نادي الفكر العربي
سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة (/showthread.php?tid=44093)

الصفحات: 1 2 3


الرد على: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - بسام الخوري - 06-27-2011

q@emile

لا أحب المثاليات وكل تفسيراتي للوضع السوري مستقبلا سأرجعها لطائفة محاوري ...فلو لم يكن الطرطوسي علويا فهل تعتقد بأنه سيأخذ هذا الموقف وهذا ينطبق على اغلبية الأعضاء


RE: الرد على: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - Emile - 06-27-2011

(06-27-2011, 10:03 PM)بسام الخوري كتب:  q@emile

لا أحب المثاليات وكل تفسيراتي للوضع السوري مستقبلا سأرجعها لطائفة محاوري ...فلو لم يكن الطرطوسي علويا فهل تعتقد بأنه سيأخذ هذا الموقف وهذا ينطبق على اغلبية الأعضاء

واحد واحد واحد, الشعب السوري واحد


الرد على: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - بسام الخوري - 06-27-2011

لو كان واحد ما كنا وصلنا لهذه المواصيل وما فعله جيشك لم تفعله إسرائيل مع الفلسطينية....قال واحد ...واحد واحد واحد ...الشعب السوري كاذب


RE: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - alkhityar - 06-28-2011

(06-27-2011, 09:38 PM)Emile كتب:  
(06-27-2011, 02:19 PM)بسام الخوري كتب:  ميشيل كيلو وفايز سارة وجورج صبرة من الأقلية المسيحية ...ستجد أغلب ال 200 ليسوا من السنة ....السنة أغلبهم بدهم إسقاط النظام ...العلويين أغلبهم بدهم تكسير رأس المحتجين وسحقهم ....باقي الأقليات بدها حل سلمي يجنب سوريا مصير قاتم مجهول ....مختصر مفيد ...

737373
افتتاح أول اجتماع بدمشق لبحث الأزمة في سورية
آخر تحديث: الاثنين، 27 يونيو/ حزيران، 2011، 10:34 GMT



أفتتح في العاصمة السورية دمشق اجتماع يضم شخصيات سورية مستقلة، بينها عناصر من المعارضة لبحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة في البلاد.

وافتتح الاجتماع في فندق سميراميس، وبعد تأخر استمر لأكثر من نصف ساعة عن الموعد المقرر، منظم الاجتماع لؤي حسين بكلمة أشار فيها إلى أن الاجتماع هو الأول الذي يعقد منذ عقود وبشكل علني داعياً المشاركين إلى تحمل مسؤولياتهم أمام الشعب السوري.

واضاف "إن الحاضرين هنا ليسوا مسلحين أو إرهابيين أو مخربين"، مشدداً على أن "نظام الاستبداد لا بد من زواله وأن تسود المواطنة بين السوريين التي تحقق المساواة فيما بينهم، مضيفاً أن هذا اللقاء هو محاولة لوضع آليات للانتقال إلى دولة ديمقراطية ووضع تصور لإنهاء حالة الاستبداد والانتقال السلمي إلى دولة العدالة".

ولفت حسين إلى أن المشاركين لن يدافعوا عن أنفسهم أمام اتهامات السلطة أو أمام اتهام من يقول أنهم يساومون على دماء الشهداء، ولن يكونوا - حسب لؤي حسين - إلا أمام شعبهم وضميرهم.

وحذر من احتمال أن يكون في الغد انهيار للنظام السياسي وبالتالي "علينا أن نحافظ على بنية الدولة" 2141521 مشيراً إلى أن الحراك الذي يسود سورية منذ أشهر ليس صراعاً على السلطة وإن السلطة تعاملت معه بشكل يعاكس فعل التطور والتاريخ.

من جانبه حذر المعارض ميشيل كيلو من اعتماد الحل الامني لمواجهة الازمة التي تمر بها سورية وقال ان هذا الحل "يؤدي الى تدمير سورية".
العزف على النغمة الطائفية خطأ...اتمنى من الزملاء إلغاء كلمة مسيحي, علوي, سني من قاموسهم......واحد واحد واحد, الشعب السوري واحد

يا إميل إذا كان هذا الكلام يمثل الواقع فماذا تريدنا أن نقول. كيف تريدنا أن نتخبى خلف أصابعنا. لماذا شعبنا يستمرئ الشعارات و يبتعد عن الواقع. لماذا تتبنون الشعارات حتى و إن كانت مخالفة للحقيقة. إن الإنقسام الحاصل في الشارع السوري يستند بنسبة 90-95 % منه إلى الإنتماء الطائفي. إذا ذكرنا الواقع هذا لا يعني أننا نؤيده و سعداء به. نريد أن نشخص الواقع بشكل سليم إذا أردنا الوصول إلى مخارج و الإنتصار في قضيتنا.
(06-27-2011, 10:03 PM)بسام الخوري كتب:  q@emile

لا أحب المثاليات وكل تفسيراتي للوضع السوري مستقبلا سأرجعها لطائفة محاوري ...فلو لم يكن الطرطوسي علويا فهل تعتقد بأنه سيأخذ هذا الموقف وهذا ينطبق على اغلبية الأعضاء

بالله عليك يا بسام أن تشرح لي بشفافية و صدق لماذا المسيحيين لهم هذا الموقف لماذا هم مؤيديين للنظام أكثر حتى من بعض العلوية؟


RE: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - فضل - 06-28-2011

لا افهم كيف يشكك البعض فى الاجتماع لقد كان حدثا رائعا كان هناك عمالقة و رموز كمشيل كيلو و دليلة وغيرهم ممن لا يمكن التشكيك بهم احترقت سنوات عمرهم فى سجون الطاعية هم موجودين داخل البلد وحاولوا ان يفعلوا شيئا فليس المطلوب منهم ان يغادروا البلد لقولوا ما قالوه .. وما قالوه كان رائعا لا يختلف عما يقوله بقية المعارضين

هذه مقاله لميشيل كيلو اقراها الان فى القدس العربى هذا الرجل يصلح لان يكون رئيس الجمهورية العربية السورية القادم

اقتباس:الطائفية كخيانة عظمى!
ميشيل كيلو
2011-06-27




-هناك نمط من العقل يعتقد أن الطائفية يمكن أن تحمل بمضامين معاكسة لها وغير طائفية: كأن تكون وطنية واجتماعية، خاصة إن كانت الطائفة المعنية مرتبطة بالسلطة، وتحولت إلى طائفة / دولة، يقال إنها تنجز مهاما وطنية واجتماعية تتخطى طابعها وارتباطها الطائفي الخاص، مما يجعل منها طائفة غير طائفية، طائفة مشحونة بهموم وأعباء الدولة، طائفة وطنية.
- وهناك من قال إن الطائفة يمكن أن تتجاوز نفسها إذا ما تكونت في بيئة ثقافية مفتوحة على الآخر، في الخارج والداخل، شأن الموارنة في لبنان، الذين حملوا الإمارة طيلة عقود كثيرة ثم لعبوا دورا رئيسيا في توسيع مجالها ونفوذها في لبنان ما بعد الاستقلال، وحكموا عبر توازن معين قام على توافق عابر للطوائف رضي معه الآخرون بدور قيادي لها خصت نفسها عبره بمزايا لم تتوفر لغيرها، رغم ما واجه هذا الترتيب من مقاومة ونجم عنه من مشكلات وأزمات كادت تودي بلبنان الوطن والدولة مرات متكررة خلال نيف وقرنين.
- وهناك من قال إن الطائفية هي تشكل ما قبل مجتمعي يعيش في البلدان التي لم تبلغ بعد مرحلة من الاندماج الداخلي تجعل المنتسبين إلى طوائفها المتعايشة أو المتصارعة يتخطون انتماءهم الضيق إليها، ويرون أنفسهم بدلالة انتماء أعلى، جامع، يسمونه عادة الانتماء الوطني. يقال هنا : إذا كان التعايش هو أساس الوجود المشترك، فإن الطائفة تذوب في نسيج وطني جامع، أوسع منها. أما إذا كان التنافر هو سمة هذا الوجود، فإن تشكل نسيج وطني يكون متعذرا، ويعيش المجتمع الذي يضم الطوائف في أزمة مستعصية تنفجر بين حين وآخر، كما يؤكد مثال لبنان أيضا.
- وهناك طائفية لا علاقة لها بالدولة أو السلطة، هي ضرب من انتماء الفرد إلى جماعة ما قبل شعبية، لا يلعب انتسابه إليها أي دور يتخطى حدودها الخاصة، الضيقة، التي لا تحول دون الانتساب إلى وحدة أعلى، مجتمعية ووطنية هي الشعب، فالطائفية لا تناقض أو تناهض هنا التشكيلات التي تتعداها، سواء بالنسبة إلى الدولة والسلطة أم بالنسبة إلى الأفراد، فهي إذن علاقة بين الفرد وجماعة معينة، ليست مغلقة أو في تعارض مع غيرها.
ليس كل انتماء طائفي مرفوضا، فالمجتمعات تتكون في كل مكان من تشكيلات متنوعة، تراتبية الطابع، كثيرا ما تبدأ بالطائفة تحت وتنتهي بالأمة فوق، دون أن ينفي أي تشكيل منها غيره أو يضع المنتسبين إليه في عداء مع بقية المواطنين الذين لا ينتمون إلى الطائفة المعنية. هذا النمط من الطائفية ليس مؤذيا، بل هو نمط مجتمعي بكل معنى الكلمة، وربما كان ضروريا لإقامة توازن مقبول بين مكونات الدولة الداخلية، وأعتقد أن الأستاذ عماد يوسف من مدينة طرطوس السورية، الذي كتب ملاحظة على الفيسبوك طالب فيها باعتبار 'الطائفية خيانة عظمى'، لم يكن يقصدها، بل كان يقصد الطائفية التي تلعب دور حاجز يفصل مكونات المجتمع بعضها عن بعض، ويضع أفرادها بعضهم في مواجهة بعض، ويكرس مصالح جزئية وخاصة متعارضة الطابع والهوية، إن تبلورت وتوطدت وغدت أساسا لأي انتماء كان فيها تربة خصبة لنمو أزمات متتابعة، متنوعة الأشكال خطيرة النتائج، تفرغ الدولة من مضمونها والمجتمع من وحدته، وتضعهما على حافة الهاوية بصورة دائمة.
هذا الضرب من الطائفية، المغلق كبنية والمفتوح كانتماء متوجس وانفعالي، يكون في العادة خطيرا لأنه منتج سياسي تقيمه وترعاه سلطة تفتقر إلى قاعدة شعبية جامعة وتاليا حقيقية، فهو كالديناميت القابل للانفجار في أية لحظة. كما أنه يكون متخثرا لأنه نتاج وركيزة المجتمع المتخلف، فهو قليل التمايز بطيء الاستجابة لغيره قليل التفاعل معه، أبرز أمثلته طوائف الهند، التي تخثرت منذ آلاف السنين وركدت وانغلقت على ذاتها وأقلعت عن التغير أو التبدل، مع أن وجودها مشحون بمضامين مادية وروحية، فردية ومجتمعية، تلحق ضررا هائلا بمجتمعها، الذي يألف بمرور الوقت التعايش معها والعيش في كنفها.
يقصد الأستاذ يوسف، في أغلب الظن، ذلك النوع السياسي من الطائفية، الذي تنشطه وتحركه سلطة أو دولة تفتقر إلى قاعدة مجتمعية شاملة تتجاوز تكوينات وطنها الجزئية والدنيا، فتقرر الاتكاء عليه وتحديثها، بدمجها فيها واحتوائها في داخلها باعتبارها طائفة / سلطة، أو سلطة /طائفة لا فرق. ويزداد الأمر خطورة إن تم تحديث هذه الطائفة أمنيا وتسليحها ووضعها في مواجهة بقية مجتمعها. عندئذ تكون الطائفية خيانة عظمى بالقول والفعل، وتمثل تنظيما للحرب الأهلية أو للاقتتال والاضطهاد الأهلي والوطني، أثبتت التجارب في كل مكان أن ما ينتجه من أوضاع عامة يكون قابلا للانفجار في أي وقت، لأنه يضع مجتمعه في قلب مشكلات معقدة يديره من خلالها، فهو لا يريد حلها إن استطاع، ولا يستطيع إن أراد، ما دام بحاجة ماسة إليها ، وما دام يرى فيها أداته إلى الضبط والإحكام المجتمعي : في السياسة كما في غيرها من أصعدة وميادين الحياة العامة.
لا شك في أن هذا النمط من الطائفية يجب أن يعد خيانة عظمى. إنه لا يقبل التعايش مع محيطه إلا إذا كان خاضعا له راضخا لإرادته. ولا يتيح للمواطنين التمتع بأي حق من حقوقهم، ولا يسمح لهم بامتلاك أية فسحة خاصة بهم، ويبني وجوده في السلطة على انتفاء وجودهم في السياسة، وثراءه على فقرهم الاقتصادي والاجتماعي، وهو يبيح لنفسه سائر أنماط السلوك التي تضر بهم وتنزل الأذى بأشخاصهم ومصالحهم وعلاقاتهم، وتبطل وجودهم كأفراد / مواطنين في هيئة مجتمعية عامة أو مترابطة، ويسوقهم أكثر فأكثر بعصا الشدة والقمع والحرمان، ويعاملهم كأعداء ينكر حقهم في وطنهم، الذي يعتبره وطنه وحده، ويعامله باعتباره ملكه الخاص ومزرعته الخاصة. لعله من الملاحظ في المجتمعات التي يسود فيها هذا النوع من الطائفية أن مستواها يتدنى بلا توقف، وتعايشها يصير صعبا أكثر فأكثر، إلى أن يبلغ في لحظات معينة درجة الاستحالة، بينما تنهار فيها قيم الأخلاق والإنسانية والوطنية، وتسود قيم ومفاهيم همجية تأتي من عالم التناقضات العدائية بين متحاربين متعادين، أكثر مما تأتي من عالم مواطنين يعيشون بعضهم مع بعض، يبحثون عن المشتركات والقواسم الجامعة ويرفضون الانخراط في خلافات مستعصية أو صراعات متفاقمة، تهددهم جميعهم، بينما يقودهم هذا النمط من الطائفية إلى حال يحملهم فيها مشكلاته ويثقل عليهم بوطأتها، كي تسهل قيادتهم ويهون التحكم فيهم.
هل هناك خيانة عظمى أكثر من تحريض المواطنين ضد بعضهم البعض، ودفعهم إلى أجواء مواجهة داخلية دائمة، وإلغاء ما بينهم من انتماءات عليا وجامعة، ورثوها من التاريخ والقيم الإنسانية العليا، لطالما حلوا في إطارها وبمعونتها ما قد ينشأ بينهم من إشكالات ومتاعب؟. وهل هناك من خيانة عظمى أكثر من تقويض الدولة وتفتيت الشعب وانتهاك الشخصية الإنسانية والقضاء على المواطنة واستغلال القانون ضد مضمونه، وتدمير مصالح الشعب وتجاهل وجوده؟
أخيرا: كان صديقي الراحل المحامي عبد الخالق إلياس يلح على ضرورة تضمين أي دستور بندا يحظر بنص صريح حكم الحزب الواحد. أليس من الحكمة وسداد الرأي تضمين أي دستور ديمقراطي أو حديث بندا يعتبر الطائفية خيانة عظمى، إن هي اتسمت بالصفات التي سبق ذكرها، وتجعل استمرار المجتمع مهددا وصعبا، فلا مفر من جعل وجودها هي محظورا، على أن يتخطى حظرها الدستور ويتأسس في واقع ووعي وعلاقات ومصالح البشر أنفسهم: بقوة الحرية والعدالة والمساواة: القيم التي تنفيها الطائفية التسلطية أو السلطوية، ويجب أن يقتلع تطبيقها جذور الطائفية من الحياة والمجتمع والدولة والسلطة، باعتبارها حقا خيانة عظمى!

' كاتب وسياسي من سورية





RE: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - فضل - 06-28-2011

لا افهم كيف يشكك البعض فى الاجتماع لقد كان حدثا رائعا كان هناك عمالقة و رموز كمشيل كيلو و دليلة وغيرهم ممن لا يمكن التشكيك بهم احترقت سنوات عمرهم فى سجون الطاغية هم موجودين داخل البلد وحاولوا ان يفعلوا شيئا فليس المطلوب منهم ان يغادروا البلد لقول ما قالوه .. وما قالوه كان رائعا لا يختلف عما يقوله بقية المعارضين

هذه مقاله لميشيل كيلو اقراها الان فى القدس العربى هذا الرجل يصلح لان يكون رئيس الجمهورية العربية السورية القادم فهو من نوع الثوريين الذين قد يكونوا قادرين على اعطاء الطمئنينة تجاه التغيير لجميع شرائح المجتمع السورى

اقتباس:الطائفية كخيانة عظمى!
ميشيل كيلو
2011-06-27




-هناك نمط من العقل يعتقد أن الطائفية يمكن أن تحمل بمضامين معاكسة لها وغير طائفية: كأن تكون وطنية واجتماعية، خاصة إن كانت الطائفة المعنية مرتبطة بالسلطة، وتحولت إلى طائفة / دولة، يقال إنها تنجز مهاما وطنية واجتماعية تتخطى طابعها وارتباطها الطائفي الخاص، مما يجعل منها طائفة غير طائفية، طائفة مشحونة بهموم وأعباء الدولة، طائفة وطنية.
- وهناك من قال إن الطائفة يمكن أن تتجاوز نفسها إذا ما تكونت في بيئة ثقافية مفتوحة على الآخر، في الخارج والداخل، شأن الموارنة في لبنان، الذين حملوا الإمارة طيلة عقود كثيرة ثم لعبوا دورا رئيسيا في توسيع مجالها ونفوذها في لبنان ما بعد الاستقلال، وحكموا عبر توازن معين قام على توافق عابر للطوائف رضي معه الآخرون بدور قيادي لها خصت نفسها عبره بمزايا لم تتوفر لغيرها، رغم ما واجه هذا الترتيب من مقاومة ونجم عنه من مشكلات وأزمات كادت تودي بلبنان الوطن والدولة مرات متكررة خلال نيف وقرنين.
- وهناك من قال إن الطائفية هي تشكل ما قبل مجتمعي يعيش في البلدان التي لم تبلغ بعد مرحلة من الاندماج الداخلي تجعل المنتسبين إلى طوائفها المتعايشة أو المتصارعة يتخطون انتماءهم الضيق إليها، ويرون أنفسهم بدلالة انتماء أعلى، جامع، يسمونه عادة الانتماء الوطني. يقال هنا : إذا كان التعايش هو أساس الوجود المشترك، فإن الطائفة تذوب في نسيج وطني جامع، أوسع منها. أما إذا كان التنافر هو سمة هذا الوجود، فإن تشكل نسيج وطني يكون متعذرا، ويعيش المجتمع الذي يضم الطوائف في أزمة مستعصية تنفجر بين حين وآخر، كما يؤكد مثال لبنان أيضا.
- وهناك طائفية لا علاقة لها بالدولة أو السلطة، هي ضرب من انتماء الفرد إلى جماعة ما قبل شعبية، لا يلعب انتسابه إليها أي دور يتخطى حدودها الخاصة، الضيقة، التي لا تحول دون الانتساب إلى وحدة أعلى، مجتمعية ووطنية هي الشعب، فالطائفية لا تناقض أو تناهض هنا التشكيلات التي تتعداها، سواء بالنسبة إلى الدولة والسلطة أم بالنسبة إلى الأفراد، فهي إذن علاقة بين الفرد وجماعة معينة، ليست مغلقة أو في تعارض مع غيرها.
ليس كل انتماء طائفي مرفوضا، فالمجتمعات تتكون في كل مكان من تشكيلات متنوعة، تراتبية الطابع، كثيرا ما تبدأ بالطائفة تحت وتنتهي بالأمة فوق، دون أن ينفي أي تشكيل منها غيره أو يضع المنتسبين إليه في عداء مع بقية المواطنين الذين لا ينتمون إلى الطائفة المعنية. هذا النمط من الطائفية ليس مؤذيا، بل هو نمط مجتمعي بكل معنى الكلمة، وربما كان ضروريا لإقامة توازن مقبول بين مكونات الدولة الداخلية، وأعتقد أن الأستاذ عماد يوسف من مدينة طرطوس السورية، الذي كتب ملاحظة على الفيسبوك طالب فيها باعتبار 'الطائفية خيانة عظمى'، لم يكن يقصدها، بل كان يقصد الطائفية التي تلعب دور حاجز يفصل مكونات المجتمع بعضها عن بعض، ويضع أفرادها بعضهم في مواجهة بعض، ويكرس مصالح جزئية وخاصة متعارضة الطابع والهوية، إن تبلورت وتوطدت وغدت أساسا لأي انتماء كان فيها تربة خصبة لنمو أزمات متتابعة، متنوعة الأشكال خطيرة النتائج، تفرغ الدولة من مضمونها والمجتمع من وحدته، وتضعهما على حافة الهاوية بصورة دائمة.
هذا الضرب من الطائفية، المغلق كبنية والمفتوح كانتماء متوجس وانفعالي، يكون في العادة خطيرا لأنه منتج سياسي تقيمه وترعاه سلطة تفتقر إلى قاعدة شعبية جامعة وتاليا حقيقية، فهو كالديناميت القابل للانفجار في أية لحظة. كما أنه يكون متخثرا لأنه نتاج وركيزة المجتمع المتخلف، فهو قليل التمايز بطيء الاستجابة لغيره قليل التفاعل معه، أبرز أمثلته طوائف الهند، التي تخثرت منذ آلاف السنين وركدت وانغلقت على ذاتها وأقلعت عن التغير أو التبدل، مع أن وجودها مشحون بمضامين مادية وروحية، فردية ومجتمعية، تلحق ضررا هائلا بمجتمعها، الذي يألف بمرور الوقت التعايش معها والعيش في كنفها.
يقصد الأستاذ يوسف، في أغلب الظن، ذلك النوع السياسي من الطائفية، الذي تنشطه وتحركه سلطة أو دولة تفتقر إلى قاعدة مجتمعية شاملة تتجاوز تكوينات وطنها الجزئية والدنيا، فتقرر الاتكاء عليه وتحديثها، بدمجها فيها واحتوائها في داخلها باعتبارها طائفة / سلطة، أو سلطة /طائفة لا فرق. ويزداد الأمر خطورة إن تم تحديث هذه الطائفة أمنيا وتسليحها ووضعها في مواجهة بقية مجتمعها. عندئذ تكون الطائفية خيانة عظمى بالقول والفعل، وتمثل تنظيما للحرب الأهلية أو للاقتتال والاضطهاد الأهلي والوطني، أثبتت التجارب في كل مكان أن ما ينتجه من أوضاع عامة يكون قابلا للانفجار في أي وقت، لأنه يضع مجتمعه في قلب مشكلات معقدة يديره من خلالها، فهو لا يريد حلها إن استطاع، ولا يستطيع إن أراد، ما دام بحاجة ماسة إليها ، وما دام يرى فيها أداته إلى الضبط والإحكام المجتمعي : في السياسة كما في غيرها من أصعدة وميادين الحياة العامة.
لا شك في أن هذا النمط من الطائفية يجب أن يعد خيانة عظمى. إنه لا يقبل التعايش مع محيطه إلا إذا كان خاضعا له راضخا لإرادته. ولا يتيح للمواطنين التمتع بأي حق من حقوقهم، ولا يسمح لهم بامتلاك أية فسحة خاصة بهم، ويبني وجوده في السلطة على انتفاء وجودهم في السياسة، وثراءه على فقرهم الاقتصادي والاجتماعي، وهو يبيح لنفسه سائر أنماط السلوك التي تضر بهم وتنزل الأذى بأشخاصهم ومصالحهم وعلاقاتهم، وتبطل وجودهم كأفراد / مواطنين في هيئة مجتمعية عامة أو مترابطة، ويسوقهم أكثر فأكثر بعصا الشدة والقمع والحرمان، ويعاملهم كأعداء ينكر حقهم في وطنهم، الذي يعتبره وطنه وحده، ويعامله باعتباره ملكه الخاص ومزرعته الخاصة. لعله من الملاحظ في المجتمعات التي يسود فيها هذا النوع من الطائفية أن مستواها يتدنى بلا توقف، وتعايشها يصير صعبا أكثر فأكثر، إلى أن يبلغ في لحظات معينة درجة الاستحالة، بينما تنهار فيها قيم الأخلاق والإنسانية والوطنية، وتسود قيم ومفاهيم همجية تأتي من عالم التناقضات العدائية بين متحاربين متعادين، أكثر مما تأتي من عالم مواطنين يعيشون بعضهم مع بعض، يبحثون عن المشتركات والقواسم الجامعة ويرفضون الانخراط في خلافات مستعصية أو صراعات متفاقمة، تهددهم جميعهم، بينما يقودهم هذا النمط من الطائفية إلى حال يحملهم فيها مشكلاته ويثقل عليهم بوطأتها، كي تسهل قيادتهم ويهون التحكم فيهم.
هل هناك خيانة عظمى أكثر من تحريض المواطنين ضد بعضهم البعض، ودفعهم إلى أجواء مواجهة داخلية دائمة، وإلغاء ما بينهم من انتماءات عليا وجامعة، ورثوها من التاريخ والقيم الإنسانية العليا، لطالما حلوا في إطارها وبمعونتها ما قد ينشأ بينهم من إشكالات ومتاعب؟. وهل هناك من خيانة عظمى أكثر من تقويض الدولة وتفتيت الشعب وانتهاك الشخصية الإنسانية والقضاء على المواطنة واستغلال القانون ضد مضمونه، وتدمير مصالح الشعب وتجاهل وجوده؟
أخيرا: كان صديقي الراحل المحامي عبد الخالق إلياس يلح على ضرورة تضمين أي دستور بندا يحظر بنص صريح حكم الحزب الواحد. أليس من الحكمة وسداد الرأي تضمين أي دستور ديمقراطي أو حديث بندا يعتبر الطائفية خيانة عظمى، إن هي اتسمت بالصفات التي سبق ذكرها، وتجعل استمرار المجتمع مهددا وصعبا، فلا مفر من جعل وجودها هي محظورا، على أن يتخطى حظرها الدستور ويتأسس في واقع ووعي وعلاقات ومصالح البشر أنفسهم: بقوة الحرية والعدالة والمساواة: القيم التي تنفيها الطائفية التسلطية أو السلطوية، ويجب أن يقتلع تطبيقها جذور الطائفية من الحياة والمجتمع والدولة والسلطة، باعتبارها حقا خيانة عظمى!

' كاتب وسياسي من سورية





RE: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - حمزة الصمادي - 06-28-2011

دكتور عارف دليلة لم حضر الاجتماع دكتور فضل


الرد على: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - بسام الخوري - 06-28-2011

بالله عليك يا بسام أن تشرح لي بشفافية و صدق لماذا المسيحيين لهم هذا الموقف لماذا هم مؤيديين للنظام أكثر حتى من بعض العلوية؟
















لأنهم أغبياء ....اعتقد بأن أغلبهم صامت 80 % و 15 % مؤيد للنظام وصوته مرتفع والاعلام الرسمي يسلط عليه الضوء وخاصة السريان منهم وهم كما اسميهم أقباط سوريا بتعصبهم و 5 % معارض صوته خافت وربما لا تعرفهم فليس اسمهم جورج وأنطوان وإلياس ...مثل فايز سارة وأيمن عبد النور وبسام صايغ وغيرهم


الرد على: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - بسام الخوري - 06-28-2011

سورية: الديموقراطية الطفولية
الثلاثاء, 28 يونيو 2011
حسام عيتاني

معارضو مؤتمر انطاليا ومؤيدو اجتماع بروكسل، منتقدو لقاء «سميراميس» ومنتقدو المنتقدين ... أهلاً بكم إلى متاهة الديموقراطية.

لم يجرِ أي من هذه اللقاءات من دون اعتراضات وتحفظات. ولم يعقد اجتماع إلا وانسحب احد المدعوين منه. ولم تطرح مسودة نقاش إلا وقوبلت باحتجاجات وانتقادات. الاعتراضات والتحفظات تتركز على استحالة الحوار مع الحكم في سورية قبل وقف الحملة الأمنية – العسكرية التي اختارها النظام كرد على الانتفاضة السلمية. ويخشى المعترضون من أن يشكل أي مؤتمر في الداخل حبل إنقاذ للرئيس بشار الأسد والحلقة المحيطة به والتي تزداد عزلة وتخبطاً. كما يحاذر ناشطو الداخل من وجود أي ارتباطات للمعارضة في الخارج، مع جهات أجنبية قد تبيّت نية التدخل العسكري في سورية.

التحفظات والمخاوف مفهومة ووجيهة كلها. فبعد ثمانية وأربعين عاماً من فرض حالة طوارئ قاسية، بات الشك والريبة هما العنصران الأبرز في تشكيل مضمون التعامل السياسي السوري. لقد دمرت «الطوارئ» ومفاعيلها الحياة السياسية والعامة في سورية وحولت جميع العاملين في الحقلين السياسي والعام إلى مشتبه في وطنيتهم، وفق تعريف السلطة، وإلى فارين ومطاردين. غنيّ عن البيان أن التعسف السلطوي هذا أدى إلى تدمير النخب الثقافية والسياسية وإلى التسبب في تصحر الممارسة السياسية وانعدام القدرة على تطويرها والارتقاء بها.

وإذا وضعت لائحة بأسماء كل الناشطين السياسيين السوريين، من مؤيدي النشاطات المذكورة ومن المتخوفين منها، والذين ينتمون إلى طيف المعارضة الواسع، لظهر بسهولة أن لجميعهم تاريخاً من المعاناة والاعتقال والسجن والتعذيب في أجهزة الحكم الأمنية والقضائية. المقصود هنا، أن ما عاناه السوريون العاديون والمنخرطون في الشأن العام، هو من الهول ما يكفي لزرع كل أنواع الهواجس والشكوك في نفوسهم حيال أي مبادرة كانت. التحفظات على مؤتمر انطاليا تبدو على طرف نقيض من الاعتراضات على لقاء «سميراميس»، بمعنى التخوف من الاستغلال الخارجي للمعارضة مقابل الخشية من الوقوع في أشراك النظام. وبين هذين الهاجسين تسير المعارضة السورية اليوم.

دعونا نقر أن البحث عن اطر ناظمة لقوى سياسية وشعبية وأهلية تعرضت إلى القمع الممنهج منذ حوالى الخمسين عاماً، ليس بالأمر الهين. وأن الارتباك والأخطاء والشبهات والمبالغات، هي جزء مكون من مسيرة الشفاء من مرض الديكتاتورية. وأن هذه لم تلقِ أسلحتها بعد ولم تستسلم وإنها تتحين الفرص للانقضاض على الثورة وسحقها.

لكن الأهم هو أن المعارضة السورية، بأطيافها المختلفة وبالملايين من المنضوين في نشاطها اليومي في الشوارع والمدن، من القامشلي (قامشلو) في أقصى الشمال الشرقي إلى درعا في الجنوب ومن مخيمات اللاجئين في تركيا إلى أحياء ركن الدين في دمشق، ورغم بعض الحدة في تبادل الاتهامات بخيانة دماء الشهداء وتضحيات المعتقلين، أصبحت قادرة على التفكير بصوت عال وعلى البوح ببواعث قلقها على ما حققته الثورة من مكاسب على طريق بناء سورية ديموقراطية، آتية لا ريب فيها.

ومن الملحّ القول إن الشكوك والطروحات المتناقضة والنشاطية المفرطة لدى البعض والخمول لدى البعض الآخر، عوارض لما قد تصح تسميته «مرض الديموقراطية الطفولي». لكن على السوريين ومن ينتظر معهم تحقيق أهداف انتفاضتهم، ألا يعتريهم الذعر من المرض هذا. فهو، في أسوأ الأحوال، مما يرافق نمو الديموقراطية وانبثاقها من تحت ركام الديكتاتورية وانقاضها.

نعم. الحذر واجب في هذه اللحظات الحساسة. لكنها في الوقت ذاته لحظات تأسيسية لممارسة ديموقراطية لا مفر من مرورها في عدد من الطرق الإجبارية الوعرة. المهم أن تتابع السير والتقدم.



الرد على: سوريون مستقلون يعقدون مؤتمرا بدمشق لبحث سبل الخروج من الأزمة - بسام الخوري - 06-28-2011

إجراءات المرحلة الانتقالية
von Mounzer Khaddam, Dienstag, 28. Juni 2011 um 10:25

هذه ورقتي إلى المؤتمر التشاوري للمعارضة المستثلة في دمشق المنعقد بتاريخ 27/6/2011 في فندق سمير أميس في دمشق

مستلزمات المرحلة الانتقالي

على طريق التحول الديمقراطي في سورية

تمر سورية بمرحلة تاريخية من وجودها عنوانها العريض أن الشعب السوري لم يعد يرضى العيش بالطريقة السابقة، وأنه يرفض نظام الاستبداد، ويتطلع نحو الحرية عبر نظام سياسي ديمقراطي يؤسس لبناء دولة مدنية ديمقراطية.

وحيث أن حركة الاحتجاج السلمي للشعب السوري تستهدف تحقيق انتقال بلدنا من وضعية الاستبداد إلى وضعية الحرية والديمقراطية فإن اعتماد الخيار الأمني لا يحل الأزمة السياسية الراهنة، بل يعرض بلادنا لمخاطر الاقتتال الداخلي، واستثارة التدخل الخارجي، لذلك فإننا ندعو للاستجابة لمطالب السوريين في الحرية والعدالة وصولاً إلى عقد اجتماعي جديد يعبر عنه بدستور ديمقراطي يؤسس لسلطة شرعية منتخبة.

وإذ نؤكد على ثوابت سورية الوطنية في تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، بما فيها الجولان السوري المحتل، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، ومقاومة جميع سياسات الهيمنة على منطقتنا العربية...فإننا على قناعة بأن هذه الثوابت الوطنية التي هي ثوابت للشعب السوري سوف تتعزز أكثر في ظل نظام سياسي ديمقراطي، ودولة مدنية. ومن أجل ذلك، وتحقيقا لمطالب الشعب السوري الذي انتفض في سبيل كرامته وحريته، وضحى بدماء العديد من أبنائه من أجلها، وتأميناً لانتقال سلمي وآمن من النظام السياسي الاستبدادي إلى نظام سياسي ديمقراطي، فإننا نقترح الإجراءات الآتية:



في مجال المبادئ

ينبغي أن يكون واضحاً أن أي مؤتمر وطني يتم تشكيله سوف يكون هدفه وضع الإجراءات العملية للتحول نحو الديمقراطية في سورية، وليس الحوار أو التفاوض على حلول وسط، فلا حل وسط بين الاستبداد والديمقراطية. لهذا الغرض ينبغي العمل وفق المبادئ الآتية:

1- الانتقال بصورة آمنة وسلمية ومتدرجة من النظام الاستبدادي إلى النظام الديمقراطي.

2- ينبغي أن يسترشد الدستور الجديد، وجميع القوانين الناظمة لحقوق المواطنين وواجباتهم بالمبادئ العامة للديمقراطية وشرعة حقوق الإنسان.

3- جميع المواطنين سواسية أمام القانون في الحقوق والواجبات.

4- لا احد فوق القانون، ولا حصانة لأحد من المساءلة.

5- لا ثأر ولا انتقام، بل تطبيق للعدالة.

6- الدولة المنشودة هي دولة مدنية ديمقراطية.







إجراءات المرحلة الانتقالية

من المعلوم جيدا أن أغلب فئات الشعب، والقوى السياسية المعارضة، لا تثق بالنظام القائم،وليس مطلوباً أبدا استعادة هذه الثقة، بل الشروع باتخاذ إجراءات عملية تجعل من عملية تفكيك الاستبداد عملية لا رجعة عنها، ولذلك، ومن أجل تنفيذ خطة التحول إلى النظام الديمقراطي خلال المرحلة الانتقالية، لا بد من اتخاذ جملة من الإجراءات العملية، التي يمكن تقسيمها إلى قسمين: إجراءات أولية وملحة تتطلب التنفيذ المباشر، وإجراءات تحتاج إلى تشاور وإعداد ومن ثم تنفيذ.

في باب الإجراءات الأولية والملحة نرى ضرورة تنفيذ الآتي:

1--تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة أحد الشخصيات المعارضة. إن تنفيذ هذا الخطوة الضرورية والملحة يوجه رسالة قوية للداخل والخارج بأن عملية التحول الديمقراطي قد بدأت، وان لا رجعة عنها. إضافة لذلك فإن خطوة كهذه سوف تطمئن الأصدقاء وتكشف نوايا الأعداء، وتخلق مناخا ملائما لاستعادة النشاط الاقتصادي حيويته وفعاليته. تبدأ حكومة الوحدة الوطنية فورا بالإجراءات الآتية:

1-التأكيد على حق الشعب السوري بالتظاهر السلمي، وتأمين الظروف الملائمة كي يعبر الشعب عن مطالبه بكل حرية وآمان.

2-الوقف الفوري لاستخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، وسحب الأجهزة الأمنية من الشارع، وإعادة الجيش الوطني إلى ثكناته، وأماكن تمركزه في وجه العدو، على أن تتولى قوات الشرطة بالتعاون مع هيئات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بمهمة حفظ الأمن أثناء المظاهرات.

3- العمل الفوري على عودة اللاجئين السوريين من الدول المجاورة بكرامة، وتأمين جميع مستلزمات ذلك.

4-إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية المظاهرات التي عمت المدن السورية.

4-إصدار عفو شامل عن جميع سجناء الرأي في سورية، وإغلاق ملف السجن السياسي نهائياً.

5- -تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ذات مصداقية للنظر في أحداث العنف التي رافقت المظاهرات الشعبية، والكشف عن قتلة المتظاهرين ورجال الجيش والأمن ومحاكمتهم.

6-إلغاء جميع القوانين الاستثنائية التي صدرت في ظل إعلان حالة الطوارئ، مثل المرسوم رقم 4 والمرسوم رقم6 والقانون رقم 49، وقانون أمن الحزب، والقانون رقم 14 المتعلق بحماية الأجهزة الأمنية ومنتسبيها من المساءلة القانونية وغيرها من القوانين.

7- البدء بتسوية أوضاع جميع السجناء السياسيين السابقين، والتعويض عليهم، كل بحسب حالته.

8- تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية والبدء بتسوية ملفات الأحداث في الثمانينات، وفي الوقت الراهن وإغلاقها نهائيا، والتعويض حيث تطلب الأمر ذلك.

9-السماح بعودة المنفيين طوعا أو كرها إلى الوطن وتسوية أوضاعهم.

10-الإعلان عن فصل حزب البعث عن جميع مؤسسات الدولة، وإخراجه منها.

11- البدء بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وحصر مهامها في المجال المحدد لذلك، وتطبيق القانون عليها.

12- تغيير الخطاب الإعلامي للسلطة تجاه الحراك الشعبي والمعارضة، و السماح بحرية الإعلام العربي والدولي، بما يساعد على تامين مناخ إعلامي ملائم يساهم بدوره بإنضاج الحلول الممكنة للتحول الديمقراطي بكل شفافية ووضوح ومراقبة.

13- تأمين الوصول إلى المعلومات بحرية، وتحرير النت.

أما في باب الاجراءات التي تحتاج إلى تشاور وإنضاج واعداد وتنفيذ فإننا نقترح الآتي:

1- الدعوة إلى مؤتمر وطني يشارك فيه ممثلين عن مختلف فئات الشعب السوري بما في ذلك ممثلين عن المعارضة بكل أطيافها وفي مقدمتهم ممثلين عن الحراك الشعبي في المدن والبلدات السورية تناط به مهام البرلمان خلال المرحلة الانتقالية، التي تنتهي بانتخاب هيئات السلطة بصورة ديمقراطية. يعلن هذا المؤتمر في أول اجتماع له عن تعليق العمل بالدستور الحالي، مع استثناء تلك المواد التي تتعلق بالسلطة الإجرائية ومنها صلاحيات الرئيس ومجلس الوزراء ومجلس الشعب، على أن يعاد صياغتها من منطلق تحقيق التوازن بينها، وإصدارها في صيغة لائحة دستورية يجري العمل بموجبها خلال المرحلة الانتقالية.

2--تشكيل لجنة من كبار الحقوقيين والمختصين بالقانون الدستوري لإعداد مسودة مشروع دستور جديد لنظام ديمقراطي برلماني أو رئاسي يجري الاتفاق عليه، يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية يطرح للاستفتاء العام خلال سنة. ينبغي أن يراعي الدستور الجديد بصورة خاصة:

أ-الاعتراف بالحقوق القومية للأقليات، على أساس المواطنة وفي إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً.

ب-تحديد مدة الرئاسة بما لا يزيد عن خمس سنوات، ولدورتين متتاليتين.

ت-فصل السلطات الثلاث وتامين التوازن بينها.

ث-تشكيل مجلس للأمن القومي، يحدد القانون تكوينه وصلاحياته،ومسؤوليات.

ج - تشكيل غرفة ثانية للبرلمان (مجلس شورى) يتكون من ممثلين عن جميع الأحزاب السياسية المعترف بها قانونا، وعن هيئات المجتمع المدني،والأهلي، والنقابات، يتم الاتفاق على تحديد صلاحياته التي منها القيام في أدوار رقابية والمساعدة في إنضاج ودعم التشريعات والقوانين والقرارات الإدارية المختلفة .

3--تشكيل لجان بحسب مقتضى الحال لإعداد مشاريع قوانين تتعلق بتنظيم الحريات العامة والشخصية، ومنها قانون ينظم العمل السياسي وتشكيل الأحزاب، وقانون للإعلام، وقانون للانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية، وغيرها من القوانين التي يتطلبها الدستور الجديد، على أن يتم عرضها للنقاش العام والاستفتاء عليها مع الدستور خلال سنة.

4-البدء بإعادة هيكلة جميع أجهزة الدولة بما يتناسب مع ضرورة التحول إلى النظام الديمقراطي.

إن تنفيذ المطالب السابقة الذكر كفيل بوضع سورية على طريق آمن وسلمي ومتدرج للخروج من نطاق الاستبداد إلى فضاء الحرية والديمقراطية خلال ثلاث سنوات على أبعد تقدير، بحيث تجري الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية القادمة على أسس تنافسية، في ضوء الدستور الجديد، والمعايير الديمقراطية المعروفة.

ملامح النظام الديمقراطي المنشود

في نهاية الفترة الانتقالية وبعد إجراء الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية وفق الدستور الجديد والقوانين الناظمة لها سوف يكون لدى السوريين نظام سياسي ديمقراطي يتسم بالملامح الآتية:

1-مواطن منتخب على أسس تنافسية يكون شرعيا بغالبية صوت واحد، وليس بنسبة 99.99% ليؤدي وظيفة رئيس الجمهورية، يمكن محاسبته وإقالته حسب القانون في حال قصر في أداء الوظيفة التي انتخبه الشعب من اجلها.

2- برلمان منتخب بصورة تنافسية، يعكس الخيارات الحقيقة للناخبين.

3- رئيس وزراء يتم تكليفه من بين الأغلبية البرلمانية(حزب أو تحالف).

4- مجلس وزراء بلا وزارة إعلام وثقافة( نقترح استبدال هاتين الوزارتين بمجلس وطني للإعلام ومجلس وطني للثقافة)، يؤدي الوظائف التنفيذية المناط به بكل شفافية، ومسؤولية، في ظل رقابة متعددة المستويات، ومحاسبة على التقصير.

5- تعددية حزبية، ونقابية حقيقة تعيد الروح إلى الحياة السياسية والنقابية التي افتقدها المجتمع السوري لعقود عديدة خلت، وتعكس خيارات المواطنين ومصالحهم.

6-إعلام حر ومسؤول ومتعدد يشكل سلطة رابعة حقيقة.

7-سلطات محلية منتخبة تعكس خيارات الناس ومصالحهم.

8-في ظل النظام الديمقراطي المنشود سوف تبدأ حياة السوريين بالتغير وتظهر فيها مشاهد مرغوبة كثيرة لم يألفوها من قبل. مثلا سوف يشاهدون وزيرا يستقيل أو يرغم على الاستقالة لتقصيره، حكومة تسقط بفقدان الثقة، نقاشات حامية وأصوات ترتفع في البرلمان دفاعا عن وجهة نظر،لا أيادي تصفق وترتفع أو تنخفض بناء على الأوامر. خطاب سياسي متعدد إلى حد الفوضى، لكنها الفوضى الجميلة " فوضى من الزهر" على حد قول شاعرنا الكبير بدوي الجبل.

أيها الأخوة

إن إنجاز عملية التحول المنشودة إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي، يحترم حقوق الإنسان، ويتيح تبادل السلطة عبر صناديق الاقتراع ... ليس سوى الجزء السهل من عملية هزيمة الاستبداد. فلا يتوهمن أحد بأن الاستبداد هو معطى في الحقل السياسي فقط، بل هو حاضر بقوة في الحقل الثقافي والاجتماعي وفي منظومة القيم العامة وفي طرائق التفكير... باختصار في جميع مناحي حياتنا، وإن هزيمته في هذه الحقول يحتاج إلى عقود من السنين، وإلى جهود هائلة. مع ذلك فإن بوابة العبور إلى تحقيق هزيمته تكمن بالضبط في الحقل السياسي، إي في بناء نظام سياسي ديمقراطي