نادي الفكر العربي
نساء المنكر - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: نساء المنكر (/showthread.php?tid=4322)

الصفحات: 1 2 3 4


نساء المنكر - shahrazad - 06-30-2008

وأنا ذكرت هذه الفكرة في موضوعي الأساسي حين قارنت روايتها برواية وليمة لأعشاب البحر.. أما دار الساقي فموقفهم مفهوم، فهم كدار نشر يريدون تسويق كتبهم وإلا خسروا فلوسهم، وبالتالي طبيعي أن يستغلوا منع الرواية في بلد كدعاية لها في بلد آخر، السحر ينقلب على الساحر نعم، لكن هذا لايعني أن نتهم الرواية بأنها نجحت فقط بسبب منعها أو بسبب الفرقعة، من الذي يحدث فرقعة مفتعلة أكثر من كتب الشواذ على كل حال؟ التي تمنع في السعودية وتباع أيضا في البحرين، وجود منع أو عدمه لا يثبت شيئا، لا يثبت جودة الرواية ولا يثبت أنها مجرد فرقعة فارغة،هذه الرواية جيدة وأنا قرأتها ونشرت هذا الموضوع لأشهد لها بذلك.. أن يصرخ رجل عليك في الشارع كي تتستري وكأنك تمشين بالمايوه هو موقف أكثر فرقعة من أن لا تتمكني مثلا من تذوق اللحم لظروف اقتصادية، فالرواية تأخذ الفرقعة من الواقع الذي تعبر عنه وليست تفتعلها .. وثمة واقع أكثر فرقعة من واقع آخر!!

تحية لك شيرين وشكرا على مرورك (f)


نساء المنكر - أندروبوف - 07-01-2008

يعني الرواية مش موجودة عالنيت , عم حاول فسر الطلاسم اللي بتوقيعك ...أهي من عمل السحر ؟


نساء المنكر - ملك العرب - 07-01-2008

الرواية السعودية مظلومة... وبعض النقاد إحترفوا إحباط الأعمال الأدبية


http://64.27.100.63/ElaphWeb/Culture/2008/6/344134.htm



http://abubassem1983.googlepages.com/saudi.JPG








[صورة: T_1ed4070c-660e-46c3-b197-b024005edb78.jpg]



ما قالته الجميلة سمر حول هذا الموضوع وخاصة الظلم الذي تتعرض له الرواية السعودية جراء التطرق للجنس :

(( الكاتبة سمر المقرن: روايات جنسية بالكامل لكنها تحوي قصصًا انسانية
لغة التعميم جائرة وغير منطقية في حال إن اردنا الحديث عن حالة معينة، لأنه لا يمكن القول أن هناك أشخاص مستنسخين من بعضهم البعض، دائمًا ياعزيزتي النظرة السلبية فيها تعميم فمثلا ما يقال أن الرواية السعودية تعتمد على الجنس، فإن هذا غير صحيح لأن ما صدر من روايات سعودية ومن يتابعها سيجد هناك تفاوت كبير سواء في التجسيد الروائي وحتى في قضية الجنس. أنا لست ضد التطرق للجنس في الرواية على أن يكون الكاتب قادر على توظيف المشهد الجنسي لصالح العمل، أيضا أن يكون المشهد الجنسي متجانس مع البنية الروائية أما حين يكون المشهد مفتعلا فإنه بحق مقزز ومقرف وهذا موجود في بعض الروايات، فأنا لا أنكر أن هناك من يكتب في الجنس ليكسب الشهرة لكنها شهرة "مرضية" لأنها مفتعلة ولها هدف غير منطقي، في حين إذا جاء المشهد الجنسي انسيابيًا داخل النص ويخدم النص فإنه اضافة ولا عيب فيه بل يكون ضروري وهنا أعطي مثالا لروايات الدكتور تركي الحمد الذي اعطانا مشاهد جنسية في رواياته جاءت لصالح النص ولم تُنفر القارئ. وفي الروايات العالمية هناك روايات جنسية بالكامل لكنها تحوي قصصا انسانية ومنها الرواية الشهيرة لباولو كويلو "إحدى عشرة دقيقة" وعلى الرغم من أنها رواية جنسية لكنها اجتذبت الناس، في هذه الأمثلة التي أوردتها أردت أن أقول أن الجنس لا يعيب النص الروائي، وما يعيبه هو الجنس المفتعل والذي نراه في بعض النصوص الروائية حيث لا نجد أي تبريرا لهذا، كما أرفض أن تكون هذه الصفة بالروايات السعودية لأن ماصدر من روايات بهذا الأسلوب في تصوري لا يزيد عن ثلاثة أو اربعة كتب، وهذا موجود في بقية الدول العربية، فمثلا رواية برهان العسل، هل تجعلنا نقول أن الروايات السورية جنسية؟ هذا فيه ظلم.! وبشكل عام أقول صدقيني أن هذه النوعية من الروايات عبارة عن فقاعات ستزول وسينساها القارئ في حين أن الرواية افنسانية هي الباقية في الذهن والوجدان. وأحب أن أنوه في ختام حديثي أن روايتي "نساء المنكر" لا تحوي أي مشهد جنسي وكما قلت لست ضد الجنس إن تم توظيفه لصالح النص وقد أقول (وقد) تكون في روايتي القادمة مشاهد جنسية.))



نساء المنكر - shahrazad - 07-02-2008

Array
يعني الرواية مش موجودة عالنيت , عم حاول فسر الطلاسم اللي بتوقيعك ...أهي من عمل السحر ؟
[/quote]

أنا قرأتها بالطريقة التقليدية.. من كتاب له جسم مادي.. لا أعرف ان كان هناك نسخة الكترونية منها!


يمكنك ان تعتبره كذلك..!
هل شعراء الشعر الحر أو النثري هم وحدهم المسموح لهم بالهلوسة؟


نساء المنكر - أندروبوف - 07-02-2008

لابأس بالهلوسة دائماً .. :)

على اية حال, أتمنى لو يتاح عمل ترجمة لهذه الرواية و توزيعها في الخارج ..
الظلم الهمجي و الاهانة المنهجية الذي تتعرض له المرأة في مملكة النفط
يجب أن يذاع و ينشر بكل أصقاع العالم المتحضر ,و لنا في قضية فتاة القطيف أسوة حسنة لذلك .

تحياتي (f)


نساء المنكر - shahrazad - 07-03-2008

عندما كنا نتكلم عن فتاة القطيف، الجماعة كانو مصرين على أن الفتاة (اعترفت) ..هذه الرواية تركز بشدة على خداع الفتيات في مراكز الشرطة الدينية كي يوقعن اعترافات كاذبة بالزنا.. أي ببساطة تلفيق التهم، أنت عاطل عن العمل إن لم يوجد مجرمون، أو أنك لا تستطيع ملاحقة المجرمين الحقيقيين، فتبدأ بتلفيق التهم للأبرياء من أجل أكل عيشك.. وكما سبق لي أن ذكرت، شهدت بنفسي تحذيرات أجانب لا يعرفن العربية لبعضهن البعض من توقيع أية أوراق باللغة العربية حين يطلب منهن "المطوع" ذلك..!


نساء المنكر - يجعله عامر - 07-03-2008

Array
لابأس بالهلوسة دائماً(وبعض الهلوسات تضحي منتجة فيما بعد ، فقط نحتاج دوما للبدايات) .. :)

على اية حال, أتمنى لو يتاح عمل ترجمة لهذه الرواية و توزيعها في الخارج ..
الظلم الهمجي و الاهانة المنهجية الذي تتعرض له المرأة في مملكة النفط
يجب أن يذاع و ينشر بكل أصقاع العالم المتحضر ,و لنا في قضية فتاة القطيف أسوة حسنة لذلك .

تحياتي (f)
[/quote]

أندروبوف (f)، شهرزاد(f) ، (شيرين حضورك في الموضوع أثرى بالفعل)(f)


نساء المنكر - shahrazad - 07-04-2008

هناك فرق بين وصف مشهد جنسي عابر في سيناريو أحداث وبين مناقشة فكرة ما تتصل بالحياة الجنسية وبالعلاقة بين الجنسين، في حوار عائلي اليوم كانت قريباتي يتحدثن عن أثر مسلسل نور على جيل الشابات وأن على الأمهات اللاتي يتابع بناتهن المسلسل أن يتابعنه معهن، تحدثن عن القيم الغريبة والأفكار المختلفة التي يحملها الى عقول بناتهن..


لو أجبر الرجال على الانفاق على أولادهم من غير الزوجات حين يثبت أن هؤلاء الأولاد هم أولادهم، لخافو من الحرام واتجهوا الى الزواج بدل العلاقات، لكن لا أحد يتكلم عن تخويف الرجال من الحرام، مدعو الفضيلة يريدون تخويف النساء فقط للحفاظ على فضيلتهم العرجاء، ولو قلت لهم أن على الرجل أن يتحمل مسؤولية أولاده غير الشرعيين وأمهم، لقالوا لك أن هذا يشجع الفتيات على الزنا..


نساء المنكر - مظفر - 07-05-2008

...عنوان الرواية ؛ شديدُ الدّلالة و يحملُ أكثر من تحدٍّ...
و لأنّ الروّاية لم تقع بين يدي،سنعتبر اَهتمام الأصدقاء سبيلنا في تثمينها و أهمّيتها...
يبقى طرق موضوع الجنس في الرّواية أو كتابة المرأة العربيّة أخذ يُعيدُ للأدب الرّقيب الدّيني/الأخلاقي بعنف ،واَمتدّ به سوط المنع إلى الكتب التّراثيّة ،محاولة منه لمنع تداولها و الطّعن في نسبتها لأصحابها{ وهذا ما حدث لكتب السيوطي؛ الّذي أبدع " رشف الزلال من السّحر الحلال...} ( و هذه مقالة للشّاعر الدكتور المنصف الوهايبي؛ قام بنشرها بموقع الأوان،لعلّها تكون مدخلاً لرؤية مختلفة للمتن الممنوع ؟؟)):

العنوان: مسلمون يُجامعون بالقرآن و النّحو و البيان....
يحتفي الأدب العربي القديم، بجسد المرأة أيّما احتفاء. ولكن أيّ جسد؟

هو جسد مثال، لكن ما أن يشرع الشّاعر أوالقاصّ أو الرّاوي في وصفه حتى تتخلّع أعضاؤه و تتفكّك عناصره، فإذا الجسد هذا الكيان المتلاحم فسيفساء مؤلّفة من أجزاء شبقيّة . وإذا الجسد هذه الوحدة العضويّة التي يشدّ بعضها بعضا رقع مشتتّـة و"أشياء" مقطّعة.
والقاصّ مثل الشاّعر مأخوذ بتجزىء الجسد إلى شعر وجبين وحاجب وعين وشفة وأنف وجيد ونهد ومعصم وسرّة وعجيزة وفخذ وساق... وهو تجزيء يشمل جسد الانسان (المرأة ) مثلما يشمل جسم الحيوان وأشياء الطّبيعة ومفرداتها ، فقوام المرأة قوام ظبية وعيناها عينا غزال أو بقرة وجيدها جيد جؤدرة ونهدها رماّنة أو حقّ وشعرها عناقيد كرم وأسنانها درر وشفتاها وردتان … بل انّ المثل الأعلى لجمال جسد المرأة عند قدماء العرب موزّع أو مشتّت بين القبائل وكلّ قبيلة تختصّ بجزء من أجزائه وعنصر من عناصر جماله، فالاطراف الجميلة في خزاعة، والقامة الجميلة في بني مرّة، والعينان الجميلتان في بني فزارة، والفم الجميل في طيء.


ويتحوّل تجزيء الجسد في قصص الحبّ عند العرب وفي الكتب التي تدور في فلكها،كلّما تقدّمنا في التّاريخ وبخاصّة في ما يصطلح عليه بـ"عصور انحطاطهم"، إلى نوع من اللّعب الكنائي أو الرّمزي، بالمعنى الدّقيق للكلمة. ولعلّ خير مثال لذلك كتاب جلال الدّيـن السّيوطي (849هـ/1445م ـ911هـ/1505م) الموسوم بـ"رشف الزّلال من السّحر الحلال".وهو يضمّ عشرين مقامـة تتفاوت طولا وقصرا، أسـندها الكاتب إلى علماء من اختصاصات ومشارب مختلفة، وموضوعها أن يتحدّث كلّ منهم عمّا اتّفق لـه ليلة زفافه مع امرأته، مكنّيا أو موريا بمصطلحات علمه. ومثال ذلك ما جاء في المقامة الأولى: "فقال المقرئ: لمّا انقضى الاجتلا وحصل الاختلا...ثمّ استوينا على العرش،وجلسنا على الفرش،وكشفت عنها فإذا حر [فرج] باطنه ورد، وظـاهره ورش...ولـه شـفران تشبيههما مستبين، أحدهما كالنّون السّاكنةوالآخر كالتّنوين.." [المقصود أحكام النّون السّاكنة عند القرّاء وهي: الاظهار والادغام والقلب والاخفاء. وهي أحكام التّنوين أيضا.]

ففي كلّ كلمة في هذا النّصّ،تومض كلمة أخرى. فقوله" استوينا على العرش" إشارة إلى السّرير مثلما هو إشارة إلى الآية القرآنيّة" ثمّ استوى على العرش" المذكورة في أكثر من سورة"[الأعراف54...] و"الورد" في وصف الفرج، هو المكان الذي يورد مثلما هو النّصيب من القرآن يقوم به المسلم أو يستظهره كلّ ليلة. و"الورش" هو الشّهوة إلى الطّعام، ولقب القارئ المشهور عثمان بن سعيد"ورش"[ت.198ه/812م] .

ومثاله أيضا قول النّحويّ موريا عن الجنس بمصطلحات النّحويّين: "...ثمّ تعانقنا تعانق الإضافة، وارتشفت من خرطومها (الثّغر) ما هو ألذّ من السّلافة. ثمّ حللت الإزار ووقع الخفض على الجوار... فقلت لها: يا صاحبة الجيد الحال، المضارع في ضيائه،والتفاتة للغزالة والغزال، زادك الله تـمييزا، وبرّزك على حسّادك تبريزا، هلمّي إلى المدّ والقصر، واسقبلي الـرّفع والنّصب والجرّ..." [الخفض عل الجوار:اصطلاح نحويّ :جرّ ما حقّه أن يكون مرفوعا أو منصوبا.]

ومثاله أيضا قول صاحب البيان،موريا بالقرآن، مجاريا أسلوبه في سورة"الرّحمن":" لمّا تجلّى العيان، وحصل غاية التّبيان، بدا لي حر [فرج] ريّن وإليتان، مرج البـحرين فيهما يلتقيان [الرحمن آية19 بتصرّف بسيط]وبطن ذات سرّة وأعكان، وردف كأنّه جبل الرّيّان..."

فالمقرئ يجامع بمصطلحات المأثور في الدّراسات القرآنيّة،فيما يجامع النّحوي بمصطلحات النّحو، والبلاغي بأدوات البيان،وصور القرآن. وهذا ضرب من التّوظيف الأدبيّ،وطريقة خاصّة في تحوير نصّ سابق وإحلاله في نصّ لاحق.فإذا المصطلح (القرآني ـ النّحوي ـ البلاغي ـ العروضي ـ الهندسي ...) لا يكافئ مـنـزلة المفهوم الذي وضع لـه، وإنّما يتعدّاه إلى الجسد والجنس، وما هو أوفر حياة وأوفى دلالة،حيث تغدو اللّغة نفسها حـمّـالة "مفاهيم" و"صورا" جنسيّة ليس إلاّ، أو هي " الأدب المكشوف" أو"الخلاعي" بعبارة المعاصرين. ولا بدّ من أن نلاحظ هاهنا أنّ مصطلح الجنس موكول إلى استخدام معاصر في اللّغة العربيّة.وهو ما يؤكّده عبد الكبير الخطيبيّ مذكّرا في نفس الوقت بأنّه استخدام حديث كذلك في الثّقافة الغربيّة وهو مرتبط بتحوّل مخصوص في الثّقافة.

الجسد المجزّأ يحيل على واقع مجزّأ ، والواقع الـمجّزأ يحيل على جسد مـجزّأ . ذلك ما يمكن تقريره بكثير من الاطمئنان، استئناسا بهذه النّصوص وغيرها، وهو كثير.فـغالبا ما يستحضر الرّاوي أو الشّخصيّة غائب الذّكرى ويستـعيد حميم اللّحظة، وهو يفزع الى التّفاصيل فيجزّئ جسد الأنثى إلى شرائح.لكن يحسن ألاّ يفضي بنا ذلك إلى استنتاج متعجّل، كأن نرى في هذا الضّرب من الوصف انصرافا عن المرأة إلى أعضاء جسدها و أشيائها، إذ لو صحّ ذلك لأمكن القول إنّ عشّاق العرب كلّهم منصرفون إلى "الفيتيشية" بنسبة أو بأخرى،فيما الجسد المجزّأ، قاسم مشترك بينهم ، وملمح عام ملازم لقصصهم وشعرهم.وربّما استثنينا نصوصا "خلاعيّة" في ألف ليلة وليلة،أو مثل هذا النّصّ الذي كنّا فيه"رشف الزّلال من السّحر الحلال"، حيث يغيب الحبّ، ولا يحضر إلاّ الجنس، بالرّغم من أنّ هذا النّصّ ينضوي إلى"الأملوحة" أي ما لذّ واستملح من الكلام الذي يتولّد من استعمال الأداة الواحدة استعمالا متعدّدا.وهو ما ينشئ"المعنى المزدوج" ويدفع بالقارئ إلى عقد المعاني المختلفة.فإذا الأداة هي نفسها وغيرها في ذات الآن،كلّما استخدمت في غير ما ألف وعهد.وهذا الاستخدام هو الذي يضفي عليها معنى ويكسبها دلالة.ولعلّ هذا من الحلّ/الحيلة الذي ما فتئ الفكر البشري يفزع إليه كلّما ضاق عليه نسق من الأنساق.ونعني ب"الحلّ/الحيلة" التجاء النّسق إلى آخره أو خصمه يستمدّ منه عناصر قوّته ويتغذّى بها. هذا ما نتبيّنه في نصّ الٍسّيوطي"رشف الزّلال"،وفي نصوص أخرى كثيرة حيث المسلم يستغرق في المقدّس إلى حدّ الرّهبة التي لابدّ لها أن تتليّن.وليس لها ما تتليّن به غير الفنّ من جهة كونه يجعل"المدنّس" أو "الدّنيوي" يمثل جميلا.

لهذا فإنّ قراءة الصّورة (العاشقة/المعشوقة)في سياقها الإبداعي و الاجتماعي كفيلة بتوضيح الرّمزية العميقة التي تنطوي عليها .

من ذلك أنّ الانسان يجزّئ عادة الأشياء التي يملكها أو يرغب في الاستئثار بها والقبض عليها مخافة أن تفلت منه.و الأشياء -في نظر العربيّ القديم هذا الرّحّالة الذي كان يسلك طريقا أشـبه بـAporia أي بطريق لا تفضي إلى أيّ مكان - محكومة أبدا بالزّوال. ومن هنا كان أدب العرب منظوما أو منثورا محاولة لتثبيت لحظة هاربة والتشبّث بها، وكانت" الذّكرى" قادحه في الأغلب الأعمّ حيث حسّ الزّمن في الشّعر مثلما هو في قصص الحبّ، حسّ فاجع يشي بزوال الأشياء و تلاشيها ، حتّى أنّ كثيرا من هذه القصص ينتهي بموت العاشق أو المعشوق موتا "أبيض" بعبارة العرب أي فجأة. بل إنّ الأمنية التي كانت تستبدّ بالعربيّ القديم هي أن يصبح هو نفسه شيئا أو مادّة غفلا، أو أن يجمع في آن بين خفض العيش ولينه أو سعته،وبين صلابة الحجر واستدارته وشدّته:
ما اطيب العيش لو أنّ الفتى حجر* تنبو الحوادث عنه وهو ملموم

و لكن هل يعني ذلك أنّ الاشياء لا تخبّئ بالنّسبة إليه"أيـّة دلالة متـعالية أو أيّ معـنى ميتا فيزيائي" وأنّ "شعوره بالانفصال عنها هو شعور كامل بذاته المستقلّة " كما يقرّر أدونيس؟

إنّ في أخبار قدماء العرب إشارات كثيرة إلى أنّ الأشياء كانت محفوفة بقداسة مثيرة ومتلبسة بلبوس التّصورّ الأسطوري، فقد عبد العرب الأشجار والعظم والرّيش الحجر وأنواع الحيوانات والشّمس والقمر... " وما إليها من الظواهر التي ترتد إلى "المذهب الحيوي " الذي يعتقد مريدوه بوجود روح أو قوّة سحريّة مؤثّرة في الاشياء وعناصر الطبيعة.وقد احتفظ المخيال الإسلامي بكثير من هذا، وما نخال القسم الإلهي في القرآن، بالأفلاك والأجرام السّماوية (والشمس ـ والقم ـ والنجم...) أو باشياء الطبيعة( والتين ـ والزيتون...) إلاّ أثرا من هذا المذهب،برغم أنّ القرآن أحال آلهة العرب ـ منذ بواكير الدّعوة ـ على التّقاعد أو المعاش.

فهل كان العربي القديم ينظر إلى أشياء الطبيعة على أنـّها مجرد أدوات تستخدم للنّفع و يقف منها موقف المعتزل المحايد ؟ أي أنّه كان يحيا "مع" الأشياء ، لا "في" الأشياء ؟

إنّ هذا القول الذي يثبته أدونيس قد ينطبق على فنّ الرّقش أو التّوريق الإسلامي (الأرابيسك) ، هذا الفن الذي لا يرسم كائنات الطبيعة وأشياءها،وإنّما يستبدلها بأشكال هندسيّة من خطوط و زوايا ومربّعات ومثلثّات ودوائر. أما في الشّعر وقصص الحبّ، فإنّ حضور الأشياء حضور لافت . وشاهد ذلك هذا الجسد المجزّأ أو "المشيّأ" الذي تحويه هذه النّصوص، ففي صورته يتعاشق الجسد (جسد الانثى) والجسم (الأشياء أو كلّ ما يشغل حيّزا من الفضاء)،ويتواشج المتخيّل والمرئيّ ، المتحوّل والثاّبت .
قد تنطوي الأشياء في هذه النّصوص على دلالة، وقد تكون دلالة اجتماعيّة أو ثقافيّة بالأساس لا دلالة ميتافيزيقيّة متعالية.ولعلّ المخيال"الجاهلي" فيها أبعد أثرا وأشدّ تأثيرا. فالعرب ـ في ما يستخلص من أخبارهم و أساطيرهم ـ لم يعرفوا قبل الإسلام حياة خارجة عن الطّبيعة فـ"الطّبيعة هي المذهب و الحقيقة التي لا حقيقة بعدها عندهم" .بل انّ الرّوح في اعتقاداتهم لم يكن شيئا مفارقا أو مستورا وراء الحجب الطبيعيّة، فهو طائر يُدرك و يلمس أي انّه حياة وحركة. وإذا كان ذلك كذلك فإنّ الجسد المجزّأ أو المشيّأ ـ وما هو بقسمة ضيزى بين خطاب"جاهلي" وآخر إسلامي ـ قد لايكون سوى تعبير عن رمزيّة اجتماعيّة متبادلة، فكما كان هذا الجسد يشحن الواقع بالمعنى،كان الواقع يشحنه هو الآخر بالمعنى بنية ووظيفة.
....................... ((( الأوان)))







نساء المنكر - Narina - 07-14-2008

Array

بصراحة أنا فرحان أن فيه روايات سعودية وخرجت من هذه النوعية ولا يهمني قيمتها الأدبية بقدر ما يهمني فيها الصوت الجريء... فاكرة جورج إليوت؟ دي واحدة ست وكتبت بإسم جورج في زمن مش بسهولة الست كانت روائية والناس تسمع لها وكأنها على قدم وساق مع الراجل. نحتاج يا شيرين لطابع أنثوي متمرد يتكلم وصوته يسمعه الجميع في ثقافتنا العربية. لسنين سكتت المرأة ولا تزال ساكتة ولا يزال يوجد هناك من يريدون إخراسها في ثقافة قوامها: اختشي يا حرمة! حتى كلمة حرمة في حد ذاتها هي ما يثير سخطي. لابد للعقد أن ينفرط.. لابد للتمرد.. لابد من تخطي عقلية العيب والمنكر وكل هذه الأمور وتخرج فتيات جريئات ويشكلن جيل جديد حتى لو كتبن روايات قوامها شيء واحد..اختراق المُغلق ! وهو مغلق ليه؟ وهايفضل مغلق لحد إمتى؟ لابد من افتضاض هذا المغلق والتمرد عليه! . من طرائف الحياة يا شيرين أني لو تحدثت مع فتاة عربية في مناقشة مسألة متصلة الجنس تجدينها تستخدم المصطلح الانكليزي "سكس" أو سيكو سيكو وكأن كلمة "جنس" هي عيب بحد ذاتها وأشد وقعاً من الكلمات الأخرى. لابد من التجرأ وتسمية الأشياء بأسمائها. فرحت عندما رأيت كتاب مكتوب بهذا العنوان "إلهي لا نفع له". يا سلام! إيه الحلاوة دي! اللي عايز يفهمها بطريقته يفهمها واللي مش عاجبه يتفلق ويشرب من البحر. لكن لابد للناس أن تتخطى تابو التعبير وتابو التحريم وبالأخص المرأة. عندها ستخرج لمسات أنثوية فواحة كالنسمة العطرة لطيفة هادئة لا صاخبة ولا فجة ولا تتعمد الابتذال ولكن تنقلنا للواقع كما هو.

(f)
[/quote]

رائع (f)





و شهرزاد ...شكراً(f)