حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض (/showthread.php?tid=38454) الصفحات:
1
2
|
RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - بسام الخوري - 08-18-2010 كتاب ومبدعون مصريون ينعون الطاهر وطار لم يكن روائيا فقط بل مؤسسة ثقافية القاهرة: وليد عبد الرحمن استقبلت الأوساط الثقافية في مصر خبر رحيل القاص والروائي الجزائري الطاهر وطار الطاهر بمزيد من الأسى والحزن، مشيرين إلى أن الراحل كان يحمل في قلبه مكانة خاصة وحبا خالصا لمصر ولشعبها، وقد أصدر منها الكثير من أعماله الروائية وخاصة ضمن سلسلة روايات الهلال الشهرية التي تعد من أقدم السلاسل الأدبية وأعرقها في مصر، كما نشرت دار «كيان» في القاهرة أحدث أعماله الروائية «قصيد في التذلل».. في فبراير (شباط) الماضي. وبنبرة مملوءة بالأسى قال الروائي يوسف القعيد: «إن الطاهر وطار يستحق أكثر من رثاء فهو صديق عزيز وشعرت في السابعة من صباح أمس بصدمة عندما أبلغتني إحدى القنوات الفرنسية بخبر وفاته».. أضاف القعيد «سيظل في ذمة التاريخ أن الطاهر يشكر له أنه كان أول من كتب نصا روائيا باللغة العربية الصافية في الجزائر، وتفرد بذلك عن معظم كتاب الجزائر الذين كانوا يكتبون أعمالهم باللغة الفرنسية وتتم ترجمتها إلى اللغة العربية». وأشار القعيد إلى أن «الطاهر لم يكتف فقط بالكتابة باللغة العربية، بل أسس جمعية سماها (الجاحظية) التي تعد علامة فارقة في التراث العربي، وقد ساهمت جمعيته في نشر الثقافة العربية والاهتمام بالكتاب وإقامة الندوات واللقاءات الثقافية»، وأكد القعيد أن الطاهر كان معنيا في كتاباته بالهوية الجزائرية وارتباطه الشديد ببلده الجزائر ففي روايته «اللاز» تناول في متنها الشأن الجزائري وخاصة فترة الاستعمار الفرنسي والكفاح ضده، وطرح فيها قضية مناضل جزائري، وكيف أنه رفض الارتباط بالحزب الشيوعي وارتبط بمشكلة بلده، مثل أي جزائري ارتبط في حياته بالثنائيات. وأضافت الروائية سحر الموجي قائلة: «لم يسعدني الحظ وأقابل الطاهر وطار شخصيا، ولكني عرفت من أصدقائي أنه كان صاحب شخصية عذبه، وارتباطي به كان من خلال عدد من أعماله الروائية والقصصية، وخاصة روايته الرائعة «اللاز» التي رصدت تجربة فريدة ومختلفة في الأدب العربي، وأوضحت أننا كمصريين يصعب علينا متابعة معظم الإنتاج العربي لعدم وجوده في الأسواق، وطالبت بأن يتم توفير روايات الطاهر وطار في السوق المصرية حتى يتم التعرف على تجربته لتستفيد منه الأجيال الجديدة». فيما أكد الروائي إبراهيم عبد المجيد «أن خبر وفاة الطاهر وطار كان مؤلما لكل الكتاب ومن كانت له أي علاقة بالرواية العربية»، وأضاف «لقد قابلته مرة واحدة في حياتي منذ 20 عاما في القاهرة وأتذكر تفاصيل هذا اللقاء إلى الآن، لأنه شخص لا يمكن نسيانه، ويعد الطاهر رائد كتابة اللغة العربية المباشرة في الجزائر، لأن معظم الكتابات كانت تكتب باللغة الفرنسية». وقالت الروائية هالة البدري: «افتقدنا واحدا من كبار كتاب العرب ومن أوائل الكتاب الجزائريين الذين عشقهم القارئ المصري، وعرف من خلال كتاباته الكثير عن المجتمع الجزائري». أضافت البدري «أن الطاهر لم يكتف بالكتابة فقط بل أنشأ مؤسسة صحافية اهتم فيها بإقامة المعارض والندوات واللقاءات الثقافية، وقد لعبت مؤسسته الصحافية دورا كبير بعد الحرب الجزائرية، وردت على الكثير من المحاولات التي شوهت موقفه من الحرب الأهلية»، وذكرت أن روايته «الدراويش» تبنت وجهة نظره. وأرجعت البدري الغموض الشفيف الذي اكتنف شخصية الطاهر إلى كونه بدأ ثوريا في أعماله الأولى ثم تحول إلى اتجاه آخر وهو ما أربك الكثير من الروائيين. وقالت البدري: «إن مشروع الطاهر يجب أن يدرس ويعاد النظر فيه وفقا للمعطيات والحقائق التي بدأت تتضح في المجتمع الجزائري، وخاصة أنه لعب دورا كبيرا في دعم وإبراز دور المثقف الجزائري، وقد خسره المجتمع العربي والجزائري ». فيما عبرت الناشرة سمية عامر، صاحبة دار نشر «كيان» عن حزنها الشديد لفراق الروائي الجزائري، وخاصة في رحلة مرضه الأخيرة، وذكرت أنها نشرت آخر روايات الطاهر وطار بعنوان «قصيد في التذلل» كطبعة أولي في فبراير الماضي، وقد لاقت صدى كبيرا بين أوساط المثقفين، وقالت: «إنه يتم الآن التجهيز للطبعة الثانية من الرواية»، وأضافت «أن الدار شاركت بالرواية في مسابقة (البوكر) العربية لهذا العام بعد الحصول على موافقة الطاهر قبل وفاته، حيث رحب بالفكرة، على أمل أن تفوز روايته بالجائزة الأولى أو إحدى الجوائز. الطاهر وطار «يعود هذا الأسبوع» لندن: فاضل السلطاني هناك كتاب يراكمون إبداعاتهم، فلا تستطيع أن تضع أصبعك على عمل محدد لهم كان وراء تميزهم أو شهرتهم. وهناك كتاب آخرون يستولون عليك دفعة واحدة، أو يحققون بعمل واحد أو عملين ما يحققه غيرهم بعشرة أعمال أو أكثر. والأمثلة على هذا النوع الثاني كثيرة في الأدب العالمي والعربي قديما وحديثا، ولعل أبرزهم عربيا الطيب صالح بروايته «موسم الهجرة إلى الشمال»، والكاتب الجزائري كاتب ياسين بروايته «نجمة»، والكتاب العراقي محمد خضير بمجموعته القصصية «المملكة السوداء». ينتمي الكاتب الجزائري الطاهر وطار، الذي رحل يوم الخميس الماضي، لهذا النوع. فما إن صدرت مجموعته القصصية الأولى «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» عن وزارة الإعلام العراقية عام 1975، حتى تكرس واحدا من أهم كتاب القصة العرب، وعمت شهرته الآفاق العربية من بغداد إلى الرباط. وفي تقديرنا، أن وطار ظل يدور في عوالم قصته «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» التي سميت المجموعة باسمها، ويعيد إنتاجها جوهريا، بشكل مختلف، وبرؤى أعمق، في مجمل أعماله الروائية والقصصية اللاحقة. ولا يشكل ذلك بالطبع منقصة في تجربته الأدبية، فعالم الثورة، وبشكل خاص الثورة التي تأكل أبناءها، كالثورة الجزائرية هنا، وتطور المجتمعات الإنسانية، متخذا المجتمع الجزائري مثالا، ومراحل سير هذا المجتمعات الدائرية، وليست المستقيمة، انسجاما مع فكره الماركسي، هي الموضوعات المركزية الكبرى التي شكلت عالم الوطار الروائي، بمده وجزره، وهي، أيضا، التي حددت مصيره كإنسان ملتزم، على الرغم من كل الإشكالات الفكرية التي حصلت في المرحلة الأخيرة من حياته، وخاصة موقفه من الحركة الإسلامية في بلاده. في «الشهداء يعودون هذا الأسبوع»، يكشف الطاهر وطار كيف تاجر المنتفعون والوصوليون بتضحيات مليون شهيد جزائري. إنهم سيفعلون كل شيء لضمان عدم عودة هؤلاء الشهداء، فهم يعتاشون على موتهم ذاته، ويستحوذون على السلطة باسمهم. حياتهم، بكل زيفها وأكاذيبها، هي نتاج لموت أولئك الشهداء. فكيف يمكن أن يعودوا ثانية؟ كأن الاستقلال كذب، والحرية كذبة، والاشتراكية كذبة، والمساواة كذبة، وكأنهم ماتوا من أجل لا شيء، بل كأنهم ماتوا ليعيش الانتهازيون، سارقو الثورة والوطن والفقراء. هؤلاء الشهداء لو عادوا فسيقتلون هذه المرة على يد المتاجرين باسمهم، إخوانهم بالأمس، وليس على يد الأعداء، كما حدث للمسيح في رواية «الإخوة كرامازوف» لدوستويفسكي، حين سجنه الراهب الأعظم عند عودته إلى الحياة، وهو الذي يبشر نفاقا بتعاليمه ليل نهار. في «اللاز» أيضا، روايته الأهم ربما، يرسم وطار، ابن الثورة الجزائرية وأحد المقاتلين في صفوفها، صورا حقيقية عن البشاعات التي تحدث باسم الثورة، وكان سبّاقا في كشفها أمام عيون العالم، من دون أن يتخلى عن النضال داخل صفوفها، ومن هنا تأتي مصداقيته. من يستطيع أن ينسى مشهد ذبح حمدان، القائد الشيوعي، وأحد قادة الثورة الجزائرية، على يد هؤلاء القادة أنفسهم، بعدما خيروه بين التخلي عن مبادئه الفكرية وبين الذبح، فاختار الأخير؟ ولقي المصير نفسه شيوعيون فرنسيون وإسبان تطوعوا للقتال في صفوف الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وخضعوا للاختيار التراجيدي نفسه: التخلي عن مبادئهم أو الذبح. بعد نحو عشر سنوات، سيتناول رشيد بوجدرة الموضوع نفسه تقريبا في روايته «التفكك» - أول رواية يكتبها بالعربية مباشرة - فنرى الطاهر الغمري يلقى المصير نفسه على أيدي قادة الثورة. إنه موضوع لا ينتهي. وقد سجله قبلهما كتاب كثيرون، وخاصة اندريه مارلو في روايته «الوضع البشري» التي تناولت الثورة الإسبانية. ولا تخرج روايات وطار اللاحقة، «الزلزال»، «الشمعة والدهليز»، و«العشق في الزمن الحراشي» - التي تناولت صعود الإسلاميين - عن هذا الإطار العريض. وما يحسب للطاهر وطار أنه من الكتاب القلائل، الذين تحولت عندهم مواضيع الثورة والسلطة والإنسان إلى مواضيع مركزية في رواياتهم وحياتهم أيضا، ولكن بقدر كبير من التوازن الفكري والأدبي. فهو داخل الثورة، ولكن خارجها في الوقت نفسه، مما أتاح له رؤية فضائلها ومثالبها، وصعودها وانحناءاتها، ومصيرها اللاحق. وظل وطار جزءا من هذا المصير المعقد والمتشابك حين تحولت الثورة إلى سلطة أكلت ما تبقى من تلك الثورة التي هزت العالم وقتها. ظل وطار داخل السلطة وخارجها أيضا. دخل في معارك معها، وفي سلام أيضا، فهي تبقى، رغم كل شيء، «سلطة وطنية تقدمية»، ويجب مساندتها، كما كان ينظر آنذاك من سموا بـ«مفكري وعلماء» الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي السابق والأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، لأنظمة الحكم في مصر وسورية والعراق والجزائر، حتى دفعوا الثمن باهظا. وما يسجل لوطار، مرة أخرى، أنه أخرج هذه الصراعات الفكرية من الأروقة الحزبية الضيقة إلى العلن. وكانت هذه العلنية جريمة كبرى في الأعراف الحزبية آنذاك، وربما ما تزال كذلك، رغم أن الكل يتحدث عن الشفافية الآن. والأهم، أنه نجح في تحويل هذه القضايا المركبة إلى فن روائي متقدم في أحسن أعماله، مرتفعا بها إلى مستوى الرمز الذي يتجاوز المكان والزمان، كما في أي عمل فني باق . RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - ديك الجن - 08-24-2010 على قبر الأديب الكبير |