فارس اللواء أنا أتفهم موقفك تماماً .. وضد سياسة الثوار في تقبل النقد والرأي الآخر - وإن كنت أتفهم هذا الأمر بسبب ما يعانوه - .. ولكن أنا أعاتبك لأنك تنظر من زاوية النظام ومن إعلامه ووجهة نظره وتبني عليها مواقفك .. ولكن هذه الحالة النظام هو من أوصل الشعب إليها .. وطالما بقي النظام موجوداً فستبقى الطائفية موجودة .. لأنه هو بذرتها وهو من يمهد لها لكي يضع بعض الأقليات في جيبته " الصغيرة " .. فضلاً عن كونه هو يتحمل كل أخطاء المعارضة .. فإذا كانت المعارضة ينقصها الوعي فهذا بسببه هو .. فهو لم يترك مجلاً لأحزاب معارضة أو صحف معارضة أو أي شيء معارض لكي يبرز في الساحة السورية .. وجميع المعارضين إما تم قتلهم أو خطفهم أو نفيهم .. ولذلك هو من يتحمل المسؤولية كاملة غير منقوصة .. فعلاج الأسباب يكون بعلاج المسببات .

أنا لا تهمني المواقف العربية النظامية السخيفة والتافهة .. وكذلك موقف العالم الدولي .. هذه مواقف لا اشتريها بربع فرنك .. مواقف للضحك على الذقون فقط .. ولو أن هذا العالم الدولي الحقير صادق وجاد في ردع النظام السوري لردعه منذ وقت طويل .. ولا تظن بأن هذا الأمر صعب جداً .. فهو استجاب للثورة الليبية خلال أسبوع ونصف .. وقبل ذلك أسقط أقوى الأنظمة العربية في المنطقة خلال أسبوع ونصف أيضاً .. ولو أنه جاد في اسقاط النظام السوري لأسقطه في ظرف أسابيع .. ولكنه كذاب ويترك الشعب ليلاقي حتفه على يد هذا النظام الفاشستي .. صدقني بقاء النظام السوري هو " صمام أمان " إستراتيجي لإسرائيل .. وأي نظام يحل مكانه لا يضمن وإسرائيل لا تدرك خطورته .. النظام الفاسد يعني بالضرورة فساد جميع أركانه .. ومن ضمن هذه الأركان الجيش .. وفساد الجيش يعني معارك خاسرة تتلوها معارك خاسرة .. وسيستعيض عن هذا الفشل والخسائر بامساك عدة أوراق في يده .. ودعم خطوط متقدمة عنه .. مثل حزب الله وحماس .. فهذا أقسى ما يستطيع فعله النظام السوري .
فعندما كان صدام يدور في الفلك الأمريكي في حربه ضد إيران .. صمت العالم الدولي عن أفعاله وابادته لثورات الشيعة المتتالية .. وتفهم هذا الأمر جيداً .. ولم يكن يشكل هذا الأمر عليه أي فارق .. ولكن عندما أراد العالم الدولي ازالة النظام من الخارطة .. وتظافرت الشروط الدولية لذلك .. فعلها وأزاله واقتلعه اقتلاعاً .. رغم أن مجلس الأمن رفض هذا الغزو وكذلك الأمم المتحدة .. ولكن الارادة ارادة .

وأول خطوة لبناء النهضة الإستراتيجية هو خلع هذا النظام .. صدقني لا يوجد أي وسيلة للإصلاح سوى خلع هذا النظام .. لأنه هو من أراد ذلك .

أما وجود مظاهرات طائفية .. فأنا لم أنكر هذا الأمر .. ولكنها ليست سمة عامة .. وكل ما ستستطيع أن تجلبه هو عدة مظاهرات .. أو لتقل خمسين مظاهرة في أحسن الأحوال .. مع العلم بأن الشعب السوري يخرج كل أسبوع أكثر من خمسين مظاهرة .. هذا أمر طبيعي جداً .. ثم لو كانت هناك أقليات تدعم النظام .. وتقف بجانبه .. وتشكل عماد الشبيحة .. فمن الطبيعي أن تتجه البلاد نحو الطائفية .. وستحصل حزازيات طائفية .. ولكن من يتحمل هذه النتيجة هو النظام نفسه الذي جيش الأقليات خلفه .