حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
"نصوص" قد تفيدك أو تمتعك أو تفرحك أو تغضبك ...إلخ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: "نصوص" قد تفيدك أو تمتعك أو تفرحك أو تغضبك ...إلخ (/showthread.php?tid=34345) الصفحات:
1
2
|
RE: "نصوص" قد تفيدك أو تمتعك أو تفرحك أو تغضبك ...إلخ - بسام الخوري - 08-31-2009 مر العالم بفترات لادينية ورغم ذلك كانت حروب ومجازر وقتلى بنسبة مرتفعة بمقارنة عدد سكان العالم كان 50 مليون قبل 4000 سنة والآن 130 ضعف أي 6,5 مليار نسمة RE: "نصوص" قد تفيدك أو تمتعك أو تفرحك أو تغضبك ...إلخ - العلماني - 09-11-2009 النص التالي له قصة طريفة وصدفة عجيبة وقعت أحداثها عندما كنت طالباً في المرحلة الإعدادية. وقتها، كنت غير مغرم بعد باللغة العربية ولا بالآداب بشكل عام. وكان من أثقل الدروس على نفسي درس "التعبير الكتابي" (الإنشاء) الذي يقوم المدّرس فيه بإلزام التلاميذ كتابة موضوع إنشائي كل أسبوع، ثم يقوم باختيار واحد من المواضيع التي كتبها الطلاب ويناقشها في "الحصة المقررة" لدرس التعبير في الأسبوع اللاحق. كنا يومها، على ما أذكر، في أوائل الربيع (آذار\مارس أو نيسان\أبريل)، وكان "عيد الفصح" المسيحي على الأبواب وكنا في مدرسة مسيحية. فوقع اختيار المدّرس على إلزام الطلبة بكتابة موضوع عن "الجمعة الحزينة" (صلب المسيح وموته) ومعانيها، بل ذهب إلى أبعد من مجرد الكتابة عندما أضفى على هذا الموضوع أهمية بالغة وهو يقول لنا بأن هذا الموضوع عبارة عن "امتحان فصلي" في مادة التعبير. وعندما تعلم بأن أستاذنا كان يعتبر مادة التعبير أهم مواد اللغة العربية على الإطلاق، ثم تعلم بأن مادة اللغة العربية تؤثر تأثيراً كبيراً على المعدل الفصلي والسنوي العام للطالب، فإنك تكون قد عرفت مقدار الأهمية الكامنة في هذا الموضوع. لم أكن واثقاً بنفسي ولا بقدرتي على الكتابة، لذلك رحت أفتش، دون جدوى، عند الممتازين من الطلاب الأكبر مني سناً، علني أجد لديهم موضوعاً قديماً مشابهاً للموضوع المفروض علينا، أستوحي عباراته وأنقل أفكاره وأعيد معانيه. ولما أعياني البحث فكرت بالالتجاء لأبي، وهو أستاذ في اللغة العربية، ولكني استبعدت الفكرة تماماً بعد ثوان معدودات؛ فأنا أعلم مسبقاً بأن أبي سوف يوبخني ويسمعني محاضرة طويلة عن الاعتماد على النفس في مجابهة التحديات و"حكي من هالموّال". مضت ثلاثة أيام وأنا في حيص بيص. وفي اليوم الرابع بلغ خوفي مداه، فخلال 48 ساعة علي أن أكون جاهزاً مع الموضوع إياه. عندها دفعني خوفي إلى محاولة الكتابة وأنا أقول لنفسي: "موضوع فقير تعس وعلامة متدنية خير من لا شيء". أمضيت أكثر من نصف ساعة أمام الورقة وأنا لا أعرف كيف أبداً الموضوع، فكلما كتبت جملة بدت لي سخيفة ممجوجة متكلفة ومضحكة سرعان ما أبادر إلى محوها حتى غدت الصفحة رمادية لكثرة ما أعملت الممحاة على ما خطه قلمي الرصاصي من حروف عليها. هنا، وقبل أن يتملكني اليأس تماماً، خطرت لي فكرة أعجبتني. فلقد نظرت إلى مكتبة أبي الضخمة بجانبي وقلت في نفسي:" سوف أفتح بضعة كتب أدبية وأقرأ شيئاً من نصوصها، علّها تبذل لي بعض العبارات التي استطيع استعمالها في ثنايا الموضوع، بل والأهم أن تساعدني في إيجاد جملة موفقة معقولة أبدأ بها". فلقد كان أستاذنا يعلّمنا أن "مقدمة الموضوع وخاتمته" مهمتان جداً في الحكم عليه، لأن البداية هي أول الكلمات التي تقرع ذهن السامع ومن خلالها يقرر هذا الأخير الاستمرار بالقراءة أو التوقف عنها، والنهاية هي ما يتبقى في ذهن القاريء من الموضوع. أمضيت بعض الوقت وأنا أحملق في مكتبة أبي ولا أعلم أي كتاب منها يستطيع أن يساعدني في الخلاص من هذه "الوَرْطة". وعندما بدأت أتصفح ما حسبت أنه قد ينفعني ويسعفني، بدأت أدرك بأنني كمن يبحث عن "إبرة في كومة من القش" أو عن "ليلو" بين "حميد الدين" و"يوغرطا" . في هذه الأثناء، وخلال تحريكي للكتب على أحد الرفوف، وقع كتاب قديم على الأرض وتفرق الكثير من صفحاته البالية أيدي سبأ . انحنيت كي ألتقط الصفحات وأجمعها وأضعها بين الدفّتين المهترئتين وأنا أتهيب من احتمال أن يدخل أبي الى الغرفة ويجد أحد كتبه على هذه الحالة. جمعت الصفحات التي تساقطت من الكتاب على عجلة من أمري، ولكني توقفت أمام صفحة بعينها وحملقت فيها غير مصدق لما يجري. فهذه الصفحة كانت تحمل عنوان "يسوع المصلوب" كمقدمة لمقال من المقالات التي يضمها الكتاب بين دفتيه. لم أرفع نظري عن الصفحة، وقرأت المقال بسعادة غامرة وأنا أكتشف بأن كل ما جاء فيه قد يكون صالحاً لموضوعي المنشود. ولكن، رغم حاجتي، إلا أن لغة المقال برونقها وطلاوتها وحلاوتها أدهشتني وجعلتني أخشى "نسخ" المقال وتقديمه إلى أستاذي على أنه من صنعي. أما عندما قرأت اسم الكاتب على غلاف الكتاب، فإنني تيقنت بأن عليّ "تحريف المقال" وإعادة كتابته بلغتي، فالكاتب مشهور جداً ولا شك بأن أستاذي سوف يكتشف "سرقتي الأدبية" بسرعة. قرأت المقال مثنى وثلاث ورباع ثم أعدت كتابته بلغتي، ولكني لم أستطع أن أتحرر من بعض الصور والتعابير التي استهوتني وأنا أدعو الله ألا يكتشف الأستاذ غشّي في إنجاز موضوع التعبير. في الأسبوع التالي، قدم الأستاذ إلى الصف وتحت إبطه جميع "المواضيع" التي استلمها في الأسبوع السابق، ممهورة بتوقيعه مع "العلامة" التي ارتآها لكل موضوع. كعادته، وزّع على الطلاب مواضيعهم واستبقى معه موضوعاً واحدا لغرض النقاش في الصف، ولم يكن هذا الموضوعي إلا موضوعي – بالطبع -. من جهتي "فهمت الحكاية" وقررت الاعتراف و"بوس القدم وإبداء الندم"، فلا مجال للمزايدة على كلمات مكتوبة ودليل واضح على "سرقتي الأدبية". ولكنه فاجأني بقوله: اسمع، أعطيتك علامة "تسعة على عشرة" على هذا الموضوع، ولكن أرجو أن تقول لنا ماذا فعلت، ومن أين جئت بهذه التعابير البراقة. "خربطت" كلماته كياني، ولم أستطع أن أجزم إن كان قد تيقن من "سرقتي" أم انه شكّ فقط دون دليل. وهل علي – في هذه الحالة – أن أعترف وأقر بما جرى وصار، أم عليّ أن أكتم سرّي وأدعيّ نصراً لم أحققه؟!! تلعثمت قليلاً وأنا أتهيأ للحديث، ولكني سرعان ما حزمت أمري و"اعترفت بسرقتي" دون أن أخوض في التفاصيل الصغيرة التي رافقت "السرقة". هنا، مد الأستاذ يده إلى حقيبته – وهو يبتسم -، وأخرج نسخة من "الكتاب" الذي استعنت به وقال: "شوف"، لم أعطك "علامة عالية" –تسعة على عشرة – على موضوعك، ولكن أعجبني أمران أولهما أنك حاولت هضم موضوع الكاتب الشهير وصياغته بكلماتك رغم احتفاظك بالكثير من التركيبات اللغوية والصور المجازية للموضوع الأم. وثانيهما أنك لم تستنجد بزميل أو أخ كبير، ولكنك هرعت إلى المكتبة كي تستنجد بكلام أدباء مرموقين يغيثك في وقت شدتك. مع هذا فأنت لم تصنع شيئاً أو بالكاد؛ فلقد مشيت على طريق شقّه ورسمه غيرك ونحن في درس "التعبير الكتابي" نحاول أن نعلّم الطالب التجديد وشق طريقه بنفسه ... "تسعة على عشرة" ولكن "أوعا تعيدها" !!! كاتب مقال "يسوع المصلوب" هو "جبران خليل جبران" (1883 – 1931)؛ أحد "فلتات الدهر" ورائد من روّاد "عصر النهضة"، وأحد الذين جددوا دماء أدبنا العربي المعاصر وأحدثوا فيه نقلة نوعية حداثية مميزة قضت شيئاً فشيئاً على أساليب "المدرسة القديمة" و"عصر الانحطاط". الكتاب الذي يضم مقال "يسوع المصلوب" هو كتاب "العواصف"، وهو عبارة عن مجموعة مقالات في مواضيع حكمية وفلسفية متفرقة كعادة "جبران" ودأبه؛ "فجبران" (الفنان الرسّام النحّات) يرسم وينحت في الكتابة، ولكنه يضمن هذا "الرسم والنحت" معان فلسفية عميقة ونظرات وجودية جعلت كتبه محرّمة من قبل الكنيسة فترة طويلة. قد لا يكون "يسوع المصلوب" أفضل ما يحتويه "العواصف" من مقالات، بل ان "العواصف" نفسه قد لا يصل في مستوى مقالاته إلى ما تعودناه من جبران في "الأرواح المتمردة" و"الأجنحة المتكسرة" و"يسوع بن الإنسان"، وهو قطعاً لن يصل إلى ذروة مؤلفات "جبران"، أعني كتاب "النبي" الذي طار باسم الأديب والفنان اللبناني في الخافقين، وما زال – منذ عشرينيات القرن المنصرم حتى اليوم – من الكتب المطلوبة في المكتبة العربية والانجليزية والفرنسية تكثر طبعاته وتتنوع وتتجدد (مقدمة كتاب "النبي" تغنيها "فيروز"!!). مقال "يسوع المصلوب" إذاً، ليس كل ما ذكرته، ولكنه يبقى "نفحة جبرانية" تذكرني دائماً بأسلوب سهل ممتنع لكاتب عبقري طالما تعشقته نفسي. وأمس عندما مررت "بالعواصف"، وقفت أمام "يسوع المصلوب" أتذكر الحادثة التي ذكرتها أعلاه وقررت أن أشارك بها، وبالمقال نفسه، قراء "نادي الفكر". كان أعلاه إذاً، ما جرى لي في حداثتي من قصة طريفة مع مقال "يسوع المصلوب"، ولنعبر الآن إلى "النص الجبراني": يسوع المصلوب "كتبت يوم الجمعة الحزينة" اليوم وفي مثل هذا اليوم من كل سنة، تستيقظ الإنسانية من رقادها العميق وتقف أمام أشبح الأجيال ناظرة بعيون مغلفة بالدموع نحو جبل الجلجلة لترى يسوع الناصري معلقاً على خشبة الصليب .. وعندما تغيب الشمس عن مآتي النهار تعود الإنسانية وتركع مصلية أمام الأصنام المنتصبة على قمة كل رابية وفي سفح كل جبل. اليوم تقود الذكرى أرواح المسيحيين من جميع أقطار العالم إلى جوار أورشليم فيقفون هناك صفوفاً قارعين صدورهم، محدقين بشبح مكلل بالأشواك باسط ذراعيه أمام اللانهاية، ناظر من وراء حجاب الموت إلى أعماق الحياة.. ولكن لا تسدل ستائر الليل على مسارح هذا النهار حتى يعود المسيحيون ويضطجعون جماعات في ظلال النسيان بين لحف الجهالة والخمول. وفي مثل هذا اليوم من كل سنة يترك الفلاسفة كهوفهم المظلمة والمفكرون صوامعهم الباردة والشعراء أوديتهم الخيالية ويقفون جميعهم على جبل عال صامتين متهيبين مصغين إلى صوت فتى يقول لقاتليه: "يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون".. ولكن لا تكتنف السكنية أصوات النور حتى يعود الفلاسفة والمفكرون و الشعراء ويكفنون أرواحهم بصفحات الكتب البالية. إن النساء المشغولات ببهجة الحياة المشغوفات بالحلى والحلل يخرجن اليوم من منازلهن يشاهدن المرأة الحزينة الواقفة أمام الصليب وقوف الشجرة اللينة أمام عواصف الشتاء ويقتربن منها ليسمعن أنينها العميق وغصاتها الأليمة. أما الفتيان والصبايا الراكضون مع تيار الأيام إلى حيث لا يدرون فيقفون اليوم هنيهة ويلتفتون إلى الوراء ليروا الصبية المجدلية تغسل بدموعها قطرات الدماء عن قدمي رجل منتصب بين الأرض والسماء. ولكن عندما تمل عيونهم النظر إلى هذا المشهد يتحولون مسرعين ضاحكين. في مثل هذا اليوم من كل سنة تستيقظ الإنسانية بيقظة الربيع وتقف باكية لأوجاع الناصري ثم تطبق أجفانها وتنام نوماً عميقاً. أما الربيع فيظل مستيقظاً مبتسماً ساراً حتى يصير صيفاً مذهب الملابس معطر الأذيال. الإنسانية امرأة يلذ لها البكاء والنحيب على أبطال الأجيال. ولو كانت الإنسانية رجلاً لفرحت بمجدهم وعظمتهم. الإنسانية طفلة تقف متأوهة بجانب الطائر الذبيح ولكنها تخشى الوقوف أمام العاصفة الهائلة التي تهصر بمسيرها الأغصان اليابسة و تجرف بعزمها الأقذار المنتنة. الانسانية ترى يسوع الناصري مولوداً كالفقراء عائشاً كالمساكين مهاناً كالضعفاء مصلوباً كالمجرمين فتبكيه وترثيه وتندبه وهذا كل ما تفعله لتكريمه. منذ تسعة عشر جيلاً والبشر يعبدون الضعف بشخص يسوع، ويسوع كان قوياً ولكنهم لا يفهمون معنى القوة الحقيقية. ما عاش يسوع مسكيناً وخائفاً ولم يمت شاكياً متوجعاً بل عاش ثائراً وصلب متمرداً ومات جبارا. لم يكن يسوع طائراً مكسور الجناحين بل كان عاصفة هوجاء تكسر بهبوبها جميع الأجنحة المعوجة. لم يجيء يسوع من وراء الشفق الأزرق ليجعل الألم رمزاً للحياة بل جاء ليجعل الحياة رمزاً للحق والحرية. لم يخف يسوع مضطهديه ولم يخش أعداءه ولم يتوجع أمام قاتليه بل كان حراً على رؤوس الأشهاد جرئياً أمام الظلم والاستبداد، يرى البثور الكريهة فيبضعها، ويسمع الشر متكلماً فيخرسه، ويلتقي بالرياء فيصرعه. لم يهبط يسوع من دائرة النور الأعلى ليهدم المنازل ويبني من حجارتها الأديرة والصوامع ويستهوي الرجال الأشداء ليقودهم قسوساً ورهباناً، بل جاء ليبث في فضاء هذا العالم روحاً جديدة قوية تقوض قوائم العروش المرفوعة على الجماجم وتهدم القصور المتعالية فوق القبور وتسحق الأصنام المنصوبة على أجساد الضعفاء والمساكين. لم يجيء يسوع ليعلم الناس بناء الكنائس الشاهقة والمعابد الضخمة في جوار الأكواخ الحقيرة والمنازل الباردة المظلمة، بل جاء ليجعل قلب الإنسان هيكلاً ونفسه مذبحاً وعقله كاهنا. هذا ما صنعه يسوع الناصري وهذه هي المباديء التي صلب لأجلها مختاراً، ولو عقل البشر لوقفوا اليوم فرحين متهللين منشدين أهازيج الغلبة والانتصار. *** وأنت أيها الجبار المصلوب، الناظر من أعالي الجلجلة إلى مواكب الأجيال، السامع ضجيج الإثم، الفاهم أحلام الأبدية، أنت على خشبة الصليب المضرجة بالدماء أكثر جلالاً ومهابة من ألف ملك على ألف عرش في ألف مملكة. بل أنت بين النزع والموت أشد هولاً وبطشاً من ألف قائد في ألف جيش في ألف معركة. أنت بكآبتك أشد فرحاً من الربيع بأزهاره. أنت بأوجاعك أهدأ بالاً من الملائكة بسمائها، وأنت بين الجلادين أكثر حرية من نور الشمس. إن إكليل الشوك على رأسك هو أجل وأجمل من تاج بهرام، والمسمار في كفك أسمى وأفخم من صولجان المشتري، وقطرات الدماء على قدميك أسنى لمعاناً من قلائد عشتروت، فسامح هؤلاء الضعفاء الذين ينوحون عليك لا يدرون كيف ينوحون على نفوسهم، واغفر لهم لأ،هم لا يلعلمون بأنك صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور. واسلموا لي العلماني |