حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
عندي سؤال - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: عندي سؤال (/showthread.php?tid=50101) |
RE: عندي سؤال - فلسطيني كنعاني - 03-12-2013 للأسف .... بدلا من ان نرى بينة أو حجة على الإدعاء ، نرى محاولة لتصدير الأزمات و لم نلقى أي إجابات على تساؤلاتنا . الزميل المحترم محمد الجزار ، العجز و الجهل لن يكونا أبدا حجة أو دليلا ، ما تفعله هو أنك تختصر عجزك و جهلك في تفسير كثير من الظواهر و الأسئلة المحيطة بك في هذا العالم في عدة احرف " الله " ، بالنسبة لك هذه إجابة مريحة فهنيئا لك ، لكنها بالنسبة لنا ليست إجابة أصلا ، بل وهما لا يجيب عن اي شيء و كذب على الذات. إذا كان البشر لا يعرفون بعد اصل الكون ، فهذا حافز على البحث بدلا من تعليق ذلك على قوى غيبية نتيجة العجز و الجهل. اقتباس:.أحس أنهم يريدون دليلا حسيا.هم يستعملون الحواس الخمسة فقط الادراك البشري ليس ضعيفا بالشكل الذي تصوره ... فالحواس من الممكن توسعتها ، و ليست محدودة ، فعينك لا ترى البكتيريا و لا ترى المجرات و لكن هذا يصبح ممكنا و سهلا بالميكروسكوب و بالتلسكوب . لماذا ليس هناك تواصل مع البشر من قبل هذا الإله المزعوم ؟ لماذا تواصله محصور مع جهلة و اميين من العصر البرونزي ؟؟ اقتباس:أنك سبحانك جل شأنك وعظم سلطانك موجود.يوجد في مصر نوع ضئيل الحجم من الطيور اسمه أبو الفصاد شبيه بالعصفور.ينقر في الأرض بحثا عن غذائه.وبعد ذلك أراه يلعب ويستلقى علي ظهره ويرفع رجليه في الهواء.وسألت أحد الفلاحين عن سبب رفع رجليه لأعلي فقال لي ان أبو الفصاد بهذه الحركة يريد أن يقول انه يرفع السماء برجليه. مثال اخر على التفسير الأسطوري ...... اقتباس:أو هكذا يتخيل.هل ركب أحدكم الطائرة وكان مقعده بجوار النافذه ونظر في الفضاء اللانهائي وأحس كم هو ضئيل الانسان في هذا الكون.أنتم تعلمون أن المجموعة الشمسية التى توجد بها الأرض تعد شيئا ضئيلا بالمقارنة بالأجرام التى يعج بها الفضاء ولا يعلم منتهاها الا الله,هو الذى خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى الي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيئ عليم. لسنا جهلة و نعلم ذلك ضالة حجم الارض و حتى المجرة و عرفنا ذلك من العلم ؟؟ و لكن ما هي السبع سماوات ؟؟ و ما دليلك عليها ؟؟ أم انها سبع سماوات و السلام ؟؟ اقتباس:أنتم تسمون أنفسكم لادينيون.وهذا مصطلح غريب.لأنه عبارة عن نفي.أذا سألت أحدا عن هويته الدينية مثلا واجابك بأنه لا ديني.يكون الأمر غريبا.لماذا لا يقول انه ملحد مثلا ويخلصنا من هذا الالتباس.هو ينكر وجود الخالق أي يجحد وجوده.هو اذن ينفي.هو معارض.هويته هي الانكار والجحود والالحاد والنفى.يعنى كافر؟ يمكن أن تكون صعبة وصادمة بعض الشيئ.لأنها محملة بايحاءات سلبية. هناك فرق كبير في المصطلحات .... و جهل البعض بها يؤدي للإلتباس. فمن لا يؤمن بوجود إله .. هناك الملحد و هناك اللأدري و الفرق بينهم ليس كبيرا برايي ... سوى أن اللادري لا يكترث بالأسئلة الوجودية. و من يؤمن بإله ... و عندك الربوبيين و هم لادينيون يؤمنون بوجود إله أو قوى خالقة دون الإيمان بأديان ، و ينقسمون ايضا لنوعين فمنهم من يؤمن بإله شخصي ( يكترث لماا تفعل بحياتك ) ، و النوع الاخر لا يؤمن بإله شخصي .... أي أن الخالق خلق الكون و تركه. اقتباس:أنا لا أحلم بأن أحول اللا دينين في النادي الي مؤمنين.ولا أظن أن ذلك ممكن الحدوث.ان الذين يريدون أن يدخلوا الاله الي المعمل كي يجروا عليه تجاربهم لا يمكن أن يحصل منهم ايمان. كل ما سالناك إياه هو دليل وجودي ..... هل المطلوب منا تصديق نصوص قديمة من العصر البرونزي ؟؟ ايام انتشار الجهل و الدجل و التفكير الاسطوري؟؟ اقتباس:بعض البشر توجد أجزاء من حواسهم معطلة.اما عن قصد أو عمد أو بسبب عاهات.أقصدحواس الاستقبال وهي النوافذ التى يتفاعل بها الانسان مع العالم الخارجي عنه. العقل و الخيال موجود عند كثير من الحيوانات .... ذكاءها اقل من البشر ، فالفهد مثلا يخطط للحظة الهجوم على فريسته . تعريف الإيمان الذي تطرحه هو تصديق بعض الامور من غير دليل ..... و لذلك أشرت للخيال. اقتباس:أتوقع أنه توجد منظومة فكرية لدي اللاديني جعلته لا يؤمن بوجود الخالق.ولكن هل لديه تفسير لمن صنع هذا الكون وأبدعه؟ و هل تعتقد أن ما تصدقه و تطرحه يعتبر تفسير ؟؟ السؤال عن الكون سؤال مطلوب من العلماء إجابته ..... و كوننا كبشر ما زلنا لا نملك جوابا لا يعطي اي دليل لمزاعم أسطورية ، فلماذا لا ترى أن الكون أزلي إذا كنت تفترض أن الإله أزلي ؟؟ اقتباس:المفكرين والفلاسفة الكبار مثل أرسطو توصلوا بتفكيرهم العقلاني الحر والمجرد الي وجود خالق واله لهذا الكون.وذلك بسلسلة منطقية وبراهين عقلية و لماذا يجب علينا ان نتبع ارسطو في هذا الزمن ؟؟ ارسطو ايضا كان يعتقد أن المادة في العالم هي من تراب و نار و هواء و ماء !! و هناك فلاسفة من زمن ارسطو .....لا يرون وجود خالق و أشهرهم الفيلسوف الإغريقي أبيقور Epicurus و هذه ترجمة لاشهر مقولاته .... هل يريد الله ان يمنع الشر , لكنه لا يقدر ؟حينئذ هو ليس كلى القدرة هل يقدر , لكنه لا يريد ؟حينئذ هو شرير هل يقدر ويريد ؟فمن اين يأتى الشر اذن ؟ هل هو لا يقدر ولا يريد؟ فلماذا نطلق عليه الله اذن؟ الرد على: عندي سؤال - محمد الجزار - 03-12-2013 الإيمان بالله والدلائل العلمية على وجود الله. الإيمان بالله و الدلائل العلميـة علـى وجـود الله الإيمان بوجود الله فطرة في النفس الإنسانية ، وهو أمر ضروري يحصل للإنسان كثمرة من ثمرات مواهبه العقلية1 . فمن الأمور المتفق عليها أن كل شيء له علة توجده ،أو صانع يصنعه ، فإذا نظر الإنسان إلى الكون و استعرض ما فيه من كائنات حصل له علم ضروري بأن هذه الكائنات لم بوجد صدفة بل لابد لها من موجد أوجدها البرهان على وجود الله " اعتقاد الأفراد و النوع الإنساني بأسره في الخالق اعتقاداً اضطرارياً قد نشأ قبل حدوث البراهين الدالة على وجوده ، و مهما صعد الإنسان بذاكرته في تاريخ طفولته فلا يستطيع أن يحدد الساعة التي حدثت فيها عقيدته بالخالق،تلك العقيدة التي نشأت صامتة و صار لها أكبر الأثر في حياته . فقد حدثت هذه العقيدة في أنفسنا ككل المدركات الرئيسية على غير علم منا. ولا شك إنها تحت تأثير أغاني الأمومة و الدروس و البحث ، أو بالتغييرات التي تحدثها الأحوال على أرق عواطفنا ... و كل ما يحدث في طفولة الإنسان يحدث نظيره في طفولة الأمم ... فالتاريخ يرينا الناس حاملين عقيدة فطرية على وجود قدرة خالقة للعالم و حاكمة بين الناس بالعدل ، تكافئ على الحسنة و السيئة سواء في هذه الدنيا أو في الحياة المستقبلية "2. تطور الإنسان القديم في مجال الاعتقاد بالله و انتابته الشكوك في الخالق ، فأرسل الله أنبياء تباعاً لإرشاد الناس إلى الطريق القويم و أيدهم بالمعجزات ، وهي الأفعال التي فاقت مقدور البشر ليستجيب الناس لهم و يصدقوهم بأنهم مرسلون من عند الله ، فيهتدوا بعد الضلال الذي لازمهم أما العقل البشري البري اليوم فلم تعد المعجزات تؤثر فيه ذلك التأثير الكلي كما كان بالأمس ، بل أصبح العقل و الإقناع هما السبيل الأول للفكر الإنساني المعاصر ، و لهذا كان على (الدين ) أن يبرز أدلة جديدة على وجود الخالق. وقد كان من المحال على الإسلام ما ادعاه الأب تيري الذي قال :" حرم النبي محمد صراحة أي استعمال للعقل في المشكلة الدينية لأن وجود الله لا يمكن البرهنة عليه و الاجتهاد فيه ، وانطلاق العقل ليس من الواجبات الأساسية في القرآن "3 وهذا القول كما سيتبين لنا ـ فيما بعد ـ لا يمت إلي الحقيقة بصلة . ومن المدهش أن الدلالة على الخالق ، و الآيات القرآنية التي دعت إلى الإيمان بالله ارتكزت على العقل و الفطرة الإنسانية و جعلنهما سبيل المؤمنين في تدعيم إيمانهم . وها نحن سنعرض هذه الأدلة ونترك للقارئ أن يحكم بنفسه على مدى قوتها ، و كيف راعى الإسلام تطور العقل البشري الذي توصل إلى الكشف عن كثير من أسرار هذا الكون الذي يشهد بأن هناك خالقاً حكيماً أبدع كل شيء على الصورة وهذه السنن البالغة نهاية الدقة والنظام . هذا الكون آية على و جود الله من أعظم الدلائل على وجود الله : خلق الكون ، فالأرض التي نعيش عليها و المجموعة الهائلة من النجوم التي تتراءى لنا تبهر النظر عند التأمل فيها، فتقف النفس أمامها حائرة تسودها الرهبة و يسيطر عليها الإعجاب ، فتزداد إيمانا بعظمة الخالق . و القرآن الكريم كثرت فيه الآيات التي تدعوا الإنسان بأن يوجه نظره إلى خلق هذا الكون ـ من سمائه و أرضه ـ و تدعوه إلى التفكر في أسراره ليدعم إيمانه ويطرد الشك من نفسه قال الله تعالى ( قل انظروا ماذا في السماوات و الأرض و ما تغني الآيات عن قوم لا يؤمنون ) يونس : 101، و قال تعالى ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض و ما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون ) الأعراف :185 . فالقرآن يصرح بأن الإلحاد إذا استمر بعد النظر في هذا الكون و ما فيه من حكم و أسرار تدل على التصميم و على وجود خالق له ، فليست هناك أدلة أقوى من هذه ،كما أنه لن يؤثر في الملحدين أي دليل آخر . فالمؤمنون هم الذين يستدلون بخلق هذا الكون على وجود الله ، جاء في القرآن خلق الله السموات و الأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين ) العنكبوت :44 و جاء أيضاً إن ّفي خلق السموات والأرض لآياتٍ للمؤمنين )الجاثية : 3 . ولكن ما هذا الكون ؟ يقول علماء الفلك :إن الأرض ليست إلا فرداً من أفراد الأسرة الشمسية ، و الأسرة الشمسية ليست إلا فردا من أفراد المجموعة المجرية ، و المجموعة المجرية ليست إلا فرداً من مجموعة المدن النجومية التي في الفضاء ، ثم إن هناك أيضاً نيازك و شهباً و أقماراً و مذنبات ثم ما هو عدد النجوم في مجرتنا وهي ما يطلق عليه " درب التبانة "و هي التي تنتسب شمسنا و كواكبنا إليها ؟ فإذا نظرنا إلها بالعين المجردة فإن العدد الكلي لهذه النجوم التي تظهر في نصف الكرة الشمالي أو ما يظهر في النصف الجنوبي ـ لا يزيد على ستة آلاف . ولكن إذا نظرنا إلها خلال المناظير فان الموقف يتغير تغيراً تاماً ، فالعالم الفلكي كابتن يقدر عددها بـ :40000مليون نجم4 و ترتقي في تقدير شايبل5 إلى 100000مليون نجم ، وقدر عدد المجرات بما يزيد على 100مليون مجرة تحتوي على ملايين النجوم المشتعلة . و ما هي أحجام هذه النجوم بالنسبة للشمس ؟ فالشمس نجم كسائر ما نرى في السماء من نجوم وهي إن تراءت لنا نجماً متوسطاً ، فأصغر النجوم التي اكتشفت للآن نجم (فان مانن) إن زاد قدره عن الأرض فلا يزيد إلا قليلاً ، فمليون من مثل هذا النجم يمكن إن يزج فيه في الشمس ويبقى محل لغيره ، وهناك نجم منكب الجوزاء هو من العظم بحيث يمكن أن يزج فيها بملايين كثيرة من كالشمس في الحجم و زيادة . ثم ما هي أبعاد هذه النجم عنا ؟ أن المجموعة الشمسية التي تنتسب لها الأرض تكاد تكون منزلة انعزالاً تاماً في الفضاء بالنسبة لما تبعد عنها النجوم الأخرى ، و إليك البيان : الشمس تبعد عنا أقل من 93مليون ميل أي أبعد 400 مرة تقريباً من القمر ، أما إذا احتجنا أن نقيس أبعاد النجوم الأخرى فلا يكفي الألف مليون بل لا بد من مليون المليون ، و لهذا اتخذ علماء الفلك من سرعة الضوء وحدة للقياس وقدّرها العلماء 186000 ميلاً في الثانية . فأبعد الكواكب السيارة و هو (بلوتوا) الذي ينتسب للمجموعة الشمسية يستغرق الضوء المنبعث منه إلينا ما بين أربع ساعات و خمس مع أن الضوء الآتي من أقرب النجوم يستغرق ما بين أربع سنوات و خمس ، وأقصى ما توصلت المراصد إليه و آلات التصوير الحساسة رؤية مجموعات من النجوم تبعد عنا بمدى ألفي مليون سنة ضوئية . و مما يلفت النظر أنه قد تبين أن مجموعتنا النجمية تدور ببطء حول محورها المركزي ، و لقد وجد أيضاً إن المجامع النجمية الأخرى في حالة دوران مشابهة6 . إن هذه البلايين من النجوم الموزعة توزيعاً منتظما ً في هذا الكون وتحركاتها وفق قانون معلوم بحيث لا يصطدم ببعضها لبرهان على وجود الله لا يقف أمامه برهان ، وهذا ما استدل به القرآن : فلا أقسم7 بمواقع 8النجوم .و إنه لقسم لو تعلمون عظيم الواقعة : 75. و إن في قوله تعالى : لو تعلمون عظيم لشاهد على أن القرآن وحي إلهي ، فهذا التعبير لم يدرك إلا علماء الفلك حديثاً وذلك بعد اختراع المناظير الضخمة التي أرتهم من عجائب الكون ما كان خافياُ . يقول انشتاين :" إن ديني يشتمل على الإعجاب المتواضع بتلك الروح العليا غير المحددة و التي تكشف في سرها عن بعض التفصيلات القلية التي تستطيع عقولنا المتواضعة إدراكها وهذا الإيمان القلبي العميق والاعتقاد بوجود قوة حكيمة عليا نستطيع إدراك خلال ذلك الكون الغامض يلهمني فكرتي عن الإله "9. ويقول الدكتور ماريت ستانلي كونجدن10 : أن جميع ما في الكون يشهد على و جود الله سبحانه و يدل على قدرته ، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها حتى باستحداثها الطريقة الاستدلالية فاتنا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته 11. ألا يحق لنا أمام هذا الكون و ما تكشف لنا حقائقه أن نؤمن إيمانا عن عقل واقتناع لخالقه، و نردد ما جاء في القرآن في تقرير هذه الحقيقة: إن في خلق السموات و الأرض واختلاف الليل و النهار لآيات لألي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً و على جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً آل عمران :190 ، 191. الليل و النهار آيات على وجود الله جاء في القرآن الكريم : و من آياته الليل و النهار و الشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون فصلت : 37. فاختلاف الليل و النهار هو من تأثير دوران الأرض حول نفسها ، و هذا الدوران من الآيات الباهرة التي تدل على وجود الله ، ذلك لما يتراءى للناظر من الدقة في دوراتها بحيث لا تخطئ ثانية من الثواني . إن ساعة من معدن بزن جرامات معدودة تدور فتخطئ في اليوم بضع ثوان و مع ذلك نقول عنها ما أضبطها، فما أمر ساعة و هي هذه الكرة الأرضية جرمها ملايين ملايين الملايين من الأطنان تدور فلا تخطئ في اليوم ثوان و لا أعشار ثوان و لكن بضعة أجزاء من ألف من الثانية وتخطئها لأسباب معلومة محسوبة فما هي بأخطاء . ودوران لأرض له تأثير عظيم على الحياة على سطح هذه الأرض ، فلولا هذا الدوران المنتظم لفرغت البحار و المحيطات من مائها ، و لو دارت الأرض أتسرع مما تدور لتأثرت المنازل و تفكك ما على الأرض ، ولو دارت الأرض أبطأ مما لهلك من عليها من حر و من برد12. و القرآن الكريم أشار إلى دوران الأرض بهذه الآية الكريمة و نبه الأنظار إلى دقة دورانها و ترى الجبال تحسبها جامدة و تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء النمل : 88. صوّر الله في هذه الآية حركة الأرض و يدورانها بمرور الجبال التي هي أبرز ما على الأرض و هذا يستتبع دوران الكرة الأرضية لأن الجبال ملتصقة فيها . والشمس هي الآية الكبرى على وجود الله و التي سخرها الله لحياة جميع الكائنات الأرضية ، فمن أين تأتي بوقودها ؟ إن كانت تنفق من مخزن في باطنها إذن لانخفضت درجة حرارة الشمس عاماً بعد عام ، و معنى هذا أن عمر الشمس لن يمتد كثيراً ، و لكن إذا نظرنا إلى الماضي البعيد رأينا الشمس أعطت الأرض من الحرارة بمقدار لا يزيد ولا ينقص في الحدود التي يعيش فيها النبات و الحيوان و الإنسان . لابد إذن من شيء يعطي للشمس من الحرارة ما تفقد منها و يستمر في إمدادها بمقدار معين فيحرق و لا ينقص فيجمد . والقمر الذي سخره الله لنا لحساب الزمن وجعله منيراً في الليل وما يستتبع هذا من فائدة للكائنات الحية ، ألا يدل على وجود إرادة إلهية خالقة و جود التصميم في الطبيعة هذه السماء تحميه من بلايين النجوم المشتعلة و الكواكب السيارة التي يحفظها قانون الجاذبية من إن تتصادم أو يرتطم بعضها بكوكب السيارة التي يحفظها قانون الجاذبية من إن تتصادم أو يرتطم بعضها بكوكبنا الأرضي الذي نعيش عليه فتنسفه ، هذه الكرة الأرضية التي نعيش عليها و ما فيها من نبات و حيوان سهول وجبال وبحار كل ذلك يسير منفعة الإنسان إن ذلك من البراهين القوية على وجود قدرة إلهية حكيمة و على بطلان مزاعم الماديين بأن الكون وجد اتفاقاً وصدفة . يقول العلامة أ.كريسي موريسون " إن استعراض عجائب الطبيعة ليدل دلالة قاطعة على إن هناك تصميماً و قصداً في كل شئ ، و ثمة برنامجاً ينفذ بحذافيره طبقاً لمشيئة الخالة جل و عز "13 و يقول : إن حجم الكرة الأرضية ، و بعدها عن الأرض ، وبعدها عن الشمس ، و درجة حرارة الشمس أشعتها الباعثة للحياة ، و سمك قشرة الأرض و كمية الماء ، و مقدار ثاني أكسيد الكربون ، وحجم النتروجين ، و ظهور الإنسان و بقاء الحياة كل أولاء تدل على خروج النظام من الفوضى وعلى التصميم والقصد 14إت هذا التصميم و القصد هو الذي لفت القرآن إليه الأنظار في آيات كثيرة نذكر منها قوله تعالى : إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل ، و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ، و ما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها و بث فيها من كل دابة و تصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يوقنون البقرة : 164 . فالأرض كرة معلقة في الفضاء تدور حول نفسها فيكون في ذلك تابع الليل و النهار وبالتالي فإن دوران الأرض له تأثير على تحركات الرياح ، والرياح تنقل بخار الماء من المحيطات إلى مسافات بعيدة داخل القارات حيث يمكن أن يتكاثف ويتحول إلى مطر ، و المطر مصدر الماء العذب ولولاه لأصبحت الأرض جرداء خالية من كل أثر للحياة . هذا مع العلم ما وضعه الله من العناصر التي يمتصها النبات و يتمثلها و يحولها إلى أنواع مختلفة من الغذاء يفتقر إليها الحيوان . هذه حقائق علمية عن سر الحياة على هذه لأرض فصلته الآية القرآنية و بينت وجوده التصميم في الطبيعة والعلاقة المنتظمة بين عناصرها كافة و هي دلائل واضحة على وجوده سبحانه وتعالى عن طريق العقل كما هو مطلوب في آخر الآية : إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون . وجاء في القرآن وصف قدرته سبحانه و تعالى : وهو الذي مد ّّالأرض و جعل فيها رواسي و انهاراً و من كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون الرعد : 3. فالرواسي في هذه الآية هي الجبال التي يحسبها الجاهل فضلة في الأرض لا حاجة إليها و لكنها ذات فائدة عظيمة إذ ينزل عليها الثلج فيبقي في ثناياها حافظاً لشرت الناس يذوب بالتدريج فتسيل منه الأنهار ، ومن الماء تخرج أصناف متنوعة من الثمرات تتوقف حياتها على اختلاف الليل و النهار بهذا الطول المعروف الآن ، فلو كان نهارنا أطول مما هما الآن عشر مرات لأحرقت شمس الصيف نباتاتنا نهاراً، و لتجمد ليلاً كل نبت في الأرض. هذه هي الحقائق التي ذكرتها الآية القرآنية و التي تبين وجود التصميم في الطبيعة ووجود إرادة حكيمة وهي إرادة حكيمة و هي إرادة الله سبحانه و تعالى . و من الدلائل على وجود الله في القرآن : ومن آياته يريكم البرق خوفاً و طمعا ًوينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون الروم : 24.ما هي العلاقة التي تربط بين البرق و نزول المطر إلى الأرض و أحيائها ؟ و هل حياة الأرض ترتكز على الماء فقط ؟ لا ..فهناك عنصر أساسي لنمو النباتات و هو غاز النتروجين الذي بدونه في شكل ما لا يمكن أن ينمو أي نبات من النباتات الغذائية . و هناك وسيلتان يدخل بهما النتروجين في التربة الزراعية :أحدهما عن طريق عواصف الرعد ، فكلما أومض لرق وحّد قدر قليل من الأوكسجين و النتروجين فيسقطهما المطر إلى الأرض كنتروجين مركب 15، وحين يتحلل النبات يبقى بعض هذا النتروجين المركب في الأرض . فذكر البرق في القرآن السابقة و التعقيب على ذكره بنزول المطر و أحياء الأرض هي حقائق علمّية أشار إليها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، و هي آية كبرى على وجود التصميم في الطبيعة الذي هو من صنع الله تعالى . الخلايا الحية آية على وجود الله جاء في القرآن : إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ذلكم الله فأنى تؤفكون16 الأنعام :95 . و جاء أيضاً : إن الله له ملك السموات و الأرض يحيي يميت . إذا كان لكل مادة وحدة أساسية هي وحدة تركيبها، فالكائنات الحية ـ من ابسط أنواعها إلى اعقد مخلوقاتها ـ تتكون من وحدات أساسية هي الخلايا. فالخلايا هي الوحدة المتناهية في الصغر التي تحتوي على مادة الحياة ،و بها القدرة على توزيع هذه الحياة على كل كائن حي كبير أكان أو صغيراً. و تؤدي كل خلية وظائفها الحيوية العديدة بدرجة من الدقة يتضاءل بجانبها أقصى ما وصل إليه الإنسان من مهارة في صناعة الساعات الدقيقة ،وهي التي يطلق عليها اسم ( البرتوابلازم ) . يقول الدكتور وليم سيفرتيز في تعريفها : إن المادة الحية المعروفة اسم (البرتوابلازم )هي خليط معقد جداً من الماء و الأملاح والسكريات و الدهون و البر وتينات . وفي هذه المادة الحية غير المتجانسة تحدث تلك العمليات التي تؤلف في مجموعها الحياة . و تتألف كل النباتات و الحيوانات من البروتولازم . و بروتوبلازم النباتات و الحيوانات واحدة تقريبا ًو لكنه ليس نفس الشيء تماماً. و هذه الفروق أساسية و حيوية ، و إلا لما نمت بيضة الضفدعة فصارت ضفدعة ، و لما نمت بذرة البلوط فاستحالت شجرة بلوط . وهذه الفروق كلية و لكنها مخيفة عنا عمن ابرز الحقائق في علم الحياة إن كل أنواع ( البروتوبلازم)مهما كان مصدرها خافية تبدو متشابهة إلى حد كبير و تشبه بياض البيضة و فيه نقط دقيقة منتشرة17 . و يقول رسل شارلز ارتست18 :إنني اعتقد إن كل خلية من الخلايا الحية قد بلغت من التعقيد درجة يصعب علينا فهمها، و إن ملايين الملايين من الخلايا الحية الموجودة على سطح الأرض تشهد بقدرة الله شهادة تقوم على الفكر و المنطق ولذلك فإنني أومن بوجود الله إيمان ًراسخاً. خلق النبات آية على وجود الله من الأدلة على وجود الله ما تنبت الأرض من النبات و الحبوب والفواكه ، قال تعالى : و هو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية و جنات من أعناب و الزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر و ينعه إن لآيات لقوم يؤمنون الأنعام :99. تأمل قوله تعالى في هذه الآية : فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً أي إن الله يخرج الحبّ من النبات الأخضر و هذا ما أدركه العلم من أن النبات ينتج المواد الغذائية بواسطة خلايا الورقة الخضراء ، إن أحسن معمل لدى الإنسان لا يقارن بنشاط ذلك المعمل الموجد في الورقة الخضراء فتأمل سر تعبير القرآن الدقيق . و يبن القرآن اختلاف النبات في الطعم رغم اتحاد التربة و الماء : و في الأرض قطعٌ متجاورات وجنّات من أعنابٍ وزرعٌ و نخيل ٌصنوانٌ و غير صنوان يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقومٍ يعقلون الرعد :21 . و يلفت القرآن النظر إلى اختلاف لون الأرض : ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه الزمر :21. و يجعل القرآن من انقسام أعضاء النبات إلى تذكير و تأنيث من الآيات الدالة على وجود الله ، فبعض النباتات تلقح نفسها بنفسها ،و يعضها يأتيها اللقاح بواسطة الهواء و الحشرات من نبتة أخرى ، و لهذا يقول تعالى أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوجٍ كريم إنّ في ذلك لآية و ما كان أكثرهم مؤمنين الشعراء :7،8. يتساءل الدكتور لسترجون زمران19 عن كيفية نمو النبات فيقول : لا يكفي أن يكون هنالك ضوء و مواد كيماوية وماء و هواء لكي ينموا النبات ، إن هنالك قوة داخل البدرة تنبثق في الظروف المناسبة فتؤدي إلى قيام كثير من التفاعلات المتشابهة المعقدة و التي تعمل معاً في توافق عجيب . و البذرة التي بدأت من اتحاد خليتين مجهريتين تتألف كل منهما من عدد كبير من العناصر و العمليات ، تكوّن تكون فردا ًجديدا ًيشق طريقه في الحياة و يكون مشابهاً للنبات الذي أنتجه بحيث لا تنتج حبة القمح إلا قمحاً و لا بذرة البلوط إلا شجرة البلوط . ورغم ما بين أنواع النبات من تسابه تجد لكل صفاته و خواصه المميزة . " وبينما تختلف النباتات الراقية اختلافات فردية بعضها عن بعض ، نجد لها بعض الصفات العامة التي تشترك فيها جميعاً ، فكلها مثلاً تقوم بعملية التمثيل الضوئي الذي ينتج فيه النبات المواد الغذائية من ثاني أكسيد الكربون و الماء في وجود الضوء ،وهنالك التشابه في تركيب البذرة والسيقان والأوراق و الأزهار و ما يؤدي كل منها من الوظائف المتماثلة في النباتات المختلفة .و هناك الاستجابة الموحدة للمؤثرات الخارجية ، فكلها تنتحي نحو الضوء تموت عندما تحرم من الضوء أو الأوكسجين ، إلى غير ذلك من الصفات العديدة التي تشترك فيها جميع النباتات . فمن الذي قدّر و أوجد تلك القوانين العديدة التي تتحكم في وراثة الصفات و في النبات ؟ وسوف يقودنا هذا السؤال إلى سؤال آخر أشد تعقيداً و أكبر عمقاً ، وهو: منأين جاء النبات الأولى ؟ أو بعبارة أخرى كيف خلق النبات الأولي ؟ و نحن لا نستطيع أن نصل بعقلنا الطبيعي ومنطقنا السليم إلى أن هذه الأشياء قد أنشأت نفسها أو نشأت هكذا بمحض المصادفة ، و لابد لنا من البحث عن خالق مبدع ، ويعتبر التسليم بوجود الخالق أمراً بديهياً تفرضه عقولنا علينا20 . وحدات الوراثة آية على وجود الله من المعلوم انه لكي تتكون حياة جديدة لإنسان ما ، لابد من اندماج خليتين متميزتين : أحدهما من الذكر و الأخرى من الأنثى ، وهذه الناحية وجّه الله الأنظار إليها بقوله :قتل الإنسان ما أكفره . من أي شيء خلقه .من نطفة خلقه فقدره . عبس :17 ،19 . يقول العلامة أ. كرسي مورسون عن وحدات الوراثة الموجودة في نوات خلية كل ذكر وأنثى مستدلاً بذلك على وجود الله : و تبلغ الجنات وحدات الوراثة من الدقة أنها ـ وهي المسئولة عن المخلوقات البشرية جميعاً التي على سطح الأرض من حيث خصائصها الفردية وأحوالها النفسية وألوانها وأجناسها ـ لو جمعت كلها ووضعت في مكان واحد ، لكان حجمها أقل من حجم الكشتبان و الكشتبان الذي يسع الصفات الفردية لبليونين من البشر هو بلا ريب مكان صغير الحجم و مع ذلك فان هذه الحقيقة التي لا جدل فيها ..فهي التي تحبس كل الصفات المتوارثة العادية لجمع من الأسلاف وتحتفظ بنفسية كل فرد منهم في تلك المساحة الضئيلة21 .. و إن مسألة توارث الصفات اللونية و الجنسية لهي من الأمور التي استدل بها القرآن على وجود الله ـ قال تعالى : و من آياته خلف السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآياتٍ للعالمين الروم :22. خلق الإنسان آية على وجود الله ومن الدلائل على وجود الإنسان . قال الله تعالى : و من آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بسر تنتشرون الروم : 20 . و قال أيضاً :وهو الذي أنشأ لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلاً ما تشكرون المؤمنون : 78. ما الدلائل على وجود الله في الأنفس فهي أكثر من أن تحصى ، و كلما اتسع نطاق العلم تضافرت الأدلة على أن لهذا الإنسان البديع الصنع إلها ًحكيماً . أي ناحية من نواحي الإنسان ليست مثار دهشة و عجب ؟ أليس أطواره في الرحم آية من آيات الله ؟ أليس نظام طعامه وشرابه و تحليل الطعام إلى عناصر مختلفة بموازين يذهب كل عنصر الى حيث يؤدي وظيفته عدا العنصر الذي لا يفيد فيطرد إلى الخارج ،أليس هذا كله آية من آياته؟ أليس نظام توزيع الدم من مكانه الرئيسي وهو القلب إلى جميع أنحاء الجسم بواسطة الشرايين التي لا يحصي عددها إلا الله ، ثم عودته إلى القلب بواسطة الأوردة ،و مرور الهواء الجديد الذي جلبه التنفس ليصلح الدم بعد الفساد فيفيد منه الجسم ، أليس ذلك آية من آياته ؟ دع سمع الإنسان و بصره و نطقه و إحساسه ، بل دع ما يعرض له من تذكر ونسيان و حزن و سرور و علم و جهل و محبة و بغض فإنها آيات كبرى على وجود الله الخالق . خلق الذكر بجانب الأنثى آية على وجود الله و من الدلائل على وجود الله خلق الأنثى بجانب الذكر ، قال تعالى : و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون الروم : 21 فوجود الأنثى بجانب الذكر لأجل النسل ، ودوام بقاء الحياة للنوع الإنساني من البراهين القوية على وجود الله و على وجود القصد في هذا الكون ، و هذا يدحض الزعم القائل بقيام الكون على المادة دون سواها . و قد كتب الأستاذ مونيه بحثاً في مجلة الوسموس الفرنسية أثبت فيه وجود الخالق فقال إذا افترضنا بطريقة تعلوا عن متناول العقل إن الكون خلق اتفاقاً بلا فاعل مريد مختار، و إن الاتفاقات المتكررة توصلت إلى تكوين رجل ، فهل يعقل أن الاتفاقات و المصادفات تكوّن كائنا ًآخر مماثل اًله تماما ًفي الشكل الظاهري و مبايناً له في التركيب الداخلي و هو المرأة بقصد عمارة الأرض بالناس و إدامة النسل فيها ؟ أل يدل هذا على أن في الوجود خالقاً مريداً مختاراً أبدع الكائنات ، وغرز في كل نوع غرائز ، و معه بمواهب يقوم بها أمره و يرقى عليها نوعه 22؟ . توالد الإنسان و الحيوان آية على وجود الله و من الدلائل على وجود الله التوالد المستمر في الإنسان و الحيوان ،جاء في القرآن : و الله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً و جعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةٍ ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون و بنعمة الله يكفرون النحل :72 . ويلفت القرآن النظر إلى توالد الإبل : أفلا ينظر إلى الإبل كيف خلقت الغاشية : 17. يقول العلامة أ. موريسون : إن الحياة ترغم على التناسل ، لكي يبقى النوع ،وهو دافع من القوة إن كل مخلوق يبذل أقصى تضحية في سبيل هذا الغرض ... و هذه القوة الإلزامية لا توجد حيث لا توجد الحياة . فمن أين ينشأ هذه الدوافع القاهرة ؟ولماذا ، بعد أن نشأت ، تستمر ملايين السنين؟ انه قانون الطبيعة الحية .... الذي يأتي من إرادة الخالق23 . وقد ضرب العالم بالي مثلاً من تأثره في ذلك بساعة يده ، ولفت النظر بأن مثل هذه الأداة تثبت لأداة لأكثر الناس شكاً بساعة أن هناك عملية ذهنية طبقت على الميكانيكا ، ثم قال : إننا لو فرضنا أن هذه الساعة قد منحت القدرة على إيجاد ساعات أخرى فان ذلك لا يكون معجزة توالد الإنسان و الحيوان . خلق الحيوان و الزواحف و الطير آية على وجود الله و من الدلائل على وجود الله خلق الحيوان والزواحف . قال تعالى : و الله خلق كل دابة من ماء ، فمنهم من يمشي على بطنه ، و منهم من يمشي على رجلين،و منهم من يمشي على أربع ، يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير النور : 45 . و الطير من الدلائل على وجود الله . قال تعالى : ألم يروا إلى الطير مسخرات في جوّ السماء ما يمسكهنّّ إلا الله ، إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون النحل : 79. و الدلائل على وجود الله في الحيوانات و الطير لا تحصى ، و يحتاج تفصيلها إلى مجلدات ، و قد تكفل بذلك علم الحيوان. وقد قرأنا بحثاً للفيلسوف نيوتن يستدل فيه على وجود الخالق يقول فيه : كيف تكونت أجسام الحيوانات بهذه الصناعة البديعة ؟ و لأي المقاصد وضعت أجزاؤها المختلفة ؟ هل يعقل أن تصنع العين المبصرة بدون علم بأصول الأبصار و نواميسه ، و الأذن بدون إلمام بقوانين الصوت؟ كيف يحدث أن حركات الحيوانات تتجدد بإرادتها ؟ ومن أين جاء هذا الإلهام الفطري في نفوس الحيوانات ؟ إلى إن قال: و هذه الكائنات كلها في قيامها على الأشكال و أكملها ألا تدل على وجود إله منزه عن الجسمانية حي حكيم موجود في كل مكان يرى حقيقة كل شيء و يدركه ؟. الإيمان بالله فطرة في النفس الإنسانية إن الدراسات الدينية الحديثة كشفت عن أمور كثيرة جديرة بإمعان النظر وهي : أن التدين صفة عامة لجميع البشر قديمهم وحديثهم ، فلم يعثر على أمة لا دين لها . و قد ذهب الكثير من العلماء إلى أن فكرة الله أو الدين على العموم إنما هي فكرة فطرية وجدت في عقل الإنسان ، و لكن أوجدها فينا موجد أعلى وهو الله سبحانه . و أبرز العلماء الذين اعتنقوا الفكرة الفطرية هو العلامة الاسكتلندي اندريهلنج ، و تتلخص آراؤه فيها يلي : أولاً : كل إنسان يحمل في يفيه فكرة العلية و إن هذه الفكرة كافية لتكوين العقيدة : إن ثمة آلهة صانعة و خالقة للكون ، و إن كل إنسان لديه فكرة عن صنع الأشياء ، انه يعتقد في وجود صانع يفعلها ولا يستطيع هو أن يفعلها . ثانياً: إننا نجد لدى القدماء و المتوحشين الاعتقاد في أب ، في سيد ، في خالق . ثالثاً : وجد العنصر الديني عند البدائيين في حالة من الطهر و النقاء الكاملين ، ثم تلا هذا ظهر العنصر الأسطوري . غير أن نظرية لنج هذه بقيت في مجموعها غير مسلم بها حتى ظهور المنهج التاريخي في الأجناس ، و قد وافق هذا المنهج على كثير من النتائج التي انتهى إليها لنج ، و أهم الأبحاث التي تثبت فكرة لنج هي أبحاث الأستاذ ليوبرلد فون شرودر الأستاذ بجامعة فيينا عن الهند الأوربية ، و قد توصل هذا الباحث إلى وجود فكرة الإله الأسمى عند الآليين ،واعتبر أساس الدين عندهم ثلاثة أصول : عبادة الطبيعة ، وعبادة الموتى ، و الاعتقاد في إله أعلى خيّر وخالق ، و لكنه لم يبين أي هؤلاء الثلاثة أقدم في الوجود . وقد ذكر في أحد المواضيع أن الأمر يحتاج إلى مزيد بحث . وفي ذلك الوقت نشر الدكتور كروبر أبحاثاً معددة عن هنود كليفورنيا ، أثبت فيها إن تلك القبائل هي أقدم القبائل في أمريكا الشمالية ويبدو بوضوح من دراسته انه عثر على إله خير سام . بل إنه جزم بأن هؤلاء الهنود عرفوا الخالق بواسطة موجود سام ، بيده كل القوى وتنسب إليه كل القدر . و قد أثبت شمت ـ عالم الأجناس ـ أن أقزام أفريقيا و هم أقدم الأجناس البشرية يؤمنون بوجود إله سام ، كما توصل إلى وجود فكرة الوحدانية عند معظم القبائل الزنجية و عند كثير من القبائل الأسترالية الجنوبية الشرقية و القبائل الهندية الأميركية الشمالية .أما عند غير تلك القبائل فقد ظهر إله سام موحد ، ثم تقدمت تلك القبائل و انتقلت إلى أطوار أخرى من الثقافة فساد الفكرة الديني تعقدت و تشابك أنتج فكرة تعدد الإله الواحد . و قد أنتج أيضاً فكرة موجودات عليا بجانب هذا الموجود الواحد الأسمى23 ... وقد أدعى رينان RENAN أن الساميين موحدون بطبعهم ، وقد أقام رينان نظريته هذه من دراسة للآلهة التي عبدها الساميون ، ومن وجود أصل كلمة ايل في لهجتهم ، فادعى إن الشعوب السامية كانت تتعبد لإله واحد هو ايل في لهجاتهم ، فادعى أن الشعوب السامية كانت تتعبد لإله واحد هو ايل الذي تحرف اسمه بين هذه اللهجات فصار يهو و يهوه و الوهيم عند العبريين و اللات و الله و اله عند العرب و الأصل عند الجميع هو الإله ايل . و يقول الدكتور بول كليرانس ايوسولد أستاذ الطبيعة الحيوية : و لا شك أن اتجاه الإنسان و تطلعه إلى البحث عن عقل أكبر من عقله و تدبير أحكم من تدبيره و أوسع لكي يستعين به على تفسير هذا الكون بعد في ذاته دليلاً على وجود قوة أكبر و تدبير أعظم ، هي قوة الله و تدبيره . وقد لا يستطيع الإنسان أن يسلم بوجود الخالق تسليماً على أساس الأدلة العلمية المادية وحدها . و لكننا يصل إلى الإيمان الكامل بالله عندما نمزج بين الأدلة العلمية و الأدلة الروحية ، أي عندما ندمج معلوماتنا عن هذا الكون المتسع إلى أقصى حدود الاتساع ، المعقد إلى أقصى حدود التعقيد مع إحساسنا الداخلي و الاستجابة إلى النداء العاطفة و الروح الذي ينبعث من أعماق نفوسنا. ولو ذهبنا نحصي الأسباب و الدوافع الداخلية التي تدعو ملايين الأذكياء من البشر إلى الإيمان بالله لوجدناها متنوعة لا يحصيها حصر ولا عد ، و لكمها قوية في دلالتها على وجوده تعالى ، مؤدية إلى الإيمان به 24. إن من الآيات التي تبهر الألباب في الإسلام انه سبق العلم في هذه الناحية بنحو ثلاثة عشر قرناً قرّر القرآن هذه الحقيقة بقوله :فأقم وجهك للدّين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم و لكنّ أكثر الناس لا يعلمون . منيبين إليه و اتقوه و أقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين الروم 30 ،31 . فالقرآن يقرر بأن الدين فطرة في الإنسان فطر الله الناس عليها ، و أن أساسه الاعتقاد بخالق الكون ، و انه واحد لا شريك له ، فإذا انفرد المرء بنفسه حكم بأنه مخلوق لإله قادر حكيم و أنعم عليه .لاحظ قوله تعالى حنيفا أي موحداً لله ، ثم انظر كيف ختم الله الآية بقوله : و لكن أكثر الناس لا يعلمون ، وهذا القول حق ، فإنه لا يعلم إن الدين فطرة النفس إلا أفراد ممن وقفوا أنفسهم على الأبحاث العلمية في منشأة الدين وأثره في النفس . لاجرم إن هذا الأمر معجزة علمية للقرآن و قد زاد النبي هذا المعنى تأكيداً فيما يرويه عن ربه : (كل عبادي خلقت حنفاء فاجتالتهم25 الشياطين عن دينهم و أمروهم أن يشركوا بي غيري ). و يقول النبي في هذا المعنى أيضاً ( كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) أي كل مولود على ما قرره الإسلام من التوحيد الخالص الذي لا تشوبه شائبة من الإشراك و إنما البيئة و العائلة ـ و فيما الأبوان ـ هما اللتان تحولان فطرته عن الحقيقة التي اطبع عليها نفسه . و الدعاء الذي يدعو به الإنسان خالقه ـ عند اشتداد المحن ـ يظهر بأن الدين فطرة في الإنسان . يقول الأستاذ ا. كريسي موريسون : إن كون الإنسان في كل مكان ومنذ بدء الخليقة حتى الآن هو أسمى منه و أقوى و أعظم يدل على إن الدين فطري فيه . و يجب أن يقرّ العلم بذلك26 . و القرآن أعلن هذه الحقيقة في كثير من آياته مثل قوله تعالى : و إذا مسّ الناس ضُرٌّ دعوا ربهم منيبين إليه الروم :33 . و إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين لقمان : 32 فالنفس تدرك وجود الله بفطرتها وترجع إليه في الشدائد تستمد منه العون وتطلب منه النجدة . مما تقدم يتبين لنا إن الدراسات الدينية الحديثة أثبتت ما قرّره القرآن من أن وجود الله فطرة في النفس الإنسانية ، و إذا نظرنا إلى الزمن الذي نزل فيه القرآن رأينا الناس في ذلك الوقت لا يعرفون شيئاً من أسرار الفطرة الدينية ، ألا يدل ذلك على أن القرآن من عند الله و على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم ؟. العـلـم يدعـو إلـى الإيمـان يظن بعض الناس الذين لم يدركوا من العلم إلا قليلاً إن الكفر من ضروريات العلم و إن أكثر الناس علماً هم أشدهم إلحادا . والحقيقة أن العلم لا يؤدي بصاحبه إلى الإلحاد في أي عهد من العهود ، فأن العالم المنقب عن الحقائق يجد نفسه في هذا الوجود في عالم لا حدّ له يسود مجموعه نظام محكم لا تشوبه شائبة من الفوضى ، لا بعد تأمله أن يخر ّساجدا ّللقدرة الإلهية التي أوجدت هذا الكون العظيم . فقد نشر الدكتور دينرت الالماني بحثاً حلل فيه الآراء الفلسفية لأكابر العلماء الذين اناروا العقول في القرون الأربعة الأخيرة ، و توخى أن يدقق في تعرف عقائدهم فتبين له من دراسة 290منهم 28 منهم لم يصلوا إلى عقيدة ما . 242 أعلنوا على رؤوس الأشهاد الإيمان بالله . و 20 فقط على انهم غير مبالين بالوجهة الدينية أو ملاحدة . فإذ اعتبرنا غير المبالين كلهم من الملحدة ، وجدنا أن 92 في المائة من كبار العلماء يعتقدون بوجود الله تعالى . فهذه النسبة الكبيرة تدل دلالة صريحة على إن التناقض بين الإيمان والعلم الذي يزعم الماديون أنه وصف مميز للعلماء ليس له أصل ، و تشير أيضاً إلى أن الإيمان يتكاملان و لا يتنافيان . فالدكتور ليون ووتي الذي أخذنا عنه هذا الإحصاء : إن العلامة الكبير باستورو هو أكبر عقل ظهر في القرن الماضي كتب يقول : الإيمان لا يمنع أي ارتقاء كان ،لأن كل ترق يبين ويسجل الارتساق البادي في مخلوقات الله، و لو كانت علمت أكثر مما أعلم اليوم ، لكان إيماني بالله أشد و أعمق مما هو عليه الآن ثم عقب هذا بقوله : إن العلم الصحيح لا يمكن أن يكون مادياً و لكنه على خلاف ذلك يؤدي إلى زيادة العلم بالله ،لأنه يدل بواسطة تحليل الكون على مهارة و تبصرّ، وكمال عقل الحكمة التي خلقت الناموس المدبّرة للوجود ، كمالاً لا حدَّ له .أما الدكتور وتز الكيميائي و عضو أكاديمية العلوم وعميد كلية الطب الباريزية يقول :إذا أحسستُ في حِينٍ من الأحيان أن عقيدتي بالله قد تزعزعت وجهت وجهي إلى أكاديمية العلوم لتثبيتها . و قال الفلكي الكبير فأي العضو بأكاديمية العلوم في مؤلفه أصل العلوم :من الخطأ أن يؤدي إلى الكفر ، ولا إلى المادية ،و لا يفضي إلى التشكيك . و قال العلامة و المؤرخ الطبيعي فابر : كل عهد له أهواء جنونية. فإني اعتبر الكفر بالله من الأهواء الجنونية و هو مرض العهد الحالي،وأيسر عندي أن ينزعوا جلدي من أن ينزعوا مني العقيدة بالله . هذه آراء بعض أقطاب الطبيعي اخترناها من كثير مما ذكره ليون ووتي 27 . و قد سُئل الدكتور أندروكونواي ايفي28 من أحد رجال الأعمال هذا السؤال :سمعت إن معظم المشتغلين بالعلوم ملحدون .فهل هذا صحيح؟ . فأجابه قائلاً : إنني لا أعتقد أن هذا القول صحيح . بل إنني ـ على نقيض ذلك ـ وجدت في قراءتي و مناقشاتي أن معظم من اشتغلوا في ميدان العلوم من العباقرة لم يكونوا ملحدين ، و لكن الناس أساءوا نقل أحاديثهم أو أساءوا فهمهم ثم استطرد قائلاً :إن الإلحاد ،أو الإلحاد المادي ، يتعارض مع الطريقة التي لا يمكن أن توجد آلة دون صانع .وهو يستخدم العقل على أساس الحقائق المعروفة و يدخل إلى معمله يحدوه الأمل و يمتلىء قلبه بالإيمان ،و معظم رجال العلوم يقومون بأعمالهم حباً في المعرفة وفي الناس وفي الله .و نقل عن الدكتورالبرت ماكوت ومشتر قوله : ... إن اشتغالي بالعلوم قد دعم إيماني بالله حتى صار أشد قوة وامتن أساسا ًمما كان عليه من قبل . ليس من شك أن العلوم تزيد الإنسان تبصرا بقدرة الله وجلاله ،و كلما اكتشف الإنسان جديداً في دائرة بحثه و دراسته ازداد أيمانا بالله .وننقل عن اللورد كلفن* قوله إذا فكرت تفكيرا عميقا فإن العلوم سوف تضطرك إلى الاعتقاد في وجود الله29 . ويقول العالم المشهور أيشتين :إن الإيمان هو أقوى و أنبل نتائج البحوث العلمية 30. و نختم هذه الأقوال بما قاله الفيلسوف الإنجليزي فرا نسس بيكون :إن قليلاً من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد .أما التعمق في الفلسفة فيرده إلى الدين . فترى من أقوال هؤلاء العلماء أن العلوم هي سبب إيمانهم بالله تعالى . و مما يسجّل للقرآن أنه سبق أن قرّر هذه الحقيقة منذ ثلاثة عشر قرناً ،وفقد حصر خشية اله على وجهها الأكمل في العلماء . قال الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العُلماء فاطر:28 . لأن العلماء بما أُوتوا من صفات النظر العميق و التحقيق الدقيق يقفون على أسرار الإبداع الإلهي في الوجود ونواحي الإعجازية فيه مما لا يظهر لعيرهم . كما أن القرآن اعتد بشهادة العلماء ،قال الله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط آل عمران فجعل الله شهادة العلماء بوجوده وروحانيته في درجة شهادة الملائكة و هم من لا يتطرق إليهم العلماء بوجوده ووحدانيته في درجة شهادة الملائكة و هم من لا يتطرق إليهم الش ، و في هذا ما فيه من الاعتداد بآراء أهل العلم. فالعلم أقام ـ في كتاب الكون ـ البرهان على وجود الله ،والقرآن سبق إلى الأدلة جاء بها العلم، فاتحد البرهان على وجود الله برهان القرآن الكريم ،و برهان كتاب الكون . منـاقـشـة المـاديّيـن الماديون لا يعتقدون أن للوجود خالقاً بل يقولون بأن كل ما في الوجود أزلي صادر عن المادة ، و النواميس الطبيعية نشأت على سبيل الصدف و الاتفاق و بلغت من الكمال و الارتقاء عن طريق التطورات المتعاقبة ،و قد سرت تعاليم المادة إلى بعض الناس فألحدوا فتصدى كثير من العلماء للرد على هؤلاء و بيان فساد مزاعم ، و إليك بعضاً من أقوالهم : بطلان نظرية المصادفة يقول الدكتور ارفنج وليم31 : إنني اعتقد في وجود سبحانه لأني لا أستطيع أن أتتصور أن المصادفة وحدها تستطيع أن تفسير لنا ظهور الإلكترونات و البروتونات الأول ، أو الذرات الأولى ، أو الأحماض الأمينية الأولى ، أو البروتوبلازم الأول ، أو البذرة الأولى ، أو العقل الأول ، إنني اعتقد في وجود الله ، لأن وجود القدس هو القدس هو التفسير المنطقي الوحيد لكل ما يحيط بنا من ظواهر هذا الكون التي نشاهدها32 . و يقول الدكتور وأين اولت33 : أما النظريات التي ترمي إلى تفسير الكون تفسيراً آلياً فإنها تعجز عن تفسير كيف بدأ الكون ، ثن ترجع ما حدث من الظواهر التالية للنشأة الأولى إلى محض المصادفة ، فالمصادفة هنا فكرة يستعاض بها عن فكرة وجود الله بقصد إكمال الصورة و البعد بها عن التشويه و لكن حتى بغض النزر عن الاعتبارات الدينية عامة ،نجد أن فكرة وجود الله أقرب إلى العقل و المنطق من فكرة الصدفة و لا شك بل إن ذلك النظام البديع الذي يسود الكون يدل دلالة حتمية على وجود إله منظم و ليس على وجود مصادفة عمياء تخبط خبط عشواء34 . و يتساءل العلامة أ.كريسي مورسون35 عن سر الحياة و هل من صنع المادة :إن المتفق علبه عموماً هو أنه لا البيئة وحدها و لا المادة كانت موائمة للحياة و لا أي اتفاق في الظروف الكيميائية و الطبيعية قد تخلقه المصادفة يمكنها أن تأتي بالحياة إلي الوجود ، و يقول : فالحياة هي المصدر الوحيد للوعي و الشعور ، و هي وحدها التي ندرك صنع الله ، و يبهرنا جماله، و إن كانت أعيينا لا تزال فوقها غشاوة36 . فنظرية المصادفة لا تقوم على دليل علمي مقبول ، و لا يقبلها أي عقل سليم ،و لهذا نرى القرآن يخاطب هؤلاء المتشككين بأسلوب إقناعي يبين فيه إن الكون لابد من مسبب و هو الله سبحانه . أفي الله شك فاطر السموات و الأرض إبراهيم : 10 . أي أفي وجود الله و ألوهيته وحده شك ؟ و هو خالق السموات و الأرض . و يلفت القرآن إلى الحكمة المتمثلة في خلق المخلوقات و التي تدل على خالق في نهاية العلم و الحكمة : صنع الله الذي أتقن كل شيء ، و جاء في القرآن في وصف الله الذي أحسن كل شيء خلقه السجدة :7.فالمصادفة لا تخلق وجوداً فيه علم و حكمة و إتقان صنع . للـكـون بـدايــة ويرد الدكتور ادورد لوثر كسيل37 على الماديين الذين قالوا بأزلية الكون فيقول : فالعلوم تثبت بكل ّوضوح إن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً فهناك انتقال حراري مستمر من الأجسام الحراري مستمر من الأجسام الحارة إلى الأجسام الباردة ،و لا يمكن أن يحدث العكس بقوة ذاتية بحيث تعود الحرارة فترتد من الأجسام الباردة إلى الأجسام الحارة . و معنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها حرارة جميع الأجسام ، و ينصت فيها معين الطاقة . و يومئذ لن تكون هناك عمليات كيماوية ، أو و لن يكون هناك أثر للحياة نفيها في هذا الكون . و لما كانت الحياة لا تزال العمليات الكمياوية و الطبيعة تسير في طريقها ، فإننا نستطيع أن نستنتج أن هذا هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً ، و إلا لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد و توقف كل نشاط في الوجد ، و هذا توصلت العلوم ـ دون قصد ـ إلى أن لهذا الكون بداية . و هي بذلك مبدىء ، أو من محرك أول ، أو من خالق ، و هو الإله38 و إذا نظرنا إلى القرآن الكريم نراه يصرّح بأن للكون بداية ، و أن ذلك من صنع الله في قوله تعالى : أولم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده العنكبوت : 19. و يصرح القرآن بأن الكون صائر إلى نهاية ، و هو يوم القيامة ، و فيه تنعدم الطاقة و يخبو نور الشمس : إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت التكوير : 1، 2 . و بعد ذلك يعيد الله الخلق بصورة أخرى . التطـور مـن آيـات الله يقول الدكتور جورج ايرل دافيز39 : إن التكور الذي تكشف عنه العلوم في هذا الكون ، هو ذاته شاهد على وجود الله فمن جزئيات بسيطة ليس لها صورة معينة وليس بينها فراغ نشأت ملايين من الكواكب و النجوم و العوالم المختلفة لها صور معينة و أعمار محدّدة تخضع لقوانين ثابتة يعجز العقل البشري عن الإحاطة بمدى إبداعها . و قد حملت كل ذرة من ذرات هذا الكون بل كل ما دون الذرّة ـ مما لا يدركه حسّ و لا يتصور صغر عقل ـ قوانينها و سنناها و ما ينبغي لها أن تقوم به أو تخضع له40 . هذه أدلة كافية ، و لكن هناك ما هو أشد إعجازا أو أكثر دلالة على وجود الله ،فمن تلك الجزيئات البسطة لم تنشأ النجوم و الكواكب فحسب وبل نشأ كذلك أنواع متطورة من الأحياء بل كائنات تستطيع أن تفكر و تبتكر و تصنع أشياء جميلة ، بل هي تبحث عن أسرار الحياة و الوجود .إن كل ذرّة من ذرات هذا الكون تشهد بوجود الله ، و إنها تدل على وجوده حتى دون حاجة إلى الاستدلال بأن الأشياء المادية تعجز عن خلق نفسها . و يقول الدكتور ادوارد لوثركيل : " الانتخاب الطبيعي هو أحد العوامل الميكانيكية للتطور ، كما أن التطور هو أحد عوامل عملية الخلق ، فالتطور إذن ليس إلا أحد السنن الكونية أو القوانين الطبيعية و هو الخلق كسائر القوانين العلمية الأخرى يقوم بدور ثانوي ، لأنه هو ذاته يحتاج إلى من يبدعه . و لا شك في أنه من خلق الله وصنعه .و الكائنات التي بطريق عملية الانتخاب الطبيعية قد خلقها الله أيضا كما خلق القوتين التي تخضع لها ، فالانتخاب الطبيعي ذاته لا يستطيع أن يخلق شيء ، و كل ما يفعله هو انه إحدى الطرق التي تسلكها بعض الكائنات في سبيل البقاء أو الزوال عن طريق الحياة و التكاثر بين الأنواع المختلفة .أما الأنواع ذاتها التي يتم فيها القوانين الوراثة و ظواهرها ، و هذه القوانين الوراثية وظواهرها ، و هذه القوانين لا تسير على هدى و لا تخضع للمصادفة للعمياء كما يتوهم الماديون أو يريدوننا أن نعتقد "41 . أما نظرية على التطور فان القرآن يصرح بأنها من خلق الله سبحانه : و يخلق ما لا تعلمون . و الانتخاب الطبيعي وفق قوانين و نواميس وضعها الله لهذه الحياة ، قال تعالى : فأما الزبد يحصل وفق قوانين و نواميس وضعها الله لهذه الحياة ، قال تعالى : فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ينفع الناس فيمكث في الأرض الرعد : 17. الصفحة الرئيسية المصدر : هذا البحث هو فصل من كتاب روح الدّين الإسلامي تأليف عفيف عبد الفتاح طبارة ط : دار العلم للملايين . RE: عندي سؤال - فلسطيني كنعاني - 03-12-2013 بدأ ال Copy paste .. هل توافق ايها الزميل على كل ما نقلته أعلاه ؟؟ لأنك حتى لم تعقب عليه الرد على: عندي سؤال - محمد الجزار - 03-12-2013 الأخ فلسطيني كنعاني هذا البحث لا فضل لي فيه.أنا فقط نقلته لك باعتباره عينة من اجابات أهل الاختصاص.وأورد أيضا تعقيبا اخر من الباحث حول الموضوع: ( قبل حوالي عشر سنوات او ربما اكثر ، تمكنت نظرية (الانفجار العظيم) من اظهار الخلل و التناقضات في هاتين النظريتين (الاولى التي تقول ان الكون أزلي و الثانية التي تخضع بداية الكون العظيم الى مجرد الصدفة !) و كان العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكنج إستدل من خلال كتابه (تاريخ موجز للزمن - من الانفجار الكبير حتى الثقوب السوداء) على ان آلية نشأة الكون تدل على وجود قوة عظمى كونت السبب الأول لنشأته (أي وجود دور إلهي في خلق الكون) الأمر اللافت ,,أنه في الفترة الأخيرة ، عاد نفس العالم الفيزيائي لينشئ نظرية و منها كتابا مختلفا (التصميم العظيم) و الذي فيه ناقض ما أراد ان يوصله من خلال كتابه الاول ..قال هوكنج في كتابه التصميم العظيم (إن الكون ربما خلق نفسه من العدم) طالما هو وصل الى هذه النتيجة (أن الكون خُلق من عدم) فلماذا لا يكون الله هو الذي خلق هذا الكون من عدم ؟ ما هي الخلاصة الاقرب الى المنطق ؟ (الله خلق الكون من عدم ) أم.. (الكون خلق نفسه من عدم ) ، كيف لشيء ان يكون هو من خلق نفسه من العدم ؟، إذا كان ذلك الشيء غير موجود في البداية (عدم) فكيف هو يستطيع ان يخلق نفسه و هو غير موجود ؟ ربما يؤسس العلماء نظريات معقدة و جهود فكرية علمية، لكن ان يخلصوا في الاخير الى خلاصة مناقضة للمنطق مثل هذه ؟ هذا ما لا ننتظره منهم و لا نشجعهم فيه أبدا.. في مسائل علمية بذلك الحجم من الكبر و الأهمية ..نأمل ان يتم انقاذ ساحة العلم بنتائج تنسجم حقا مع المنطق..) كل ما في الأمر أن سيادتك ذكرت أنني صدرت لكم السؤال وعجزت عن الاجابة.وها أن أوردت لكم شيئا من الاجابة ولا زال يوجد المزيد.ولكن خطوة خطوة. وتسألني عن رأيي.أنا يا صديقي تلميذ صغير ما زلت أدرس.ولا يحق لي مجرد التعقيب علي كلام باحث بهذا المستوى العالي.رحم اله امرأ عرف قدر نفسه. أعتقد جاء الدور عليكم لكي تردوا علي هذه النقاط واحدة واحدة. ولكني قرأت هذا البحث وفهمته علي قدر طاقتي ونقلته اليكم. RE: عندي سؤال - صلاح الدين بن شبيبة - 03-12-2013 السلام عليكم أنا لا أفهم لماذا يستمر البشر في هذه المهاترات... هذه الأسئلة وغيرها (الدينيية واللادينية والإلحادية...) كلها تجيبون عنها ضمنيا وجوابها بسيط للغاية وهو أنه لا يمكن الإجابة عنها حقا، ولا يمكن ( التدليل ) عليها. والإجابات والأدلة التي تُعطى تبدو صحيحة فقط من وجهة نظر مُقدمها فقط. وكمثال لبعض الأسئلة هو: اقتباس:ما هي الخلاصة الاقرب الى المنطق ؟ الأخ: محمد الجزار، غاب عن ذهنه أن يسأل نفسه: - كيف لا يُريد أن يقبل أن الكون خُلق من العدم أو أن الكون أزلي. - ويُريد من اللادينيين أن يقبلوا أن الله كان موجود هكذا فقط ( أزلي ) وخلق الكون. ونفس الأمر ينطبق على اللادينيين او الملحدين. ما أود قوله من خلال هذا هو: حقا لا إجابات مقنعة عند أي أحد وكل الموجود هو (ارتياح شخصي) عند كل شخص لما يعتقد حسب البيئة التي نشأ وعاش فيها والتعليم الذي حصل عليه وطريقة عيشه وظروفه الحالية... أنا مثلكم دخلت في نقاشات طويلة جدا حول الموضوع والخلاصة التي حصلت عليه هي ما قدمته لكم أعلاه وأنا حاليا لا أعتبر نفسي (دينا أو لادينا أو ملحدا أو لا أدريا...) أنا مجرد إنسان أعتقد أنه لا معنى للوجود بدون الإله ولا معنى له بوجود الإله. ولكني سأحيا حتى أموت حسب ما تربيت عليه وارتحت له واقتنعت به. حسبي أن الإله الذي يدعيه الجميع أعلى من قدرتي على فهمه وإذا كان من ذنب لي فهو ذنبه. RE: عندي سؤال - الوطن العربي - 03-12-2013 (03-12-2013, 08:32 PM)صلاح الدين بن شبيبة كتب: الأخ: محمد الجزار، غاب عن ذهنه أن يسأل نفسه:هناك فرق بسيط أن الكون مادي محسوس نعرف أنه it doesn't pop up القوة خلف الكون يعتقدون أنها مدركه ويسمونها الله، لذا الله أكثر منطقيه، لكن المشكله في الديانات الغبيه اقتباس:ما أود قوله من خلال هذا هو:قد جئت بالحق وماأنت من الممترين، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر، ماكتبته يعدل ثلث القرآن بل نصفه بل كله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد هذا هو معتقدي بالضبط ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا بل طفوشا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرد على: عندي سؤال - rami111yousef - 03-13-2013 كنت متأكد أنني لن أصل إلى نتيجة RE: عندي سؤال - فلسطيني كنعاني - 03-13-2013 الزميل محمد الجزار ... سأبدا من الاخر اقتباس:كل ما في الأمر أن سيادتك ذكرت أنني صدرت لكم السؤال وعجزت عن الاجابة.وها أن أوردت لكم شيئا من الاجابة ولا زال يوجد المزيد.ولكن خطوة خطوة. ببساطة يا عزيزي أنت تقر هنا أنك عاجز عن الإجابة سواء لقلة العلم أو لأسباب أخرى ... هذا معناه ان إيمانك مبني على تصديق ما ورثته من عائلتك أو ما تعلمته من مجتمعك. بالنسبة لستيفين هوكنج ، فنكرر أنه ما زال هناك الكثير ليكتشفه البشر عن الكون و طبيعته ... لا يدعي أي عالم أنه يعرف كل التفاصيل خصوصا فيما قبل ال Big bang ، و هذا ايضا ليس دليلا على وجود قوى خالقة. أما ما سميته مفهوم العدم عند هوكنج فهو مختلف عما تتصوره. هنا يشرح هوكنج و لو بشكل جزئي ما ورد في كتابه "التصميم العظيم". اقتباس:هذا البحث لا فضل لي فيه.أنا فقط نقلته لك باعتباره عينة من اجابات أهل الاختصاص.وأورد أيضا تعقيبا اخر من الباحث بالنسبة للمقال الذي نسخته ... هذا المقال لا يقدم اي دليل ، مجرد سرد لحقائق معروفة مع ربط غير حقيقي لوجود خالق أو إله . انبهار و عجز عن تبرير وجود العين مثلا و يتم تعليق هذا الجهل على قوى غيبية " الله في حالته " ، في حين أن العلماء أجابوا عن كيفية تطور العين من خلية بسيطة حساسة للضوء إلى شكلها الحالي. الرد على: عندي سؤال - محمد الجزار - 03-13-2013 الزميل فلسطيني كنعاني يا رجل أنت تقول عني أنني عجزت عن الاجابة! أنا لم أقل ذلك مطلقاويمكنك اعادة القراءة للتأكد.أنا علقت علي ادعائك بأنني عجزت عن الاجابة.فكيف تقول عني انني أقررت بعجزي عن الاجابة. أسألك أبسط سؤال علي وجه الأرض: من خلقك أيها الزميل؟ ان أكبر دليل علي وجود الخالق هو هذا الكون الذى نحيا فيه.من خلقه وأبدعه؟ أتمنى أن تجيبني بقناعتك الشخصية. أعتقد أن الانسان اللاديني هو انسان هويته مبنية علي النفي..هو رافض...هو ينكر...هو يقول لا..هو اختار بمحض ارادته أن يلحد هو اذن فكر وقدر واختار هو لديه منظومة متناسقة مترابطة من الأفكار والتصورات اقتنع بها بمحض ارادته أتمنى أن تشرحها لي ربما تقنعنى بها وختاما أقدر روحك العالية لتمجيد الشهيدة الطفلة رنان يوسف عرفات ولا تنسى أن مصطلح الشهادة مصطلح ديني أورده القران الكريم.وجزاء الشهيد في الاخرة عميم.ثم انه يشفع لأهله ويدخلهم الجنة. ولا داعي لأن أورد لك الايات الكريمة التى تذكر أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون والحديث الشريف الذى يقول من مات دون داره فهو شهيد رحم الله الشهيدة . بالمناسبة أنا عندما كنت في المرحلة الاعدادية كنت دائما أستغرب اهتمام القران الكريم ببني اسرائيل وكثرة الايات التى ذكرهم فيها وأنهم أعداء للمسلمين الي أن تقوم الساعة.وكنت أسأل الاستاذ عن هذا كثيرا.أليس هذا ملفتا أن يتحدث القران قبل 1400 سنة عن بني اسرائيل بهذا التركيز وذلك قبل انشاء دولتهم علي أرض فلسطين؟ هل ورود هذه الايات في القران الكريم صدفة أم عبث أم ماذا؟ هل القران تأليف بشري مثله كأي كتاب؟ RE: عندي سؤال - فلسطيني كنعاني - 03-13-2013 الزميل المحترم محمد الجزار ... اقتباس:أسألك أبسط سؤال علي وجه الأرض: ساخذ سؤالك أنه على البشر جميعا. البشر نتاج عملية تطورية عمرها 4 مليارات سنة ........ بدات من خلية بسيطة و مرت بمراحل كثيرة جدا على مدى هذا الزمن ، ظهرت أنواع كثيرة معظمها انقرض ، و البشر و بقية الكائنات الغير منقرضة هم الاغصان المتبقية لشجرة الحياة العريقة. طبعا هذا سيأخذنا للداروينية ؟؟ فهل تنكر التطور البيولوجي ؟؟ اقتباس: ان أكبر دليل علي وجود الخالق هو هذا الكون الذى نحيا فيه.من خلقه وأبدعه؟ أين الإبداع ؟؟ كون ميت و مظلم و مليء بالدمار ، الحياة فيه على الهامش و مهددة دائما و لا نعرف غير الحياة على كوكبنا ؟؟ بالمناسبة أنا فلكي هاو ... لدي تلسكوب صغير و أذهب للصحراء لأنظر للسماء . حجم الكون الهائل يجعلني أستغرب أن هناك من يعتقد ان هناك خالق للكون بهذا الحجم ، ينزل ايات من أجل خلافات شخصية مع شخصيات تاريخية تافهة كابو لهب و زوجته !!! الإنسان ينبهر بكل ما هو جديد و غريب و معقد ، و لكن هذا لا يبرر أن يلجأ للتفسيرات الاسطورية في حال قلة معرفته ، نقول اننا لا نعرف و نحاول البحث عن مزيد من المعطيات. بالمناسبة ، هل تعتقد أن الاجرام السماوية مجرد زينة ( زينا السماء الدنيا بمصابيح ) ؟؟ هل تعتقد أن هدفها إصابة الشياطين ( جعلناها رجوما للشياطين )؟؟ اقتباس:أعتقد أن الانسان اللاديني هو انسان هويته مبنية علي النفي..هو رافض...هو ينكر...هو يقول لا..هو اختار بمحض ارادته أن يلحد هناك بالسوق و المجتمع أفكار كثيرة و موروثات بالية ، يختار الإنسان أن يرفضها أو يتبناها ... الملحد إنسان رفض الدوغما المتعلقة بالغيبيات و على رأسها الالهة و الديانات و مشتقاتها. اقتباس:لديه منظومة متناسقة مترابطة من الأفكار والتصورات اقتنع بها بمحض ارادته الملحدين يتفقون على رفض الغيبيات ، ليس معناها أنهم سيتفقون على اشياء أخرى . اقتباس:وختاما أقدر روحك العالية لتمجيد الشهيدة الطفلة رنان يوسف عرفات لدي تعريف مختلف للشهيد Martyr لا يمت للدين بصلة ، الشهيد هو من يموت في سبيل قضية عادلة .... بالنسبة لي القضية الفلسطينية قضية عادلة و كل من يموت من أجلها شهيد. و أنا أخلد ذكراها ليرى العالم إجرام اليهود في فلسطين. أما هذه الطفلة ، فلم تبلغ الرشد أصلا حتى ترتكب اخطاء تحاسب عليها كما أنها لم ترتكب أفعالا خيرة ، فعلى اي اساس تكافأ أو تعاقب في حياة اخرى ؟؟ و ما ميزات أن تكون عصفورة في الجنة ؟؟ هل يوفرون طعاما افضل للعصافير ؟؟ عذرا على استخدام النقد الساخر و لكني لا أرى بديلا في تناول قضية مصير الاطفال الذين يموتون في الحروب حسب الرواية الدينية . اقتباس:بالمناسبة أنا عندما كنت في المرحلة الاعدادية كنت دائما أستغرب اهتمام القران الكريم ببني اسرائيل وكثرة الايات التى ذكرهم فيها وأنهم أعداء للمسلمين الي أن تقوم الساعة.وكنت أسأل الاستاذ عن هذا كثيرا.أليس هذا ملفتا أن يتحدث القران قبل 1400 سنة عن بني اسرائيل بهذا التركيز وذلك قبل انشاء دولتهم علي أرض فلسطين؟ و أنا مثلك كنت أستغرب ذلك و لكني وجدت تفسيرا منطقيا. هذا دليل يا عزيزي أن القران أخذ في جزء كبير منه من اليهود ........ و هذا غير مستغرب ففي فترة محمد كان اليهود منتشرين في شبه الجزيرة العربية. ألا تستغرب أن يركز كتاب يفترض أنه موجه للبشرية على هذه الأقلية المسماة اليهود ، و يتجاهل حضارات و شعوب أهم و أكثر تأثيرا مثل الصين و الهند و ألمانيا غيرها ؟؟ حسب رايي الشخصي اللعنة بدات مع إبراهيم و اولاده و انتقل اللعنة من الشرق الاوسط لأوروبا و العالم بقوة السيف لاحقا .... و كل ما نراه من أديان إبراهيمية هو بسبب هذه العائلة ، ( لاحظ أنك تصلي على هذه العائلة دائما في صلاتك ). اقتباس:هل القران تأليف بشري مثله كأي كتاب؟ نعم .... مع الفرق أنه عديم السياق ، و كثير التكرار . و أعتذر إن وجدت كلامي مستفزا . |