حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس (/showthread.php?tid=42650)

الصفحات: 1 2 3 4


RE: الرد على: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - observer - 04-06-2011

(04-05-2011, 11:35 PM)Dr.xXxXx كتب:  الكلام الذي تتكلمين عنه شبه مختفي في فلسطين، فلا التحزبات ولا الديانة لها قيمة قد تؤدي الى هكذا نتيجة، وحتى اليهودي الذي يُظهر انه متعاطف مع القضية فله احترامه (وبرأيي ان هذا ينم عن سذاجة مبالغ فيها)... ثم اين هي الاحزاب والحركات الاسلامية في فلسطين والتي تنادي بمنع الاختلاط واظهرت معارضة لقيم جوليانو؟؟

نعم معك حق، فنظرة الاحزاب الاسلامية كحماس و الجهاد و وكلاء القاعدة مثل جند الاسلام بقيادة دُغمش Family و غيرها نظرتها للمرأة و الاختلاط لا تختلف كثيرا عن نظرة الحزب الاشتراكي السويدي او الحزب الليبرالي البريطاني لذات القضية!
انا عارف منين يا اخي يلفقون التهم الباطلة لهؤلاء الودعاء الذين يحكمون دوقية غزة و يتغلغلون رويدا رويدا في الفكر السياسي الفلسطيني؟!



الرد على: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - Dr.xXxXx - 04-06-2011

اه حماس والجهاد الاسلامي وكلاء القاعدة، وفتح وكيلة صلاح الدين، يا سلام على نظراتك التحليلية الفتاكة، لا... صراحة افحمتني..

ثم بافتراض ان ما تقوله صحيح، فهل تريد محاسبتهم على نظرتهم للمرأة والاختلاط وعلى نواياهم؟؟؟ ام يا ترى وجدت لهم بعض المماسك والتي تخبأها لنا كمفاجأة؟؟


الرد على: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - لواء الدعوة - 04-07-2011

يبدوا أن فتح تحاول أن تلصق التهمة بحماس من خلال اعتقال خمسة أشخاص من أبناء حماس على خلفية الحادث مما يصور بأن حماس هي من تقف خلف عملية الإغتيال ؟ يعني حماس تركت كل أعدائها في فتح والسلطة ، وتركت القيادات التي سفكت دماء السمان والسلعوس والإبتلي وياسين وجائت لمخرج فلسطيني ليست له اي علاقة في فتح ؟

عموماً من يقف خلف العملية قد يكون الموساد ، وقد يكون ذلك التيار الذي - قيل - بأنه قتل ناجي العلي بسبب كاركاتير تحدث فيه عن رشيدة مهران ..!

تحية لروح السيد جوليانو ، وتحية لما قدمه لفلسطين فأمثاله لوحات مشرقة عبرت عن فلسطين وعن آلامها .



RE: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - بسام الخوري - 04-07-2011

رحمة الله عليه ..

EmroseEmroseEmrose


















.إكراما للرجل لا تحولو الشريط الى نزاع حمساوي فتحاوي
103


RE: الرد على: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - observer - 04-07-2011

(04-06-2011, 11:33 PM)Dr.xXxXx كتب:  اه حماس والجهاد الاسلامي وكلاء القاعدة، وفتح وكيلة صلاح الدين، يا سلام على نظراتك التحليلية الفتاكة، لا... صراحة افحمتني..

ثم بافتراض ان ما تقوله صحيح، فهل تريد محاسبتهم على نظرتهم للمرأة والاختلاط وعلى نواياهم؟؟؟ ام يا ترى وجدت لهم بعض المماسك والتي تخبأها لنا كمفاجأة؟؟

انا اعلق فقط على هذه الجملة الغبية اتي تقول:

اقتباس:ثم اين هي الاحزاب والحركات الاسلامية في فلسطين والتي تنادي بمنع الاختلاط واظهرت معارضة لقيم جوليانو؟؟




الرد على: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - Dr.xXxXx - 04-07-2011

الجملة الغبية تقول ايضاً : بافتراض، يعني ماخذك على قد عقلك


RE: الرد على: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - observer - 04-08-2011

(04-07-2011, 11:46 PM)Dr.xXxXx كتب:  الجملة الغبية تقول ايضاً : بافتراض، يعني ماخذك على قد عقلك

اين كلمة ''بافتراض''؟!!! هذا ما جاء بالضبط بجملتك الغبية بامتياز (مع تقديري طبعا لشخصك الكريم):

اقتباس:الكلام الذي تتكلمين عنه شبه مختفي في فلسطين، فلا التحزبات ولا الديانة لها قيمة قد تؤدي الى هكذا نتيجة، وحتى اليهودي الذي يُظهر انه متعاطف مع القضية فله احترامه (وبرأيي ان هذا ينم عن سذاجة مبالغ فيها)... ثم اين هي الاحزاب والحركات الاسلامية في فلسطين والتي تنادي بمنع الاختلاط واظهرت معارضة لقيم جوليانو؟؟

ملاحظة: انت دكتور بشو يا دكتور X


RE: الرد على: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - Dr.xXxXx - 04-08-2011

اقتباس:اين كلمة ''بافتراض''؟!!! هذا ما جاء بالضبط بجملتك الغبية بامتياز (مع تقديري طبعا لشخصك الكريم):

اقتباس:اه حماس والجهاد الاسلامي وكلاء القاعدة، وفتح وكيلة صلاح الدين، يا سلام على نظراتك التحليلية الفتاكة، لا... صراحة افحمتني..

ثم بافتراض ان ما تقوله صحيح، فهل تريد محاسبتهم على نظرتهم للمرأة والاختلاط وعلى نواياهم؟؟؟ ام يا ترى وجدت لهم بعض المماسك والتي تخبأها لنا كمفاجأة؟؟



على كل حال، هل يوجد لديك شيء يظهر عنجهية حماس وتريد تقديمه لنا؟؟


NOT DOCTOR YET



RE: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - الحوت الأبيض - 04-08-2011

يا إخوة رجاءا انقلوا نقاشاتكم الهامة جدا إلى مكان آخر.

آرنا استعادت آخر «أولادها»


|فراس خطيب|

«جئتُ إلى مخيم جنين لأشارك أهله في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأمشي معهم على طريق الحرية والاستقلال… إن قوة المسرح تعادل قوة السلاح والبندقية في وجه الاحتلال». هذا الكلام يلخّص فلسفة جوليانو خميس التي لم تحم صاحبها من الموت غدراً: المسرحي الفلسطيني اغتيل بعد ظهر الاثنين على بعد أمتار من «مسرح الحريّة» الذي أسّسه عام 2006 في مخيّم جنين. نهاية صادمة لرجل المهمات الصعبة:
صاحب السترة السوداء والصوت العالي، انهمر عليه رصاص الغدر، فسقط مضرّجاً بدمائه. عاش ومات فلسطينياً، و«بقي» في جنين حيث كان النضال مع الصغار، من خلال الثقافة، أولويّة له هو المتعدد المشاغل والاهتمامات…
جوليانو مير خميس (1958 ــــ 2011) ابن المناضل الفلسطيني صليبا خميس، أحد أبرز وجوه الحزب الشيوعي الإسرائيلي في الستينيات، وآرنا مير خميس اليهودية التي انتقلت من معسكر الصهيونيّة إلى نصرة القضيّة الفلسطينيّة. وقد تعرّف إليها الجمهور العريض من خلال فيلمه الوحيد «أولاد آرنا» وهي تغطّي صلعها، بفعل مرض السرطان، بالكوفية، وتصرخ في وجه الجندي الاسرائيلي على أحد المعابر. يترك «جول» وراءه حروباً لم تنته ضد الاحتلال، وإيماناً بأنَّه وراء المقاومة، يجب أن تكون هناك ثقافة تحميها. هو الذي طالما ردّد بأنّ «البندقية التي لا ثقافة وراءها، تقتل ولا تحرّر»، قتلته تلك البندقيّة الجاهلة. في كل شيء كان جول خاصاً: تاريخه ووعيه وظهوره وهيأته ورأيه السياسي. حياته تملأها التفاصيل. ولد قبل 53 عاماً في الناصرة. والدته آرنا (1931 ــــ 1994) انتقلت من صفوف البالماخ الصهيوني إلى ناشطة ومناضلة فلسطينيّة. تزوجّت من صليبا واعتنقت قضيّته، في قلب الحلم اليساري الطوباوي الذي راود كثيرين آنذاك، بأن النضال السياسي المختلط من أجل العدالة ممكن ضمن مشروع دولة علمانيّة. دخلت آرنا مخيم جنين في الانتفاضة الأولى، وعملت مع أطفال المخيم وعاشت معهم السنوات الأخيرة من حياتها. وحين فازت بجائزة «نوبل» البديلة عن نشاطها هناك، تبرّعت بالمال لبناء «مسرح الحجر» عام 1993 قبل أن يدمّره الاحتلال خلال اجتياح المخيم عام 2002.
جول سار على درب أمّه. بدأ مشواره ممثلاً في الفيلم الأميركي «الطبّالة الصغيرة» (1984)، وشارك في عدد من الأفلام والمسلسلات الإسرائيلية، أبرزها للمخرج عاموس جيتاي. أدّى أدواراً بارزة على المسرح الإسرائيلي، وظهر في أفلام فلسطينية من بينها «الشهر التاسع» (علي نصّار)، و«عرس الجليل» (ميشيل خليفة). أعمال كثيرة أدّاها جوليانو مير خميس. لكنّ جنين تبقى المحطة والمنعطف الأهم في مسيرته الفنية والسياسية.
اجتياح جنين أعاده إلى «أولاد» آرنا. عام 2002 كان مفصلياً. القوات الإسرائيلية اجتاحت المخيّم الذي عرف مقاومة أسطورية. هدم وموت وجثث تحت الردم. كان جوليانو في حيفا، يحاول حشد المعونات لأهل المخيم. كان يعرفهم ويعرف بيوتهم جيداً، فالسنوات التي قضاها مع والدته هناك كانت كافية لأن يشعر بالبشر القابعين تحت القصف. كانت تصريحاته نارية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى صار عدواً لإعلامه. ثم جاء فيلمه الوثائقي «أولاد آرنا» (2003) ليقتفي أثر أطفال المخيم الذين شاركوا في مسرح والدته أثناء الانتفاضة الأولى قبل أن يجرفهم تيار العنف الاسرائيلي ويسقط بعضهم في العمل الفدائي. في إحدى المقابلات، حكى جول كيف جاءته فكرة الوثائقي. كان ذلك بعد اجتياح مخيم جنين، حين تلقّى مكالمة هاتفية من يوسف سويطي الذي كان عضواً في فرقة المسرح التي أسّستها آرنا. قال جوليانو: «كانت المكالمة عادية جداً. سألني عن أخباري، وعن وضعي وعن العائلة». بعدها، فوجئ جوليانو بأنَّ العملية الفدائية التي استهدفت إسرائيليين في مدينة الخضيرة، نفّذها يوسف نفسه.
هكذا حمل كاميراه ومضى نحو المخيم. لم يعرف أحد ما الذي يخطط لفعله هناك. فيلم عن جنين. كان منهمكاً بالتصوير. يقضي وقته متنقلاً بين حيفا وجنين. في نهاية المطاف خرج «أولاد آرنا» إلى النور. الفيلم كان تتويجاً لمسيرة أمّه آرنا، تلك المرأة القوية، الاستثنائيّة. لكنها في الحقيقة كانت قصة أبناء المخيم، وكيف انقلب الحلم على الحالمين، وكيف أنَّ هؤلاء الأطفال الفلسطينيين الذين حلم أحدهم بأن يصبح «روميو الفلسطيني» ويجد «جولييت في المخيم»، تحول إلى مقاوم، أي «إرهابي» بنظر الإسرائيليين والعالم. كان «أولاد آرنا» فيلماً قوياً ومقنعاً ومؤثراً، لا يعكس فقط واقع الفلسطينيين بل يروي قصة من أساسها، موثقة وقوية واضحة الملامح عن آمال شعب تبدّدت بوحشية الاحتلال ودمويته.
عندما أبصر الشريط النور، كان جوليانو يقف خجلاً ليحكي عن تجربته الشخصية مع الأطفال. وها هو الفيلم يصبح الآن قصة جوليانو الذي لقي موته هو أيضاً على أرض المخيم، حيث أنشأ عام 2006 «مسرح الحرية» مواصلاً مشروع والدته. تعرض المسرح لمحاولتي إحراق. ومنذ أن افتتح، تعرّضَ جوليانو لتهديدات كثيرة، طاولت المسرح أولاً، ثم طاولته مباشرةً. هكذا، أصدر في نيسان (أبريل) 2009 بياناً جاء فيه: «إننا نناشدكم اليوم وندعو أصحاب الضمائر الحية، وكل من يؤمن بأنّ مستقبل فلسطين يكمن في ثقافتها، أن يرفعوا أصواتهم عالياً ويقفوا إلى جانب «مسرح الحرية»، في وجه هذه المحاولات الهمجية التي تريد النيل من مستقبل الشعب الفلسطيني برمّته».
صحيح أنّ جول لم يقل مرةً إنّ «مسرح الحرية» سيحلّ مأساة المخيم العالقة تحت الاحتلال، لكنه آمن فعلاً بإمكان زرع بارقة أمل في مكان يبخل عليه العالم أجمع بتلك البارقة، وحيث يعيش آلاف الأطفال مكدّسين، منسيين، في مواجهة همجيّة الاحتلال. حلم جوليانو فعلاً، كما قال في أكثر من مرة، بمسرح يمتلك المقومات الأساسية لخلق جيل يرفع الصوت عالياً ضد التمييز والعنصرية، بحثاً عن العدالة المفقودة. لكنّه لقي حتفه هناك من دون أن يقول للأطفال وداعاً. كانت آرنا ربما أكثر حظاً منه. حين فقدت الأمل بالانتصار على السرطان، طلبت من جول أن يأخذها إلى جنين لتودّع الأطفال قبل أن تموت. «ابن» آرنا اكتفى بافتتاح مهرجان «أيام المنارة المسرحية» في رام الله بعرضه «الكراسي» (راجع صفحة 22) قبل أن يذهب إلى موعده مع الموت.

المصدر: موقع قديتا


RE: اغتيال الناشط الفلسطيني جوليانو مير خميس - الحوت الأبيض - 04-08-2011

نحن منذ الآن غيرُنا


رجا زعاترة
الجمعة 8/4/2011

[صورة: jolyano1.jpg]
منصة مسرح "الميدان"، أول أمس

نهاية جوليانو مير خميس التراجيدية اختارته بسبب مشروعه الفني والفكري والسياسي: مشروع الحرية *

"هحافيغ غادجا!"، كان يقول بصوته الجهور، كلما احتدّ النقاش. وكان يحتدّ أحيانًا. إلتقيته للمرّة الأولى في تل أبيب في 4 نيسان 2002، قبالة السفارة الأمريكية، من جهة البحر. كنت أقطع الشارع الموازي للشاطئ نحو المظاهرة الحاشدة، وإذ برجل طويل مفتول العضلات، يرتدي قميصًا أسود عليه رقعة صفراء بشكل نجمة داوود، على كتفيه شابة تلبس نفس القميص وتنتفض إلى أعلى وهي تهتف ضد جرائم الاحتلال في جنين وأخواتها. مع توالي اللقاءات والمظاهرات، لاحظت أنّ جوليانو، أو "جول" كما كنا نناديه، احترف تحويل المواجهة مع الشرطة إلى متوالية من المشاهد التي لا يمكن توقع اتجاهها الدرامي. لكن كان واضحًا أنّ حضوره سيُحدث شيئًا استثنائيًا.

فجرَ الاثنين، الرابع من نيسان 2011، هطل مطرٌ شديد في حيفا. مطر وعواصف. كأنّ السماء تريد أن تقول شيئًا ما مهمًا. لم أكن أعلم، خلال مقاومتي لأزيز شباك غرفتي، أنّ أزيزًا من الرصاص سيخترق جسد جول عصرًا.

هل، ببدايته الجديدة، إن اعتبرنا عودته إلى جنين بدايةً جديدة، اختار جول نهايته بيده؟ ربما. لكن المؤكد هو أنّ نهايته اختارته بسبب هذه البداية. "نظريات المؤامرة" ليس مخطئة دائمًا. وهنا، ليس من المستبعد أن تكون هناك "يد موجّهة"، بطريقة أو بأخرى، من طرف جهة "أمنية" إسرائيلية، لاغتيال فنان تقدّمي "يهودي" في مخيم لاجئين فلسطيني. ولكن هذا الحل الأسهل. لو كان جول بيننا الآن، لضحك ملأ شدقيه وتجرّع رشفة أخرى من كأس "البلاك ليبل" وطفق يتلو مونولوجًا لاذعًا وممتعًا في الوقت ذاته عن "تخلـّف العرب".
 
في أحد النقاشات التي احتدّت، سألته "إنت شو؟ عربي ولا يهودي؟". قال "أنا فلسطيني". كنت أتحدث عن البقاء كقيمة ومعنى وممارسة بالنسبة لمن بقوا في وطنهم، وكان هو، مأسورًا بنظريات الهوية، يقول إنّ بإمكان القائد السياسي أن يقود الجماهير بواسطة "الفيسبوك" والبريد الإلكتروني و"الفيديو-كونفرنس". سألته: "هل كان لصليبا خميس أن يُسهم في صنع يوم الأرض لو لم يكن هنا، في وطنه، وهل سيرحل حتى لو كان مهددًا بالقتل لا السجن؟". تملـّص من الإجابة ومضى في مونولوج آخر.

لقد كان صليبا خميس ورفاقه ولسنين طويلة عرضة للاعتقالات والسجن ولأكثر من ذلك. وأكثر من ذلك: نعرف اليوم، ما كنا نعرفه من ذي قبل ولم نتعامل معه بالجدية الكافية، أنّ جول نفسه كان مهددًا بالقتل، وليس من طرف "الشاباك". تهديد خرج إلى حيّز التنفيذ. ويبدو أنّ نظرية "من يريد أن يفعل شيئًا لا يهدّد"، بدورها، ليست صحيحة دائمًا.

كان بإمكان جول أن يظل حبيس دور "الخروف الأسود" في قطيع الإجماع المهيمن على معظم المشهد الفني الإسرائيلي، مسرحًا وسينما. كأن بإمكانه أن يواصل تخبطاته الوجودية والهوياتية في شقة لطيفة في تل أبيب، أو أن يبحث عن "دور عربي" في فيلم هوليوودي طويل. كان بوسعه، أيضًا، أن يجلس في حيفا ويصبّ جام ضجره ويأسه وإحباطه على الظروف ويلعن الظلام. ولكنه اختار طريقًا آخر. طريق البقاء والمواجهة والبناء. الطريق الذي أوصله إلى "مسرح الحرية" وإلى نهايته التراجيدية.
 
 
[صورة: 18-1(3).jpg]
كمخرج، جلب جوليانو المسرح إلى الناس وليس الناس إلى المسرح، وخلق المسرح في الجمهور وليس الجمهور للمسرح ("أليس في بلاد العجائب"، آخر أعمال جوليانو مير خميس)
 

البداية لم تكن أقل ثورية؛ في شهادة نشرتها في "الاتحاد" قبل ثلاثة أعوام حول انتفاضة أيار 1958، روت الرفيقة نبيهة مرقس (أم نرجس): "ما أن وصلنا ساحة العين (في الناصرة – ر.ز) حتى رأينا أمامنا انتفاضة تقوم بها جماهيرنا والحجارة تملأ الشارع الرئيسي وسيارات الجيب التابعة للشرطة مقلوبة ومحطمة وخوذ الشرطة ملقاة على الأرض. فانضممنا للمتظاهرات فورًا، وأول ما شاهدته في مقدمة المظاهرة النسائية كانت الرفيقة المرحومة آرنا خميس والتي كانت حاملاً في أشهرها ألأخيرة بابنها جوليانو وهي تتصبب عرقًا وتهتف بالشعارات هي وباقي رفيقاتنا من الناصرة وغيرها، الأمر الذي جعل الشرطة تعتدي عليها وعلينا وتدفعنا بقوة وبالهراوات ونحن نقاوم ونواصل التظاهر مع رفاقنا ونجمع الحجارة لنقذفها ثانية على الشرطة".
 
لعلّ السنوات التي قضاها في تشيكوسوفاكيا ثم الاتحاد السوفييتي، وكونه أصلاً ابنا لأب عربي فلسطيني وأم يهودية إسرائيلية، ثم خدمته في الجيش الإسرائيلي، قد أجّجت لديه سؤال الهوية. العودة إلى جنين لم تكن خيارًا سياسيًا فقط، بل خيارًا وجوديًا بالنسبة له كفنان. دون تنظيرات كثيرة، قدّم جول نموذجًا للمسرح الثوري، الذي يجلب المسرح إلى الناس وليس الناس إلى المسرح، ويخلق مسرحًا للجمهور وليس جمهورًا للمسرح. ولكنه لم يكن بحاجة للمباشرة الفجّة أو لافتعالات سياسية مُمسرحة. فأن تنشئ فرقة مسرح من أطفال لاجئين فلسطينيين، أن تخرج "أليس في بلاد العجائب" في مخيم جنين، هو فعل سياسي خطير، أخشى أن يكون أعداء شعبنا (الخارجيون والداخليون) أكثر إدراكًا لخطورته وقيمته من معظم شعبنا. كم أشعر بالحزن الآن لأنني لم ألب دعواته المتكرّرة لزيارة المسرح.

مساء الأربعاء، وجدتُ النص التالي في موقع فلسطيني، تعقيبًا على خبر اعتقال مشتبه بالاغتيال في جنين: "يا أخوة من يوم ما فتح المسرح في جنين بتمشي بشوارع جنين بتحس حالك في تل أبيب. بنات أجنبيات عرايا مع بنات عربيات محجبات (...) وشباب أجانب وشباب فلسطينيين منهم من كان كتائب أقصى اللهم صلي على النبي.. وكلهم فايعين بجنين وعرض بدون أزياء والشباب الصغير 14 و 15 سنة متجمهرين وتاركين مدارسهم وأعمالهم طبعا ناهيك عن الكبار". مرة أخرى: لا يمكننا الجزم ببراءة الأيدي إياها من الجريمة براءة الذئب من دم يوسف، ولكن من الواضح أنّ بعض "أخوة" جول لم يحبوه ولم يستسيغوا مشروعه الفكري والسياسي، مشروع الحرية.


المسرحية الأولى (والأخيرة) التي أخرجها في حيفا، "العذراء والموت" لكاتب تشيلي من معارضي نظام بينوشيه العسكري، كان يمكن بسهولة أن تُحصر في السياق الفاشي الإسرائيلي الراهن. ولكنه شدّد على صرخة البطلة المغتصبة ضد الكبت، حتى في مجتمع ما بعد "إسقاط النظام"، حاثًا النساء على رفض الخنوع والدفاع عن كرامتهن. وكأنّه يقول: ليس فقط أن الحرية الشخصية ملازمة للحرية الوطنية، بل أن الأولى شرط ضروري، يكاد يكون مسبقًا، للثانية. فإلى متى سنظل نؤجّل "الأمور الثانوية" حتى إحقاق "القضايا الكبرى"، ونحن نرى بأم أعيننا أنّ تلك "الثانويات" باتت تحاصرنا، بل وتقتلنا، كشعب وكمجتمع وكأفراد؟

هذا السؤال، الذي كانت إجابات جول عليه واضحة ومطلقة، كان ذا صلة قبل 4.4.2011، ولكن موته يجعله سؤالاً لم يعد بإمكان أحد تجاهله أو تأجيله أو تمييعه.
 
[صورة: 18-2(1).jpg]
الحرية الشخصية ليست ملازمة فقط للحرية الوطنية، بل شرط لها (من منشور ظلامي صدر في مخيم جنين في نيسان 2009)

المصدر: موقع الجبهة.
جوليانو: المونودراما الأخيرة


الانتقام الآن انتقام ممن يخلق فنًا لا يصفع الضمير. الانتقام من مسرح لا يعرّي الناس ويخنقهم حتى يستفرغون ما فيهم من قرف. الانتقام من أدب لا يدوس وجه الواقع

[صورة: Copy-of-IMG_7174.jpg]
جوليانو مير-خميس (تصوير: مقبولة نصّار)

|مجد كيّال|

شمس الظهيرة لا تخترق قاعة المسرح أبدًا. في التحضير لمراسيم الجنازة، نستعجل للمساعدة في أداء أيّ عملٍ، مهما كان تافهًا؛ إنه العجز. فنحن نكفّر عن ذنبنا من المصيبة الكبرى بتحضير القهوة المُرّة؛ إنه العجز.

يشترك الممثل والمخرج والتقني والكاتب في التحضيرات، يهمّون بتنظيف خشبة المسرح بالطلاء الأسود، ثم ينضمّ إليهم المشاهد، أنا، فتجتمع أركان المسرح على خيبتها. أضغَط الفرشاة المستديرة على طرف الخشبة الأيمن، وأمشي معها نحو الطرف الأيسر، يمسح اللون الأسود أشياءً كثيرة. يمسح اللون الأسود الخشبة، والخشبة أشياء كثيرة:
كم مسمارًا لتثبيت الديكور أمسح بالأسود؟
كم جرحًا في الخشب من ضربة سكين أو كسر جرةٍ أمسح بالأسود؟
كم حذاء جندي وطبيب وكعب زانية وكفة قدم أرملة أمسح بالأسود؟
كم قصة ولدت وانتهت لتحكي أحلام الممنوعين من الكلام أمسح في ضربة الفرشاة السوداء الواحدة؟
كم كذبة طعنت الناس بالحقيقة أمسح في ضربة الفرشاة السوداء؟
كم وهمًا ثائرًا في وجه الحقيقة الخانعة أمسح في ضربة سوداء؟
كم مسرحًا مَسَحَت هذه الضربة؟

الآن، صار المسرح جديدًا، مسحنا عنه كلّ شيءٍ، صار أسودَ خالصًا، مطلقا. صار المسرح الآن، جديدًا، وينتظر أمرًا جديدًا، مغايرًا، ينتظر تابوت الفقيد، وأشياء أخرى كثيرة. هذا الموت، فتح صفحة جديدة.


“انتهينا من الإضاءة، بقي أن نحضر الورد الذي سيحيط النعش، ثم نخبر الشباب المنظمين أين مكان كلّ واحد منهم. لا نريد أية فوضى في القاعة. يدخل الناس، يودّعونه، إما أن يجلسوا في القاعة أو يخرجوا من الباب الآخر. هكذا نكون مستعدّين ليوم الغد”- قال الممثل.

إنه درس المخيم: أن تصنع المسرح بكامل حذافيره، مهنيته، احترافه، في الوقت الذي يطرق فيه الموت باب بيتك، فتقول له: “انتظر حتى ننتهي من المراجعات.”


أقف عند الباب الجانبي للقاعة، لأدلّ المودّعين على طريق الخروج من القاعة. معظمهم يبقى جالسًا في القاعة بعد إلقاء نظرة الوداع، صامتًا، مكسورًا. طريق الخروج الجانبي هو ذاته الطريق العامّ المؤدّي من محطة الميترو إلى مبنى المجمع الذي فيه المسرح.

من أول الطريق تسمع صوت العجوز الأشكنازية تجرّ قدمها وراءها وتلهث عاليًا. عندما وصلت منتصف الطريق، عند باب المسرح الجانبي،  وقفت لتستريح، وتلقي نظرة إلى ما يجري في قاعة المسرح: خشبة غير مُضاءة، وسطها تابوت واحد مضاء من زواياه الأربع، مقابل كل زاوية يقف ممثل جامعًا أصابعه العشر مطأطئًا رأسه وعليه يُسلط ضوء واحد، في الديكور صورة عملاقة لرجلٍ يبدو أنه عارض محترف، أما الموسيقى فكلاسيكية خافتة. الجمهور يجلس صامتًا، متأثرًا بالأحداث والحبكة. يتعاطف كاملًا مع البطل.

“المسرح.. المسرح.. آه على أيام المسرح وبرلين.. برلين برلين.. البارات، مارلين ديتريش، حفلات الجنس، الرحلة اليومية عبر شارع شتراسة والمسرح.. المسرح المسرح.. كان مسرحنا هو الأجمل…”- فكّرت العجوز في نفسها.
تتذكر العجوز، ثم تصفعها ذكريات معسكر “تريبلينكا” والحضيض المُرّ الذي تعيشه منذ وصلت حيفا. تنظر العجوز إلى المسرحية؛ هي لا تعرف أنّ بطل المسرحية مثلها، قبل أن يدخل إلى دوره في التابوت بسنوات، وبعد أن هربت هي من ألمانيا بسنوات، كان قد وضع على صدره شارة النازية الصفراء، في المظاهرة الاحتجاجية ضد مجزرة مخيم جنين.

تنظر العجوز طويلًا وتنتقل بين المشهد الذي أمامها وذكريات برلين: لا يمكن لهؤلاء العرب أن يكونوا بهذا الإتقان، لا يمكن لهؤلاء الرعاع أن يكونوا مسرحيين بهذا الشكل. ثم سألتني بصوت خافت: “هل هذا حقيقي؟”


“هل هذا حقيقي؟” يا للسّؤال وإمكانياته. هل حقيقيّ أنّ المسرح يمكنه أن يكون محبوكًا، مُحكمًا مثيرًا إلى هذا الحدّ؟
وهل يمكن أن تكون الحقيقة درامية إلى هذا الحدّ؟ هل حقيقيّ أنّ الأمور بوسعها أن تختلط إلى هذا الحدّ من الجنون؟ أن يصبح الممثل والمخرج هو الحدث والحدث يصبح ساكنًا والحركة تصير جمهورًا. هل حقيقيّ أنّ هذا الرجل، بعظمته على الخشبة وبساطته في زاوية البار، غابَ؟

قصة ولادته، ثم لماذا تجنّد للاحتلال، ثم كيف عاد إلى صف القضية، ثم ما أنجز، ثم انقلابه، ثم ما دار في المخيم، ثم عودته للمخيم بعد المجزرة، ثم عودته للمخيم ليبني المسرح، ثم ما اجترحه هو، بالناس للناس عبر المسرح، من معجزات. لا يمكن لأيّ كاتبٍ أو مخرجٍ أن يخلقها. هذه القصة، لا يستطيع أيٌ من الكتبة أن يرتقي إلى حدّها. مثل هذه المسرحية، لا يمكن أن ينجزها أيّ واحدٍ منّا- إلا جوليانو. هذه المسرحية أنجزها واحد منّا، هو جوليانو.


نسأل عن القاتل، إنما دون علاقة للانتقام، دون علاقة برغبة تصعيد. التصعيد المنتقم لا علاقة له بهوية القاتل ودوافعه، إنما بضرورة استمرار الرسالة. فالانتقام الآن انتقام ممن يخلق فنًا لا يصفع الضمير. الانتقام من مسرح لا يعرّي الناس ويخنقهم حتى يستفرغون ما فيهم من قرف. الانتقام من أدب لا يدوس وجه الواقع.

لقد مسح جوليانو المسرحَ بالأسود، مسحَ عن المسرح خطايا الماضي. فتح له صفحةً جديدة لا قيمة فيها إلا للفنّ الذي يرهن له المؤلف دمه. فإن لم يوجّه قتلة الأجساد والأنفس نيرانهم صوبنا، يبدو أننا لم نزعجهم بعد.

لقد مسح جوليانو المسرح بالأسود، مسح عن المسرح خطايا الماضي. فتح له صفحةً جديدة فيها الحقيقة ذاتها قمة في الدراما، ولا قيمة لنا إن لم نستطع تكثيف الحقيقة، والتفوّق عليها، بالدراما.

لقد مسح جوليانو المسرح بالأسود، مسح عن المسرح خطايا الماضي. صفحة جديدة فيها الوقوف في هذا التحدّي، شرط أن يُشفع لنا، والتكفير عن المصيبة الكبرى بأكثر من قهوة مرّة، فنحن لسنا عاجزين.


“تويست” قال الكاتب حين علّمنا كيف تُصنع الدراما. “نحتاج هنا إلى تويست”- قال. نحتاج حدثًا غير متوقع يقلب الأحداث رأسًا على عقب؛ أن يُقتل جوليانو بأيدٍ فلسطينية. هنيئًا لمدارس المسرح بهذا الـ “تويست” المُطلق.


عندما نزل عن خشبة المسرح، صفّق الجمهور تصفيقًا حارًا.
(حيفا)

المصدر: موقع قديتا