حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
اصل العائلة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +--- الموضوع: اصل العائلة (/showthread.php?tid=4412) |
اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-04-2008 دليل الأسماء الإتنوغرافية الآريون- تعبير انتشر على نطاق واسع في القرن التاسع عشر للإشارة إلى شعوب المجموعة اللغوية الهندية الأوروبية. الألمان (Almans)- مجموعة من القبائل الجرمانية. في القرنين الثالث و الرابع، انتقلت من المنطقة الواقعة بين نهري الأودر و الألب إلى منطقة أعالي نهر الراين، و استوطنت تدريجياً أراضي الإلزاس و سويسرا الشرقية و الألمانية الجنوبية الغربية الحالية. الأوجليون- السكان البربر في واحة أوجله (ليبيا الشرقية الشمالية). أودجيبفه (تشيبيفا)- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش في القسمين الشمالي و الشمالي الغربي من منطقة البحيرات الكبرى. الأوزيبيت- قبيلة جرمانية كانت تقطن على الضفة اليمنى من أسافل نهر الراين، في أواسط القرن الأول ق.م، انتقلت إلى الضفة اليسرى، و لكنها عادت إلى من حيث أتت بعد أن هزمها الرومان. أوماها- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش في حوض أواسط نهر ميسوري (ولاية نبراسكا الحالية). أونونداغا- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا. كنت تعيش في أراضي ولاية نيويورك الحالية. أونيدا- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا. كانت تعيش في أراضي ولاية نيويورك الحالية. الإيبيريون- مجموعة قبائل كانت تسكن في الأزمنة الغابرة قسماً من شبه جزيرة البيرينه و جزر البحر الأبيض المتوسط الواقعة على مقربة منها و القسم الجنوبي الشرقي من فرنسا الحالية. قبيل العهد الميلادي، أخضعها الرومان فترومنت تدريجياً. الإيروكوا- مجموعة من قبائل الهنود الحمر في أميركا الشمالية، كانت تسكن في منطقة بحيرات يري و أنتاريو، و أبعد إلى الجنوب، في حوض نهر سان لوران، و كذلك في القسم الجنوبي من جبال أبالاش. الإيسكيفيون (الإيستيفيون)- إحدى المجموعات الأساسية من القبائل الجرمانية، في مستهل العهد الميلادي، كانت تسكن في الأراضي الواقعة على أواسط و أسافل نهر الراين. ابتداء من القرن الثالث أطلق عليهم اسم الإفرنج. الإينغيوفون- إحدى المجموعات الأساسية من القبائل الجرمانية ، في مستهل الهد الميلادي، كانت تسكن سواحل بحر الشمال ابتداء من خليج زيدر- ذي حتى الدانمارك، في القرنين الخامس و السادس، استولت قبائل الإنكل و الساكس و غيرها الداخلة في قوامها على بريطانيا. الإيونيون- إحدى المجموعات الأساسية من القبائل اليونانية القديمة. منذ أقدم الأزمنة، استوطنت في الأتيك و في القسم الشمالي الشرقي من شبه جزيرة البيلوبونيز، فيما بعد، استوطنت كذلك قسماً من جزر بحر إيجه و سواحل آسيا الصغرى. الباتافيون- قبيلة جرمانية كانت تسكن في مستهل العهد الميلادي بين أنهر مآس و الراين وفآل (هولندا الحالية). البارثيون- مجموعة من القبائل الإيرانية القديمة كانت منذ الألف الأول ق.م تسكن في القسم الشمالي الشرقي من الهضاب الإيرانية. في القرنين السادس والسابع بعد الميلاد، تمثلتها الشعوب المجاورة. الباريا- قبيلة تعيش في أراضي أثيوبيا الغربية و أريتريا الحاليتين، عند حدود السودان الشرقية. البانجا- قبيلة هندية. البروكتر- قبيلة جرمانية كانت تسكن في مستهل العهد الميلادي في الأراضي الواقعة بين نهري ليبّه و إيمس. البريطانيون (Bretons) – مجموعة من قبائل السلت، سكان بريطانيا القدامى، نتيجة للفتح الأنكلو-ساكسوني تعرض قسم منها للتمثل كما أزيح القسم الآخر إلى ويلس و اسكتلنده وشبه جيرة بريطانيا-(فرنسا). الباستارن- قبيلة جرمانية من المجموعة القوطية، كانت تسكن قبيل العهد الميلادي في الأرض الواقعة بين جبال الكاربات و نهر الدانوب. البشاف – مجموعة إتنوغرافية من الشعب الجورجي تعيش أساساً في المنطقة الجبلية على أواسط نهر أراغفي و في أعالي نهر يوري. البلاسج – مجموعة من القبائل كانت ي سحيق الأزمة تسكن القسم الجنوبي من شبه جزيرة البلقان والساحل الغربي من آسيا الصغرى. البلجيكيون- مجموعة من قبائل السلت الغاليين كانت تسكن في بلاد الغال الشمالية بين نهري السين والريان، و كذلك في قسم من ساحل بريطانيا الغربي. البورغوند- قبيلة جرمانية من المجموعة القوطية، انتقلت قبيل العهد الميلادي من سكاندينافيا إلى الأراضي الواقعة بين نهري الفيستول و الأودير. ثم نزحت تدرجياً في الاتجاه الجنوبي الغربي، و استقرت نحو أواسط القرن الخامس في حوض الرون. البوكين- اسم أحد فروع قبيلة الباستارن الجرمانية. و قد خلط عدد من المؤرخين القدماء هؤلاء و أولئك. البولينيزيون- السكان الأصليون في بولينيزيا و بعض الجزر الصغيرة في القسم الشرقي من ميلانيزيا. البويبلو- اسم مجموعة من قبائل الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تسكن في أراضي ولايتي نيويورك و أريزونا الحاليتين و في القسم الجنوبي من ولاية كاليفورنيا و في القسم الشمالي الغربي من المكسيك. البيكت- مجموعة قبائل كانت في الأزمنة الغابرة تسكن في أراضي اسكتلنده الحالية. في أواسط القرن التاسع، استولى عليها السكوتلنديون. تاميل – مجموعة قبائل ، في الوقت الحاضر قوم يسكن في طرف القسم الجنوبي الشرقي من شبه جزيرة هندوستان. التاهو- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش في القسم الشمالي من المكسيك الحالية. التايفال – قبيلة جرمانية قريبة من القوط. قبل القرن الثالث، استوطنت الساحل الشمالي من البحر الأسود، و منه طردها الهون في النصف الثاني من القرن الرابع. التراقيون- مجموعة قبائل كانت تعيش في الأزمنة الغابرة في القسم الشرقي من شبه جزيرة البلقان. تشيروكي- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا، كانت تعيش في المناطق الجنوبية من جبال أبالاش. التنكتير- قبيلة جرمانية كانت تقيم على الضفة اليمنى من نهر الراين عند أسافله. في منتصف القرن الأول ق.م، انتقلت إلى الضفة اليسرى، و لكنها عادت إلى من حيث أتت بعد أن هزمها الرومان. التوتونيون- مجموعة قبائل جرمانية كانت تسكن في شبه جزيرة جوتلند و في منطقة أسافل نهر الألب. في أواخر القرن الثاني ق.م، بدأت تنزح إلى أوروبا الجنوبية مع قبائل السمبر في آن واحد. هزمها الرومانيون، فاستوطنت بقاياها منطقة أنهر مآس و ماين و نيكار. التوسكارورا- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية ، تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا. كانت تعيش في أراضي ولايتي فرجينيا و كاورلينا الشمالية الحاليتين على ساحل المحيط الأطلسي. التيكور- قبيلة هندية كانت تعيش في أوذ (حالياً قسم من ولاية أوتار براداش). التينه- مجموعة قبائل من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تسكن في غابات القسم الغربي من كندا و في ألاسكا الداخلية و على ساحل المحيط الهادئ عند شبه جزيرة كيناي (ألاسكا الجنوبية). الجرمان القدماء. الخفسور- مجموعة إتنوغرافية من الشعب الجورجي تعيش في المناطق الجبلية من جورجيا الشرقية. داكوتا- مجموعة من قبائل الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش في حوض نهر ميسوري و في المروج الممتدة من نهر ميسيسيبي حتى الجبال الصخرية و من كندا حتى نهر أركنزاس. الداكوتا – أحد الأسماء المستعملة سابقاً للإشارة إلى مجموعات من قبائل الهنود الحمر التي كانت تعيش في أميركا الشمالية و التي كانت تنتسب إلى العائلة اللغوية سيو- هوكا (الإيروكوا، داكوتا، و غيرهم). الدانماركيون القدامى. الدرافيد- مجموعة من الشعوب الهندية، تقطن في الوقت الحاضر الهند الجنوبية، و كانت تشكل في الأزمنة القديمة القسم الأساسي من سكان شبه جزيرة هندوستان. الديلاوار- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تسكن قبيل القرن السابع عشر في الأراضي الواقع على نهر ديلاوار و على أسافل نهر هودسون ( من أراضي ولايات نيوجرسي و ديلاوار و نيويورك و بنسيلفانيا الحالية)، في أواسط القرن الثامن عشر نزح الديلاوار إلى وادي نهر أهايو بعد أن ضيق عليهم الأوروبيون و قبائل الإيروكوا. و في مستهل القرن التاسع عشر، طردهم الأميركيون إلى الغرب، إلى ما وراء نهر ميسيسيبي. الدوريون- إحدى المجموعات الأساسية من القبائل اليونانية القديمة، نزحت في القرنين الثاني عشر و الحادي عشر ق.م من الشمال إلى شبه جزيرة البيلوبونيز و إلى جزر القسم الجنوبي من بحر إيجه. الرومان القدامى. الزنوج الأوستراليون. الأوستراليون. سكان أوستراليا الأصليون. السابليون (القبائل السابلية)- إحدى المجموعتين الرئيسيتين من القبائل الإيطالية القديمة. الساموييد- راجعوا الملاحظة عن الننتسي. الساميون- تعبير انتشر على نطاق واسع في القرن التاسع عشر للإشارة إلى شعوب الفرع السامي من المجموعة اللغوية السامي- الحامية. السانتال- قبيلة هندية. في الوقت الحاضر، قوم يسكن أراضي دائرة سانتال – برغاناس في ولاية بيهار. السبرطيون القدامى. السفان- مجموعة إتنوغرافية من الشعب الجورجي تعيش في سفانيتيا، في السفوح الجنوبية الغربية من سلسلة القفقاس الكبرى. السقيتيون (أو الإيسكيفيون)- مجموعة قبائل كانت تسكن في أراضي ساحل البحر الأسود الشمالي منذ القرن السابع ق.م حتى القرون الأولى من العهد الميلادي. السكوتيون (السكوت)- مجموعة من القبائل السلتية كانت تسكن في إرلنده القديمة، نحو عام 500، انتقل قسم من السكوت إلى أراضي سكوتلنده الحالية، في أواسط القرن التاسع، استولوا على البيكت. السلاف القدامى. السلت- مجموعة من القبائل المتقاربة كانت في الأزمنة الغابرة تسكن في القسمين الأوسط و الغربي من أوروبا. السلت الغاليون، الغاليون- مجموعة من القبائل السلتية كانت تسكن في بلاد الغال القديمة (أراضي فرنسا و إيطاليا الشمالية، و بلجيكا، و اللوكسمبورغ، و قسم من هولندا و سويسرا حاليا)، في مستهل العهد الميلادي ، أخضعها الرومانيون. السمبر- مجموعة من قبائل جرمانية كانت تسكن في شبه جزيرة جوتلند، في أواخر القرن الثاني ق.م، شرعت تنزح إلى أوروبا الجنوبية مع قبائل التوتونيين في آن واحد ، هزمها الرومانيون، فاستوطنت بقاياها منطقة أنهر مآس و ماين و نيكار. السوييف- مجموعة قبائل جرمانية كانت تسكن حوض نهر الألب قبيل العهد الميلادي. سينيكا- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا. كانت تعيش في أراضي ولاية نيويورك الحالية. الشاوني- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش على ضفاف نهر سافانا ( في أراضي ولايتي جورجيا و كارولينا الجنوبية الحاليتين). الشركس- اسم واسع الانتشار قبل ثورة أكتوبر الاشتراكية الكبرى لمجموعة من الأقوام الجبلية الأديغية في القفقاس الشمالي الغربي (الأديغيون و الشركس و الكابارديون). الشيبيوي (الشايبيواي)- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش في الأراضي الواقعة بين الجبال الصخرية و خليج هودسون. الطورانيون – اسم كان يطلق فيما مضى على سكان منخفض طوران. غاوورا (غاودا)- قبائل هندية في البنغال الغربي. الفارلي- قوم هندي يعيش في أراضي ولاية بومباي الحالية و جزئياً في المناطق الشمالية من ولاية مدهيا-براديش الحالية. الفرس القدامى. الفرنج (الإفرنج)- مجموعة قبائل جرمانية كانت معروفة قبل القرن الثالث باسم قبائل الإيسكيفيين أو الإيستيفيين. كانت تقطن الأرض الواقعة على أواسط و أسافل نهر الراين. منذ القرن الثالث، شرعت تستولي على أراضي غاليا (بلاد الغال)، و أنجزت عمليات الاستيلاء في أوائل القرن السادس. الرنج الساليون- أحد الفرعين الرئيسيين للقبائل الجرمانية من المجموعة الإفرنجية (الفرنجية)، نحو أواسط القرن الرابع، استوطنوا ساحل بحر الشمال من مصب نهر الراين إل شلدا، فيما بعد ، استقروا في أراضي غاليا الشمالية. الفينيقيون- سكان فينيقيا القديمة. القبائل- مجموعة من قبائل البربر في الجزائر تسكن في جبال الجرجرة و المناطق الجبلية من إقليم قسنطينة و جبل أورس. القبائل الإيطالية، الإيطاليون- قبائل كانت في الأزمنة الغابرة تقيم في شبه جزيرة إبنينو. شكلت المجموعتان الرئيسيتان من هذه القبائل اللاتين و السابليين. القبائل القوطية (الغوطية)- إحدى المجموعات الأساسية من القبائل الجرمانية . في مستهل القرن الميلادي، هاجرت من سكاندينافيا إلى حوضي نهري الفيستول و الأودير. القبائل اللاتينية- إحدى المجموعتين الرئيسيتين من القبائل الإيطالية القديمة. و إليها كان ينتسب الرومان القدامى. قدماء الآثينيين. قدماء اليونانيين (الإغريق القدامى). القوط (الغوطيون)- القبيلة الجرمانية الأساسية من المجموعة القوطية ، قبيل العهد الميلادي، نزحت من سكاندينافيا إلى منطقة أسافل الفيستو، و نحو القرن الثالث، إلى المنطقة الشمالية من سواحل البحر الأسود، و منها طردها الهون في القرن الرابع. كان القوطيون ينقسمون إلى القوط الشرقيين الذين شكلوا في أواخر القرن الخامس مملكة لهم في شبه جزيرة إبنينو، و القوط الغربيين الذين شكلوا في أوائل القرن الخامس مملكة لهم في بلاد الغال الجنوبية في البدء ، ثم في شبه جزيرة البيرينه. الكاراييب (الكاريب)- مجموعة من قبائل الهنود الحمر في أميركا الجنوبية. كانت تسكن في أراضي البرازيل الشمالية و الوسطى و في المناطق المتاخمة لها من فينيزويلا و غويانا و كولومبيا. الكارين- مجموعة قبائل، في الوقت الحاضر قوم يعيش في القسم الجنوبي الشرقي من بورما. الكافيات (الكافياك)- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش على سواحل مضيق بيرينغ. كاميلاروي- قبيلة أوسترالية كانت تعيش في حوض نهر دارلينغ (القسم الغربي من أوستراليا). كايوغا- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا. كانت تسكن في أراضي ولاية نيويورك الحالية. الكفر-الزولو- (الاسم الصحيح-الزولو)- -قوم من إفريقيا الجنوبية الشرقية. الكوتار- قبيلة هندية تسكن في منطقة جبال نيلغيري (القسم الغربي من ولايتي مدراس و ميسور الحاليتين). الكوكوس- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الجنوبية كانت تعيش في أراضي التشيلي الحالية. الكلميك- قوم مغولي الأصل . حتى أواخر القرن السادس عشر، كان الكلميك يعيشون في سهوب جونغاريا بآسيا المركزية. في النصف الثاني من القرن السابع عشر، رحلوا إلى المناطق الجنوبية الشرقية من روسيا و استوطنوا أسافل نهر الفولغا. اللومبارد- قبيلة جرمانية ، قبل بداية القرن الخامس، كانت تعيش على الضفة اليسرى من أسافل نهر الألب، ثم انتقلت إلى حوض أواسط نهر الدانوب، و فيما بعد إلى إيطاليا الشمالية و الوسطى. الليغوريون- مجموعة من قبائل كانت في سحيق الأزمنة تسكن القسم الأكبر من شبه جزيرة إبنينو. في القرن السادس ق.م طردتها القبائل الإيطالية إلى القسم الشمالي الغربي من شبه جزيرة إبنينو و إلى القسم الجنوبي الشرقي الساحلي من بلاد الغال. في مستهل العهد الميلادي أخضعها الرومان فترومنت تدريجياً. الماغار- قبيلة . في الوقت الحاضر قوم يسكن المناطق الغربية من النيبال. المانيبوري- قوم هندي يسكن في أراضي ولاية مانيبور الحالية. المكسيكيون- سكان المكسيك الأصليون. المكسيكيون الجدد- راجعوا الملاحظة عن البويبلو. موهاوك (موهافك)- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا، كانت تعيش في أراضي ولاية نيويورك الحالية. الميامي (المايامي)- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية ، كانت في القرن السابع عشر تعيش على الضفة الغربية من بحيرة ميشيغان، في مستهل القرن الثامن عشر، نزحت إلى أراضي ولايات إيلينويس و أنديانا و أوهايو الحالية، ثم طردها الأميركيون إلى الغرب، إلى ما وراء نهر ميسيسيبي. النايير (النايار)- الفئة المغلقة العسكرية العليا من شعب المالايالي الهندي القاطن في أراضي ساحل مالابار. الننتسي- قوم يعيش في المناطق الشمالية من الاتحاد السوفييتي من الساحل الشرقي للبحر الأبيض حتى أسافل نهر ينيسيي و في جزيرتي كولغويف و فاغاتش و في جزء من الأرض الجديدة. النوبيون- قوم إفريقي يقطن القسم الشمالي من السودان الشرقي والقسم الجنوبي من مصر. النوتكا- مجموعة من قبائل صغيرة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تقيم في القسم الجنوبي الغربي من جزيرة فانكوفر و على ساحل القارة عند رأس فلاتيري. النورمنديون- قبائل جرمانية كانت تسكن في جوتلند و سكاندينافيا. في مرحلة القرون الوسطى الباكرة، الاسم المشترك لقدماء النروجيين و الأسوجيين و الدانماركيين. النوريكيون- مجموعة من القبائل الإيليرية السلتية كانت تعيش في أراضي مقاطعة نوريك الرومانية القديمة (حاليا أراضي شتيريا و قسم من كارينتيا في النمسا). الهايدا- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية كانت تعيش في جزيرة الملكة شارلوت و القسم الجنوبي من جزيرة الأمير ويلس. الهرمينون- إحدى المجموعات الأساسية من القبائل الجرمانية، كانت في مستهل العهد الميلادي تسكن الأراضي الواقعة بين نهري الألب و الماين، كانت هذه المجموعة تضم قبائل السوييف و اللومبارد و الماركومانيين والهاتيين وغيرها. الهو- قبيلة هندية تعيش في القسم الجنوبي من ولاية بيهار الحالية. الهون- شعب من الرحل في آسيا المركزية كانوا يعيشون في مستهل العقد الميلادي إلى الشمال و الغرب من نهر هوانهي . منذ القرن الخامس تحركوا حتى غاليا (بلاد الغال) حيث هزمهم الرومان و غيرهم من شعوب أوروبا. الهنود الحمر- سكان أميركا الأصليون. الهنود الحمر في أميركا الشمالية- راجعوا الملاحظة بشأن الهنود الحمر. الهنود الحمر الأميركيون. الأميركيون. راجعوا الهنود الحمر. الهنود، قبائل الهنود – سكن الهند الأصليون. الهيرول- قبيلة جرمانية ، كانت تعيش في مستهل العقد الميلادي في شبه جزيرة سكاندينافيا، في القرن الثالث نزح قسم من الهيرول إلى المنطقة الشمالية من سواحل البحر الأسود، و منها طردهم الهون. الويلسيون (الفاليون)- قوم سلتي الأصل، يقطنون شبه جزيرة ويلس و جزيرة إنجلسي. يري- قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية تنتسب إلى مجموعة الإيروكوا. كانت تعيش في منطقة بحيرة يري. اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-05-2008 مقدمة الطبعة الأولى عام 1884 الفصول الواردة أدناه هي، إلى حد ما، تنفيذ لوصية. فإن كارل ماركس بالذات هو الذي كان قد اعتزم أن يعرض نتائج أبحاث مورغان بالارتباط مع معطيات دراسته - و أستطيع أن أقول، ضمن حدود معينة، دراستنا- المادية للتاريخ و أن يوضح على هذا النحو و حسب كل أهميتها. ذلك أن مورغان قد اكتشف من جديد في أميركا و على طريقته المفهوم المادي عن التاريخ، الذي سبق و اكتشفه ماركس منذ أربعين سنة، و على هذا توصل، في النقاط الرئيسية، عند مقارنته البربرية و الحضارة، إلى نفس النتائج التي توصل إليها ماركس. و كما أن اقتصاديي ألمانيا الرسميين استنسخوا "رأس المال" بجهد يوازي عنادهم في لزوم الصمت حوله، كذلك بالضبط سلك ممثلو علم "ما قبل التاريخ" في إنجلترا حيال "المجتمع القديم" لمورغان*. و كل ما يستطيعه عملي، هو أن يعوض، بصورة ضعيفة، عما لم يكتب لصديقي الراحل القيام به. و لكنه توجد عندي في عداد ملخصاته المسهبة من مورغان (1) ملاحظات انتقادية أوردها هنا بقدر ما تتعلق بالموضوع. حسب المفهوم المادي، يشكل إنتاج و تجديد إنتاج الحياة المباشرة، في آخر تحيليل، العامل الحاسم في التاريخ. و لكنه هو ذاته، مع ذلك، ذو طبيعة مزدوجة، فمن جهة، إنتاج وسائل الحياة: سلع التغذية، الألبسة، المسكن، و الأدوات الضرورية لهذا، و من جهة ثانية، إنتاج الإنسان نفسه، مواصلة النوع. و إن النظم الاجتماعية التي يعيش في ظلها أهل عهد تاريخي معين و بلد معين يشترطها مظهراً الإنتاج: درجة تطور العمل من جهة، و درجة تطور العائلة من جهة ثانية. فبقد ما يكون العمل أقل تطوراً و كمية منتوجاته، و بالتالي ثروة المجتمع، أضيق حدوداً، بقدر ما تتجلى تبعية النظام الاجتماعي للعلاقات العشائرية بمزيد من القوة. هذا مع العلم أن إنتاجية العمل تتطور أكثر فأكثر على الدوام في نطاق بنية المجتمع هذه، والقائمة على علاقات العشائرية، و معها تتطور الملكية الخاصة، و التبادل، و الفوارق في الممتلكات، و إمكانية الاستفادة من قوة عمل الغير، و يتطور بالتالي أساس التناقضات الطبقية: العناصر الاجتماعية الجديدة التي تحاول على مر الأجيال أن تكيف النظام الاجتماعي القديم للظروف الجديدة إلى أن يؤدي، في آخر الأمر، التنافر بين القديم و الجديد، إلى انقلاب تام. فإن المجتمع القديم، القائم على الاتحادات العشائرية، يتفجر بفعل اصطدام الطبقات الاجتماعية المتشكلة حديثاً، و مكانه يحل مجتمع جديد، يتشكل في دولة، و لم تبق الاتحادات العشائرية حلقاته الدنيا، بل أصبحتها الاتحادات الإقليمية، مجتمع يخضع فيه النظام العائلي كلياً لعلاقات الملكية، و تتطور فيه بكل حرية من الآن و صاعداً التناقضات الطبقية و النضال الطبقي التي تؤلف مضمون التاريخ المكتوب كله حتى أيامنا هذه. و مأثرة مورغان الكبرى أنه اكتشف هذا الأساس من قبل التاريخ لتاريخنا المكتوب و بعثه بخطوطه الكبرى، و وجد في العلاقات العشائرية للهنود الحمر في أميركا الشمالية المفتاح لفض أهم ألغاز التاريخ القديم، الإغريقي و الروماني و الجرماني، غير المفضوضة حتى الآن. و مؤلفه ليس عمل يوم واحد فقط. فقد درس مادته زهاء أربعين سنة إلى أن استوعبها تماماً. و لكن كتابه جاء بالمقابل واحداً من مؤلفات زمننا القليلة التي تشكل عهداً. و في العرض الوارد أدناه، من السهل تماماً و كلياً على القارئ أن يميز بين ما يخص مورغان و بين ما أضفته أنا. ففي القسمين التاريخيين عن اليونان و روما، لم أكتف بمعطيات مورغان، بل أضفت ما كان تحت تصرفي. أما القسمان عن السلت و الجرمان، فهما يخصاني أساساً، فإن مورغان كان يملك هنا مواد أخذا كلها تقريباً من مصادر أخرى، و لم يكن يملك عن الجرمان - باستثناء تاقيطس- إلا تزييفات اليد فريمان (2) الليبرالية الرديئة. و التعليلات الاقتصادية التي كانت كافية للأهداف التي ابتغاها مورغان، و غير كافية أبداً للأهداف التي ابتغيتها أنا، إنما أعدت صياغتها كلها من جديد. و أخيراً، بديهي أني مسؤول عن جميع الاستنتاجات التي عرضتها دون الرجوع مباشرة إلى مورغان. كتبت نحو 26 أيار 1884 في كتابF. Engles. " Der Ursprung der Familie, des Privateigenthums und des Staats" Hottingen-Zürich,1884تصدر حسب نص الطبعة الألمانية الرابعة. ----------------------------------- * "Ancient Society, or Researches in the Lines of Human Progress from Savagery through Barbarism to Civilization". By Lewis H.Morgan .London,Macmilla and co,1877. "المجتمع القديم، أو البحث في خطوط التقدم البشري من الوحشية عبر البربرية إلى الحضارة". بقلم لويس هـ.مورغان. لندن، ماكميلان و شركاه، سنة 1877. صدر الكتاب في أميركا، و من الصعب للغاية الحصول عيه في لندن. توفي مورغان منذ بضعة أعوام. (1) المقصود هنا " ملخص كتاب لويس هـ.مورغان "المجتمع القديم"" الذي وضعه كارل ماركس. (2) المقصود كتاب E.A.Freeman,"Comparative Politics". London, 1873 (فريمان . "السياسة المقارنة". لندن، 1873). اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-07-2008 مقدمة الطبعة الألمانية الرابعة
عام 1891 مساهمة في تاريخ العائلة البدائية (باهوفن، ماك- لينان، مورغان) الطبعات السابقة من هذا الكتاب التي صدرت بأعداد كبيرة قد نفذت كلياً منذ حوالي نصف سنة، و من زمان ، طلب مني الناشر* أعداد طبعة جديدة. و حتى الآن حالت دوني و القيام بذلك أعمال عاجلة. و منذ صدور الطبعة الأولى، تصرمت سبع سنوات، و في هذه السنوات تحققت نجاحات كبيرة في دراسة الأشكال البدائية للعائلة . و لهذا كان من الضروري إدخال إصلاحات و إضافات دقيقة هنا خصوصاً و إن نية طبع النص الحالي نقلاً عن الكليشهات تحرمني لفترة من الوقت إمكانية إجراء التعديلات اللاحقة. و هكذا أعدت النظر في النص كله بدقة و انتباه، و أدخلت جملة من الإضافات أخذت فيها بالحسبان بقدر كاف، كما آمل، حالة العلم في الوقت الحاضر. ثم أني أورد أدناه، في هذه المقدمة، لمحة موجزة عن تطور النظرات إلى تاريخ العائلة، ابتداء من باهوفن حتى مورغان، و إني أفعل ذلك بصورة رئيسية لأن مدرسة التاريخ البدائي الإنجليزية ذات الميول الشوفينية تبذل كل ما في وسعها، كما من قبل، لكي تلزم الصمت حول الانقلاب الذي حققته اكتشافات مورغان في حقل النظرات إلى التاريخ البدائي، دون أن تستحي، مع ذلك، من أن تنسب لنفسها النتائج التي توصل إليها مورغان. ناهيك بأنهم هنا و هناك في البلدان الأخرى يتبعون هذا المثال الإنجليزي بفائق الحمية. لقد ترجم عملي إلى مختلف اللغات الأجنبية. بادئ ذي بدء إلى الإيطالية: "أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة"، ترجمة باسكواله مارتينييتي و مراجعة المؤلف، دار بينيفنتو، عام 1885. ثم إلى الرومانية: "أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة"، ترجمة يون نيد يجده، صدرت الترجمة في مجلة ياسي "Contemporanul" من أيلول 1885 إلى أيار 1886، ثم إلى الدانماركية: "أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة"،و قد أعد غرسون ترير الطبعة. كوبنهاغن، عام 1888، و الترجمة الفرنسية بقلم هنري رافه، نقلاً عن هذه الطبعة الألمانية، هي قيد الطبع. *** قبل بداية الستينيات، لم يكن من الممكن أن يتناول الكلام تاريخ العائلة. فإن علم التاريخ في هذا الميدان كان لا يزال بعد بكليته خاضعاً لتأثير أسفار موسى الخمسة (التوراة). فإن شكل العائلة البطريركي، الموضوف هناك بإسهاب أكثر مما في أي مكان آخر، لم يعتبروه قطعاً أقدم شكل و حسب، بل اعتبروه أيضاً مماثلاً تماماً- باستثناء تعد الزوجات- لشكل العائلة البرجوازية المعاصرة، و عليه لم يطرأ حقاً و فعلاً، حسب زعمهم، أي تطور تاريخي على العائلة. و أكثر ما أجازوه ، هو إمكان وجود مرحلة من العلاقات الجنسية غير المنظمة في الأزمنة البدائية.-صحيح أنهم كانوا يعرفون أيضاً، علاوة على شكل الزواج الأحادي، شكل تعدد الزوجات الشرقي و شكل تعدد الأزواج الهندي التيبتي، و لكنه كان من المستحيل وضع هذه الأشكال الثلاثة في تعاقب تاريخي، فظهرت بعضها إلى جانب بعض دون أي صلة متبادلة. أما أن النسب عند بعض شعوب العالم القديم، كما عند بعض الشعوب المتوحشة التي لا تزال موجودة، لم يكن إلى الأب بل إلى الأم، و أن خط الأم كان يعتبر بالتالي الخط الوحيد الذي له شأن ، و أن الزواج ممنوع عند كثير من الشعوب المعاصرة داخل جماعات معينة، كبيرة إلى هذا الحد أو ذلك، لم تتناولها الدراسة بعد بإسهاب و تفصيل، و إن هذه العادة لا تزال قائمة في جميع مناطق الدنيا، - فإن هذه الوقائع كان ، حقاً , فعلاً، معروفة، و كانت الأمثلة من هذا الطراز تتراكم أكثر فأكثر. و لكن أحداً لم يكن يعرف كيف يتناولها و يدرسها، بل إنها تظهر ببساطة، حتى في "أبحاث في تاريخ البشرية البدائي، الخ.." لمؤلفه أ.ب. تايلور 1865 (3)، بمثابة "عادات غريبة" إلى جانب تحريم بعض المتوحشين للمس حطبة مشتعلة بأداة حديدية، و غير ذلك من الترهات الدينية. إن دراسة تاريخ العائلة تبدأ منذ عام 1861، عندما صدر عمل باهوفن "حق الأم"(4). فقد تقدم المؤلف في هذا العمل بالموضوعات التالية: 1. في البدء كانت توجد عند البشر علاقات جنسية غير محدودة، أطلق عليها التعبير غير الموفق "الهيتيرية" ("Hétérisme"). 2. إن هذه العلاقات تنفي كل إمكانية لتقديم الدليل الأكيد على الأبوة، و لهذا لم يكن من الممكن تقرير النسب إلا حسب خط الأم- بموجب حق الأم،-كما كان الحال في البدء عند جميع شعوب الأزمنة الغابرة. 3. من جراء هذا، تمتعت النساء، بوصفهن أمهات، بوصفهن الوالدات الوحيدات المعروفات بكل ثقة و تأكيد للجيل الفتي، بقدر كبير من الاحترام و التقدير، بلغ، برأي باهوفن، حد سيادة النساء التامة("لجينيكوقراطية" Gynécocratie أي "حكم النساء"). 4. إن الانتقال إلى الزواج الأحادي الذي تخص المرأة بموجبه رجلاً واجداً لا غير كان ينطوي على مخالفة لوصية دينية متقادمة العهد (أي على مخالفة عملية لحق الرجال الآخرين المزمن في هذه المرأة)، مخالفة كان ينبغي التكفير عنها أو كانت تجاز بشرط التعويض عنها، أي أنه كان ينبغي على المرأة في خلال فترة معينة أن تضاجع غير زوجها من الرجال. و الأدلة على هذه الموضوعات يجدها باهوفن في استشهادات عديدة، مجموعة بفائق الدقة و العناية، من أدب الأزمنة الغابرة الكلاسيكي. و أن التطور من "الهيتيرية" إلى أحادية الزواج، و من حق الأم إلى حق الأب يجري، برأيه، - و لا سيما عند الإغريق،- أثر تطور التصورات الدينية المطرد، أثر تنصيب آلهة جدد، يمثلون المفاهيم الجديدة، في مجموعة الآلهة التقليدية التي تمثل المفاهيم القديمة، الأمر الذي يؤدي إلى زحزحة هذه المفاهيم القديمة أكثر فأكثر إلى المؤخرة من قبل المفاهيم الجديدة. و عليه، ليس تطور الظروف الفعلية لحياة الناس، بل الانعكاس الديني لهذه الظروف في رؤوس هؤلاء الناس بالذات هو الذي أفضى، برأي باهوفن، إلى التغيرات التاريخية في وضع الرجل و المرأة الاجتماعي المتبادل. و تبعاً لذلك، يفسر باهوفن ثلاثية "أوريستية" المسرحية لإسخيلوس على إنها تصور درامي للصراع بين حق الأم الهالك و حق الأب الذي انبثق في العهد البطولي و انتصر. فإن كليتمنسترا، إرضاء لعشيقها إيغيست ، قد قتلت زوجها أغممنون بعد عودته من حرب طروادة، و لكن أوريست، ابنها و ابن أغممنون، يقتل أمه انتقاماً لمقتل أبيه. و نظراً لذلك، تطارده الإيرينيات (Erinnyes) الحاميات الشيطانيات لحق الأم، الذي يعتبر قتل الأم أفدح جريمة، و جريمة لا تغتفر. و لكن أبولون الذي أقنع أوريست، بوسيط الوحي باقتراف هذا العمل، و أثينا التي يدعونها للقضاء في هذه المسألة ، - و هذا الإله و هذه الآلهة يمثلان كلاهما هنا النظام الجديد القائم على حق الأب، -يحميان أوريست، و تستمع أثينا إلى الطرفين. إن كل موضوع النزاع وارد بإيجاز في المناقشات التي تجري بين أوريست و الإيرينيات. فإن أوريست يستند إلى كون كليتمنسترا قد ارتكبت إثماً مزدوجاً بقتلها زوجها هي و والده هو في الوقت نفسه. فلماذا تلاحقه إذن الإيرينيات و لم يلاحقنها هي المذنبة أكثر منه بكثير؟ الجواب مذهل: "لم تكن مع الزوج الذي قتلته في قرابة الدم"** إن قتل امرئ لا تربطه بالقاتل رابطة الدم، حتى و إن كان زوج المرأة التي قتلته، تمكن فديته، و لا علاقة أبداً للإيرينيات بهذا الأمر. فشأنهن ألا يلاحقن جريمة القتل إلا عندما تقع وسطع الأقرباء بالدم، و جريمة قتل الأم هي، في هذه الحال، بموجب حق الأم، أفدح جريمة لا يمكن افتداؤها بشيء. و لكن هاهو ذا بولون يأخذ جانب الدفاع عن أوريست ، و تطرح أثينا المسألة على التصويت أمام أعضاء "الأريوباغ"- أي أمام المحلفين الأثينيين، فانقسمت الأصوات قسمين متعادلين، قسم يؤيد التبرير و قسم يؤيد المعاقبة، آنذاك صوتت أثينا بوصفها رئيسة المحكمة في صالح أوريست و أعلنت براءته. و هكذا انتصر حق الأب على حق الأم ، و تغلب "آلهة الجيل الأصغر"، كما تسميهم الإيرينيات ذاتهن، على الإيرينيات، و في آخر المطاف، تنتقل الإيرينيات أيضاً إلى خدمة النظام الجديد آخذات على أنفسهن واجبات جديدة. إن هذا التفسير الجديد ، و لكن الصحيح تماماً لثلاثية "أوريستية" المسرحية هو من أروع و أحسن الأماكن في كل كتاب باهوفن، و لكنه يثبت في الوقت نفسه أن باهوفن يؤمن على الأقل بالإيرينيات و أبولون و أثينا كما كان يؤمن بهم إسخيلوس في زمنه أي أنه يؤمن بأنهم اجترحوا معجزة في العهد البطولي الإغريقي: فقد دكوا الحق الأمي و أحلوا محله الحق الأبوي. و واضح أن هذا المفهوم الذي يقول أن الدين يقوم بالدور الفاصل في تاريخ العالم يؤدي في آخر المطاف إلى الصوفية الصرف. و لهذا كانت دراسة كتاب باهوفن- و هو عبارة عن مجلد ضخم كبير القطع- عملاً صعباً و أبعد من أن يكون دائماً مثمراً. و لكن هذا لا يقلل من منزلة باهوفن بوصفه بحاثة شق سبيلاً جديداً. فهو أول من نبذ الكلام الفارغ عن الحالة البدائية المجهولة المرفقة بعلاقات جنسية شاذة، و قدم البرهان على وجود شواهد كثيرة في الأدب الكلاسيكي القديم تؤكد أن الإغريق و الشعوب الآسيوية قد عرفت بالفعل قبل الزواج الأحادي حالة لم يكن فيها الرجال و حسب يدخلون في علاقات جنسية مع بضع نساء بل كانت فيها النساء أيضاً يدخلن في علاقات جنسية مع بضعة رجال، دون أن يشكل ذلك مخالفة للعادة، سواء من جانب الرجل أو المرأة. وأثبت أن هذه العادة قد خلف زوالها أثراً تجلى في واجب المرأة، المحصور ضمن إطار معين، بافتداء حقها في الزواج الأحادي بمضاجعة رجال آخرين، و أنه، لهذا السبب، لم يكن من الممكن في البداية حساب الأصل إلا تبعاً للخط النسائي ، أي من أم إلى أم، و إن أهمية الخط النسائي الاستثنائية هذه قد بقيت زمناً طويلاً حتى في مرحلة الزواج الأحادي، عندما أصبحت الأبوة ثابتة أو عندما صارت، على كل حال، تلقى اعترافاً، و أثبت أخيراً أن وضع الأمهات الأولي هذا بوصفهن الوالدات الوحيدات الأكيدات لأولادهن قد كفل لهن، و للنساء على العموم في الوقت نفسه، منزلة اجتماعية عالية لم يشغلنها قط مذ ذاك. صحيح أن باهوفن لم يضع هذه الموضوعات بمثل هذا الوضوح، فقد أعاقته عن ذلك نظرته الصوفية إلى العالم. و لكنه قدم البرهان عليها، و كان هذا في عام 1861 بمثابة ثورة كاملة. كتب باهوفن كتابه الضخم باللغة الألمانية أي بلغة أمة كانت في ذلك الحين تهتم ، أقل ما تهتم ، بما قبل تاريخ العائلة الحديثة. و لهذا بقي الكتاب مجهولاً. بل أن أقرب وريث لباهوفن تناول الموضوع ذاته في عام 1865 لم يسمع به. هذا الوريث كان ج.ف. ماك –لينان، النقيض المباشر السافر لسلفه. فعوضاً عن الصوفي العبقري، نجد أمامنا حقوقياً جافاً، و عوضاً عن الخيال الشعري الجامح ، نجد مطالعات محام أمام المحكمة مبنية و موزونة بدقة و إمعان. فإن ماك-لينان يجد عند كثير من الشعوب المتوحشة و البربرية و حتى المتمدنة في الزمن القديم و الجديد شكلاً لعقد الزواج كان يترتب بموجبه على العريس أن يتصرف كأنما يخطف بالقوة، هو وحده أو مع أصدقائه، العروس من عند أهلها. و هذه العادة ، على ما يبدو، هي بقية عادة أقدم عهداً، كان بموجبها رجال إحدى القبائل يخطفون فعلاً بالقوة لأنفسهم الزوجات من خارج قبيلتهم، من عند القبائل الأخرى. فكيف ظهر إذن هذا "الزواج – الخطف"؟ طالما كان في مستطاع الرجال أن يجدوا ما يكفي من النساء في قبيلتهم بالذات، لم يكن ثمة داع لمثل هذا الزواج. و لكننا نجد في عدد كبير مماثل من الحالات أنه توجد عند الشعوب غير المتطورة جماعات معينة (في عام 1865 كانوا لا يزالون يعتبرونها في أحيان كثيرة من عداد القبائل) كان الزواج في داخلها ممنوعاً، و لذا كان الرجال مضطرين إلى أخذ نساء لهم، و النساء مضطرات إلى أخذ رجال لهن، من خارج الجماعة المعنية، ناهيك بأنه توجد عند شعوب أخرى عادة تقضي بألا يأخذ الرجال من جماعة معينة نساء لهم إلا من داخل جماعتهم بالذات. و يسمي ماك – لينان الجماعات الأولى بجماعات "الزواج الخارجي" Exogamos و الجماعات الثانية بجماعات "الزواج الداخلي" Endogamos، و لكنه سرعان ما يشير ، بدون أي تعليل، إلى التناقض الحاد بين "قبائل" الزواج الخارجي و "قبائل" الزواج الداخلي. و رغم أن دراسته الخاصة بالذات للزواج الخارجي تقوده إلى الاصطدام رأساً بالواقع التالي، و هو أن هذا التناقض لا يوجد في كثير من الحالات ، أن لم يكن في أغلبيتها أو حتى في جميعها ، إلا في مخيلته، فإنه يبني مع ذلك كل نظريته على أساسه. و حسب نظريته، لا يستطيع رجال قبائل الزواج الخارجي أن يأخذوا زوجات لهم إلا من القبائل الأخرى، و هذا لم يكن من الممكن تحقيقه في حالة الحرب الدائمة بين القبائل في مرحلة الوحشية إلا عن طريق الخطف. و بعد هذا، يتساءل ماك-لينان: من أين جاءت عادة الزواج الخارجي هذه؟ إن التصورات بصدد القرابة بالدم و الاختلاط بالدم لا تمت إلى ذلك بأي صلة، فهما عبارة عن ظاهرات لم تظهر و تتطور إلا بعد حقبة كبيرة. أما عادة قتل الأولاد من الإناث فور ولادتهن- و هي عادة واسعة الانتشار بين المتوحشين- فهي مسألة أخرى. فمن جراء هذه العادة، يظهر في كل قبيلة بمفردها فيض من الرجال تكون عاقبته الأولى، بصورة لا ندحة عنها، تشارك بضعة رجال في امتلاك زوجة واحدة، أي شكل تعدد الأزواج. و من هنا، برأي ماك-لينان، ينجم أن أم الولد كانت معروفة بينا كان أبوه غير معروف ، و لهذا لم يكن يجري حساب القرابة إلا بموجب الخط النسائي، لا بموجب الخط الرجالي. و هذا ما كانه الحق الأمي. أما العاقبة الثانية لنقص النساء داخل القبيلة- و هو نقص يخفف منه تعدد الأزواج و لكنه لا يزيله- فقد كانها خطف نساء القبائل الأخرى بالقوة باستمرار. "و بما أن الزواج الخارجي و تعدد الأزواج يظهران بفعل السبب الواحد نفسه- أي عدم تساوي الجنسين عددياً- فإنه ينبغي لنا أن نقر بأن تعدد الأزواج كان موجوداً في البدء عند جميع العروق ذات الزواج الخارجي... و لذا يجب أن نعتبر مما لا جدال فيه أن أول نظام للقرابة بين العروق ذات الزواج الخارجي كان ذلك النظام الذي لم يعرف علاقات الدم إلا من جانب الأم" (ماك-لينان "دراسات في التاريخ القديم"، الزواج البدائي").(5) --------------------------- * ي.ديتس. الناشر. **إسخيلوس."أوريستية.الإيرينيات". الناشر. (3) E.B.Tylor "Research into the Early History of Manking and the Development of Civilization". London, 1865 (تايلور. "أبحاث في تاريخ البشرية البدائي و نشوء الحضارة". لندن، 1865). (4) J.J.Bachofen. "Das Mutterrecht.Eine Untersuchung über die Gynaikokratie der alten Welt nach ihrer religiösen und rechtlichen Natur". Stuttgart, 1861. (باهوفن. "حق الأم. بحث في حكم النساء في العالم القديم على أساس طبيعته الدينية و الحقوقية". شتوتغارت، 1861). (5) J.F.Mac-Lennan "Studies in Ancient History comprising a Reprint of "Primitive Marriage. An Inquiry into the Origin of the Form of Capture in Marriage Ceremonies"". London and Newyork, 1886. (ماك-لينان "دراسات في التاريخ القديم تشمل إعادة طبع "الزواج البدائي. بحث في أصل طقس الخطف في حفلات الزواج". لندن و نيويورك، 1886). اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-09-2008 و مأثرة ماك-لينان أنه أشار إلى الأهمية الكبيرة لما أسماه هو بالزواج الخارجي و إلى انتشاره في كل مكان. أنه لم يكتشف على الإطلاق واقع وجود جماعات الزواج الخارجي ، و هو ، على كل حال، لم يفهمه. و فضلاً عن مختلف الملاحظات التي أدلى بها قبل ذلك كثيرون من المراقبين- و هم بالذات الذين كانوا مصادر ماك-لينان- وصف ليتام ("الإتنولوجيا الوصفية"، هام 1859)(6) بصورة دقيقة وصحيحة هذه المؤسسة عند الماغار الهنود و أعرب عن رأي مفاده أن هذه المؤسسة منتشرة في كل مكان و أنها موجودة في جميع مناطق العالم- و هذا ما يستشهد به ماك لينان نفسه. ثم أن صاحبنا مورغان ذاته سبق له في عام 1847 في رسائله عن الإيروكوا (المنشورة في "أميريكان ريفيو"- "المجلة الأمريكية" –("American Review") و في عام 1851 في عمله "عصبة الإيروكوا" (7) أن قدم الدليل على وجود مؤسسة مماثلة عند هذه المجموعة من القبائل و أعطى وصفاً صحيحاً عنها، في حين أن عقل المحامي عند ماك-لينان، كما سنرى ، قد أدخل هنا من التشوش أكثر بكثير مما أدخله الخيال الصوفي عند باهوفن في ميدان الحق الأمي. و مأثرة ماك-لينان الأخرى أنه اعتبر نظام الأصل حسب الحق الأمي هو الأول، رغم أنه اعترف بنفسه فيما بعد بأن باهوفن قد سبقه في هذا الصدد. و لكننا نجد هنا أيضاً بعض الغموض عنده، فهو يتكلم على الدوام عن "القرابة حسب الخط النسائي وحده"(Kinship through female only)، و يستخدم دائماً هذا التعبير الصحيح، بالنسبة لدرجات أبكر، كذلك لدرجات لاحقة في سلم التطور، عندما كان الأصل و حق الوراثة لا يزالان يحسبان بموجب الخط النسائي بوجه الحصر، بينما كانت القرابة تحدد و يعترف بها بموجب الخط الرجالي أيضاً. و هذه محدودية الحقوقي الذي يخلق لنفسه تعبيراً حقوقياً ثابتاً و يواصل استعماله بشكل لا يتغير و يطبقه على ظروف لم يعد يلصح لتطبيقه عليها. و لكن نظرية ماك-لينان، رغم كل متانتها و رسوخها، بدت لصاحبها نفسه، على ما يظهر ، غير معللة تعليلاً كافياً. و هو ذاته، على كل حال، لفت الانتباه إلى: "ذلك الواقع الواسع الدلالة و هو أن الشكل الأوضح تعبيراً لخطف النساء"(الظاهري)"منتشر على وجه الدقة عند الشعوب التي تسود بينها القرابة الرجالية"(أي الأصل حسب الخط الرجالي). ثم قال: "من الغريب أن قتل الأولاد ، بقدر ما نعرف ، لا يمارس أبداً بدأب و انتظام حيث يوجد جنباً إلى جنب الزواج الخارجي و أقدم شكل للقرابة". هذان الواقعان يتناقضان بكل لجلاء مع طريقة تفسيره بالذات ، فلا يسعه أن يعارضهما إلا بفرضيات جديدة، أكثر غموضاً و تشوشاً. و مع ذلك حظيت نظريته في بريطانيا بحار التحبيذ و واسع الصدى، و كان الجميع هنا يعتبرونه مؤسس تاريخ العائلة و الحجة الأولى في هذا الميدان. و إن معارضته "قبائل" الزواج الخارجي بـ "قبائل" الزواج الداخلي قد بقيت، رغم ثبوت بعض الاستثناءات و التغيرات، أساساً معترفاً به من الجميع للمفاهيم السائدة، و تحولت إلى غمامة حالت دون أي دراسة غير متحيزة للميدان المدروس ، و حالت بالتالي دون أي خطوة حازمة إلى الأمام. و خلافاً لاستعظام مآثر ماك-لينان في بريطانيا، و كذلك في بلدان أخرى اقتداء ببريطانيا، تجدر الإشارة إلى أنه، بمعارضته "قبائل" الزواج الخارجي بـ"قبائل" الزواج الداخلي، الناجمة عن مجرد سوء فهم، قد أحدث من الضرر أكثر مما جلب من النفع بدراساته. و لكنه سرعان ما أخذت تتكشف أكثر فأكثر وقائع لا تتوضع في إطارات نظريته الأنيق الضيق. ذلك أن ماك –لينان لم يعرف سوى ثلاثة أشكال للزواج: تعدد الزوجات، و تعدد الأزواج، و الزواج الأحادي. و لكن بما أن الانتباه قد وجه إلى هذه الناحية، فقد شرعوا يجدون أكثر فأكثر من الأدلة على أنه كانت توجد عند الشعوب المتخلفة أشكال للزواج كان بضعة رجال في ظلها يملكون بضع نساء بصورة مشتركة. و قد أقر ليبوك ("أصل الحضارة"، عام 1870)(8) بهذا الزواج الجماعي (Communal marriage) كواقع تاريخي. و بعد ذلك، أي في عام 1871، تقدم مورغان بمادة جديدة و فاصلة في كثير من النواحي. فقد اقتنع بأن، نظام القرابة الطريف الساري المفعول عند الإيروكوا كان ملازماً لجميع السكان الأصليين في الولايات المتحدة و بأنه كان بالتالي منتشراً في عموم القارة، رغم أنه كان يناقض مباشرة درجات القرابة ، النابعة عملياً من نظام الزواج المعمول به هناك. و قد دفع مورغان الحكومة الاتحادية الأميركية إلى جمع المعلومات عن أنظمة القرابة عند مختلف الشعوب حسب الجداول و مجموعة الأسئلة التي وضعها بنفسه، فتبين له من الأجوبة : 1. أن نظام القرابة المعمول به عند الهنود الحمر في أميركا موجود كذلك عند عدد كبير من القبائل في آسيا، و بشكل مختلف نوعاً في أفريقيا و أوستراليا. 2. إن هذا النظام يحدد تفسيراً كاملاً له في ذلك الشكل من الزواج الجماعي، الذي هو على وجه الدقة في طور الاضمحلال في جزر هاواي و في الجزر الأوسترالية الأخرى. 3. إنه يوجد مع ذلك، إلى جانب هذا الشكل من الزواج، و في الجزر نفسها، نظام آخر للقرابة لا يمكن تفسيره إلا بشكل أقدم للزواج الجماعي لم يبق له وجود في الوقت الحاضر. و قد نشر مورغان المعلومات المجموعة مع استنتاجاته منها في مؤلفه "أنظمة القرابة و النسب"، الصادر في عام 1871(9)، و بذلك نقل النقاش إلى مجال أرحب بما لا يقاس. و على أساس أنظمة القرابة، بعث ما يناسبها من أشكال العائلة ، و بذلك فتح طريقاً جديداً أمام البحث، و وفر إمكانية النظر بمزيد من التعمق إلى ما قبل تاريخ البشرية. إن انتصار هذه الطريقة كان من شأنه أن يبدد تلفيقات ماك-لينان البديعة هباء. و لهذا هب ماك-لينان إلى الدفاع عن نظريته في الطبعة الثانية لمؤلفه "الزواج البدائي"("دراسات في التاريخ القديم"،عام 1876). و هو يبني تاريخ العائلة بصورة مصطنعة إلى أقصى حد، معتمداً على الفرضيات و حسب، و يتطلب في الوقت نفسه من ليبوك و مورغان لا البراهين على كل من أقوالهما و حسب، بل أيضاً براهين دامغة قاطعة كالتي لا يقبل غيرها في المحكمة الإسكوتلندية. هكذا بالذات يسلك ذلك الرجل الذي يستند إلى وجود صلة وثيقة بين أخ الأم و ابن الأخت عند الجرمان (تاقيطس، "جرمانيا"، الفصل 20) و إلى حكاية قيصر القائلة أن لكل عشرة رجال أو اثني عشر جلاً من البريطانيين (Bretons) زوجات مشتركات و إلى حكايات الكتاب القدامى الأخرى عن شيوعية النساء عند البرابرة، فيستنتج ، دون أي تردد، أن تعدد الزواج هو الذي كان سائداً عند جميع هذه الشعوب! يخيل للمرء أنه يسمع مدعياً عاماً مستعداً لأن يسمح لنفسه بالتصرف على هواه عند توجيه التهمة، و لكنه يطالب جهة الدفاع بأن تقدم برهاناً قاطعاً على كل كلمة له قوة البرهان القانوني. إن الزواج الجماعي مجرد تلفيق. هكذا يقول ماك-لينان، فيبدو بالتالي بعيداً وراء باهوفن. و برأي ماك- لينان أن نظام القرابة عند مورغان هو عبارة عن قواعد بسيطة للتهذيب الاجتماعي، و هذا ما يثبته الواقع التالي و هو أن الهنود الحمر يخاطبون الغرباء أيضاً- أي البيض – بكلمة: أخ أو والد. و هذا يعني كما لو أن أحداً يحاول أن يزعم أن أسماء الأم و الأم و أخ و الأخت هي مجرد أشكال للمخاطبة لا تعني شيئاً، لأن رجال الدين الكاثوليك و رئيسات الأديرة الكاثوليكية يسمونهم بالآباء و الأمهات، و لأن الرهبان و الراهبات و حتى الماسونيين و أعضاء الجمعيات الحرفية البريطانية يخاطبون بعضهم بعضاً في الجلسات الاحتفالية بكلمتي: أخ و أخت. و هكذا كان دفاع ماك- لينان في أقصى الضعف. و لكنه بقيت هناك نقطة كان فيها منيعاً لا يطال. فإن التضاد بين "قبائل" الزواج الخارجي و "قبائل" الزواج الداخلي، الذي ارتكز عليه كل نظامه، لم يتزعزع، و ليس هذا و حسب، بل حتى أنه اعتبر أيضاً في كل مكان حجر الزاوية في كل تاريخ العائلة . صحيح إنهم قالوا أن التفسير الذي حاول ماك-لينان أن يعطيه عن هذا التضاد غير مقنع كفاية، و أنه يناقض الوقائع التي أوردها بنفسه. و لكن هذا التضاد ذاته ، أي وجود نوعين ينفي أحدهما الآخر من قبائل منعزلة و مستقلة كانت قبائل أحد النوعين تأخذ لنفسها زوجات من داخل القبيلة، بينما كان ذلك ممنوعاً منعاً باتاً على قبائل النوع الثاني،كان يعتبر بمثابة حقيقة إنجيلية لا تدحض. قارن، مثلاً، جيرو طولون، "أصل العائلة"(1874)و حتى ليبوك،"أصل الحضارة"(الطبعة الرابعة،1882)(10). و ضد هذه النقطة، وجه مورغان مؤلفه الرئيسي "المجتمع القديم"(1877)(11)- و هذا المؤلف اتخذناه أساساً لعملنا هذا. فإن ما حزره مورغان بغموض و حسب في عام 1871، معروض هنا الآن بوضوح تام. فإن الزواج الخارجي و الزواج الداخلي لا يشكلان أبداً تضاداً ، و وجود "قبائل " الزواج الخارجي لم يعط عنه حتى الآن البرهان في أي مكان كان. و لكن عندما كان الزواج الجماعي لا يزال سائداً- كانت القبيلة منقسمة إلى جملة من جماعات و عشائر مرتبطة بعضها ببعضها بقرابة الدم حسب خط الأم- و الزواج في داخلها ممنوع منعاً باتاً، و لذا كان الرجال من عشيرة معينة يستطيعون أن يأخذوا زوجات لهم من داخل القبيلة، و كانا على العموم يفعلون ذلك، و لكنه كان يتعين عليهم أن يأخذوهن من خارج عشيرتهم. و عليه، إذا كانت العشيرة خاضعة تماماً لنظام الزواج الخارجي، فإن القبيلة التي تشمل مجمل العشائر كانت هي أيضاً خاضعة تماماً لنظام الزواج الداخلي. و هذا ما دحض نهائياً آخر بقية من تلفيقات ماك-لينان المصطنعة. بيد أن مورغان لم يكتف بهذا. فإن عشيرة الهنود الحمر الأميركيين أعطته فيما بعد أساساً للقيام بالخطوة الحاسمة الثانية إلى الأمام في الميدان الذي يدرسه. ففي هذه العشيرة المنظمة حسب الحق الأمي، اكتشف الشكل الأولي الذي نشأت منه و تطورت فيما بعد العشيرة المنظمة حسب الحق الأبوي- أي تلك العشيرة التي نجدها عند الشعوب المتحضرة في الزمن القديم. فإن العشيرة اليونانية و الرومانية التي كانت قبل ذاك لغزاً على جميع المؤرخين، قد وجدت تفسيراً لها في عشيرة الهنود الحمر، و وجد بالتالي أساس جديد لكل التاريخ البدائي. إن هذا الاكتشاف الجديد للعشيرة الأولية، المرتكزة على الحق الأمي، بوصفها مرحلة سبقت العشيرة المرتكزة على الحق الأبوي عند الشعوب المتحضرة، يتسم بالنسبة للتاريخ البدائي بنفس القدر من الأهمية الذي تتسم به نظرية داروين حول النشوء و الارتقاء بالنسبة للبيولوجيا و الذي تتسم به نظرية ماركس حول القيمة الزائدة بالنسبة للاقتصاد السياسي. و قد أتاح هذا الاكتشاف لمورغان أن يرسم للمرة الأولى لوحة عن تاريخ العائلة كانت تحتوي، بقدر ما سمحت المادة المعروفة حتى الآن، الخطوط الكبرى لدرجات التطور، المثبتة مسبقاً، الكلاسيكية على الأقل. و واضح لكل امرئ أن عهداً جديداً في دراسة التاريخ البدائي ينفتح بذلك. فإن العشيرة المرتكزة على الحق الأمي أصبحت ذلك المحور الذي يدور حوله كل هذا العلم، و منذ اكتشافها، صار مفهوماً في أي اتجاه يجب توجيه الدراسة و ما تنبغي دراسته و كيف يتعين تصنيف النتائج الحاصلة. و تبعاً لذلك، يحرزون الآن النجاحات في هذا الميدان بصورة أسرع بكثير مما قبل صدور كتاب مورغان. و في بريطانيا أيضاً اعترف الآن جميع مؤرخي المجتمع البدائي باكتشافات مورغان أو، بالأصح، استأثروا بها. و لكننا لا نجد عند أي منهم تقريباً اعترافاً صريحاً بأنهم مدينون لمورغان بالذات بهذه الثورة في النظرات. و في بريطانيا يلزمون الصمت المطبق قدر الإمكان حول كتابه، و لكنهم يتخلصون منه بمجرد مديح متعال على أعماله السابقة، و ينقبون ببالغ الجهد في مختلف تفاصيل عرضه، و لكنهم يلزمون الصمت بعناد حول اكتشافاته الكبيرة حقاً و فعلاً. لقد نفدت الطبعة الأولى من كتابه "المجتمع القديم"، أما في أميركا، فإن أمثال هذه الأشياء لا تجد ما يليق بها من التصريف، و في بريطانيا، تجاهلوا على الدوام هذا الكتاب، حسبما يبدو، و الطبعة الوحيدة التي لا تزال قيد البيع لهذا لمؤلف الذي يشكل دهراً، هي ترجمة ألمانية. فأين يكمن سبب هذا التحفظ الذي يصعب عدم استشفاف مؤامرة الصمت فيه، خصوصاً إذا لم يغب عن البال ما يبرقش مؤلفات خبرائنا المعترف بهم في التاريخ البدائي من استشهادات عديدة يوردونها بدافع اللطف و التهذيب و من أدلة أخرى على احترام الزملاء؟ ألا يكمن في أن مورغان أميركي و أنه من غير المستطاب أبداً لمؤرخي المجتمع البدائي البريطانيين أنهم، رغم كل ما بذلوه من جهود تستحق كل تقدير من أجل جمع المواد، قد اضطروا إلى الاقتباس من أجنبيين عبقريين هما باهوفن و مورغان عندما تعلق الأمر بالموضوعات الأساسية العامة الضرورية لأجل تصنيف و تبويب هذه المواد، أي بإيجاز، عندما تعلق الأمر بالأفكار الضرورية لهم؟ لقد كان من الممكن القبول بالألماني، أما بالأميركي! فحيال الأميركي، يصبح كل بريطاني وطنياً متحمساً، و لقد رأيت في الولايات المتحدة أمثلة مضحكة عن ذلك. ناهيك بأن ماك-لينان كان، كما يقال، معترفاً به رسمياً مؤسساً و رئيساً لمدرسة التاريخ البدائي البريطانية. و في هذا الميدان، أصبح من المستحسن نوعاً التكلم فقط بأعظم الإجلال عن بنائه التاريخي المصطنع، الذي يؤدي من قتل الأولاد عبر تعدد الأزواج و الزواج – الخطف إلى العائلة المرتكزة على الحق الأمي، و كانوا يعتبرون أقل شك في وجود "قبائل" الزواج الخارجي و "قبائل" الزواج الداخلي التي تنفي بعضها بعضاً بصورة مطلقة ، ضرباً من الهرطقة الوقحة، و على هذا لنحو، اقترف مورغان، بتبديده كالدخان جميع هذه العقائد المقدسة، ضرباً من التدنيس و التنجيس للقدسيات. ناهيك بأنه بددها بحجج كان حسبه أن يدلي بها حتى تصبح على الفور جلية للجميع، و هكذا كان لا بد لمداحي ماك- لينان العاجزين حتى الآن عن الخلاص من التناقض بين الزواج الخارجي و الزواج الداخلي، من أن يلطموا جباههم أو يكاد يهتفوا: كيف أمكننا أن نكون أغبياء إلى حد أننا لم نكتشف هذا بأنفسنا من زمان بعيد! و إذا كانت حتى هذه الجرائم غير كافية لكي تقف المدرسة الرسمية من مورغان موقفاً غير موقف الانصراف عنه ببرودة و جفاء، فقد جعل الكأس يطفح بكونه لم يقتصر على انتقاد الحضارة- أن مجتمع الإنتاج البضاعي، الشكل الأساسي لمجتمعنا المعاصر- انتقاداً يحمل على تذكر فوريه، بل تحدث أيضاً عن التحولات المقبلة التي ستطرأ على هذا المجتمع بتعابير كان من الممكن أن يلجأ إليها كارل ماركس. و لهذا نال مورغان ما يستحقه عندما لامه ماك-لينان بسخط على "نفوره التام من الطريقة التاريخية" و عندما أكد البروفسور السيد جيرو-طولون من جينيف هذا اللوم في عام 1884 أيضاً. مع أنه سبق لهذا السيد جيرو –طولون نفسه أن ضل في 1874 ("أصل العائلة") ، عاجزاً، ضعيفاً، في متاهات الزواج الخارجي الماك-ليناني التي لم يخرجه منها إلا مورغان! و لا داعي إلى البحث هنا في النجاحات الأخرى التي يدين بها التاريخ البدائي لمورغان، فكل ما يلزم بهذا الصدد يمكن إيجاده في الأماكن المناسبة من كتابي. ثم أن السنوات الأربع عشرة التي تصرمت منذ صدور عمل مورغان الرئيسي، قد أغنت كثيراً ما لدينا من مواد في تاريخ المجتمعات البشرية البدائية ، فإلى الانتروبولوجيين و الرحالة و مؤرخي المجتمع البدائي المحترفين انضم الحقوقيون الذين يهتمون بالحق المقارن و الذين أعطوا جزئياً مادة جديدة و تقدموا جزئياً بوجهات نظر جديدة. و هذا ما أدى إلى زعزعة بعض من فرضيات مورغان و حتى إلى دحضها. و لكن المادة المجموعة حديثاً لم تؤد في أي مكان إلى ضرورة الاستعاضة عن موضوعاته الجوهرية بموضوعات ما أخرى. إن النظام الذي حمله إلى التاريخ البدائي لا يزال حتى الآن يحتفظ بقوته من حيث خطوطه الكبرى. بل أنه يمكن القول أنه يظفر أكثر فأكثر بالاعتراف العام، و ذلك بنفسن القدر الذي يحاولون به أن يخفوا أنه هو واضع الحجر الأساسي لهذا التقدم العظيم***. لندن، في 16 حزيران 1891
فريدريك إنجلس صدرت في مجلة "Die Neue Zeit" ("دي نويه زايت") المجلد 2، العدد 41، 1890-1891 و في كتاب Friedrich Engles. " Der Ursprung der Familie, des Privateigenthums und des Staats", Stuttgart, 1891 .تصدر حسب نص الكتاب بعد مقارنته بنص المجلة. تمت الترجمة نقلاً عن الألمانية. -------------------- *** في طريق عودتي من نيويورك، في أيلول 1888، التقيت بنائب سابق في الكونغرس عن دائرة روتشستر الانتخابية، كان يعرف لويس مورغان. و مع الأسف، لم يستطع أن يحدثني عنه إلا قليلاً. كان مورغان يعيش في روتشستر كفرد عادي منصرفاً إلى عمله العلمي فقط. و كان أخوه كولونيلاً يخدم ي وزارة الحربية في واشنطن، و بمعونة أخيه، استطاع أن يثير اهتمام الحكومة بأبحاثه و أن يصدر بعض مؤلفاته بأموال الدولة، ثم أن محدثي، كما قال لي، سعى هو أيضاً غير مرة نم أجله عندما كان نائباً في الكونغرس. (6) R.G.Latham "Descriptive Ethnology". Vol I-II, London,1859. (ليتام "الإثنولوجيا الوصفية". المجلدان الأول و الثاني. لندن، 1859). (7) L. H. Morgan "Leage of the Ho-dé-no-sau-nee or Iroquois". Rochester, 1851. (مورغان. "عصبة هو-دي-نو-سي-ني أو الإيروكوا" روتشستر، 1851). (8) J. Lubbock. "The Origin of Civilization and the Primative Condition of Man. Mental and Social Condition of Savages". London ; 1870. (ليبوك. "أصل الحضارة و حالة الإنسان البدائية. أوضاع المتوحشين الفكرية و الاجتماعية". لندن، 1870). (9) L. H. Morgan "Systems of Consanguinity and Affinity of the Human Family". Washington, 1871. (ل. هـ. مورغان. "أنظمة القرابة بالعصب و المصاهرة في العائلة البشرية". واشنطن، 1871). (10) A. Girard- Teulon . "Les origines de la famille" Genève, Paris, 1874. J. Lubbock. "The Origin of Civilization and the Primative Condition of Man. Mental and Social Condition of Savages". 4th Ed . London 1882. (جيرو-تولون. "أصل العائلة". جينيف و باريس 1874. ليبوك. " أصل الحضارة و حالة الإنسان البدائية. أوضاع المتوحشين الفكرية و الاجتماعية". الطبعة الرابعة، لندن، 1882). (11) L. H. Morgan . "Ancient Society, or Researches in the Lines of Human Progress from Savagery through Barbarism to Civilization" . London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم، أو البحث في خطوط التقدم البشري من الوحشية عبر البربرية إلى الحضارة" . لندن، 1877). اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-12-2008
أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة لمناسبة أبحاث لويس هنري مورغان 1 أطوار ما قبل الحضارة كان مورغان أول من حاول، عن علم و معرفة بالأمر، أن يدخل على ما قبل تاريخ البشرية نظاماً معيناً، و مادام اتساع المادة الكبير لا يجبر على إدخال تعديلات، فإن التقسيم المرحلي الذي اقترحه سيبقى، بلا ريب ساري المفعول. و غني عن البيان أن ما يشغل باله من العهود الرئيسية الثلاثة – الوحشية، و البربرية، و الحضارة- إنما هما فقط الأولان و الانتقال إلى الثالث. و هو يقسم كلاً من هذين العهدين إلى درجة دنيا و متوسطة و عليا وفقاً للتقدم في إنتاج وسائل العيش، و ذلك، كما يقول ، لأن "للمهارة في هذا الإنتاج الأهمية الفاصلة بالنسبة لدرجة تفوق و سيطرة البشر على الطبيعة، فبين جميع الكائنات الحية، كان الإنسان وحده هو الذي أفلح في إحراز سيطرة غير محدودة تقريباً على إنتاج المادة الغذائية. إن جميع العهود الكبرى في التقدم البشري تصادف إلى هذا الحد أو ذاك عهود توسع مصادر العيش" (12). و إلى جانب ذلك، يجري تطور العائلة، و لكنه لا يعطي مثل هذه العلائم المميزة لأجل الفصل بين المراحل. 1-الوحشية 1-الطور الأدنى: طفولة النوع البشري. كان الناس لا يزالون بعد في أماكن إقامتهم الأولية، في الغابات الاستوائية أو شبه الاستوائية. كانوا يعيشون، على الأقل جزئياً، على الأشجار ، و بهذا وحده يمكن تفسير بقائهم بين وحوش كاسرة كبيرة. و كانت الثمار و الجوز و الجذور غذاءهم. و الإنجاز الرئيسي في هذه المرحلة هو نشوء النطق. و من بين جميع الشعوب التي أصبحت معروفة في المرحلة التاريخية، لم يبق أي منها في هذه الحالة البدائية. و رغم أن هذه الحلة استمرت، أغلب الظن، الآلاف و الآلاف من السنين، إلا أننا لا نستطيع أن نثبت وجودها بأدلة مباشرة ، و لكنننا إذ نعترف بنشوء الإنسان من مملكة الحيوان، لا بدّ لنا أن نفترض و نقبل هذه الحالة الانتقالية. 2-الطور المتوسط: يبدأ باستعمال الغذاء السمكي ( و في عداده نصنف كذلك السراطين و الرخويات و سائر الحيوانات المائية) و باستعمال النار. و هذا و ذاك مترابطان، لأن الغذاء السمكي لا يصبح صالحاً تماماً للاستهلاك إلا بفضل النار. و لكن البشر أصبحوا ، بفضل هذا الغذاء الجيد، مستقلين عن المناخ و المكان، و بالسير مع تيار الأنهر و على سواحل البحار كان في وسعهم أن ينتشروا حتى في الحالة الوحشية على القسم الأكبر من سطح الأرض. فإن الأدوات الحجرية غير المصقولة، المشغولة بفظاظة، من العصر الحجري الباكر، المسماة بالأدوات الباليوليتية palaioslithos (أدوات العصر الحجري القديم) و التي تعود بكليتها أو بأغلبها إلى هذه المرحلة، منتشرة في جميع القارات، و هي دليل بليغ على هذه التنقلات. إن الإقامة في أماكن جيدة، و السعي النشيط الدائم إلى البحث و التفتيش، بالإضافة إلى امتلاك النار عن طريق الحك، كل هذا أوجد وسائل جديدة للتغذية، هي الجذريات و الدرنيات التي تحتوي على النشاء، و المشوية في الرماد الحار أو في الأفران المحفورة في الأرض، و كذلك الطريدة التي أصبحت ، بفضل اختراع الأسلحة الأولى، الهراوات و الرماح، غذاء إضافياً يمكن الحصول عليه حسب الصدف، بين الفينة و الفينة. و لم توجد قط شعوب صيادة بوجه الحصر، كما توصف في الكتب ، أي شعوب تعيش من الصيد فقط, فلم يكن من الممكن أو يكاد التعويل على حاصل الصيد لأجل العيش. و نظراً لاستحالة تأمين موارد دائمة للتغذي، ظهر في هذا الطور، أغلب الظن، أكل البشر، و استمر مذ ذاك زمناً طويلاً. و أن الأوستراليين و كثيرين من البولينيزيين لا يزالون اليوم أيضاً في هذا الطور المتوسط من الوحشية. 3-الطور الأعلى: يبدأ مع اختراع القوس و السهم، اللذين بفضلهما غدت الطريدة طعاماً دائماً، و الصيد أحد فروع العمل العادية. و أخذ القوس و الوتر و السهم تشكل الآن أداة معقدة جداً يفترض اختراعها خبرة مكدسة زمناً طويلاً كفاءات فكرية أكثر تطوراً، و تفترض بالتالي الإطلاع في الوقت نفسه على كثرة من الاختراعات الأخرى. و عندما نقارن بين الشعوب التي صارت تعرف القوس و السهم، و لكنه لم تعرف بعد الفن الفخاري ( و يعتبره مورغان بداية الانتقال إلى البربرية)، نجد بالفعل بعض العلائم الأولى للسكن في القرى، و درجة معينة لامتلاك ناصية إنتاج وسائل العيش: الآنية و اللوازم المنزلية الخشبية، و الحياكة اليدوية (بدون أداة حياكة) من ألياف الشجر، و السلال من الألياف اللبية أو من القصب، و الأدوات الحجرية المصقولة (النيوليتية- من العصر الحجري الحديث neoslithos). كذلك أخذت النار و الفأس الحجرية تتيحان عادة صنع الزوارق من شجرات كاملة ، كما أخذتا تتيحان في بعض الأنحاء أعداد جذوع مشذبة و ألواح لأجل بناء المساكن. و نحن نجد جميع هذه المنجزات، مثلاً، عند الهنود الحمر في شمال غربي أميركا الذين كانوا يعرفون القوس و السهم و لكنهم كانوا يجهلون صنع الفخار. إن القوس و السهم قد كانا بالنسبة لعهد الوحشية نفس ما أصبحه السيف الحديدي بالنسبة لعهد البربرية، و السلاح الناري بالنسبة لعهد الحضارة، أي السلاح الحاسم. 2-البربرية
1-الطور الأدنى: يبدأ مع ظهور الفن الفخاري. و في الوسع تقديم البرهان على أنه مدين بظهوره، في كثير من الحالات، و أغلب الظن، في كل مكان، لطلي الآنية المجدولة أو الخشبية بالطين بغية جعلها قابلة لمقاومة الحرارة. و سرعان ما وجدوا أن الطين المقولب يؤدي الغرض نفسه دون حاجة إلى إناء داخلي. حتى الآن، استطعنا أن ننظر في سير التطور بوصفه سيراً ذا طابع شامل تماماً، ساري المفعول في مرحلة معينة بالنسبة لجميع الشعوب، بصرف النظر عن مكان إقامتها. و لكننا مع حلول عهد البربرية، وصلنا إلى درجة يكتسب فيها الفرق بين الأحوال الطبيعية في القارتين الكبيرتين شأنا و وزناً. و في مرحلة البربرية يشكل تدجين الحيوانات و تربيتها و تربية النباتات عنصراً مميزاً موصوفاً. و كانت القارة الشرقية، أي ما يسمى بالعالم القديم، تملك تقريباً جميع الحيوانات التي يمكن تدجينها و جميع أصناف الحبوب الصالحة للتربية باستثناء صنف واحد، أما القارة الغربية، أي أميركا، فكانت تملك من بين جميع الحيوانات الثديية القابلة للتدجين، اللاما فقط، و في قسم واحد فقط من الجنوب، و من بين جميع الحبوب الزراعية، صنفاً واحداً فقط و لكنه أفضلها هو الذرة. و بسبب من هذا الفرق في الأحوال الطبيعية، أخذ سكان كل من نصفي الكرة الأرضية يتطورون مذ ذاك بسبيلهم الخاص، و أخذت علامات الحدود بين مختلف درجات التطور تختلف في نصف من الكرة الأرضية عما في نصفها الآخر. 2-الطور المتوسط: يبدأ في الشرق بتدجين الحيوانات البيتية، و في الغرب بتربية النباتات الصالحة للأكل بواسطة الري و باستعمال "الآدوب" (الآجر الطري المجفف في الشمس) و الحجارة لأجل البناء. و نبدأ بالغرب لأن الناس هنا لم يتجاوزوا هذه الدرجة في أي مكان قبل استيلاء الأوروبيين على أميركا. فإن الهنود الحمر الذين كانوا في الطور الأدنى من البربرية ( و إليهم ينتسب جميع من كانوا يعيشون شرقي نهر الميسيسيبي)، كانوا يعرفون، قبيل زمن اكتشافهم ، وسيلة لتربية الذرة في المباقل، و كذلك، أغلب الظن، لتربية القرع و الشمام و غيرهما من النباتات البقلية التي كانت تشكل جزءاً كبيراً جداً من غذائهم، و كانوا يعيشون في بيوت خشبية و في قرى مسيجة بالأوتاد. و كانت القبائل الشمالية الغربية و لا سيما منها الساكنة في حوض نهر كولومبيا، لا تزال بعد في الطور الأدنى من الوحشية و لم تكن تعرف لا الفن الفخاري و لا أي طريقة لتربية النباتات. أما الهنود الحمر، الذين ينتسبون إلى ما يسمى البويبلو في المكسيك الجديدة (13)، و المكسيكيون و سكان أميركا الوسطى و سكان البيرو، فقد كانوا، على العكس، قبيل زمن فتح أميركا، في الدرجة المتوسطة من البربرية: كانوا يعيشون في بيوت من "الآدوب" أو الحجارة تشبه الحصون، و يربون في أحواض مروية الذرة و نباتات أخرى صالحة للأكل، تختلف حسب اختلاف المكان و المناخ، و تشكل موارد غذائهم الرئيسية، بل إنهم كانوا قد دجنوا بعض الحيوانات: فالمكسيكيون دجنوا الديوك الهندية و غيرها من الطيور، و سكان البيرو اللاما. و فضلاً عن ذلك كانوا يعرفون معالجة المعادن، باستثناء الحديد، و لهذا كانوا لا يزالون غير قادرين على الاستغناء عن الأسلحة و الأدوات الحجرية. و جاء الفتح الإسباني يقطع حبل تطورهم المستقل. أما في الشرق، فقد بدأ الطور المتوسط من البربرية بتدجين الحيوانات التي تعطي الحليب و اللحم، في حين أن تربية النباتات ظلت هنا، على ما يبدو، زمناً طويلاً جداً غير معروفة في سياق هذه المرحلة. و يبدو أن تدجين الماشية و تربيتها و تشكيل قطعان كبيرة منها كانت سبب تميز الآريين و الساميين عن سواد البرابرة. ثم أن أسماء الحيوانات البيتية كانت مشتركة عامة عند الآريين الأوروبيين و الآسيويين، أما النباتات الزراعية فلم تكن لها أسماء مشتركة تقريباً. أدى تشكيل القطعان إلى حياة الرعي في الأماكن الصالحة لهذا الغرض: عند الساميين في السهوب المعشبة عل طول نهري الفرات و دجلة ، و عند الآريين في الأودية المعشبة في الهند و كذلك على طول أنهر جيحون و سيحون و الدون و الدنيبر. و يبدو أن تدجين الحيوانات قد تحقق للمرة الأولى على حدود مثل هذه المناطق الصالحة للرعي . و لذا خيل للأجيال اللاحقة أن شعوب الرعاة نشأت في أنحاء لم يكن من الممكن بالفعل أن تكون مهد البشرية، و ليس هذا وحسب، بل كانت على العكس غير صالحة تقريباً للعيش بالنسبة لأجدادها المتوحشين و حتى بالنسبة للناس الذين بلغوا الطور الأدنى من البربرية. و لكن الحال بالعكس. فإن هؤلاء البرابرة الذين بلغوا الطور المتوسط، بعد أن اعتادوا حياة الرعي، لم يكن من الممكن إطلاقاً أن يخطر في بالهم العودة بملء اختيارهم من الأودية النهرية المعشبة إلى المناطق الغابية التي كان يسكنها أجدادهم. و حتى عندما أقصي الساميون و الآريون إلى أبعد باتجاه الشمال و الغرب، لم يكن بوسعهم بلوغ الأنحاء الغابية في أوروبا و في آسيا الغربية قبل أن توفر لهم تربية الحبوب إمكانية إطعام ماشيتهم، و لا سيما في الشتاء، في هذه التربة التي هي أقل ملاءمة. و من المؤكد تقريبا أن تربية الحبوب إنما استدعتها هنا قبل كل شيء الحاجة إلى أعلاف من أجل الماشية و لم تصبح مصدراً هاماً لغذاء الناس إلا فيما بعد. و إلى غذاء الآريين و الساميين الوفير من اللحم و لألبان، و لا سيما إلى تأثيره الملائم في نمو الأطفال، يجب، أغلب الظن، أن نعيد نمو هذين العرقين بمزيد من النجاح. فإننا نجد بالفعل أن الدماغ عند الهنود الحمر البويبلو في المكسيك الجديدة المضطرين إل الاغتذاء بالمأكولات النباتية وحدها تقريباً هو أقل مما عند الهنود الحمر الذين بلغوا الطور الأدنى من البربرية و الذين يقتاتون أكثر ما يقتاتون باللحم و السمك. و على كل حال، يزول تدريجياً أكل البشر في الطور الثاني من البربرية و لا يبقى إلا بوصفه طقساً دينياً أو بوصفه طقساً سحرياً – و الأمران سيان تقريباً هنا. 3-الطور الأعلى، يبدأ بصهر فلز الحديد و ينتقل إل عهد الحضارة نتيجة لاختراع الكتابة الحرفية و لاستعمالها لأجل تسجيل الإبداع الكلامي. إن هذا الطور الذي لم يجر بصورة مستقلة إلا في النصف الشرقي من الكرة الأرضية، كما قيل أعلاه، هو أغنى بالنجاحات في ميدان الإنتاج من جميع الأطوار السابقة مأخوذة معاً. و إليه ينتسب اليونانيون من العهد البطولي، و القبائل الإيطالية من قبل تأسيس روما بفترة قصيرة، و جرمان تاقيطس، و النورمنديون من زمن الفيكينغ. و قبل كل شيء، نجد هنا للمرة الأولى المحراث ذا السكة الحديدية و الماشية البيتية كقوة للجر ، و بفضل هذا، أصبح من الممكن ممارسة الأعمال الزراعية على نطاق كبير، أصبح من الممكن حراثة الحقول، و غدا من الممكن في الوقت نفسه زيادة الاحتياطيات من المؤن الغذائية زيادة غير محدودة عملياً في أحوال ذلك الزمن، ثم استئصال الغابات و تحويلها إلى أراض محروثة و مروج ، الأمر الذي كان يستحيل القيام به على مدى واسع بدون الفأس الحديدية و الرفش الحديدي. و في الوقت نفسه ، أخذ عدد السكان كذلك ينمو بسرعة ، و يزداد كثافة في مساحات غير كبيرة. و قبل ظهور حراثة الحقول، كان لا بد أن تتجمع ظروف استثنائية تماماً لكي يستطيع نصف مليون من الناس أن يتحدوا تحت قيادة مركزية واحدة، إلا أن هذا، أعلب الظن، لم يحدث البتة. إن ذروة ازدهار الطور الأعلى من البربرية تتكشف أمامنا في قصائد هوميروس، و لا سيما في "الإلياذة". الأدوات الحديدية المتقنة و منفاخ الحدادة، و الطاحونة اليدوية، و دولاب الفاخوري، و صنع الزيت و النبيذ، و شغل المعادن المتطور و بسبيل التحول إلى حرفة فنية، العربة البضاعية و العربة القتالية، و بناء السقف من الجذوع و الألواح الخشبية ، و بداية المعمار بوصفه فناً، و المدن المحاطة بأسوار مسننة و أبراج، و الملحمة الهوميرية، و الميثولوجيا كلها، ذلك هو التراث الرئيسي الذي نقله اليونانيون من البربرية إلى الحضارة. و إذا أجرينا مقارنة بين هذا و بين الوصف الذي أعطاه قيصر و حتى تاقيطس عن الجرمان (14) الذين كانوا في بداية طور الثقافة الذي كان يستعد اليونانيون الهوميريون للانتقال منه إلى درجة أعلى، لرأينا أي غنى من المنجزات في حقل تطور الإنتاج يشمله الطور الأعلى من البربرية. إن اللوحة التي رسمتها هنا، استناداً إلى مورغان، عن تطور البشرية عبر عهد الوحشية و عهد البربرية إلى منابع الحضارة، غنية كفاية بخطوط جديدة ناهيك بأنه لا جدال فيها، لأنها مأخوذة مباشرة من الإنتاج. و مع ذلك تبدو هذه اللوحة شاحبة و حقيرة بالقياس إلى اللوحة التي تتكشف أمام أنظارنا في آخر مطافنا، و عند ذلك فقط سيكون بالمستطاع توضيح الانتقال من البربرية إلى الحضارة و التضاد المدهش بينهما توضيحاً تاماً. أما الآن، ففي وسعنا أن نعمم كما يلي تقسيم مورغان للمراحل: الوحشية، المرحلة التي يهيمن فيها امتلاك المنتوجات الطبيعية الجاهزة، المنتوجات التي يصنعها الإنسان تشكل أساساً أدوات تساعد في هذا الامتلاك. البربرية، مرحلة بداية تربية الماشية و الزراعة، مرحلة تحصيل الطرائق لزيادة إنتاج المنتوجات الطبيعية بفضل النشاط البشري. الحضارة مرحلة استمر فيها تعلم معالجة المنتوجات الطبيعية، مرحلة الصناعة بالذات و مرحلة الفن. ---------------------------- (12)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877). (13)البويبلو، اسم مجموعة من قبائل الهنود الحمر في أميركا الشمالية كان تعيش في أراضي المكسيك الجديدة (حالياً المنطقة الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة الأميركية و المنطقة الشمالية من المكسيك) و كانت تجمع بينها وحدة التاريخ و الحضارة. هذا الاسم، المشتق من الكلمة الإسبانية pueblo (شعب، قوم، مشاعة)، أطلقه عليهم الفاتحون الإسبان نظراً للطابع الخاص لمقاماتهم التي كانت عبارة عن بيوت –قلاع مشاعية كبيرة يبلغ ارتفاعها في حدود ارتفاع بيت من 5 أو 6 طوابق و يسكنها عدد من الناس في حدود ألف شخص، كذلك أطلق هذا الاسم على مقامات هذه القبائل. (14)يقصد إنجلس كتاب غايوس يوليوس قيصر "مذكرات عن حرب الغال" و كتاب بوبليوس كورنيليوس تاقيطس "جرمانيا". اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-14-2008 2 العـائلـــة إن مورغان الذي أمضى القسم الأكبر من حياته بين الإيروكوا الذين لا يزالون يعيشون اليوم في ولاية نيويورك، و الذي تبنته إحدى قبائلهم (قبيلة سينيكا)، قد اكتشف عندهم نظاماً للقرابة يتناقض مع علاقاتهم العائلية الفعلية. فقد كان يسود عندهم ذلك الزواج الأحادي، الذي يسهل على كل من الطرفين المعنيين حله، و الذي يسميه مورغان "العائلة الثنائية". و لهذا كانت ذرية هذين الزوجين معروفة و معترف بها من الجميع: فلم يكن من الممكن أن يقوم أي شك فيما يتعلق بالأشخاص الذين ينبغي إطلاق أسماء الأب و الأم و الابن و الابن و الأخ و الأخت عليهم. و لكن استعمال هذه التعابير في الواقع يناقض هذا الأمر. فإن الإيروكوي لا يسمي أولاده بالذات و حسب بأبنائه و بناته، بل أيضاً أولاد أخوته، و هؤلاء يسمونه بوالدهم. أما أولاد أخواته، فيسميهم بأبناء و بنات أخواته، و هؤلاء يسمونه بخالهم. و على العكس تسمي الإيروكوية أولاد أخواتها، مثل أولادها بالذات، بأبنائها و بناتها، و أولاد أخواتها يسمونها بأمهم. أما أولاد أخوتها، فتسميهم بأبناء و بنات أخوتها، و تسمى هي عمة. و أولاد الأخوة يسمون بعضهم بعضاً بالأخوة و الأخوات، شأنهم شأن أولاد الأخوات. و على العكس، يسمي أولاد المرأة و أولاد أخيها بعضهم بعضاً " بالأخوة و الأخوات من المرتبة الثانية" (أي بأبناء و بنات الخال و العمة) و ليست هذه مجرد أسماء لا معنى لها و لا أهمية، بل تعابير عن النظرات القائمة فعلاً إلى القرابة و البعد، و إلى المساواة وعدم المساواة في قرابة الدم، و هذه النظرات تشكل أساس نظام للقرابة موضوع بصورة كاملة، و بوسعه أن يعكس بضع مئات من مختلف علاقات القربى لدى فرد واحد. و فضلاً عن ذلك، لا يسري مفعول هذا النظام كلياً عند جميع الهنود الحمر الأميركيين و حسب ( و حتى الآن لم يظهر أي استثناء له) بل يسود أيضاً بدون تغيير تقريباً عند أقدم سكان الهند، أي عند قبائل ديكان الدرافيدية و قبائل غاوورا في هندوستان. إن أسماء القرابة عند قبائل تاميل في الهند الجنوبية و عند الإيروكوا من قبيلة سينيكا في ولاية نيويورك لا تزال حتى الآن متماثلة فيما يتعلق بأكثر من مائيتين من مختلف علاقات القرابة. و علاقات القرابة ، الناجمة من شكل العائلة القائم ، تناقض كذلك نظام القرابة سواء عند هذه القبائل الهندية أم عند جميع الهند الحمر الأميركيين. فكيف نفسر هذا؟ نظراً للدور الحاسم الذي تضطلع به القرابة في النظام الاجتماعي عند جميع الشعوب المتوحشة و البربرية، لا يمكن بمجرد الجمل إزالة أهمية هذا النظام المنتشر هذا الانتشار الواسع. و أن نظاماً يسود في كل مكان من أميركا و يوجد كذلك في آسيا عند شعوب من عرق آخر تماماً، و يقوم بكثرة بأشكال معدلة إلى هذا الحد أو ذاك في كل مكان من إفريقيا و أوستراليا، إن نظاماً كهذا يتطلب تفسيراً تاريخياً، و لا يمكن التهرب منه بالكلمات، كما حاول أن يفعل ذلك، مثلاً، ماك-لينان (15). إن أسماء الأب و الولد و الأخ و الأخت، ليست مجرد ألقاب فخرية، بل تستتبع واجبات متبادلة محددة تماماً، و جدية جداً، يشكل مجموعها قسماً جوهرياً من النظام الاجتماعي عند هذه الشعوب. و قد وجد التفسير. ففي جزر السندويتش (هاواي)، كان لا يزال يوجد في النصف الأول من القرن الحالي، القرن التاسع عشر، شكل للعائلة يقوم فيه آباء و أمهات و أخوة و أخوات و أبناء و بنات و أخوال و خالات و أعمام و عمات و أبناء و بنات أخ أو أخت كالذين يقتضيهم نظام القرابة في أميركا و في الهند القديمة. و لكن، يا للغرابة! فإن نظام القرابة الساري المفعول في جزر هاواي لم يكن يتطابق هو أيضاً مع شكل العائلة الموجودة هناك فعلاً. فالواقع أن جميع أولاد الأخوة و الأخوات بلا استثناء يعتبرون هناك أخوة و أخوات و أولاد مشتركين لا لأمهم و أخواتها و حسب أو لوالدهم و أخوته، بل أيضاً لجميع أخوة و أخوات والديهم بلا تمييز. و لذا، إذا كان نظام القرابة الأميركي يفترض شكلاً للعائلة أكثر بدائية لم يعد له وجود في أميركا و لا نزال نجده بالفعل في جزر هاواي، فإن نظام القرابة الهاوايي يشير، من جهة أخرى، إلى شكل للعائلة أقدم عهداً من ذاك، لم يعد بإمكاننا في الوقت الحاضر، و الحق يقال، أن نجده في أي مكان، و لكنه كان من كل بد موجوداً و إلا لما كان من الممكن أن ينشأ نظام القرابة المناسب. يقول مورغان: "إن العائلة عنصر نشيط، فعال. فهي لا تبقى أبداً كما هي عليه بدون أي تغيير، بل تنتقل من شكل أدنى إلى شكل أعلى بقدر ما يتطور المجتمع من درجة دنيا إلى درجة عليا. أما أنظمة القرابة، فهي ، على العكس، خاملة، غير نشيطة. و هي لا تسجل، إلا بعد مرور حقبات طويلة من الزمن، ذلك التقدم الذي تحققه العائلة في خلال هذه الحقبات، و لا تطرأ عليها أي تغيرات جذرية إلا عندما تكون العائلة قد تغيرت بصورة جذرية" (16). و يضيف ماركس قائلاً: "كذلك هي الحال بالضبط فيما يتعلق بالأنظمة السياسية و الحقوقية و الدينية الفلسفية على العموم"(17). فبينا العائلة تواصل تطورها، يتحجر نظام القرابة، و بينا هذا الأخير يظل قائماً بحكم العادة، تتجاوز العائلة حدوده. و لكن بنفس اليقين الذي استطاع كوفيه أن يستنتج به من عظام جرابية الشكل لهيكل حيوان وجدها في ضواحي باريس بأن هذا الهيكل هو هيكل حيوان جرابي و بأنه كانت تعيش هناك فيما مضى حيوانات جرابية انقرضت بعد ذاك،بنفس هذا اليقين نستطيع نحن أن نستنتج من نظام القرابة الذي وصل إلينا عبر التاريخ، أنه كان يوجد شكل للعائلة زال اليوم من الوجود و كان مناسباً له. إن أنظمة القرابة و أشكال العائلة ، التي ذكرناها آنفاً، تختلف عن الأنظمة و الأشكال السائدة حالاً بوجود عدة آباء و أمهات للولد الواحد. فبموجب نظام القرابة الأميركي الذي تناسبه العائلة الهاوايية، لا يمكن للأخ و الأخت أن يكونا والد و أم الولد نفسه. و لكن نظام القرابة الهاوايي يفترض عائلة كان فيها ذلك، بالعكس، هو القاعدة. و هنا نواجه جملة من أشكال العائلة تناقض مباشرة الأشكال التي كانت تعتبر عادة حتى الآن الأشكال الوحيدة. إن المفهوم التقليدي لا يعرف غير الزواج الأحادي، إلى جانبه تعدد زوجات الرجل، و بالإضافة إليه عند اللزوم، تعدد أزواج المرأة، و لكنه، فضلاً عن ذلك، يلزم الصمت، كما يليق بالتافه الضيق الأفق الواعظ، حول أن الممارسة تتعدى الحدود التي يرسمها المجتمع الرسمي، و تتعداها خلسة، و لكن بدون تكلف. و على العكس، تبين لنا دراسة التاريخ البدائي ظروفاً يعيش فيها الرجال في حالة تعدد الزوجات و تعيش فيها زوجاتهن في الوقت نفسه في حالة تعدد الأزواج، و يعتبر فيها، لهذا السبب، أولاد هؤلاء و أولئك أولاداً مشتركين لهم جميعهم، ظروفاً طرأت عليها بدورها سلسلة كاملة من التغيرات قبل أن تندمج نهائياً في الزواج الأحادي. و هذه التغيرات هي على نحو بحيث أن الحلقة التي تشملها عرى الزواج المشتركة، و التي كانت في البدء واسعة جداً، أخذت تتقلص أكثر فأكثر إلى حد أنه لم يبق، في آخر المطاف، غير الزوج المتميز الذي يهيمن في الوقت الحاضر. إن مورغان، و قد بعث على هذا النحو تاريخ العائلة بتسلسل معكوس، يخلص إلى القول، بالاتفاق مع غالبية زملائه، بأنه كان يوجد وضع بدائي كانت فيه العلاقات الجنسية غير المحدودة تسود داخل القبيلة بحيث إن كل امرأة كانت تخص كل رجل و بحيث إن كل رجل كان يخص كل امرأة. و منذ القرن الماضي، أخذوا يتحدثون عن هذا الوضع البدائي، و لكنهم كانوا يكتفون بالجمل و التعابير العامة، إلا أن باهوفن وحده- و هنا تقوم إحدى مآثره الكبيرة- نظر إلى هذه المسألة نظرة جدية و شرع يبحث عن آثار هذا الوضع في الحكايات التاريخية و الدينية (18). و نحن نعرف الآن أن هذه الآثار التي وجدها لا تعود بنا البتة إلى طور اجتماعي من علاقات جنسية غير منظمة، بل إلى شكل ظهر بعد ذلك بوقت كبير، إلى الزواج الجماعي. أما الطور الاجتماعي البدائي المنوه به هنا، هذا إذا كان قد وجد فعلاً، فإنه يعود إلى عهد بعيد عنا إلى حد أنه يستحيل علينا تقريباً أن تأمل بأننا سنجد بين الدفائن الاجتماعية، و بين المتوحشين المتخلفين، براهين مباشرة على وجوده فيما مضى. و مأثرة باهوفن تتلخص على وجه الضبط في كونه طرح بحث هذه المسألة في المرتبة الأولى* و في الآونة الأخيرة، أصبح من الدارج إنكار هذا الأطوار الأولية من حياة الناس الجنسية. فالمقصود إنقاذ البشرية من هذا "العار". و لهذا الغرض، لا يستشهدون بعدم وجود أي برهان مباشر و حسب، بل يركزون أيضاً بوجه خاص على مثال بقية العالم الحيواني، و في هذا الميدان، جمع ليتورنو ("تطور الزواج و العائلة"، 1888) (19) وقائع كثيرة تبين أن العلاقات الجنسية غير المنظمة إطلاقاً تلازم، هنا أيضاً ، درجة دنيا من التطور. و لكن كل ما أستطيع استخلاصه من هذه الوقائع، هو أنها لا تثبت أي شيء على الإطلاق فيما يخص الإنسان و ظروف حياته البدائية. فإن المساكنة الزوجية الطويلة الأمد عند الفقاريات تفسرها بصورة كافية الأسباب الفيزيولوجية: فعند الطيور ، مثلاً، تفسرها حاجة الأنثى إلى المساعدة و الحماية في مرحلة حضانة البيض و الأفراخ، و أن أمثلة على متانة أحادية الزواج عند الطيور لا تثبت شيئاً فيا يتعلق بالناس لأن الناس لا يتحدرون من الطيور. و إذا كانت أحادية الزواج الصرف ذروة كل فضيلة، فإن قصب السبق في هذا لمجال يعود عن حق و استحقاق إلى الدودة الشريطية التي يوجد في كل من عقدها أو مفاصلها الـ 50 إلى 200، جهاز تناسلي كامل للذكر و الأنثى، و التي تقضي حياتها كلها في مضاجعة نفسها بنفسها في كل من عقدها هذه. أما إذا اقتصرنا على الضرعيات، فإننا نجد عندها جميع أشكال الحياة الجنسية: العلاقات غير المنظمة، و أشكالاً مماثلة للزواج الجماعي، و تعدد الزوجات، و الزواج الأحادي، و لا ينقص غير تعدد الأزواج، الذي لم يستطع أن يبلغه غير البشر. و حتى عند أقرب أقربائنا القرود، يظهر تجمع الذكور و الإناث بجميع الأشكال الممكنة، و إذا أخذنا نطاقاً أضيق، و إذا لم نأخذ بالحسبان غير الأنواع الأربعة من القرود الشبيهة بالإنسان، فإن كل ما يستطيع ليتورنو أن يقوله لنا في هذا الصدد، هو أننا نجد عندها أحادية الزواج تارة و طوراً تعدد الزوجات ، في حين أن سوسور يؤكد، بالاستناد إلى جيرو-طولون، أنها أحادية الزواج. ثم أن تأكيدات فسترمارك الحديثة ("تاريخ الزواج البشري"، لندن، 1891)(20) حول أحادية الزواج (21) عند القرود الشبيهة بالإنسان هي أيضاً أبعد من أن تشكل برهاناً و بكلمة ، إن المعطيات المتوفرة لعلى نحو بحيث أن الفاضل و النزيه ليتورنو يعترف بأنه: "لا توجد أبداً، مع ذلك، عند الضرعيات، مطابقة دقيقة بين درجة التطور العقلي و شكل العلاقات الجنسية"(22). أما إيسبيناس ("في المجتمعات الحيوانية"، 1877) فيقول صراحة: "القطيع هو أعلى جماعة اجتماعية يمكننا أن نراقبها عند الحيوانات. و هي تتألف ، على ما يبدو، من عائلات، و لكن العائلة و القطيع في تناحر منذ بادئ بدء، و كل منهما يتطور باتجاه معاكس لتطور الآخر"(23). و هكذا، كما يتبين مما قيل أعلاه، نحن لا نعرف تقريباً أي شيء دقيق عن الجماعات العائلية و غيرها من المجموعات العائشة معاً من القرود الشبيهة بالإنسان، و المعطيات المتوافرة يناقض بعضها بعضاً تماماً. و لا غرابة. فما أشد التناقض حتى بين المعطيات المتوافرة لنا عن القبائل البشرية في طور الوحشية و ما أكثر ما تحتاج إلى التحليل و الدراسة و الغربلة بعين نقادة! و الحال، أن مراقبة مجتمعات القرود أصعب بكثير من مراقبة المجتمعات البشرية. و لذا ينبغي لنا أن ننبذ كل استنتاج مستخلص من هذه المعطيات المشكوك فيها إطلاقاً ، طالما لم نحصل على معطيات أوضح و أوسع. أما فكرة إيسبيناس التي استشهدنا بها آنفاً، فإنها، على العكس، تعطينا نقطة ارتكاز أمتن. فإن القطيع و العائلة عند الحيوانات العليا لا يكملان بعضهما بعضاً، بل يناقض بعضهما بعضاً. و يبين إيسبيناس جيداً جداً كيف تضعف غيرة الذكور، أثناء فترة الهيجان، لحمة القطيع أو تقضي عليها مؤقتاً. "حيث العائلة و ثيقة اللحمة، لا يتشكل القطيع إلا بصورة استثنائية جداً. و لكن القطيع يتشكل ، على العكس، من تلقاء نفسه تقريباً حيث تسود إما المجامعة الجنسية الحرة و إما تعدد الأزواج... و لكي يتشكل القطيع، كان لا بد أن تضعف الروابط العائلية و أن يستعيد الفرد حريته. و لهذا نادراً جداً ما نرى أسراباً منظمة عند الطيور ... أما عند الضرعيات، فإننا نجد ، على العكس، مجتمعات منظمة إلى درجة ما، و ذلك على وجه الضبط لأن الفرد هنا لا تبتلعه العائلة ... و لهذا لا يمكن أن يجابه الشعور بجماعية القطيع لدن نشوئه عدواً أكبر من الشعور بجماعية العائلة. و نقول صراحة: إذا كان قد قام و تطور شكل اجتماعي أعلى من العائلة، فإن ذلك لم يحدث إلا لأن هذا الشكل قد أذاب في داخله العائلات التي طرأت عليها تغيرات جذرية، مع العلم أنه ليس من المستبعد أن يكون ذلك على وجه الضبط ما أتاح فيما بعد للعائلات أن تتشكل من جديد في ظروف أكثر ملائمة إلى ما لا حد له". (إيسبيناس. المرجع المذكور. فقرة أوردها جيرو –طولون في مؤلفه "أصل الزواج و العائلة"، عام 1884). و من هنا نرى أن للمجتمعات الحيوانية قيمة ما بالنسبة للاستنتاجات التي يجب استخلاصها منها بصدد المجتمعات البشرية، و لكن هذه القيمة سلبية فقط. فعند الفقاريات العليا، حسبما نعرف، لا يوجد غير شكلين من العائلة: تعدد الزوجات، و المعايشة أزواجاً منفردة، و كل من الشكلين لا يجيز سوى ذكر راشد واحد، سوى زوج واحد. إن غيرة الذكر التي تشد عرى العائلة الحيوانية و تحدها في آن واحد تجعل العائلة مضادة للقطيع. و إذا القطيع، هو شكل أعلى للمعاشرة، يزول أحياناً بسبب هذه الغيرة و أحياناً يفقد لحمته أو ينحل أثناء فترة اليهجان، أو يتوقف تطوره، في أفضل الأحوال. و هذا وحده يكفي لتقديم البرهان على أن العائلة الحيوانية و المجتمع البشري البدائي شيئان لا يتفقان، و أن الناس البدائيين الذين تخلصوا من الحالة الحيوانية (بفضل العمل)، إما أنهم لم يعرفوا العائلة على الإطلاق و إما أنهم، في أفضل الأحوال، عرفوا عائلة غير موجودة عند الحيوانات. فإن الحيوان غير المسلح، كما كان عليه الإنسان بسبيل التكون، كان بوسعه ، أغلب الظن، أن يبقى بعدد غير كبير حتى في حالة العزلة التي كان أعلى شكل للمعاشرة فيها هو شكل المعايشة أزواجاً كالذي تعيش فيه ، على حد قول فسترمارك بالاستناد إلى حكايات لصيادين، قرود الغوريللا و الشمبانزي. و لكن لأجل الخروج في سياق التطور من الحالة الحيوانية لأجل تحقيق التقدم الأكبر الذي تعرفه الطبيعة، كان لا بد من عنصر آخر: كان ينبغي إحلال قوة القطيع الموحدة و أعماله الجماعية محل نقص قدرة الفرد على الدفاع. و أنه ليستحيل إعطاء تفسير للانتقال من هذه الظروف التي تعيش فيها حالياً القرود الشبيهة بالإنسان إلى الحالة البشرية. فإن هذه القرود تظهر بالأحرى بمظهر خطوط جانبية منحرفة محكوم عليها بالاندثار تدرجياً و بسبيل الانحطاط و الزوال على كل حال. و هذا وحده يكفي للامتناع عن إجراء أي مقارنات بين أشكل العائلة عندها و عند الإنسان البدائي. ذلك أن التساهل المتبادل بين الذكور الراشدين و انعدام الغيرة كانا الشرط الأول لنشوء جماعات أكثر اتساعاً و أطول عمراً لم يكن من الممكن أن يتحقق تحول الحيوان إلى إنسان إلا في وسطها. و بالفعل ، أي شيء نجده بوصفه أقدم و أبكر شكل للعائلة، بوصفه الشكل الذي نقدم الدليل المفحم على وجوده في التاريخ و الذي يمكننا أن ندسه في الوقت الحاضر أيضاً هنا و هناك؟ الزواج جماعات جماعات (الزواج الجماعي) ، شكل الزواج الذي كانت بموجبه جماعات كاملة من الرجال و جماعات كاملة من النساء تخص بعضها بعضاً بصورة متبادلة و الذين كان يترك مجالاً صغيراً جداً للغيرة. و فيما بعد، في درجة لاحقة من التطور، نجد شكلاً استثنائياً كما هو عليه شكل تعدد الأزواج الرجال الذي يناقض، تناقضاً صارخاً، بالتأكيد، كل شعور بالغيرة، و الذي هو بالتالي غير معروف عند الحيوانات. و لكن الأشكال التي نعرفها من الزواج الجماعي تقترن بشروط متشابكة و معقدة إلى حد أنها تشير بالضرورة إلى أشكال للمعاشرة الجنسية أبكر عهداً و أكثر بساطة، و تشير في الوقت نفسه، في آخر المطاف، إلى مرحلة من العلاقات الجنسية غير المنظمة تناسب الانتقال من الحالة الحيوانية إلى الحالة البشرية، و لهذا تعود بنا الاستشهادات بأشكال الزواج عند الحيوانات إلى نفس النقطة التي كان يجب أن تبعدنا عنها مرة واحدة و إلى الأبد. فماذا يعني تعبير: العلاقات الجنسية غير المنظمة؟ إنه يعني إن القيود المانعة السارية المفعول في زمننا أو في زمن أسبق لم تكن سارية المفعول آنذاك. و قد سبق لنا و رأينا سقوط القيد الذي تشترطه الغيرة. و من الثابت أن الغيرة شعور تطور في مرحلة لاحقة نسبياً. و يمكن قول الشيء نفسه بصدد مفهوم سفاح القربى. فإن الأخ و الأخت كانا في المرحلة البدائية زوجاً و زوجة، و ليس هذا و حسب، بل أن شعوباً كثيرة لا تزال في الوقت الحاضر تجيز العلاقة الجنسية بين الآباء و الأولاد. و يشهد بانكروفت ("العروق الأصلية في ساحل المحيط الهادئ من أميركا الشمالية"، عام 1875، المجلد الأول (24)) على وجود مثل هذه العلاقات عند الكافياك المقيمين عند سواحل مضيق بيرينغ و عند سكان جزيرة كادياك في جوار ألاسكا و عند التينّه المقيمين في القسم الداخلي من أميركا الشمالية البريطانية، و يعطي ليتورنو موجزاً لمثل هذه الوقائع عند الهنود الحمر الشيبيوي و عند الكوكوس في التشيلي، و عند الكاراييب و عند الكارين في شبه جزيرة الهند الصينية، هذا بالإضافة إلى حكايات قدماء اليونانيين و الرومانيين عن البارثيين و الفرس و السقيتيين و الهون و غيرهم. و قبل اكتشاف سفاح القربى (و هذا اكتشاف حقاً و فعلاً، بل هو اكتشاف فائق القيمة) ، لم يكن من المكن أن تثير العلاقة الجنسية بين الآباء و الأولاد نفوراً أكبر من ذاك الذي تثيره العلاقة الجنسية بين أشخاص آخرين ينتمون إلى أجيال مختلفة، و الحال، لا يزال يحدث هذا الآن في أكثر البلدان تفاهة و ابتذالاً دون أن يثير شديد الاشمئزاز، فحتى "الآنسات" العوانس ممن تجاوزن الستين من العمر يتزوجن أحياناً، إذا كن غنيات، من شبان في الثلاثين من العمر. أما إذا طرحنا عن أبكر أشكال العائلة، التي نعرفها، مفاهيم سفاح القربى المقرونة بها – و هي مفاهيم تختلف تماماً عن مفاهيمنا، و تناقضها كلياً أحياناً كثيرة- لوجدنا شكلاً من العلاقات الجنسية لا يمكن نعته إلا بأنه غير منظم. غير منظم، لأن القيود التي فرضها العرف و العادة فيما بعد لم تكن قد ظهرت بعد. و لكنه لا ينجم أبداً من هنا أن التشوش التام في ممارسة هذه العلاقات يومياً كان أمراً محتماً. فإن المعايشة المؤقتة بين بعض الأزواج لم تكن أبداً مستبعدة إذ أن حالاتها غدت الآن أغلبية الحالات حتى في ظل الزواج الجماعي. و إذا كان فسترمارك، و هو أحدث البحاثة الذين ينكرون مثل هذا الوضع البدائي، ينعت بالزواج كل حالة يبقى فيها الجنسان (الرجل و المرأة ) متحدين في مساكنة زوجية حتى ولادة نسل منهما، فإنه ينبغي القول أنه كان من الممكن أن يقوم مثل هذا النوع من الزواج في ظل العلاقات الجنسية غير المنظمة، دون أن يناقض أبداً حالة انعدام التنظيم، أي حالة انعدام القيود التي يفرضها العرف و العادة على العلاقات الجنسية. صحيح أن فسترمارك ينطلق من النظرة القائلة أن: "انعدام التنظيم يفترض خنق الميول الفردية"، و لذلك "كان البغاء (25) أصح أشكاله". أما أنا، فيخيل إلي، على العكس، أنه يستحيل فهم الظروف البدائية طالما ينظرون إليها حسب مفهوم بيوت الدعارة. و سنعود إلى هذه المسألة عند دراسة الزواج الجماعي. ------------------------ * لقد بين باهوفن، بتسميته هذا الوضع البدائي بـ "الهيتيرية" أنه قلما فهم ما اكتشفه هو نفسه ، أو بالأصح ، ما حزره. فإن اليونانيين كانوا يقصدون بـ "الهيتيرية" عندما استنبطوا هذا التعبير، العلاقات بين الرجال ، العازبون منهم و العائشون في زواج أحادي، و بين نساء غير متزوجات، إن هذا التعبير يفترض دائماً وجود شكل معين للزواج تقوم خارجه العلاقات المنوه بها، و يفترض وجود البغاء، على الأقل بوصفه أمراً ممكناً. ثم أن هذا التعبير لم يستعمل أبداً بمعنى آخر، و بهذا المعنى أستعمله أنا و يستعمله مورغان. إن باهوفن قد أضفى على اكتشافاته الفائقة الأهمية هالة من الصوفية جعلتها غير معقولة لأنه يتصور بأن مصدر العلاقات التي نشأت بين الرجل و المرأة خلال التاريخ إنما كانته على الدوام تصورات الناس الدينية، و ليس ظروف حياتهم الفعلية. (15)استخدم إنجلس، عند إعداد الطبعة الأولى من مؤلفه، كتابي ماك-لينان التاليين: "Primitive Marriage. An Inquiry into the Origin of the Form of Capture in Marriage Ceremonies" Edinburgh, 1865; "Studies in Ancient History comprising a Reprint of "Primitive Marriage. An Inquiry into the Origin of the Form of Capture in Marriage Ceremonies"". London; 1876 و فيما بعد، أخذ إنجلس كذلك بالحسبان، عند إعداد الطبعة الرابعة من كتابه (عام 1891)، الطبعة الجديدة لكتاب ماك- لينان الأخير الصادرة في لندن و نيويورك عام 1886. (16)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877). (17)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"". (18)المقصود هنا كتاب J.J.Bachofen. "Das Mutterrecht.Eine Untersuchung über die Gynaikokratie der alten Welt nach ihrer religiösen und rechtlichen Natur". Stuttgart, 1861. (باهوفن. "حق الأم. بحث في حكم النساء في العالم القديم على أساس طبيعته الدينية و الحقوقية". شتوتغارت، 1861). (19)Ch. Letourneau. "L'évolution du mariage et de la famille". Paris, 1888 (ش. ليتورنو. "تطور الزواج و العائلة". باريس، 1888). (20)E.Westermarck. "The History of Human Marriage". London and New York 1891. (فستر مارك. "تاريخ الزواج البشري" لندن و نيويورك ، 1891). (21)رأي سوسور هذا ورد في كتاب. A. Girard- Teulon . "Les origines du mariage et de la famille" Genève, Paris, 1884. (جيرو-تولون. "أصل الزواج و العائلة". جينيف و باريس 1884. (22)Ch. Letourneau. "L'évolution du mariage et de la famille". Paris, 1888 (ش. ليتورنو. "تطور الزواج و العائلة". باريس، 1888). (23)A.Espinas. "Des sociétés animales". Paris, 1877 ( أ. إيسبيناس. "في المجتمعات الحيوانية" باريس، 1877 ). يستشهد إنجلس بإيسبيناس نقلاً عن الصفحة 518 من كتاب جيرو طولون (الملاحظة رقم 20) الذي ورد فيه مقطع من هذا البحث كملحق. (24)H.H. Bancroft. "The Native Races of the Pacific States of North America" Vol I-V, New York, 1875. (هـ. هـ. بانكروفت. "العروق الأصلية في ساحل المحيط الهادي من أميركا الشمالية" المجلدات1-5، نيويورك، 1875). (25)E.Westermarck. "The History of Human Marriage". London and New York 1891. (فستر مارك. "تاريخ الزواج البشري" لندن و نيويورك ، 1891). اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-17-2008 و إليكم، حسب مورغان، أي تطور طرأ في زمن باكر جداً، حسب كل احتمال، على هذه الحالة البدائية للعلاقات غير المنظمة: 1.عائلة قربى الدم- الطور الأول من العائلة. هنا تنقسم الجماعات الزواجية حسب الأجيال: فإن جميع الجدود و الجدات في نطاق العائلة هم أزواج و زوجات فيما بينهم، شأنهم شأن أولادهم، أي الآباء و الأمهات، و على النحو نفسه، يشكل أولاد الأخيرين الحلقة الثالثة من الأزواج المشتركين، و يشكل أولادهم، أي أولاد أحفاد الأولين الحلقة الرابعة. و في هذا الشكل من العائلة، لا تنتفي الحقوق و الواجبات الزوجية المتبادلة (إذا تكلمنا بغلة عصرنا) إلا بين الأسلاف و الأخلاف، بين الآباء و الأولاد. أما الأخوة و الأخوات من الدرجة الأولى و الثانية و الثالثة و ما يليها، فإنهم جميعاً أخوة و أخوات فيما بينهم، و هم لهذا السبب بالذات أزواج و زوجات فيما بينهم. و في هذا الطور من العائلة تشمل علاقة القربى بين الأخ و الأخت العلاقة الجنسية فيما بينهما كشيء بديهي.* و لذا يتألف الشكل المثالي لهذه العائلة من ذرية زوج واحد (رجل و امرأة) يكون الجميع فيها في كل جيل من الأجيال المتعاقبة أخوة و أخوات فيما بينهم، و بالتالي أزواج و زوجات فيما بينهم. و قد زالت عائلة قربى الدم. و حتى عند أوحش الشعوب التي ذكرها التاريخ، يستحيل إيجاد مثال و احد لا مراء فيه. و لكنه كان لا بد لهذه العائلة أن تكون موجودة، و هذا ما يحملنا على الإقرار به نظام القرابة الهاوايي الذي لا يزال حالياً ساري المفعول في عموم بولينيزيا و الذي يعرب عن درجات من قرابة الدم لا يمكن ان تنشأ إلى في ظل هذا الشكل من العائلة . كذلك يحملنا على الإقرار بذلك كل تطور العائلة اللاحق الذي يفترض وجود هذا الشكل بوصفه درجة أولية لا غنى عنها. ------------------ * أعرب ماركس في رسالة كتبها في ربيع 1882 (26) بأحد التعابير عن رأيه في نص "Nibelungen" ("نيبيلونغ") لفاغنر، الذي يشوه كلياً العصر البدائي. "هل سمع يوماً أن الأخ يعانق أخته كأنها زوجته؟ (27)". و بصدد هذه "الآلهة الشهوانية" الفاغنرية التي تضفي بطريقة عصرية تماماً على مساعيها الغرامية قدراً أكبر من الحرافة و اللذع برشها ببعض من سفاح القربى، لاحظ ماركس قائلاً: في العصر البدائي كانت الأخت زوجة، و كان ذلك أمراً أخلاقياً مشروعاً". (ملاحظة إنجلس لطبعة 1884). إن واحداً من أصدقاء فاغنر الفرنسيين (بونيه) و من المعجبين به لم يوافق على هذه الملاحظة و أشار إلى أننا نجد في "إيدا الكبرى" التي يستند إليها فاغنر أن لوكي يوجه في "أوغيسدريكا" إلى فريا اللوم التالي: "لقد عانقت أخاك بالذات بحضور الآلهة". فكأنه ينجم من هنا أن الزواج بين الأخ و الأخت كان آنذاك محرماً. و لكن "أوغيسدريكا" تعكس ذلك الزمن الذي كان فيه الإيمان بالأساطير القديمة قد تحطم تماماً، فهي تسخر بالآلهة على طريقة لوقيانوس تماماً. و إذا كان لوكي يوجه هنا، على غرار مفيستو، مثل هذا اللوم إلى فريا، فإن هذا يشكل بالأحرى دليلاً ضد فاغنر. ناهيك بأن لوكي يقول لنيوردر بعد بضعة أبيات: "مع أختك ولدت أنت ابناً (كهذا)" (vidh systur thinni gaztu slikan mög (28)) صحيح أن نيوردر ليس آساً Ase بل فاناً Vane و أنه يقول في "أونغلينغا ساغا" Junglinga Saga أن الزواج بين الأخوة و الأخوات أمر عادي في بلاد الفان Vanaland، بينا لم يكن كذلك عند الآس Ases (29). قد يدل هذا على أن الفان آلهة أقدم من الآس. و على كل حال، يعيش نيوردر بين الآس على قدم المساواة، و لهذا تثبت "أوغيسدريكا" بالأحرى أن الزواج بين الأخوة و الأخوات، عند الآلهة على الأقل، في عهد ظهور الأساطير النروجية عن الآلهة، لم يكن يستثير بعد أي نفر و اشمئزاز. أما إذا كان المقصود تبرير فاغنر، فلعله من الأفضل الاستشهاد بغوته لا بـ "أيدا"، لأن غوته يقترف في قصيدته عن الإله و الراقصة الهندية خطأ مماثلاً فيما يتعلق بواجب المرأة الديني بالاستسلام و المضاجعة في المعابد، و يقرب هذه العادة كثيراً جداً من الدعارة العصرية". (إضافة إنجلس إلى طبعة 1981). (26)رسالة ماركس هذه لم تصل إلينا. و يشير إليها إنجلس في رسالة إلى كاوتسكي بتاريخ 11 نيسان 1884. (27)المقصود هنا نص الرباعية الأوبيرالية "حلقة نيبيلونغ" التي كتبها الموسيقار فاغنر بنفسه استناداً إلى الملحمة السكاندينافية "إيدا" و الملحمة الألمانية "أغنية نيبيلونغ". راجعوا R. Wagner. "Der Ring des Nibelungen, erster Tag, die Walküre", zweiter Aufzug (ر. فاغنر. "حلقة نيبيلونغ، اليوم الأول، فالكيريا"، الفصل الثاني). "أغنية نيبيلونغ"- أكبر أثر للملحمة البطولية الشعبية الألمانية، أنشئ على أساس الأساطير و الحكايات الجرمانية القديمة من مرحلة ما يسمى بهجرة الشعوب الكبرى. (من القرن الثالث إلى القرن الخامس). اتخذت هذه القصيدة الملحمية شكلها الذي وصلت به إلينا حوالي عام 1200. (28)"إيدا" مجموعة من الحكايات و الأغاني البطولية و الميثولوجية للشعوب السكاندينافية. بقيت بصورة محظوظة من القرن الثالث عشر اكتشفها في عام 1643 الأسقف الأسلندي سفينسون ("إيدا الكبرى") و بصورة بحث في شعر السكالد وضعه في مستهل القرن الثالث عشر الشاعر و المؤرخ سنوري ستورلوسون ("إيدا الصغرى"). صورت أغاني "إيدا" حالة المجتمع السكاندينافي في مرحلة تفسخ النظام العشائري و هجرة الشعوب. و هي تتضمن شخصيات و مواضع من إبداع قدماء الجرمان الشعبي. "أوغيسدريكا"- إحدى لأغاني "إيدا الكبرى"، و هي تعود إلى نصوص للمجموعة مكتوبة في زمن أكثر تأخراً. و هنا يورد إنجلس مقتطفات من المقطعين 32 و 36 من هذه الأغنية. (29)آس و فان، مجموعتان من الآلهة في الميثولوجيا السكاندينافية. "ساغا إينغلينغ" – الساغا الأولى (حكاية، أسطورة) – من كتاب عن الملوك النروجيين (منذ غابر الأزمنة حتى القرن الثاني عشر) للشاعر و المؤرخ الأسلندي سنوري ستورلوسون من القرون الوسطى، "Heimskringla" ("الحلقة الأرضية") موضوع في النصف الأول من القرن الثالث عشر على أساس الأخبار التاريخية عن الملوك و النروجيين و الساغات العشيرية الأسلندية و النروجية. و هنا يورد إنجلس مقتطفاً من الفصل الرابع من هذه الساغا. اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-26-2008 2. العائلة البونالوانية. إذا كانت الخطوة التقدمية الأولى في تنظيم العائلة قد تلخصت في تحريم العلاقة الجنسية بين الآباء و الأولاد، فقد تلخصت الخطوة الثانية في تحريم العلاقة الجنسية بين الأخوة و الأخوات. و قد كانت هذه الخطوة، نظراً للقدر الأكبر من المساواة في العمر بين ذوي العلاقة، أهم من الأولى بما لا حد له، و لكنها كانت أيضاً أصعب منها. فهي لم تتحقق دفعة واحدة، بل تدريجياً، بادئة، حسب كل احتمال، من تحريم العلاقة الجنسية بين الأخوة و الأخوات الأخياف (أي من ناحية الأم فقط)، و قد شمل هذا التحريم أولاً حالات منفردة ثم أصبح تدريجياً قاعدة (و في جزر هاواي، كانت لا تزال هناك شواذات على القاعدة في قرننا)، و انتهى بتحريم الزواج حتى في خطوط القربى المنحرفة، أي، حسب تعابيرنا الحالية، بتحريمه بين أولاد و أحفاد و أولاد أحفاد الأخوة و الأخوات. و هذا التقدم كان، برأي مورغان، "مثالاً بيانياً ممتازاً على الطريقة التي يسري بها مفعول مبدأ الاصطفاء الطبيعي" (30). و لا ريب في أنه كان لا بد للقبائل التي كان فيها سفاح القربى محدوداً بفضل هذه الخطوة أن تتطور بصورة أسرع و أكمل مما تطورت القبائل التي بقي فيها الزواج نين الأخوة و الأخوات قاعدة و واجباً. أما أي تأثير قوي كان لهذه الخطوة، فتثبته المؤسسة التي نجمت عنها مباشرة و التي تجاوزت كثيراً غايتها الأولية، و هي مؤسسة العشيرة التي تشكل أساس النظام الاجتماعي عند أغلبية الشعوب البربرية في الأرض، إن لم يكن عند جميعها، و التي ننتقل منها مباشرة في اليونان و روما إلى عصر الحضارة. و كان لا بد أن تنقسم كل عائلة بدائية بعد بضعة أجيال لا أكثر. فإن الاقتصاد المنزلي المشترك الشيوعي البدائي الذي ظل سائداً بلا منازع قبل ازدهار الدرجة المتوسطة من البربرية كان يعين أبعاداً قصوى للمشاعة العائلية تتغير تبعاً للظروف، و لكنها ثابتة إلى هذا القدر أو ذاك في كل مرحلة بعينها. و لكن ما إن ظهرت فكرة عدم جواز العلاقة الجنسية بن أولاد أم واحدة حتى اضطلعت بدورها بالضرورة عند انقسام المشاعات المنزلية القديمة و عند تأسيس مشاعات منزلية جديدة (كانت لا تتطابق حتماً مع الجماعة العائلية). فقد كانت مجموعة أو بضع مجموعات من الأدوات تصبح نواة مشاعية واحدة و كان أخوتهن الأخياف يصبحون نواة مشاعية أخرى. و على هذا النحو أو بنحو مماثل، نجم من عائلة قربى الدم شكل للعائلة أسماه مورغان بالشكل البونالواني. و حسب العادة الهاوايية، كان عدد معين من الأخوات هن أخوات من أم واحدة أو على علاقة قربى أبعد (بنات خالات و أخوال و أعمام و عمات من الدرجة الأولى و الثانية، الخ..) زوجات مشتركات لأزواجهن المشتركين، و لكن باستثناء أخوتهن، و لم يعد هؤلاء الرجال يسمون بعضهم بعضاً بالأخوة، فضلاً عن أنه لم يعد من الواجب أن يكونوا أخوة، بل "بونالوا" Punalua و كلمة بونالوا تعني رفيقاً قريباً أو associé * إذا جاز القول. و على النحو ذاته، كانت مجموعة من الأخوة، أخوة من أم واحدة أو على علاقة قربى أبعد، تدخل في زواج مشترك مع عدد معين من النساء و لكن من غير أخواتهم، و كانت هؤلاء النساء يسمين بعضن بعضاً بالبونالوا. هكذا كان الشكل الكلاسيكي للتكوينة العائلة، و هذا الشكل طرأت عليه فيما بعد تغيرات و كان سمته المميزة الرئيسة الشراكة المتبادلة للرجال و النساء داخل حلقة عائلية معينة، و لكن هذه الحلقة لم تكن تشمل أخوة الزوجات، الأخوة الأخياف في البدء، ثم أيضاً الأخوة على درجات أبعد من القربى، و كذلك من الناحية المقابلة أخوات الأزواج. إن شكل العائلة هذا هو الذي يقدم لنا بكامل الدقة درجات القرابة التي يعبر عنها النظام الأميركي. فإن أولاد أخوات أمي لا يزالون أولادها أيضاً، مثلما كان أولاد أخوة والدي لا يزالون أولاده، و جميعهم أخوتي و أخواتي. و لكن أولاد أخوة مي أصبحوا الآن أبناء و بنات أخوتها، و أولاد أخوات والدي أصبحوا أبناء و بنات أخواته، و جميعهم أصبحوا أخوتي و أخواتي من الدرجة الثانية أي أبناء و بنات أخوالي و عماتي. و بالفعل، بينا أزواج أخوات أمي لا يزالون أزواجها، مثلما زوجات أخوة والدي لا يزلن زوجاته، شرعاً إن لم يكن دائماً فعلاً، أدى تنديد المجتمع بالعلاقة الجنسية بين الأخوة و الأخوات من الدرجة الأولى إلى انقسام أولاد الأخوة و الأخوات إلى قسمين، مع إنهم كانوا قبل ذلك يعتبرون بلا تمييز أخوة وأخوات: فإن بعضهم يبقون فيما بينهم كما من قبل أخوة و أخوات (حتى و إن كانا على درجات أبعد من القرابة)، أما البضع الآخر، أي أولاد الأخ من جهة، و أولاد الأخت من جهة أخرى، فلم يبق بوسعهم أن يكونوا أخوة و أخوات، لم يبق بوسعهم أن يكون لهم آباء مشتركون، لا أب مشترك و لا أم مشتركة لا الأب و الأم معاً، و لهذا تظهر هنا للمرة الأولى الحاجة إلى فئة أبناء بنات الأخ و الأخت، و أبناء و بنات العم و الخال و العمة و الخالة (أو الأخوة و الأخوات من الدرجة الثانية)، أي إلى فئة لم يكن لها أي معنى في ظل النظام العائلي السابق. إن نظام القرابة الأميركي الذي يبدو أخرق تماماً في كل شكل للعائلة يرتكز على هذا النوع أو ذاك من الزواج الأحادي، إنما يجد لنفسه تفسيراً معقولاً و تعليلاً طبيعياً، بما في ذلك أقل تفاصيله، في العائلة البونالوانية. و بقدر ما انتشر نظام القرابة هذا، كان لا بد، على الأقل، أن توجد أيضاً العائلة البونالوانية أو شكل ما للعائلة مماثل. و من المحتمل أننا كنا حصلنا في عموم بولينيزيا على المعلومات عن شكل العائلة هذا الذي أقيم البرهان على وجوده فعلاً في جزر هاواي، لو استطاع المرسلون الأتقياء مثلهم مثل القسس الإسبانيين الطيبي الذكر في أميركا، أن يروا في هذه العلاقات المناقضة للأخلاق المسيحية شيئاً غير "الرذائل"**. و عندما يحكي لنا قيصر عن البريطانيين Bretons الذين كانوا في زمنه في الطور الأوسط من البربرية و يقول أن "عند كل عشرة رجال أو اثني عشر رجلاً زوجات مشتركات، ناهيك بأنهن في أغلب الأحوال مشتركات بين الأخوة أو بين الآباء و الأبناء" (33)، فإن خير تفسير لهذا الوضع إنما هو وجود الزواج الجماعي. ففي مرحلة البربرية، لم يكن لدى كل من الأمهات عشرة أولاد أو اثنا عشر ولداً بسن تتيح لهم أخذ زوجات مشتركات، بينا نظام القرابة الأميركي الذي يناسب العائلة البونالوانية يفترض عدداً كبيراً من الأخوة لأن جميع أبناء العم و الخال الأقربين و الأبعدين لكل رجل هم أخوته. أما فيما يخص "الآباء و الأبناء"، فمن الممكن أن يكون قيصر قد أخطأ. صحيح أنه ليس من المستبعد إطلاقاً في ظل هذا النظام أن ينتسب الأب و الابن أو الأم و الابنة إلى مجموعة زواجية واحدة، و لكنه من المستحيل بالمقابل وجود الأب و الابنة أو الأم و الابن في هذه المجموعة. كذلك بالذات يقدم هذا الشكل من الزواج الجماعي أو شكل مماثل له أسهل تفسير لأخبار هيرودوتس و غيره من قدماء الكتاب عن شراكة النساء عند الشعوب المتوحشة و البربرية. و هذا ما يصح أيضاً على ما يرويه وطسن و كاي ("سكان الهند" (34)) عن التيكور في أوذ (شمال نهر الغانج): "إنهم يعيشون معاً" (و المقصود بذلك العلاقات الجنسية)"بغير نظام تقريباً، في نطاق جماعات كبيرة، و إذا كان اثنان منهم يعتبران زوجاً و زوجة، فإن علاقة الزواج هذه ليست إلا إسمية". أغلب الظن أن مؤسسة العشيرة قد نشأت مباشرة من العائلة البونالوانية في معظم الحالات. صحيح أنه من الممكن أن يكون النظام الأوسترالي لطبقات الزواج (35) قد قدم هو أيضاً نقطة انطلاق لهذه المؤسسة: فعند الأوستراليين توجد عشائر و لكنه لا توجد بعد عندهم عائلة بونالوانية، بل شكل أكثر بدائية للزواج الجماعي. و في جميع أشكال العائلة الجماعية، لا تمكن معرفة والد الطفل بدقة، و لكنه تمكن معرفة أمه بدقة. و إذا كانت تسمي جميع أولاد العائلة المشتركة أولادها، و تتحمل حيالهم واجبات الأمومة، فإنها مع ذلك تميز أولادها بالذات عن الباقين. و من هنا يتضح أنه ما دام الزواج الجماعي قائماً، لا يمكن إثبات الأصل إلا من ناحية الأم، و لا يمكن بالتالي الاعتراف إلا بخط الأم. و هكذا كان الحال فعلاً عند جميع الشعوب المتوحشة و عند جميع الشعوب التي بلغت الدرجة الدنيا من البربرية. و مأثرة باهوفن الثانية الكبرى، أنه كان أول من اكتشف ذلك. و هو يطلق اسم حق الأم على هذا الاعتراف بالأصل بموجب خط الأم بوجه الحصر، و على علاقات الإرث التي نشأت من هنا و تطورت مع مرور الزمن، و إني احتفظ بهذا الاسم لإيجازه، و لكنه غير موفق، لأنه لا يمكن بعد التحدث في هذه المرحلة من تطور المجتمع عن الحق بالمعنى الحقوقي. و إذا أخذنا الآن من العائلة البونالوانية جماعة من جماعتيها النموذجيتين، و على وجه الضبط جماعة الأخوات من أم واحدة أو من درجات قرابة أبعد (أي متحدرات من أخوات من أم واحدة في الجيل الأول أو الثاني أو ما يليه)- مع أولادهن و أخوتهن- الأخياف أو من درجات قرابة أبعد من ناحية الأم (الذين ليسوا، حسب افتراضنا، أزواجهن) لرأينا على وجه الضبط تلك الحلقة من الأشخاص الذين يبرزون فيما بعد كأعضاء العشيرة بشكلها الأولي. فإن لجميعهم جدة واحدة مشتركة، و جميع ذريتها النسائية في كل جيل هن أخوات فيما بينهن بحكم تحدرهن منها. و لكنه لم يبق بمستطاع أزواج هؤلاء الأخوات أن يكونوا أخوتهن و لا يمكن أن يتحدروا بالتالي من هذه الجدة و لا يمكنهم بالتالي أن يدخلوا في قوام هذه الجماعة التي تربط بين أعضائها قرابة الدم و التي غدت فيما بعد العشيرة. و لكن أولادهم ينتمون إلى هذه الجماعة لأن النسب حسب خط الأم هو وحده الذي يضطلع بالدور الفاصل نظراً لأنه هو وحده ثابت لا ريب فيه. و مع إقرار تحريم العلاقات الجنسية بين الأخوة و الأخوات، و حتى بين أبعد أقرباء خط القرابة المنحرف من جهة الأم، تحولت الجماعة المعنية إلى عشيرة أي أنها تشكلت بوصفها حلقة ثابتة من أقارب بالدم حسب حبل النسل النسائي لا يستطيعون أن يتزاوجوا فيا بينهم، و هذه الحلقة أخذت مذ ذاك تتوطد أكثر فأكثر بفضل مؤسسات مشتركة أخرى، اجتماعية و دينية على السواء، و تتميز أكثر فأكثر عن العشائر الأخرى من القبيلة ذاتها. و سنتحدث عن هذا بمزيد من التفصيل فيما بعد. و لكن إذا وجدنا أن العشيرة تتطور من العائلة البونالوانية، لا بحكم الضرورة و حسب، بل أيضاً بصورة بسيطة بديهية، توفرت لنا الأسباب لكي نعتبر من المؤكد و الثابت تقريباً وجود هذا الشكل من العائلة فيما مضى عند جميع الشعوب التي يمكن إيجاد مؤسسات العشيرة عندها أي تقريباً عند جميع الشعوب البربرية و المتمدنة. عندما كتب مورغان كتابه، كانت معلوماتنا عن الزواج الجماعي لا تزال محدودة جداً. كنا نعرف بعض التفاصيل عن الزواجات الجماعية عند الأوستراليين المنتظمين في طبقات، ناهيك بأن مورغان كان قد نشر في عام 1871 معطيات وصلت إليه عن العائلة البونالوانية الهاوايية (36). فإن العائلة البونالوانية قد أعطت ، من جهة، تفسيراً كاملاً لنظام القرابة السائد عند الهنود الحمر الأميركيين و الذي كان بالنسبة لمورغان نقطة انطلاق في جميع أبحاثه ، و كانت، من جهة أخرى، نقطة انطلاق جاهزة كان يمكن منها اشتقاق العشيرة المؤسسة على حق الأم، و كانت أخيراً درجة أعلى بكثير في سلم التطور من الطبقات الأوسترالية. و لهذا كان من المفهوم أن يعتبرها مورغان درجة من التطور سبقت بالضرورة الزواج الثنائي و أن ينسب إليها انتشاراً عاماً في الأزمنة السابقة. و مذ ذاك أطلعنا على جملة كاملة من أشكال الزواج الجماعي الأخرى، و نحن نعرف الآن أن مورغان تجاوز الحد هنا كثيراً جداً. و لكن الحظ حالفه مع ذلك و وجد في عائلته البونالوانية الشكل الأعلى، الشكل الكلاسيكي للزواج الجماعي، الشكل الذي يفسر بأبسط نحو، بالانطلاق منه، الانتقال إلى شكل أعلى. أما الإغناء الجوهري في معلوماتنا عن الزواج الجماعي؟، فنحن مدينون به قبل كل شيء للمرسل البريطاني لوريمير فايسون الذي درس خلال سنوات عديدة هذا الشكل من العائلة في ميدانها الكلاسيكي، أي في أوستراليا (37). فقد اكتشف درجة التطور الدنيا عند الزنوج الأوستراليين في منطقة ماونت غامبير في أوستراليا الجنوبي. فإن القبيلة كلها هنا مقسومة إلى طبقتين كبيرتين، الكروكي و الكوميت. و العلاقات الجنسية في داخل كل من هاتين الطبقتين ممنوعة منعاً باتاً. و كل رجل من إحدى الطبقتين هو، على العكس، منذ الولادة، زوج كل امرأة من الطبقة الأخرى، و هذه المرأة هي زوجته منذ الولادة. فليس الأفراد، بل جماعات كاملة تتزاوج بعضها مع بعض، طبقة مع طبقة. و تجدر الإشارة إلى أن فارق العمر و القرابة بالدم لا يشكلان هنا أبداً عقبة أمام العلاقات الجنسية، و لا يوجد غير القيد الناجم عن الانقسام إلى طبقتين خارجيتي الزواج. إن كل امرأة من الكوميت هي بالنسبة لكل كروكي زوجته حقاً و شرعاً، و لكن بما أن ابنته بالذات بوصفها ابنة امرأة كوميت هي أيضاً من الكوميت بموجب حق الأم، فهي بحكم ذلك منذ الولادة زوجة كل كروكي و بالتالي زوجة والدها. و على كل حال، لا يقيم تنظيم الطبقات في الصورة التي نعرفه بها أي عقبة أمام ذلك. إذن، إما أن هذا التنظيم قد نشأ في حقبة لم ير فيها بعد الناس أي أمر رهيب بخاصة في العلاقات الجنسية بين الآباء و الأولاد، رغم كل سعيهم الغامض إلى الحد من سفاح القربى، في هذه الحال، ظهر نظام الطبقات مباشرة من حالة العلاقات الجنسية غير المنظمة، و إما أن العلاقات الجنسية بين الآباء و الأولاد كانت ممنوعة بحكم العرف و العادة عند نشوء الطبقات الزواجية، و في هذه الحال، يعود الوضع الحالي إلى وجود عائلة القربى بالدم قبل ذلك، و يشكل أول خطوة للخروج منها. إن الافتراض الأخير أكثر احتمالاً. و لا يذكرون، حسبما أعلم، أمثلة عن علاقات زواج بين الآباء و الأولاد في أوستراليا، ناهيك بأن الشكل اللاحق للزواج الخارجي، أي العشيرة القائمة على الحق الأمي، تفترض كذلك ، ضمناً، كقادة، منع مثل هذه العلاقات بوصفه واقعاً كان قائماً عند نشوئها. و فضلاً عن منطقة ماونت –غامبير في أوستراليا الجنوبية، يقوم نظام الطبقتين أيضاً إلى أبعد في اتجاه الشرق، في حوض نهر دارلينغ، و في الشمال الشرقي، في كوينسلند، و هو بالتالي واسع الانتشار. و هو لا ينفي غير الزواج بين الأخوة و الأخوات، بين أولاد الأخوة و بين أولاد الأخوات حسب خط الأم، لأنهم ينتمون إلى طبقة واحدة، أما أولاد الأخت و الأخ، ففي مستطاعهم، على العكس، أن يتزاوجوا فيما بينهم. و نجد خطوة أخرى لاحقة لمنع سفاح القربى عند قبلية الكاميلاروي في حوض نهر دارلينغ في ويلس الجنوبية الجديدة، حيث انقسمت الطبقتان الأصليتان إلى أربع، و حيث كل من هذه الطبقات الأربع تتزوج بكليتها مع طبقة أخرى معينة. إن الطبقتين الأوليتين هما منذ الولادة متزوجة إحداهما مع الأخرى، و تبعاً لانتماء الأم إلى الطبقة الأولى أو الثانية منهما، ينتقل أولادها إلى الطبقة الثالثة أو الرابعة. و أولاد الطبقتين الأخيرتين اللتين تربط بينهما أيضاً علاقات الزواج، يدخلون في قوام الطبقتين الأولى و الثانية. و هكذا ينتمي دائماً جيل واحد إلى الطبقة الأولى و الثانية، و ينتمي الجيل التالي إلى الطبقة الثالثة و الرابعة، ثم ينتمي الجيل الثالث من جديد إلى الطبقة الأولى و الثانية. و تبعاً لذلك، لا يستطيع أولاد الأخ و الأخت ( من جهة الأم) أن يكونوا زوجاً و زوجة، و لكن أحفاد الأخ و الأخت يستطيعون ذلك. إن هذا النظام المعقد الأصيل يزداد تعقداً بفعل اندساس العشيرة الأمية (العشيرة حسب خط الأم) فيه، و إن ، على كل حال، في وقت لاحق. و لكنه لا يسعنا هنا أن نستغرق في بحث هذا الأمر. و هكذا نرى ، السعي إلى منع سفاح القربى يتجلى المرة تلو المرة، و لكن بشكل غريزي، عفوي، دون أي إدراك واضح الهدف. إن الزواج الجماعي الذي لا يزال هنا، في أوستراليا، زواجاً بين طبقتين، زواجاً بالجملة بين طبقة كاملة من الرجال موزعة في كثير من الأحيان في عموم القارة و بين طبقة من النساء موزعة بالقدر نفسه، إن هذا الزواج الجماعي لا يبدو أبداً، حين النظر إليه عن كثب، فظيعاً بالقدر الذي يتصوره خيال التافهين المبتذلين الذي اعتاد على ما يجري في بيوت الدعارة. فلقد مرت، على العكس، سنوات و سنوات قبل أن يخطر في البال مجرد وجوده، فضلاً عن أنهم شرعوا لأمد قريب يجادلون من جديد في وجوده. إن المراقب السطحي يرى فيه زواجاً أحادياً واهي العرى، و يرى في بعض الأنحاء، نظاماً لتعدد الزوجات ترافقه الخيانة الزوجية بين الفينة و الفينة. و كان لا بد من تكريس سنوات كاملة ، كما فعل فايسون و هاويت، لأجل اكتشاف القانون الذي يضبط علاقات الزواج هذه التي يميل الأوروبي العادي إلى أن يرى في ممارستها شيئاً ما يشبه ما يوجد في وطنه، القانون الذي بموجبه يجد الزنجي الأوسترالي الغريب، على بعد آلاف الكيلومترات عن موطنه الأول، بين أناس يتكلمون لغة يجهلها، بل أحياناً كثيرة في كل مقام، في كل قبيلة، نساء على استعداد للاستسلام له بلا مقاومة و بلا استياء، القانون الذي بموجبه يتنازل الرجل الذي عنده عدة نساء، عن واحدة منهن لأجل ضيفه لقضاء الليل معها. و حيث يرى الأوروبي انعدام الأخلاق و القانون، يسود بالفعل قانون صارم. إن هؤلاء النساء ينتمين إلى طبقة الأجنبي الزواجية، و هن بالتالي زوجاته منذ الولادة. إن القانون الأخلاقي نفسه الذي يعدّهم بعضاً لبعض، يمنع، تحت طائلة العقاب المخزي، كل علاقة جنسية خارج الطبقتين الزواجيتين اللتين تخض إحداهما الأخرى. و حتى حيث يخطفون النساء، و هذا أمر يقع في كثير من الأحيان، و هو قاعدة في كثير نم الأنحاء، يطبق قانون الطبقات الزواجية بكل دقة. و من جهة أخرى، تتبدى في خطف النساء علائم الانتقال إلى الزواج الأحادي، بشكل الزواج الثنائي على الأقل (بين اثنين): فعندما كان الشاب يخطف فتاة بمساعدة أصدقائه بالقوة أو بالإغراء، فإنهم جميعهم يضاجعونها بالدور، و لكنها بعد ذلك تعتبر زوجة ذلك الشاب الذي كان صاحب فكرة الخطف. و بالعكس، إذا هربت المرأة المخطوفة من زوجها و قبض عليها رجل آخر، فإنها تصبح زوجة هذا الأخير، و يفقد الأول حقه المفضل عليها. و إلى جانب و في قلب الزواج الجماعي الذي لا يزال قائماً على العموم، تبرز بالتالي علاقات تستبعد الآخرين، يبرز تزاوج، تجامع شخصين (رجل و امرأة) لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر، و إلى جانب ذلك، يقوم تعدد الزوجات، و عليه نرى الزواج الجماعي هنا أيضاً بسبيل الزوال، و تنحصر المسألة كلها في معرفة من ذا الذي سيغادر الحلبة قبل غيره تحت تأثير الأوروبيين، الزواج الجماعي أم أتباعه، الزنوج الأوستراليون. إن الزواج بين طبقات بكاملها بالشكل الذي يسود به في أوستراليا، هو على كل حال شكل منخفض جداً، بدائي من أشكال الزواج الجماعي، بينما العائلة البونالوانية هي، حسبما نعرف، الدرجة العليا في تطوره. و يبدو أن الأول شكل يناسب مستوى التطور الاجتماعي الذي بلغه المتوحشون الرحل، بينما الثاني يفترض وجود مقامات ثابتة نسبياً لمشاعات شيوعية، و يؤدي مباشرة إلى الدرجة التالية العليا من التطور. و بين هذين الشكلين، نجد أيضاً، بلا ريب، بعض الدرجات الوسطية. و هذا ميدان للبحث انفتح أمامنا للتو و يكاد يكون غير مطروق. ----------------------- * شريكاً. الناشر. ** إن آثار العلاقات الجنسية غير المنظمة المسماة بـ "الحمل الأثيم" ("Sumpfzeugung") و التي يظن باهوفن (31) أنه هو الذي اكتشفها، تؤدي إلى الزواج الجماعي، و هذا أمر لم يبق من الممكن الآن الشك بصحته. "إذا كان باهوفن يعتبر هذه الزواجات "البونالوانية""غير شرعية"، لاعتبر إنسان من ذلك العصر أغلبية الزواجات في عصرنا بين أبناء و بنات الأعمام و الأخوال و العمات و الخالات، الأقربين و الأبعدين، زواجات زناء و سفاح كالزواجات بين الأخوة و الأخوات" (ماركس)(32) (راجع "أرشيف ماركس و إنجلس"، الطبعة الروسية، المجلد 9). (30)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877). (31)J.J.Bachofen. "Das Mutterrecht. ". Stuttgart, 1861. (باهوفن. "حق الأم. ". شتوتغارت، 1861). (32)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"". (33)يوليوس قيصر. "مذكرات عن حرب الغال". الكتاب الخامس. الفصول 14-45. (34)"The People of India". Edited by J. F. Watson and J. W. Kaye. Vol. I-VI. London, 1868-1872. ("شعب الهند". منشورات ج.ف. وطسون وج.د.كاي. المجلدات 1-6. لندن، 1868-1872). هنا يورد إنجلس مقتطفاً من المجلد الثاني من هذه الطبعة. (35)المقصود هنا طبقات الزواج أو الفروع و هي مجموعات خاصة كانت تنقسم إليها أغلبية القبائل الأسترالية, لم يكن بوسع الرجال في كل مجموعة أن يتزوجوا إلا من نساء مجموعة أخرى معينة. و كان عدد المجموعات في كل قبيلة يتراوح بين 4 و 8. (36)L. H. Morgan "Systems of Consanguinity and Affinity of the Human Family". Washington, 1871. (ل. هـ. مورغان. "أنظمة القرابة بالعصب و المصاهرة في العائلة البشرية". واشنطن، 1871). (37)نتائج البحوث التي أجراها فايسون مع هاويت وردت في كتاب L.Fison and A. W. Howitt. "Kamilaroi and Kurnai". Melbourne, Sydney, Adelaide and Brisbane , 1880. (ل.فايسون و أ. هاويت "كاميلاروي و كورناي". ملبورن و سيدني و أديلاييد و بريسبان، 1880). اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-29-2008 3.العائلة الثنائية: آن شكلاً معيناً من التزاوج الثنائي، من التجامع بين شخصين لمدة قد طول أو تقصر، كان موجوداً في ظروف الزواج الجماعي أو حتى قبل ذاك، فقد كانت للرجل زوجة رئيسية (و يكاد يكون من غير الممكن القول أنها الزوجة المفضلة) في عداد زوجات كثيرات، و كان بالنسبة لها الزوج الرئيسي في عداد أزواج كثيرين. و قد أسهم هذا الأمر بقسط كبير في خلق التشوش في رؤوس المرسلين الذين اعتبروا الزواج الجماعي، تارة مشاعية للنساء لا قاعدة لها و لا ضابط، و طوراً حرية مطلقة في انتهاك الإخلاص الزوجي. و لكن هذا الشكل للتجامع الثنائي، بين شخصين، الذي أصبح عادة مألوفة كان لا بد له أن ترسخ أكثر فأكثر بقدر ما كانت العشيرة تتطور و بقدر ما كانت تتزايد جماعات (الأخوة" و "الأخوات" التي غدا الزواج مستحيلاً فيما بينها. إن الدفعة التي بثتها العشيرة في اتجاه منع الزواج بين الأقرباء بالدم قد أدت إلى أبعد من ذلك. و هكذا نجد أن الزواج عند الإيروكوا و عند أغلبية الهنود الحمر الآخرين في الدرجة الدنيا من البربرية ممنوع بين جميع الأقرباء الذين يعددهم نظامهم، و أمثال هذا النظام بضع مئات من كل شاكلة و نوع. ونظراً لهذا التشوش المشتد في موانع الزواج، أخذت الزواجات الجماعية تستحيل أكثر فأكثر، و أخذت العائلة الثنائية تحل محلها. ففي هذا الطور، يعيش الرجل مع امرأة واحدة، و لكن تعدد الزواجات و الخيانة الزوجية بين الفينة والفينة لا يزالان من حق الرجل، رغم أن تعدد الزوجات نادر الوقوع بحكم الأسباب الاقتصادية أيضاً، بيد أن المرأة مطالبة في أغلبية الأحوال بأدق الأمانة طيلة مدة المساكنة، و تعاقب على خيانتها عقاباً قاسياً. و لكنه من السهل على كل من الطرفين أن يحل الرابطة الزوجية، فيعود الأولاد إلى الأم فقط، كما من قبل. و في هذا الحصر الذي يضيق أكثر فأكثر و يستبعد الأقرباء بالدم من الرابطة الزوجية، يواصل الاختيار الطبيعي فعله. و حسب مورغان: "كانت الزواجات بين أفراد العشائر التي لا تجمع بينها قرابة الدم تؤدي إلى نشوء سلالة أقوى سواء جسدياً أو عقلياً، و كانت قبيلتان بسبيل التقدم تندمجان في قبيلة واحدة، فتأخذ جماجم و أدمغة الأجيال الجديدة تتسع بصورة طبيعية إلى أن تبلغ مقاييس تناسب مجموعة خصائص القبيلتين"(38). و عليه كان لا بد للقبائل ذات التنظيم القائم على العشيرة أن تتغلب على القبائل المتأخرة أو أن تجتذبها وراءها بمثالها. إن تطور العائلة في العصر البدائي يتلخص إذن في استمرار تقلص تلك الحلقة التي كانت في البدء تشمل القبيلة كلها و التي كانت تسود في داخله مشاعية علاقات الزواج بين الجنسين. و بالاستمرار على استبعاد الأنسباء الأكثر قرابة بادئ ذي بدء، ثم الأنسباء الأكثر بعداً، و أخيراً، حتى الأنسباء بالمصاهرة، أخذ كل شكل من أشكال الزواج الجماعي يستحيل عملياً، و لم يبق في آخر المطاف إلا زوج من اثنين تجمع بينهما علاقات زواج غير متينة، لم يبق غير جزيئة يضع انشطارها حداً للزواج. و من هذا وحده يتبين مدى ضآلة ما يجمع بين ظهور الزواج الأحادي و بين الحب الجنسي الفردي بمعناه الحالي. و هذا ما تثبته بمزيد من القوة ممارسة جميع الشعوب التي لا تزال في هذه الدرجة من التطور. فبينا لم يكن الرجال ليشعرون أبداً بأي نقص إلى النساء في ظل الأشكال السابقة للعائلة، بل كان لديهم منهن بالأحرى أكثر من اللزوم، أصبحت النساء الآن أمراً نادراً يجب البحث عنه. و لهذا يبدأ خطف النساء و شراء النساء منذ ظهور الزوج الثنائي، و هما علامتان واسعتا الانتشار ، رغم أنهما ليستا أكثر من علامتي تغير أشد عمقاً بكثير، و من هاتين العلامتين اللتين كانتا لا تتعلقان إلا بأساليب الحصول على النساء، لفق الدعي الاسكتلندي ماك-لينان، مع ذلك، شكلين خاصين للعائلة: "الزواج بالخطف" و "الزواج بالشراء". و من جهة أخرى، ليس عقد الزواج عند الهنود الحمر الأميركيين و عند شعوب أخرى (لا تزال في درجة التطور نفسها) من شأن الذين سيتزوجون و الذين لا يأخذون رأيهم في عالب الأحيان، بل من شأن أمهاتهم. و هكذا لا يندر أن تتم خطبة شخصين لا يعرفان أبداً أحدهما الآخر، ناهيك بأنهم لا يطلعونهما على صفقة الزواج إلا متى اقترب موعد الزواج. و قبل العرس، يقدم الخطيب هدايا إلى أقارب الخطيبة في العشيرة ( أي إلى أقاربها من جهة الأم، لا إلى الأب و الأقارب من جهته)، و تعتبر هذه الهدايا ثمن الفتاة التي سيعطونه إياها. و من الممكن فسخ الزواج بناء على رغبة كل من الزوجين، و لكنه تكون تدريجياً عند كثير من القبائل ، و بينها مثلاً قبيلة الإيروكوا، رأي عام سلبي حيال فسخ الزواج. فحين تنشب الخلافات بين الزوجين، يقوم أقرباء الزوجة و أقرباء الزوج في العشيرة بدور الوساطة، و لا يتم فسخ الزواج إلا إذا أخفت الوساطة، مع العلم أن الأولاد يبقون للزوجة، و إنه يصبح من حق كل من الطرفين أن يتزوج من جديد. إن العائلة الثنائية، التي هي بحد ذاتها على درجة كبيرة من الضعف و عدم الاستقرار بحيث أنها لا تجعل من الضروري أو حتى من المرغوب فيه قيام اقتصاد بيتي خاص، لا تقضي إطلاقاً على الاقتصاد البيتي الشيوعي الموروث من مرحلة سابقة. و لكن الاقتصاد البيتي الشيوعي يعني سيادة النساء في البيت، كما أن الاعتراف بالأم وحدها، نظراً لاستحالة معرفة الوالد بكل ثقة، يعني رفيع الاحترام للنساء أي للأمهات. و أن الرأي الزاعم أن المرأة كانت عبدة الرجل في بداية تطور المجتمع هو من أسخف الآراء التي تركها لنا عصور الأنوار في اقرن الثامن عشر. فإن المرأة عند جميع المتوحشين و عند جميع القبائل في الطورين الأدنى و الأوسط، و جزئياً في الطور الأعلى من البربرية، لا تتمتع بالحرية و حسب، بل تشغل أيضاً مركزاً مشرفاً جداً. أما ما هو هذا المركز في ظل الزواج الثنائي، فيمكن أن يفيدنا عنه أشير رايت الذي كان خلال سنوات عديدة مرسلاً بين الإيروكوا من قبلة سينيكا. فهو يقول: "و فيما يخص عائلاتهم، عندما كانت لا تزال تعيش في بيوت طويلة قديمة" (و هي اقتصادات بيتية شيوعية لبضع عائلات)"... كان يهيمن دائماً فيها "كلان" clan ما" (عشيرة) "بحيث أن النساء كن يتزوجن من رجال "كلانات"" (عشائر)" أخرى"."... و عادة كان النصف النسائي يهيمن في البيت، كانت الاحتياطيات مشتركة، و لكن الويل للزوج المنحوس أو العشيق المنحوس الفائق الكسل أو الفائق الخرافة، فلا يسهم بقسطه في الاحتياطي المشترك. فمهما كان عدد أولاده في البيت و مهما كانت ملكيته الشخصية في البيت، فقد كان من الممكن أن يتلقى في كل لحظة أمراً بربط صرته و بالرحيل. و لم يكن ليجرؤ حتى للقيام بمحاولة لمقاومة هذا الأمر، فإن البيت كان يتحول بالنسبة له إلى جهنم، و لم يكن يبقى له غير العودة إلى "كلانه" (عشيرته) السابق، أو غير عقد زواج جديد في "كلان" أخر- الأمر الذي كان يحدث في أغلب الأحيان. و كانت النساء قوة كبيرة في الكلانات" (العشائر)، "و كذلك في كل مكان على العموم. و كن لا يترددن أحياناً عن عزل زعيم ما و إنزاله إلى مرتبة محارب بسيط"(39). إن الاقتصاد البيتي الشيوعي الذي كانت فيه جميع النساء أو أغلبيتهن ينتمين إلى العشيرة نفسها، بينا الرجال ينتمون إلى عشائر مختلفة، هو الأساس الفعلي لتلك الهيمنة التي كانت تتمتع بها المرأة في الأزمة البدائية في كل مكان، و التي يشكل اكتشافها مأثرة باهوفن الثالثة. و أضيف أيضاً أن أخبار الرحالة و المرسلين حول العمل المرهق الملقى على عاتق النساء عند المتوحشين و البرابرة لا يتناقض أبداً ما قيل أعلاه. فإن تقسيم العمل بين الجنسين لا يشترطه وضع المرأة في المجتمع، بل تشترطه أسباب مختلفة تماماً. فإن الشعوب التي يجب عندها أن تشتغل النساء أكثر بكثير مما يترتب عليهن حسب تصوراتنا، تبدي في غالب الأحيان من الاحترام الحقيقي للنساء أكثر بكثير مما يبديه أوروبيونا. فإن "سيدة" عصر الحضارة، المحاطة بالتقدير و الإجلال الظاهريين، و الغريبة عن كل عمل حقيقي، تشغل وضعاً اجتماعياً أدنى إلى ما لا حد له من وضع المرأة في عصر البربرية، التي كانت تقوم بعمل مرهق و التي كانت تعتبر بنظر شعبها سيدة حقيقية (lady,frowa,Frau= سيدة) و التي كانت كذلك حقاً و فعلاً بحكم وضعها. أما فيما يتعلق بمسألة معرفة ما إذا كان الزواج الثنائي في أميركا قد حل تماماً محل الزواج الجماعي، فينبغي أن توضحها دراسة أوسع و أعمق للشعوب الشمالية الغربية و لا سيما لشعوب أميركا الجنوبية، التي لا تزال في الطور الأدنى من الوحشية. ففي القصص عن هذه الشعوب الأخيرة، نجد من الأمثلة المتنوعة عن حرية العلاقات الجنسية ما يكاد يجعل من المستحيل هنا القول بزوال الزواج الجماعي القديم زوالاً تاماً. و على كل حال، لم تزل بعد جميع آثاره. فعند أربعين قبيلة في أميركا الشمالية على الأقل، يحق للرجل الذي يتزوج الأخت الكبرى أن يتزوج أيضاً جميع أخواتها ما أن يبلغن السن المقررة، و هذا أثر لمشاعية الرجل بالنسبة لمجموعة كاملة من الأخوات. و يروي بانكروفت عن سكان شبه جزيرة كاليفورنيا (الطور الأعلى من الوحشية) أنهم يقيمون احتفالات تجتمع فيها عدة "قبائل" بقصد المضاجعة غير المنظمة (40). و المقصود هنا، على الأرجح، العشائر التي كانت هذه الاحتفالات بالنسبة لها شكلاً يحتفظ بذكريات غامضة عن ذلك الزمن الذي كان فيه جميع رجال عشيرة واحدة أزواجاً مشتركين لنساء عشيرة أخرى، و العكس بالعكس. و مثل هذه العادة لا تزال سارية المفعول في أوستراليا. و حدث عند بعض الشعوب أن يستغل الشيوخ و الزعماء و الكهنة السحرة في مصلحتهم مشاعية النساء و يحتكروا أغلبية النساء لأنفسهم، و لكنه يتعين عليهم مقابل ذلك في أعياد معينة و في زمن الاجتماعات العشبية الكبيرة أن يجيزوا من جديد مشاعية النساء التي كانت قائمة من قبل و يسمحوا لنسائهم بالترفه مع الشبان. و يورد فسترمارك في الصفحتين 28 و 29 من كتابه جملة كاملة من الأمثلة على هذه "الساتورنالات" (41) الدورية التي كانت تقوم فيها من جديد لفترة قصيرة من الزمن العلاقات الجنسية الحرة السابقة: عند قبائل الهو و السانتال و البانجا و الكوتار في الهند، و عند بعض الشعوب الإفريقية، الخ .. و من المستغرب أن فسترمارك يستخلص من هنا استنتاجاً مفاده أن هذه ليست من بقايا الزواج الجماعي الذي ينكر وجوده، بل بقايا فترة الهيجان، المشتركة بين الإنسان البدائي و الحيوانات الأخرى. و هنا نصل إلى الاكتشاف الرابع الكبير الذي حققه باهوفن، و هو اكتشاف شكل واسع الانتشار للانتقال من الزواج الجماعي إلى الزواج الثنائي. إن ما يصوره باهوفن بصورة تكفير عن مخالفة وصايا الألهة القديمة، و هو تكفير تشتري المرأة به الحق في العفاف، ليس في الواقع غير تعبير صوفي للتكفير الذي كانت به المرأة تفدي نفسها من مشاعية الرجال القائمة في الأزمنة السابقة و تكسب الحق في أن تكون لرجل واحد فقط. إن هذه الفدية تتلخص في عادة مضاجعة الغير، المحدودة بإطارات معينة: فقد كان ينبغي على النساء البابليات أن يضاجعن الرجال مرة واحدة في السنة في هيكل ميليتا، و كانت شعوب أخرى في آسيا الصغرى ترسل بناتها لسنوات بكاملها إلى هيكل أنايتيس حيث كان ينبغي عليهن ممارسة الحب الحر مع محظيين من اختيارهن قبل أن ينلن الحق في الزواج. و هناك عادات مماثلة مجلببة بجلباب ديني ملازمة لجميع الشعوب الآسيوية تقريباً التي تعيش بين البحر الأبيض المتوسط و نهر الغانج. ثم أن الكفارة التي تضطلع بدور الفدية تغدو أسهل فأسهل مع مر الزمن، كما سبق و لاحظ باهوفن: "إن الكفارة المقدمة سنوياً تحل محلها الكفارة الواحدة الوحيدة، و هيتيرية السيدات المتزوجات تحل محلها هيتيرية الفتيات: و محل ممارستها أثناء الزواج تحل ممارستها قبل الزواج، و محل الاستسلام للجميع دون أي تمييز ، يحل الاستسلام لأشخاص معينين"("حق الأم"). و لا وجود للجلباب الديني عند شعوب أخرى، فعند بعضها، في الأزمنة القديمة، عند التراقيين و السلت و غيرهم، و في الأزمنة الحاضرة، عند كثيرين من سكان الهند الأصليين، و عند شعوب الملايو، و عند سكان جزر المحيط الهادي، و عند كثيرين من الهنود الحمر الأميركيين، تتمتع الفتيات قبل الزواج بكامل الحرية في العلاقات الجنسية. و هذا الوضع منتشر على الأخص في كل مكان تقريباً من أميركا الجنوبية، الأمر الذي يمكن أن يشهد عليه كل من تغلغل، و إن قليلاً، في أعماق هذه القارة. فإن أغاسيس ("رحلة في البرازيل"، بوسطن و نيويورك، عام 1886(42)) يروي لنا ما يلي عن عائلة غنية من أصل الهنود الحمر. فعندما تعرف على الابنة، سأل عن والدها مفترضاً أنه زوج أمها الذي اشترك آنذاك في الحرب ضد الباراغواي بوصفه ضابطاً، و لكن الأم أجابت بابتسامة:nao tem pai, é filha da fortuna - ليس لها أب ، إنها ابنة الصدفة. "هكذا تقول دائماً النساء من الهنود الحمر و النساء الهجائن دون حياء و خجل عن أولادهن غير الشرعيين، و ليس هذا استثناء، بل العكس هو بالأحرى استثناء. إن الأولاد .. لا يعرفون في غالب الأحيان غير أمهم لأنها تتحمل كل الهموم و كل المسؤولية، و هم لا يعرفون شيئاً عن والدهم، ناهيك بأنه لا يخطر أبداً في بال المرأة، أغلب الظن، أنه يمكن أن يكون لها أو لأولادها أي حق عليه". إن ما يبدو هنا غريباً بالنسبة لإنسان متحضر، هو القاعدة بكل بساطة بموجب الحق الأمي و في ظل الزواج الجماعي. و عند بعض الشعوب، يمارس أصدقاء العريس و أنسباؤه أو الضيوف المدعوون إلى العرس، أثناء العرس بالذات، الحق على العروس الموروث منذ الأزمنة القديمة، مع العلم أن العريس يأتي الأخير في الدور، هكذا كان الحال في الأزمنة القديمة في جزر الباليار و عن الأوجليين الإفريقيين، و هكذا هو الحال في الأزمنة الحاضرة عند الباليار في الحبشة. و عند شعوب أخرى يمثل شخص رسمي –زعيم القبيلة أو العشيرة، الكاسيك أو الشامان أو الكاهن أو الأمير، أو أياً كان لقبه،- الجماعة المعنية و يمارس حق الليلة الأولى على العروس. و رغم جميع جهود الرومانطيقيين الجدد لتبييض صفحة هذا الواقع، لا يزال هذا jus primae noctis* ساري المفعول في الوقت الحاضر، بوصفه أثراً من آثار الزواج الجماعي، عند أغلبية سكان ألاسكا (بانكروفت،"العروق الأصلية"، المجلد الأول) ، و عند التاهو في المكسيك الشمالية (المرجع ذاته)، و عند شعوب أخرى، و كان قائماً في جميع القرون الوسطى، - على الأقل في البلدان التي كانت في البدء سلتية، كما في أراغون مثلاً، و التي نجم فيها مباشرة من الزواج الجماعي. و بينا لم يكن الفلاحون يوماً في قشتالة أقناناً، كانت القنانة تسود بأبشع مظاهرها في أراغون حتى قرار فرديناند الكاثوليكي في عام 1486 (43). و قد جاء في هذه الوثيقة: "إننا نقرر و نعلن أن السادة المذكورين أعلاه"(البارونات، senyors) "... لا يملكون كذلك الحق في قضاء الليلة الأولى مع المرأة التي يتزوجها الفلاح، و لا الحق في القفز، في ليلة العرس، كدليل على سيادتهم، فوق المرأة أو فوق السرير بعد أن تضطجع المرأة، كذلك لا يملك السادة المذكورون أعلاه الحق في استخدام ابنة الفلاح أو ابنه رغماً عنهما، سواء بأجر أو بدون جر". (النص الأصلي باللغة القطالونية وارد عند زوغنهيم، "القنانة"، بطرسبورغ، عام 1861 (44)) و يقيناً أن باهوفن على حق مرة أخرى حين يؤد بإلحاح أن الانتقال مما يسميه "الهيتيرية" أو "الحمل الأثيم" إلى الزواج الأحادي قد تحقق أساساً بفضل النساء. فبقدر ما كانت العلاقات بين الجنسين المتوارثة من قديم الزمان تفقد طابعها البدائي الساذج مع تطور ظروف الحياة الاقتصادية و بالتالي مع تفسخ و انحلال الشيوعية البدائية و تزايد كثافة السكان، بقدر ما كانت هذه العلاقات تبدو للنساء مذلة و مرهقة، و ما كان لا بد لهن من السعي بإلحاح مشتد أبداً إلى نيل الحق في العفاف أو في الزواج المؤقت أو الدائم من رجل واحد فقط، بوصفه سبيلاً للخلاص. و لم يكن من الممكن أن يحصل هذا التقدم بفضل الرجل، و ذلك لأسباب عديدة، منها أنه لم يخطر لهم قط في البال، حتى في أيامنا هذه أيضاً، التخلي عن ملذات الزواج الجماعي العملي. و بعد أن تحقق الانتقال إلى الزواج الثنائي بفضل النساء، بعد ذاك فقط استطاع الرجال إدخال نظام وحدة الزواج الصارم،- و طبعاً بالنسبة للنساء فقط. لقد ظهرت العائلة الثنائية على التخوم بين الوحشية و البربرية، و ظهرت على الأغلب في الطور الأعلى من الوحشية، و هنا و هناك في الطور الأدنى من البربرية. و هي شكل العائلة المميز بالنسبة لعصر البربرية، مثلما الزواج الجماعي بالنسبة للوحشية، و أحادية الزواج بالنسبة للحضارة. و لكي تواصل العائلة الثنائية تطورها حتى تبلغ أحادية الزواج المتينة، كان لا بد من أسباب غير التي فعلت فعلها حتى الآن كما سبق و رأينا. في المساكنة الثنائية، جرى تقليص الجماعة حتى وحدتها الأخيرة، حتى جزيئتها من ذرتين، حتى رجل واحد و امرأة واحدة. و أنجز الاصطفاء الطبيعي عمله بتقلص حلقة العلاقات الزوجية بصرامة مشتدة أبداً. و لم يبق له ما يفعله في هذا الاتجاه. و لو لم تدخل الحلبة بالتالي قوى محركة جديدة، اجتماعية، لما كان ثمة أي أساس لنشوء شكل جديد للعائلة من المساكنة الثنائية. و لكن مثل هذه القوى المحركة أخذت تفعل فعلها. و نغادر الآن أميركا هذه التربة الكلاسيكية للعائلة الثنائية. و ليس ثمة أي علائم تتيح لنا أن نخلص إلى القول بأنه تطور هنا شكل أعلى للعائلة، و بأنه كانت تقوم هنا في مكان ما أحادية زواج متينة قبل الاكتشاف و الفتح. أما الحال في العالم القديم، فآخر. فهنا أدى تدجين الحيوانات و تربية القطعان إلى خلق مصادر للثروة لم يسمح بمثلها من قبل، و إلى نشوء علاقات اجتماعية جديدة تماماً. فحتى الطور الأدنى من البربرية، كانت الثروة الدائمة لا تتألف تقريباً إلا من المسكن و الألبسة و الحلي الخشنة و الأدوات للحصول على الطعام و تحضيره، أي الزوارق و الأسلحة و الآنية المنزلية البدائية. و كان ينبغي الحصول على الطعام من جديد، يوماً بعد يوم. أما من الآن و صاعداً، فإن شعوب الرعاة آخذت تتقدم أكثر فكثر: فإن الآريين في البنجاب و في وادي نهر الغانج، و كذلك في سهوب حوضي نهري جيحون و سيحون التي كانت آنذاك أغنى بكثير بالماء، و الساميين على ضفاف نهري الفرات و دجلة، قد وجدوا في قطعان الخيل و الجمال و الحمير و البقر و الغنم و الماعز و الخنازير ملكية كانت لا تتطلب غير المراقبة و غير أبسط صنوف العناية لكي تتكاثر بأعداد متنامية أبداً و تقدم طعاماً من الألبان و اللحوم وافراً للغاية. و هكذا تراجعت الآن جميع الأساليب السابقة للحصول على الطعام إلى المرتبة الثانية، و الصيد الذي كان من قبل ضرورة أصبح الآن بذخاً. و لكن من ذا الذي كانت تخصه هذه الثروة الجديدة؟ في البدء، كانت ، بلا ريب، تخص العشيرة، بيد أنه كان لا بد للملكية الخاصة للقطعان أن تتطور باكراً. و من العسير القول ما إذا كان موسى ، مؤلف ما يسمى بالكتاب الأول، قد اعتبر البطريرك ابراهيم مالكاً لقطعانه بموجب حقه الشخصي بوصفه رئيس مشاعة عائلية، أم بموجب مركزه كرئيس يرث بالفعل عشيرة. هناك أمر واحد لا ريب فيه، هو أنه ينبغي لنا ألا نتصوره مالكاً بمعنى هذه الكلمة الحالي. و لا ريب أيضاً أننا نجد على عتبة التاريخ الذي نملك عنه الوثائق، أن القطعان كانت في كل مكان ملكاً خاصاً لرؤساء العائلات، شأنها تماماً شأن المنتوجات الفنية في عصر البربرية و الأدوات المنزلية المعدنية، و مصنوعات البذخ و الزينة، و أخيراً القطيع البشري، أي العبيد. ---------------------- * حق الليلة الأولى. الناشر. (38)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877). (39)يستشهد إنجلس برسالة رايت حسب المقطع الوارد منها في كتاب مورغان (راجعوا L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877)) . و قد نشرت هذه الرسالة (و تاريخها الصحيح 19 أيار 1874، لا 1873 كما أورد مورغان) بنصها الكامل في مجلة "American Anthropologist", New Series, Menasha, Wisconsin, U.S.A, 1933 ("الإنتروبولوجي الأميركي". السلاسل الجديدة. ميناشا، وسكونسن. الولايات المتحدة الأميركية، 1933، العدد الأول). (40)H.H. Bancroft. "The Native Races of the Pacific States of North America". Vol I, New York, 1875. (بانكروفت. "العروق الأصلية في ولايات أميركا الشمالية على المحيط الهادي". المجلد الأول، نيويورك، 1875. (41)الساتورنالات، أعياد سنوية في روما القديمة كانت تقام تكريماً للإله ساتورن (زحل) في مرحلة الانقلاب الشمسي الشتوي لمانسبة نهاية الأعمال الزراعية. و في هذه الأعياد، كانت تقام المآدب و الطقوس العربيدة على نطاق جماهيري، و كان العبيد يشتركون في الساتورنالات و كانوا يسمحون لهم فيها بالجلوس إلى طاولة واحدة مع الأحرار. و في أيام الساتورنالات، كانت تسود حرية العلاقات الجنسية. و قد اتخذت كلمة "الساتورنالات" معنى يدل على مآدب العربدة و السكر و حفلات التهتك و الفجور. (42)المقصود هنا الكتاب الذي كتبه أغاسيس مع زوجته Professor and Mrs.Louis Agassiz. "A Journey in Brazil". Boston and New York, 1886. (البروفسور و السيدة لويس أغاسيس. "رحلة في البرازيل". بوسطن و نيويورك، 1886). (43)المقصود هنا ما يسمى بـ "قرار غوادالوب" الصادر في 21 نيسان 1486- أي قرار التحكيم الذي أصدره الملك الإسباني فرديناند الخامس الكاثوليكي تحت ضغط الانتفاضة الفلاحية في قطالونيا. و قد برز الملك في هذه المناسبة كحكم بين الفلاحين المنتفضين و بين الإقطاعيين. نص القرار على إلغاء ارتباط الفلاح بالأرض و إبطال عدد من أشد الأتاوات الإقطاعية مدعاة لكره الفلاحين، بما فيها حق الليلة الأولى، و نص بالمقابل على إلزام الفلاحين بدفع تعويضات كبيرة. (44)S. Sugenheim. "Geschichte der Aufhebung der Leibeigenschaft und Hörigkeit in Europa bis um die Mitte des neunzehnten Jahrhunderts". St. Petersburg, 1861 (س. زوغنهايم. "تاريخ إلغاء حق القنانة و التبعية الشخصية في أوروبا حتى أواسط القرن التاسع عشر ضمناً". سانت بطرسبورغ، 1861). اصل العائلة - charles de gaulle 78 - 07-31-2008 لأنه تم الآن اختراع العبودية أيضاً. فلم يكن للعبد قيمة أو نفع بالنسبة لإنسان الطور الأدنى من البربرية. و لهذا كان الهنود الحمر الأميركيون يعاملون الأعداء المغلوبين بغير الطريقة التي شرعوا يعاملونهم بها في درجة أعلى من التطور. فقد كانوا يقتلون الرجال أو يأخذونهم كأخوة لهم في قبيلة المنتصرين. و كانوا يأخذون النساء زوجات لهم أو يضمونهن كذلك بوسيلة أخرى إلى قبيلتهم مع أولادهن السالمين. و في هذه الدرجة من التطور كانت قوة عمل الإنسان لا تعطي بعد أي فائض ما ملحوظ يزيد على نفقات إعالته. و لكن الوضع تغير مع إدخال تربية الماشية و شغل المعادن و الحياكة، ثم الزراعة في آخر المطاف. فقد حدث لقوة العمل، و لا سيما بعد أن أصبحت القطعان نهائياً ملكية عائلية، نفس ما حدث للنساء اللواتي كان الحصول عليهن من قبل سهلاً للغاية اللواتي أصبحت لهن قيمة تبادل و غدون سلعة تباع و تشرى. و لم تكن العائلة تتكاثر بسرعة تكاثر القطيع. كذلك ظهرت الآن الحاجة إلى مزيد من الناس لأجل مراقبة القطيع. و لهذا الغرض، كان من الممكن استخدام العدو الأسير الذي كان بوسعه، فضلاً عن ذلك، أن يتكاثر بسهولة مثل المواشي. و ما إن أصبحت هذه الثروات ملكية خاصة للعائلات و ما إن تنامت بسرعة، حتى سددت ضربة قوية إلى المجتمع المؤسس على الزواج الثنائي و العشيرة الأمية. لقد أدخل الزواج الثنائي إلى العائلة عنصراً جديداً. فإلى جانب الأم الحقيقية، الفعلية، وضع الأب الحقيقي ، الفعلي، الثابت، الذي كان كذلك، أغلب الظن، أكثر ثبوتاً من بعض "الآباء" الحاليين. و بموجب تقسيم العمل الساري المفعول آنذاك في العائلة، كان على الزوج أن يستحصل على الغذاء و على أدوات العمل الضرورية لهذا الغرض، و كان له بالتالي حق ملكية أدوات العمل هذه، و في حال فسخ الزواج، كان يأخذه معه، بينا كانت الزوجة تحتفظ بالآنية المنزلية. و بموجب العرف و العادة السائدين في المجتمع آنذاك، كان الزوج بالتالي مالكاً أيضاً لمصدر الغذاء الجديد، أي للقطيع، و مالكاً فيما بعد لأداة العمل الجديدة، أي العبيد. و لكن بموجب العرف و العادة السائدين في ذلك المجتمع، لم يكن بوسع أولاده أن يرثوه. ففيما يخص الإرث ، كان الوضع كما يلي: بموجب الحق الأمي، أي طالما كان النسب لا يحسب إلا تبعاً لحبل النسل النسائي، و كذلك بموجب نظام الوراثة البدائي في العشيرة، كان العضو المتوفى في العشيرة يرثه أنسباؤه في العشيرة. و كان ينبغي أن يبقى الإرث في العشيرة. و بما أن الأشياء التي يتألف منها الإرث كانت زهيدة، فقد كانت ، على الأرجح، تنتقل بالفعل منذ غابر الأزمان إلى أقرب الأنسباء، أي إلى الأقرباء بالدم من ناحية الأم. و لكن أولاد الرجل المتوفى كانوا لا ينتمون إلى عشيرته، بل إلى عشيرة أمهم، فكانوا يرثون أمهم بادئ ذي بدء مع سائر أقربائها بالدم، و فيما بعد، في المقام الأول أغلب الظن. بيد أنه لم يكن بوسعهم أن يرثوا والدهم لأنهم كانوا لا ينتمون إلى عشيرته، فكان ينبغي أن يبقى ملك الأب في هذه العشيرة. و لذا بعد وفاة صاحب القطعان ، كان ينبغي أن تنتقل قطعانه في المقام الأول إلى أخوته و أخواته و إلى أولاد أخواته أو حتى إلى ذريات أخوات أمه. أما أولاده بالذات، فكانوا محرومين من إرثه. و هكذا، بقدر ما كانت الثروات تتنامى ، كانت من جهة تعطي الزوج في العائلة مركزاً أهم من مركز الزوجة ، و كانت من جهة أخرى توالد السعي إلى الاستفادة من هذا المركز المترسخ لأجل تغيير نظام الوراثة التقليدي في مصلحة الأولاد. و لكنه لم يكن من الممكن أن يتحقق هذا طالما كان النسب يحسب تبعاً للحق الأمي. و لهذا كان ينبغي إلغاء هذا الحق ، فألغي. و لم يكن ذلك صعباً بالقدر الذي نتصوره الآن. فإن هذه الثورة، التي كانت من أهم الثورات التي عرفتها البشرية، لم تكن بحاجة إل مس أي من أعضاء العشرة الأحياء. فقد كان في وسعهم جميعهم أن يبقوا كما كانوا بالأمس. كان يكفي اتخاذ قرار بسيط يقضي بأن تبقى ذرية أعضاء العشيرة الرجال في المستقبل ضمن العشيرة و بأن تخرج ذرية أعضاء العشيرة النساء منها و تنتقل إلى عشيرة والدها. و هكذا ألغي الانتساب حسب جبل النسل النسائي و حق الوراثة حسب خط الأم، و أقر الانتساب حسب حبل النسل الرجالي و حق الوراثة حسب خط الوالد. و نحن لا نعرف شيئاً عن كيف و متى تحققت هذه الثورة عند الشعوب المتمدنة. فهي تعود بكليتها إلى عهد ما قبل التاريخ. أما أن هذه الثورة قد تحققت، فهذا ما أعطت عنه وفراً من البراهين و المعلومات التي جمعها باهوفن على الأخص عن آثار الحق الأمي العديدة. و نحن نرى بأي سهولة تتحقق من مثال جملة كاملة من قبائل الهنود الحمر حيث لم تتحقق إلا مؤخراً و حيث لا تزال تتحقق جزئياً من جراء تعاظم الثروة و من جراء التغيرات في نمط الحياة (للانتقال من الغابات إلى المروج)، و جزئياً من جراء تأثير الحضارة و المرسلين الأخلاقي. فإن ست قبائل من أصل ثماني قبائل في حوض نهر ميسوري تحسب النسب و تعترف بالإرث تبعاً لخط الرجال، بينا قبيلتان تحسبان النسب و تعترفان بالإرث تبعاً لخط المرأة. و عند قبائل الشاوني و الميامي و الديلاوار، ترسخت عادة تسمية الأولاد بأحد أسماء عشيرة والدهم لإدخالهم على هذا النحو إلى عشيرة الوالد، لكي يصبح بإمكانهم أن يرثوا والدهم. "إن تغيير الأشياء بتغيير أسمائها، و السعي إلى إيجاد وسيلة تتيح مخالفة التقاليد مع البقاء في إطار التقاليد، حين تكون المصلحة المباشرة حافزاً كافياً هما سفسطة فطر عليها الإنسان!"(ماركس)(45) و من هنا نجم تشوش مستعص كان يمكن القضاء عليه، و قد قضي عليه جزئياً، بالانتقال إلى الحق الأبوي. "إن هذا الانتقال يبدو على العموم طبيعياً للغاية"(ماركس)(46). أما ما يمكن أن يقوله لنا الحقوقيون ممن يلجأون إلى طريقة المقارنة، عن الشكل الذي تحقق به هذا الانتقال عند الشعوب المتمدنة في العالم القديم، - فإنه يقتصر كله تقريباً على الفرضيات بالطبع،- أنظر م. كوفاليفسكي "عرض موجز عن أصل و تطور العائلة و الملكية"، ستوكهولم، 1890 (47). إن إسقاط الحق الأمي كان هزيمة تاريخية عالمية للجنس النسائي. فقد أخذ الزوج دفة القيادة في البيت أيضاً، و حرمت الزوجة من مركزها المشرف، و استذلت، و غدت عبدة رغائب زوجها، و أمست أداة بسيطة لإنتاج الأولاد. إن وضع المرأة المذل هذا، الذي يظهر ببالغ السفور عند يونانيي العصر البطولي و بسفور أشد عند يونانيي العصر الكلاسيكي قد طلي تدريجياً رياء و نفاقاً بالمساحيق، و أضيفت عليه أحياناً أشكال أخف و أرق، و لكن لم يقض عليه إطلاقاً. و ما إن أقرت سلطة الرجال بوجه الحصر على هذا النحو، حتى أخذ مفعولها الأول يتبدى في شكل انتقالي ظهر آنذاك، هو شكل العائلة البطريركية (الأبوية). إن الميزة الرئيسية التي تتميز بها هذه العائلة ليست تعدد الزوجات، الذي سيتناوله الكلام فيما بعد، بل "تنظيم عدد معين من الأشخاص، الأحرار و غير الأحرار، في عائلة تخضع للسلطة الأبوية لرئيس العائلة. ففي العائلة السامية، يعيش رئيس العائلة هذا في ظل تعدد الزواجات؟، و للعبيد زوجات و أولاد، و غاية التنظيم كله رعاية القطعان في حدود رقعة معينة من الارض"(48). إن ضم العبيد إلى هذه العائلة و السلطة الأبوية هما العلامتان الجوهريتان اللتان تميزاه هذه العائلة. و لهذا كانت العائلة الرومانية النموذج النهائي الكامل لهذا الشكل من العائلة. إن كلمة familia لا تعني، في الأصل، المثال الأعلى للبرجوازي الصغير التافه المعاصر الذي يجمع في ذاته بين العاطفية و المشاجرات البيتية، بل إنها لا تعني بادئ ذي بدء عند الرومانيين الزوج و الزوجة و الأولاد، بل تعني العبيد فقط. إن كلمة famulus تعني العبد البيتي، و كلمة familia تعني مجموعة العبيد الذين يخصون رجلاً واحداً. و حتى في زمن غايوس، كانت familia, id est patrimonium (أي الميراث) تورث بالوصية. و قد استنبط الرومانيون هذا التعبير لأجل تعريف الهيئة الاجتماعية الجيدة التي كان رئيسها سيداً على المرأة و الأولاد و عدد معين من العبيد و كان يملك، بحكم السلطة الأبوية الرومانية، حق الحياة و الموت على جميع هؤلاء الأشخاص الخاضعين له. "و عليه، ليس هذا التعبير أقدم من النظام العائلي المصفح الذي انبثق عند القبائل اللاتينية بعد إدخال الزراعة و العبودية الشرعية، و بعد انفصال الإيطاليين الآريين عن اليونانيين"(49). و يضيف ماركس قائلاً: " إن العائلة العصرية لا تنطوي على جنين العبودية (servitus) و حسب، بل أيضاً على جنين القنانة، لأنها مقرونة منذ بادئ بدء بفروض (خدمات) الزراعة. و هي تنطوي بشكل مصغر على جميع التناقضات التي تطورت فيما بعد على نطاق واسع في المجتمع و في دولته"(50). إن شكل العائلة هذه يعني الانتقال من الزواج الثنائي إلى أحادية الزواج. فلأجل ضمان أمانة المرأة، و بالتالي لأجل ضمان أبوة الأولاد، توضع الزوجة تحت سلطة زوجها المطلقة، فإذا قتلها، فإنه لا يفعل غير أن يمارس حقه. مع ظهور العائلة البطريركية، ندخل في ميدان التاريخ المكتوب و ندخل في ميدان يستطيع فيه علم القانون المقارن أن يقدم لنا مساعدة كبيرة. و بالفعل، ساعدنا هذا العلم على القيام ها بخطوة كبيرة إلى أمام. فنحن مدينون لمكسيم كوفاليفسكي ("عرض موجز عن أصل و تطور العائلة و الملكية"، ستوكلهم، عام 1890) بالبرهان على أن المشاعة البيتية البطريركية التي نجدها الآن عند الصرب و البلغار باسم زادروغا zàdruga (و تعني تقريباً رابطة تعاونية) أو براتستفو Bratstvo (أخوية) و في شكل آخر عند الشعوب الشرقية قد شكلت الدرجة الانتقالية من العائلة التي انبثقت من الزواج الجماعي و قامت على الحق الأمي، إلى العائلة الفردية في العالم الحالي. و هذا، على ما يبدو، ثابت فعلاً على الأقل فيما يخص الشعوب المتمدنة في العالم القديم، فيما يخص الآريين و الساميين. إن زادروغا سلافيي الجنوب هي خير مثال لا يزال حياً على هذا النوع من المشاعة العائلية. فهي تضم بضعة أجيال من أخلاف يتحدرون من أب واحد مع زوجاتهم، ناهيك بأنهم يعيشون معاً في بيت واحد و يحرثون حقولهم بصورة مشتركة و يأكلون و يلبسون من الاحتياطيات المشتركة و يملكون معاً الدخل الفائض. و تخضع المشاعة للإدارة العليا لرب البيت (domàcin) الذي يمثلها حيال العالم الخارجي، و يحق له أن يبيع الأشياء الصغيرة، و يدير الصندوق و يتحمل المسؤولية عن الصندوق و عن حسن سير الاستثمارة كلها. و هو ينتخب، و ليس من الضروري حتماً أن يكون أكبر الأعضاء سناً. و النساء يخضعن، مع ما يقمن به من أعمال، لقيادة ربة البيت (domàcica) التي هي عادة زوجة رب البيت. و هي أيضاً تضطلع بدور هام، غالباً ما يكون الدور الحاسم ، عند اختيار الأزواج لأجل فتيات المشاعة. و لكن السلطة العليا تنحصر في المجلس العائلي، في اجتماع جميع أعضاء المشاعة الراشدين، سواء منهم النساء أو الرجال. و أمام هذا الاجتماع يقدم رب البيت حساباً، و الاجتماع يتخذ القرارات النهائية و يحاكم أعضاء المشاعة و يقرر عمليات البيع و الشراء الهامة- و لا سيما عندما تتعلق بالأراضي – و الخ ... و منذ نحو عشرة أعوام فقط، أقيم الدليل على أن مثل هذه المشاعات العائلية الكبيرة لا تزال قائمة في روسياً أيضاً (51). و من المعترف الآن من الجميع أنها تمد جذورها عميقاً في العادات الشعبية الروسية شأنها شأن المشاعة القروية. و هي ترد في أقدم المجموعات الروسية من القوانين، في "حقيقة" ياروسلاف (52)، تحت الاسم نفسه (Vervj *) الذي ترد به في القوانين الداليماتية (53)، كما توجد أيضاً إشارات إليها في المصادر التاريخية البولونية و التشيكية. و عند الجرمان كذلك، كما يقول هويسلر ("أسس الحق الجرماني"(54)، ليست الوحدة الاقتصادية ، في الأصل، العائلة الفردية بمعناها الحالي، بل "المشاعة البيتية" التي تتألف من عدة أجيال مع عائلاتها، و تشمل أيضاً العبيد في أحيان كثيرة. إن العائلة الرومانية تنتمي هي أيضاً إلى هذا النموذج، و لهذا كانت سلطة الأب المطلقة و حرمان سائر أعضاء العائلة من الحقوق حياله موضع جدال قوي في الآونة الأخيرة. فقد كانت توجد، على ما يبدو، مشاعات عائلية مماثلة عند السلت من سكان إرلنده. و في فرنسا، دامت هذه المشاعة في مقاطعة نيفرنيه حتى الثورة الفرنسية تحت اسم parçonneries ، بينا لم تزل بعد كلياً في أيامنا في مقاطعة فرانش –كونته. و في ناحية لووان (محافظة سون- أي- لوار)، تقع العين على بيوت فلاحية كبيرة فيها قاعة مركزية عالية بعلو السقف نفسه تحيد بها من كل جانب غرف للنوم يصعدون إليها بسلالم من 6 إلى 8 درجات، و تعيش فيها بضعة أجيال من العائلة ذاتها. و لقد أشار نيازخ (55) في عصر الإسكندر الكبير إلى وجود مشاعية بيتية في الهند تقوم على أساس المشاركة في حراثة الأرض، و هذه المشاعة لا تزال موجودة الآن في المكان ذاته، أي البنجاب و في عموم القسم الشمالي الغربي من البلد. و استطاع كوفاليفسكي نفسه إثبات وجودها في القفقاس. و في الجزائر لا تزال قائمة في بلاد القبائل. و هي كانت موجودة، على ما يبدو، حتى في أميركا، و يعتقدون أنها موجودة في "calullis" بالمكسيك القديمة التي يصفها سوريتا (56). و بالعكس، أثبت كونوف ("Ausland" العدد 42-44، عام 1890 (57)) بما يكفي من الوضوح أنه كان يوجد في البيرو عند فتحها ، شيء ما يشبه نظام "المارك" (و من المدهش حقاً أن هذه "المارك" كانت تسمى كذلك marca) و يقوم على التقسيم الدوري للأراضي المحروثة، و بالتالي على الحراثة الفردية. و على كل حال ، تكتسب الآن المشاعة البيتية البطريركية التي تقوم على الشراكة في ملكية الأرض و حراثتها، أهمية تختلف تماماً عن أهميتها السابقة. فلم يعد بوسعنا الآن أن نضع موضع الشك ذلك الدور الكبير الذي اضطلعت به عند الشعوب المتمدنة و بعض الشعوب الأخرى في العالم القديم عند الانتقال من العائلة المؤسسة على الحق الأمي إلى العائلة الفردية. و سنعود مرة أخرى في عرضنا إلى الاستنتاج الآخر الذي خلص إليه كوفاليفسكي و القائل أنها كانت كذلك درجة انتقالية نشأت منها المشاعة القروية أو المشاعة- المارك القائمة على حراثة الأرض بصورة فردية من قبل مختلف العائلات ، و على تقسيم الحقول و المراعي بصورة دورية أولاً ثم بصورة نهائية. و فيما يخص الحياة العائلية في داخل هذه المشاعات البيتية، تجدر الإشارة إلى أنه من المعروف أن رؤساء العائلات في روسيا على الأقل يسيئون كثيراً استغلال مركزهم حيال النساء الشابات في المشاعة، و لا سيما حيال كناتهم و غالباً ما يشكلون منهن لأنفسهم حريماً ، و الأغاني الشعبية الروسية بليغة الدلالة في هذا الصدد. و قبل الانتقال إلى أحادية الزواج التي تطورت بسرعة منذ سقوط الحق الأمي، نقول بضع كلمات أخرى عن تعدد الزوجات و تعدد الأزواج. إن شكلي الزواج هذين لا يمكنهما أن يكونا غير استثناء- غير منتوجي بذخ من منتوجات التاريخ، إذا جاز القول،- إذا لم يكونا كلاهما موجودين في البلد نفسه في آن واحد، و ليست الحال هكذا، كما هو معروف. و يما أنه لم يكن بالتالي في مقدور الرجال المفصولين عن شكل تعدد الزوجات أن يجدوا العزاء عند النساء اللواتي صرن زائدات بفعل شكل تعدد الأزواج، و بما أن عدد الرجال و النساء ظل حتى الآن متساوياً تقريباً، بصرف النظر عن المؤسسات الاجتماعية، فلم يكن من الممكن أن يتعمم هذا الشكل أو ذاك من أشكال الزواج من تلقاء نفسه. و بالفعل، كان تعدد الزوجات عند رجل واحد، بكل تأكيد ، نتيجة للعبودية و كان مقصوراً على من يشغلون مركزاً استثنائياً. و في العائلة البطريركية (الأبوية) السامية، كان البطريرك (الأب) وحده، و بعض من أبنائه في أفضل الأحوال، يعيشون في حالة تعدد الزوجات، بينما كان ينبغي للآخرين أن يكتفوا بزوجة واحدة. و لا يزال هذا الوضع قائماً في الوقت الحاضر في الشرق كله. فإن تعدد الزوجات هو امتياز الأغنياء و الأعيان، و يتحقق أساساً بشراء العبدات ، أما سواد الشعب فيعيش في حالة أحادية الزواج، كذلك يشكل تعدد الأزواج استثناء في الهند و التيبت، و لا ريب أن مسألة أصل هذا الشكل من الزواج الذي تجرد من الزواج الجماعي لا تخلو من الطرافة، و لا تزال تتطلب المزيد من الدراسة. و من جهة أخرى ، يبدو تعدد الأزواج، في ممارسته العملية، أكثر تساهلاً بكثير من تنظيم الحريم عند المسلمين القائم على الغيرة. ذلك هو الحال، مثلاً ، عند النايير في الهند على الأقل، رغم أن لكل ثلاثة رجال أو أربعة أو أكثر امرأة واحدة مشتركة، و لكن بمقدور كل منهم أن تكون له أيضاً بالمشاركة مع ثلاثة رجال أو أكثر زوجة ثانية و كذلك زوجة ثالثة و رابعة، الخ... و من المدهش أن ماك- لينان الذي وصف هذه النوادي الزواجية التي يمكن لأعضائها أن يكونوا في الوقت ذاته أعضاء في عدة نواد، لم يكتشف الفئة الجديدة من زواج النوادي. و لكن عادة النوادي الزواجية هذه ليست أبداً بالفعل شكل تعدد الأزواج، بل هي، على العكس كما أشار جيرو-طولون، مجرد شكل خاص من الزواج الجماعي، فالرجال يعيشون في حالة تعدد الزوجات و النساء في حالة تعدد الأزواج. ----------------------- * فرف. الناشر. (45)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"". (46)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"". (47)M. Kovalevsky. "Tableau des origines et de l'évolution de la famille et de la propriété". Stockholm; 1890. (مـ. كوفالفسكي. "بيان عن أصل و تطور العائلة و الملكية". ستوكهولم، 1890). (48)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877). (49)L. H. Morgan . "Ancient Society". London,1877. (ل. هـ. مورغان. "المجتمع القديم" لندن، 1877). (50)كارل ماركس. "ملخص كتاب لويس هـ. مورغان "المجتمع القديم"". (51)المقصود هنا بحث كوفالفسكي " الحق البدائي. الطبعة الأولى. العشيرة". موسكو 1866. في البحث يستشهد بمعطيات أوردها أروشانسكي في عام 1875 و يفيمنكو في عام 1878 عن المشاعة العائلية في روسيا. (52)أطلق اسم "حقيقة" ياروسلاف على القسم الأول من الصيغة الأولى القديمة "للحقيقة الروسية" أي لمجموعة قوانين روسيا القديمة، التي ظهرت في القرنين الحادي عشر و الثاني عشر، على أساس حق العرف و العادة في ذلك الزمن، و التي كانت تعكس العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية في مجتمع ذلك الزمن. (53)القوانين الدالماتية، مجموعة قوانين كانت سارية المفعول من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر في بوليتسا (قسم من دالماتيا) ، و هي معروفة أيضاً باسم "نظام بوليتسا". (54)A. Heusler. "Institutionen des Deutschen Privatrechts", B. II, Leipzig,1886. (هوسلر. "المبادئ الأساسية للحق الخاص الألماني ". المجلد الثاني. ليبزيغ، 1886). (55)إشارة نيارخ المذكورة هنا تجدونها في مؤلف سترابون "الجغرافية"، الكتاب الخامس عشر، الفصل الأول. (56)Calpullis (كالبوليس)، طوائف عائلية عند الهنود الحمر في المكسيك في مرحلة استيلاء الأسبان على هذا البلد. كل طائفة عائلية (Calpulli) (كالبولي) كان لجميع أعضائها الأصل واحد مشترك و كانت تملك قطاعاً مشتركاً من الأرض لا يجوز التنازل عنه و لا قسمته بين الورثة, وصف ألونسو سوريتا "Rapport sur les différents classes de chefs de la Nouvelle – Espagne , sur les lois, les mœurs des habitants, sur les impôts établis avant et depuis la conquête, etc..". ("تقرير عن مختلف فئات الزعماء في إسبانيا الجديدة و عن القوانين و عن أخلاق السكان و الضرائب المفروضة قبل الفتح و بعده، الخ"). المنشور للمرة الأولى في "Voyages, relations et mémoires originaux pour servir à l'histiore de la découverte de l'Amérique, publiés pour la première fois en français , par H. Ternaux – compans " .Vol 11, Paris, 1840. ("رحلات و تقارير و مذكرات أصلية تتعلق بتاريخ اكتشاف أميركا و نشرها للمرة الأولى بالفرنسية ترنو-كومبان". المجلد 11 . باريس ، 1840). (57)المقصود هنا مقالة كونوف "Die altperuanischen Dorf- und Markgenossenschaften" ("المشاعات القروية و الماركية البيروانية القديمة ") المنشورة في مجلة "Ausland" في 20 و 27 تشرين الأول و 3 تشرين الثاني من عام 1890. |