نادي الفكر العربي
مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق (/showthread.php?tid=48816)

الصفحات: 1 2 3


RE: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - elen faddoul - 06-19-2012

اقتباس:يا حبيباتي يا أقلياتي ما بتعتبروا حالكم مخلوقات أقل لما بنص الدستور على ديانة الرئيس الإسلام .!
ليس تماماً لأن الإسلام هو دين الغالبية السورية، والرئيس منتخب من الغالبية
اقتباس:إذا انتو شاعرين النظام معيشكم بكرامة (و أنا بشك يكون معيشكم فيها) فغيركم شاعر أنو هالنظام مو موفرلها كرامة .
.
المسألة مالها علاقة بالكرامة، وأقل من قلائل من يجرؤ على الحديث عن الكرامة التي حفظها النظام
الحديث فقط عن الحرية الدينية المتاحة
طبعاً فيه فرق بين الحرية الفكرية والحرية الدينية كجزء من الحرية الفكرية، والنظام وفر الجزء فقط لأسباب مختلفة ومعروف معظمها

اقتباس:مابدكم تكونوا مع الثورة أحرار ..
ليس من الضرورة أن تتفق توجهات الثورة مع توجهات كل السوريين
اقتباس:بس توقفوا بوجهها و تجوا مع النظام عليكم تحمل النتائج .
أفهم غضبك وغضب سواك من كل محايد، وأفهم معنى الحرمان ربما من الأساسيات في الحياة لأكثر من عام ونصف، والحياد في المسائل الأخلاقية جريمة. لكن فقط في المسائل الأخلاقية الإنسانية تحديداُ، وما عدا ذلك فإن كل إنسان له اختيار الاتجاه السياسي الذي يناسبه

اقتباس:و قد أعذر من أنذر ..
من حسن الحظ بالتأكيد أنك تتكلم باسم نفسك لا باسم الثوار


RE: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - نوار الربيع - 06-19-2012

(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  ليس تماماً لأن الإسلام هو دين الغالبية السورية، والرئيس منتخب من الغالبية
يعني هي نفسها .. إذا الأغلبية الاسلامية فوضت مسيحي للرئاسة فشو المشكلة .؟ بكل الأحوال أقلية و لا أغلبية ففيها انتقاص من حقوق البقية .. نحن كنا عم نناضل من أجل سوريا الحرية و العدالة و المساواة بين الجميع بغض النظر عن طوائفهم و أعراقهم و مذاهبهم .

عندما نكون في نظام محاصصة طائفي فنعم .. سنقول أن موقع الرئاسة للسنة بحكم أنهم الأغلبية و ربما عندها تكون رئاسة الحكومة من نصيب المسيحيين و رئاسة مجلس الشعب بيد العلوين .

(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  المسألة مالها علاقة بالكرامة
فقط الحرية الدينية المتاحة
فيه فرق بين الحرية الفكرية والحرية الدينية كجزء من الحرية الفكرية، والنظام وفر الجزء فقط لأسباب مختلفة ومعروف معظمها
بس كان سؤال "رفيق" عن الكرامة اللي موفرها النظام ..أنا بحب عيده, هل النظام موفرلكن كرامة .؟
(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  أفهم غضبك وغضب سواك من كل محايد، وأفهم معنى الحرمان ربما من الأساسيات في الحياة لأكثر من عام ونصف، والحياد في المسائل الأخلاقية جريمة. لكن فقط في المسائل الأخلاقية الإنسانية تحديداً
طيب المشكلة عم نشوف أغلبية من أقليات محيدة نفسها بالمسائل الاخلاقية و الانسانية .,. مع الأسف .
(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  من حسن الحظ بالتأكيد أنك تتكلم باسم نفسك لا باسم الثور
أنا بحكي باسمي .. بس كمان عايش بنبض شارع الثورة و عم أرصد ردات الفعل بدقة .

الشغلة مابدها .. لكل فعل رد فعل و بالنهاية في ثمن أو أثمان ستدفع .. أما أيمتى و كيف و شلون فهي متروكة للظروف .

يعني الشارع عم يغلي غليان و المآسي الموجودة بكل منطقة ثائرة لو حكينا عنها ما حنخلص .. سواء من القتل و القصف و الحواجز اللي بتهين آدمية الناس أو الاعتقال أو التعذيب الوحشي أو الاغتصاب ... و بيجي بطريرك ماروني بيتحاشى تسمية الأمور بمسمياتها لأ و بيعزف على نغمة النظام .. فأي ردة فعل بكونوا عم يحضروا للمستقبل .. لأ و الغريبة انو الجماعة بيحكوا و بنظروا عن العيش المتشرك و الوحدة الوطنية و حقوق الأقليات و الحريات ...الخ يعني متل ما بقول المثل نكاية بالطهارة بشخ بتيابو .

أنا -بعبر عن نفسي بس- ما عندي استعداد ابني مستقبلي مع طرف ما تألم لألمي .. مع طرف أنكر معاناتي و تجاهل دماء أنات أولادي .. بالله أي مستقبل ينتظرنا .؟


RE: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - elen faddoul - 06-20-2012

نوار أفهمك و أفهم غضبكم جميعاً انتم الذين تعانون وتحترقون
تشاهدون بأعينكم أو تعيشون بأنفسكم منذ سنة ونصف العذاب الذي لا يستطيع تخيله إلا السوريين
من جهتي وأتكلم عن نفسي
أتفهم معاناة أهلي السوريين أياً كان دينهم
أتخيل فقط تخيل
دون أن أجرؤ على المشاهدة قصداً لصورة واحدة من صور الشهداء
والصور القليلة جداً التي مررت بها خطفاً كانت من دون قصد
وما عدا فيديو البيضا الشهير وفيديو البطل الباسل أحمد بياسه و الفيديو الفاجع لنضال جنود لم أشاهد أبداً الفواجع التي عاشها السوريين
أتخيل فقط فينقبض قلبي
وأعرف كم يعاني السوريون
طفل يبكي من الجوع في إحدى القرى المحاصرة حتى لو كان والده أسامة بن لادن بالذات
وطفل محموم تضمه أمه إليها عسى دموعها تبرد الحرارة
عجوز ترتجف من البرد في شتاء هذا العام الذي كان بالصدفة قاسياً
هذه المشاهد لوحدها تجعل الحياد جريمة بغض النظر عن الاتجاه السياسي واختيار الوقوف في صف الأسد أو الثورة ضده
طبعاً مطالبة الثوار بالتسامح تحديداً وهم الذين عاشوا بأنفسهم أشد العذابات التي عندما لم تطلهم طالت أحباءهم يعتبر ضرباً من المثالية المفرطة، وبالأصل لا تتناسب مع من يعيشون في هذه الظروف فتقسو قلوبهم و تتبلد أحاسيسهم أثناء محاولاتهم التكيف مع تلك الظروف اللاإنسانية، لكنه الأمل بأن يقوم منهم العقلاء الذين لا نريد منهم إطفاء نار الحقد بل فقط بعدم النفخ فيها.
وقبل أن أنسى أجبتك عن الكرامة التي وفرها لي النظام مشكوراً و كنت قبل ذلك عرفت ماذا قصد رفيق بالكرامة فأجبته بما يود سماع الإجابة عنه:

اقتباس:المسألة مالها علاقة بالكرامة، وأقل من قلائل من يجرؤ على الحديث عن الكرامة التي حفظها النظام





RE: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - Rfik_kamel - 06-20-2012

(06-19-2012, 05:29 PM)elen faddoul كتب:  
اقتباس:للأسف وضع الجهاديون هذه الصورة الكاذبة أولا ثم لحسوها

الجهاديين ليسوا ملائكة، وبالنسبة لي تحديداً أعرف أن الغاية التي يظن البعض أنها تبرر الوسيلة، فإن استخدامها الخاطئ قد يدمر الهدف بذاته، لكن التعميم عندي إما أن يمتد ليشمل الطرفين أو فليسكت الجميع عن موضوع التلفيق الإعلامي على الأقل.


اقتباس:ولماذا الشخصنة يا إيلين

أنا لا أشخصن،
قرأت أكثر من مشاركة للملكة و وعدت بالذاكرة إلى أيام المداخلات والمواضيع الأدبية وحديث الروح. تذكرت الملكة على عرشها حيث تفضل الموت على التضحية بمكانتها أو بحريتها. فخطر لي أن أسأل الملكة عن مملكتها وعن كرامتها المحفوظة، هل اضطرتها الظروف يوماً أن تتذلل لأحد لإنقاذ من تحبهم، ام أن هناك كرامة أكرم من كرامة، وناس خلقت لتكون ملوك وناس خلقت لتكون عبيد
اقتباس:شوفي أهلك كيف عايشين بكرامتن واللا شو رأيك يرجعوا لأحضان الجهاديين!
ما من سوري يستطيع أن يجادل حول إتاحة الحرية الدينية للجميع، هذه النعمة إلى جانب الفزاعة الإسلامية المتطرفة جعلت غالبية الأقليات تفضل النظام الذي تعرفه على عيوبه على نظام شبيه بالأنظمة الإسلامية التي أذاقت الأقليات تحديداً الويلات.
وبالمناسبة زميل من عالم النت وهو من أوائل المسجلين في هذا المنتدى اسمه عبدالله دللو وهو ملحد من أصل مسلم أخبرني بما رأى بعينه عن فظاعات الثوار، من المفارقة هنا أن والده العضو السابق في تنظيم الإخوان المسلمين والذي هرب لسنوات خارج سوريا وحرم من رؤية أطفاله خلال تغربه، أكد أنه ضد ثورة من هذا الشكل.
هذا الزميل أخبرني قبل أيام فحسب أن سوريا تسير إلى الهاوية بفضل هؤلاء وأننا سنترحم على الحرية التي لم تكن تعجبنا كلانا أيام النظام الحالي.
اقتباس:بالمناسبة هل رأيهم من رأيك!
الأمر أكثر من معقد بكثير، أنا وأنت نجلس بملل أمام الكومبيوتر (تابليت كمبيوتر وفي أسوأ الأحوال لابتوب) نشارك بأسمائنا الحقيقية ونثور ونغضب فلا يهدئنا فنجان الكابوتشينو فنصطر لعمل فنجان لاتيه مكاياتو عساه يجلب الراحة لأعصابنا. وهم هناك يتحدون الموت ليكتب أحدهم جملة باسم مستعار على النت.
هذه هو الفرق
كل أهلي و أقاربي مع النظام لكن طبعاً يتعاطفون تماماً مع القتلى المدنيين، الوحيدة المسيحية التي أعرفها معرفة شخصية ضد النظام، هي مدرّستي السابقة و أم صديقتي وهي تعيش اليوم في أمريكا ، أظنها وصلت السبعين أو على أعتابها.
أهلي أنفسهم عاشوا الرعب من الجهاديين عندما وصل الإرهابيون إليهم، ومن المؤسف لكنه واقع ـ وأنا هنا لا أعمم على كل الثوار لكنني أتكلم عن حالة عاشها أهلي ـ
في منطقتنا الحدودية القريبة من لبنان هناك مجموعة قرى مسيحية متجاورة وتليها مجموعة قرى مسلمة لنصل إلى العريضة السورية ثم اللبنانية. ثوار تلك المناطق المسلمة هم للأسف من المهربين السابقين، ومن عاشر المهربين يعرف بالتأكيد أخلاقهم.
لا يهربون الموز وحليب الأطفال و الأرز كما كانوا يفعلون في الثمانينات العجاف، بل الدخان وسواه، أي ليس الجوع ما يدفعهم للتهريب ولا حتى تلبية الحاجات شبه الأساسية بل كماليات الكماليات وبيوتهم وسياراتهم تشهد.
المسألة كما قلت لك معقدة للغاية والدم عندي مقدس أياً كان صاحبه، والدم من الطرفين يسيل.
بالمناسبة أرسل لك تحديداً مقال سخيف كتبته منذ شهور وغيرت رأيي فلم أنشره في المجلة اللبنانية التي أعمل بها فبقي من دون تنقيح، لا حاجة بك أن تقرأه حرفياً يكفي أن تمر على السطور لتعرف رأيي شبه الدائم حول القضية السورية. تركته على شاشة الكومبيوتر فقط لأقرأ العنوان فأتذكر قبل أن أتمادى في الكلام عن الثورة سلباً أو إيجاباً ، لأن سوريا في النهاية هي لجميع السوريين.





سوريا لا بديل عن الحوار

ايلين فضول

[/code][/php]في أحد الأفلام الشهيرة للفنان عبد الله غيث التي يلعب فيها دور رئيس عصابة تتقاتل مع عصابة أخرى وتلعب الدولة في الفيلم دور الحكم الذي يحاول إدارة الصراع لا حله لأسباب ليست خافية على أحد. تصل عمليات القتل المتبادلة إلى ابن رئس العصابة الذي يصر على الانتقام المروع لمقتل ولده، مدفوعاً بالاعتقاد ـ ربما ـ أن دماء الرجال الآخرين الذين قتلوا من كلتا العصابتين ماء أو في أحسن الأحوال درجة ثالثة بالمقارنة مع دماء ابنه المقدسة. يتدخل رئيس الأمن بين رئيسي العصابتين عند هذه المرحلة فيأمرهما بالتصافح كدليل على إنهاء الصراع، ويحث عبد الله غيث على مديده لمصافحة قاتل ولده، فيقع الرجل أسير صراع دافعين، لا يستطيع أن يضع يده في يد قاتل ولده ولا يستطيع أن يعصي أمر مدير الأمن لتنقذه الجلطة من هذا الموقف. واليوم في سوريا وبعد أن أصبح كل سوري مهما كانت آراؤه مكلوماً بفقد ابن أو أخ أو قريب أو حتى صديق، ولامناص للجميع من الجلوس على مائدة الحوار والتصافح لا لأن قوة عليا تطلب ذلك بل لسبب أهم بكثير، هو أن كل سوري سيبتلى بعد ذلك بفقد أشخاص آخرين عزيزين عليه بالتأكيد، وستتضح متأخرة لا جدوى الانتقام لفقد ابن إذا كان ثمن هذا الانتقام هو الأخ أو الابن الثاني. وبعد ما يزيد عن الأحد عشر ألف قتيل وتدمير سوريا التي ستحتاج ما لا يقل عن عقدين لاسترجاع حالها كما كانت لا كما يجب أن يكون فإن تسليم كافة الأطراف هو الحل الوحيد.
لللسوريين في لبنان الجارة القريبة منهم أو خاصرة سوريا كما يسميها معظمهم للتأكيد على الارتباط الوثيق بين البلدين الذي يتجاوز الجغرافيا ليصل إلى التاريخ والعلاقات الاجتماعية والقربى والنسب بين البلدين، بعد عقدين من التناحر والمجازر التي طالت الجميع ، عرف الجميع أن نتيجة الحرب الأهلية يدفعها حتى المنتصرون، ففي الحروب الأهلية الكل خاسرون، لأن الوطن في النهاية هو الذي سيصيبه أشد أذى على الصعيد الدولي خصوصاً. بعد عقدين على الحرب ذاق فيها اللبنانيون الويلات وتشردوا في أصقاع الأرض، واستضاف السوريون بعضاً منهم فسمعوا من لسان الذين عانوا شخصياً لا من وسائل الإعلام، كيف تحوّل الحرب الجميع ذئاباً، وكيف يسود قانون الغابة ليأكل كل رجل أخاه قبل أن يأكله هو الآخر. عرف السوريون وقتها أن الملوم الأول هم اللبنانيون الذين سمحوا لمصالح الدول الخارجية أن تحركهم كقطع الشطرنج، فتعبث بهم وتقود صراعاتهم لتجني بعد ذلك أرباحها على حساب دمائهم. ليجلس في النهاية المتقاتلون إلى طاولة الحوار وفي ذمة كل طرف عشرات الآلاف من القتلى مدين بها للآخر..
واليوم وبعد كل هذاالعدد من الضحايا الفعليين والمحتملين، لم يعد من المجدي التساؤل عن السبب الحقيقي للثورة، فالأخطاء المتعددة التي قادت المظاهرات السورية السلمية في بدايتها وحولتها إلى ثورة مسلحة بعد ذلك معروفة. و القيادة السورية بلسان أعلى سلطة فيها أقرت بأحقية مطالب المتظاهرين، وسواء كان الخطأ من القيادة العسكرية والأمنية بالرد العنيف للغاية على المظاهرات السلمية أم كان هناك بالفعل مندسين توّلوا قطع شعرة معاوية بين السلطة والمتظاهرين. وسواء كان الانتقال إلى الثورة المسلحة خيار شعبي أم مؤامرة خارجية، فالنتيجة واحدة: سوريا تسير بخطا حثيثة (للأسف) نحو الحرب الأهلية التي سيكون الجميع وقودها، ومهما طال الصراع سيضطر جميع الفرقاء في النهاية إلى الجلوس على مائدة الحوار،لأن كل تأخير يعني المزيد من الخسائر المادية.
المشكلة كما هو معروف معقدة للغاية وعمرها أكثر من أربعين عاماً، وفي حين هلل الكثيرون للإصلاحات الماراثونية التي يقوم بها النظام الحاكم في سوريا، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون الإعلان عن قرار أو مرسوم طالما انتظرته الجماهير، يخاف آخرون من توقف عجلة الإصلاح حالما يتوقفون وبيدهم الحق لأن دولة القانون لا الأمن لم تنضج بعد. ربما يكمن الحل في الثقة التي يجب أن يعطيها كل الطرفين للآخر، ولا جدوى من التخوين أو الاتهامات المسبقة بأن الطرف الآخر لن يلتزم بالاتفاق، فثمن الدماء غالٍ جداً، ليس فقط حياة من قتلوا وسيقتلوا (وهي طبعاً لا تقدر بثمن) ولا آلام الأمهات الثكلى والآباء المنكوبين والأرامل والأيتام (وهي أحزان لن تمحيها الأيام بسهولة) بل أن الثمن الأفدح هو في آثار الأزمة على الجيل الجديد أطفالاً ويافعين، كيف يمكن لأولئك للأولاد أن ينموا نمواً سليماً بعد أن عاشوا على صوت القنابل والرصاص شهوراً عديدة؟ كيف يمكن لهم أن يثقوا بغد مشرق وهم من عانوا الجوع والعطش والمرض وربما مات أحد أحباءهم أمام أعينهم؟
بغض النظر عن الفاعل وسواء كان عضواً في عصابة إرهابية تكفيرية تعتقد أنها بقتلها المخالف تفعل خيراً تثاب عليه حسب الشهادة الرسمية، أو كان أحد عناصر جيش النظام مدفوعاً بأوامر قادته كما تصر المعارضة، فالنتيجة هي أجيال لن يتاح لها فرصة النمو النفسي والجسدي السليم، و كم سيعاني الأطفال من اضطرابات انفعالية وهم من رأوا العنف والموت أ و على الأقل صار الحديث عنهما موضوع الأسرة شبه اليومي، كيف له أن ينضج عقلياً و أخلاقياً بعد لحظات وربما شهور الرعب التي عاشها فقط لأن سوء حظه جعل أسرته تسكن في أحد منطقة اشتعلت بعد ذلك، فلا يكفي أطفال تلك المناطق هو حصولهم بالكاد على الحاجات الأساسية ليحروموا حتى منها أثناء الثورة، لتصبح المدرسة والكهرباء من الكماليات. كيف يكن لهؤلاء المساكين أن يؤمنوا بالمستقبل؟ كل أطفال سوريا طالتهم الأزمة والفارق هو فقط في درجة الإيذاء الذي أصابهم. والتشديد هنا على الأطفال دون غيرهم ليس فقط لأنهم من دفعوا الثمن وهم أبرياء تماماً، بل لأنهم هم من سيتولوا بناء سورية وهم من سيقودون سوريا عندما يصلوا مرحلة الشباب والنضج.
كيف يمكن للأبناء أن ينسوا أحقاد الآباء وأحاديثهم التي طالما رددوها ليتبادل الجميع الاتهامات، فيجعل كل طرف خصمه عدواً وشيطاناً يخطط ليل نهار للإيقاع بكل من يخالفه لا يتوانى عن ارتكاب أشد الجرائم وحشية في حق أي مخالف أو ابن مخالف حتى لو كان رضيعة لا تجاوز الأشهر أو عجوز تجاوز التسعين. والمصيبة ليست في النسيان وحده بل هي في التبريرات التي قد يسمعها من الأهل حين السماع بحادثة مماثلة حلت في طرف خصومهم. كيف يمكن لرجال المستقبل أن يتعاونوا مع من اتهمهم آباؤهم بارتكاب أشرس الجرائم، هل سيجسر في المستقبل أي فرد على السكن في منطقة غالبية أفرادها من دين معين وهل سيجرؤ على استئجار مكان عمل في هذه المناطق، كما كانت تفعل الغالبية العظمى من السوريين قبل عام مضى، أم أن حسابات الجيل الجديد ستنصب على التكتل في منطقة واحدة ليسهل الدفاع عنها في المستقبل إذا تكررت نفس المأساة الحالية يوماً ما. وسيعلمون أبناءهم أن يلتزموا في علاقاتهم مع بني طوائفهم لأنهم الأفضل والأكثر أماناً، وليبتعدوا ما أمكن عن أبناء الطوائف الأخرى الشريرة التي استلبت أملاكهم يوماً وقتلت أجدادهم وربما انتهكت أعراض جداتهم يوماً. للأسف لا تشغل هذه الأسئلة المتقاتلين الذين يفكرون في الانتصار الآني الضيق دون إيلاء اهتمام يذكر للخسائر البعيدة المدى والتي ستطول كثيراً للأسف ويعانيها كل السوريين بمن فيه أبناؤهم وأحفادهم.
يصر البعض على أن الخسائر جزء لا يتجزأمن المعركة التي يتمنون الانتصار فيها ! لكن معظمهم لا يولي اهتماماً لإجابة الأسئلة حول أية معركة وكم هو حجم الخسائر التي سيدفعونها نظير انتصارهم، وإذا كان النصر في المعركة المفترضة يفترض التقدير الصحيح لقوة الخصم (لا العدو لأنه قد يكون أخاً أو جاراً أو صديق) والمعرفة الواقعية بالقدرات الذاتية قبل البدء بخوض الحرب هي من بديهيات أي معركة. ومع التقدير الشديد والإجلال الفائق الحدود لمن هو مستعد أن يدفع دمه في معركة يعتقد أن المشاركة بها حق يثاب عليه، فإن مقياس الأمور يجعل أكبر المنتصرين خاسراً إذا تم الاعتماد على حساب الخسائر الكلية، فالصديق سوري والعدو السوري وكلهم كانوا حتى أمس يتبادلون الزيارات ويسكنون في حي واحد و يعملون مع بعض وعند بعض و بينهم علاقات المصاهرة ـ حتى ولو على نطاق ضيق ـ لهذه الأسباب ولأسباب أخرى كثيرة لا بديل أمام السوريين عن الحوار حول طاولة مستديرة، وتأخيره أملاً في حسم المعركة ليس إلا إعطاء فائض من الوقت لشياطين التفاصيل حتى تقتنص المزيد من أرواح أخوتهم و تشعل روح العداء بفعل الخسائر المستمرة للأحباب والأصدقاء.

وصلني حقي زميلتي العزيزة وشكرا لوقتك وتوسعك في الرد


RE: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - Rfik_kamel - 06-20-2012

(06-19-2012, 06:26 PM)نوار الربيع كتب:  
(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  ليس تماماً لأن الإسلام هو دين الغالبية السورية، والرئيس منتخب من الغالبية
يعني هي نفسها .. إذا الأغلبية الاسلامية فوضت مسيحي للرئاسة فشو المشكلة .؟ بكل الأحوال أقلية و لا أغلبية ففيها انتقاص من حقوق البقية .. نحن كنا عم نناضل من أجل سوريا الحرية و العدالة و المساواة بين الجميع بغض النظر عن طوائفهم و أعراقهم و مذاهبهم .

عندما نكون في نظام محاصصة طائفي فنعم .. سنقول أن موقع الرئاسة للسنة بحكم أنهم الأغلبية و ربما عندها تكون رئاسة الحكومة من نصيب المسيحيين و رئاسة مجلس الشعب بيد العلوين .

(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  المسألة مالها علاقة بالكرامة
فقط الحرية الدينية المتاحة
فيه فرق بين الحرية الفكرية والحرية الدينية كجزء من الحرية الفكرية، والنظام وفر الجزء فقط لأسباب مختلفة ومعروف معظمها
بس كان سؤال "رفيق" عن الكرامة اللي موفرها النظام ..أنا بحب عيده, هل النظام موفرلكن كرامة .؟
(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  أفهم غضبك وغضب سواك من كل محايد، وأفهم معنى الحرمان ربما من الأساسيات في الحياة لأكثر من عام ونصف، والحياد في المسائل الأخلاقية جريمة. لكن فقط في المسائل الأخلاقية الإنسانية تحديداً
طيب المشكلة عم نشوف أغلبية من أقليات محيدة نفسها بالمسائل الاخلاقية و الانسانية .,. مع الأسف .
(06-19-2012, 06:08 PM)elen faddoul كتب:  من حسن الحظ بالتأكيد أنك تتكلم باسم نفسك لا باسم الثور
أنا بحكي باسمي .. بس كمان عايش بنبض شارع الثورة و عم أرصد ردات الفعل بدقة .

الشغلة مابدها .. لكل فعل رد فعل و بالنهاية في ثمن أو أثمان ستدفع .. أما أيمتى و كيف و شلون فهي متروكة للظروف .

يعني الشارع عم يغلي غليان و المآسي الموجودة بكل منطقة ثائرة لو حكينا عنها ما حنخلص .. سواء من القتل و القصف و الحواجز اللي بتهين آدمية الناس أو الاعتقال أو التعذيب الوحشي أو الاغتصاب ... و بيجي بطريرك ماروني بيتحاشى تسمية الأمور بمسمياتها لأ و بيعزف على نغمة النظام .. فأي ردة فعل بكونوا عم يحضروا للمستقبل .. لأ و الغريبة انو الجماعة بيحكوا و بنظروا عن العيش المتشرك و الوحدة الوطنية و حقوق الأقليات و الحريات ...الخ يعني متل ما بقول المثل نكاية بالطهارة بشخ بتيابو .

أنا -بعبر عن نفسي بس- ما عندي استعداد ابني مستقبلي مع طرف ما تألم لألمي .. مع طرف أنكر معاناتي و تجاهل دماء أنات أولادي .. بالله أي مستقبل ينتظرنا .؟
هناك دماء تسيل على الجانبين, لكن من الجريمة أن تبرر الإعتداء وتحرض على أي مجموعة تختلف معك
ما فعلوه الأنذال بالأحياء المسيحية ونقل الجهاديين للمعركة إليها من أجل هدمها على رؤوس أصحابها ونهبها وسلبها وتهجير أبناءها واضح كالشمس

صوت المعركة أعلى من أي صوت سيعود على الفاشييين بالوبال لكن هذا هو أنتم وسيأتي يوم تعود به على أصحابها




الرد على: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - الملكة - 06-20-2012

نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم على صفحتها الاولى تحقيقاً عن مجزرة الحولة في ريف حمص والتي راح ضحيتهتا 108 مدنيين بينهم 49 طفلاً. ويسأل معد التحقيق مارتن فليتشر في البداية "كيف مات اطفال الحولة؟" وهذه هي اجابته: "لم يُقتل أطفال الحولة بالقصف العشوائي. فقد كشفت الأمم المتحدة النقاب أمس عن انهم قتلوا واحدا بعد الآخر. جاءت الميليشيا ليلا مسلحة بالبنادق والسكاكين، وتم إعدام الاطفال بطلقة في الرأس وخنجر على الرقبة.


RE: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - نوار الربيع - 06-20-2012

(06-20-2012, 02:16 AM)Rfik_kamel كتب:  صوت المعركة أعلى من أي صوت سيعود على الفاشييين بالوبال لكن هذا هو أنتم وسيأتي يوم تعود به على أصحابها
سنطهر سوريا من رجسكم و نحن الأعلون في هذه البلاد .. أحفاد خالد و المثنى و القعقعاع .

لنتحتكم إلى السلاح الآن و ليخرج الأعز منا الأذل .



RE: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - salem mohamed - 06-20-2012

كل من تعز عليه قيم العدالة والحرية وكرامة البشر يمكنه أن يقول عن ثوار سوريا أولئك إخواني فجئني بمثلهم...
المفكر العربي عزمي بشارة


الرد على: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - الملكة - 06-21-2012

عزمي بشارة أرخص مفكر اشترته قطرائيل


RE: الرد على: مصور ايطالي يؤكد ان صور منشورة عن مجزرة الحولة هي صور لمجزرة في العراق - salem mohamed - 06-21-2012

(06-21-2012, 12:20 AM)الملكة كتب:  عزمي بشارة أرخص مفكر اشترته قطرائيل

طبعا كل من يتكلم عن قذارة واجرام النظام العلوي الوراثي يصبح رخيصا لديكم