![]() |
بابلو نيرودا - مختارات - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: بابلو نيرودا - مختارات (/showthread.php?tid=45890) الصفحات:
1
2
|
RE: بابلو نيرودا - مختارات - الحوت الأبيض - 11-28-2011 الشعراء السماويون
ماذا فعلتم، يا أتباع «جيد»، أيها المثقفون، يا جيل «ريلكه»، يا صانعي الأسرار، أيها السَّحرة الوجوديُّون المزيَّفون، يا خشخاشًا سورياليًّا يشتعل في رُجمة، يا جِيفَ النماذج الأوروبيّة، أيها الديدان الشاحبة للجبنة الرأسمالية، ماذا فعلتم أمام مملكة القلق، تجاه هذا الكائن الإنساني المجهول، وتلك الكرامة المهانة، وذلك الرأس المطمور في المزبلة، وتلك الماهيّة لحيواتٍ قاسية مداسة؟ لم تفعلوا شيئًا غير الهرب: غير بيع نفاياتٍ مكدَّسة، والبحث عن شعُور سماويّة، عن نباتات رخوة، وأظفار مهشَّمة، عن «الجمال الصافي» و«الرُّقى المؤذية» عن أعمال الجبناء الضّعفاء، وقد غُضَّت أبصاركم، وفَسُدَت حدقاتكم الدقيقة، التي غذَتها الفضلاتُ القذرة في صَفْحةٍ قَذّفَكم بها الأسياد. لم تلمحوا الحجَر المنازع، لم تُقاوموا، لم تنتصروا، عُميٌ أنتم، أكثر من أكاليل المقابر، حين يتساقط المطر على الأزهار الجامدة المنْتِنة. [النشيد الكامل]
(يتبع) الرد على: بابلو نيرودا - مختارات - بهجت - 11-28-2011 جهد كبير كم تنميت ان يكون هو ايقاعنا السائد في نادي الفكر العربي . حتى لو لم نكن الشمس التي تتوهج بالضوء فحسبنا أن نكون القمر الذي يعكسه . تقدير و تحية صادقة .. أتمنى أن تنطلق إلى هدفك بلا توقف ولا تنظر آسفآ إلى الجماهير الغائبة عن الأرصفة فهي قادمة حتمآ طالما بقينا منطلقين في " ماراثون " الحق و العدل و الجمال . . RE: بابلو نيرودا - مختارات - الحوت الأبيض - 11-28-2011 أشكرك على تشجيعك يا بهجت، صدقني طباعة النص أسهل بكثير من كتابة مداخلة ولا تستغرق وقتا أو جهدا كبيرا. لدي الكثير من المجلات القديمة (ورقيا ورقمية مصورة) كل هذا الإرث الثقافي يحق له الانتقال للعصر الرقمي. نتابع. سونيته VIII
لو لم تكنْ عيناكِ بلون القمر، بلون نهارٍ من الخزّف، والتعب، والنار، لو لم تملكي رشاقة الرّيح، لو لمْ تكوني أسبوعًا من عنْبر، لو لم تكوني الزَّمن الأصفر حيثُ الخريف يتسوَّر اللَّبلاب، لو لم تكوني الخبز الذي يعدُّه القمر الطيّب وهو يُدَوّم بطحينه في السَّماء، لما أحببتُكِ يا حبيبتي! أنا في قبْلتك أضمُّ الكون كله، الرّمل، والزمان، وشجرة المطر، كلُّ شيءٍ يعيشُ لأحيا: ودون أن أنزحَ أُبصر كلَّ شيء: أُبْصر في حضورك ينبض كل شيء. RE: بابلو نيرودا - مختارات - الحوت الأبيض - 11-28-2011 الملكة
سميتُك الملكة. هناك أكبر منك، أكبر بكثير. وأطهر منك، أطهر بكثير. وأجمل منك، أجمل بكثير. لكن، أنت الملكة. لا أحد يعرفك حين تخطرين في الشوارع. لا أحد يلمح تاجك البلوري. لا أحد يُبصر بساط الذهب الأحمر الذي تدوسينه حين تمرّين، البساط العدّم. حين تُقبلين تطنُّ الأنهار كلها في جسدي، وتهزُّ الأجراس جبة السماء. ويملأ النشيد جلدَ العالم. وحدنا، أنت وأنا، وحدنا، أنت وأنا، يا حبي نصغي إلى نشيد العالم. [أشعار القائد]
RE: بابلو نيرودا - مختارات - الحوت الأبيض - 11-29-2011 سونيته IX
حين يصطدم الموج بالصَّخرة العنيدة، ينفجر الضياء ويغرزُ وردته، وتتحوَّل دائرة البحر إلى عنقود، إلى نقطةٍ واحدة تتدلى من الملح الأزرق. أيتها المغنُوليا الزاهية السَّارحة في الزَّبد، أيتها المسافرة المغنطيسيَّة التي تزهر في الموت وتعود أبدًا لأن تكون ولا تكون: الملحَ المنكسر، والحركة البحريَّة المدهشة. يا حبي، كلانا يخْتِم على الصّمت، بينما البحر يحطّم تماثيله الدائمة ويُنكّسُ أبراجه المجنونة البيضاء. لأنّنا، في لحمة هذا النسيج الخفيّ للمياه الجامحة، والرّمل الأزلي، نذَّخر المحبّة الوحيدة الطريدة. يا امرأةً كاملة، يا تفّاحة جسديّة، يا قمرًا حارَّا، يا عُطْر الأشْنة الكثيف، أيها الوحل المعروك بالضياء، أيُّ صفاءٍ غامضٍ يتفتح بين ساقيك؟ وأيّ ليلٍ عتيق تجسُّ حواسًّ الرَّجل؟ الحبًّ، آه، سفَرُ ماءٍ ونجوم، وريح مخنوقة، وزوبعة طحين مفاجئة: الحبّ مجزرة البروق، الحبًّ هزيمة جسدين في قطاف العسل. قبلةٌ، قبلةٌ، أعبر لانهايتكِ الضئيلة، أعبر أنهارك، شواطئك، قُراكِ الصّغيرة، وتركض النّار التناسلية بألسنة اللّذة عبْر دروب الدم الدقيقة، وتتهاوى مثل قرنْفُلٍ ليلي، كي تصيرَ شعاعًا في الظلمةْ. سونيته XV
منذ زمنٍ طويل عرفتك الأرض: كثيفةٌ أنت كالخبز، كجذع شجرة. جسدٌ أنت، وعنقود نقيّ الجوهر، وكالأكاسيا ترجحين، والبقول الذهبيّة. موجودة أنت، حقًّا، لأن عينيك تحوّمان وتوزّعان الضّوء على الأشياء، كنافذة مفتوحة، ولأنّك فٌطرت من الوحل في «تشيّان» وخُبِزْتٍ في فرنٍ من الآجر الدّهِش. كالبرد، كالماء، كالهواء، تسيح الكائنات وتمّحي مبهمةً في ملمس الزّمان كأنها تنفتّ قبل أن تموت. وأنتِ وأنا سوف نسقط في القبر كالحجَر. وعبرَ حبنا الذي لم ينشفْ، سوف تحيا معنا الأرض إلى الأبد. RE: بابلو نيرودا - مختارات - الحوت الأبيض - 12-06-2011 سونيته XXV قبلك يا حبي، لا مِلك لي: تسكعتُ في الشوارع، طوّفت بالأشياء: لا لغوَ لشيء، ولا اسم لشيء: كان العالم في انتظار الريح الآتية. عرفتُ قاعاتٍ بلون الرماد، عرفتُ أنفاقًا مسكونة بالقمر، محطاتٍ قاسية حيث يَصهل الوداع، وعرفتُ إصرارَ الأسئلة في الرمال. لم يكن غير الفراغ، والموت، والصمت، غير السقوط، والخذلان، والقهقرى، كلُّ شيء كان مِلكًا مُمتنعًا للآخرين. كلّ شيء كان للآخرين واللا أحد، حتى ملأ فَقركِ وجمالك ذلك الخريف بالهدايا. سونيته XXX
من أليافِ الشربين في الجزر، أنتِ: هذا الجسد الذي شُغلت به أجيال الزمان، هذه العروق التي رأت بحر الجذوع، هذا الدم الأخضر الساقط من السماء في الذاكرة. لا أحد ليقطفَ قلبي الضائع بين الجذور، في رطوبة الشمس المرة، التي يُغذيها جنون الماء، حيث الظلّ الذي تركني أسافر وحيدا. قأقبلت أنت من الجنوب كجزيرة مسكونة ومتوجة بالرياش والأشجار، وعرفتُ رائحة الغابات الصغيرة الشاردة، والعسل الأسود في الأجمة، ولمستُ على خصرك، التويجات الخفية التي وُلدت معي لتشيدَ ذاتي. [كتب الدراسة ونقل هذه القصائد عن الإسبانية هنري فريد صعب] إلى هنا تم نقل الدراسة والقصائد التي نشرت في مجلة شعر عدد ٣٣-٣٤ ص١٠٨-١٣٣. قد أقوم لاحقا بنقل قصائد أخرى متواجدة على النت من ترجمات أخرى مع التنويه أنه في تلك الحالة لا أضمن صحة النقل لعدم توفر مصدر مطبوع. الرد على: بابلو نيرودا - مختارات - الحوت الأبيض - 12-13-2011 ترددت بين ترك الموضوع كما هو بعد أن أنهيت النقل عن مجلة شعر أم أنقل المزيد مما هو متوفر على النت، وإذا رأيت أن الموضوع تثبت عزمت على نشر المزيد. كما أسلفت هذه القصائد أنقلها كما هي من مختلف المواقع ولا أضمن خلوها من الأخطاء. أهواك ِ عندما تصمُتين أهواك ِ عندما تصمُتين فأنا أغيب ُ في هذا الصمت ... وأسمعُك ِ من بعيد وصوتي لم يلامسك ِبعد ... بدت لي تلك َ العيون ُتًحلق ... وبدت لي تلكَ الابتسامة الواضحة ... ووجداني أصبح يكسو كل الأشياء ... وحَلقت فراشة في أحلامي لامست روحي ... فبقيتِ رفيقا ً لروحي ... في مجرد كلمات حزينة ... أهواك ِ من بعيد وأهوى صمتُك ِ مع هديل ذاك َالطائر ... وأسمعُك ِ من بعيد وصوتي لم يلامِسك بعد ... فدعيني أصمُت مع صمتك ِ.. ودعيني أخاطب ُ صمتك ِ... مع ضوء ذاك القنديل ... فأنت ِ الليل بسكونه وكواكبه ... فصمتُك ِهو ذاك النجم البعيد الهادئ ... أهواك ِ عندما تصُمتين لأني أغيب ُ في ذاكَ الصمت .... فأنت ِ بعيدة ومؤلمة مثل الموت ... كلمة منك ِ أو حتى بسمة تكفي .... لأكون سعيداُ ...ولكن تِلك السعادة لن تأتي . من كتاب "مراكب العشق " . ترجمة :نوف مفرج الجري نقلا عن أدب.كوم |