسراء) الشيخ: نفس الطريقة. إن الله يريد من عباده أن يثقوا في كلامه ووعده ووعيده. ولم لا وهو الله الغني عن العالمين. إن الله لا يريد أنصاف المؤمنين. فإما مؤمن راسخ إيمانه وإما كافر. فإذا جاء مسلم في عهد الرسول ولم يصدق أن الله قادر على ان يسري بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى السموات، ومال إلى عجز الله عن فعل ذلك، أتروه مؤمنًا؟! أتروا أن الله ظلمه عند أول اختبار حقيقي للإيمان؟! لقد اختبر الله إبراهيم في القرآن والكتاب المقدس فما أنكرنا ذلك. ...... تقول الآية التالية: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا(20) (الفرقان) الشيخ: إن الله أرسل من قبل أن يرسل محمدًا (ص) رسلًا يأكلون الطعام أي بشر لا ملائكة كما طلب كفار قريش: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} (9) سورة الأنعام يمشون في الأسواق: يطلبون الرزق الحلال فيتجرون ويحترفون الحرف المختلفة للإنفاق على أنفسهم وذويهم من الرزق الحلال. وجعلنا بعضكم لبعض فتنة: فالغني فتنة للفقير، فهل سيحقد الفقير على الغني أم يرضى بقضاء ربه ويسعى لتحسين مستوى معيشته قدر المستطاع دون حقد أو غل. وهل يعطف الغني على الفقير ويتذكر نعمة الله عليه ورحمته به فيعطف على الفقراء والمساكين أم يجحد نعمة ربه عليه؟! وينسحب هذا على الأصحاء والمرضى، والسادة والعامة، ...الخ. لذلك حقد سادة قريش على محمد (ص) بنزول الرسالة عليه وهو ليس من أشراف القوم ووجهائهم. فقالوا: وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ(31) (الزخرف) القس: نأتي إلى ........ زيد: سيدي القس! لقد أرهقت شيخي بأسئلتك! لنسترح قليلًا ونتناول مشروب على حسابي إذا أذن شيخي. الشيخ والقس: ليكن ذلك! بعد إذن السيد إسحاق والسيد عماد! ونعتقد أنهما لن يمانعا! ويمكنهما أن تناول المشروب معنا، على حسابهم طبعًا. حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - zaidgalal - 01-31-2005 القس: شكرًا سيد زيد! المشروب القادم على حسابي بمشيئة الرب! الشيخ: (يضحك) هذا بيتك ونشرف بوجودك بيننا! دعونا نستأنف! هيا بنا! القس: عندما نتصفح القرآن الكريم نرى أن الغواية صدرت من جانبين: من الشيطان وهذا أمر منطقي، ومن الله وهذا ما لا نفهمه: (الحجر15: 39), (ص 38: 82-83), (هود11: 34) الشيخ: تعالَ ننظر في الآيات: قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(32)قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(33)قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34)وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(36)قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(37)إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(38)قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(39)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(40)قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ(41)إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ(42) (الحجر) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(83) (ص) الشيخ: لو حكمنا بظاهر اللفظ في كلمة "أغويتني" لكان كل أمر أمرنا الله به هو بمثابة الغواية. سيدي القس لماذا قال إبليس هذه الكلمة؟ القس: لما الله أمره بالسجود لآدم فاستكبر ورد على الله حكمه وهذه هرطقة. الشيخ: مع أني لا أفهم "هرطقة" ولكنك تقول أن ذلك نتج عن امر من أوامر الله؟! القس: نعم. وأعتقد أن إبليس هنا هو المخطيء فلو أطاع الله لما غوى وضل واتبع الهوى. زيد: نعم. هذا يذكرني بآية تتحدث عن موقف آدم بنفس الأسلوب: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (121) سورة طـه ولكنه استدرك فاعترف بذنبه وتاب فتاب الله عليه على العكس من إبليس الذي أخذته العزة بالإثم. الشيخ: فيكون المعنى هنا بما يا رب كنت أنت السبب فيما وقع لي من خلال آدم، فأقسم لأبذلن قصارى جهدي لإضلالهم، وأقسم "لأغوينهم" أجمعين إن استطعت، أضلهم عن الحق وأزين لهم الباطل. فردَّ الله تعالى أن هذا ليس انطلاقًا من إرادة إبليس ومزاجه، وإنما هو عهد تعهد الله به وهو أن من آمن بالله وأخلص القلب والعقل والعمل لله وحده، ليهدينه الله الصراط المستقيم ويقيه من مزالق الشيطان. سيدي القس هذا هو الفارق كما ترى. القس: دون حرج يا سادة: نجد في القرآن أن الرجز من الله ؛ الرجز من الشيطان: (البقرة2: 59), (الانفال8: 11) الشيخ: سيد زيد افتح المصحف يا بني على هذه الآيات: 1- فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59) (البقرة) 2- إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ(11) (الأنفال) الشيخ: السيد دانيال: ماذا فعل بنو إسرائيل هنا؟ القس: بدلوا أوامر الله وحرفوا كلامه. هذا أجده في الآية بالفعل. الشيخ: وكيف عاقبهم الله؟ الشيخ: أنزل عليهم رجزًا من السماء بما كانوا يفسقون ويخرجون عن طاعة الله. القس: أعلم أنهم في اللغة الإنجليزية يشجعون التلامذة على تخمين المعنى من السياق. ما معنى "رجز" صديقي في تخمينك؟! القس: المعنى: عذاب وعقاب أنزله الله على اليهود لجحودهم أوامر الله. الشيخ: نعم. والآن نجرب طريقة التخمين في الآية الثانية. تفضل عزيزي دانيال. القس: إن الآية تقول أن الله أنزل من السماء ماء ..... ولكن لماذا يا شيخ؟ الشيخ: هذا كان قبيل معركة بدر وكلكم تعرفون أن مشركي مكة استولوا على بئر بدر وبالتالي حرموا جند محمد (ص) من الماء. ونال العطش من جنود المسلمين. يقول ابن عباس فوسوس لهم الشيطان كيف ان مشركي مكة يتمتعون بالماء، ويترك الله جند محمد (ص) يعانون الظمأ وهم على الحق. فأنزل الله على المسلمين ماءً طهورًا. ورزقهم الاطمئنان في ليلتهم فناموا فاستراحوا وهيأهم الله للقتال في الصباح. يقول الإمام علي كرم الله وجهه: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا ما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تحت شجرة ويبكي حتى أصبح (تفسيري القرطبي وابن كثير). إن الله أنزل عليهم الماء فأذهب بذلك مدخل الشيطان ووسوسته وحربه النفسية ضد المؤمنين وهم مقبلون على حرب فاصلة. ..... ها سيدي القس عرفت سياق الآية. القس: إن الآية تقول أن الله أنزل من السماء ماء أزال به رجز الشيطان بمعنى: وسوسته. الشيخ: الحمد لله. هذا هو تفرد اللغة العربية وأنها متوجة بين اللغات جميعًا بجمالها واتساعها. القس: في القرآن أن الله ينسي ؛ الشيطان ينسي: (الانعام6: 68), (البقرة2: 106). الشيخ: (يفتح المصحف على الآيات): 1- وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِوَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(69) (الأنعام) 2- مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(106) (البقرة) الشيخ: هذا على وزن: الله يفعل، الشيطان يفعل. إذن لا فرق بينهما. وهذا استنتاج فاسد كما ترى. وذلك لاختلاف المضمون اختلافًا كليًّا. ولا يجادل في هذا إلا من أحب الجدل للجدل والسفسطة. صديقي دانيال أعد النظر في الآيتين. ولنستمع لفهمك! القس: في الأولى يحاول الشيطان تحبيب المسلم في الجلوس مع الظالمين والملحدين الذين يخوضون في الله وفي آياته ويتطاولون على الله. إنه يحاول أن ينسيهم أن ذلك حرام شرعًا. زيد: وفي الثانية يا سيدي؟ القس: إن "آية" هنا هي المعجزة المادية الحسية تأييدًا من الله لأنبيائه ورسله. فنسخ الآية أي المعجزة المادية هو عدم تكرارها وتوقفها بعد حدوثها. مثل طوفان نوح لم يتكرر، وقيام الموتى بإذن الله على يد عيسى بن مريم، ولا تستشهد بالكتاب المقدس وتقول انه وقع للرسل بعد المسيح معجزات لأننا نناقش من خلال القرآن فقط. وهكذا نسي الناس هذه المعجزات لأنها وقعت مرة واحدة ثم اندثرت بمرور الأجيال. ولكن الله قادر أن يأتي بخير من أي معجزة تلاشت وتوقفت وتوارت بمرور الزمن. هذا هو معنى الآية. القس: الشيطان يضل ؛ الله يضل: (النساء4: 60) , (النساء4: 88) الشيخ: 1- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا(60) (النساء) 2- فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُواأَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا(88) (النساء) في الآية الأولى يستنكر الله على من يزعمون أنهم مؤمنون أن يميلوا إلى الحكم بغير كتاب الله وسنة رسوله، مع أن الله أمرهم بغير ذلك ولكن الشيطان يريد أن لا يصل أمر الله ونهيه إلى قلوبهم، فيحاول جاهدًا بوسوسته إبعادهم عن الحم بما أنزل الله تعالى والرضا بغير شريعته حَكَمًا. وفي الآية الثانية اختار قوم النفاق والكذب بمعنى الإدعاء بالإيمان وإبطان الكفر والثبات على ذلك والإعراض عن منهج الله الذي تأكدوا من صدقه. إن الله يزيد الذين اهتدوا هدى، ولا يهدي الله القوم الظالمين الذين علم الله أنهم على كفرهم أو ظلمهم او نفاقهم احترمًا لحرية الاختيار التي أتاحها لهم مع تحمل مسئولية الحساب بين يدي الله تعالى، وإلا كان الله قذف الإيمان في قلوب الجميع، فصار الكل مسلمين في نظر المسلمين، أو صاروا كلهم مسيحيين في نظر المسيحيين ....الخ. لماذا لم يتحرك الرب يسوع ويهدي الناس جميعًا لعبادته وخاصة نحن المسلمين. ستقول إن الرب يسوع بين لكم كل ذلك ولكنكم عميُّ القلوب ويريد منكم أن تأتوا مختارين محبين. نقول إن تلك هي الفلسفة الإسلامية كذلك. إنها الحرية التي احترمها الله تعالى مع تحمل المسئولية. وقد فسر الله ذلك ليبين للناس ما نزل إليهم. يقول الله تعالى بشأن احترام حرية البشر في الاختيار مع تحمل المسئولية: {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (93) سورة النحل ثم يوضح الحق تبارك وتعالى مفهومين للهداية، هما: هداية الدلالة، وهداية العناية. هداية الدلالة: هي أن يبلغك الله رسالتك فتصل إليك ويتبين لك صدقها. وهداية الدلالة: ان تؤمن بهذه الرسالة وتثق في الله فيعينك على مكافحة الشيطان والنفس والهوى ويثبتك على الإيمان. يقول الله تعالى موضحًا هداية الدلالة: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (86) سورة آل عمران كيف يهديهم هداية عناية وقد قدم لهم هداية الدلالة فرفضوها بعد ان تبين لهم صدق النبي محمد (ص) وشهدوا بذلك سرًا أو علانية؟! ........ ثم يوضح الله لنا من يهديه ومن يضله: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} (28) سورة غافر فالله غني عن المسرفين على أنفسهم الكذابين على الله والمفترين على رسله. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} (137) سورة النساء هؤلاء تبين لهم الإيمان فآمنوا ثم ارتدوا وتشبعت قلوبهم وتشربت من وحل الكفر باختيارهم. {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} (175) سورة النساء إن الشيطان يضل ويهدي. يضل عن سبيل الله ويهدي حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. والله يهدي ويدعو الناس ليكونوا من أهل دار السلام وهي الجنة: {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (25) سورة يونس {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) سورة فاطر القس: يقول السيد عماد: الله يكيد ؛ الشيطان يكيد: (الطلاق86: 13-17) , (النساء4: 76) الشيخ: أولًا: سيدي القس تنتهي سورة الطلاق عند الآية 12. ولا توجد سورة في القرآن اسمها الطلاق بآيات من 13 إلى 17. ما رأيك سيدي القس؟! القس: (وقد اكفهر واحمر وجهه خجلًا) صديقي الشيخ، العزيز زيد! أقدم لكم خالص أسفي فقد وضعني السيد عماد في حرج بالغ. وهذا دليل على أنه لا يقرأ ولا يبحث عن الحقيقة. نعم. نعم. إنني أعتذر لإخواني المسيحيين أيضًا عن هذا الحرج. إن السيد عماد لا يتكلم، بل يتكلم الآخرون من خلاله. فهو بوق ومخلب، ليس إلا. الشيخ: ولشهادتك التي نعتز بها سأشرح الفرق بين النوعين: كيد الله، وكيد إبليس. وهما هما: مكر الله، ومكر إبليس: 1- الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا(76) (النساء) إن مكر الشيطان ضعيف فجاهدوا في سبيله الله ولا تخافوا غيره. (أي غير الله يا سيد عماد) 2- {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا. وَأَكِيدُ كَيْدًا. فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} (15 - 17) سورة الطارق إن الذين كفروا يمكرون مكرًا سيئًا لن هدفهم نصر الباطل ودحض الحق، وأنا الله أمكر المكر الخير، فأفسد خططهم وأتم نوري ولو كره الكافرون. 3- {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} (183) سورة الأعراف إن الله يمهل الكافرين ويصبر على جهلهم عسى أن ينتهوا. ولكنهم مستمرون في مكرهم وكيدهم الشرير، ألم يعلموا ان مكر الله وكيده أقوى من خططهم؟! يا لجهلهم بربهم وبأنفسهم؟! 4- {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى} (60) سورة طـه 5- {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} (64) سورة طـه 6- {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (69) سورة طـه آيات توضح الفرق بين كيد الله، كيد الذين كفروا. هم يخططون إعلاء كلمة الباطل. والله يريد إعلاء كلمة الحق من خلال مبدأ الحرية. والآيات الآتية تدور في نفس السياق وتؤكد نفس المعنى: 7- {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} (70) سورة الأنبياء 8- {فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (25) سورة غافر 9- {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} (42) سورة الطور القس: إذن! أقسم بالرب لنتوقفن الآن وأذهب بكما في فسحة قصيرة وبسيطة والطعام والشراب على حسابي. هيا بنا فسيارتي أمام بيتك يا شيخ كما تعرف وجاهزة لذلك. هيا بنا! حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - zaidgalal - 02-01-2005 زيد: نعم. ها هو البلاج. وها هي منضدة وعدة كراسي. تعالوا نجلس حتى يأتينا المسئول بطلبات السيد القس دانيال. الشيخ: نشكرك صديقي القس دانيال وقبل أن نبدأ في سماع أسلئتك فإنني تذكرت أني نسيت أن أرد على تفسير آية أوردتها أنت. وهي: قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَءَاتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ(28)وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ(29)وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ(31)قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(32)قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(34) (هود) وبالتحيد: وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون اقرأ الأية في سياق الآيات سيدي القس. لقد بذل سيدنا نوح جهدًا جبارًا مبينًا لهم الحق ومفندًا لهم الباطل لدرجة أنهم سئموا فقالوا: يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. أين عذاب الله الذي توعدتنا به أنت وربك؟! نريد أن نراه إن كنت صادقًا ونشك في ذلك بدليل إصرارنا على الكفر. لقد هداهم الله هداية الدلالة ولبث فيهم نوح 950 سنة يدعو إلى الله. ولا أقول أنه لم يفلح معهم، وإنما أقول انهم لم يفلحوا معه. لم ينتهزوا الفرصة للإيمان بالله الرؤوف الرحيم ويقبلوا على طاعة الله ولا يدبروا. إذن فبعد كل هذا لن ينفعهم توجيه سيدنا نوح فقد احترم الله حريتهم وإصرارهم على الباطل فختم على قلوبهم استغناءً عن عبيده الذين عبدوا غيره وجحدوا نعمه ومنها رسالته ونبيه نوح. ونوح يقول: إن كان الله يريد أن يغويكم، بمعنى أنه لن يهديكم هداية العناية لرفضهم هداية الدلالة. فإن كان الله يريد لكم ذلك فهو ربكم ولا يمكن أن يظلمكم لأنه خالقكم وهو العليم بما قلوبكم وما تؤول إليه عاقبتكم ثم إليه مرجعكم فيحاسبكم على كل هذا وكله مسجل عنده سبحانه ولا يظلم ربك أحدًا. زيد: إذن نبدأ! تفضل أيها القس الشريف! القس: الله يأمر بالفسق والفساد؛ والشيطان يأمر بالفحشاء: (الاسراء17: 16), (البقرة2: 268) الشيخ: 1- وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(16) (الإسراء) 2- الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(268) (البقرة) القس: بصراحة أنا متشكك جدًا جدًا في الآية الأولى. أعتقد أن الأمر واضح لكما ويمكن لي أن أظهر بعض تعاطفي هنا مع السيد عماد. الشيخ: سيدي القس! انظر إلى الآية الثانية! بماذا يأمر الشيطان؟ القس: يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ. يأمرنا جميعًا بالفحشاء. الشيخ: إذن فمادة الأمر قد ذكرت هنا. سيدي القس: لقد أمرت السيد زيد فعصاني وأرجو ان تحكم بيني وبينه وإني أثق في حكمك قبل أن أكمل شرحي. القس: ولكن سيدي أنت لم تذكر بماذا أمرته، وكيف ولماذا عصاك. لابد أن أتبين الأمر لأحكم. الشيخ: صدقت. إذن أنظر إلى الآية الأولى. واحكم بين الله وبين من عصوا أمره. القس: ولكن في الآية لم يوضح الله بماذا أمرهم؟! الشيخ: يعجبني ذكاءك ويبعث الثقة فيَّ في اختيار أصدقائي. بالفعل لم يوضح الله مادة الأمر هنا. ما هي الأوامر والنواهي التي قدمها الله لهم. وبالجملة ما هي الرسالة التي بعثها الحق عز وجل فرفضوها وظلموا وخططوا لقتل من آمن بها؟! القس: إذن ما هي الرسالة يا شيخ؟ الشيخ: إن القرآن يفسر بعضه بعضًا. القس: هذه حجة المسلمين للإفلات من السؤال. زيد: لا. إنكم تتبعون نفس الأسلوب في شرح الكتاب المقدس. فالكتاب التالي هو كتاب في تفسير الكتاب المقدس متبعًا أسلوب "دع الكتاب المقدس يفسر نفسه بنفسه". اقرأ اسم الكتاب والتعليق عليه: Treasury of Scripture Knowledge: This classic Bible study help gives you a concordance, chain-reference system, topical Bible, and commentary all in one! Turn to any Bible passage and you'll find chapter synopses, key word cross-references, topical references, parallel passages, and illustrative notes that show how the Bible comments on itself. This really is a treasure تجد ذلك على الرابط التالي: http://e-sword.net/commentaries.html القس: نعم. إذن تفضل يا شيخ. الشيخ: فلنبحث في آيات القرآن الكريم بحثًا عن مادة أوامر الله تعالى ونستشهد بها هنا. تعالوا نرتل ما يلي: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} (29) سورة الأعراف {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (25) سورة الحديد {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (28) سورة الأعراف {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة النــور وهذه الآيات لا تحتاج لشرح احترامًا لتفكيركم وعقولكم. ولأن الله أمر بالقسط فإنه سيحاسبنا بالقسط، بالعدل والفضل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } (47) سورة الأنبياء وبذلك يكون المعنى أن الله امرهم بما أمر من قبلهم وهو أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا ويؤمنوا بنبيهم أو الرسول الذي أرسله إليهم. تعالوا نتذكر الآية مرة أخرى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(16) (الإسراء) الشيخ: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً. لماذا أراد الرب أن يهلك سدوم وعمورة صديقي القس؟ القس: أراد لهم ذلك ليس ظلمًا من الرب ولكن لكثرة ذنوبهم وظلمهم وهرطقتهم. الشيخ: إذن: إذا أراد الله أن يهلك قرية بسبب ذلك فإنه سبحانه وتعالى لا يظلمهم حتى لو بلغت خطاياهم عنان السماء كسدوم وعمورة دون أن يضع لهم قانونًا يحاسبهم على ضوئه وهو الشريعة والناموس والمنهج. أليس كذلك عزيزي القس؟! القس: نعم. أوافقك الرأي. الشيخ: المنهج يتمثل فيما أمر الله به وما نهى عنه. فإذا أراد الله أن يهلك قرية لبلوغ أهلها الحد الأقصى من الفساد والظلم والطغيان، أنزل عليم منهجه على يد رسول منهم، ففسقوا في القرية بأكثر من ذي قبل، هنا يحق العذاب. وذلك لوجود قانون وجريمة. فحق عليها القول فدمرناها تدميرًا: مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(16)وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا(17) (الإسراء) هل هذا ظلم؟!: لا. فكفى بربك يا إنسان بذنوب عباده الذين خلقهم بصيرًا وخبيرًا. فهو العليم متى يمهل ومتى يأخذ. ولا يظلم ربك أحدًا. وما الله بظلام للعبيد. القس: المنسوخ من الله؛ المنسوخ من الشيطان: (البقرة2: 106) , (الحج22: 52-53) الشيخ: الآية: ما ننسخ من آية أو ننسها ...... تعرضت لها بالشرح والتبيان والحمد لله. والآية: ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ..... لا علاقة له بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم بالمرة. وأحدثك عن علم لا عن جهل. والناسخ والمنسوخ ليس هو موضوعي. موضوعي يتركز حول: "شخصية إبليس بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم" بعد التعديل بناءً على طلب الزميل الفاضل إسحاق. القس: ولكن الآية الأخيرة تتعلق بأمر له علاقة بنفس العنوان. الشيخ: وما هو هذا الأمر؟ القس: قصة الغرانيق التي نأخذها على نبيكم؟ الشيخ: معك حق في هذه. سأرد حالًا. إن ....... زيد: ولا إن ولا كان يا سادة. دعونا من هذا اللغط فقد حضر الطعام والشراب. دعونا نستمتع بوجبة دسمة من كرم السيد القس دانيال ثم نعاود الموضوع ولن أستأذن هذه المرة. كفانًا استئذانًا. تفضل سيدي القس ولا تخجل البيت بيتك والطعام طعامك والسيارة سيارتك. تفضلوا. |