حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول (/showthread.php?tid=6939) |
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-11-2008 عاشق القصر غسان شربل الحياة - 11/02/08// اقترب المتمردون. هشمت قذائفهم نوافذ القصر وجدرانه. رصاصهم الحاقد ينطلق من كل الجهات. برنامجهم واضح ومطلبهم معروف. فجأة رن الهاتف. قال السفير: «تقديراتنا ان الوضع بالغ الصعوبة. انطلاقا من روابط الصداقة كلفني رئيس الجمهورية ان انقل اليكم تحياته ومشاعر القلق التي تراوده. كما كلفني ابلاغكم ان القوات الفرنسية مستعدة لضمان مغادرتكم في حال اتخذتم هذا القرار». ورد الرئيس :» ارجو ان تنقلوا الى فخامة الرئيس شكري العميق على اهتمامه ومبادرته. تقديرنا ان الوضع ليس على هذه الدرجة من السوء. كما ارجو ان تنقل الى الرئيس تهاني الصادقة بمناسبة زفافه». استدعى كبير مساعديه. راجع معه الوضع الميداني وأعطى تعليماته. لا يعرف نيكولا ساركوزي هذا الجزء من العالم. في بلاده تنتهي ولاية الرئيس. يذهب الى التقاعد. يلقي المحاضرات ويبيع المذكرات. هذا عالم آخر. لا القانون يحميك فيه ولا الدستور. يحميك ان تكون الأقوى. وان تقيم في القصر. وان لا تغادره الا الى القبر. كل مكان آخر عقاب لا يحتمل. كل مكان آخر لا يطاق. الجنرال ادريس ديبي. قبل عامين اقترب المتمردون. اتصل سعادة السفير. قال ان الرئيس جاك شيراك يشعر بالقلق. اعرب عن استعداد القوات الفرنسية لضمان خروج مشرف. يضحك. ليس هناك خروج مشرف من القصر. الحل الوحيد المشرف هو البقاء فيه. الحل المشرف ان تبقى السيد. الرقم واحد. صاحب السلطان. والكلمة الاخيرة. وان تحتفظ بقدرتك على اطلاق تلك الجملة الصغيرة العجيبة: الامر لي. لا يعرف ساركوزي قصة هذا الجزء من العالم. لست سائحا لأنهمك بسلامتي. لست عابرا. لست استاذا جامعيا لأجمع أوراقي وأرحل. هذه البلاد ولدت وانتظرتني طويلا. كنت ملازما صغيرا بالقوة فتحت ابواب القصر. طردت حسين حبري وبدأ عهدي. بدأ كي يدوم. قال الدستور ان الحدود ولايتان. استدعيته وأمرته ان يلغي الحدود. ابتهج الدستور وانصاع. هذا القصر لي. وحقي الطبيعي ان اكون سيده. انني رجل جاء في مهمة. لن اتنكر لقدري. لن اخذل التاريخ الذي راهن علي. لست في وارد التنازل. لن اسمع النصيحة بالمغادرة سواء جاءت من السفير الفرنسي او الاخضر الابراهيمي او عمرو موسى. لماذا لا يغادر عمر البشير قصره في الخرطوم؟ ولماذا لا يتنازل القذافي عن خيمة الحكم؟ لا اريد شيخوخة هادئة في نادي الحكماء. لا اريد رشوة اسمها التحول صانع رؤساء. اذا كان نابوليون عاشقا للقصر فلماذا أكرهه انا؟ ولماذا اتنازل عنه؟. مسكينة تشاد، يصر الجنرال ديبي على انقاذها. مرة اخرى نجح في إبعاد المتمردين. لن يغادر لن يغادر. القصر لحمي وعظمي ودمي. لو غادرته سأتحول يتيماً مهيض الجناح. يستحق القصر ان تنتشر الجثث في شوارع نجامينا. وان يغادر الاجانب. وان يفر المستثمرون. انا عاشق القصر ولا اجيد مهنة اخرى كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-13-2008 نيكول تنوري: عند لقائي بعون قالوا لي : الله يساعدك! GMT 4:30:00 2008 الأربعاء 13 فبراير رحاب ضاهر -------------------------------------------------------------------------------- رحاب ضاهر من بيروت: تتميز المذيعة نيكول تنوري بالهدوء والرصانة والبعد عن " المشاحنات " التي اعتادنا عليها في البرامج السياسية وتستمتع بعملها في قناة "ام بي سي " حيت تعتبر ان نشرة الأخبار التي تقدمها عبارة عن سلة متكاملة ليس الهدف منها الحديث عن السياسة والسياسين بل الاخبار التي تهم المواطن العادي . نيكول تنوري في حوار يلاف : بداية نيكول تنوري كيف تنظر الى تجربتها الاعلامية بعد كل هذه السنوات؟ اعتقد انني كنت محظوظة اعلاميا إذ بدأت مشواري منذ ان كنت في كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، و اثناء دراستي عملت كمتدربة ومراسلة حرب بنفس وقت الحرب اللبنانية ، ثم أصبحت مراسلة في القصر الجمهوري، وفي السنة التي تخرجت فيها انتقلت الى لندن وانضممت الى تلفزيون أم بي سي. واستطعت من خلال خبرة متواضعة جدا أن اعمل في هذه المؤسسة التي تعمل ضمن مخطط واسع، فهي ليست مؤسسسة آنية ولم تقم لأهداف مرحلية. تجربة العمل في اوروبا وخاصة في انجلترا العريقة بمؤسساتها الاعلامية أثرتني إعلاميا، فأنت في بريطانيا قريبة من الموضوعية البريطانية التي تشعرينها في جميع مؤسسات بريطانيا الاعلامية مقرؤة او مسموعة او مرئية، أكثر مما تجدينها في المؤسسات الاعلامية الامريكية، لذلك اعتبر نفسي محظوظة جدا ، خاصة انني اعتبر أنني بدأت في لندن ذلك البلد العريق بثقافته ، بمسرحه ، بمؤسساته. تعلمت كيف اتعامل مع الانسان كإنسان بصرف النظر عن طبقته، وثقافته وديانته وبلده الاصلي . المواطن او الانسان بالاحرى هناك له قيمته، والمسؤول الحكومي هناك يشعر بمسؤوليته تجاه شعبه وبلده لماذا لم تنتقل نيكول الى قناة العربية ؟ ما زلت اعتبر انني من خلال نشرة أم بي سي اخوض تجربة غنية، فالنشرة الرئيسية نشرة متميزة متكاملة package تحتوي على السياسة ، الطب، الاقتصاد، الثقافة،و الفن . في الوقت الراهن ما زلت اتمتع بعملي هذا. الهدف الاساسي كما اكرر دائما ليس الحديث عن السياسة ونشاطات السياسيين فحسب بل نقل ما يهم المواطن العادي . هل تعلمين ان قناة ABC تدفع ملايين الدولات لنشرة اخبار واحدة، هل تعلمين ان العنوان الاول في النشرة قد يكون اكتشافا طبيا، هذا المؤسسات الاخبارية العريقة بعيدة عن النمطية والكلاسيكية. هل تعلمين ان Sky news مثلا في اليوم الذي وقع فيه حادث ديمونة في اسرائيل وضعته عنوانا ثانيا ووضعت العنوان الاول عن التعامل العنصري مع لاعب كرة أسود في اسبانيا...لا يمكن ان نجد ذلك في نشرة أخبار عربية. من هذا المنطلق اقول لك ما زلت، حتى الان، مستمتعة بما أقدمه في أم بي سي. انت متهمة انك لم تستطيع ان تقدمي برنامج سياسي يتناسب مع خبرتك في الاعلام السياسي ؟ بل قدمت عدة برامج منها "حوار الاسبوع" وكان آخرها 3 أو 4 حلقات عن دخول القوات الامريكية الى العراق لقي نجاحا كبيرا وقدمت في لندن الى جانب نشرة الاخبار الرئيسية برنامج "أقوال الصحف"، كذلك "حصاد العام" و"المراسلون" . لكنني أعود و أكرر دائما ان السياسة ليست هي قمة الاعلام، حلم حياتي الاساسي البرامج الوثائقية التي تجمع بين السياسة والبعد الانساني. حسب تجربتي فالبرامج التي تنظر الى البعد الاجتماعي والانساني والسياسي في الوقت ذاته مثل "حكايتي" هي البرامج التي أشعر انني أقدم شيئا مختلفا للمشاهد عندما أعدها وأقدمها ، لأننا في نشرة الاخبار نحاور محللين وخبراء يتكلمون عن موضوع معين ، لذلك لا نكون قد فعلنا شيئا جديدا حينما نستضيفهم في برنامج. برنامج "حكايتي" هل استطاع ان يأخذ مكانه بين زحمة البرامج السياسية ؟ "حكايتي" ليس برنامجا سياسيا بحتا، لا يمكن مقارنته بالبرامج السياسية الحوارية. البرنامج السياسي يمكن ان تحضريه مرة واحدة فقط، إما برنامج وثائقي ك "حكايتي" لا يموت. لذلك لا يمكن مقارنته ، فهو مختلف عن أي برنامج آخر. وهذا هو سر نجاحه. من اكثر شخصية اثرت بك في برنامج "حكايتي "؟ لكل شخصية وقعها ، لا استطيع ان اقول ان هناك من أثر في أكثر من غيره . مثلا عند لقائي بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح كانت الثقة هي العامل الاساسي الذي أدى بالرئيس صالح ان يذكر اسم زوجته ويتحدث عنها وكما نعرف هي من الامور "ألمحّرمة" بحكم العادات والتقاليد، لكنه تجاوب معي واسترسل في الحديث بعد تحقيق الثقة. وكذلك الامر عند لقائي بسمو الامير الحسين بن طلال ، كانت صراحته وثقته التي أبداها حافزا لي لطرح اسئلة لم تكن ضمن الاسئلة المدرجة، مثل سؤالي عن السبب الذي دعا شقيقه الملك حسين لاستبعاده عن ولاية العرش بعد رحيله، وتأثرت جدا عندما لمحت عينيه المغرورقتين بالدموع أثناء اجابته.وكانت المرة الاولى التي تحدث فيها سمو الامير عن أمر ولاية العهد في الاردن وما صاحبها من احداث. وأذكر قبل ذهابي للقاء العماد ميشيل عون ، ان الجميع قالوا لي : الله يساعدك، انتبهي قد يكون بمزاج سيئ وعصبي. ، لكنني اثناء اللقاء شعرت انه استرسل وأجاب بكل صراحة حتى عندما كانت اسئلتي محرجة ويمكن ان تسبب الاستفزاز لشخص آخر وبالذات عندما سألته إذا كان نادما على 13 تشرين ، ولم لم يسلك طريقا آخر، أجاب بكل صراحة، أخبرني عن تجربته بكل ود وثقة، الواقع شعرت انني أمام أب وليس رجل سياسة. من الشخصيات التي اذكرها مثلا الدكتور مجدي يعقوب فرغم اننا استطعنا لقاءه بزمن قياسي (سنة واحدة فقط) بينما استغرق الامر قناة ديسكوفري (4 سنوات) ، إلا اننا كنا نضطر للاستيقاظ الساعة السادسة والنصف صباحا كل يوم طيلة مدة التصوير لنكون معه في غرفة العمليات. السيدة جيهان السادات مثلا لم تتحدث في اي من المقابلات السابقة مع كل وسائل الاعلام عن تفاصيل حياتها بالتفصيل الذي سردته مع برنامج " حكايتي" حيث اخبرتنا عندما كانت في الخامسة عشرة وكان الرئيس السادات قد خرج من السجن حديثا، وكيف حاولت إقناعه الحديث مع والدتها الانجليزية دون ذكره كرهه للانجليز في تلك الفترة، وهي فترة ثورة 1952. أما منى الهراوي السيدة اللبنانية الاولى السابقة فرغم انها تتحدث للاعلام منذ زمن إلا انه لم يسبق لها ان اعترفت بأنها قامت بعملية تجميل لأنفها ...لأول مرة زوجة رئيس جمهورية تعترف بأنها أجرت عملية تجميل. ولا يمكن ان أنسى اللقاء الذي اجريته مع أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فقد تحدثت السيدة سهى بكل صراحة عن كيف ان زواجها كان زواجا للقضية اكثر من زواجها لرجل يكون بجانبها وتحدثت عن معاناتها كأنثى مع رجل يعمل دائما، ومتزوج من القضية. كيف تنطرين الى الإعلام اللبناني في وسط الاجواء المشحونة التي نعيشها الان في لبنان ؟ " كل واحد فاتح دكان على حسابه" ، كل حزب وكل جهة لديها محطتها الاعلامية، كل منها يمثل طرفا معينا . لا يوجد محطة واحدة علىمستوى جميع الاحزاب والاطراف مع العلم ان اللبنانيين لديهم تجربة قديمة في الاعلام، وللاسف ليس هناك صحافي يقف على نفس المسافة من كل الاطراف، مع العلم ان لدينا وجوه صحفية مبدعة ومميزة. دائما يتم الحديث عن حيادية الاعلامي . هل يستطيع الاعلامي ان يكون حقا حياديا ؟ بالنهاية لا يوجد حقيقة بالمطلق ولا يوجد حيادية بالمطلق، هناك ما يطلق عليه الاقرب الى الحيادية والاقرب الى الحقيقة. الحيادية تكون في خبر معين يبرز وجهات نظر مختلفة بطريقة متساوية ومتوازنة، إذا استطاع الاعلامي ان يقوم بذلك يكون أقرب الى الحيادية. دئما مقدم البرامج السياسية يكون قلق ومتوتر نيكول نجدها دائما هادئة . ماسر ذلك؟ - القلق والتوتر يأتي قبل الظهور على الشاشة، ما ترونه على الشاشة هو الهدوء بعد العاصفة. القلق والتوتر عنصران يلازمان أي صحافي، مثلا ان يكون لديك وقتا محددا لإيصال معلومة معينة، هناك معلومة تأتيك في آخر لحظة في بعض الاحيان، ممكن ان يكون هناك توتر لأنك تحت ضغط كبير لإيصال المعلومة بطريقة مريحة ومفهومة . المشاهد ليس مضطرا ان يراك متوترة، هذا عملي ، علي تأديته بكل هدوء حتى يتلقاه المتلقي وهو مرتاح. من يلفتك من مذيعات الاخبار ؟ - ليس هناك مذيعة بحد ذاتها، فلكل منهن ميزة ، هناك من يميزها حضور متكامل مع إلقاء جميل، أخرى لها أسلوب لذيذ في الحوار، واخرى لديها تواصل جميل مع المشاهد حتى لو كانت المادة التي تقرأها لا تهمني ‘ إلا ان التواصل يجذبني. هناك عدة خصال تشترك فيها شخصيات عديدة من مذيعات الاخبار، وكما قلت لكل منها ميزتها. ما هو البرنامج السياسي الذي تتابعينه باستمرار ؟ أتابع جميع برامج ال Biography Channel وال History Channel . تعجبني برامج ال Fox News اما في ال BBC World فكان برنامجي المفضل HARD Talk عندما كان يقدمه Tim Sebastian . بصورة عامة اتابع المحطات الاجنبية، وأركز على برنامج معين كل فترة. سنوات الغربة عن الوطن .كيف اثرت بك؟ سنوات الغربة عبارة عن حرمان من الاهل وعواطفهم واهتمامهم اليومي، عبارة عن حرمان من اصدقاء الطفولة، من أعز ذكرياتك، لكنها بنفس الوقت لها وجه إيجابي إذ تعلمك الاعتماد والثقة بالنفس . كانت تجربة قاسية سنوات غربتي في لندن لكنني تعلمت منها الكثير. اخيرا هل لديك تفاؤل بمستقبل لبنان؟ نحن نعيش على التفاؤل، التفاؤل هو أفيون الشعب اللبناني ، من ثلاثين عاما ونحن نقول "كله خير وكله أحسن"، لو كنا نعلم ان الامور ستصير هكذا "كان عشت حياتي كلها تشاؤم". الحمد لله هناك التفاؤل كي نستطيع ان نستمر ونعيش. كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-14-2008 جسر بين دمعتين غسان شربل الحياة - 14/02/08// هذه بلاد لا تنجب غير الجنازات. تودع الشهيد وتعاود التنابذ والتناحر بانتظار شهيد جديد. لا يوحدها الأحياء. ولا يوحدها الشهداء. هذه بلاد تسرق من الشهيد هالته الوطنية. ترسم حدوداً لدمه. تجعله شهيد طائفة. او منطقة. او حي. توزع الشهداء على خطوط التماس القديمة والمستجدة. تجعل دمهم فرصة لسقوط المزيد من الشهداء. لكل لبناني جنازة تنام في ذاكرته. مراسم تشييع يحفظها عن ظهر قلب. انها دمعته ووسامه ومرجعه وحرقته. عبرها يتصل بالوطن. عبرها يتصل ببعض الوطن. انها الذاكرة المنحازة. تحفظ جنازة وتدفع أخرى الى النسيان. وهذا النوع من الذاكرة لا يعد بغير الجنازات. لكل لبناني جنازة تنام في ذاكرته. تنام وتستيقظ. انها بوصلته الفعلية. انها كتابه في قراءة البلاد وأحوالها والعلاقات بالآخر المقيم فيها. انها مصدر طمأنينته وقلقه. مفتاح مشاعره وابتهاجاته وثاراته. هذا يحمل جنازة رفيق الحريري. وذاك كمال جنبلاط. وثالث عباس الموسوي. هذا يحمل جنازة رينيه معوض. وذاك جنازة بيار امين الجميل. وثالث جنازة حسن خالد. ورابع جنازة عماد مغنية. هل يحق للبناني ان يستقيل من احزان جاره في الحي المجاور؟ جاره الذي لا يشاركه الانتماء الى الطائفة نفسها والمذهب نفسه؟ هل يحق له الاستقالة من الحرقة المقيمة في الشطر الآخر من العاصمة او المدينة؟ وهل يحق لأحد ان يتولى فرز الشهداء وتعظيم بعضهم وإنكار صفة بعضهم الآخر؟. واذا كان كل هؤلاء الشهداء بلا استثناء من لحمنا فهل يحق لبعض لحمنا ان يغسل يديه من بعضه الآخر؟. هل يحق لشهداء 14 آذار الاستقالة من شهداء حرب تموز؟ وهل يحق لشهداء حرب تموز الاستقالة من شهداء 14 آذار؟. اذا كانت الاستقالة جائزة فهذا يعني ان لبنان مجرد فكرة جميلة فاشلة. اعتبار الشهيد شهيدا لبعض الوطن يكاد يعادل اغتياله مجدداً او الموافقة على اغتياله اوالتزام الحياد امام الجريمة. اعتبار دموع الحي المجاور شأناً بعيداً يخصه وحده يؤسس لافتراق الكتب والاغاني والمشاعر. يؤسس لحرب تأتي وإن تأخرت. يؤسس لاصطدام الشهداء عبر الاحياء ويؤسس لتبديد دم من استشهدوا. ان بلاداً تقسم شهداءها على هذا النحو هي بلاد تضيع فيها ثمار المقاومة مهما كانت ترسانتها. ان بلاداً توزع شهداءها على خرائط أقل من خريطة الوطن هي بلاد تضيع فيها الحقيقة مهما شكل لها من محاكم. اكتب لأشهر خوفي. الحملات المتبادلة في الايام الماضية زادت مخاوفي من العرقنة. ذكرتني بتشظي يوغوسلافيا مع آلام مضاعفة بفعل تعذر الطلاق. ان اللبناني يكاد ييأس من جاره المقيم في الحي المجاور. يبدو احياناً ان كلاً منهما ينتمي الى مدرسة مختلفة وعالم مغاير وقراءة أخرى للبارحة واليوم والغد. يبدو كل حي اسير مفرداته وهواجسه وتطلعاته وجنازاته. يكاد يعتقد ان الخطر الفعلي يأتي من الحي المجاور وليس من مكان آخر. اعرف ان البلد عاش حدثين زلزالين اكبر من قدرته على استيعاب نتائجهما. الاول زلزال اغتيال رفيق الحريري. والثاني زلزال حرب تموز (يوليو). لكن هل يحق للبنانيين ان يتفرجوا على بلدهم ينزلق نحو الانفجار والاضمحلال؟ أوليس بقاء البلد اهم من كل المطالب حتى وان كانت محقة؟. ما جدوى احتفاظ المقاومة بسلاحها اذا ضاع البلد؟ وما جدوى الحقيقة اذا تكشفت بعد ضياعه؟. منذ شهور ينشطر لبنان لبنانين. خلافاتهما الداخلية عميقة والتناقض ظاهر في تحالفاتهما الاقليمية. المراوحة تعني المزيد من الاهتراء. وكل محاولة للحسم ستكون انتحارية. المؤلم غياب رجل استثنائي يعيد التواصل بين اللبنانين. ابدى الرئيس نبيه بري رغبة ولم يظهر قدرة. بدا العماد ميشال عون خارج اللعبة. تعثر بطموحاته وحساباته فخسر دور المنقذ بعدما خسر دور الرئيس. غياب هذا الدور الانقاذي عن طريق آخرين يعيد الكرة الى ملعب حسن نصرالله وسعد الحريري. إما قرارات شجاعة وتبادل تنازلات وإما الانزلاق الى الفتنة وبكل ما تعنيه من تهديد للمقاومة والحقيقة معا. لبنانان. ساحتان. حزن كبير وقلق كبير. هنا تشييع حاشد وهناك ذكرى حاشدة. دمعة في الضاحية على عماد مغنية. ودمعة في ساحة الشهداء على رفيق الحريري ورفاقه. من يمنع الطلاق وينصب جسراً بين اللبنانين؟ من يملك القدرة على توحيد الدمعتين؟ وأين منتصف الطريق بين الاحياء وبين الشهداء؟. كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-16-2008 ويل للمجتمع الدولي من خطر يقترب! عيد بن مسعود الجهني الحياة - 16/02/08// مسرح الأحداث على الساحة الدولية اليوم يذكرنا بالوضع الملتهب الذي ساد العالم قبل اندلاع الحرب الكونية الأولى، ففي تلك الحقبة من التاريخ الإنساني كانت بريطانيا تهيمن على العالم بقوتها العسكرية الضاربة، وامتدت أذرعها القوية إلى قارات العالم، وبدأ التنافس بينها وبين الدول الكبرى آنذاك على اقتسام المستعمرات، فالمشهد كان ينتظر من يدق الجرس أولاً لتشتعل الحرب، وجاء اغتيال ولي عهد النمسا ليكون الشرارة التي كانت تنتظر من يشعلها، وهذا ما حدث عندما دقت طبول تلك الحرب المدمرة في 28 شباط (فبراير) 1914، عندما أعلنت النمسا الحرب على صربيا التي قتل احد رجالها ولي عهدها! ودخل العالم مرحلة أتون حرب لا تُبقي ولا تذر بعد أن انحاز كل حليف الى معسكره، فوجد العالم نفسه في خضم نيران اشتعلت في القارة الأوروبية وأحرقت الأخضر واليابس، ولم يتوقف هديرها إلا بعد أن أفنت من الجنس البشري أكثر من 40 مليون إنسان. وفي الفترة بين 1929 - 1933 واجه العالم أزمة كساد اقتصادي اجتاحته من أقصاه إلى أقصاه، انعكس أثرها السلبي على السياسة والعلاقات الدولية، وتبنت بعض دول أوروبا العنف، وأخذ الطمع في الاستيلاء على الثروات بل الدول يرفع رأسه، وبدا ذلك جلياً بانسحاب ألمانيا في 14 تشرين الأول (أكتوبر) 1933 بزعامة هتلر من عصبة الأمم، وادى فشلها في تحقيق السلم والأمن الدوليين الى اندلاع الحرب المدمرة الثانية في أواخر 1939، ولم ينطفئ لهيبها عام 1945 إلا بعد ان خلفت وراءها أكثر من 50 مليون قتيل، وخراباً وتدميراً لم يعرفه الجنس البشري من قبل. اليوم يعيش العالم تهديداً للسلام والأمن الدوليين اخطر بكثير مما كانت عليه حاله التي خرجت من رحمها حربان مدمرتان، فمسرح الأحداث المعاشة على أرض الواقع ينذر بشر قد اقترب، ومن يرصد الأحداث المتسارعة التي لا تخطئها العين يدرك حجم هذا الخطر المحدق! الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي (السابق) خرجا من الحرب الكونية الثانية كقوتين عالميتين مهيمنتين تملكان القوة العسكرية، وان كانت أميركا تتفوق في قوتها الاقتصادية، واقتسما النفوذ في العالم، وسار سباق التسلح لصالحهما، ودشنت الرأسمالية والشيوعية الحرب الباردة بدءاً بأزمة الصواريخ في الستينات والحرب الفيتنامية، مروراً باحتلال الروس لأفغانستان، حيث حشدت أميركا العالم وفي مقدمه المسلمون (طبعاً) لكسر شوكة الشيوعية، وانتهاء بانهيار جدار برلين وانهيار الشيوعية وتناثر بعض أجزاء الامبراطورية السوفياتية السابقة الى دول مستقلة! كانت الضربة قاسية للاتحاد السوفياتي (السابق) الذي ورث يلتسن ما تبقى من حطامه، ومما زاد الطين بلة ضعف ذلك الرئيس، فزاد بلده ضعفاً على ضعف، ومع بحثه عن منقذ جاء برجل الاستخبارات بوتين الذي كان باهر الذكاء، فانقض على الجميع لينقذ بلاده من الورطة التي دخلت في نفقها المظلم، واستطاع القيصر الجديد فعلاً أن يعيد لروسيا مكانتها وقوتها وإرادتها كلاعب رئيس على الساحة الدولية، بل وفي منطقة الشرق الأوسط!! ظل رجل الكرملين القوي يراقب القطب الأوحد أميركا وهي تغرق في ظلمات أفغانستان، تذكر زمناً كانت فيه أفغانستان القشة التي قصمت ظهر بلاده، وها هو يرى خصمه اللدود يدخل المغامرة لتعلم الدروس، يرسل الصرخة تلو الصرخة كما فعلت بلاده من قبل ولا منقذ ولا مجيب!! ومن مكتبه ينظر إلى لوحة العراق الكئيبة حليفته بالأمس التي اختطفها الغول الأميركي وعاث بها وبأهلها فساداً، يرى كيف ان صقور الإدارة الأميركية يبحثون عن طوق نجاة وقد تقطعت بهم السبل، وليستكمل المشهد فإنه ينظر إلى مشهد أميركا الحزين في الشرق الأوسط وأفريقيا!! كل هذه المشاهد التي تعيشها الإمبراطورية الأميركية منحت رجل روسيا الذي قذفت به الأقدار الى الكرملين استراحة لعلاج جراح بلاده وبناء اقتصادها ودعم قوتها العسكرية ليدخل الساحة الدولية من جديد مدججاً بقوة واثبة لدور روسي جديد في الشرق الأوسط والعالم مستفيداً من الخوار الأميركي في الشرق الأوسط بل وفي العالم!! وجاءت فرصة بوتين ليستعرض عضلات قوته ضد هيمنة واشنطن الأحادية على العالم، وكانت منظومة الدفاع الصاروخية على حدود بلاده في جمهورية تشيكيا وبولندا الشرارة التي اشتعلت في صدره لينتفض لإحساسه بالخطر ويوجه انتقاداته الحادة للعم سام وسياسته على حدوده، وفي الشرق الأوسط وغيره، ويرد على القوة بالقوة، بل ان بوتين عقد العزم على شل قدرة الإدارة الأميركية لاحتكارها القرار الدولي قدر الإمكان، متبنياً استراتيجية جديدة مدروسة بدقة لتلعب بلاده دوراً مؤثراً في الشرق الأوسط يخدم مصالح روسيا وبعض دول المنطقة، خصوصاً تلك التي زارها الرئيس الروسي ووثق علاقات بلاده معها. لم يقتصر هجوم بوتين على سياسات أميركا لافراطها في استعمال للقوة لاحتلال الدول، بل انه انتقد بشدة الديموقراطية الأميركية، قائلاً ان الذين يريدون ان يلقنونا الديموقراطية لا يتعلمونها أنفسهم، ذهب بوتين إلى عمق النظام السياسي الأميركي ليوجه له لذعة من النقد بعد ان وجد الفرصة سانحة للانقضاض على الإدارة الأميركية مستفيداً من مأزقها الخانق في أفغانستان والعراق والمنطقة برمتها، ورجل السياسة الناجح هو الذي يحدد الهدف ويعرف كيف يختار وقت تحقيقه بدقة، وقد فعل بوتين!! ذهب بوتين في منازلته لبوش إلى أبعد من هذا فنقل حربه الباردة او الساخنة إلى قاع المحيط المتجمد الشمالي الذي يكتشف للمرة الأولى في التاريخ ويختزن احتياطياً كبيراً محتملاً من النفط والغاز، وروسيا أصلاً غنية به ليزيد قوتها قوة، وهذا تحد حقيقي لأميركا وهيبتها يعيد للأذهان ذلك السباق بين العملاقين في ستينات القرن الماضي لبلوغ القمر ليبدأ السباق لغزو الفضاء. وعلى رغم ان روسيا تتفوق على أميركا في عدد الرؤوس النووية فلديها أكثر من 8 آلاف رأس، ولأميركا أكثر من سبعة آلاف، وهذا العدد من القوة التدميرية الضاربة لدى إحدى الدولتين يكفي لتدمير العالم بأسره، إلا ان بوتين عمل على تطوير صواريخ بلاده الاستراتيجية فأجرى تجارب أثبتت عصرنتها لتلك الترسانة التي تخيف بها أميركا!! المهم ان روسيا بقيادة قيصرها الجديد أخذت على عاتقها ان تشارك أميركا كلاعب رئيس على الساحة الدولية وإدارة الصراعات، وفرد بوتين أجنحة بلاده بعد أن استفاد من كل أخطاء الإدارة الاميركية، ونهض باقتصاد بلاده وحطم بعض رؤوس الفساد، واستفاد من أسعار النفط التي ارتفعت الى مستوى تاريخي لتبلغ مئة دولار، باعتبار بلاده ثاني أكبر منتج للنفط بعد السعودية، وتملك احتياطياً ضخماً منه، وهي الأولى في احتياطي وإنتاج الغاز على المستوى العالمي وتعد رئة أوروبا في الإمدادات من تلك الطاقة، التي استغل بوتين نفوذها ببراعة في تعامله مع أوروبا والغرب عموماً. ويمكن القول إن موسكو وواشنطن أصبحتا اليوم وجهاً لوجه، تدخلان عصراً جديداً من التحدي، عصراً جديداً من تقاسم النفوذ في العالم، وبرزت الصين قوة مؤثرة تفرد أجنحتها في بعض القارات، خصوصاً آسيا وأفريقيا، بهدوء الناظر للمستقبل وسط تحالف يبنى خطوة خطوة مع الجارة روسيا، يبرز أثره حتى في مجلس الأمن في التلويح بالفيتو للحد من الجموح الأميركي، وبرز ذلك واضحاً في الملف النووي الإيراني. وعلى رغم ان الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة الاقتصادية الأولى فإجمالي ناتجها القومي حوالي 14 تريليون دولار وموازنتها العسكرية الأضخم عالمياً أكثر من 700 بليون دولار، وعلى رغم ان موازنة الدفاع الروسية لا تتجاوز 32 بليون دولار، إلا أن المؤكد ان روسيا هي القوة القادمة فعلاً، يدعم قوتها واقتصادها مخزون ضخم من النفط والغاز في عصر تمثل فيه الطاقة القوة والنفوذ، وهو ما تفتقر إليه أميركا فاحتياطها من النفط لا يزيد على 22 بليون برميل فهي فقيرة في الطاقة متعطشة لها، ومن هنا جاء صراعها من أجلها واحتلالها للعراق وقبله أفغانستان. اذاً قراءة المشهد العالمي في حاضره هي منظر يكاد يقترب من مسرح الأحداث العالمية التي لبدت العالم بالغيوم الكثيبة والكئيبة، لينطلق لهيب الحربين العالميتين في القرن الماضي بعد اضطرابات وأحداث سياسية واقتصادية وصراعات على تقاسم النفوذ والفوز بالمستعمرات والانقضاض على الدول الضعيفة واحتلالها وانهيار امبراطوريات وبروز أخرى مثل أميركا وروسيا، وها هي اليوم تعود للتناطح بعد حرب باردة مريرة، وبعد ان برزت قوى جديدة مثل الصين والهند! ومن يدقق في المشهد بفكر مستفيض لمجريات الأحداث اليوم على الساحة الدولية، وينظر إلى الصراعات الدائرة، سيدرك ان النظام العالمي والاقتصاد العالمي في خطر، وأن الفوضى ضاربة أطنابها في المجتمع الدولي برمته، لأن أمن واستقرار الكرة الأرضية بساكنيها أصبحت تديره سلطة واحدة مهيمنة هي الإدارة الأميركية، وهذه السلطة بدأت تفقد سيطرتها على مجريات أحداث العالم المتشابكة! ومن ينظر الى لوحة المشهد العالمي يرى بأم عينيه أن أسباب الفوضى العالمية قد تحققت، فموجة كساد اقتصاد عارمة حلت بالاقتصاد الأميركي وانتقلت العدوى الى معظم الاقتصادات والبورصات الدولية، وحروب شنتها الإدارة الأميركية فانتشرت الصراعات هنا وهناك ودخل العالم في سباق تسلح وصفه الرئيس بوتين في 8 شباط (فبراير) الجاري أحسن وصف بقوله ان العالم يدور في دوامة سباق التسلح وان بلاده مرغمة على تطوير أسلحة جديدة. ومما يذكي هذا الصراع والمبارزة والتحدي وإشعال نار حرب كارثية قادمة، اذا لم يوقف زحفها السريع العقلاء إن وجدوا، أزمة الطاقة والصراع حولها وتحديداً في الخليج العربي صاحب الطاقة والاستراتيجية التي تصارع عليها الكبار بالأمس، وها هي اليوم تسيل لعابهم من أجل الاثنين الطاقة والاستراتيجية. إذاً الظروف توافرت ليشهد العالم بشعوبه وثرواته في المستقبل المنظور صراعات وحروباً تقودها الدول العظمى وتدور رحاها في معظم أرجائه تهدم الأمن والاستقرار وتقتل حقوق الإنسان، وتنهي الحرية وتقضي على البشر والحجر بين ليلة وضحاها، وإذا لم يتنبه الحكماء إلى هذا الشر المستطير فويل للمجتمع الدولي من خطر اقترب! مفكر سعودي - رئيس مركز الخليج العربي للطاقة والدراسات الاستراتيجية كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-18-2008 عالم شديد الخطورة غسان شربل الحياة - 18/02/08// يستطيع أي متابع للشأن الدولي في العقدين الأخيرين استنتاج اننا نعيش في عالم شديد الخطورة. يمكن القول ان ما نشهده حالياً أخطر من الحرب الكورية والحرب الفيتنامية وربما ازمة الصواريخ الكوبية. الأمر الأكثر إقلاقا هو غياب صمامات الأمان. ففي عالم المعسكرين كانت العناوين معروفة. كان التفاهم بين البيت الابيض والكرملين كافياً لمحاصرة أي نزاع ووضعه على طريق الحل. هذا الوضع لم يعد قائما اليوم. يضاف الى ذلك ان الامم المتحدة نفسها صارت مرفوضة كوسيط في بعض النزاعات لا بل انها تعتبر من جانب بعض الجهات طرفا معاديا يمكن استهدافه. يعيد اعلان استقلال كوسوفو الى الذاكرة سيل الاحداث التي عاشها العالم مكثفة في غضون عقدين. هددت التطورات ركائز الامن والاستقرار في العالم. نكاد ننسى من فرط تلاحق الاحداث الكبرى ان التطورات سبقت توقعات ابرز المحللين واكثر المخيلات خصوبة. استيقظنا ذات يوم لنرى جدار برلين قد تهاوى فاتحا الباب لانهيارات تخل بالتوازنات التي قامت غداة الحرب العالمية الثانية. بعد ذلك التاريخ بعامين شهدنا زلزالاً من النوع الذي ما كان يحدث الا في اعقاب الحروب العالمية الكبرى. ليس بسيطا ان يستيقظ العالم ليشاهد القطب الآخر اي الاتحاد السوفياتي يغادر الخريطة الى المتاحف. ومن ركام بلاد ستالين تولد دول مستقلة تعيد شعوبها الاتصال بأعماق تراثها وتطلعاتها القومية والدينية. ليس بسيطا ان يرى العالم حلف وارسو يتفكك والمانيا الشرقية تلقي بنفسها في حضن البلد الأم. شهد العالم ايضا احداثا دامية بالغة الخطورة والدلالات. اطلالة غير مسبوقة لأزمات الهوية وكأن رياح الحرية ايقظت الجمر الكامن لدى شعوب واقليات واثنيات. اوروبا التي توهمت انها ودعت عهود المجازر والتطهير العرقي رأتها تتجدد على ارضها. استيقظت كل جروح البلقان وانفجرت يوغوسلافيا التي كانت قومياتها واديانها تتململ بخجل في ظل الماريشال تيتو. مجازر وتطهير عرقي وطلاق وحشي ساهم الجنون الصربي في دفعه الى حدود قصوى. ومع اعلان استقلال كوسوفو تكتمل اجراءات الطلاق بين من كانوا ذات يوم اعضاء في العائلة اليوغوسلافية. اسئلة كثيرة مقلقة تطرح. ماذا لو دعمت روسيا الحركات الانفصالية في جورجيا؟ ولماذا دولة مستقلة في كوسوفو وتحرم الشيشان من هذا الحق؟ وماذا عن الاحلام الانفصالية في اسبانيا؟ ولماذا تبقى بلجيكا موحدة؟ ولماذا تطالب قبرص بالعودة الى الزواج وسط شيوع الطلاق؟ ولماذا تقوم الدول على انقاض يوغوسلافيا ويبقى الشعب الفلسطيني بلا دولة مستقلة؟ ولماذا يجب احترام تطلعات الكروات مثلا ورفض تطلعات الاكراد التي سيؤدي احترامها الى بلقنة الشرق الاوسط؟ نكاد نعجز عن تذكر الاحداث الخطيرة من فرط تلاحقها. اقتحمت الهند وباكستان النادي النووي. وها هي ايران تقرع الباب بعدما ارتكبت كوريا الشمالية حلما مماثلا. تاجر نووي اسمه عبد القدير خان جال بائعا الاسرار ولم يجرؤ برويز مشرف على محاسبة الرجل الذي يعتبره الباكستانيون بطلا قوميا لأنه وفر لبلاده وسادة نووية في وجه الجارة الهندية وترسانتها. والآخر اليوم هو الحديث المتزايد عن امكان ان يستيقظ العالم ذات يوم ليرى مدينة كبرى وقعت ضحية قنبلة مشعة فجرتها مجموعة ارهابية. ثمة موعد لا يمكن نسيانه. كان الغرض من هجمات 11 ايلول (سبتمبر) مباشرة الطلاق الدامي بين الغرب والعالم الاسلامي. لا يمكن انكار آثار تلك الهجمات خصوصاً بعدما ارتكب جورج بوش خطيئة غزو العراق. يكفي الالتفات الى تحول العمليات الانتحارية ممارسة شبه يومية في العراق وباكستان وافغانستان وانحاء اخرى. انه عالم شديد الخطورة. القوة العظمى الوحيدة تتخبط في حروبها. والامم المتحدة عاجزة عن احتواء النزاعات. ارهاب وازمات هوية ونزاعات حدودية وانفصالية ومخاوف نووية ودول فاشلة وميول متزايدة الى الطلاق. عالم شديد الخطورة في غياب الحد الأدنى الضروري من صمامات الأمان. كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-20-2008 «سينصفني التاريخ» غسان شربل الحياة - 20/02/08// العمر غدار. العمر سياف. لا الرشوة تلهيه. لا التهديد يثنيه. يتسلل ويتقدم ويستحكم. يوهن العزيمة. يصادر النار. تتآكل الارادة. يتكرنش الجسد. ويضطرب القلب. وحين يحالف المرض العمر على المرء ان يعرف. ان يفهم. وأن يستنتج. حتى ولو كان الـ «كومندانتي» وكان اسمه فيديل كاسترو. حين يتحالف المرض مع العمر يجدر بقبطان الجزيرة التوقف عن صناعة التاريخ للتفرغ لكتابته. تقضي الحكاية ان يموت الثائر واقفاً كي لا يموت. وان يذهب الى الموت على صهوة بريقه كي لا يموت. لكن محكمة العمر صارمة. لا بأس ان يترجل الفارس. لينتظر الموت. على شرفة. او تحت شجرة. وبانتظار تلك الساعة سيجلس الى الأوراق ليترك للأجيال المقبلة مجلدات بعنوان «تأملات الرفيق فيديل». وحين يطرق الموت بابك لن ترده الثورة ولن ينقذك الرفاق. الحاكم لا يستقيل. لا يتنحى. لا يعتذر. هكذا تقول دفاتر العالم الثالث. الحاكم لا يمرض. أوجاعه من أسرار الدولة. يقيم في مكتبه الى ان يستقبل زائراً أخيراً اسمه الموت ويغادران معاً. لكن من الظلم تشبيه هذا الرجل بالطغاة الذين يأتون من عتمة الثكن. يستولون على القصر وينهشون البلاد. هذا رجل من منجم آخر. أنهكت الديكتاتورية البلاد. حلم المحامي الشاب بتخليص شعبه. هاجم مع رفاقه ثكنة مونكادا في 1953. فشل الهجوم واقتادوه الى المحكمة. اتهموه وحاكموه. رفع سبابته في وجه القضاة وقال: «سينصفني التاريخ». أغلب الظن انهم سخروا من الشاب المغرور ولحيته. لن يتأخر موعد الثأر. ففي بداية 1959 ستسقط هافانا في ايدي الثوار. وسيفر الديكتاتور باتيستا الذي ادماها. ومذاك ستعيش كوبا في عهدة رجل اسمه فيديل كاسترو. على بعد 145 كيلومتراً من سواحل فلوريدا زرع التاريخ شوكة في حلق اميركا لن تنجح في انتزاعها. كلما تذكر تنهمر الصور والتفاصيل. كأنه التاريخ يغرق في بحر التاريخ. في 1961 حاولت الاستخبارات الاميركية استئصاله. مرغها في وحل خليج الخنازير. احبط الغزو واستوقف انتصاره الرفاق السوفيات ولن يبخلوا عليه. بعدها بعام ستندلع ازمة الصواريخ الكوبية. كاد العالم يغرق في وجبة نووية. تراجع خروشوف امام اصرار كينيدي. سحبت موسكو الصواريخ لكن واشنطن تعهدت عدم غزو الجزيرة. وهكذا كتب على اميركا ان تتعايش مع الرئيس المولع بالثياب الزيتونية والخطب الطويلة. عاش طويلاً وحكم طويلاً. مساعدوه يتحدثون عن نجاته من ستماية محاولة اغتيال. حاولوا دس متفجرات في السيجار الذي كان يعشق. حاولوا ايصال السم الى مائدته وغرفة نومه وميكروفونه. وهو كان يسخر من أعدائه. «لو ادرجت النجاة من محاولات الاغتيال في الالعاب الاولمبية لفزت بميدالية ذهبية». وكان محقاً. لم يرحمه الاميركيون ولم يرحمهم. كان التحدي جزءا من شخصيته. والاستفزاز جزءاً من سلوكه. كانت حربه مفتوحة. ويعشق تصدير السلاح او المقاتلين الأمميين لإضرام النار في ثياب اميركا او حلفائها. هذا ما فعله في اميركا اللاتينية. وما فعله في بعض انحاء افريقيا ايضاً. ولكن حين ابتلع التاريخ الاتحاد السوفياتي يبست عروق اقتصاده وانحسرت قدرته على تصدير النار. اقتصرت همومه على انقاذ الجزيرة من وحش التغيير الذي ضرب العالم. في السنوات الأخيرة بدا غريباً. لم يبق من الرفاق أي رفيق. لا عزاء. لينين مجرد ضريح بارد في بلاد لينين. والقياصرة الجدد يرقصون على ألحان اخرى. ورثة ماو يجتمعون كأنهم اعضاء مجلس ادارة شركة عملاقة. لقد استولت هونغ كونغ على الصين الشعبية. وكيم جونغ ايل يمارس الابتزاز النووي ويتناسى ملايين الجائعين. معمر القذافي استقدم اسلحة الدمار الشامل ليسلمها في مقابل شهادة حسن سلوك. وحده تشافيز يحاول حمل الشعلة في زمن تغير. تشافيز صادق لكن ينقصه التاريخ وهالة الوقوف عند منعطفاته. وماذا سيذكر الكوبيون من العهد المديد لفيديل: انجازاته في الصحة والتعليم ومحو الامية ام سيعتبرون ارث الثورة عبئا في عصر بيل غيتس، فيسارعون الى دفع الثورة بعد قائدها الى مقبرة لا تشبع اسمها التاريخ؟. كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-22-2008 اشعر بأن مناخ الحرب باقٍ GMT 3:00:00 2008 الخميس 21 فبراير الحياة اللندنية -------------------------------------------------------------------------------- جهاد الخازن يفترض أن يكون الرئيس جورج بوش بطة عرجاء، أو كسيحة، وإدارته تلفظ أنفاسها/ أشهرها الأخيرة، إلا أنني أشعر مع ذلك بأن مناخ الحرب باقٍ، وإذا قلنا تلك العبارة المستهلكة «كل الاحتمالات وارد»، فإن احتمال الحرب يفوق السلام. كان هذا رأيي منذ أشهر وأسابيع، وقد تفاءلت بزيارة الشيخ محمد بن راشد، رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة، إيران وبمحادثاته السياسية في طهران، فالإدارة الأميركية تريد حشد دول الخليج ضد إيران، في حين تصر هذه الدول على الابتعاد عن أي مغامرة أميركية جديدة. والرئيس بوش اختار أبو ظبي نفسها ليلقي خطاباً رئيسياً ضمن جولته في المنطقة الشهر الماضي، ودعا في 13/1 الى الوقوف في وجه إيران قبل «أن يفوت الوقت». على ماذا سيفوت الوقت؟ تقرير الاستخبارات الأميركية نفسها قال إن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري في 2003، وخطاب بوش جاء بعد زيارة الدكتور محمد البرادعي، رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية، طهران وإعلان حكومة إيران تجاوبها مع الوكالة، وأنها ستقدم أجوبة عن أسئلة محددة عن برنامجها النووي. اليوم يفترض أن تمثل زيارة الشيخ محمد طهران، ثم دمشق، موقفاً خليجياً ضد دعوات الحرب الأميركية. (وهناك طبعاً اتصالات حول القمة والقضية الفلسطينية). غير أن شعوري بالطمأنينة كان سيزيد لو أن إيران اجترحت اختراقاً خليجياً بالحديث عن الجزر المحتلة الثلاث، فكل ما سمعنا كان تسريبات صحافية خلاصتها أن إيران تعتبر طنب الكبرى وطنب الصغرى إيرانيتين ووضعهما غير قابل للبحث، في حين تقبل عودة الأمور في أبو موسى الى ما كانت عليه عام 1992. إذا كان هذا صحيحاً فهو لا يكفي، وإيران بحاجة الى إجراءات على الأرض تتجاوز مجرد الكلام عن التعاون وانتفاء الأطماع والبرنامج السلمي وما إلى ذلك. هي تحتاج الى دول الخليج الصغيرة غير المسلحة لحرب، أكثر مما تحتاج هذه الدول الى الجارة القوية الكبيرة ذات الجيوش والصواريخ، فإدارة بوش، وتحديداً عصابة الحرب فيها، لا تزال تسعى الى ضرب إيران، وإسرائيل، وحلفاؤها في الإدارة وحولها يشنون حملة تحريض من أوروبا الى أميركا وكل بلد، غطاؤها العقوبات ولكن هدفها الحرب. أشعر بأننا مقبلون على حرب إلغاء الأنظمة، فالموجود لا يصلح، والحليف والخصم يرفضان الاعتراف بإسرائيل، ولا قبول شعبياً لها في أي بلد. وربما كان الأمر أن اللاعبين الأساسيين فقدوا السيطرة على اللعبة، والكل يسير نحو حرب تشمل إيران وسورية ولبنان والعراق والفلسطينيين، لإعادة رسم خريطة المنطقة كما يناسب إسرائيل والمصالح الاستراتيجية الأميركية التي نستطيع تلخيصها بكلمة واحدة هي نفط. جورج بوش ونائبه ديك تشيني حذّرا من خطر التسلح النووي الإيراني وهدداها بحرب، وفي أيديهما تقرير الاستخبارات الأميركية نفسها عن وقف إيران البرنامج العسكري. والواقع أن نشر التقرير كان متعمداً من معارضي الحرب لعرقلة عمل دعاتها. مع ذلك وجدت المنطقة نفسها، خلال أيام فقط، أمام «خليج تونكين» في المواجهة بين قوارب مسلحة إيرانية وسفن حربية أميركية في مضيق هرمز الشهر الماضي. رواية الإدارة الأميركية أثارت شكوكاً بين الأميركيين أنفسهم، وجاءت الرواية الإيرانية لتزيد أسباب الشك في الفيديو الرسمي الأميركي، وعادت عصابة الحرب لتبحث عن سبب آخر. كثيرون من أركان العصابة، بمن فيهم رئيسها ديك تشيني فروا من الخدمة العسكرية في فيتنام، ومع ذلك يريدون تكرار تلك التجربة. وعلى سبيل الشرح للقارئ العربي، فإدارة جونسون زعمت في آب (أغسطس) 1964 ان السفن الحربية الأميركية تعرضت في خليج تونكين لهجوم من الفيتناميين الشماليين عليها، وصدر قرار خليج تونكين بسرعة، وارتفع عديد القوات الأميركية في فيتنام من 16 ألف جندي الى 535 ألفاً، واستمرت الحرب عشر سنوات قتل فيها مليونا فيتنامي و58 ألف جندي أميركي، وأحدثت شرخاً في المجتمع الأميركي لا تزال آثاره حتى اليوم. الفارون من الجندية في أميركا يسعون الآن الى حرب جديدة أسبابها تراوح بين طموحات الإمبراطورية ومصالح إسرائيل، وهم قتلوا حتى الآن مليون عراقي ولعلهم يأملون بقتل مليون آخر من شعوب المنطقة. وأشعر بأننا مقبلون على حرب. ثم أجد في جولة الشيخ محمد سبباً لتخفيف معدلات التشاؤم، فالموقف الخليجي كله يجب أن يكون التواصل مع إيران، من دون إلغاء أسباب الحذر منها، لحماية مستقبل الشرق الأوسط وأبنائه. كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 03-04-2008 قمة تنعقد: ثم ماذا في لبنان؟ GMT 1:45:00 2008 الثلائاء 4 مارس الاتحاد الاماراتية -------------------------------------------------------------------------------- عبد الوهاب بدرخان تعقد القمة العربية على مستوى القادة أو على مستوى أدنى، ليست هذه المشكلة. بل إن انعقادها أو عدمه ليس مشكلة على الإطلاق، لأن العرب لا يعولون على القمة في أي من قضاياهم، والحكومات لا تنتظر القمم لحل أي من خلافاتها. القمة مناسبة سياسية معنوية لم تعد لها أي فاعلية، وإن بقي لها مغزى يكمن في الإشارة إلى المجتمع الدولي بأن الدول العربية لا تزال متمسكة بهذه الرابطة فيما بينها، ولا تزال تفكر في تفعيلها في مجالات شتى، لكن العلاقات الثنائية تبدو أكثر ثباتاً وجدوى. القمة تتبنى تحليلاً ومواقف في المسائل السياسية الكبرى، وتحدد التزامات يمكن أن تُحترم أو لا تُحترم، بل حتى يمكن أن تنقض، حسب المصالح والأهواء والأمزجة، فليس هناك نظام تقويم ومحاسبة، وليس هناك حاكم يقبل بأن يُلام ولا نظام يرضى بأن يُحمل مسؤولية عدم الالتزام. أما أن لا ينتخب رئيس جديد للبنان فهناك طبعاً مشكلة. وأقل ما تعنيه أن البلد محكوم بالشلل ومدفوع إلى الفوضى ومتروك لقوانين الميليشيات وتقلبات الشارع، لكن ما يعنيه ذلك، في الحال الراهنة، أن هناك بلداً عربياً يتسلط، ويصر أن يتسلط على بلد عربي آخر، وأنه يستغل الجوار ليتحكم في مجريات الأمن والسياسة داخل البلد الجار. هذا هو الوضع القائم الآن بين سوريا ولبنان، وسط أزمة مركبة زادتها الأطراف الداخلية تعقيداً، خصوصاً أن حلفاء سوريا برهنوا المرة تلو المرة أنهم لا يبحثون عن حل، وإنما عن إطالة الأزمة إلى أن تتمكن سوريا، وكذلك إيران، من تحقيق مكاسب في صراعهما مع الولايات المتحدة. حتى الآن حصلت سوريا على النقطة التي أرادت إثباتها وبرهنتها في لبنان، فالجميع يطالبها ويناشدها بأن تسّهل انتخاب الرئيس، ما يعني الاعتراف لها بأن وجود هذا الرئيس أو عدم وجوده في مقعد لبنان داخل القمة العربية أمر في يد دمشق وفي يدها وحدها. أي ثأر وانتصار يمكن أن يكون أفضل من هذا لسوريا، فهي خرجت من لبنان لكنها أخذت معها مفاتيح الرئاسة، ورئاسة البرلمان، والبرلمان، وبعض مفاتيح الأمن، ولم تترك مفاتيح الحكومة إلا لأن حلفاءها أحجموا عن انتزاعها بالقوة، ما كان سيشعل حرباً أهلية مفتوحة، وهذه الحرب لم يردها "حزب الله" في حينه لأن ظروفها لم تكن قد نضجت بعد. لم يرد الحزب تلك الحرب، ليس مخافة نشوب اقتتال سني - شيعي مواز لاقتتال مماثل في العراق آنذاك، وإنما لأن الحزب يتجنب الغرق في أوحال حرب كهذه، قد يحقق فيها نصراً عسكرياً داخلياً لكنه سيحقق في الوقت نفسه بداية نهاية قوته وسطوته. تخيلوا الموقف إذا "سمحت" سوريا في الأيام الفاصلة عن القمة العربية بانتخاب الرئيس اللبناني، سيُقال إنها أنقذت القمة، وإنها رجحت الحكمة على التعنت، وأثبتت انتماءها العربي على حساب ارتباطها بإيران. وهكذا يمكن للقمة أن تنعقد مع شيء من أجواء الانفراج... لكن ماذا بعد؟ بات معروفاً أن انتخاب الرئيس ليس سوى البداية، وبالتالي فإن الأزمة اللبنانية ستستمر، في ظل رئيس يراد تكبيله وابتزازه ودفعه إلى لعب لعبة لا يريدها كما أرادها سلفه. وبذلك تكون الإيجابية المفترضة التي أظهرتها دمشق خادعة وسرابية. إذ أن تسهيل انعقاد القمة ليس الإنجاز الذي تتطلع سوريا إليه، إنها تسعى في أقل تقدير إلى تغيير جذري في طبيعة النظام اللبناني الحالي، ولن ترضى بأقل من انتصار واضح لحليفتها المعارضة على الأكثرية الحكومية. وبدا جلياً من تطورات الأزمة، ومن المفاوضات في إطار الوساطة العربية أن قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، - وهي أضعف الإيمان - لا تكفي لتحقيق طموحات المعارضة. فالمطلوب أن تتغلب الأقلية على الأكثرية، بل أن تكون الأكثرية ممتنة ومسرورة لهزيمتها أمام الأقلية. لكن الحسابات الراهنة، لا تزال تغري سوريا بأنها تستطيع استضافة القمة، ولو في غياب العديد من القادة، من دون أن تتنازل في لبنان. فهي ستحقق بذلك إنجازاً يؤكد صواب سياستها، ويشجعها على المضي في نهجها الحالي، بغية استدراج الولايات المتحدة إلى التفاهم معها على قضيتي المحكمة الدولية (في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه)، وإعادة نفوذ ولو محدود معترف به على لبنان، واستئناف التفاوض لإنجاز سلام مع إسرائيل، لقاء تبادل خدمات ومصالح في لبنان والعراق وفلسطين وتحديد مصائر "حزب الله" و"حماس" و"القاعدة في بلاد الرافدين". كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 03-09-2008 ستة تريليونات كلفة حرب العراق: كان بإمكانها تغيير وجه منطقتنا خالد الحروب الحياة - 09/03/08// ستة تريليون دولار هي كلفة حرب العراق، ما أنفق منها وما سينفق في السنوات القادمة، بحسب دراسات وتقديرات الإقتصادي الأميركي العالمي جوزيف ستيغلتز الحائز على جائزة نوبل للإقتصاد، في كتاب جديد أصدره وزميله له (ليندا بيلمز) وبحسب محاضرة ألقاها في المعهد الملكي للشؤن الدولية في لندن. والتريليون الواحد، لنذكر أنفسنا، يعني ألف مليار دولار! ستيغلتز إقتصادي من وزن ثقيل خدم كمستشار إقتصادي في إدارة كلنتون، وكان كبير الإقتصاديين في البنك الدولي لعدة سنوات، ومنطلقاته في «حسبة الحرب» التي قضى عدة سنوات وهو يحسبها هي المصلحة الأميركية. لذلك فإن ما يقوله لا يمر من دون عواصف، وبالتأكيد سيكون لأطروحته حول كلفة الحرب على العراق ضجيجاً لا يمكن تجاوزه. نصف الكلفة التي أشتغل ستيغلتز على تقديرها، أي ثلاثة تريليونات، ستكون من نصيب الولايات المتحدة نفسها حيث دفعت جزءا منها وستدفع الباقي خلال السنوات القادمة على شكل بنود إنفاقية مرتبطة بمخلفات الحرب، كتعويضات لأهالي القتلى، أوالرعاية الصحية للجرحى، أو معالجة الإختلال في الأسعار العالمية، بما في ذلك النفط، وسعر الفائدة، وإنعكاس ذلك على أسواق العقارات والأسهم وسوى ذلك.أما النصف الآخر من الكلفة الإجمالية فسيكون من نصيب بقية دول العالم، وهي أيضاً قد تكون كلفة حرب مباشرة متمثل بالمشاركة العسكرية كما هي حال بريطانيا وإلى حدود أقل بكثير دول أخرى، أو كلف غير مباشرة مرتبطة بالتأثيرات الإقتصادية والتجارية الناجمة عن الحرب. بحسب تقديرات ستيغلتز تبلغ فاتورة النفقات الشهرية، المنظورة وغير المنظورة، التي تدفعها الولايات المتحدة للإنفاق على الحرب في العراق (وأفغانستان) 16 ملياراً، وهذا يساوي ميزانية الأمم المتحدة برمتها مع كل مشاريعها في العالم. وكما يقول ستيغلتز يكفي مقارنة جزء من هذه المليارات ب «كل» ما تدفعه الولايات المتحدة من مساعدات ل «كل» القارة الأفريقية وتبلغ 5 مليارات سنوياً، أي، لا تبلغ كلفة عشرة أيام حرب في العراق! بعض الإكتشافات التي صدمت ستيغلتز، كما يجيب عن سؤال لصحيفة «الغارديان»، أن شركات الحراسة الخاصة تدفع 400 ألف دولار كراتب سنوي لمن يعملون معها في الحراسة، بينما يتقاضى الجندي الأميركي في العراق 40 ألف دولار، وكلا الراتبين يُدفعان مباشرة أو غير مباشرة من الحكومة، بسبب نظام الحوافز والتأمينات الذي توفره الحكومة لشركات الأمن والحماية الخاصة حتى تعمل في العراق. بعض تفاصيل الرقم الخرافي وما يمكن أن ينجزه في العالم في ما لو أنفق في مجالات السلم لا تقل صدمة عن إجماله الجبروتي العام. فهذا الرقم الفلكي الذي يصعب تصوره أصلا يمكن، يمكن أن يفعل الأعاجيب في عالم اليوم. فمثلاً: يمكن به توفير الرعاية الصحية لما يزيد عن ثلاثة مليار طفل في العالم يعاني مئات الملايين منهم من خطر الموت، ويمكن به توفير90 مليون مدرس يساهمون في القضاء على الأمية في العالم، أو ما يقارب خمسين مليون وحدة سكنية تحل مشكلة المأوى والتشرد لمئات الملايين في البلدان الفقيرة، وهكذا. لكن، ومن وجهة نظر شرق أوسطية، ماذا كان بالإمكان فعله في المنطقة برمتها لو استغل هذا المبلغ لشن «السلام» وليس «الحرب» وفي الفترة الزمنية القصيرة والقياسية نفسها، أي من خمس إلى عشر سنوات؟ ماذا لو أنه أستخدم للقضاء على الفقر والأمية وتطوير التعليم وبناء تنمية في طول وعرض الشرق الأوسط، وبدءا بالعراق نفسه؟ أليس لنا أن نتخيل شرق أوسط قريب في شكله ومستوى دخل الفرد فيه وقيام إقتصاداته إلى مستوى دول جنوب أوروبا على أقل تقدير؟ ألم يكن بإمكان ذلك توفير ليس السلم فقط بل والإعتدال والإنفتاح والتعددية يخلق كل الظروف المواتية لإزدهار حقيقي؟ هل كان هناك بإمكان أي نظام لأي دولة في المنطقة أن يصمد أمام «إغراء» فيضاني من المؤكد أنه سيقلب شكل كل دوله ويقضي على كل مشاكلها؟ نحن لا نتحدث بطبيعة الحال عن إنفاق ستة تريليونات على الشرق الأوسط دفعة واحدة لأن نصف ذلك التقدير هو خسائر سالبة أكثر منه نفقات موجبة. لكن يكفي النصف أو الربع أو حتى العُشر كي يفعل الأفاعيل في المنطقة. وهنا لنا أن نتذكر أن «نظرية» الحرب على العراق وأفغانستان سُوغت بدوافع «الحرب على الإرهاب والقضاء على التطرف»، في أعقاب الحادي عشر من أيلول/سبتمبر. واعتبر أن «الجذر المؤسس» للإرهاب والتطرف المذكوريين وبحسب الغالبية الكاسحة للتحليل الأميركي الرسمي والمؤسساتي هو خليط من اليأس والفقر والدكتاتورية وفشل الحكومات والأنظمة في المنطقة تنموياً وسياسياً. إذا كان هذا هو الجذر الذي تعود إليه كل الشرور فلماذا، ومن زاوية «المصلحة القومية الأميركية» البحتة، لم تتم معالجته بـ «الطرق السليمة» الأكثر نجاعة وغير الدموية، وتخصيص المليارات من أجل هذا الهدف ممكن التحقيق؟ لماذا يجب أن يسقط ثلاثة أرباع مليون عراقي ضحايا لحرب تافهة، ويهجر عدة ملايين إلى كل زوايا الأرض الأربع في وقت كان بإمكان عُشر نفقات الحرب أن تقلب العراق والشرق الأوسط سلميا وخلال خمس سنوات؟ ماذا فعل إنفاق ألوف المليارات تلك في حروب يجب أن يُحاسب القائمون عليها في محاكم جرائم الحرب سوى أن فاقم التطرف في المنطقة والعالم، وكان ولا زال يعلن أن هدفه القضاء على ذلك التطرف؟ من الخاسر الأكبر من إتساع نطاق التطرف وأندياحه آكلاً الأخضر واليابس في الشرق الأوسط، أليست هي شعوب وبلدان المنطقة، وألا يحق لها فعلاً المطالبة بمحاكمة من كان وراء تفاقم هذه الفوضى والدمار الذي سببته وتسببه الآن؟ ليس ثمة مبالغة في التخيل الإفتراضي بتغيير وجه الشرق الأوسط كلياً في ما لو أنفق كسر عشري من تلك الأموال الفلكية سلميا على تطويره. لنا أن نستدعي مثال إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. كأن كل ذلك لا يكفي بما فيه التريليونات المهدورة والثروات المسفوحة على شهوات الحرب البوشية العراقية والأفغانية، فيأتي بوش يتقافز راغباً بتوسعه سجل حروبه وإضافة حرب جديدة وهذه المرة ضد إيران يبذر فيها عدة تريليونات أخرى. فما دام أن أسابيعه صارت معدودة في البيت الأبيض فلا خسارة في مقامرة أخرى وفي محاولة بائسة جديدة لطرق باب التاريخ الموصد في وجهه. بيد أن المشكلة الكبرى هنا لا تكمن في بوش وحده، بل في النظام الذي يحيط به ويسمح بسياسة خرقاء وإمبريالية متجددة لا تهدد أمن العالم فحسب، بل وترهن الإقتصاد الأميركي لإستحقاقات وديون الحرب لسنين طويلة قادمة. فبحسب تقديرات ستيغلتز فإن واحداً من التريليونات الستة المحسوبة هو في الواقع قيمة الفوائد التي نتجت وستظل تتوالد عن الديون الداخلية والخارجية التي التجأت إليها واشنطن لتغطية نفقات الحرب. وهذه النفقات سيسددها دافع الضرائب الأميركي طبعاً وتكون مسؤولية حكومات متعاقبة. هل هو إذن جنون «بوشي» محصور أم أنه جنون أوسع من ذلك، وما هي حدوده؟ «خطة مارشال» الأميركية التي أرادت تغيير الشرق الأوسط من خلال دمقرطته الفوقية، وعبر النكتة السمجة المسماة برنامج الشراكة الشرق الأوسطية لدعم الديموقراطية والتي أطلقت عام 2002، رصدت 29 مليون دولار لتحقيق ذلك الهدف الفضفاض الكبير. وهذه «الميزانية» التي أنيط بها إستقدام الديموقراطية للمنطقة وتقويض دكتاتورياتها وإلى آخره لا تساوي «عدة سنتات» عندما تُقارن بالأرقام الفلكية الخاصة بالحرب. وحتى تُقنع شعوب العرب بجديتها في تلك الخطة الميكروسكوبية أشعلت واشنطن حروبا لا تنتهي في المنطقة، وفاقمت من دعمها الأعمى لإسرائيل وعززت عنصريتها من خلال «رؤية بوش» لإسرائيل كدولة يهودية، ومن خلال الإقرار بسياستها الإستيطانية والجدرانية والحصارية. وأغمضت وتغمض عينها عن كل جريمة إسرائيلية بما فيها حصار غزة ثم إعلانات وتطبيقات «المحرقة» ضدها. يحدث كل ذلك بكل صفاقة سياسية صارت وصفها خارج نطاق القدرة البلاغية، ثم تأتيك البلاهة من هذا السياسي الأميركي أو ذاك المفكر بثوب السؤال المتساذج دوماً «لماذا يكرهوننا؟». كاتب فلسطيني كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 03-10-2008 النائب ... والراتب غسان شربل الحياة - 10/03/08// قال السياسي العربي انه متشائم بالنسبة الى مستقبل الوضع في لبنان. الضباب كثيف والرؤية منعدمة. الانقسامات عميقة والتدخلات رهيبة. تحدث عن صراع محاور في لبنان. وصراع محاور على لبنان. رأى ان كل ملفات المنطقة حاضرة في بلاد الأرز. النزاع العربي - الاسرائيلي. الملف النووي الايراني. التنازع الايراني - الاميركي. الخلافات العربية - العربية. معركة الزعامة في الاقليم. ذيول حرب العراق. القرارات الدولية وسلاح المقاومة والمحكمة الدولية. اكد السياسي انه يحب لبنان. يعتبره حاجة عربية بامتياز. يرى فيه تجربة تعايش وانفتاح سينسحب سقوطها بالتأكيد على الاوضاع العربية. قال انه لا يعرف الى اين يتجه لبنان. الحرب الاهلية مستبعدة حالياً لكن لا ضمانات باستبعادها نهائيا. لا شيء يوحي ان البلد مندفع نحو الجزأرة. الظروف مختلفة والمؤسسات مختلفة. القبرصة صعبة التحقيق. العرقنة اكثر احتمالا. يمكن الحديث عن شيء من الأفغنة. استمرار التآكل في مؤسسات الدولة يدفع لبنان الى مصاف الدول الفاشلة. هكذا تصبح الصوملة هي المصير الاكثر احتمالاً. كان الطقس جميلا والمراكب تلمع على صفحة النهر. شعرت بقدر كبير من الاعتزاز بالانتماء الى بلد يصر قادته على ابقائه في طليعة الاحداث ونشرات الاخبار. ثم انها متعة لا تضاهى ان تكون من بلد موعود بالجزأرة او القبرصة او العرقنة او الافغنة او الصوملة. شعرت بامتنان عميق لكل من ساهم في بلورة هذا المستقبل المشع من اللبنانيين وغير اللبنانيين. وشعرت بتقدير عميق لبلد يصر على ألا يتعلم من مآسيه ومن مآسي الآخرين. شعر السياسي بانزعاجي من وجبة الخيارات هذه. وادرك مقدار استيائي من هؤلاء الذين حوّلوا لبنان ممسحة وجعلوا كرامته شبيهة بعتبات الابواب. قرر ادخال قدر من المزاح على السيناريو المأسوي. قال انه لو كان لبنانيا لما فضل وظيفة على الانضواء في مجلس النواب. لاحظ وجود رفاهية لم يعرفها تاريخ البرلمانات في العالم. نواب يتقاضون رواتبهم منذ خمسة عشر شهرا تقريبا من دون ان يمارسوا العمل الذي انتخبوا من اجله. قال ان بعضهم ظهر على شاشات الفضائيات أكثر بكثير مما ظهر في ساحة النجمة. وان بينهم من طارت شهرته حتى صار ينافس محمود ياسين ونور الشريف ويحيى الفخراني وعادل إمام. شعرت بخجل فظيع. قلت له ان التعميم ظالم في هذا المجال. ولفتّه الى ان دخول البرلمان اللبناني قد يضمن راتبا بلا عناء لكنه قد يعرض صاحبه للاغتيال ايضا. ضحك. قال انه ليس ضروريا ان يكون من معسكر 14 آذار. يفضل في هذه الحالة ان يكون من المعسكر الآخر وتحديدا من جناح الجنرال عون. واعتبر ان الانتماء الى هذا الجناح يعطيك مرونة لا تصدق في التعامل مع كل الملفات بلا استثناء من سلاح المقاومة الى الدور السوري الى الثلث المعطل الى المحكمة الدولية. حتى في الاغتيالات تستطيع ادانة الاغتيال واتهام ذوي الضحية بالمسارعة الى توظيف دم ابنهم. قلت له ان هذه القراءة لنهج التيار العوني تتضمن قدراً ولو قليلا من الظلم فأجاب انه يحب الجنرال ويقدّره لكنه يعتقد انه لم يحسن التموضع وأن تحت جناحيه من أخذه بعيدا وانه سيكون ابرز الخاسرين. دعا السياسي الى ما سماه «هدنة الربيع». يطلب الرئيس نبيه بري من كل النواب الذين يصرون على عدم حضور جلسة انتخاب الرئيس التبرع برواتبهم، ومنذ اقفال مجلس النواب لعائلات العمال الذين سرحوا من المؤسسات التي اقفلت او تعثرت بفعل اعتصام المعارضة في قلب بيروت. يطلب الرئيس بري من الفضائيات المحلية والعربية عدم استضافة النواب اللبنانيين على شاشاتها لمنع نشر الغسيل اللبناني غير الناصع في الداخل والخارج. يعاقب كل نائب يطل ويحذّر ويتهم ويهدد ويتوعد بحسم راتبه وتعويضاته والزامه الدوام في المجلس حتى ولو كان مقفراً من الجلسات. لا اشاطر السياسي العربي اقتراحاته. صحيح انها قد تكون مفيدة للبنان لكنها تضر بزملائنا في الفضائيات. ثم انني اعتقد ان الرئيس بري رقيق القلب وليس في وارد فتح ملف النائب والراتب. |