حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
فيصل القاسم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: فيصل القاسم (/showthread.php?tid=34832) |
RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 12-04-2009 مقدماتك يافيصل هي الأهم فتابع على هذا الطريق http://www.youtube.com/watch?v=GGr-nufAVYA الاتجاه المعاكس- الشعوب والحكام في العالم العربي RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 12-06-2009 إنتصار يا محسنين إنتصار http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=171575 RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 12-07-2009 (12-04-2009, 09:01 PM)بسام الخوري كتب: مقدماتك يافيصل هي الأهم فتابع على هذا الطريق This is the translation of Faisal AlQasims Statement. Why do we constantly blame our Arab leaders and not ourselves for our misery, lack of improvements and falling behind? Lets examine this letter which was written by an Arab leader to his people. Listen to me my good fellow people; you think that I am uncivilized and overly feared? Arent you also overly feared? Arent you also fearful? As you have been so confused over your continuous lack of improvements, I am also confused of your overly feared disease that is concurred in your hearts and minds! If you see me bowing to America, it is because America had made me who I am, and put me in this power. But, how come you still stand up shaking and bowing with fear in front of my majesty everyday? What makes you bow in front of me and phrase my name days and nights? What makes you lose your power to oppose me and disagree with my judgments? You did not elect me to rule you, and you do not have the power to elect me now. I do not ask for your opinion in my daily decisions that matters to you and your life, and you do not even have the guts to ask for it. What stops you from standing up in my face? Ive treated you badly for so many decades, and I have locked you up in prison for so many years, but youre still the same, and you have not changed, you still praise me, respect me, and call me the greatest names. My royal family and I have stolen all your goods, all your wills, and everything you have owned; and we spent it to the last dime. While you are still poor, hungry, sick, uncivilized and falling behind, with all that, still you dont raise your voice to stop me. You saw me stepping on your precious, valuables, identity, your honor and liberty, and you did not even have the strength to whisper in my ear with objections. Do you even have the power to scream with pain as I stab your heart with my sword deeper and deeper? I will challenge you, and I will bet that you cannot do anything about it, because you are a wimp, a pussy, and so frightened of me. As Pharaoh once was asked: Who announced you t o be a pharaoh? He said: I never found anyone to stop me from being one. In response to this; Dont fish usually become rotten from its head my long lasting leader? Doesnt the crooked tail of the Ox, come from the big Ox itself? Dont the stairs usually get washed from the top step to the bottom? Have you heard Jamal Adean Alafaghani when he said You are as you have been governed? Arent you my long lasting leader responsible for our lack of improvements, advancing in life and falling so far behind? Should we blame the kids for the family loss? Or should we blame the father for it? Didnt Abdul Rahman Alkawakubi once said, My fellow leaders, all the troubles that is facing your people, and the poison that was injected into their cells is caused by your leadership ignorant? Our people raise their kids with honor, dignity and good behaviors. But you my long lasting leader have ruined it and destroyed it. Why do you do that? Isnt it because bad leaderships cannot survive in good environments, so they go on destroying it to live as they wish, and to spread their wings as they desire? RE: فيصل القاسم - عادل نايف البعيني - 12-12-2009 الصديق النشيط بسام الخوري أيها الشرير المتفرد فلتة زمانك.. سعدت كثيرا بهذا المدونة الرائعة اللإعلامي المتفرد فيصل القاسم سعدت بما أنزلت فيها من كتاباته وبخاصة ما يتعلق منها بدور المخابرات الأمنية في بلداننا العربية وقد اقتطعت هذه الفقرة تعبيرا عن تأكيدي لما كتب فيها: "لقد حققت أجهزة الاستخبارات في معظم الدول العربية،العسكرية منها والمدنية، كل انتصاراتها "التاريخية" على المواطن العربي المسكين والذليل، بحيث حولت الناس إلى ثلة من العبيد والمتذللين، ولم نسمع يوماً أنها نفذت عملية يُعتد بها خارج أسوار الأوطان. وكلنا يعلم أن العبيد لم يحرروا يوماً أرضاً محتلة، ولم يبنوا مجتمعاً قوياً ولا حضارة. عجباً كيف تحارب أعداءك القريبين والبعيدين بشعوب مقهورة ومجتمعات مخرّبة ومتخلفة ونفوس منهارة؟ " إنني متابعك في عملك ونشاطك وعطائك بوركت محبتي ومودتي RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 12-13-2009 احذر... الكاميرا تراقبك في كل مكان! ... وداعاً للخصوصية في الغرب 2009-12-13 يتفاخر الأوروبيون والأمريكيون عادة بما يسمونه الخصوصية التي يعتبرونها ركناً أساسياً من الحرية الشخصية، فهم يرفضون رفضاَ قاطعاَ أي تدخل من الدولة في شؤونهم الذاتية. وطالما رفض البريطانيون مثلاً وما زالوا يرفضون بشدة إصدار هويات شخصية لسكان بريطانيا على اعتبار أنه من حق البريطانيين أن يحتفظوا ببياناتهم الشخصية وعدم إطلاع الدولة أو المؤسسات على أسرارهم، بما فيها تاريخ ميلادهم، ومكان ولادتهم أو إقامتهم، ونسبهم، وزمرة دمهم، وهلم ما جرى. باختصار فهم يعتبرون حمل بطاقة الهوية اعتداء على حريتهم الشخصية المقدسة التي طالما تفاخروا بها. إن رفض بعض الأوربيين استصدار مثل تلك البطاقات يذكرنا بتلك الفتاة التي أبت أن يرى الرجال وجهها، فقامت برفع فستانها كي تغطي به محياها، فظهرت عورتها الأفظع. وكذلك الأمر بالنسبة لمن يتباهون ويدافعون عن الحرية الشخصية في الغرب. ففي الوقت الذي يزعمون بأنهم يحمون حرياتهم الشخصية برفض حمل البطاقة الشخصية، تتعرض حرياتهم الشخصية في واقع الأمر لانتهاكات لم يسبق لها مثيل، وتكاد تكون أخطر بكثير من انتهاك الحريات في عالمنا العربي المفترض أنه مكبل بالقيود الأمنية والبوليسية. وليتهم قبلوا بالهويات الشخصية، فهي أهون الشرّين. لا أريد القول هنا بأي حال من الأحوال إن الإنسان العربي يتمتع بحرية شخصية أكبر من مثيلاتها في الغرب. معاذ الله! لكن نظراً لأن الأجهزة الأمنية في بلادنا على براعتها ما زالت متخلفة تكنولوجياً ولوجستياً من حيث المراقبة والمتابعة مقارنة بمثيلاتها الغربية، فإن الإنسان العربي يبدو وكأنه أكثر قدرة على الإفلات من منظار أجهزة الرصد بسبب تخلفها النسبي. ففي الغرب الذي يتفاخر بأنه واحة للحرية الشخصية، أصبح الإنسان تحت المراقبة على مدار الساعة، فالأخ الأكبر الذي طالما حذرنا منه الروائي البريطاني الشهير جورج أوريل يقف له بالمرصاد بطريقة لم يسبق لها مثيل عبر التاريخ، وذلك نظراً للتقدم التكنولوجي الهائل في مجال مراقبة الشعوب وتسجيل حركاتها وتحركاتها لحظة بلحظة. وبالتالي فإن الأجواء التي سادت في الاتحاد السوفييتي السابق والتي صورها أورويل خير تصوير في رواياته، عادت لتسود المجتمعات الغربية التي كانت تسخر من الطريقة الشيوعية القائمة على مبدأ "الكل يتجسس على الكل". قلما تجد شارعاً رئيسياً أو طريقاً فرعياً في أوروبا إلا وانتصبت فيه مئات الكاميرات المخفية والظاهرة للعيان التي ترصد دبيب النمل؟ فهناك في مدينة لندن لوحدها أكثر من أربعة ملايين كاميرا تصور تحركات الناس على مدار الثانية؟ وقد سمعت من أحد الأشخاص الذين يزورون العواصم الأوروبية باستمرار بأنه أصبح يتجنب حك المناطق الحساسة في جسمه إذا شعر بحكة مفاجئة مخافة أن يتم تصويره، فيفتضح أمره. لذلك فهو يشعر بالحرج، ويترك المنطقة التي تحكه في جسده حتى يجد مكاناً آمناً بعيداً عن عيون الكاميرات، فيحكها مرتاحاً. ويقول أحد السياح ساخراً: "إذا سافرت ذات يوم إلى أوروبا ونسيت أن تأخذ معك آلة تصوير، فلا تحزن، فهناك ملايين الكاميرات التي تصورك أينما ذهبت، وبالتالي ما عليك سوى الاتصال بالأجهزة المسؤولة عن إدارة شبكات كاميرات المراقبة العنكبوتية، فلديهم ربما مئات الصور التي ترصد زياراتك لكل الأماكن السياحية وحتى إلى دورات المياه". ويحدثونك عن الحرية الشخصية. وطالما شاهدنا صور المجرمين تـُنشر على شاشات التلفزيون بعد دقائق من وقوع الجريمة في هذه المدينة الغربية أو تلك. لماذا؟ لأن الكاميرات منصوبة في كل حدب وصوب تتجسس على الجميع. ولا ضير في ذلك أبداً، فمن الرائع أن تحافظ الدول على أمنها ضد المخربين والمجرمين والإرهابيين. لكنها في الآن ذاته تصور الجميع في طريقها حتى أولئك الذين يحاولون حك مؤخراتهم. ولا ننس أيضاً أن هناك بنوكاً في بعض العواصم الغربية تحتوي مادة الحمض النووي لملايين الأشخاص الذين يدخلون أوروبا، بمن فيهم الأوروبيون أنفسهم، ناهيك عن أن هناك كاميرات تصور بصمات العين. ولا يقل الأمر خطورة في بلاد العسل والحليب فهم يراقبون الطيور الطائرة، فما بالك بكل من يمشي على قدمين أو أربعة. وللتدليل على أن الجميع أصبح في دائرة المراقبة في بلاد العم سام، كتب أحدهم تفاصيل حوار دار عبر الهاتف بين مواطن أمريكي وعاملة في مطعم للبيتزا. فتسأله العاملة عن اسمه، فيعطيها إياه، ثم تقوم العاملة بعد ذلك بسرد قائمة طويلة من المعلومات حول ذلك المواطن للتأكد من هويته. ويظهر لنا من خلال المحادثة الهاتفية بأن مطعم البيتزا يعرف عن الشخص تاريخ ميلاده، ومكان ولادته، ومكان البناية، ورقم الطابق، ورقم الشقة، وديانته، ورقمه الوطني، والبنك الذي يودع فيه أمواله، وآخر مشترياته، ومخالفاته المرورية، وهواياته الشخصية، وعدد أولاده وبناته، واسم زوجته الحالية والمطلقة، وناديه الرياضي المفضل، والديسكو الذي يرتاده، والحانة التي يزورها في نهاية الأسبوع، وزمرة دمه، والأمراض التي يعاني منها. لا بل إن عاملة المطعم تنصحه بالابتعاد عن أكل البيتزا لأن بياناته المدونة على جهاز الكومبيوتر في المطعم تظهر بأنه يعاني من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وعليه بالتالي أن يخفف من تناول الأجبان. ويتباهون بالحرية الشخصية. ويبدو أن العم سام لم يعد يكتفي بمراقبة مواطنيه فقط، بل يريد أن يراقب العالم بأكمله. ولا داعي لذكر مراكز التنصت والتجسس الأمريكية المنتشرة في معظم أصقاع العالم والتي تراقب حتى مكالماتنا الهاتفية في طول العالم العربي وعرضه، ناهيك عن الأقمار الصناعية التي تستطيع أن تحدد مكان نومنا في هذه الغرفة أو تلك. وأخيراً أريد أن أبارك للمدافعين عن الحرية الشخصية في أوروبا بالقانون الأوروبي الجديد الذي يتيح لوكالة الاستخبارات الأمريكية التجسس بشكل قانوني على كل الحسابات البنكية لمواطني أوروبا والاحتفاظ ببياناتهم المصرفية لمدة خمس سنوات قبل حذفها من ذاكرة الكومبيوترات العملاقة. ففي خطوة يجدها مراقبون مثيرة للغاية يمنح قانون أوروبي جديد لمكافحة الإرهاب وكالة "'سي آي أيه" الأمريكية سلطة للحصول على معلومات عن حسابات ملايين البريطانيين ووضعها في بنك معلوماتها. وبموجب القانون الذي وقع في بروكسل وسيجري العمل به بعد شهرين لمكافحة الإرهاب سيطلب من الدول الأعضاء السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي الاستجابة لطلبات تتقدم بها الولايات المتحدة للحصول على معلومات عن حسابات مصرفية وذلك بموجب قانون لملاحقة أموال وتمويل الإرهاب. وفي بند لم يتم الإعلان عنه يشير إلى أن الدول الأوروبية ستكون مجبرة على الإفراج عن معلومات لـ" سي آي أيه" بناء على إجراء "عاجل واضطراري". آه لو عشت حتى وقتنا هذا يا مستر جورج أورويل لاعتذرت للسوفييت، ولتمنيت لو ظل التجسس على البشر بالطريقة الشيوعية المتخلفة! By: د. فيصل القاسم 2009 © Al Sharq . All Rights Reserved RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 12-13-2009 (12-12-2009, 11:57 PM)محمد الدرة كتب: الصديق النشيط بسام الخوري شكرا على تشجيعك وكلماتك الطيبة أخ محمد الدرة RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 03-14-2010 لا تدع منطق الموت يتغلب على منطق الحياة! 2010-03-14 لا شك أن الكثيرين، وخاصة غير المؤمنين بالآخرة والجنة والنار، يشعرون بين حين وآخر بعبثية الحياة وسخافتها وتفاهتها، خاصة عندما يتقدم بهم العمر، أوعندما يمرون بفترات عصيبة كما حدث للمفكرين والكتاب العبثيين بعد أهوال الحرب العالمية الثانية من أمثال جان بول سارتر وصامويل بكيت، فتراهم مثلاً يستخفـّون، ويهزؤون بما أنجزوه، وبأن حياتهم ليست أكثر من عبث بعبث، كما هوالحال في المسرحية الشهيرة "في انتظار غودو"، وهي عبارة عن سلسلة من الانتظار الفارغ من أجل وهم لن يأتي. فما قيمة كل ما نفعل في هذه الحياة إذا كنا سنتركها في يوم من الأيام إلى حفرة بطول مترين وعرض ستين سنتمتراً، وسنتحول إلى رماد وتراب؟ ولطالما سمعنا أمثالاً شعبية تسخر من تفاهة الحياة، كأن يقولوا: "ما حدّش واخذ منها حاجة"، أوأنه ليس للكفن جيوب. وغالباً ما يستشهد الزاهدون بالدنيا بوصية الإسكندر المقدوني، ففي أثناء عودته من إحدى المعارك التي حقق فيها انتصاراً كبيراً، وحين وصوله إلى مملكته، اعتلت صحة الإسكندر، ولزم الفراش شهوراً عديدة، وحين حضرت المنية الملك الذي ملك مشارق الأرض ومغاربها وأنشبت أظفارها، أدرك حينها الإسكندر أن انتصاراته وجيشه الجرار وسيفه البتار وجميع ما ملك سوف تذهب أدراج الرياح، ولن تبقى معه أكثر مما بقت، حينها جمع حاشيته وأقرب المقربين إليه، ودعا قائد جيشه المحبب إلى قلبه، وقال له: إني سوف أغادر هذه الدنيا قريباً، ولي ثلاث أمنيات. أرجوك أن تحققها لي من دون أي تقصير. فاقترب منه القائد وعيناه مغرورقتان بالدموع، وانحنى ليسمع وصية سيده الأخيرة. قال الملك: وصيتي الأولى: أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي، ولا أحد غير أطبائي. والوصية الثانية: أن يـُنثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي. والوصية الأخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يدي من الكفن، وأبقوهما معلقتين للخارج وهما مفتوحتان. حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه، وضمهما إلى صدره، ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ، وبدون أي إخلال، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟ أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن. أما بخصوص الوصية الأولى، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه، وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر. وأما الوصية الثانية، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب. وأما الوصية الثالثة، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك. وكان من آخر كلمات الملك قبل موته: أمر بأن لا يـُبنى أي نصب تذكاري على قبره، بل طلب أن يكون قبره عادياً، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب، خرج من الدنيا خالي اليدين. صحيح أن المسرحي الأيرلندي الشهير صاموئيل بكيت ربما كان مصيباً، من وجهة نظر العلمانيين العبثيين، في تصوير الحياة على أنها لعبة سخيفة من الانتظار العبثي، لكن لولا مسرحيته الشهيرة، لما حصل بكيت على جائزة نوبل للآداب، ولما دخل تاريخ الأدب من أوسع أبوابه ليلج نادي الخالدين. بعبارة أخرى فإن تأليف تلك المسرحية بحد ذاته كان قيمة إنسانية عظيمة ليس فقط في وقتها بل إنها ستعيش لأجيال وأجيال أطول بكثير مما سيعيش صاحبها. وكذلك الأمر بالنسبة للإسكندر المقدوني. صحيح أنه قال في وصيته كلاماً لا غبار عليه، لكن يجب أن لا يكون كلامه بأي حال من الأحوال مثبطاً للعزائم وباعثاً على القنوط والتشاؤم. فهذه سنـّة الحياة. فالإسكندر لم يقل هذا الكلام وهوفي ريعان حياته يحقق المآثر الكبرى، بل قال ذلك بعد أن أنجز الكثير الكثير، وبعد أن اقترب أجله، وبالتالي لوكان الإسكندر يفكر بذلك المنطق التشاؤمي والعبثي في عز حياته لما أنجز ربع ما أنجزه. بعبارة أخرى لوترك الإسكندر منطق الموت يتسلل إلى منطق الحياة لما أنجز أياً من انتصاراته وفتوحاته الكبرى، ناهيك عن أنه لما دخل التاريخ، وتربع على سجل الخالدين لوأن الخطاب العبثي الذي تسلل إلى عقله قبيل وافته كان متحكماً بأفكاره وتصرفاته وهوفي عنفوانه. ولوعمل الناس بهذا المبدأ العبثي الزاهد لما شهدت الأرض هذا التقدم والعمران البشري المذهل، فالله لم يخلقنا لنمر في هذه الدنيا مرور الكرام، بل لنفعل شيئاً ما، فلا قيمة لهذه المواهب العظيمة التي حبانا بها الله إذا لم نستغلها لصالح أنفسنا والعالم من حولنا حتى لوكنا سنرحل عن هذه الدنيا بعد فترة.. صحيح أن قيمة ما نعمل وما نستمتع به هي قيمة آنية، لكن هذا لا يضير تلك القيمة أبداً، فلنستمتع باللحظة الآنية حتى لوكنا نعرف أنها عابرة. لا تقل ما قيمة هذا الاستمتاع وهذا الإنجاز إذا كان سيتبخر إلى غير رجعة؟ إن الإنسان لا يتمسك بالحياة إلى آخر لحظة طمعاً فيها فقط، بل لأن الله عز وجل زرع فيه روح الإنجاز والفعل إلى الرمق الأخير. بعبارة أخرى، يجب الالتزام بشروط الحياة، فما دمت على قيدها فلابد أن تلتزم بمعاييرها حتى لوشعرت بأن ما تفعله زائل. ليس عبثاً أبداً أن الشيء الذي يملأ عيني الإنسان هوالتراب فقط. فلوكان هناك أثناء الحياة أشياء يمكن أن تشبع نهم الإنسان لتحقيق المزيد لما حقق الإنسان تلك القفزات النوعية على مختلف الصعد الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، ولبقيت البشرية في المربع الأول. للحياة خياراتها، وللموت ضروراته، فلا تدع الخيارات تخضع للضرورات قبل الأوان. لقد عرفت شخصاً في التسعينات من العمر، وقد كان يردد دائماً مقولة: ما زال هناك متسع من الوقت لإنجاز عمل ما!! By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 03-21-2010 استثمِروا في الإنسان لا في البُنيان! 2010-03-21 لا أدري لماذا تهتم الأنظمة العربية بتشييد العمارات والبنايات الشاهقة أكثر مما تهتم بكثير ببناء الإنسان، فعندما تصادف مسؤولاً عربياً لتسأله عن تعثر النهضة في بلاده، يثور في وجهك قائلاً: "ألا ترى هذه الأبراج العظيمة من حولك؟ ألا تشاهد الأبنية الفخمة في كل مكان؟ ألا ترى النهضة العمرانية المتصاعدة في بلدنا؟" ثم يمضي المسؤول ليحدثك بإسهاب ونشوة كبرى كيف ارتفع عدد المستشفيات والمدارس والأسواق والكراجات والطرقات والأوتوسترادات والفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية مترامية الأطراف بنسب هائلة. باختصار، قلما تجد مسؤولاً يفاخر بتنمية الإنسان في بلده، إلا ما ندر، فالكل يقيس معدل الحضارة بعدد البنايات والمراكز والصروح الخراسانية الضخمة، وكأن أنظمتنا أصبحت متعهدة إنشاءات. ناهيك عن أن التوسع العمراني يجب ألا يكون منة على الشعوب من قبل الحكام، فهو ببساطة مجاراة للتكاثر السكاني لا أكثر ولا أقل. طبعاً لا أحد ينكر أهمية البنية التحتية في المجتمعات الحديثة وضرورتها الملحة. لكن أليس من الأجدر أن تسير النهضة الخرسانية يداً بيد مع النهضة الإنسانية؟ ما قيمة البنايات والعمارات إذا لم يقطنها ويديرها أناس أكفاء؟ بعبارة أخرى ليس المهم أن تكون قادراً مالياً على بناء العمارات، بل في أن تكون لديك المهارات البشرية، فعندما تتوافر الأخيرة تصبح الأولى تحصيل حاصل. ولعلنا نتذكر كيف قامت أميركا وإسرائيل بقتل معظم العلماء والأطباء العراقيين بعيد الغزو الأمريكي للعراق لأن أعداءنا لا يخشون من بناياتنا العملاقة بقدر ما يخشون من طاقاتنا البشرية المتقدمة كالعلماء والماهرين في مختلف الاختصاصات. وما دمنا في العراق، فإن العراقيين تمكنوا في العهد السابق من إعادة بناء كل الجسور العملاقة التي دمرها القصف الأميركي لبغداد خلال فترة قياسية، وذلك دون الاعتماد على الخبرات الأجنبية التي تقوم عادة ببناء كل المرافق الضخمة في هذه العاصمة العربية أو تلك. بعبارة أخرى، فالعبرة دائماً في المهارات القادرة على البناء والإدارة لا في البنايات نفسها التي يتفاخر بها العديد من الحكومات العربية عمــّال على بطــّال. لا أعتقد أن المسؤولين العرب مغـّفلون أبداً عندما يتناولون النهضة العمرانية ويتجاهلون النهضة البشرية، فهم يركزون عمداً على الإنجازات الإسمنتية لأن سجلهم في التنمية البشرية مزر للغاية، ولا يمكن لعاقل أن يتفاخر به. زد على ذلك، أن من الأسهل والأسلم للأنظمة العربية التركيز على البناء الخرساني منه على البناء الإنساني، لأن الأبنية العالية مهما ارتفعت لا يمكن أن تهدد عروش الحكام العرب، بينما يمكن للإنسان الذي تم إعداده إعداداً جيداً أن يشكل خطراً على الأنظمة الحاكمة، وبالتالي، فمن الأفضل للحكومات أن تهتم بالحجر وتهمل البشر. وهو للأسف ما تفعله منذ زمن بعيد. لو نظرنا إلى المشاريع التي حققتها الدول العربية النفطية منها وغير النفطية لوجدنا أن جل استثمارها يتركز في الأبنية الإسمنتية، إذ ترتفع في معظم المدن العربية بنايات ضخمة تناطح عنان السماء. والمضحك في الأمر أن جل تلك البنايات الهائلة الحجم لم يبنها عرب، بل تم التعاقد على تشييدها مع شركات غربية أو كورية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على فشل الحكومات العربية في الاستثمار في الإنسان. هل يعقل أنه لا توجد لدينا شركات ومهندسون ومصممون قادرون على بناء أبراج وناطحات سحاب. ولعل الأنكى من ذلك أن معظم الدول العربية لم تفشل فقط في تخريج المهندسين والمصممين القادرين على بناء الأبراج، بل أيضاً فشلت في إدارة تلك الصروح. فمن المحزن جداً أن ترى الكثير من الفنادق العربية الضخمة المبنية بأشكال هندسية حديثة ورائعة لا تجد من يديرها من أهل هذه الدولة أو تلك. وكم شعرت بحزن شديد عندما وجدت بعض الفنادق العريقة في بعض البلدان العربية وقد آلت إدارتها إلى شركات أجنبية بعد أن فشلت الخبرات المحلية في إدارة تلك الفنادق. ففي أحد البلدان العربية مثلاً تخلت إحدى الشركات العالمية للفنادق عن إدارة فندق في عاصمة عربية، فقامت الدولة بتعيين إدارة محلية للفندق. لكن الإدارة الوطنية حولت الفندق ذي الخمس نجوم إلى فندق رديء بكل المقاييس في التضييف والإطعام والنظافة، مع العلم أنه كان فندقاً ذا سمعة طيبة عندما كان خاضعاً لإدارة غربية. وبعد أن وجدت الدولة أن الفندق أصبح مضرباً للأمثال في الرداءة بفضل الإدارة المحلية قامت بالاستنجاد بشركة أجنبية لتنقذ سمعته من السقوط المتتالي. وفعلاً نجحت الشركة الأجنبية في إعادة الهيبة للفندق شكلاً ومضموناً واسماً. ولا ننس أن معظم الفنادق العربية يديرها أجانب!! وفي بلد عربي آخر انهارت سمعة كل الفنادق الضخمة التي كانت تديرها خبرات وطنية محلية، فأصبحت تلك الفنادق الضخمة جداً عنواناً للعفن والبؤس والتهكم. وكم شعرت بالحزن عندما وجدت الشركات الأجنبية تتولى إدارة بعض الفنادق التي تغيرت حتى أسماؤها العربية لتحمل أسماء أجنبية معروفة. ومن المضحك أنك عندما تسأل بعض المسؤولين عن مصير تلك العمارات الفندقية الضخمة المتدهورة يجيبونك بنوع من التفاخر بأنهم أسندوا أمرها لشركات أجنبية، وكأن الحل في استيراد الخبرات الخارجية بدل تنمية الخبرات الداخلية لتدير تلك الفنادق وغيرها من المرافق الحيوية. الكل يستثمر في الإنسان، بينما ما زال العرب دون غيرهم يتباهون بالاستثمار بالبُنيان الذي، كما يعلم الجميع، لن يصمد أمام أي مزحة من مزحات السيد ريختر!! By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 04-18-2010 لماذا لا توجهون مشجعي كرة القدم للدفاع عن القدس؟ 2010-03-28 من قال إن شبابنا العربي شباب مائع لا بل شديد الميوعة، لا هم له سوى اللهاث وراء المطربين والمطربات والسخفاء والسخيفات؟ لا أبداً، فهذا الشباب مليء بالحيوية والعنفوان وحتى العنف الجارف أحياناً، ومستعد أن يزلزل الأرض وما عليها. لكنه بحاجة لمن يوجه طاقاته الكامنة في الاتجاه الصحيح. لقد شاهدنا كيف تصرف الشبان المصريون والجزائريون أثناء المباريات بين فريقي البلدين في القاهرة والسودان وأنغولا. لقد كانوا أسوداً لا يشق لها غبار، فمثــّلوا ببعضهم البعض شر تمثيل بسواعدهم المفتولة وسكاكينهم المطوية، فـقــُتل من قــُتل وجُرح من جُرح، وتشوه من تشوه. كل ذلك كان دفاعاً عن شرف "الفوط بول"، فلا بأس أن يضحي شبابنا بأرواحهم ومستقبلهم من أجل الذود عن حياض كرة تتقاذفها الأرجل. ولا بأس أن تتجند وسائل الإعلام في دولنا لتحريض الشباب في هذا البلد على الشباب في بلد آخر ليدخلوا في حروب ضروس لا تقل وطأة وشدة عن حروب داحس والغبراء. لماذا تستنفر كل وسائل إعلامنا ومؤسسات الهاتف الثابت والمحمول في العالم العربي لتشجيع مطربة أومطرب يشارك في مسابقة غنائية في برنامج تلفزيوني من طينة "سوبر ستار"، أو"ستار أكاديمي"، وكأن الفائز سيصون الشرف الوطني "الرفيع" من الأذى، وينقذ البلاد من ويلاتها، بينما تصمت وسائل إعلامنا صمت القبور على محنة الأقصى؟ ألم تثر ثائرة العالم كله بما فيه العرب عندما حاولت حركة طالبان الأفغانية هدم بعض التماثيل البوذية في البلاد، مع العلم أن تلك التماثيل لم تكن مقدسة بأي حال من الأحوال؟ مع ذلك حتى حكامنا ورجال ديننا وقتها تجندوا في خدمة اليونسكولإثناء طالبان عن نيتها هدم التماثيل البوذية. ولم تمر نشرة أخبار في أي وسيلة إعلام عربية وقتها إلا واستهلت أخبارها بتحركات طالبان لتدمير التماثيل المذكورة.، وكأنها نهاية الكون؟ والسؤال إذن لماذا لا يتم توجيه إعلامنا وإعلاميينا "الفطاحل" وشيوخنا ومفتينا "الأفاضل" وشبابنا "البواسل" المستعدين لحرق الأخضر واليابس والنابس والهامس للدفاع عن قضايا أهم وأشرف بكثير من الدفاع عن كرة تتقاذفها الأحذية، أولتشجيع مطربة أجرت عمليات أكثر من كل جيوشنا العربية الغراء؟ أليس الذي يستطيع أن يدفع الإعلام والشيوخ والشباب للتحرك بسرعة البرق ليملئوا الدنيا ضجيجاً وعنفاً ودماء قادراً أيضاً على تحريك الفئات ذاتها للدفاع عن المقدسات؟ لقد كان الفنان المصري محمد صبحي محقاً تماماً عندما غمز من قناة الحكومات ووسائل الإعلام والشباب العربي قائلاً: "إن الشباب الغاضبين في مصر والجزائر يمكنهم حماية الأقصى". وأضاف بأن "الشواهد الموجودة على الساحة، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة تؤكد أن المسجد الأقصى سوف يُهدم هذا العام، مشدداً على أن الجماهير الغاضبة في مصر والجزائر التي نزلت إلى الشوارع لتعلن غضبها بعد أزمة مباراة الكرة بين منتخبي البلدين كفيلة بأن تحمي المسجد الأقصى، وأن تدافع عنه". بعبارة أخرى، إن المستعدين لخوض غمار المواجهة من أجل الكرة لقادرون أيضاً على فعل أشياء تنفع الأمة وتحمي شرفها، لوأرادوا. لكن هل يريد العرب فعلاً تحرير أرضهم والدفاع عن شرفهم ومقدساتهم؟ أم أن كل الكلام الذي نسمعه في وسائل الإعلام العربية عن الانتهاكات الإسرائيلية والغضب العربي منها ليس إلا لذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، والويل كل الويل لمن يفكر جدياً بتحرير المقدسات من ربقة الصهاينة وأحذيتهم الثقيلة؟ هل يغار العرب والمسلمون فعلاً على مقدساتهم، كما يتشدقون دائماً، أم أنهم لا يعيرونها أي اهتمام يذكر عندما يجدّ الجد؟ لقد شاهدنا كيف دنـّس ودمر الأميركيون مئات المساجد في العراق، لا بل داسوا على القرآن، وتغوطوا، وتبولوا عليه في غوانتانانووغيره، ولم نسمع صوتاً هاتفاً لا في السحر ولا في الفجر. صحيح أن معظم الأنظمة العربية تشجع جيوشها على الانحلال والترهل والغرق في الملذات كسياسة عامة مدروسة بالتعاون مع أميركا، بدليل أن بعض جيوشنا لم تصمد مؤخراً في وجه جماعات محلية بسيطة كبدت ألويتنا الجرارة مئات القتلى والجرحى والأسرى. وصحيح أيضاً أن أنظمتنا تدفع الشيوخ باتجاه الحيض والنفاس واللحية وشعر الرأس وفتاوى البول والرضاعة. وصحيح أيضاً أنها تدفع الشباب باتجاه الغناء واللهووالمجون والمسابقات والرياضة. لكن متى يثأر شيوخنا وشبابنا لشرفهم ليوجهوا طاقاتهم وحيويتهم باتجاه آخر يسجله التاريخ بحروف من ذهب لا بحروف من خشب؟ هل فكر شبابنا يوماً بتسخير جزء من عنفوانهم للقضايا الكبرى، على الأقل من خلال التظاهر، بدل الانغماس تماماً في العبث واللهووالمسابقات والرياضة؟ أكاد أجزم بأن دموعنا على المقدسات ليست أكثر من دموع تماسيح بدليل أن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين على وشك الانهيار. وما الاحتفال بكنيس الخراب إلا مقدمة لتخريب الأقصى. وبدل أن يتنطع بعض الشيوخ للإفتاء بهدم المسجد الحرام وإعادة بنائه لمنع الاختلاط بين الجنسين، كنا نتوقع فتوى لتحريض شباب الأمة للنفير من أجل المسجد الأقصى الذي يتعرض للهدم الفعلي بين ليلة وضحاها. أيهما أهم، بركم، منع الاختلاط في المسجد الحرام، أم منع انهيار المسجد الأقصى؟ أخشى أن تكون الفتوى بهدم المسجد الحرام مجرد مقبلات تساعد العرب والمسلمين على هضم الوجبة التالية المتمثلة بتسوية الأقصى بالأرض، وكأن السيد المفتي يقول لنا بطريقة غير مباشرة: لا ضير في هدم المساجد حتى عن عمد، تعيشون وتأكلون غيرها. يا أمة ضحكت من نفاقها وعفنها وبلادتها وهزلها وخيانتها الأممُ! falkasim@yahoo.com By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved وصفة بسيطة قد تغير حياتك! 2010-04-11 هل الإنسان مسيّر في حياته اليومية أم مخيّر؟ لماذا نعزو كل مشاكلنا إلى الآخرين والظروف، بينما نحن المسؤولون عن أكثر من تسعين بالمائة مما يحدث لنا؟ لقد توصل الباحث ستيفن كوفي إلى معادلة غاية في الأهمية مفادها أن عشرة في المائة فقط مما يحدث للإنسان خارج عن إرادته، ولا حول ولا قوة له إلا أن يقبله كأمر محتوم لا مفر منه. أما التسعون بالمائة الباقية فهي من صنع يديه، وتعتمد مائة في المائة على الطريقة التي يتسم بها رد فعله على ما يحدث حوله وله، وبالتالي يمكن أن يتحكم بها بشكل كامل، ويوجهها لمصلحته الخاصة. وكي لا يظن القارئ الكريم أن العملية صعبة وبحاجة لتفكير عميق، لا أبداً، فهي غاية في البساطة إذا تحكمنا بأعصابنا وعالجنا الأمور بقليل من الروية والهدوء. ويعتقد الباحث كوفي بأن نظريته البسيطة قادرة على أن تغير حياة كل من يعمل بها مائة وثمانين درجة. والآن إلى تفاصيل الخطة: ليس بإمكاننا مثلاً أن نمنع السيارة من أن تتعطل في منتصف الطريق، مما قد يتسبب في إرباك مشوارنا ومواعيدنا وخطة سيرنا. كما لا نستطيع التحكم بتأخر إقلاع الطائرة، مما قد يربك بدوره خطة سفرنا والأعمال والمواعيد المرتبطة بها. وربما واجهنا ذات يوم سائقاً طائشاً اندفع بسرعة أمام سيارتنا، فأعاق تقدمنا، وربما تسبب لنا بإزعاج شديد. بالطبع لا حول لنا ولا قوة على الأمثلة أعلاه، فنحن مغلوب على أمرنا بشأنها. لكن تلك الأمثلة لا تشكل سوى عشرة في المائة من المشكلة حسب ستيفن كوفي. أما ما تبقى وهو تسعون في المائة من القضية فهو تحت تصرفنا. كيف؟ لا تدع الآخرين يخدعونك، فبإمكانك أن تتحكم بالطريقة التي ترد فيها على تصرفات الناس. فلنأخذ المثال التالي: ذات صباح وأنت تتناول طعام الفطور مع عائلتك تقوم ابنتك دون قصد بسكب فنجان القهوة فوق قميصك الذي سترتديه إلى العمل. وبالطبع فإن ما حدث لا طاقة لك عليه، فقد حدث رغماً عنك. لكن ما سيتبع يمكن أن توجهه بالاتجاه الذي أنت تريده. بعبارة أخرى، فإن رد فعلك على انسكاب القهوة على القميص لا يفرضه عليك أحد. طبعاً، إذا لم تفكر بالطريقة المثلى للرد على حادث القهوة، فإنك ستبدأ بالسب والشتم، ومن ثم ستوبخ ابنتك شر توبيخ على تلويث قميصك بالقهوة الساخنة. وهي بدورها ستنفجر بالدموع. وبعد أن تنتهي من توبيخ الابنة ستتحول إلى زوجتك لانتقادها على وضع الكوب بالقرب من القميص على حافة المائدة. ثم يتطور الأمر إلى مشادة كلامية بينك وبين الزوجة، فتندفع مسرعاً إلى الطابق العلوي من المنزل لتغيير القميص، فيما تواصل ابنتك النحيب في الطابق الأرضي، فتنشغل بالبكاء على إكمال فطورها والتحضير للذهاب إلى المدرسة، فيصل باص المدرسة إلى باب المنزل، لكنه يفوتها لأنها غير جاهزة بسبب ما حدث. أما زوجتك فبدورها تكون قد تأخرت عن العمل، فتخرج أنت مسرعاً إلى السيارة لتوصيل ابنتك إلى المدرسة. وبما أنك تأخرت، تقود سيارتك بسرعة ثمانين في طريق لا يسمح لك بأكثر من ستين كيلو متراً في الساعة. وبعد أن تأخرت لربع ساعة يقوم شرطي المرور في هذه الأثناء بتغريمك ستين دولاراً على السرعة الزائدة. في النهاية تصل إلى المدرسة، فتدخل ابنتك الصف دون أن تقول لك وداعاً. أما أنت فتصل إلى مكتبك متأخراً عشرين دقيقة لتجد أنك نسيت حقيبتك في المنزل. باختصار فإن يومك بدأ بداية تعيسة. وكلما تقدم الوقت وجدت أن الأمور تزداد سوءاً في ذلك اليوم المشؤوم، فتنتظر على أحر من الجمر كي تعود إلى المنزل، وعندما تصل تجد زوجتك مكشرة وأيضاً ابنتك. لماذا؟ بسبب الطريقة التي تصرفت بها في الصباح. لماذا كان يومك سيئاً؟ هل سببتها القهوة؟ هل سببتها ابنتك؟ هل تسبب بها شرطي المرور؟ هل أنت المسؤول عن كل ما حدث؟ الجواب الأخير هو الأصح. بعبارة أخرى لم تستطع السيطرة على حادثة القهوة. إن رد فعلك الأهوج خلال خمس ثوان هو الذي أفسد يومك بأكمله. ولو تصرفت بطريقة أخرى لكانت النتيجة مختلفة تماماً. كان بإمكانك مثلاً، عندما شاهدت ابنتك على وشك البكاء بسبب سكب القهوة على قميصك، أن تقول لها بلطف: "لا بأس يا حبيبتي. عليك أن تكوني أكثر حذراً في المرة القادمة". في هذه الأثناء كان بإمكانك أن تتناول منشفة صغيرة ثم تصعد إلى الطابق العلوي لجلب قميص آخر ومعه حقيبتك، ثم تنزل إلى الطابق الأرضي لترى ابنتك من النافذة وهي تصعد إلى باص المدرسة، فتلوح لك بيدها قائلة: "نلتقي بعد الظهر يا والدي". أما أنت فتصل بعد ذلك إلى مكتبك قبل خمس دقائق من الموعد الرسمي بمزاح طيب لتسلم على زملائك الموظفين، فيعلق مديرك في العمل قائلاً: لا بد أن يومك طيب للغاية، فترد عليه بابتسامة. هل لاحظت الفرق؟ لقد كان أمامنا اثنان من السيناريوهات. وكلاهما بدأ البداية ذاتها. لكنهما انتهيا نهايتين مختلفتين تماماً. لماذا؟ بسبب الطريقة التي امتاز بها رد فعلك. بعبارة أخرى، لم يكن لك طاقة على العشرة في المائة التي حدثت لك ألا وهي انسكاب القهوة فوق قميصك، لكن التسعين في المائة الأخرى أنت تسببت بها من الألف إلى الياء. إليك بعض الطرق لتطبيق معادلة "عشرة على تسعين". فإذا مثلاً قال شخص شيئاً سلبياً عنك، لا تكن كالإسفنج! دع الهجوم عليك ينزلق كما ينزلق الماء عن الزجاج! لا تدع الانتقاد يؤثر عليك! ليكن رد فعلك معقولاً، فلا يفسد يومك! إن رد فعل خاطئ يمكن أن يجعلك تخسر صديقاً، أو عملاً، أو أن تصاب بالشدة. وإذا قطع سائق الشارع من أمام سيارتك، فلا تفقد أعصابك، ولا تضرب المقود كما فعل أحدهم ذات مرة فهشمه! ولا تشتم، فيرتفع ضغطك بشكل خطير! ما المشكلة إذا تأخرت عن موعدك أو عملك عشر ثوان. لا تدع السائق الأرعن يفسد رحلتك الصباحية، وتذكر معادلة "عشرة على تسعين"! وإذا قيل لك إنك فقدت وظيفتك، فلا تتأخر عن النوم! ولا تقلق أو تصبح نزقاً، فبدلاً من استخدام طاقتك في القلق والنزق، استخدمها في البحث عن وظيفة جديدة!. وإذا تأخر موعد إقلاع الطائرة وارتبكت مواعيدك، فلا تغضب على المضيفات، فليس لهن أمر على ما حدث، بل استغل وقتك في القراءة، أو التعرف على مسافرين آخرين. لم الشدة، فهي ستزيد الأمور تعقيداً؟ الآن لا شك أنك عرفت معادلة "عشرة على تسعين". حاول أن تطبقها على حياتك اليومية، وستندهش كثيراً من روعتها! لن تخسر شيئاً إذا طبقتها. إنها معادلة رائعة، مع ذلك فلا يطبقها إلا قلة قليلة، مع العلم بأنها بسيطة وسهلة للغاية. ملايين الأشخاص في العالم يعانون من شدة لا ضرورة لها، ويواجهون مشاكل ومحناً وصداعاً كان يمكن تجنبه ببساطة. ستيفن كوفي يقول لنا جميعاً: لنفهم معادلة "عشرة على تسعين" جيداً، ولنطبقها، فبإمكانها أن تغير حياتنا. By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 04-25-2010 إعلام شبيك لبيك! 2010-04-25 لا شك أن وسائل الإعلام في الشرق والغرب على حد سواء هي في الكثير من الأحيان مجرد أدوات سياسية في خدمة هذا النظام أو ذاك. ولا تختلف البلدان الديمقراطية عن الديكتاتورية في هذا الصدد، فالاثنان يستغلان الأجهزة الإعلامية لتلميع نفسيهما والترويج لمشاريعهما ومخططاتهما واستراتيجياتهما، وأيضاً لتشويه والنيل من خصومهما في الداخل والخارج على حد سواء. ويكفي أن نعلم أن هوليوود الأمريكية نفسها لا تشذ عن هذه القاعدة، فهي أداة في أيدي النظام الأمريكي للترويج للقيم التي يريد نشرها ولضرب وتشويه القوى التي لا تسير على الصراط الأمريكي. فقد تم استخدام هوليوود بشكل مفضوح أيام الحرب الباردة لتشويه النظام الشيوعي وتصويره على أنه الشيطان الرجيم بعينه، والرفع من شأن النظام الرأسمالي. كما تم ويتم استغلالها بشكل بشع ومفضوح لتشويه صورة المسلمين في العالم خدمة للمشاريع الأمريكية. وحتى الصحافة الغربية التي تدعى الحيادية والاستقلالية والموضوعية فهي أيضاً في خدمة المشاريع السياسية الرسمية في كثير من الأحيان، فقد أشارت الكاتبة الأمريكية أيمي غودمان إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية الخاصة التي تزعم أنها مستقلة عن البيت الأبيض ناصرت مثلاً الغزو الأمريكي للعراق بطريقة مفضوحة، تماماً كما تفعل الصحف الرسمية في العالم العربي عندما يوجهها النظام في هذا الاتجاه أو ذاك. وتدلل غودمان على ذلك بالقول إن إحدى الصحف الأمريكية الكبرى أجرت قبيل الغزو الأمريكي للعراق مقابلات مع سبعة وتسعين خبيراً وإعلامياً وسياسياً أيدوا الغزو، بينما لم تجر سوى ثلاث مقابلات مع أشخاص عارضوا الغزو. وهذا يدلنا بوضوح على مدى التواطؤ بين الإعلام الغربي الذي يدعي الاستقلالية وبين الأنظمة الحاكمة في أمريكا وحتى أوروبا. ناهيك عن أن السواد الأعظم من الإعلاميين الغربيين لم يمانع قط في مرافقة القوات الغربية التي غزت العراق على متن الدبابات والطائرات فيما يسمى بـ Embedded Journalism وذلك لنقل الصورة التي كان يريد نقلها البيت الأبيض وعشرة داوننغ ستريت دون رتوش أو تحوير أو تعليق. لكن مع كل ذلك، من الخطأ الفادح تشبيه الإعلام الغربي كله بالإعلام الرسمي العربي، فمجال المناورة أمام الغربي أكبر بكثير، وتبقى هناك أصوات ووسائل إعلام خارجة على السرب. أما عندنا نحن العرب، فإن وسائل إعلامنا الرسمية أشبه ما تكون بكلاب الصيد، أو بجوقة منظمة، فهي تحت إمرة وزارات الإعلام وأجهزة الأمن، فما أن يأتيها الأمر بالانقضاض على فريسة ما حتى تنقض دفعة واحدة. فالحاكم في بلادنا، كما يقول نزار قباني، في رائعته الشهيرة "أبو جهل يشتري فليت ستريت"، لا يبحث عن مبدع، وإنما يبحث عن أجير. "يعطي للصحافة المرتزقة مجموعة من الظروف المغلقة...وبعدها.. ينفجر النباح والشتائم المنسقة... يستعملون عندنا الكاتب الكبير.. في أغراضهم كربطة الحذاء، وعندما يستنزفون حبره..وفكره..يرمونه, في الريح, كالأشلاء... هذا له زاويةٌ يوميةٌ..هذا له عمود..والفارق الوحيد، فيما بينهم طريقة الركوع..والسجود". وبالرغم من ثورة المعلومات والعولمة الإعلامية، فإن الإعلام الرسمي العربي لم يتزحزح قيد أنملة عن استخدام وسائل الإعلام ككلاب صيد. لا بل إن بعض الحكام العرب شديدو الفجاجة في تعاملهم مع وسائل الإعلام والإعلاميين الموظفين عندهم. فالتوجيهات الإعلامية لا تأتي بشكل غير مباشر أو مبطن أو على شكل تلميحات كما يفعلون في الغرب، بل تأتي على هيئة فرمانات قراقوشية ملزمة، والويل كل الويل لمن يعصي الأوامر والإملاءات. لنقرأ الخبر التالي الذي أوردته إحدى الصحف العربية قبل أيام فقط: "في تطور لافت لتهيئة الأجواء لتحقيق التقارب والمصالحة الكاملة بين البلدين، قررت السلطات العربية إياها وقف جميع أعمال وصور الحملات الإعلامية المضادة ضد البلد الآخر في كافة وسائل الإعلام المحلية. وكشفت مصادر سياسية مطلعة أن تعليمات عليا قد صدرت من مكتب الزعيم إلى كافة الصحف بوقف جميع الانتقادات إلى البلد الآخر ووقف الخطاب التحريضي وكافة الأخبار والتعليقات المسيئة له، والإشارة إلى نشر الأخبار والتعليقات التي تساهم في عودة التلاقي والتقارب بين الجانبين. وأضافت المصادر أن نفس التعليمات صدرت لأجهزة التلفاز والإذاعة، بوقف أي برامج أو تعليقات قد تفسر بأنها تسيء إلى "الشقيقة"، والاهتمام بتشجيع تقارب العلاقات في المرحلة القادمة". لقد قمت بنقل الخبر حرفياً بعد حذف اسمي البلدين المعنيين، ليس لأنهما استثناء في استخدام وسائل الإعلام ككلاب صيد، بل لأنهما نموذج يُحتذى من المحيط إلى الخليج. وقبل أسابيع قليلة أوعز زعيم عربي آخر إلى وسائل إعلامه التي صدع رؤوسنا وهو يروج لها على أنها مستقلة وحرة وموضوعية وعصرية، أوعز لها ولكل العاملين فيها بأن يتوقفوا فوراً عن انتقاد البلد الذي كان على خلاف معه في السنوات القليلة الماضية. وقد أبلغ خصمه القديم بأنه معني بوقف كل الحملات الإعلامية ضده. وعندما حاد بعض الصحفيين التابعين لنظامه عن الخط قيد أنملة طلب من مساعديه ترتيب لقاء بينه وبين كوادر مؤسساته الإعلامية كافة، وقال لهم كلاماً صريحاً وصل حد التبليغ الإداري، أو ما يسمى "الإنذار". وقد أوضح لهم: "لقد اتخذت أنا قرار بناء علاقة خاصة مع الدولة الفلانية... فاعلموا أنه من الآن فصاعداً لن يكون مقبولاً التعرض لها بأي شكل من الأشكال". ولما حصل نقاش دل على وجود ممانعة لدى بعض العاملين لديه، وجد الزعيم الذي نحن بصدده نفسه مضطراً لأن يصوغ موقفه على نحو أكثر حدة ووضوحاً، فخاطب وسائل إعلامه بنبرة تهديد ساحقة ماحقة قائلاً: "هذا قراري، ومن لا يريد الالتزام به، فعليه المغادرة ونقطة على السطر". تجدر الإشارة إلى أن نفس وسائل الإعلام التي ستلتزم من الآن فصاعداً بكيل المديح للدولة التي يريد الزعيم تطوير علاقته معها، كانت قد قالت فيها قبل أسابيع فقط ما لم يقله مالك في الخمر. وقد سمعت مرة أن زعيماً عربياً هدد ذات يوم زعيماً آخر بأنه سيسلط عليه "الكرباج". وتبين لاحقاً أن الكرباج ما هو إلا أحد رؤساء تحرير الصحف لدى ذلك الزعيم. وقد عُرف ذلك الكرباج بأنه كان غاية في البذاءة. رحمة الله على نزار قباني الذي قال إن الأقلام عندنا يتم شراؤها بالأرطال، فكاتب مدّجنٌ.. وكاتب مستأجرٌ.. وكاتب يُباع في المزاد جرائدٌ.. جرائدٌ.. جرائدٌ.. تنتظر الزبون في ناصية الشارع, كالبغايا... By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved |