حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
مبروك .... العلمانية تخسر - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: مبروك .... العلمانية تخسر (/showthread.php?tid=33803)

الصفحات: 1 2


RE: مبروك .... العلمانية تخسر - Awarfie - 06-10-2009

فكرة أولى :
في موضوع "دردشة من اجل لبنان" ، يكرر احد أركان التحالف الايراني السوري ، في نادي الفكر - عبارة عرقية لبنانية، تعكس امتلاك الحقيقة المطلقة لدى انصار هذا التحالف ،و هي "من الصعب عليكم انتم العرب تفهم العقلية اللبنانية " و بعد عدة أسطر يقول " من جهة أخرى ما اريد ان اوضحه حول نقطة عدم تفهمكم او فهمكم للساحة اللبنانية " .

و في الموضوع الاساسي لهذا الشريط نجد الكاتب يتحدث على التردد نفسه لتلك الموجة الفقهية ،المحتكرة للمعرفة ،و التي لا يتقنها الا انصار التيارات المتوحدة في الحكم الفردي ، بغض النظر عما تصدر من ذبذبات تتسائل عن الديموقراطية او عن كيفية الوصول الى العلمانية الديموقراطية . و هكذا نجد الكاتب اعلاه يقول :
" وإذا ما ابتعدنا عن الكلام العاطفي الذي لا قيمة له من مثل عبارات (لبنان ربح – لبنان خسر في هذه الانتخابات ) الذي يطلقه بعض المثقفين (المدعين ) نتيجة جهلهم الواضح " فالوضع البناني لا يفهمه الا محازبي التحالف السوري الايراني ، فقط لا غير !
ثم يقول في مكان آخر من الموضوع أعلاه :
" يزعجني دائماً من ينَظّرون للديمقراطية ممن يدعون الثقافة والتزامهم الديمقراطية وهم على جهل تام بواقع شعوبنا العربية " .
اذا لا احد يفهم واقع شعوبهم العربية سوى ايران و سوريا، و محازبيهما ! ثم تتجلى الطبيعة الحقيقية لفكر ولاية الفقيه ، و فكر من يواليها من وحدانية البعث ، وحدانية الطائفة الحاكمة ، وحدانية الاسرة التي تتحكم باسم الطائفة - حتى ولو ادعت حديثا عن العلمانية – لنجد الكاتب اعلاه يكشف عن انيابه و يتوقف عن ملاعبة الفأر ، ليقول:
" إني اليوم أقف وأنظر إلى المنطقة العربية ، ................ إلى سوريا التي حرص النظام فيها على وَأد أي مشكلة طائفية في مهدها ولو استلزم الأمر الحديد والنار " متجاهلا( الكاتب) ان الحكم السوري لو كان ديموقراطيا ،و بعيدا عن الفساد و المحسوبية و الهيمنة الانقلابية و التمييز الطائفي و المناطقي ... لما سمح للفكر الظلامي (الاخوان المسلمين) ان يبرز ، و يتألق ، في جرائم لا تقل شرا عن جرائم النظام نفسه ، و واضعا اللوم كله على الاخوان المسلمين للتغطية على المجرم الحقيقي الذي قمع الديموقراطية في سوريا و جعل كل الاحزاب و الطوائف سبايا بين يدي سلطته ، و هذا بدوره يعكس حسا طائفيا، بعيدا عن الموضوعية ، في النظر الى حركة الاخوان المسلمين ، بعض النظر عن ظلامية هذه الحركة السياسية ) .

فكرة ثانية :
قرأنا الموضوع كله ، بتفاصيله المملة ،و لم نجد ما يشير الى ان العلمانية خسرت في لبنان . فقد ربح الانتخابات تيار يؤمن بالعلمانية و نظام فصل السلطات ، أي بالعلمانية ، تماما . اما الذي خسر فهو ، بغالبيته ، التيار الذي يؤمن بولاية الفقيه ،و حكم الحزب الواحد . أي تيار اصولي ، رجعي الفكر ، و ذو عقلية اصبحت بدائية بمقاييس الفكر السياسي الحديث ، و الفلسفة الحديثة .

فكرة ثالثة:
يحدثنا الكاتب ، بطريقة اكاديمية بحته ، عن شروط قيام الديموقراطية . و نشعر بانه في حالة انتظار مجيء غودو ، كما تحدث الكاتب المسرحي ، صاميويل بيكيت ، في مسرحيته الشهيرة Waiting For Godot" " أو بطريقة ايمان بعض الطوائف الاسلامية بعودة المهدي المنتظر ، و ان العدل لن يسود و الحق لن يعود و الشر لن يزول الا بتحقيق هذين الشرطين المتعلقين بتحقيق الديموقراطية " .

لهذا لا بد من توضيح امر، وهو ان الكاتب يحمل التصور المثالي ، النظري للديموقراطية ، كما تعلمه في الكتب المدرسية . فالديموقراطية ليست في تعليم الشعوب و توعيتها فقط ، و ليست في الغاء التحزبات دينية او اثنية . لان دول الغرب خير مثال على عكس ما يقول . لكن هناك شروطا اخرى اكثر اهمية و اسرع ،و اكثر جدوى في تحقيق النقلة السياسية نحو مجتمع علماني ديموقراطي . و لن اضع نفسي في موقع من يعلم الناس و يحتكر الحقائق ولكني أشير على الكاتب ان يطلع على موضوع بمرتبة جيد جدا ، سبق للزميل " العلماني" ان طرحه في نادي الفكر ، بخصوص العلمانية ، وهو :
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=30249

اما السبب الحقيقي للموضوع فلم يكن الا طرح اوجاع ، و تخلص من اوجاع الانتخابات البنانية ، و التي لم تنجو منها سوريا و ايران و محازبيهما ! رغم ان الكاتب يدعي بان تلك الانتخابات لا تعنيه .



يزعم الكاتب ان الانتخابات اللبنانية لا تعنيه ، بينما حديثه بالكامل هو عنها و باسمها ، مما يذكرنا ببعض الزملاء الطيبين في هذا النادي ، اذ يرد على موضوع لك، فيكتب اكثر من ستين سطرا ، بادئا حديثه بالقول "لن ارد عليك سوى بالكلمات التالية . و هنا نجد كاتبنا يقول:
" لن أغوص في تفاصيل العملية الانتخابية اللبنانية ، لأنها لا تعنيني فعلاً إلا في موضوع واحد وهو مدى عكسها لصورة الواقع العربي في المنطقة" .


فكرة رابعة :
و يزعم بان تلك الانتخابات تعكس الواقع العربي . لكني اؤكد له ان ايران و سوريا ، لم تستطيعا بعد ان تنشرا الكراهية بين افراد شعب واحد ، في اية دولة عربية كما فعلت في لبنان و فلسطين و اليمن . و الدول الثلاث لا تمثل الواقع العربي بكامله ، بل حالة استثنائية موقتة تتعلق بالظاهرة نجاد الفاشية و تمدده السياسي الاعلامي المدعوم بالطفرة النفطية . و يبدو ان تلك الظاهرة تميل الى الانحسار ،و خير مثال على ذلك فشلها في تحويل لبنان الى قاعدة عسكرية للتحالف الايراني السوري من ناحية ، و فشل حماس في فلسطين ،و قريبا فشل احمدي نجاد في الانتخابات الايرانية المقبلة .

فكرة خامسة:

"كنا نحلق الذقون فأصبحنا نقلع الأسنان " مثل شعبي لمن يتوقف عن عمل ، آنيا ومضطرا للقيام بعمل آخر ! و كاتبنا ، كان يتحدث عن الانتخابات و الديموقراطية و فشل العلمانية ،و فجأة بات يحدثنا عن :
" فكلنا يعرف أن الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط كانت تحارب المارونية السياسية وقتذاك ... وانتهت حقبة الحرب اللبنانية لتبدأ معها حقبة السنية السياسية .. واليوم قد تتقدم المواجهة في المستقبل القريب لتحد من السنية السياسية وتحل محلها الشيعية السياسية ربما ... وبغض النظر عن مكيافيلية البعض الذي يدعي العلمانية (أو ما شابه) في دعمه السنية السياسية في وجه الشيعية السياسية أو العكس .. سوف نرى في النهاية أنها حلقة مفرغة لا خلاص منها .. حتى أن الشعب اللبناني بطريقة ممارسته للحرية "المفترضة " التي يملكها يرفض الفكاك منها .. فما العمل ؟

و نلاحظ في هذا النص ، ان لا علاقة له بالموضوع على الاطلاق . و انه يعكس فهما غير دقيق للواقع اللبناني . و انه يعكس طلبا للتوضيح ، بالشكل الواضح تماما ، حيث ينتهي بعبارة "ما العمل ؟ " !

فالكاتب لم يشرح لنا ، لأنه اصلا لا يعرف ، لماذا كانت الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط تحارب المارونية السياسية ( وقتذاك = منتصف السبعينات ) ! ولم يحدد لنا لماذا قد تتقدم المواجهة في المستقبل القريب، لتحد من السنية السياسية ، وتحل محلها الشيعية السياسية ! ترى هل الشيعية السياسية ، هي حركة ديموقراطية صاعدة ،و تحمل مشروعا سياسيا اقتصاديا ديموقراطيا يؤهلها لقيادة المرحلة ، مما يجذب المؤيدين !!!!

و يحدثنا الكاتب عن محاربة امريكا و السعودية و الصهيونية للمشسروع العلماني ، و كأن امريكا هي التي طرحت شعار "نحن بعث و ليمت اعداؤنا " ثم قمعت الاحزاب و كل أشكال الديموقراطية داخل المجتمع السوري ، ثم فعلت ذلك في لبنان بين ال1976 و 2006 ، و الاعداء كانوا يومها الشيوعيون و القوميون السوريون و الوحدويون الاشتراكيون و كل حزب يساري او يميني على الساحة السورية . أي قيام ديكتاتورية بعثية ما زال يعاني الشعب السوري من ويلاتها، و كبواتها في الاقتصاد و السياسة و الافساد الداخلي حتى هذه اللحظة.

فكرة سادسة:
لاحظ الكاتب ان في التاريخ السوري نقطة مضيئة، و هي انتخابات عام 54 الديموقراطية ، كما انه و بزلة لسان ، ذكر الانقلابات ، لانه لم يستطع الربط بين الانقلابات و اجهاض الديموقراطية السورية ، بل عزا عدم نهوض الديموقراطية الى عدم وجود مؤسسات ضامنة للديموقراطية ،و هذا ، للعجب ، لم يشرحه لنا .
ثم اوصلنا الكاتب الى نتيجة ثورية ، و عملية ، و لا يخرقها التسرب، و هي أن " أحد مشكلات الانتقال إلى الديمقراطية هي الضمانة بأن لا تصبح العملية مجرد استبدال وجوه ولا ديمقراطية ...!!"

و نقول : ان احدى مشكلات التفكير العلمي المرتبط بتاريخ الفكر السياسي تقول ، ان لا ضمانة في أية انتخابات ، لان الانتخابات هي ركون الى رأي الشعب ، و الشعب يختار ممثليه . فان اكتشف هذا الشعب ان ممثليه لم يكونوا على قدر المسؤولية فهناك انتخابات قادمة ، و ممثلين جدد . و مع مرور الزمن ،و مع تغير الوجوه ،و مع بروز أناس اكثر قربا من تطلعات ناخبيهم تتطور الديموقراطية و تتقدم في برامجها الانتخابية .

مع التحية للكاتب ، و التقدير لما بذل من جهد لايضاح أفكاره .


Asmurf


RE: مبروك .... العلمانية تخسر - بسام الخوري - 06-10-2009

برأيي ان الديمقراطية حتى تنجح فهي تحتاج ايضا لظروف اقتصادية يكون فيها هناك دور هام للطبقة المتوسطة ...




2141521

100 %


لذلك أصبح هم الدكتاتوريات الأساسي سحق الطبقة الوسطى التي تشكلت قبل 40 الى 50 سنة كأبي وأبوك وتحويلها لطبقة معدومة كأخي وأخوك وابن عمك ...لذلك 5 % يمتلكون 95 % من مقدرات البلد ويتقاسم 95 % الفتات والهجرة والتهجير 2talk


RE: مبروك .... العلمانية تخسر - ابن نجد - 06-10-2009

عن اوضاع العلمانية اجمالا :

اقتباس:بقلم: أبو يعرب المرزوقي

لم أكن لأعلق على ما ورد من حوارات أركون في موقع جدل قصدت آخرها المنقول عن الحياة لو لم أجد فيه الجواب الشافي عن سؤال كان موضع حيرتي:

سؤال السر في نفاق الكاسد من بضائع الغرب أعني الأفكار التي من جنس الثياب المستعملة. فقد غزت الساحة الثقافية التنويرية العربية كما ترمز إليها ملاحق الجرائد المقيمة والمهاجرة على حد سواء. والجواب يقبل التلخيص في كثير من النقاط سأقتصر على ثلاث منها معتمدا تحليلا سريعا لخطاب أحد نجوم هذه السوق الكاسدة. فلا أحد في الغرب يبالي بهذه الأصوات بعد أن تحرر من وهم التنوير والتحديث لما علم من نكباتهما في أوروبا نفسها فضلا عما لحق بالعالم منهما بشره وحجره:

النقطة الأولى: الضحالة المنطقية لخطاب أركون فضلا عن التخلف الفكري بالقياس إلى النموذج المقدم إذا سلمنا بأن التنوير الغربي لا يزال مثالا أعلى يدعى إليه:


فالجواب حول "علمنة الحضارة العربية الإسلامية رغم أنفها" خال من التناسق المنطقي بإطلاق. وهو خطاب لا يقبل به أي متعلم-له بقواعد المنطق الدنيا معرفة مهما كانت سطحية حتى لو كان متنورا تنور المتكلم وتنور الأعلام الذين ذكرهم أمثلة من التنوير الذي يدعو إليه-إذا كان فعلا يعي ما يقول. فالرجل لا يفسر حصول العلمنة في العمران البشري من حيث هو عمران كما يفعل ابن خلدون مثلا بصيرورة كونية للعقل الإنساني أو للضمير الخلقي الإنساني أو للمؤسسات الدستورية الإنسانية تسليما جدليا بوجود مثل هذه الأشياء بل هو يفسر حصولها في فرنسا بتاريخ المؤسستين الغربيتين اللتين يسميهما الشرع الروماني والشرع الكاثوليكي. وهذا الكلام يتضمن مقدمتين أولاهما تاريخية والثانية فلسفية:

المقدمة التاريخية: ما حصل في فرنسا له أسباب خصوصية ذكرها في النص عند وصف حصول العلمانية في فرنسا.

المقدمة الفلسفية: لا شيء يحصل في التاريخ من دون أسباب موضوعية وهو ما عبر عنه بفقدان العرب للوعي بهذه الحقيقة التي يريد أن يقنعنا بأنه يستعملها ليفسر بها ظاهرات العمران.

ما يترتب على المقدمة التاريخية:

النتيجة الأولى أن يعتبر العلمنة بالشكل الفرنسي أمرا ذا خصوصية تاريخية يصعب نقله بنفس الشكل.

النتيجة الثانية أن يعتبر محاوليها مخطئين ومن ثم أن يحملهم فشل العلمنة الكونية التي ليست بالضرورة على الشكل الفرنسي اللهم إلا إذا كان يتصور تاريخ فرنسا تاريخا كونيا ينبغي أن تخضع له كل الحضارات.

ما يترتب على المقدمة الفلسفية:

النتيجة الأولى ألا يفسر عسر العلمنة في الوطن العربي بإرادة من يتهمهم بالظلامية بل بأسباب تاريخية موضوعية كذلك اللهم إلا إذا كان التاريخ عنده يحصل بمجرد الأماني والقصود الاختيارية: فالمفروض فيمن يزعم الكلام التاريخي العلمي ويكثر من تسمية العلوم المنجية ذات العناوين الرنانة دون تجاوز العناوين أن يلتزم بالموقف العلمي فلا يفسر التاريخ بمجرد التمني.

لكن الأستاذ أركون بعكس المنتظر يستعمل مفردة الاستنتاج "إذا" من مقدمتين تقتضيان منطقيا عكس ما توصل إليه فاستنكر على المسلمين عدم العلمنة بشكلها الفرنسي متهما من يولون أهمية للتاريخ الموضوعي لحضارتهم ويريدون أن يعملوا التاريخ بالانطلاق من محدداته الفعلية بالظلامية وممتدحا القافزين على الخصوصيات حلما بنقل الجزائر مثلا إلى الضفة الشمالية كما حلم المرحوم طه حسين في دعواه حول مصر الأوروبية.

هل إطلاق تاريخ فرنسا اليعقوبية ذات النموذج الذي لم يتعد حدودها حتى في أوروبا نفسها التي رفضت الثورة الفرنسية وفضلت العلمانية على اللائكية بسبب موضوعي هو كونها حققت الإصلاح الديني (الذي هو نسخة باهتة ومحرفة من الإصلاح الديني المحمدي) تفكير سوي؟

أليس المسلمون والسنة على وجه الخصوص (لأن الشيعة لا يختلفون كثيرا عن الكاثوليك) قد حققوا العلمانية-على الأقل في مستوى النظرية حتى وإن تخلفت الممارسة التاريخية- كما يفهمها غالبية الأوروبيين الذين تحقق عندهم الإصلاح الديني فأغناهم عن الثورة الفرنسية واللائكية كما حصل في ألمانيا وأنجلترا اللتين تجنبتا الفصام الفرنسي: أعني كما فهم هيجل ذلك إذ صارت قيم الدين معيار عمل المؤسسات الفعلية ولم تبق مجرد ما وراء متعال فأصبحت من ثم ذات وجود دنيوي حقيقي وتلك هي علة الاشتقاق من العالم-وكان من المفروض أن يكون من الدنيا كما هي دلالة كلمة فلت الألمانية-دون أن يكون ذلك مستندا إلى حكم يدعي فيه الحاكم الحق الإلهي لأن ما هو إلهي هو مبادئ الشرع وقيم الجماعة القيم التي يحتكم إليها بين الناس وحتى بين الحكام والمحكومين.

أما التعريض بقصور اللغة العربية أو الترجمة على أداء معنى اللائكية كما يتبين من استعمال كلمة علمنه فلا يمكن التعليق عليه لأن مثيره لم يحدد فيم يتمثل القصور. ولو ترجمت الكلمة كما ينبغي لكان ينبغي أن نقول "لاييك = عامي" في مقابل خاصي صفة لرجل الدين الذي كان متعلما وهو يكاد يكون الوحيد المتعلم عند إطلاق هذا الوصف على غير رجال الدين: فاللاييك هو الذي ليس له ثقافة دينية أو الذي ليس هو من رجال الدين ولذلك نفس المعنى لأنهم كانوا الوحيدين المتعلمين أو يكادون حينما قوبل هذا الوصف بوصف رجال الكنيسة. وهذا الوصف أصح وصف للعلمانيين وخاصة العرب منهم: فهم الأميون العرب الذين يتصورون عناوين العلوم علوما وأسماء الكتب ثقافة وشعارات التحديث حداثة خاصة عندما يصبح الباحثون في التاريخ والأدب فلاسفة تاريخ وعلماء حضارة ويزعمون وضع نظريات في الإسلاميات المطبقة بوصفها علم أمراض الحضارة الإسلامية. وليس من الصدفة أن يكون وزعيمهم أركون: فالجمع بين اليعقوبية والعداء للتجارب الأخرى من مميزات من يريد أن يبدو فرنسيا أكثر من الفرنسيين حتى إنك تجدهم أغلبهم في المغرب العربي أكثر دفاعا عن الفرنكفونية وإيغالا في الحط من شأن العربية أكثر من عتاة الاستعماريين من الفرنسيين أنفسهم.


لم يفهم أصحاب مثل هذه الثرثرة بعد أن الحداثة –إن سلمنا بضرورتها وهو ما لا معنى له إلا المفهوم الإيديولوجي المخمس الذي استعمله هيدجر مشترطا فيه عاملا أساسيا هو تمسيح العالم مع أربعة مقومات هي التقنية والعلم والثقافة من حيث هي سياسة والفن من حيث هو تلذذ فردي- لا يمكن أن تحصل إلا من رحم الدين لأنها بالأساس بنت الإصلاح الروحي في كل الحضارات وهي تصبح مرض الحداثة عندما تخرج عن هذا الإطار كما حصل للحداثة الغربية التي انتهت إلى الداروينية الاجتماعية والتاريخية حيث بات الإنسان خاضعا لقانون التاريخ الطبيعي ومنفلتا من التاريخ الخلقي.

لذلك فهؤلاء المثرثرون هم السبب الحقيقي للأزمة وليس من يتهموهم بالظلامية: فإذا بنيت قصورا على الرمل فلا تعجب من تساقطها بل ينبغي أن تفرح لذلك إذ كلما تأخر سقوط مثل هذه القصور كانت النكبة أكبر. التحديث القسري هو سبب الفشل وليس التطور الذاتي للأخلاق العامة التي هي دائما منبع كل تحديث فعلي إذا كان القصد التحرر المتدرج وخاصة في مجال الشرائع: فلا يمكن لأي قانون أن يكون مطاعا إذا لم ينبع من أرضية الأخلاق العامة للأمة التي يشرع لها ذلك القانون اللهم إلا إذا بات القانون مشروطا بالاستبداد المطلق الذي يضع أمام كل مواطن ووراءه شرطيا لفرض هذا القانون غير النابع من الأخلاق العامة أو ما يسمى بالمعروف والمنكرSittlichkeit



النقطة الثانية: التزيين اللفظي الذي يفضح عند التمحيص كما تلحصه هذه الجملة في جواب المحاور الثاني. فهي تفضح مقصوده دون علمه:

السؤال: "غياب العلمنة هو معطى بنيوي داخل الفكر العربي والإسلامي، لكنه ليس ميزة خاصة بمسار مجتمعاتنا".

أولا الكلام عن غياب العلمنة يضمر أن المرء يتكلم عن شيء كوني خلا منه فكرنا لعطل بنيوي فيه ومسار مجتمعاتنا منه براء. لكن الجملة كان ينبغي أن تتخلص من الإضمار بمجرد تدقيق المقصود بالعلمنة كما تكلم عنها المجيب هو نفسه. فتصبح الجملة "غياب العلمنة بالمعنى الفرنسي إلخ..."

ثانيا الفصل بين بنية الفكر ومسار المجتمع تضمر أن التمييز بين الأمرين يمكن أن يذهب إلى حد الفصل بينهما فصلا يصبح فيه الفكر العربي الإسلامي أقل تناسقا مع المجتمع العربي الإسلامي من العلمنة الفرنسية. فيكون مدلول الكلام:"بنية الفكر العربي الإسلامي غير العلمانية هي العائق أمام مسار مجتمعاتنا نحو العلمنة". وعندئذ يصبح مدلول الخطاب: لو كلفنا من تفرنس منا لقيادة فكرنا لصار فكرنا قابلا للعلمنة ولتطورت مجتمعاتنا. والنتيجة المنطقية لهذا الكلام: فليعد الاستعمار حتى يتم مهمة تحضيرنا.

وقد لا نحتاج إلى عودة المستعمرين (اسم فاعل) بل يكفي أن نعوضهم بالمستعمَرين الذي تخلصوا من بنية الفكر العائق أعني الذين صار فكرهم مثل فكر المستعمرين. وحاصل القول إن الأستاذ أركون يريد أن يقول: اعطوني القيادة الفكرية وسأعلمنكم ألا فرنساز.

النقطة الثالثة التبني الصريح في السؤال كما في الجواب لمنظور اليمين الجديد في أمريكا فضلا عن تبني النظرة الاستعمارية كما يتبين من السؤال الثالث وجوابه:

فالسؤال بصيغته التالية: "هل إن العبور إلى العلمنة يؤدي حتماً إلى إلغاء علم اللاهوت لمصلحة علم الانتروبولوجيا؟ " يعني إذا كان صاحبه يدرك ما يقول ما يلي عند ترجمته عربيا إسلاميا: هل العلمنة تعني الانتقال من علم الكلام الإسلامي في الذات الإلهية إلى علم الكلام المسيحي في الذات الإنسانية ؟ وهذا مدلوله لمن له دراية بالفكر الغربي الحديث: تمسيح العالم عن طريق جعله يقول بأن الله حل في الإنسان رمزا إلى ذلك بحلوله في المسيح ابنه.

فتكون العلمنة ليست شيئا آخر غير تحقيق المسيحية في التاريخ كما يراها هيجل ولكن بمعنى تعين الروح المطلق في روح الشعب الأوروبي آخر تعينات الروح وليس بمعنى الاستخلاف حيث يكون الإنسان مجرد إنسان لم يحل فيه الله ومن ثم لن يتخذ بعضنا البعض أربابا كما نبهت آل عمران: الحداثة التي يدعونا إليها المحاور هي إذن تمسيح العالم أو علمنته بمعنى تحقيق قيم المسيحية في التاريخ الذي بلغ نهايته التي هي الروح الغاية لتعين المطلق.

ونتيجة هذه الدعوة هي تماما عين ما يدعو إليه بوش: واجب أصحاب الحداثة والتنوير أن يحرروا العالم من العائق الوحيد أمام تمسيحه أي البنية التي وصفها المحاور بكونها معارضة للعلمنة وهذه البنية هي البنية التي ترفض حلول الله في الإنسان حتى لو كان المسيح ابن مريم فضلا عن بوش الذي يجالس الرب فيأتمر بأمره في غزو العالم الإسلامي لتحضيره وعلمنته رغم أنف أهله.

لكن الجواب كان أوضح من السؤال. فهو قد أشار إلى ترجمة هذا العائق في ما يعد فرعيه الممثلين للخطر الذي يتهمه بوش بتهديد الحضارة بالبربرية:
• التكاثر النسلي
• والإرهاب

وقد صاغهما المحاور كما يلي: "ولكن على رغم اندفاع معظم المجتمعات البشرية في هذا الاتجاه الذي يقود إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من إنسانيتنا، ينشغل العرب بالتعبيرات الطقوسية المختلقة لديانتهم. من المحزن أن نرى شعوبنا العربية تسجّل نسبة نمو ديموغرافي مخيف بلا أي تثقيفٍ حقيقي يبيّن لها خطر العيش داخل روحانية لم يعد فيها الإنسان موجوداً إلا كفرد يُختصر دوره بالنزول إلى الشارع لصرع عدو أو لقلب نظامٍ. هذا كل ما نعرف القيام به".
1- انشغال العرب بطقوس دينهم هو العائق = الدين الإسلامي
2- التكاثر المفرط أو النمو الديموغرافي المخيف (مخيف لمن؟ لإسرائيل مثلا ؟).
3- فرد يختصر دوره بالنزول إلى الشارع لصرع عدو (المقاومة=الإرهاب؟)
4- قلب نظام (رفض الطغيان الذي ينصبه الغرب=انقلاب على الديموقراطية ؟).

الخاتمة

تكفي هذه النقاط الثلاث ليشكر المرء الجريدة الناشرة والموقع الآخذ مثل هذه الأفكار الدالة على سذاجة أصحابها وحسن ظن القراء بهم لاقتصارهم على دلالة السطح من النص. لكن فضح ضمائر مثل هذا الخطاب يبقى من واجب كل القراء. ولست بهذا التحليل أتهم النوايا وإنما أسأل لأذكر إذ إن الذكرى تنفع المؤمنين خاصة والقراء العرب في المشرق العربي قد يكون ذهنهم خاليا من خلفيات مثل هذا الدعوات التي عانينا منها نحن أبناء المغرب العربي لمساسها بأعمق ما في ذواتنا: التحديث القسري وما يؤدي إليه من صدوع تتجاوز ما عانت أوروبا نفسها منه حتى في شكله الأقل قسرا.


ومن عجائب الدهر أن مثل هذا الفكر أصبح مغريا لمن كنا نعتقدهم معين الحفاظ على مقومات الأمة قصدت شعوب العرب الأولى أي سكان الجزيرة وما يحيط بها من القبائل العربية التي صار شبابها مترددا بين إفراطين بسبب ما عاناه من طغيان فكري من السلطان الروحي لطبقة رجال الدين وبسبب سرعة التأثير بالغرب التأثير الذي يعد آخر موجات الاستعمار حلولا بالأرض العربية:
• إفراط التشبث المرضي بإثبات ضرورة الهروب إلى الماضي مما يوصف بكونه أثر الحداثة
• وإفراط التشبث بإثبات ضرورة الهروب المرضي الحداثة مما يوصف بكونه أثر الأصالة.



وكلا الإفراطين من نفس الطبيعة رغم غفلة الكثير من هذه وحدة الموقفين السلفي والحداثي: فكلاهما فكر تقليدي إذ إن ما وصفنا من طغيان السلطان الديني وسرعة التأثر بالغرب يلجئ الشباب إلى هذين الهروبين إلى ما يظن مثالا أعلى ينبغي تقليده في غياب القدرة على الإبداع. فتقليد فكر الحداثة مثله مثل تقليد فكر الجدود هما عند التحليل العميق ماض فضلا عن كون الحداثة في صورتها التي يصفها أركون ماضا أجنبيا وليست تطورا ذاتيا للحضارة العربية الإسلامية تسليما بأن الحضارات لها بالضرورة نفس المسار التاريخي كما يزعم دجالو الحداثة.

وإذن فالموقفان يشتركان في العجز عن فهم الحقيقة الوحيدة التي تثبت حيوية الفكر التي تتميز بها الأمم المبدعة أعني: تصور المستقبل أفقا غير محدد ينبغي ابداعه وليس حقائق ثابتة حصلت في ماضينا أو في ماضي الغير وعلينا فقط تقليده.

كلا الحزبين مقلد

والفرق الوحيد هو في اختلاف الظاهرة التي يقلدها هذا أو ذاك. هذا يقلد صورة وهمية عن ماض يزعم أصيلا وذاك يقلد صورة وهمية عن ماض يزعم حديثا. لكن الحديث لا يمكن أن يكون تقليديا وكذلك الأصيل: كلاهما يقتضي أن يكون إبداعا حرا ومغامرة وجودية



RE: مبروك .... العلمانية تخسر - السلام الروحي - 06-10-2009

اقتباس:في رأيي أن الديمقراطية الصحيحة والتي تدوم فعلاً لا تمنح من قبل نظام بل تؤخذ ... وهي نتيجة تطور طبيعي في وعي الشعب نحو الحصول على شكل من الديمقراطية يناسبه ، يتطور شكل هذه الديمقراطية مع تطور وعيه ... وهذا ما أسلفته سابقاً في موضوعي الأول .

وكيف تؤخذ الديمقراطية والنظام السياسي يمنع ويلاحق الناشطين السياسيين ، وكيف يتطور طبيعيا والنظام يقف في وجه هذا التطور الطبيعي؟
لاحظ من تاريخ ما يسمى الحركة التصحيحية في سوريا ماذا تقدم في مجال حقوق الإنسان في سوريا من ثلاثة عقود؟!
سأكشف لك أمرا أن الأكثرية السنية في سوريا كانت من حظ النظام السوري كونها عاجزة عن القيام بالثورة الشعبية ، وإنما بانقلابات عسكرية تتولى الحكم فترة أو بحركات مسلحة يتم القضاء عليها ومن ثم تشديد الخناق على المجتمع ، وهذا يلاحظ في مصر وفي السعودية وغالب البلدان العربية ذات الغالبية السنية ، ما تحتاجه سوريا وكثير من الدول العربية هي الثورة الشعبية لأنها ستنتزع الحقوق انتزاعا ، لأن الحقوق لا تؤخذ ، ولكن مشكلة المنطقة العربية أن الغالبية السنية فيها عاجزة عن انتاج الثورات الشعبية ، وأرى السبب في الثقافة والفكر السني نفسه ولو حدث تحول في الفكر الأغلبي بتقليصه للنصف من قبل الفكر الشيعي لرأينا تحولا كبيرا بالمنطقة ، فالفكر الشيعي من وجهة نظري قادر في ظل المتغيرات التي طرأت عليه من قيام الثورة الإيرانية من ثلاثة عقود ، وفي ظل العجز في النظام العربي الذي يمثل الغالبية السنية أن يستنهض المنطقة بالثورة على الأنظمة الحاكمة فيها والتي بدت عاجزة عن تحقيقات طموحات شعوبها وذليلة أمام الكيان الصهيوني.
واضح أن لديك موقف مسبق وسلبي تجاه الحركات الإسلامية السياسية ولكن يا عزيزي لا تقدم في المقابل إلا انتظار أن يتطور الشعب ويزيد وعيه!
من جهتي إما المبادرة للديمقراطية بشجاعة أو الثورة الشعبية لإحداث التغيير بالمنطقة من الوضع السيء الذي تعيشه.
تحياتي..


مبروك .... العلمانية تخسر - The Holy Man - 06-15-2009

مرحباً للجميع :

أعاني من مشكلة أساسية فيما يختص بمشاركاتي في المنتدى وهي أنها محكومة بوقتي الغير منظم فأحياناً يكون لدي الوقت لأشارك وأحياناً أفتقده .
وبينما يغريني الكسل لتجاهل مداخلات البعض كونها لا تحمل مضمون فكري مهم وإنما مجموعة من التشوهات الناتجة عن تمرير كتابات الآخرين ومعلومات الواقع على موشورات فكرهم فتظهر الصورة مغايرة لما يراد لها وغير صحيحة ... إلا أنه من الجهة الأخرى تشوه الصورة المقصود لدى الآخرين والمتعمد أحياناً نتيجة الأدلجة الظاهرة أو المستترة تارة ونتيجة قلة المعلومات تارة أخرى ، وتشوه الصورة الغير متعمد نتيجة التسرع في قراءة ما نكتب رغم أن ما نكتبه بسيط وبسيط جداً غير معقد فكرياً أو لغوياً ولا يوجد أي نوع من العبقرية داخل كتاباتنا ولا من يحزنون .. يطرح السؤال التالي : لماذا البعض يرفض أن يقرأ ما نكتب كما هو ، ويمعن في تحليل النوايا ... !!
وهنا اسمحوا لي أن أضع حداً لطروحات الزميل Awarfie مع أني لم أجد في مداخلته أي مضمون فكري حقيقي لنناقشه به وهي ليست أكثر من مجموعة مغالطات يعتقد أنه بتزيينها وبهرجتها سوف تكون ذات وزن ...

الزميل Awarfie :
اقتباس:و في الموضوع الاساسي لهذا الشريط نجد الكاتب يتحدث على التردد نفسه لتلك الموجة الفقهية ،المحتكرة للمعرفة ،و التي لا يتقنها الا انصار التيارات المتوحدة في الحكم الفردي ، بغض النظر عما تصدر من ذبذبات

بالنسبة لنظريتك في الذبذبات والتقاطك لترددات على موجات فقهية و التيارات المتوحدة ... إلخ من كلام لا قيمة له ... يبقى سؤال وحيد يشغل ذهني ولم استطع إيجاد الجواب له :
هل الترددات التي التقطها الهوائي خاصتك كانت على موجة فقهية FM أو AM ... ؟!


اقتباس:متجاهلا( الكاتب) ان الحكم السوري لو كان ديموقراطيا ،و بعيدا عن الفساد و المحسوبية و الهيمنة الانقلابية و التمييز الطائفي و المناطقي ... لما سمح للفكر الظلامي (الاخوان المسلمين) ان يبرز ، و يتألق ، في جرائم لا تقل شرا عن جرائم النظام نفسه ، و واضعا اللوم كله على الاخوان المسلمين للتغطية على المجرم الحقيقي الذي قمع الديموقراطية في سوريا و جعل كل الاحزاب و الطوائف سبايا بين يدي سلطته ، و هذا بدوره يعكس حسا طائفيا، بعيدا عن الموضوعية ، في النظر الى حركة الاخوان المسلمين ، بعض النظر عن ظلامية هذه الحركة السياسية ) .

سؤالي هل من الضروري أن أنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين حتى أستطيع نقد الإخوان المسلمين ولا أتهم بالطائفية ... ؟!!
إن جملتك هذه وفرت علي الكثير من الشرح لماذا أسعى للعلمانية ... العلمانية هي الوحيدة التي تهيأ لي أن أنتقد من أشاء دون حساسيات طائفية سخيفة وتحليلات عبقرية أسخف ..!!

وعلى كل حال فيما يختص بالإخوان المسلمين في سوريا الظاهر أنك تتمتع بجهل واضح لحركتهم (طبيعتها - وأهدافها ) ... الإخوان المسلمين لم تكن مشكلتهم أبدأ تداول السلطة والديمقراطية ... أصلاً هذه مفاهيم طارئة وجديدة على خطابهم يتسترون بها بحكم طبيعة العصر وبرجماتيتهم الشديدة ... الإخوان المسلمين كانت مشكلتهم الحقيقية هي المطالبة بسوريا الإسلامية (السنية حصراً) وأعتقد أنه لا داعي لأن أشرح لك ما أبعاد هذا الطرح التفجيري في المجتمع السوري ... اذهب وأقرأ عنهم وعن تاريخ سوريا الحديث قبل أن تتحفنا بآرائك...


اقتباس:قرأنا الموضوع كله ، بتفاصيله المملة ،و لم نجد ما يشير الى ان العلمانية خسرت في لبنان . فقد ربح الانتخابات تيار يؤمن بالعلمانية و نظام فصل السلطات ، أي بالعلمانية ، تماما

ثانية تكرر الخطأ الذي ارتكبته في موضوع "حزب الله بين سوريا وإيران" ، ففي ذلك الموضوع قمت بوصف الزعامات اللبنانية بالعلمانية والليبرالية وخلطت بين المفهومين والآن عدت لتكرر الخطأ وتصفهم بأنهم علمانيين مع أننا نبهناك وكأنك لا تتعلم ... إن جملتك أعلاه تدل على أحد أمرين إما أنك جاهل وإما أنك صاحب فكر مؤدلج لا يتورع عن الميكيافيلية ومحاولة استغباء القراء ...!!
أعطني علماني واحد من القيادات البارزة لـــ 14 آذار و 8 آذار مع براهين حقيقية على تصرفاتهم العلمانية وعلى تاريخهم تقنع العاقلين في هذا المنتدى وسوف أصمت ... وإلا فإن ورقة التوت التي تستر أدلجتك لن تبقى ...!!


اقتباس:حدثنا الكاتب ، بطريقة اكاديمية بحته ، عن شروط قيام الديموقراطية . و نشعر بانه في حالة انتظار مجيء غودو ، كما تحدث الكاتب المسرحي ، صاميويل بيكيت ، في مسرحيته الشهيرة Waiting For Godot" "

أعتقد أنها مسرحية جميلة ... ولكن كنت لتكون موفقاً أكثر لو شبهت الوضع بمسرحية نهر الجنون لتوفيق الحكيم ...


اقتباس:لكن هناك شروطا اخرى اكثر اهمية و اسرع ،و اكثر جدوى في تحقيق النقلة السياسية نحو مجتمع علماني ديموقراطي . و لن اضع نفسي في موقع من يعلم الناس و يحتكر الحقائق ولكني أشير على الكاتب ان يطلع على موضوع بمرتبة جيد جدا ، سبق للزميل " العلماني" ان طرحه في نادي الفكر ، بخصوص العلمانية ، وهو :
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=30249

بالنسبة لموضوع العلماني الذي استعنت به فقد قرأته كله ، وإذا كنت تقصد أن شروط تحقيق العلمانية في العالم العربي كما ذكرها العلماني ...وقد صنفته أنت بمرتبة جيد جداً ...
أجد أن العلماني والنقاشات في الموضوع ارتكزت في معظم النقاط إلى قضية الوعي ومشكلة نشر هذه الحالة لدى الجماهير العربية (الشرط الذي ذكرته أنا ولم يعجبك ..!!)... وعلى كل حال من جهتي أنصح الجميع أن يقرأوا الموضوع فهو مفيد بغض النظر عن بعض تحفظاتي على بعض التفاصيل الجزئية التي لا تنقض الفكرة العامة ...


اقتباس:"كنا نحلق الذقون فأصبحنا نقلع الأسنان " مثل شعبي لمن يتوقف عن عمل ، آنيا ومضطرا للقيام بعمل آخر ! و كاتبنا ، كان يتحدث عن الانتخابات و الديموقراطية و فشل العلمانية ،و فجأة بات يحدثنا عن :
" فكلنا يعرف أن الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط كانت تحارب المارونية السياسية وقتذاك ... وانتهت حقبة الحرب اللبنانية لتبدأ معها حقبة السنية السياسية .. واليوم قد تتقدم المواجهة في المستقبل القريب لتحد من السنية السياسية وتحل محلها الشيعية السياسية ربما ... وبغض النظر عن مكيافيلية البعض الذي يدعي العلمانية (أو ما شابه) في دعمه السنية السياسية في وجه الشيعية السياسية أو العكس .. سوف نرى في النهاية أنها حلقة مفرغة لا خلاص منها .. حتى أن الشعب اللبناني بطريقة ممارسته للحرية "المفترضة " التي يملكها يرفض الفكاك منها .. فما العمل ؟

و نلاحظ في هذا النص ، ان لا علاقة له بالموضوع على الاطلاق . و انه يعكس فهما غير دقيق للواقع اللبناني . و انه يعكس طلبا للتوضيح ، بالشكل الواضح تماما ، حيث ينتهي بعبارة "ما العمل ؟ " !

لن أتدخل في مجال خبرتك (حلاقة الذقون وما شابه) ... لكن الموضوع كله أنني لم أطلب توضيح لماذا حصل التداور بين المارونية والسنية والشيعية السياسية في التاريخ اللبناني الحديث بل تساءلت لماذا الشعب اللبناني لا يتعلم من تجاربه ويرفض كل هذه الطروحات التفجيرية ؟
حاول أن تفهم سياق النص قبل أن يسبقك لسانك ...


اقتباس:ترى هل الشيعية السياسية ، هي حركة ديموقراطية صاعدة ،و تحمل مشروعا سياسيا اقتصاديا ديموقراطيا يؤهلها لقيادة المرحلة ، مما يجذب المؤيدين !!!!

لا أعرف كيف استنتجت ذلك ولكن .. لو جلبت صبي عمره عشر سنوات وجعلته يقرأ نصي عن المارونية والسنية والشيعية السياسية سيستنتج أنني أرفض المفاهيم الثلاثة ...فكيف استنتجت أن وصفي لهم بالحلقة المفرغة يعني أني أفضل الشيعية السياسية ...؟!

اقتباس:لاحظ الكاتب ان في التاريخ السوري نقطة مضيئة، و هي انتخابات عام 54 الديموقراطية ، كما انه و بزلة لسان ، ذكر الانقلابات ، لانه لم يستطع الربط بين الانقلابات و اجهاض الديموقراطية السورية ، بل عزا عدم نهوض الديموقراطية الى عدم وجود مؤسسات ضامنة للديموقراطية ،و هذا ، للعجب ، لم يشرحه لنا .

أخشى أنك أنت الوحيد الذي لم يستنتج الرابط بين الانقلابات وإجهاض الديمقراطية السورية ... نصيحتي لك لا ترد فقط من أجل الرد حتى يبقى الحوار قائماً بيننا ...



الزميل ابن نجد :
لا أعرف إذا كنت تتبنى الطرح الذي اقتبسته أم لا ولكنه طرح متهالك ... شكراً لك



الزميل السلام الروحي :

اقتباس:وكيف تؤخذ الديمقراطية والنظام السياسي يمنع ويلاحق الناشطين السياسيين ، وكيف يتطور طبيعيا والنظام يقف في وجه هذا التطور الطبيعي؟

إن الديمقراطية العلمانية تستند في أحد مرتكزاتها إلى الحرية السياسية ولكن قليلين يدركون أن الحرية السياسية هي نتيجة طبيعية لحرية الفكر وحرية الفكر في حالة الشعوب العربية لا تنتزع من السلطة التي أفرزها المجتمع بل تنتزع من صميم مفاهيم المجتمع المتخلفة السائدة فيه ، والصدام الحقيقي مع المفاهيم الاجتماعية المتخلفة قبل أن يكون الصدام مع السلطة وشيء طبيعي أن تحاول السلطة أن تحافظ على مفاهيم المجتمع محاولة منها لكسب رضا الشعوب ... خذ مثال قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد انتفضت الشعوب ووافقتها الأنظمة بينما لديها مشاكل أهم تنتفض من أجلها والأنكى يقولون لك إلا رسول الله ...!!
يعني امسح بكرامتهم الأرض ليست مشكلة ، عاملهم بمرتبة الحيوانات ليست مشكلة ، ولكن المشكلة أن تتهكم على رمز ديني ... وكأن مستباح الكرامة يستطيع أن يحصل الكرامة لغيره ولرموزه ... !!


اقتباس:سأكشف لك أمرا أن الأكثرية السنية في سوريا كانت من حظ النظام السوري كونها عاجزة عن القيام بالثورة الشعبية ، وإنما بانقلابات عسكرية تتولى الحكم فترة أو بحركات مسلحة يتم القضاء عليها ومن ثم تشديد الخناق على المجتمع ، وهذا يلاحظ في مصر وفي السعودية وغالب البلدان العربية ذات الغالبية السنية ، ما تحتاجه سوريا وكثير من الدول العربية هي الثورة الشعبية لأنها ستنتزع الحقوق انتزاعا ، لأن الحقوق لا تؤخذ ، ولكن مشكلة المنطقة العربية أن الغالبية السنية فيها عاجزة عن انتاج الثورات الشعبية ، وأرى السبب في الثقافة والفكر السني نفسه ولو حدث تحول في الفكر الأغلبي بتقليصه للنصف من قبل الفكر الشيعي لرأينا تحولا كبيرا بالمنطقة ، فالفكر الشيعي من وجهة نظري قادر في ظل المتغيرات التي طرأت عليه من قيام الثورة الإيرانية من ثلاثة عقود ، وفي ظل العجز في النظام العربي الذي يمثل الغالبية السنية أن يستنهض المنطقة بالثورة على الأنظمة الحاكمة فيها والتي بدت عاجزة عن تحقيقات طموحات شعوبها وذليلة أمام الكيان الصهيوني.

بناء على كلامك السابق ... هل تستطيع أن تفسر لي سبب عجز الشيعة في بداية التسعينات عن تحقيق ثورة شعبية على صدام حسين رغم أن الأغلبية في العراق لهم ... !!

اقتباس:واضح أن لديك موقف مسبق وسلبي تجاه الحركات الإسلامية السياسية ولكن يا عزيزي لا تقدم في المقابل إلا انتظار أن يتطور الشعب ويزيد وعيه!

الحركات الاسلامية السياسية لا تستطيع أن تجمع الفئات السورية كافة لو أخذناها كمثال ... وسؤالي أين ستذهب بالمسيحيين وهل ستكون مواطنتهم كاملة ...؟
وبالنسبة لطرحي لا أتبنى الانتظار وسياسية التطور الطبيعي بل يجب القيام بحركات تغييرية ولكن الفرق بيني وبين الجميع أني أرى الصرع يبدأ أولاً مع المجتمع وليس مع السلطة ... هذا الصراع يسعى لتغيير وتكريس فهم جديد متقدم ... وحتى أكون أكثر بساطة سوف أعطيك مثال بسيط ...
المجتمع السوري مجتمع أبوي تسلطي لا زال يعاني من مشكلة جرائم الشرف مثلاً ... كيف تستطيع أن تتقدم بمجتمع لا يؤمن بالقيمة الإنسانية فضلاً عن قيمة الحرية الفكرية نحو الديمقراطية وتستطيع القياس على ذلك ...



زميلنا فلسطيني كنعاني :
طرح عقلاني ومتوازن ...



في النهاية لا بد لنا أن نتناول مشكلة المجتمع السوري والمجتمعات العربية في عجالة

إن المجتمع السوري تمتع بثقافة سياسية عالية بعد الاستقلال أدت به إلى التعددية وخلق تيارات سياسية وأحزاب كان لها أثر عميق على سورية وعلى المنطقة ... ومن المجحف أن نتناول هذه التجربة بخفة ظاهرة وسطحية بالغة وإن فشل هذه التيارات على المدى الطويل بسبب تكلس قياداتها وعدم تكيفها مع المتغيرات السريعة الدولية من جهة وبسبب ضغط المشاريع الاستعمارية والصهيونية في المنطقة من جهة أخرى لا يعني أن هذه التيارات لم تكن ذات حيثية سياسية وشعبية ذات يوم ..

يستطيع أي مسطح أو متحاذق أن يقول أن المشكلة تكمن في الدكتاتورية والدكتاتور والسلام ويدير بظهره وينصرف معتقداً بأنه شخّص المشكلة بذكائه الخارق ووجد الحل ببداهته النادرة ....
ولأن هذه الدول التي أُفرِزت اليوم في عالمنا العربي عبر حركة مسيرة تغيرية طويلة هي ليست إلا نتاج الشعوب وعلى شاكلة الشعوب وثقافة الشعوب التي أنتجتها لا بد لنا أن نكون أكثر عمقاً في تحليل المشكلة وأكثر تأنياً في وضع الحلول ...

هناك مجموعة قضايا مهمة يجب الانتباه لها :
- إن السلطات في الدول العربية هي على شاكلة الشعوب أبوية كما شعوبها ...

- إن رأس السلطة يتحمل بشكل أو بآخر جزء من المشكلات التي تعانيها شعوبنا في الوقت الراهن ...

- إن الشعوب تتحمل جزء من المشكلة التي تعانيها هي نفسها اليوم ...

- إن المشاريع الغربية والصهيونية تتحمل جزء من المشاكل التي تعانيها منطقتنا اليوم ...
ولهذا نرى هناك ثلاث تيارات طاغية في النخب العربية "الغير المثقفة" تيار يلقي اللوم على الدكتاتوريات ويحملها أسباب كل الفشل الحاصل ... وتيار آخر يلقي اللوم على الشعوب ويعتبرها غير قادرة على التطور نتيجة تراكم عوامل كثيرة ... وتيار يعتقد أن المؤامرات الأجنبية هي السبب الوحيد في تراجع هذه الأمة ...
ومن المنصف القول أن هذه الأمور مجتمعة شكلت عوامل لتراجع واقع شعوبنا المعاش ..

- إن القضية الفلسطينية لها أثر محوري في تشكيل المشهد الداخلي للدول العربي
فلو نظرنا في التاريخ العربي الحديث للأنظمة العربية باستثناء الخليجية وبعض الدول البعيدة طبعاً نرى أن الانقلابات جاءت بسبب الاحباطات والانتكاسات التي عانتها الأنظمة التي سبقتها في معالجة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ففي سوريا أدت النكبة إلى توالي الانقلابات العسكرية ، وفي مصر أدت إلى ثورة يوليو .... ومن ثم أدت النكسة في سوريا إلى انقلاب داخل البعث نفسه وتسلم حافظ الأسد ، وفي ليبيا لمن لا يعرف أتى انقلاب القذافي على نفس الخلفية ... وتستطيعون استعراض التاريخ العربي بشيء من التفصيل بنفسكم ... لكن جلّ ما أحببت أن أقول هو أن القضية الفلسطينية كانت لها التأثير الأكبر على الداخل العربي ...

- الاشتراكية... حلم دغدغ العرب أيضاً وسببه الرئيسي هو وقوفه إلى جانب الشعوب نظرياً كنظام والأهم أنه لم يكن النظام الذي تتبعه دول الغرب المستعمرة للمنطقة العربية سابقاً والداعمة للمشروع الصهيوني ...

- يضاف إلى هذا وذاك ارتباط شعوبنا بالقبلية وعدم تخليها عنها ....

- يضاف إليها أيضاً ارتكاس شعوبنا العربية إلى الفكر الديني بسب عدم صلابة الأرضية المعرفية التي تستند إليها في مواجهة مشاكلها من جهة وبسبب دعم السعودية لهذا الفكر بكل طاقاتها الممكنة ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً في الثمانينات ...

- عدم السماح للشعوب العربية الاقتراب من النموذج الغربي والاطلاع عليه عن كثب والاستفادة منه ... فالغرب كان يدعم إسرائيل ومشروعها التوسعي وكان من غير الممكن الاقتراب من الغرب بسبب ضغط الشعوب نفسها لعدم قبول الغرب لأي نظام عربي قبل أن يعترف بإسرائيل وهذا ما كان مستحيلاً وقتها ...
يحضرني هنا حافظ الأسد كمثال ... هو لم يكن معادي لأمريكا والغرب أبداً ولكن قضى معظم فترة حكمه محاصر من أمريكا والغرب بسبب إسرائيل ...كذلك جمال عبد الناصر ...

إن أكثر ما يبعث على الاستغراب هو الجهل أو التجاهل لواقع التاريخ عند استعراض هذا البعض للتاريخ ومحاسبة رجالاته ...
ففي الشأن السوري مثلاً ... يأتينا البعض ليقول أن البعث سبب كل المشاكل التي تحصل لسوريا اليوم ... ناسياً أو جاهلاً أن البعث كحزب كان له حيثية شعبية حقيقية واسعة في سوريا وليس حزب هابط على سوريا من المريخ ...!!

وهذا الحزب قد أتى بسبب طروحاته العروبية والوحدوية والاشتراكية ... ولو ركزنا قليلاً في الصورة سوف ترون أن فشل حزب البعث(1) في سوريا قد اختزل فشل شعبي في مضمونه أيضاً ... فهذا الفشل النابع عن وصول القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود ووصول النظام الاشتراكي ككل إلى طريق مسدود ... ووصول الطروحات الوحدوية إلى طريق مسدود أيضاً ، فإذا كان جناحي البعث في سوريا والعراق لم يستطيعا الاتفاق فكيف سيتفق البعث مع دول الخليج مثلاً ...!!


خلاصة القول إن الشعوب العربية وما أفرزت من تيارات وأحزاب سياسية لم تصل إلى حلول إبداعية لمشاكلها التي تواجهها بل رأينا هذه الشعوب تقوم بخطوة رجعية نحو الدين في محاولة هروب واضحة من الفشل على مستوى القضية الفلسطينية وحلمها في الوحدة وعلى مستوى القهر الذي عانته في الداخل ... والشعب السوري واحد منها ، وما محاولة الشعب إلقاء اللوم كله على الحاكم أو تيار سياسي إلا هروب من واقع مرير ليريح ضميره بأنه لا ذنب له فيما يحصل ، وكأنه لم يفرز هذه التيارات ويدعمها في وقت من الأوقات وليس مسؤولاً عن تصحيحها .

نعم لا يجوز التمادي في جلد الذات وإلقاء اللوم على شعوبنا كونها مقهورة ولكن أيضاً لا يجوز التنصل من المسؤولية بإلقاء اللوم كله على الحكام ، وإلقاء الحكام اللوم بدورهم على المشاريع الخارجية ...

الحصيلة كلنا ملومون وإن بنسب مختلفة (حكاماً وشعوباً ) والظروف ساهمت أحياناً في تكريس هذا الفشل ... نحن من سمحنا للعسكر أن يحكمونا وتراخينا واستقلنا من واجباتنا وعدنا لنستعين بالدين من أجل أن ينتشلنا من مأزقنا في تكريس إضافي للاستقالة والفشل ، من السيئ إلى الأسوء خط ممتد ...


---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1 - يطول الحديث حول البعث وتاريخه وسبب وصوله إلى طريق مسدود في خياراته ليس هذا مجاله ولكن أحببنا أن نلقي الضوء سريعاً على المشكلة



آسف على الإطالة وشكراً للجميع


RE: مبروك .... العلمانية تخسر - بسام الخوري - 06-15-2009

إن أكثر ما يبعث على الاستغراب هو الجهل أو التجاهل لواقع التاريخ عند استعراض هذا البعض للتاريخ ومحاسبة رجالاته ...
ففي الشأن السوري مثلاً ... يأتينا البعض ليقول أن البعث سبب كل المشاكل التي تحصل لسوريا اليوم ... ناسياً أو جاهلاً أن البعث كحزب كان له حيثية شعبية حقيقية واسعة في سوريا وليس حزب هابط على سوريا من المريخ ...!!







يستعملون هذه الكلمة لأنها الأسلم لهم أي للتقية وهم يعنون النظام العلوي الأقلوي الحاكم ....وإلا تم اتهامهم كميشيل كيلو بإثارة النعرات الطائفية والسعي لتجزئة البلاد ....فأنا أعتقد إنك عم تتشاطر وتتحاذق بالكلام مثل أوارفي ....

103