حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار (/showthread.php?tid=50290)

الصفحات: 1 2


الرد على: أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار - zaidgalal - 04-16-2013

(04-15-2013, 10:26 PM)فارس اللواء كتب:  إن اتحادات ناشئة كالخليج وغيره هي نواه لهذه الخلافة..

نعم. وهذا أحد معاني الخلافة وهو التطبيق المناسب لعصرنا هذا.

(04-15-2013, 10:26 PM)فارس اللواء كتب:  أما تحقيق الخلافة بالمعنى الراشدي التراثي فهي وهم كبير ويستهلك الكثير من جهود القائمين على هذه الجنون..

الذين يعيشون حياتهم هم الذين يختارون وهم الذين ينتخبون. فإن اختاروا زعيمًا لهم يحكم الدول الإسلامية من خلال المؤسسات فأهلًا باختيارهم ، وإن اختاروا أن تحكمهم المؤسسات فقط فمرحبًا بقرارهم.
(04-15-2013, 10:26 PM)فارس اللواء كتب:  لأنني وكما قلت بأن التاريخ غير خطي أصلاً ولا يعترف بالماضي من هذه الحيثية، بل هو يتعامل مع الماضي بمعايير القيم والأخلاق، وليس من واقع المظاريف والأحداث.

الناس هي التي تحكم على ما يمكن أن نأخذه وما يجب أن نتركه من الماضي. وبالتالي فالأمر في يد الأغلبية في الدول الإسلامية التي تتمتع بنظام حكم منتخب وليس مفروضًا من الخارج. هؤلاء هم الذين يعرضون الأمر على شعوبهم لكي تقرر. لقد عرض حكام أوروبا على شعوبهم الانضمام للإتحاد الأوروبي فمنهم من رحب ومنهم من رفض، والحكومات أحنت رءوسها لقرار شعوبها. فلندع المسلمين يقرروا بنفس الطريقة وعلى الحكام التنفيذ وعلى الشعوب مراقبة تنفيذ الحكام من خلال المؤسسات المختصة المتواجدة في كل دولة

(04-15-2013, 10:26 PM)فارس اللواء كتب:  نحن لا نلغي دور الماضي، ولكن إذا أصبح الماضي عائقاً في فهم الكون والانسجام مع الحياة فلابد من "تقزيمه" كضرورة حضارية لصناعة المستقبل، وإلا ستشوب خرائط أفكارنا نقاط عديدة من الرجعية والانحطاط تحملنا على العداء مع كل شئ حضاري.

نعم هذا صحيح. والشعوب هي التي تقرر إذا كان هذا الاختيار صحيحًا فتقبله أو غير مناسب فترفضه.

(04-15-2013, 10:26 PM)فارس اللواء كتب:  وبالنسبة لتحالف الناتو والاتحاد الأوروبي فهو على أسس اقتصادية بحتة..وكلامك إن فيه واحد مسيحي ماعرفش إيه دا كله استهبال بيتجاهل الدور اللي كانت بتلعبه الثقافة بعد الانتصار على النازية والفاشية في أوروبا...جميعهم عادوا لتجليات عصر الإصلاح الديني في القرن 16 وعصر التنوير في القرن 18...وطبيعي إن يكون فيه فلاسفة أوربيين مؤسسين للنهضة والحضارة الأوروبية الحالية......واسأل كيف سمحوا بتهجير 3 مليون عراقي مسيحي بعد سقوط بغداد في عام 2003...لو كانوا فلا مسيحيين لأقاموها حرب صليبية..ولكن دا كله استهلاك...ودا بيأكد أن تحالفهم هو للمصلحة وليس للدين فيه نصيب.

أخي الفاضل لقد وضعت بين يديك ومن مراجعهم ما يفيد أن حلف الناتو تأسس على أساس عقيدي أي ديني وهو محاربة الشيوعية كفكر وكدول.
أما أنهم لا يقيمون حروبًا صليبية فالواقع يؤكد أنهم أقاموها ومستمرون فيها. هذا ليس كلامي. هذا كلامهم من أفواههم:

The word "crusade" was used by US President George W. Bush first on the day of the September 11, 2001 attacks, quoted below, and on the national day of mourning which honored the death of the more than 3,000 victims of the attacks. He said that "this crusade, this war on terrorism is going to take a while."
In a Newsday article issued December 3, 2003, political commentator James Pinkerton offered a more positive interpretation of the crusading analogy. Counting eight crusading expeditions between 1096 and 1270, and characterizing these as "defensive wars", he also likened three intermediate "Christian invasions" of the Middle East to "latter-day Crusades", nominating Napoleon's invasion of Egypt in 1798 as a "Ninth Crusade", the British occupation of Egypt in 1882 as a "Tenth Crusade", and the British and French mandates after World War I as an "Eleventh Crusade".[7] However, Pinkerton's renumbering of the War on Terrorism as the "Twelfth Crusade" has been overshadowed by references to the title of the Cockburn column.
http://en.wikipedia.org/wiki/Tenth_Crusade

استعملت كلمة الحروب الصليبية من قبل الرئيس الأمريكي جورج دابليو بوش في يوم هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011م وكذلك في يوم الحداد الوطني في ذكرى وفاة أكثر من 3 ألاف من ضحايا هذه الهجمات. وقال "إن هذه الحروب الصليبية هي حرب على الإرهاب وستستغرق فترة."
وفي مقالة إخبارية في 3 ديسمبر 2003م قدم المحلل السياسي جيمس بنكيرتون تفسيرًا أكثر إيجابية لمصطلح الحروب الصليبية. وقد عد 8 حروب صليبية بين عامي 1096 و 1270 ووصفها بأنها حروب دفاعية ....... ذاكرًا غزو نابليون لمصر في 1798م على أنه "الحرب الصليبية التاسعة" وأن الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882م هو "الحرب الصليبية العاشرة" وعد الاتفاقات الإنجليزية الفرنسية بعد الحرب العالمية الأولى لإعادة تقسيم الدول الضعيفة بأنها "الحرب الصليبية الحادية عشر" ثم عد الحرب على الإرهاب بأنه "الحرب الصليبية الثانية عشر".

ربما تحتج وتقول "الحرب على الإرهاب" وليس "على الإسلام". أتركك مع الكاتبة تشيرلي برنارد لكي تحدد لك مفهوم الإسلام الذي يرضون عنه وبالتالي فغير هذا المفهوم هو الإرهاب:

كتبت تشيرلي برنارد Cheryl Bernard زوجة السفير الأمريكي الأسبق في الأمم المتحدة ثم في أفغانستان ثم في العراق، كتبت كتابًا بعنوان "الإسلام المدني الديمقراطي" Civil Democratic Islam. ولدت تشيرلي سنة 1953م، وشغلت منصب أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيينا. تقول في كتابها هذا:
The secularists believe that religion should be a private matter separate from politics and the state and that the main challenge lies in preventing transgressions in either direction. The state should not interfere in the individual exercise of religion, but equally, religious customs must be in conformity with the law of the land and with human rights. The Turkish Kemalists, who placed religion under the firm control of the state, represent the laicist model in Islam.
(P. 5)
"يعتقد العلمانيون أن الدين لابد أن يكون أمرًا شخصيًّا بعيدًا عن السياسة والدولة وأن التحدي الرئيس يتمثل في منع الانزلاق إلى كلا الاتجاهين. على الدولة أن لا تتدخل في ممارسة الفرد للدين ويجب أن تتوافق الشعائر الدينية مع قانون الدولة ومع حقوق الإنسان. إن أتباع كمال أتاتورك الأتراك وضعوا الدين تحت السيطرة الصارمة للدولة، فهم الذين يمثلون الأنموذج العلماني في الإسلام."



RE: أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار - zaidgalal - 04-16-2013

(04-16-2013, 10:34 AM)vodka كتب:  معنى هذا ان خلف خلاف المحامي هو خليفة للمسلمين واحنا مش عارفين

إذا كان خلف خلاف المحامي قد حصل على الأغلبية في دولة إسلامية فهو الخليفة في هذه الدولة.



RE: أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار - عبدالله بن محمد بن ابراهيم - 04-16-2013

(04-15-2013, 03:27 PM)zaidgalal كتب:  [b][size=large]
الأخ فودكا
ذلك حتى لا نكون كالذي يصر على ركوب الجمل بزعم أن النبي (ص) استعمله كوسيلة مواصلات
لكن المعنى الجوهري هو أن أنجح في الانتقال من مكان لمكان كما نجح النبي (ص)
هل اللحية من السنة؟ هل يجب ان نلبس اليوم كما لبس قثم؟ ....على ذكر الخلافة فالخلافة الاسلامية كانت حلاقة... و على الناشف تماما!


الرد على: أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار - فارس اللواء - 04-25-2013

أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(2)

في الحلقة الأولى وصلنا إلى نتيجة مفادها أن المفاضلة بين الناس بمجرد الزمان هي عملية مستحيلة، فالقرآن يُثبت أن الأكثرية على ضلال في كل زمانٍ ومكان..لِذا فثبوت الخيرية يَكُن للأشخاص وليس للزمان أو لعموم الأجيال لنفي وجود أي معيار شرعي أو تاريخي للمُفاضلة، والعقل يحيل هذه القضية لأنه يلزمها أن يكون الزمان متدهوراً باستمرار من الأقدم إلى الأحدث، والقول بخيرية القرون الأولى على ما سواها هو طعن صريح في هذه القاعدة وهو طعن صريح أيضاً في القرون السابقة بما فيها قرون الأنبياء ..وهو طعن صريح أيضاً في القرون اللاحقة بما فيهم قروننا الحديثة وما يتضمنها من خطابات ودعوات لإقامة خلافة إسلامية على غرار تلك القرون التي خرجت كدعوات غريبة ومتناقضة!

فبينما يؤمن الداعين لها بأن قرون الخلافة الراشدة هي الأفضل يقولون أنه يجب أن نُحقق ما حققوه قديماً ...وهنا التناقض..كيف تعترف بالعجز ثم تسعى لتحقيق ما تؤمن بأنك عاجز عن تحقيقه؟!..فلو قالوا أن الإرادة والطموح يكفيان قلنا أن اعترافكم بكفاية الإرادة والطموح هو اعترافُ ضمني بأن القرون الحالية ليست أسوء من القرون السابقة، وأن ما حققه السابقون من "إنجازات" يجوز أن يحققه اللاحقون سلفاً.. وهذا ما كنا نقوله وننادي به، أن المُفاضلة بين الناس لا يصح أن تكون من وجه الزمان بل من وجه التقوى، والغريب أن القرآن يَعِج بالعديد من المعايير التفاضلية ليس من بينها الزمان أو الأجيال على الإطلاق...فلنقرأ فواتِح سورة البقرة لنقف على المعايير التفاضلية الأكثر أهمية في الدين وهو قوله تعالى:

(ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويُقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هُدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون).... [البقرة 1: 5].

سنرى أن المعايير هي كالآتي:

1-التقوى
2-الإيمان بالغيب
3-إقامة الصلاة
4-الإنفاق في سبيل الله
5-الإيمان بالقرآن وبما أنزله الله في السابق.
6-الإيمان بالآخرة

السؤال هنا:..أين ذَكر الله الزمان أو الجيل أو القوم أو العشيرة هنا؟!!!!!

الإجابة: لا يوجد..لأن الله لم يجعل للناس تفاضلاً زمانياً أو مكانياً لعِلمه المُسبق بأن دعوته سيرفضها أكثر الناس، وأن المُقلدين هم آفة البشر وهم أول من سيتصدون ويُحاربون دعوة الله الحق..وقد كشف رب العزة تبارك وتعالى عن أحوال هؤلاء في آياتٍ عدة... فلنتأملها سوياً لنرى منطق البشر ولماذا كان الصالحون أقلية:

(بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) [الزخرف : 22]
(وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) [الزخرف : 23]
(فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين) [القصص : 36]
(فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين) [المؤمنون : 24]
(وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير) [لقمان : 21]
(وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) [المائدة : 104]
(وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) [الأعراف : 28]
(قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين) [يونس : 78]
(قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين) [الأنبياء : 53]
(قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) [الشعراء : 74]

-رأينا أن منطق البشر في رفض دعوة الله أنهم لا يثقون إلا في القديم، يعني أنهم مُقلدين وهنا الآفة ، وهي آفة دائمة تُلازم الإنسان أينما ارتحل أو تعرّض لإحدى ثوابت القديم...والغريب أنهم يعيبون على غيرهم تقليدهم لسَلَفهم ويطالبونهم بتقليدهم هم بدلاً من سلفهم....وقد خُضنا في غُمار ذلك إثر تعرضنا للقاعدة الرياضية المنطقية.."النسبة والتناسب"..ورأينا أن هؤلاء يرتكزون لرفضهم الآخر على مبدأ.."سلف الأولين"..وهو مبدأ تقليدي ملازم لكل طائفة ترى في نفسها الحق وما دونها الباطل، حيث أن الحالة العامة التي تجتمع في سائر الفرق والجماعات هي التقليد...أما المفكر الحر- والذي هو من المُفترض أن يكون هو المؤمن الحق- فيرى أن الجماعات افترقت من سوء فهم للواقع وللنص على حدٍ سواء، وأرادت أن تُخضع الجديد لسُلطة القديم .

وعليه فمُصطلح كمُصطلح .."سلف الأمة"..بحاجة إلى إسقاطٍ أكثر من مجرد تحصيل معلومات لديه..لأن المفكر المستنير لا يكتفي بتحصيل المعلومات أو بمعرفة الأحداث بل إلى الخوض في ظروف وفهم كيفية حدوث كل حدث، وإخراجه من حيز الفعل والتقوقع في أسبابه ونتائجه إلى حيز الدراية والفَهم... أو بالأحرى الإلمام بكافة القوانين التي تحكمت في صناعته، وهي مهمة ليست سهلة إذ تتطلب يقين جازم في المعلومة وهذا مستحيل من حيثية بُعد زمان السَلَف في العصور القديمة..وأن المؤرخ والراوي هو الذي يتحكّم في الصورة للعامة للسلَف، وأقوال الرواة والمؤرخين لا يُحتمل إلا أن تكون ظنية الثبوت فيما جَرَت عليه العادة في الخِلاف..كمِثال أن الكل يتفق في وقوع معركة صِفّين، ولكن الجميع يختلف في أسباب وأحداث ونتائج والظروف العامة لهذه المعركة.

أما المُقلّد فيأخذ جانباً من هذه الأحداث والظروف يسير عليها دون إعمالٍ للنظر وللبحث العقلي، ويُطالب المخالف بتبني رؤيته، بينما أن نفس السلوك يحدث تماما وبالتطابق مع الجهة الأخرى أي مع المخالف، فهو يريده أيضاً أن يلتزم بما يؤمن به ويعتقده، والطرفان على شِقاقٍ تام في حدثٍ تاريخي لا نستطيع أن نجزم أيهم كان الأصح والأوجَه.

لم يعد لدينا حينها لبناء رؤية تاريخية سليمة-إلى حدٍ ما-إلا التاريخ نفسه، وهو أوضح ما لدينا من أدلة، وأظن أن التاريخ كشف لدينا أطر عامة نفهم بها ما حدث، وأن القول بخيرية جيل على جيل لم يكن إلى تحقيقاً لصراعٍ سياسي كان منشأة صراع بعض الأطراف على أحقية كلٍ منهم بالحقيقة والأصل الديني، وأن الروايات التاريخية والحديثية بالمجمل كانت تصب في بناء ليس فقط رؤية تاريخية سياسية بل أيضاً في رؤية عقدية وضعت كل الأطراف في مفاصلة يتبرأ كل طرف من الآخر بمجرد مخالفته، فالراوي الثقة عند هذا ليس ثقةً عند ذاك، والأصل في التوثيق لم يكن يمس الأهلية أو البناء الذهني والتكوين الشخصي..بل كان يعتمد في مُجمله على الاعتقاد..عدا بعض الاستثناءات حدثت أن وثّقت بعض الأطراف رواةً آخرين ليسوا على هذه القاعدة...ولكن الاستثناء يؤكد القاعدة أن التوثيق كان على الاعتقاد والثقة وليس على الكفاءة.

وآفة التقليد هي التي أنتجت المذاهب..ليست فقط في الإسلام بل في سائر الأديان، ولا يقف اختلاف المذاهب هنا على الرفض بل يتعداه إلى التكفير..فرأينا العديد من علماء الشيعة يُكفّرون السُنة ..والعكس رأينا العديد من علماء السنة يُكفّرون الشيعة...وأما دعوات التقارب فهي تأتي في سياق عاطفي أكثر منه مراجعةً ونقداً للذات، فأهملوا القرآن وتمسك كلُ منهم بسَلَفه معتقدين فيهم العصمة من الزلل والأهواء..بينما يصعب على كل فريق أن يتدبر آيات الله البينات والتي خُوطِب فيها كليهما بنداءٍ واحد وهو الأمة:

(ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) [البقرة : 128]
(وكذلك جعلناكم أمة وسطا) [البقرة : 143]
(كنتم خير أمة أخرجت للناس) [آل عمران : 110]
(كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم) [الرعد : 30]
(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) [الأنبياء : 92]
(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) [المؤمنون : 52]

وكأن القرآن يردهم إلى الأصل الذي ابتُنىَ عليه الدين وهو الوحدة، وأن الافتراق سيأتي بأفعال الإنسان وأن هذه الأفعال هي في حقيقتها ابتلاءُ من الله.. قال تعالى..(ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) [المائدة : 48]...فيظهر من سياق الآية أن الوحدة وما يتبعها من تعايشِ وسلامٍ إنساني يتوقف على استباق الإنسان بالخيرات...وأن هذه المسابقة هي تصوير حي لمعنى الدين الحقيقي كما أنزله الله على أنبياءه...فلا يقول أحد أن التكفير خير أو القتل خير أو الاعتداء خير...بل هذه الأعمال جميعها مجرد حركة من السكون الافتراضي الذي يأمن به الإنسان على نفسه، وأن الحركة كي تكون مُنتجة لابد وأن تكون حركة تواصلية بِنائية تهدف لفعل الخيرات ابتداء ..مصداقاً لقوله تعالى:

(لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات) [البقرة : 148]
(فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا) [المائدة : 48]
(أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) [المؤمنون : 61]
(وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) [الأنبياء : 73]
(فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) [الأنبياء : 90]
(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) [فاطر : 32]

وكذلك كان درب المُصلحين جميعاً في كل زمانٍ ومكان..فبربكم هل كان قتل الصحابة واغتصاب الصحابيات وقتلهن بأبشع طُرق التعذيب خير؟ أو كان ذبح وتشريد وتنكيس آل البيت هو خير؟..بل هل يجوز أن يكون هدم الكعبة هو عملُ خير؟!...ذلك ما حدث في القرون الأولى أو في عهد الأجيال الأولى للمسلمين، فإذا قُلنا ذلك قال البعض لقد حدثت هذه الأحداث في زمان الفِتن، وقد أُمرنا أن نكف ألسنتنا عن هذه الأحداث، أو أن ننتقص من فاعليها بشئ..وكأنهم يؤمنون بقرارة أنفسهم أن ما حدث لا يجوز وصفه بأقل من جرائم..فهل يجوز القول على فاعليها أنهم مُجرمين؟..سيقولون لا..فهل لو كان فاعليها ممن سواهم أو كانوا من اللاحقين؟... سيقولون نعم...وهذا إثباتُ واضحُ وجليّ بأنهم ينظرون للأشخاص نظرة تقديسٍ وعبادة حملتهم على غُفران ما ارتكبوه من آثام...!

القضية معقدة ومُتشابكة تحمل في طياتها العديد من الأزمات وهي مبنية على عقيدة واحدة، وهي أن القرون الأولى مُفضله على ما سواها إطلاقاً، ومجرد القول بذلك صنع لدينا ما يُعرف .."بالمُصطلح الأزمة"..والذي أصبح مجرد الخوض فيه يتسبب في الانشقاقات والحروب الأهلية بين المسلمين.. كمصطلحات.."سلف الأمة والخلافة وعدالة الصحابة..وغيرها عند السنة"..ومصطلحات.."كالإمامة وعصمة الأئمة ..وغيرها عند الشيعة"..وهي مصطلحات بحاجة لتحرير وفهم خارج دائرة المذاهب وبالأخص الراوية التي صنعت لدينا كل هذه الافتراقات والانشقاقات العديدة.