حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. (/showthread.php?tid=33872) |
RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - طريف سردست - 06-14-2009 (06-14-2009, 10:58 PM)Jugurtha كتب: ثم بعد ذلك مين اداك الفيتو ده اللي بتتعنطز بيه الوقائع اللي على الارض RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - إســـلام - 06-14-2009 اقتباس:يا اخ اسلامإسلام هو أفضل إسم في العالم يا جاجورثا Jugurtha ، ومع ذلك إرجع للأصل اللغوي ( الفعل الثلاثي ) سلم: ويأتي من السلامة والسلام والجبر ، ومعناه الظاهر التسليم طواعية ، أو التغيير السلمي ، اقتباس:ثم بعد ذلك مين اداك الفيتو ده اللي بتتعنطز بيهمجرد ترتيب منطقي أرد به على ترتيب صاحب المبادرة العربية المذكورة أعلاه! اقتباس:مصر مصرية وخلاصلا أحب دفن الرؤوس في التراب والحلم بالوصول للقمم، بل تقبل كل شيء والتعايش مع كل ما فينا من أفراح أو آلام ما دمنا لا نملك أن نغيره. اقتباس:ومن غزا مصر فليعد من حيث اتى ومن رضي ان يكون مصريا اهلا به على شرط هو اللي يندمج في اهل البلد وليس العكسالمهم البلد الآن بأهله ( ونسبة المسلمين في تزايد مستمر ومتسارع )، ولله الحمد والشكر والتسبيح ، اقتباس:واكبر مكذبة في التاريخ هي العبارة السمجة مصر العربيةوالفاتيكان ؟ فتاكةُ تفتك فتكاتٍ ؟ مصر هو اسم عربي، وإيطاليا إسم طالياني، اقتباس:ما اعرقش ليه العسكر اللي جابوا هذا الاسم المشاوم راحوا ف ستين داهية والاسم لسه شغال في الاعلام الرسميربما ! لأن أهلها أحبوه( الفاتح ، الإسم ) ، RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - بهجت - 06-15-2009 الجزء الثالث و الأخير . ماهو الحل ؟ . هناك الكثير جدا الذي يمكن عمله ،و لكن هناك أيضا الكثير الذي يجب التوقف عن عمله قبل الشروع في العمل ، علينا أن نتوقف عن الشحن الطائفي من بعض رجال الدين المسلمين أساسا و أيضا المسيحيين ، إننا لسنا في حاجة إلى المزيد من دعاة الطائفية ، و لكننا في حاجة ماسة إلى مزيد من فرج فوده و كل الرجال و النساء الموجودين في هذه القاعة ، علينا أن نتوقف عن معالجة قضية الفتن الطائفية كمجرد قضايا أمنية ، و أن نتعامل معها كقضية سيادية سياسية و ثقافية من الدرجة الأولى و أخيرا جدا و كخط أخير كقضية أمنية . بعد ذلك فمن الطبيعي أن نقاوم التعصب بالقضاء على أسباب انتشاره الأساسية كالفقر و الجهل و الإنعزال و تغيير الأفكار النمطية السلبية تجاه الآخر ، و لكن تلك الإجراءات العامة لن تكون كافية بدون إجراءات موجهة خصيصا من أجل التغلب على التعصب ، وهناك إجراءات يمكن أن نلمسها و لهذا نقترحها من واقع خبرتنا العملية منها . 1. الجانب الأمني : وهذا المستوى برمته من مسؤولية الدولة و أجهزتها . 2. الجانب السياسي : المشاركة في صنع القرار ،و يكون احتمال خفض التعصب كبيرا عندما يشترك في القرار أكبر عدد من ممثلي الجماعات المختلفة ، و هو في حد ذاته سبب هام كي يتغلب الأقباط على سلبيتهم السياسية ، وهذا يتحقق خلال تشكيل الأحزاب الليبرالية و العلمانية و المساهمة النشطة للأقباط فيها ،و حظر تام لكل الأحزاب و التنظيمات و الدعوات السياسية الدينية ، و نحن في هذا لا نطالب سوى بتفعيل روح الدستور و بنوده . 3. الجانب الثقافي : يجب ان تعود الدولة للقيام بدورها الثقافي و التنويري خلال إعلاء قيم الليبرالية و إعادة الوطنية المصرية إلى الصدارة بديلا للإسلام السياسي ، و التحاور الجاد العميق و الشفاف بين كل عناصر الأمة المصرية و مكوناتها على أساس من المساواة التامة ،و ربما تكون مشاركتنا في هذا القاء و غيره نموذجا لمثل هذا الحوار . 4. الجانب القانوني : و أهم ما يمكن حدوثه هو إلغاء النص الدستوري حول دين الدولة و الشريعة الإسلامية ، ثم تنقية القوانين من كل صور التفرقة الدينية و التمييز العنصري و الديني و الثقافي ، قانون واحد للمباني الدينية ، قانون واحد لحرية العقيدة ، قانون واحد للزواج المدني و هكذا ، موازيا لذلك ضرورة معاقبة الشحن الطائفي و نشر الدعوات الإرهابية بحجج واهية مثل أنها معلوم من الدين ، فالطائفية و الإرهاب و الإغتيال و ترويع الآمنيين مجهولا و منكرا في كل الشرائع و الأديان ، و هنا لابد أن نشير أن النظام القانوني في مصر لم يدع أبدا ضد أي من دعاة الطائفية و المحرضين على الإرهاب الفكري في مصر ، رغم أن الأحكام التي تصدر ضد دعاة التسامح و التنويرين لم تتوقف أبدا . 5. الجانب الإجتماعي : تنشيط حركات المجتمع المدني خاصة من جوانبها الإجتماعية و التي يتوحد فيها الأقباط و المسلمون من أجل الإتصال المباشر بين الجماعات. هذا الإتصال يسهم في تخفيف حدة الأفكار النمطية ، و من المعروف حتى على مستوى الخبرة الفردية أن التقارب و التفاعل يزيد من المودة ، وهذا نلمسه بين الزملاء في الجامعة أو في الفرق الرياضية و في زمالة السلاح بين ضباط و الجنود في القوات المسلحة و الأمن ، و لكي يكون هذا الإتصال ناجحا يجب أن يكون هادفا كأن يتعاون الفرقاء في تحقيق هدف واحد ،و أن يتم ذلك بشكل حر غير رسمي أو مقيد ، كما يجب أن يتم توعية الجميع بتحاشي المعتقدات النمطية السابقة ، كذلك أن يتم اللقاء بين أكفاء متساويين اجتماعيا و ثقافيا ، من أجل تحقيق أهداف إجتماعية محددة مثل تطوير الصحة و التعليم و البيئة و نوعية الحياة و هكذا . 6. البرامج التربوية .من المعروف أن التعصب يقل بين خريجي الجامعات عن غيرهم ، كما تلعب البرامج و الأساليب التربوية الصحيحة دورا هاما في مكافحة التعصب ، و هنا تلعب الأسرة المتحضرة دورا حيويا في هذا المجال ، و قد استخدمت أمريكا بنجاح البرامج التعليمية في مكافحة التعصب و التمييز العنصري ضد السود ، وهناك متخصصون يمكن الإستعانة بهم في هذا المجال . 7. التزويد بالمعلومات عن الآخرين . فالمعرفة هي ضد التعصب ،و عندما يتعلم المسلم مثلا تاريخ الكنيسة أو المسيحية في العالم سيكون تعامله مع المسيحي خاليا من الأفكار النمطية السلبية ، و بدلا من أن يكون لامباليا أو معاديا للمسيحي سوف يزداد إهتمامه به ،و العكس أيضا صحيح ، هذا النوع من المعلومات يجب أن يستقى من مصادر أصلية ، وهذا يختلف عن المعلومات السطحية التي يستقيها البعض من مصادر مغرضة من أجل توظيفها في مساجلات طائفية كما يفعل بعض الصبية و الشباب على الشبكة . 8. العلاج النفسي للمتعصبين . إذا تميز التعصب بوجود مظاهر القلق و التوتر وعدم الإستقرار الإنفعالي كما هو الحال مع أعضاء الجماعات الإسلامية الإرهابية ، يجب أن ننظر للتعصب في هذه الحالة على كونه مرضا و أنه يحتاج إلى العلاج النفسي المباشر للإضطرابات الانفعالية التي يعاني منها المتعصب ، ولا يقتصر الأمر على الحوارات الدينية و دفعهم للمراجعة الفقهية كما حدث بالفعل ، فكثير من المتعصبين مرضى نفسيين منفصمين إجتماعيا و سيعودون للإرهاب الذي أصبح نمطا سلوكيا مرة أخرى لو لم يتم عزلهم وعلاجهم نفسيا . هذه مجموعة من المقترحات المبدئية نتمنى أن يثريها الزملاء . خاتمة . إننا كمثقفين تنويرين لسنا أبناء للوطن فقط بل نحن أيضا آباؤه ، و علينا ألا نتخلى عن واجب القيادة و التوجيه مكتفيين بدور التابع المشفق المحب !، إن مكان الحكماء و العقلاء و المواطنين المخلصين هو المقود ،و لكننا نترك المرتزقة و المرضى يقودوننا بالشعارات و الإرهاب الفكري و الجسدي .إنهم يعتقدون أنهم أغلبية لأنهم يعيشون داخل جحورهم و في الشرانق الأصولية ولا يرون العالم حولهم ، ربما كانوا أغلبية الآن في بعض الأزقة و العشوائيات ،و لكنهم أقلية مهترئة في العالم كله ، هم ضعفاء و ضائعون وهم يشعرون بذلك لهذا يستقون بالوقاحة و العنف الأجوف و الصياح الحيواني .. هذا كل ما هناك . إن رياح الحرية في كل الأشرعة و لن نبقى استثناء طويلا . إن الضوء ليس فقط في آخر النفق ..و لكن الحرية ستحطم كل الأنفاق . إن مواجهة الطائفية في مصر ليست مسؤولية البابا و لا رجال الدين ، و لكنها مسؤولية كل الرجال و النساء المحترمين و العقلاء من مختلف الأديان ، مسؤولية المثقفين المتحررين و العلمانيين و الليبراليين الذي صنعوا هذه الحضارة العظيمة و عليهم اليوم القتال كي يحافظوا عليها ، يقاتلون كل أعداء البشرية .. عليهم اليوم أن يواجهوا بن لادن و جورج بوش و أفكار سيد قطب و خلفاء شارون بحزم و على قدم المساواة . RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - bassant - 06-15-2009 استاذ بهجت اعتقد المشكلة بالدرجة الاولى هى حالة احباط عام بسبب سوء الظروف الاقتصادية فى الغالب عندما تسوء حالة الدولة الاقتصادية يظهر شىء من الانحلال الاخلاقى بسبب الرغبات المكبوتة و الضغط الذى يولد التمرد على كل شىء و اى شىء ايا كان تتولد طاقة سلبية يمكنها تدمير كل شىء و اى شىء سواء كان دين او قيم او عادات و تقاليد او حتى الوطن و يظهر التيار المضاد لهذا الفكر و هو التيار الدينى فتجد من يتخذ الدين ملجأ و ذلك ايضا نتيجة الاحباط يعتقد ان الدين هو الحل و تظهر التيارات الاسلامية و المسيحية و لكن من يحرك هذه التيارات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل الرغبة الاولى و الاخيرة هى الوصول الى الايمان و الرقى بالمجتمع ؟أم شحن الشباب المحبط بافكار الاضطهاد و التطرف تحت شعار الدين ؟ فتجد دروس الدين بالمساجد تشحن عقول الشباب بالافكار من قبيل الاسلام هو الحل و كيفية الوصول الى الدولة الاسلامية التى بالفعل ستحقق الحياة الافضل اعلم جيدا ان الكثيرين سيقولوا هناك خطاب دينى اسلامى معتدل فى بعض المساجد و لكن للاسف هذا لا يوجد و السبب بسيط هو خطبة الجمعة التى طالما يندد فيها الخطيب بالمشركين الكفرة عبدة الثالوث و لا تبدا بالسلام على غير مسيحى و الخ الخ من الكلام المحفوظ و فى الناحية الاخرى تجد الكنيسة تقول احبوا اعداءكم و لكن انظر الى بواطن الامور ( احنا نحب المسلمين اه لان المسيح قال احبوا اعداءكم لكن ندخل معاهم فى شركة لا كل واحد فى حاله يلا نصليلهم و نصلى لمصر مبارك شعبى مصر عايزين مصر تبقى للمصريين بجد و الخ الخ الخ) ماذا نتوقع بعد هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و ان لم يكن الامر وصل الى الفتنة الطائفية المعلنة بشكل صريح ( اه مش ماشيين بمطاوى لبعض) لكن ما حال الشباب المحبط العاطل عندما يستمع و يقتنع و تصبح هذه قضيته؟؟؟؟؟؟؟؟ ذلك غير حملات التنصير و الاسلمة و انتشار المواقع المستفزة من اختبارات متنصرين و من شهادات مسلمين و الاسباب لا علاقة لها بالايمان و لا الوصول الى الله فمن يهمه الايمان و الوصول الى الله لا يهمه كيف و اين فجميع الطرق تؤدى الى روما الاهداف فى النهاية اهداف سياسية و لعبة شبيهة ب(العسكر و الحرامية ) بين كل من الاخوان و اقباط المهجر و الضحية فى النهاية مصر و شبابها من اجل مصر يجب اعلان الدولة العلمانية و التوعية بمفهومها فللاسف حتى الآن الكثير يمزج بين مفهومى العلمانية و الالحاد يجب فصل الدين عن الدولة بشكل نهائى و لكنه صعب للمصالح السياسية لممولى الفكر الوهابى الذى انتشر فى مصر و ايضا للاتجاه الاخر و ما يشمله من اقباط مهجر .............. RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - Mr.M - 06-15-2009 مصر اسلاميه وللمسلمين ... وايطاليا كمان للمسلمين ... واللي مو عاجبه يهد براسه الحيط. RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - بهجت - 06-16-2009 الأخوة الأعزاء . تحياتي و تقديري لكل المشاركين . اسمحوا لي أن نتناول الردود وفقا للموضوع . عن خطورة المشكلة . اقتباس:يؤكد الأستاذ جعفر علي على أن (لأن الجبهة الفبطية الاسلامية في مصر هي الأكثر سخونة وتطرفاً بين أمثالها من الدول العربية ) و هذا أيضا ما يدل عليه مقال الكاتب اللبناني جورج ناصيف الذي طرحه علينا الأستاذ جعفر علي في نفس المداخلة ، في نفس الإتجاه يشير الأخ العزيز طريف سردست على أننا تأخرنا بالفعل في علاج هذه المشكلة التي ( يجب ان يكون قد تحققت منذ عصور) ، كما انه يتشكك في جدوى طرح المشكلة على الشبكة و يرى أن (قرع اجراس الخطر على صفحات بضعة منتديات منسية، بعيدا عن اجراءات حقيقية مؤثرة، وفي ظل تصاعد إتجاه معاكس على ارض الواقع، لايعطي تعبير "اننا كمصريين سنرفض بكل قوة" ابعادا واسعة، ولكنه يبقى صوتا مصريا لاغنى عنه ) ، بينما لا يرى الزميل Mr.M أن هناك مشكلة ،و الأمر كله محاولات مريبة من مسيحيين يؤيدون جمال مبارك ! ، بينما يقول الأخ العزيز Albert Camus (لا أعتقد أن المشكلة تخص الدين قدر ما هي متعلقة بالإنسان.) كما ان (وهذا الأمر ليس خاصاً بمصر) ، و يؤكد لنا الأخ Jugurtha على صعوبة المشكلة و أن (التعصب ان اقترن بالدين فالامر لن يكون امرا سهلا ابدا ) ، و ترى الخت الكريمة بسنت أن ( لم يكن الامر وصل الى الفتنة الطائفية المعلنة بشكل صريح ( اه مش ماشيين بمطاوى لبعض)) .................................................. أتابع بحزن قضية الوحدة الوطنية أو ( الفتنة الطائفية ) منذ انفجارها في السبعينات ، و خلال تلك الفترة تصاعدت وتيرة الحوادث ( المؤسفة ) و أسلوب معالجتها ، و أيضا تقدير المفكرين و أجهزة السلطة لخطورتها ، فهناك صقور المسيحيين و أفباط المهجر ( الصقور ) وهم يرون المشكلة متفاقمة و بالغة الخطورة ، بينما تراها أجهزة الأمن و المتأسلمون حوادثا طبيعية و لا تشكل ظاهرة ، و ان كل شيء تمام التمام و تحت السيطرة ، يبقى هناك من يحاول تقييم المشكلة بشكل موضوعي ، وهؤلاء يتراوحون من المثقفين العقلانيين و الليبراليين و الإسلاميين المستنيرين – على ندرتهم – و أيضا الأقباط العلمانيين ( الحمائم ) ، و هؤلاء أيضا على خلاف في تقييم مدى خطورة المشكلة ،و لعل التقييم الذي أوردته بأن (إن ما لدينا في مصر و ما نواجهه كمسلمين وطنيين قبل المسيحيين هو في جوهره مأزق ثقافي و ليس مشكلة قانونية أو دستورية سوى في بعض أوجهها ، .... أن مشكلتنا هي التمييز الديني religious discriminationو ليس الإضطهاد الديني oppression religious إلا في بعض الإستثناءات ........... إننا بذلك التوصيف نسعى إلى التدقيق الإصطلاحي و ليس إلى التقليل من حجم المشكلة ، فالمشكلة خطيرة بالفعل ،وأخطر ما فيها هو طابعها الثقافي ، لأنها تتحول بذلك إلى قضية طويلة معقدة لا يمكن حسمها بالضربة القاضية بل بجولات متعددة ، هنا أيضا لا يجب أن نخدع أنفسنا بالحديث عن الإنجازات الليبرالية لثورة 1919 ووحدتها الوطنية و هلالها الحاضن للصليب ، لأن ثورة 19 الليبرالية هي بلا إمتداد حقيقي في مصر اليوم ، علينا أن نواجه مشكلة طائفية توطنت في مصر لمدة 35 سنة متصلة بلا مواجهة ولا علاج مكتفين بتجميدها في ثلاجات أمنية ، وهاهي تتفجر في وجوهنا جميعا مثلما يحدث في أبعد مجتمعات جنوب الصحراء عن الحضارة) . ربما لا تكون مشكلة الطائفية في مصر حاليا بخطورة المشكلة في العراق أو في السودان و لبنان ،و لكن ذلك يعود بالأساس إلى قوة الأجهزة الأمنية للنظام ،و لا يعكس متانة الوحدة الوطنية ولا طبيعة العلاقات بين عنصري الأمة ، هذه المشكلة ستنفجر في وجوه الجميع لو ضعفت قبضة النظام لأي سبب ، فالنظام المني القائم في مصر هو وحده الذي يتصدي بشكل حقيقي لقوى الإرهاب الديني ، بل لا أستبعد أن تستدعي تدخلات خارجية لو تمكن الإسلاميون من الوصول إلى الحكم ، فالإسلاميون في مصر لا يمتلكون عقلانية ولا تحضر حزب العدالة و التنمية التركي ،ولا هيكلية القيادات العقلانية التاريخية للشيعة ، إسلاميو مصر مجموعة من أكثر التجمعات السياسية تخلفا في العالم كله ،ولا يزيدون في شيء بل يقلون كثيرا عن طالبان أفغانستان . أما عن ملاحظة الأخ طريف سردست حول أن (قرع اجراس الخطر على صفحات بضعة منتديات منسية، بعيدا عن اجراءات حقيقية مؤثرة، وفي ظل تصاعد إتجاه معاكس على ارض الواقع، لايعطي تعبير "اننا كمصريين سنرفض بكل قوة" ابعادا واسعة، ولكنه يبقى صوتا مصريا لاغنى عنه ) ، فأحب أن أذكره أن هذه الدراسة أعدت كي تطرح على تجمع من نشطاء الوحدة الوطنية في مصر (مؤتمر الساعين للخلاص من الطائفية ومن التمييز الديني ) ،و بالتالي فربما كانت هناك فقرات تاخذ طابعا خطابيا تلائم المناسبة ، رغم هذا فلست اخدع نفسي او اخدع الزملاء ،و أرى أن هذا المقال لن يغير شيئا بمفرده ،و لكن لنتذكر أن المحيط هو مجموعة من قطرات المياه ، آمل أن يكون يكون صوتي مع غيره من ملايين الأصوات الخيرة هي قطرات المياه التي ستصنع تيار الحضارة في وطننا العربي ، متذكرا قولآ دائما أردده أنه " ليس هناك أمل يمكن استكباره أو عمل يمكن استصغاره " . هذه القضية كانت أساسا هاما لحزب المستقبل الذي أسسه فرج فوده واستشهد وهو يسعى لإقامته ، كما شاركت مع المرحوم فرج فوده و مختلف القوى الوطنية المستنيرة في تشكيل لجان الوحدة الوطنية في الثمانينات ، وقد انضم إليها كبار الشخصيات المسلمة و المسيحية ، وكان حزب المستقبل تحت التأسيس ناشطا في هذا المجال إلى الحد الذي اعتقد البعض أن تلك اللجان تتبع الحزب ،و لكنها لم تكن كذلك فقد انضم إليها أقطاب من مختلف الأحزاب بما في ذلك الحزب الوطني مثل المرحوم الوزير حسن أبو باشا و الوزير محمد إبراهيم كامل و د/ مصطفى الفقي و ....، و هناك أيضا مختلف الطيف السياسي مثل د/ ميلاد حنا و د/ رفعت السعيد ( تجمع ) و المرحوم خالد محمد خالد ( مستقل – إسلامي ) و المرحوم د/ فرج فوده و الأستاذ وجيه خير ( مستقبل ) و د/ محمود أباظه ( وفد ) و .... الخ . إلى لقاء حول نقطة أخرى من التي تناولتها المشاركات . RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - Jugurtha - 06-17-2009 الاستاذ بهجت المحترم
شكرا على صبرك وجديتك والمواظبة على امتداد سنين في هذا النادي نخاف ان يكون المثل :" اتسع الخرق على الراتق " يصدق جدا على مصر الايام دي لننظر ولنتفحص الهوية مكتوب عليها : الديانة الاسماء : سمح للمسيحيين بحمل اسماء بصيغة اوربية : جورج، ميشال ، مع ان الاسماء الدينية من اصول شرقية ولكن تجد المسيحي يفضل اسم سيمون على اسم سمعان رغم ان الثاني هو اصل الاول هيجان الشارع الاسلامي : وهو شيء لا يطاق وكان احرى على بلد كمصر ان يكون علمانيا قبل فرنسا واسبانيا ..... لان الحل في البلدان ذات الطوائف الدينية هو العلمانية ولا شيء غير العلمانية ردود الفعل القبطية والاستقواء بالعالم المسيحي امبارح كنت اتابع قناة فضائية لمسيحيي مصر في المهجر اعتقد اسمها الروح القدس يعني ارمادا اعلامية ردا على الارمادا الاعلامية الاسلاموية التي تبث من بلدان الخليج على الخصوص المماحكات والمشاحنات وما يطلق عليه هنا في النادي بالهرتلات التي اصبحت ظاهرة ملفتة لا يمكن الاستخفاف بها او تجاهلها غياب مشاريع تنموية لاخراج مصر من عنق الزجاجة (وادي النيل) في بلد فيه اكبر ثروة مائية في العالم 90 % من مساحته صحراء ميتة كنت قبل سنوات اراهن على ان سيناء في ظرف 10 سنوات ستكون كاليفورنيا مصر ..... واهي النتيجة ولا حاجة فين ضخ مياه النيل باتجاه الصحراء (واحات الخارجة والداخلة والفرافرة ...............ز) فين بناء مدن جديدة لفك الخناق على القاهرة اخي بهجت : اتسع الخرق على الراتق ازمة مصر كباقي بلدان العالم العربي ازمة نظام يعني من اصغر شاويش الى قمة الهرم تحياتي RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - فرعون مصر - 06-17-2009 العزيز بهجت لا اتذكر اننى قراءت لك من قبل حول المشكلة الطائفية ،ربما لعدم انتظامى فى النادى وكعادتك دائما كم كان طرحك مفيد وتحليلاتك تثير الكثير من النقاط التى تستدعى الحوار والنقاش حولها ،فأنا أعتقد ان مشكلة التعصب والطائفية هى الخطر الأكبر على الامن القومى وهى التهديد الحقيقى للأمن والسلم الداخلى ،والأمثلة حولنا تغنى عن الاسهاب كما أرى انها مسئولية الليبراليين والمعتدلين من المسلمين والمسيحيين والمهمومين بمستقبل هذا الوطن،أن أخطر ما يمكن أن نفعلة هو الا نفعل شئ ونقف نشاهد ونسمع المتعصبين والمتهوسين يحطمون بلدنا ويقتلون أنسانيتنا لنتحول الى مجموعه من المجاذيب تتناحر مع الآخر وكل أخر فالتعصب طريق بلا نهاية،أن من يتعصب اليوم ضد المسيحى فهو غدا ضد الشيعى وبعد غد ضد السنى المختلف معة وهاكذا المسيحى اليوم ضد المسلم وغدا ضد الانجيلى ثم الكاثوليكى ،انه طريق الدمار طريق السودان والعراق لعلك تتذكر اننى كنت دائما أقول أن مشكتنا بالاساس ثقافية فنحن فى حاجة الى ثوره ثقافية ليس من اجل حل ما درج على تسميته الفتنه الطائفية بل بالاساس للخروج من الكبوه الحضارية التى عاشت معنا حتى اصبحت مثل الموروث الثقافى قدرا لا فكاك منه. ودمت وضيوف شريطك بخير *مصريون ضد التميز الدينى RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - بهجت - 06-19-2009 (06-17-2009, 09:36 PM)فرعون مصر كتب: العزيز بهجتالأخ العزيز فرعون مصر . تحية طيبة . رائع أن تضع رابطا (مصريون ضد التميز الدينى) ، كاستجابة حضارية للتحدي الأصولي المتعصب ، ورائع أن تشاركنا هذا الشريط ، رغم أني لن اجد الكثير الذي يمكنني أن أجيبك به ، فالتطابق بيننا كان دائما مشكلة للجميع ، أتمنى أن يكون لديك وقت و رغبة في مشاركتنا الحوار حول هذه القضية و غيرها ، خاصة أن الأصوات المستنيرة أصبحت خافتة أكثر من أي وقت مضى . قضية الوحدة الوطنية و بعبارة أدق ( حقوق الأقباط المصريين ) واحدة من تجليات قضايا الإنسان التي تحظى بكل اهتمامي ، و هي من أسبق القضايا التي تؤرقتي منذ سنوات التعليم الجامعي حتى اليوم ، ربما أكون قد تركت المقود في هذه القضية للزملاء المسيحيين بما لهم من خبرة و اهتمام بتلك القضية ،و يقتصر دورنا في دعم مطالب المسيحيين العادلة ،و لكن هذا لا يقلل من مسؤوليتنا كمثقفين تنويرين . نحن متفقان تماما في كون الأزمة المصرية هي ثقافية الطابع ، بل و يمكني القول أن تلك طبيعة الأزمة الإسلامية التي أدت إلى وجود تناقضات حادة بين الإسلام التطبيقي و الحداثة ، لا يجب أن نصمت أبدا و لا يجب ترك الصبية يقررون لنا ، ولا يجب أن نترك مصير البلد في يد مشعلي النيران من أصحاب المصالح الصغيرة و العقول الصغيرة و النفوس الصغيرة ، لقد تعبنا و ضحينا من أجل حرية مصر و سلامة أراضيها ، و لكننا نتعرض لمخاطر قد تذهب بكل هذه التضحيات أدراج الرياح ، هذه المخاطر يصنعها من ينتسبون للبلد ، وهذا أخطر ما في الأمر ، في هذا الشريط أريد أن أعرض رؤية مصري مسلم للقضية ، و أريد أن يكون واضحا أن هناك مصريون يثمنون عاليا الإنتماء الوطني و يضعونه فوق أي إنتماء آخر . إني خائف بالفعل و أنا أرى نفس أجواء النكسة تعود من جديد ،و لكن هذه المرة نكسة حضارية و ثقافية ، نفس الآراء المتهوسة غير العاقلة ، نفس الأكاذيب و خداع الذات ، نفس المعارك الدونكشطوية ضد عدو وهمي و طواحين الهواء ، خائف و أنا أرى العقل مغيبا و الحكمة مدانة و الوقاحة سيدة الموقف ، نفس الشحن المعنوي الأهبل خلف شعارات كاذبة ، و لهذا يجب على كل القوى الخيرة و العاقلة ان تضم الصفوف و تكور قبضتها في وجه الحماقة الشريرة . RE: من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. - بهجت - 06-19-2009 إن أهم مصادر الصراعات الحية و الكامنة في هذا العالم هي بسبب تصنيف الناس على أساس الدين. ........................... قضية هوية مصر و المصريين . هناك قضية هامة مرتبطة بالإحتقان الطائفي في مصر يمكن ان أشخصها كونها إشكالية الهوية ، لو استعرضنا المداخلات سنجد أن جورج ناصيف في المداخلة التي تفضل بها جعفر علي يتحدث عن هوية عربية أصيلة تضم المسيحي و المسلم في الأردن ، وهذا يعني وجود هوية قومية متسامية حاضنة لكل الأديان ، بينما مستر إم و إسلام يدينون بهوية إسلامية تتعالى على غيرها و تسود ، في حين يرفض Jugurtha الهويات الدينية و القومية ، و لكني أميل لرأي مختلف ، نعم هو أقرب لفكرة Jugurtha و لكن ليس بنفي كل الهويات بل بقبولها كلها . إن التعددية ليست فقط حقا طبيعيا للأفراد و لكنها أيضا ضرورة للشعوب ، وهي الأداة الأساسية في تجنب الصراعات و الحروب المدمرة ، فمع الهويات الأحادية الشمولية لن يكون الإسلام مثلا مجرد دين يدين به البعض ، بل سيكون هوية حصرية للمسلمين تحدد لهم أفكارهم وسلوكهم و مصالحهم ،و لا تزاحمها هوية أخرى ، و يمكننا أن نسترسل فنقول أن التشيع عندئذ لن يقتصر عن كونه مذهبا دينيا ، بل سيصبح هوية شاملة للشيعة ، و يمكننا أن نمد الخط على استقامته ليشمل مختلف الأديان و المذاهب الدينية . مثل هذا التقسيم و هذه التفرقة هي ما يجب أن ندينه بالأساس ، فهو ضد الفكرة الإنسانية القديمة التي تقول أن الناس أخوة و أنهم متشابهون إلى أبعد حد ، إن النظر إلى العالم بأنه مكون فقط من ديانات أو ثقافات مختلفة ، يتعارض أيضا مع الهويات الأخرى التي يتمايز بها الناس و يقدرونها ، و هي الهويات المتعلقة بالمهنة و الطبقة و اللغة و الجنس و الأخلاق و القوميات و العلوم و السياسات و ....، إن هذه التقسيمات المتداخلة و المتشابكة للجنس البشري تجعله أقدر على الفهم و التعايش ، أما الهويات الإختزالية و الإقصائية القائمة على أساس العقيدة الدينية و التي تعطي لنفسها موضعا محوريا و مهيمنا على حياة الأفراد ، فتساهم مساهمة جوهرية في شيوع العنف و التصادم . إن أهم مصادر الصراعات الحية و الكامنة في هذا العالم هي بسبب تصنيف الناس على أساس الدين ، فهذا يجعل العالم مرشحا للإشتعال في أي لحظة ، إن الدول الدينية ستكون مقبرة لسكانها يوما ما ، لهذا يشعر جميع الخيرين في هذا العالم أن هناك بالفعل مشكلة ثقافية تعصف بالبشرية ، و لكنها ليست مشكلة صراع الهويات و الحضارات و الأديان أو تحاورها ، فالمشكلة في جوهرها هي غياب نموذج بديل يرسخ فكرة الهويات المتعددة المتداخلة للجنس البشري ، نموذج لعالم غير شمولي تعددي نبشر به و نجسده ، و بالتالي نتوقف عن تصنيف الناس تصنيفا مؤسسا على الدين أو الثقافة ، ثم اعتبار هذا التقسيم ملزما للجميع ، وهذا التصنيف المخرب هو ما يفعله كل من يتحدث عن صراع الهويات و كل من يتفاوض باسمها أيضا . تتغذى المفاهيم المغلوطة و الملتبسة بعضها من بعض ، ففي الوقت الذي تتزايد فيه التقسيمات الدينية و الثقافية للشعوب ، تتزايد في المقابل المفاهيم الخاطئة لمقاومة تلك التقسيمات ، و بدلا من تنشيط المجتمع المدني و الهويات المتعددة للأفراد و الشعوب كسبيل لمقاومة الهويات الأحادية ، نجد أن الإتجاه السائد – كما في الحالة السنية – هو تشجيع رجال الدين المعتدلين و تمكينهم من الخطاب الرسمي في مواجهة المتعصبين الشعبيين ، وهذا واضح في بلد تقليدي مثل مصر ، فغاية ما توصل إليه رجال الأمن هو ما أطلقوا عليه المراجعات و الحوار مع المتشددين ، عندما يحشد رجال الدين الرسميين لترسيخ مفاهيم دينية أكثر إعتدالا ، أي بحصر الحوار داخل الجماعة الواحدة ( المسلمين في حالتنا ) ، و بالتالي تنعزل كل جماعة عن الجماعات الأخرى ، و حتى في حالة نجاح عملية الإصلاح الديني ، فأقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تقصر أو تطول مع الآخر المنتسب بالضرورة إلى هوية مخالفة ولا سبيل للإلتقاء الحقيقي معه ، و لكن السبيل الفعال لتجاوز تلك التقسيمات المصمتة كما نراه هو ترسيخ المجتمع المدني و تحفيز تعدد الهويات و تداخلها . إن أسوأ ما نفعله هو أن نقبل ولو ضمنيا فكرة أن العالم هو مجرد فيدرالية للأديان و الطوائف ، و أن الناس يمكن أن يصنفوا وفقا لنظام فصل ديني أو ثقافي شامل ، و بهذا يكون البشر مجرد أعضاء في إحدى الجماعات الدينية أو الثقافية ، فبهذا المقترب سنغرق جميعا في سوء الفهم بعضنا للآخر ، إننا في حياتنا اليومية نجد أنفسنا أعضاء في أعداد متنوعة من الجماعات ، فالإنسان منا يمكن أن يكون ،وبدون أي قدر من التناقض ،مواطنا مصريا من أصل تركي ، و ينحدر من أسلاف عاشوا في آسيا الوسطى ، و قد يكون مسلما ، و علمانيا ،و ليبراليا ،و رجلا أو إمرأة ،و مهندسا أو طبيبا ، و رياضيا ، و محبا للشعر ، و مناصرا لحقوق المرأة ،و متحمسا لحقوق الأقباط ،و مدمنا للأفلام الأمريكية ، يمكن لأي منا أن يكون كل ذلك و أكثر ، و كل ذلك يعطي الإنسان هوية فريدة خاصة به ، و لكن ليس بينها ما يمكن اعتباره هويته الوحيدة . أما أخطر ما يحدث بالفعل نتيجة تقسيمات الهوية ، هو أن البشر يجرى تقزيمهم و تعبئتهم داخل صناديق طائفية منعزلة ،فإنه من ضرورات خوض الحياة الإنسانية ، أن نتحمل مسؤوليات الإختيار و التفكير ، كما عبر بعمق المفكر و الإقتصادي الهندي امارتيا صن ، هذه الحرية التي ينادي أمارتيا صن و غيره من أولئك الرجال العظام ، تتناقض مع تعميق الإحساس بحتمية الإنضواء ضمن هوية ما ، يفترض أنها هويتنا الحقيقية ، وتسوق كونها فريدة و متسامية ، إن فرض تلك الهوية (الفريدة )على البشر كقدر لا فكاك منه سوى لخائن ، هو الطريق السريع للفتن و الحروب و الصراعات المدمرة ، إن إنسانيتنا المشتركة تتعرض لهجوم وحشي عندما تتلاشى كل التقسيمات و الهويات و التنوعات و الحريات ،و يتم توحيدها كلها في تصنيف مهيمن يقوم على الدين أو الثقافة وحدها ، فبهذا سيتحول البشر كلهم إلى كائنات ممسوخة ذات البعد الواحد ، بلا عقل ولا تفكير ولا شخصية ولا وجود حقيقي . هناك بالفعل مخاوف كثيرة في مختلف الثقافات من إنتشار الأفكار الشمولية داخل الثقافة ، فالمفكرون خاصة في العالم الثالث حديث العهد بالحريات العامة ، يخافون من ضياع تلك الحريات و تغليظ الإرتباط بالهويات المحورية ، و من الغريب أن تلك المخاوف واضحة بين المفكرين الهنود ، الذين يبدون مخاوفهم من أن تتحول الهندوسية إلى هوية شمولية كالإسلام مثلا ، بينما ألاحظ ان الهند من أكثر المجتمعات انفتاحا رغم الفقر و الأمية ، فلو عرفنا أن 80 % من الناخبين في أكبر الديمقراطيات في العالم هم من الهندوس ( المتدينيين ) ، سوف ننحي احتراما لهذا الشعب الذي رئيس جمهوريته مسلم ، و رئيس الوزراء من طائفة السيخ ، و رئيس أكبر الأحزاب السياسية سيدة مسيحية إيطالية الأصل !، رغم ذلك يرصد المثقفون الظواهر الأصولية بقلق شديد ، بينما نصر أن المجتمعات العربية المسلمة هي مجتمعات متسامحة لا تعرف التعصب المقيت !. |