نادي الفكر العربي
وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+---- المنتدى: ملفـات خــاصة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=9)
+----- المنتدى: جورج حبش (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=32)
+----- الموضوع: وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش (/showthread.php?tid=6973)

الصفحات: 1 2 3


وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - بسام الخوري - 01-27-2008

الطبيب الذي تحول لضمير وحكيم الثورة (جورج حبش)

سامي الأخرس - سوريا

في أحد أزقة المخيم، وعلى أحد عتبات بيت جدرانه تصدعت من آلام القهر والمعاناة، جلست هذه العجوز التي تكاد أن تقبل الأرض من انحناء ظهرها، وهي تُمتم بعبارات لا يفهمها سوى من عشقوا نسمات الأرض، وتجذروا بالأرض كأشجار الزيتون.... فدنوت منها وبدأت أستفز ذاكرتها لتقص لي ما تحمله ذاكرتها، فنهمت بي بثقة أسمع يا بني، لا تخشى على وطن ما دام هناك رحم يلد، فالأرض الولادة لا ينضب عطاءها، وأرضنا رحمها مُبارك، ينجب أبطال ويرضع قادة أشداء من لبانه، فلا تحزن إن سقط قائدُ هنا أو غاب أخر هناك، فالراية لا تسقط... وكن واثق أن الرحم الذي يلد لا يموت أبنائه.

بهذه الكلمات تركتني هذه الأم العجوز أن أردد نعم صدقت... فالرحم الذي يلد لا يموت، والوطن الأخضر بأغصان الزيتون وأشجار البرتقال لا ينضب عن العطاء.

ومن أبناء هذا الوطن الذي رضعوا لبان الحب والعشق الفلسطيني، ونجومه المتلألئة في السماء، تعانق إيمانها بحتمية النصر وعدم الاستسلام أو الانكسار، وكوكبا تسلح بإرادة القوة التي لا تعرف الانهزام، ولا تستكين للخضوع، حكيم الثورة، والقائد القومي الذي مثل فكرا قوميا ثائرا سطر على صفحات التاريخ بطوله، وتركه لميدان القيادة ليقاتل بين صفوف أهله وشعبه ولأجل عشيقته فلسطين... إنه أحد الرموز التي حملت فلسطين هماً وحباً وعشقاً في قلبه.

الدكتور جورج نقولا رزق حبش المناضل الفلسطيني الذي كرس جل حياته وعمله من أجل فلسطين القضية، ومستقبل أمة، مشرعاً لواء إيمانه بهويته العربية وحتمية الانتصار....

طبيباً حمل هموم اللجوء مع أهله وشعبه، فحمل البندقية مستبدلها بمبضع الطبيب، وعاش فصول التشرد واللجوء، ليدون من جراحه قصة أولئك الذين شدوا الرحال بعيداً عن الوطن، فلم تغادره مدينته اللد التي حملها مع كل ذرة تراب من فلسطين وغادرها صوب أسفار التشتت، والتهجير، يخط ملامحها بين أزقة المخيم، ويدون صرخات أطفالها بإصرار على العودة والانتصار.

جورج حبش... الطفل الذي ترعرع مع سبع أفراد، بعائلة لوالد تاجر، طفلا أكمل دراسته الابتدائية بمدارس اللد، والثانوية بمدارس يافا والقدس، وامتهن التدريس في مدارسهما وهو لم يتجاوز السادسة عشر من العمر، غادر فلسطين عام 1944 متجهاً لبيروت التي تخرج منها طبيباً عام 1951م.

جورج حبش..... توقف أمام قرار التقسيم قائلا "كيف لهذه الأمة الكبيرة أن تهزم من عصابات صهيونية" وفي نهاية حزيران 1948م وفي وهج الهجرة الفلسطينية، عاد جورج حبش إلى مدينته اللد تحت مفاجأة أهله ووالديه من عودته، لكنه أبى إلا العودة ليعمل بين أهله وشعبه، وعمل طبيباً في مشفى اللد، واشتدت الهجمة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، فلم يثنيه وفاة أخته التي دفنت بجوار المنزل لعدم مقدرتهم على دفنها تحت وطأة الحصار والقتل الصهيوني، لم يثنيه عن التثبت في الأرض والوطن...

تناقلت أسرة القائد الفلسطيني بين اللد ويافا ورام الله وعمان.... وعمل طبيبا في مخيمات الأردن، حتى خرج مع المقاتلين الفلسطينيين بعد (أيلول الأسود) إلى لبنان.

جورج حبش... حكيم الثورة... ومفكرها، شكل مع زملائه ومنهم الشهيد وديع حداد مجموعة عمل طلابي، حتى تم تشكيل (كتائب الفداء العربي) التي كان جل عملها ضرب المصالح الانجليزية والصهيونية والعملاء المتعاونين معهما.. ولكنها لم تحقق طموحات ورغبات هذا الثائر، فبدأ يفكر بكيان سياسي يسعى لتحرير فلسطين، فكان تأسيس (حركة القوميين العرب) التي شكلت نواة للعديد من الحركات القومية العربية، ولعبت دورا مؤثرا في تأجيج المشاعر الوطنية لدي الشعوب العربية.

جورج حبش... تغيب الشمس مع كل يوم... ولم تغب فلسطين عنه، ولم تهاجره لازمته كالهواء والماء، حملتها دمائه، ونبض بها قلبه.

فبعد خمس سنوات من ممارسة مهنة الطب في مخيمات الأردن، أسس (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) في كانون أول 1967م، وتنحي طوعاً عن قيادتها عام 2000م. حيث لعب دوراً بارزاً وهاماً في النضال الفلسطيني والتحرري العربي، لما تمتع به من شخصية ثورية قيادية أهلته لأن يقود مسيرة كفاح طويلة، ويعلن ميلاد فجر قائد لم تلوث يده بدماء أو أموال أهله وشعبه وأمته....

جورج حبش.... تزوج من يلدا حبش ابنة عمه التي شاركته حياته عليى مدار نضاله، وكانت جزءاً من ملحمة التصدي لكل المؤامرات التي دبرت وأحيكت للنيل منه، ورزق منها لمولودتان هما ميسا ولمى.

قائد ومفكر سياسي ولد من رحم النكبة والألم، جاء يحمل الوطن قوتا وهواءً وهماً من إحدى الطوائف المسيحية الفلسطينية، عانق فلسطين أرضاً وهوية وانتماء، وجسد خيطاً من الوطنية التي امتزجت مع حركات التحرر العالمي، وواجهت سطوة الامبريالية الرأسمالية الصهيونية التي حاولت النيل من هذا القائد، فأحاكت المؤامرات المتمثلة بمحاولات الاغتيال والاختطاف، فكانت تزيده قوة وإصرار وعنفوان مع رفاقه الذين سطروا ملاحم في البطولة والعطاء، من خلال مئات الهجمات ضد المصالح الأمريكية، وخطف الطائرات التي قادها الشهيد وديع حداد والمناضلة ليلى خالد، حتى سطع نجم فلسطين والجبهة الشعبية وقائدها في سماء الوطن وشكلت عنوناً لأحرار العالم، وقبله لثوار الحرية.

جورج حبش... القائد... المفكر... الثائر..

أمضي الحكيم مسيرة نضالية طويلة وشاقة، لم تخلِ من التناقضات والاختلافات على الصعيد الداخلي، وخاصة مع الشهيد ياسر عرفات الذي أطلق عليه حكيم الثورة لما يتمتع به من فكر وقدرة على التحليل العلمي والسياسي، وعطاء كفاحي بطولي، اختلفا كثيراً، وتناقضا كثيرا، ولكنهما لم يتناحرا، بل جمعتهما فلسطين الوطن، ورغم ذلك كان الحكيم هو الشاهد على عقد زواج الشهيد ياسر عرفات، تجسيدا على أن الاختلاق السياسي لا يعني تناحر عقائدي أو سياسي.

اختلفا نعم لكنهما لم يتناحرا، اختلفا نعم لكن وحدهم الوطن، وهذا ما ميز القائد جورج حبش الذي لم يشرع البندقية سوى لصدر العدو متجاوزا أي تناقضات داخلية، وكيف لا وهو الذي جسد مبدأ الانضباط الوطني والتنظيمي من خلال رفضه لرفيق دربه والرجل الثاني بالجبهة الشهيد وديع حداد عندما جسدت الجبهة مبدئها "إما وديع وإما الانضباط" فانتصر الانضباط من أجل فلسطين التي مثلت لدى حبش الأم التي لا يكبر حبها أحد.

كما مثل هذا القائد عشقه للوطن والثورة في سياق رده على مناقشة أتفاق السلام مع العدو الذي قال عنه الشهيد ياسر عرفات "إن هذا الاتفاق هو الممكن" فرد عليه حبش "إن الثورة الفلسطينية قامت لتحقق المستحيل لا الممكن"

حكيم... لكل ثورة حكيم... وحكيم ثورتنا جورج حبش....

استقال جورج حبش طوعيا من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 2000م، حيث بدأ في إدارة مركز دراسات لبحث نجاحات وفشل الحركة الفلسطينية، واستلم الراية من بعده الشهيد أبو علي مصطفى (مصطفى الزبري) قيادة الجبهة الشعبية حتى استشهد صيف 2001م عندما أغارت على مكتبه برام الله صواريخ الحقد الصهيوني، ليستنهض أبناء الحكيم عزائم الرجال وقوة الشهداء والرد باغتيال الوزير الصهيوني (زئيفي) الذي مثل فكرا صهيونيا متطرفا، وخلف الشهيد أبو علي القائد أحمد سعدات والذي بدوره أعتقل بسجن أريحا من قبل السلطة الوطنية مع رفاقه قتلة زئيفي، حتى قامت القوات الصهيونية بعمليتها الإجرامية وهجومها المتواطئ مع العديد من الأطراف الدولية ليتم اسر أحمد سعدات ورفاقه.

جورج حبش... يبلغ حكيم الثورة السبعون عاما من العمر، ويعاني من اعتلال بالصحة، ورغم ذلك لم يستكين، ولم يخضع، بل واصل مسيرة العطاء التي وهب نفسه لها، هذه المسيرة التي يجهلها العديد من أبناء هذا الوطن، كما يجهلها العديد من أبناء هذه الأمة.

وفي إحدى البيانات السياسية بيوم الأرض بالمغرب الشقيق تم ورود ذكر اسم جورج حبش بين أسماء الشهداء... وهذا ما يدلل على جهلنا بتاريخ قادة وأبطال لم تغرهم الفضائيات، ولم تغويهم كاميرات الصحافة وأقلام النفاق... فإن ورد أسمه بين الشهداء فهو فعلا شهيد ثقافة التجهيل التي استشرت بهذه الأمة، ثقافة جردتنا من قراءة تاريخنا الحقيقي، ومعرفة مسيرة أبطالنا العظماء......

جورج حبش.... مسيرة حب وعشق وإيمان لا زال يحمله قلب قائد أسمه جورج حبش، مثل مدرسة فكرية وثورية... ورسم تاريخ مشرق مع قادة تعملقوا نجوما في سماء الوطن... لم يعشقوا سوى فلسطين الوطن والانتماء، ترفعوا عن ثقافة التعصب والحقد، وزرعوا أشجار الوطنية لتنبت في صحاري قاحلة قوافل الشهداء....

16/11/2006



وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - بسام الخوري - 01-27-2008

عمان ـ "وطن":
نفت مصادر فلسطينية موثوقة صحة تقارير تحدثت عن وصول الدكتور جورج حبش للعاصمة الأردنية بهدف العلاج.
وكانت مصادر أخرى ذكرت أن مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصل عمان قبل اسبوع قادما من دمشق للعلاج من ورم ظهر في أحد ساقيه، وأنه قد يحتاج إلى عملية جراحية لاستئصاله.
المصادر الموثوقة أكدت أن لا جديد طرأ على صحة حبش، وقالت إن الخبر عار عن الصحة بشكل كلي، كون حبش يقيم فعليا في العاصمة الأردنية منذ قرابة الثلاث سنوات، بشروط وضعتها الجهات الأردنية المختصة تقضي بعدم ممارسته أي نشاط سياسي أو اعلامي داخل الأراضي الأردنية.
وأوضحت المصادر أن حبش يقيم في منزل يمتلكه في عمان، وأنه يذهب في زيارات إلى دمشق تستغرق ما بين شهر وشهر ونصف الشهر في العام.
وكان حبش أصيب بجلطة قوية قبل قرابة العشرين عاما فرضت عليه الإستقالة من منصب الأمين العام للجبهة الشعبية مكتفيا بلقب المؤسس.















http://www.watan.com/index.php?name=News&a...p;theme=Printer







وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - vodka - 01-27-2008

:97:


وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - بسام الخوري - 01-27-2008

جورج حبش لـ"الخليج":

حق العودة غير قابل للتصرف،
أما بالمعنى الاستراتيجي فنريد أن تقوم دولة فلسطين الديمقراطية
التي تتضمن حقوقاً متساوية للجميع



حاوره في دمشق: وديع عواودة
أكد مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش في حديث خاص لـ “الخليج” أن الخروج من المأزق الفلسطيني يكمن بإحياء منظمة التحرير الفلسطينية. وقال إن بيروت ودمشق وعمان عواصم ارتبطت بوجدانه، لافتا إلى أنه بقي وفيا للحب الأول مدينة اللد مسقط رأسه ومدينته المدلله. وأبدى “الحكيم” رأيه بالرئيس الراحل ياسر عرفات وشدد على استحالة تطبيق فكرة دولتين لشعبين في فلسطين واستعرض أسباب تراجع الجبهة الشعبية في ساحة النضال. داخل مكتبه المتواضع في دمشق حيث ثبت رسمان كبيران للمسجد الأقصى ولكنيسة المهد استقبل “الحكيم” بعض الناشطين من فلسطينيي 48 الذين سره اللقاء بهم حتى البكاء. ورغم ندرة لقاءاته الصحافية خص “الحكيم” “الخليج” بلقاء وكان الحوار التالي:


الدولة الفلسطينية المقترحة مجرّد معازل ملحقة بالاقتصاد "الإسرائيلي"
س: إلى أي مدى أنتم راضون عن حجم التضامن الدولي اليوم، وما مدى وزن الرأي العام العالمي الدولي بالنسبة للقضية برأيكم؟

- هناك مقياسان لهذا الأمر، نقيس على أساسهما حجم تقدّم أو تراجع التضامن الدولي مع قضيتنا وهما: الموقف الرسمي للدول والمؤسسات الدولية، والموقف الشعبي والجماهيري للقوى والأحزاب والحركات المناهضة للعولمة، وثمة بالتأكيد - تراجع في مستوى التضامن الرسمي مع قضيتنا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ودول المنظومة الاشتراكية، والذي رافقه تزايد الهيمنة الأمريكية في العالم في اتجاه مضاد لمصالحنا، وعلى الرغم من ذلك، هناك حد أدنى من التضامن الرسمي الدولي مع قضيتنا قائم، وليس بالإمكان تجاهله، وإن كان ليس بالشكل المطلوب، ومع ذلك نحن ننظر بإيجابية إلى دور الصين وروسيا كدولتين كبيرتين، كانتا باستمرار داعمتين للقضية الفلسطينية، لكن علينا أن نلحظ دائماً التغييرات الحاصلة في التجاذبات الدولية، حيث تحاول دول كبرى مثل الصين وروسيا على ضوء مصالحهما أن تستفيدا من مواقعهما، ووزنهما في السياسة الدولية في عالم قد يصبح متعدّد الأقطاب، الأمر الذي يتناقض مع الولايات المتحدة، وعلينا أن نعرف كيف نستفيد من هذه التعارضات، كذلك علينا أن نلحظ المتغيرات الحاصلة اليوم في أمريكا اللاتينية .. في فنزويلا، والبرازيل، وبوليفيا ونيكاراجوا.. إلخ. الأمر الذي يمكن أن ينعكس إيجاباً في اتساع الدعم الرسمي الدولي لقضيتنا.

على الصعيد الشعبي هناك تضامن كبير مع عدالة قضيتنا معروف عالمياً، فالتيار الديني الشعبي في العالم بات مؤثراً، وهنا أقصد القوى الإسلامية المناضلة والمكافحة باعتبارها قوى أصيلة في مجتمعاتها، وليس الحركات أو المجموعات ذات الإرتباطات المشبوهة، وكذلك الحركات المناهضة للعولمة التي تصب هي الأخرى في مصلحة قضيتنا، التي تُعتبر من أقدم النقاط الساخنة والمتفجرة في العالم، وعلى سبيل المثال تجربة حركات التضامن العالمي مع الانتفاضة الفلسطينية، ونزولها إلى فلسطين، ومن أبرز ممثليها اتحاد البرلمان العالمي للكتّاب، ونتذكر هنا أيضاً المجموعات التضامنية ضد جدار الفصل العنصري، ومنهم مجموعة الشهيدة راشيل كوري من أمريكا، وجوزيه بوفييه من فرنسا، وجورج كلوي من بريطانيا، وفيما يخص الرأي العام العالمي فقد برز في بداية الانتفاضة اتجاهٌ واسعٌ، مناصرٌ للقضية الفلسطينية، ومتفهمٌ للوضع الفلسطيني، المنتفض، المقاوم للاحتلال الصهيوني، وبرز أيضاً اتجاه ينتقد الممارسات العدوانية “الإسرائيلية”، وكُتبت العديد من المقالات في الصحف الغربية وذلك على الرغم من السيطرة الصهيونية على معظم وسائل الإعلام في العالم، حيث كان هناك أصوات تجاوزت هذه السيطرة، وانتقدت “إسرائيل” بكل جرأة وشجاعة.

حق العودة

س: بعد عقود من تشكيل الجبهة الشعبية، ومن انطلاقة الثورة الفلسطينية كيف ترى طريق العودة اليوم؟

- عنوان حق العودة باعتباره حقا شخصيا لكل لاجئ فلسطيني هو حق غير قابل للتصرف، وهو عنوان دائم يشغل تفكيري، وموضوع حيّ في أذهان كل الفلسطينيين، ولا أعتقد أن هناك أي حلّ شامل ونهائي للقضية الفلسطينية يمكن أن ينجح ويكون قابلاً للحياة، إذا لم يأخذ بعين الاعتبار حق عودة اللاجئين إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم وأملاكهم، وفي هذا السياق علينا ألا نغفل دور منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها، ودور الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في إبقاء هذا العنوان حيّاً، والدفع باتجاه تكريسه كعامل مؤثر من عوامل الصراع والاشتباك التاريخي المفتوح مع “إسرائيل”، التي تسعى دائماً إلى تفتيت الشعب الفلسطيني جغرافياً وسياسياً واجتماعياً، ومن هنا تأتي محاولتها مقايضة حق العودة بوعود غامضة حول الدولة الفلسطينية لشطب قضية اللاجئين، لذلك نحن نؤكد دائماً على دور منظمة التحرير، وأهميتها كمرجعية وطنية عامة، وكمعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني على الرغم من توزعه ما بين أراضي 1948.. والضفة وغزة والشتات، وعلى الرغم من خصوصيات كل تجمع من هذه التجمعات، ومع هذا الوضع المركّب والمعقّد نحن نطالب دائماً بإصلاح “م.ت.ف”، وتفعيل مؤسساتها لتضم كل القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية، بما فيها القوى الإسلامية، وذلك على أساس الثوابت الوطنية المتمثلة في حق العودة، وتقرير المصير، والدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، هذا بالمعنى المرحلي، أما بالمعنى الاستراتيجي فنريد أن تقوم دولة فلسطين الديمقراطية التي تتضمن حقوقاً متساوية للجميع، بمن فيهم اليهود الذين يقبلون العيش في ظل هكذا دولة. هناك اليوم ظاهرة جديدة تنهض في الساحة الفلسطينية، وهي ظاهرة لجان الدفاع عن حق العودة، وهي تضم شخصيات وفعاليات سياسية ومدنية كبيرة في مختلف بلدان الشتات، وفي الداخل الفلسطيني مثل د.سليمان أبو ستة وغيره، وكل هذه الجهود تصب في منحى إبقاء عنوان العودة من المواضيع الإشكالية الحية.

س: لماذا انحسرت قوة الجبهة الشعبية، وما هي احتمالات استعادة نفوذها في الساحة الفلسطينية.. وهل فشل الكفاح المسلح؟

- حينما نتحدّث عن تراجع نفوذ الجبهة الشعبية، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف الموضوعية العامة أثناء التقييم، المتمثلة في المتغيرات الدولية والإقليمية، كانهيار الاتحاد السوفييتي، والمد الديني الكاسح على مستوى العالم، الذي أثّر سلباً في كل القوى اليسارية والوطنية الديمقراطية في العالم، لكن هذا الأمر لا يقلّل، ولا يحجب رؤيتنا عن تقصير العامل الذاتي، والأخطاء التي وقعنا بها، ومعالجة هذا الموضوع من أجل النهوض مجدداً يتطلب مراجعة نقدية صارمة، ودقيقة وعلمية لكل التجربة، وهذا الموضوع يشغل ذهني كثيراً في هذه الفترة. آمل ليس فقط من الجبهة الشعبية، وإنما من كافة القوى الوطنية - الديمقراطية أن تقف أمام هذه المسألة، لأن إمكانيات هذا التيار كبيرة، لكنها باتت مشرذمة، ومشتتة، وبالتالي لا يمكن لها النهوض لتأخذ دورها الفاعل، دون هذه الوقفة النقدية المطلوبة.
حول الشق الثاني من السؤال: هل فشل الكفاح المسلح؟ لا أستطيع القول إن الكفاح المسلح قد فشل، طالما أننا في صراع واشتباك تاريخي مفتوح مع “إسرائيل”. صحيح أن بعض الظروف الموضوعية فرضت علينا بعض التراجع، ولهذا الأمر أسبابه، لكننا أمام العنف الصهيوني المستمر من اجتياحات واغتيالات ومجازر، لا نستطيع أن نلغي حقنا في استخدام كل أشكال النضال المتاحة بما في ذلك الكفاح المسلح.
علينا أيضاً على ضوء التجربة، الالتفات إلى أهمية الوسائل النضالية الأخرى التي أثبتت فعاليتها، وخاصة في الانتفاضة الأولى حيث برز بشكل واضح أهمية النضال الجماهيري، ودور الثقافة والعلم، والمعرفة، وبناء الأجيال الشابة، لكي تكون على مستوى المهمات الجسيمة المطلوب تحقيقها.

س: بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وانتشار طرح الدولتين، وفي ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية اليوم، كيف ترى الحل أو الطرح الأفضل سياسياً؟

- إن فكرة طرح الدولتين كان سابقاً لأوسلو، وخضع لتجاذبات سياسية كثيرة في الساحة الفلسطينية والعربية وصولاً إلى ترسيمه بشكل رسمي عبر التوقيع على اتفاقية أوسلو، الأمر الذي اعتبرته حينذاك ومازلت اعتبره محصلة للهزائم العربية والفلسطينية المتراكمة، ليس بالمعنى العسكري فقط، وإنما بالمعنى الشامل الذي يعني قصور مجتمعاتنا المتخلفة عن تلبية متطلبات الصراع ضد عدو متقدم.
اليوم وبعد كل الفشل الذي لحق بأوسلو وأصحابه، وبعد أن دُفن تحت وطأة الوقائع الكثيرة التي حصلت، مازال البعض يراهن على إقامة دولتين من خلال المفاوضات مع “إسرائيل” وأمريكا.. وفي حال موافقة “إسرائيل” وأمريكا جدلاً - على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب “إسرائيل”، فهذه الدولة ستكون - كما قلت مراراً وتكراراً مقابل التنازل عن أجزاء واسعة من الضفة بما في ذلك القدس، وستكون مقابل التخلي عن حق العودة لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات. وهذه الدولة ستكون في الواقع بلا سيادة على حدودها ومواردها الطبيعية وخاصة المياه، وليس لها الحق في تعزيز قواها الدفاعية، ولا يحق لها إقامة أحلاف لا توافق عليها “إسرائيل” ومطلوب من هذه الدولة ألا تمس جوهر المشاريع الاستيطانية الصهيونية. هذه الدولة ستكون في أكثر الحالات تفاؤلاً - مجرد معازل ملحقة بالاقتصاد “الإسرائيلي”، وجسر للسلع والثقافة “الإسرائيلية”، أي أنها دولة بلا مكونّات، ومضامين، وتتعارض مع فهمنا لحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، هذا الفهم الذي نعتبره حلاً مرحلياً يمهد الطريق أمام الحل الاستراتيجي في إقامة الدولة الديمقراطية العلمانية في كامل فلسطين، الأمر الذي يقدم حلاً إنسانياً وديمقراطياً للمسألة اليهودية.
طبعاً أنا أدرك مدى صعوبة هذا الحل في ظل الوضع العالمي والوضع العربي الرسمي، وفي ظل الظروف المعقدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتعيشها جماهير أمتنا العربية. إن ما يجري في العراق، وما جرى في لبنان، وما تشهده اليوم المنطقة من غليان يؤكد أن من الصعوبة بمكان السيطرة على كل هذه الملايين التي تبحث عن العدالة، وعن حقها في الحرية والاستقلال، دون أن ننسى أننا نميز بدقة بين المقاومة الوطنية ضد الاحتلال، وبين أعمال القتل العشوائية بدوافع مذهبية، التي لا تصب إلا في خدمة الاحتلال.

مفارقات وأكاذيب

س: هناك من يقول إن عودة ملايين اللاجئين أمر غير معقول، فماذا تقول؟

- من المفارقات أن لدى “إسرائيل” قانونا يتيح ويشجع جذب كل يهود العالم إلى “إسرائيل” تحت عنوان ما تسميه قانون عودة اليهود، بينما يأتي من يقول إن عودة خمسة ملايين فلسطيني من أصحاب الحق الشرعيين في أرضهم وتاريخهم وممتلكاتهم أمر غير معقول. هل من المعقول إذاً أن يأتي يهودي يعيش في منهاتن، أو أوكرانيا على سبيل المثال، وليس من المعقول أن يعود اللاجئ الذي يعيش العذابات في مخيمات اللاجئين في لبنان على بعد مئات الأميال عن بيته في الجليل. إن منطق الاحتلال والقوة والهيمنة والعنصرية قلب المعادلات في هذه المنطقة من العالم، حيث باتت الأكاذيب حقائق والحقائق الراسخة مجرد أوهام غير معقولة. أنا لا أرى حلاً لهذا الصراع سوى بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى منازلهم وقراهم وممتلكاتهم، وعودة أحفادي إلى اللد، وأحفاد كل اللاجئين، وكل ماعدا ذلك هو مجرد وهم مهما امتد الصراع. أما فكرة دولتين لشعبين في فلسطين فهي مستحيلة لعدة أسباب منها ما يتعلق بالمستوطنات بالضفة الغربية والقدس والعودة.

س: إلى أين تسير السفينة الفلسطينية في ظل الصراع بين حركتي فتح وحماس؟

- من المؤلم بالنسبة لي، والمؤسف أن يصل الوضع في الساحة الفلسطينية إلى هذا المستوى من الانقسام والتجاذبات السياسية بين فتح وحماس، الأمر الذي يهدّد بمخاطر تحول هذه التجاذبات إلى اشتباكات مسلّحة واسعة لن تصب إلا في خدمة “إسرائيل” ومصالحها، وليس هناك من مخرج، أو حل لهذه الأزمة إلا بالعودة إلى الثوابت الوطنية التي يمكن أن تتوافق على أساسها كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني والإسلامي وهي برنامج منظمة التحرير الذي يؤكد على حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
لقد تمّ تهميش دور المنظمة خلال السنوات المنصرمة، وما لم نعد إلى هذا الأطار الوطني الجامع لتفعيل مؤسساته وتطويرها وإصلاحها لكي تستوعب كافة القوى الفلسطينية الفاعلة، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي تحت عنوان: “الوحدة الوطنية”، فليس هناك من أفق للخروج من هذا المأزق الذي يهدّد مصالحنا الوطنية، وينذر بعواقب وخيمة على الجميع، وأنا هنا لا أفصل بين الداخل والخارج على الرغم من خصوصيات كلٍ منهما.

س: كيف ترون دور فلسطينيي 48 في حركة التحرر الوطني؟

- قلت في مناسبات متعددة أن المخطط الصهيوني كان يعمل باستمرار على رفض الإعتراف بوجود الشعب الفلسطيني، ومحاولة الطمس الكامل لهويته الوطنية، وكيانيته السياسية، والكل يذكر عبارة جولدا مائير الشهيرة “أين هو الشعب الفلسطيني؟!” وحتى يومنا هذا لاتزال “إسرائيل” تستخدم عبارات من نوع “سكان المناطق، وعرب “إسرائيل”، والأقلية العربية إلخ..”، في وصف شعبنا الفلسطيني الصامد سواء في الضفة والقطاع، أو أبناء شعبنا البطل الصامد على أرضه داخل المناطق المحتلة عام 1948 الذين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من مكونات شعبنا الفلسطيني، حيث تدل التجربة التاريخية خلال العقود الماضية على فشل “إسرائيل” في طمس هويتهم الوطنية والقومية، أو تذويبها، وبالتالي كان ولا يزال لأبناء شعبنا في أراضي 48 دور كبير في مواجهة سياسات الطمس والتهويد والتذويب الصهيونية..
على الرغم من أخذنا بعين الاعتبار خصوصية أوضاعهم التي تفرض عليهم ممارسة أشكال خاصة من النضال تتناسب مع أوضاعهم في مواجهة العنصرية، والتمييز والتهويد، فنحن نقدّر نضالهم بكل السبل المتاحة من أجل المساواة وتحسين أوضاعهم، ونقدّر تضامنهم مع أبناء شعبهم في الخارج؛ هذا الدور الذي يؤكد على وحدة شعبنا على اختلاف أماكن تواجده.
من جهتها تدرك “إسرائيل” مدى خطورة تجذّر وارتباط أبناء شعبنا الفلسطيني في أراضي ال 48 بهويتهم الوطنية، وانتمائهم القومي، حيث تعتبرهم قنبلة ديمغرافية موقوتة داخل الكيان الصهيوني، لذلك تعمل بكافة السبل على تهميشهم، والتمييز بينهم على أسس مذهبية، أو مناطقية لضرب وحدتهم، وتعميق التعارضات فيما بينهم، لكنها وأمام كل حدث يجري سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو المنطقة، كما هو الحال في الحرب العدوانية “الإسرائيلية” الأخيرة على لبنان، تكتشف مدى فشلها الذريع في تحقيق أهدافها على هذا الصعيد.

س: أقمت في دمشق وعمان وبيروت، أيها أقرب إلى قلبك؟

- اللد (يضحك).. عشت في بيروت في مطلع شبابي، ودرست في الجامعة الأمريكية، ولي ذكريات وأصدقاء كثر، أما دمشق فهي كانت بالنسبة لي دائماً مركز القضية القومية العربية، والروح العروبية، أما عمان فهي النافذة القريبة إلى فلسطين.

س: ماذا يعني لك الرئيس ياسر عرفات؟

- في أي حديث عن الثورة الفلسطينية المعاصرة، يجب أن نقدّر، ونثمّن دور الأخ الشهيد الرئيس ياسر عرفات في إبراز القضية الفلسطينية على المسرح السياسي، الإقليمي والعربي والدولي، لكن هذا الأمر يجب ألا يحجب ضرورة الوقفة النقدية أمام النهج الذي كرّسه في الساحة الفلسطينية، أقصد نهج التفرّد، ومصادرة القرارات سواء داخل مؤسسات “م.ت.ف”، أو السلطة الفلسطينية فيما بعد.
إن الأخ الشهيد ياسر عرفات يتحمل مسؤولية أساسية في تكريس هذا النهج الذي بات سياسة رسمية للقيادة الفلسطينية التي استفادت من تراث م.ت.ف التاريخي، وما تحظى به من شرعية وطنية وعربية ودولية الأمر الذي دفع هذه القيادة الرسمية إلى شطب ميثاق المنظمة، والتخلي عن برنامجها الوطني التحرري الجامع، وضرب الوحدة الوطنية الحقيقية، واستبدال الخط الكفاحي للمنظمة بخط تفاوضي كان له عواقب وخيمة على وحدة الشعب الفلسطيني، وأهدافه الاستقلالية، وبالتالي كل ما نراه اليوم من انقسامات في الساحة الفلسطينية، تكمن جذوره السياسية في هذا النهج الذي فرّغ المنظمة من مضمونها ومحتواها الوطني، وبالتالي لابدّ للخروج من هذه الأزمة التي تشهدها الساحة الفلسطينية اليوم من وقفة نقدية جريئة لتحليل الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، وحالت دون تحقيق الأهداف التي رسمتها الثورة الفلسطينية لنفسها على الأرض.

س: لو قيض لك العودة (ضمن تسوية سياسية للقضية) إلى مدينة اللد ضمن السيادة “الإسرائيلية”.. هل تعود؟

- لن أعود إلا مع شعبي الفلسطيني.


-------------
جرت المقابلة عام 2006
نقلا عن جريدة الخليج الإماراتية

http://www.ajras.org/?page=show_details&am...63&CatId=-1


وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - بسام الخوري - 01-27-2008

http://www.n-gmr.com/vb/showthread.php?t=5993


importent and maybe the last interview from 11 /2007


وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - بسام الخوري - 01-27-2008

من جورج حبش إلى حسن نصر الله السفير



إلى الأخ الكبير سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله. تحية المقاومة الباسلة.. تحية فلسطين ولبنان.. تحية العروبة. إسمحوا لي أن أتوجه إليكم بالتهنئة والتبريك بالانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة الاسلامية في لبنان، وبصمود المقاتلين الابطال من حزب الله، وصمود الشعب اللبناني العظيم، شعب العزة والكرامة والإباء. كما أتقدّم بالتحية من خلالكم الى جميع المجاهدين والمقاتلين من كوادر وقيادات حزب الله، الذين سطروا بدمائهم صورة ناصعة البياض في تاريخ الأمة..
لقد أضاف العدوان الصهيوني الوحشي على لبنان صورة جديدة من صور جرائمه البشعة حاول فيها النيل من صمود شعبه المقاوم، وما الاستهداف الصهيوني للمدنيين والبنية التحتية في لبنان وفلسطين سوى نموذج لسياسة المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي انتهجها العدو الصهيوني خلال تاريخه الدموي الطويل..
لقد أعطى صمود حزب الله والشعب اللبناني، دعماً قوياً ونهضة ثورية جديدة للأمة العربية بأسرها.. مُظهراً الحقيقة العارية لجيش الاحتلال الصهيوني، ذلك الجيش المعتدي المهزوم من داخله يحاول أن يبحث عن إنجاز وهمي ولو بحدود صغيرة. فيفشل أمام صمود المقاومة التي حققت نصراً استراتيجياً من واجب اللبنانيين والأمة العربية التمسك به والحفاظ عليه.
لقد أسقطت هذه الحرب كل الأقنعة عن النظام العربي الرسمي، كما كشفت أيضاً سيناريو هذا العدوان الصهيوني المعدّ أميركياً، وبتوجيه من المحافظين الجدد في البيت الأبيض، لكن رهانات الادارة الاميركية باءت بالفشل، فما حصدوا إلا الخزي والعار.. وستبقى دماء الابرياء والشهداء من الاطفال والنساء في قانا ومروحين والقاع والضاحية والبقاع، وفي كل شبر من الأرض المقاومة، شاهداً على تاريخه المطلخ بدماء الاطفال..
إن انتصار المقاومة في لبنان هو انتصار للمقاومة في فلسطين والعراق، وانتصار للمواجهة والتصدي للمشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة، هذا الانتصار الذي يصبّ ضمن تيار التوجيهات الاستراتيجية التي ناضلنا من أجلها طويلاً، ومن اجل ترسيخها. فالحقوق تُنتزع ولا تعطى مجاناً والسلام العادل لا يصنعه إلا الأقوياء. فقد كشفت هذه المعركة زيف ادعاء خطاب السلام المخادع، كما أظهرت، وبوضوح مرة أخرى، الأطماع الامبريالية والصهيونية في محاولة لحذف كل أبجديات المقاومة من قاموس المنطقة العربية.
فتحت هذه المعركة وهذه التجربة النضالية آفاقاً جديدة على المستقبل. ولكن لن تكون تلك نهاية الأمور. وأقول إنه في المرحلة القادمة سنكون أمام مواجهات أصعب من ذي قبل على الصعيد الداخلي والخارجي في لبنان وفلسطين والعراق والوطن العربي كافة، ومواجهة سيناريو آخر وحلقة جديدة من المخطط الصهيوني الأميركي، وعلى الرغم من كل المؤامرات التي تحيكها الإدارة الأميركية في ما اصطلح على تسميته ب<الشرق الاوسط الجديد> القائم على الحروب الطائفية وتفتيت المنطقة، إلا أن الوعي القومي العربي أصبح الحصانة الأولى للتصدّي لهذه المشاريع الاستعمارية الجديدة التي تقودها عصابة بوش في البيت الأبيض.
الآن نقول: إن هزيمة جنرالات العدو الصهيوني وجنوده في المعركة أعطت حافزاً وقوة دفع هائلة، لكي نقف أمام تطوير تجربة المقاومة وحمايتها عبر هذا الصراع المفتوح.. وقد أصبح اليوم وعي الجماهير هو أهم مرتكزات المواجهة.
لقد فتح حزب الله بانتصاره نافذة أمل ونور في لحظة ليل حالك، فأعاد ضخّ الدماء إلى العروق، كما رفع رأس الأمة العربية والإسلامية عالياً. وستبقى هذه التجربة القاسية والمؤلمة التي خاضها حزب الله مصدر فخر واعتزاز لنا وللأجيال من بعدنا..
معاً وسوياً على خط المواجهة.. معاً وسوياً في المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
معاً وسوياً مع سلاح الإرادة الذي يحتضن سلاح المقاومة.. معاً وسوياً على درب تحرير فلسطين والقدس.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.. والحرية للأسرى والمعتقلين.. ودمتم رمزاً للعزة والكرامة.



وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - بسام الخوري - 01-27-2008

المؤسس في مقابلة مع مجلة العودة... كل المؤتمرات التي تنتقص من الحق الفلسطيني لن يكتب لها النجاح

النص الكامل للمقابلة التي أجراها مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور جورج حبش مع مجلة العودة في دمشق:

-مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية الدكتور جورج حبش لـ «العودة :
حق العودة طبيعي وقانوني، وجمعي وفردي، ليس لأحد في العالم أن يعبث به
كل المؤتمرات التي تنتقص من الحق الفلسطيني لن يكتب لها النجاح


بعنفوانه الأول الذي عتّقته ثمانون حولاً بحكمة الشيوخ، يرى «الحكيم» جورج حبش الأمور بمنظار فلسطيني واسع (تاريخاً وجغرافيا)، يحنّ لمضارب الصبا والشباب، ويلتقط اللحظة التي يتحول فيها حب الوطن إلى ثورة، ويناقش الماضي والحاضر ووسائل النضال فيهما، ويصرّ على العودة، ويحذر من التآمر عليها، ويعود إلى مقولته الدائمة.. الوحدة ثم الوحدة . الحديث مع الدكتور جورج حبش يطول، انتشلنا بأسئلتنا من جعبته الخبرة، تاركين الأحداث والروايات لحديث ذكريات نأمل أن يكون لنا نصيب فيه ..
كل هذا كان مفصّلاً في الحوار التالي :

- من عائلة أرثوذكسية في عام 1926، وُلدتَ في اللد المحتلة، كيف تنظر (الآن) إلى 22 سنة من حياتك، وإلى حلم العودة إلى مرابعها الأولى؟
* أشكركم على هذه المبادرة الكريمة بإجراء مقابلة لي على صفحات مجلتكم في عددها الأول، آملاً أن يكلل بدرجات النجاح والتوفيق في ما تسعى إليه المجلة من تكريس لمفهوم حق العودة، ودفاعاً عنه وتظهيراً له، ورفضاً لنقيضه من مشاريع التسوية الهادفة إلى دفنه حلماً وواقعاً .


-أما بشأن رؤيتي إلى السنوات الأولى من حياتي، فهذا سؤال وجداني بامتياز، يثير فيَّ حنيناً دافئاً، لا أزال وأنا في الثمانينات من عمري أحتاج إليه، حنيناً إلى أعزّ كائنٍ في حياتي، إنه الوطن، لقد كان كائناً حياً يحرك في أعماقي؛ طفلاً وشاباً وشيخاً، أجمل معاني ومدلولات الحب والعاطفة، والاشتياق، والحنين، والحاجة إلى الدفء، لطالما احتجت إلى هنيهات من الزمن للاستراحة على صدر هذا الوطن، فقد عشت في كنف هذا الكائن عشرين عاماً، مغموراً بتضاريسه، وسجايا خلقه، وجمال وجهه، وبهاء طلته صباحاً ومساءً، كنت طفلاً أستظلّ بجناحيه وأمارس هوايات الأطفال لعباً على ساحات وديانه وجباله وسندسه الأخضر. كان يحثني على التفكير بمستقبلي، يخلق فيّ دافعاً للحياة الأفضل ..


لقد غادرت الوطن للدراسة في بيروت لأجل الارتقاء، وكلّي أمل وإصرار على العودة إليه حاملاً معي آمالي وأحلامي وعزمي لأكمل مشواري بين أحضان وطني ..
وفي لحظة تاريخية فارقة لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي.. افتقدت هذا الوطن..!! افتقدت كياني.. وغار الجرح عميقاً في كل جسدي.. إنها اللحظة الأصعب في حياتي التي حولتني من إنسان عاشق لوطنٍ وحياة إلى سياسي يبحث عن وطن.. وحياة أفضل، ذلك هو السر الذي دفعني إلى أن أوظف كل سنوات عمري لأجل استعادة هذا الوطن. وأستعيد معه كل أحلامي وآمالي .

إن ساحة الشعور بأهمية الوطن وعشقه تزداد طردياً مع فقدانه وزيادة منسوب المعاناة والتشرد والمطاردة .. فنحن الفلسطينيين نعرف أكثر من غيرنا قيمة الوطن ومعنى ضياع الوطن .. فثمة رابط روحي لم يزل بيننا وبين أرضنا فلسطين لن ينقطع طالما نعيشها هماً ومعاناة .. ومن هنا فإن السنوات الأولى من عمري كانت الأجمل لكنها سرقت مني مع سرقة الوطن . فيأتي سؤالكم العاطفي ليقيم همزة وصل بيني وبين تلك السنوات مجدداً. ولا غرو في القول إن حلم العودة حلم لا ينقطع ولا ينطفئ، لا مع الزمن، ولا مع الشيخوخة.. لكونه حلماً جمعياً للشعب الفلسطيني كلّه وليس لجورج حبش فحسب ..
- من «كتائب الفداء» و«العروة الوثقى» و«الشبيبة العربية» مروراً بـ«حركة القوميين العرب » و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وصولاً إلى العمل البحثي الاستراتيجي، كيف يلخص « الحكيم» تجربته النضالية باختصار؟
> لقد شكل اغتصاب فلسطين، والهزيمة العربية الصدمة التي لا تُحتمل، ولم تفسح لنا مجالاً للتفكير الهادئ وصياغة الرؤية على نحوٍ دقيق وصحيح بما يقود النضال الوطني والقومي نحو الطريقة الأكثر نجاحاً .. كان لا بد من الثأر، ولا بد من إعادة الاعتبار للإنسان الفلسطيني الذي ضاعت أرضه .. فهو في حالة انتظار واستعداد للعودة السريعة. فكان العمل المتواصل، والإرهاصات السياسية والفكرية المختلفة في إطارات سياسية وكفاحية مختلفة، لقد كنا نبحث عن إجابات للأسئلة المباشرة والصعبة، عن أسباب الهزيمة. لم نكن نملك إجابات شافية، فالتجربة وحدها كانت تدلنا على طريق الصواب. ولم نكن نعمل في ظروف عربية وإقليمية ودولية مواتية، إنما في محيط عربي مجافٍ، ومتخلف سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وكنا نعمل فوق قطريات عربية فاقدة لهويتها القومية ومع تصادم مع الرجعيات العربية التي كانت سبباً في الهزيمة العربية ..
كانت البوصلة نحو فلسطين.. ولكننا لم نكن نعرف كيف نعبر إلى فلسطين.. هل عبر الكفاح المسلح وحده، أم عبر الوحدة أو الاشتراكية، أم الحرية والديمقراطية.. هل عبر البعد القومي أم البعد الوطني. أم كلاهما معاً.. هذا ليس تِيهاً في الطريق، إنما الظروف الموضوعية الصعبة، وطبيعة المراحل السياسية التي مررنا بها، كانت تفرض علينا آليات عمل، وآليات تفكير، لقيادة نضال الشعب الفلسطيني وخلق ظروف مواتية وأفضل.. فلكل مرحلة سياسية استحقاقها في العمل والفكر والسياسية، ولا شك أن تلك التجربة المليئة بالدروس والعبر شكّلت ولا تزال الخميرة اللازمة لنضالات شعبنا التي ما زالت قائمةً لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق العودة وتقرير المصير، ولازمةً لبناء الوعي المقاوم، والتفكير المقاوم، فالنضال يجب أن يتواصل عبر محطاته المختلفة بغض النظر عن تقييم كل مرحلة ..

- أين كان «حق العودة» في مسيرة «الحكيم» النضالية؟ وكيف ينظر الآن إلى هذا المحور في منظومة العمل النضالي الفلسطيني؟
> حق العودة هو حق طبيعي، وقانوني، وجمعي وفردي، ليس لأحد في العالم أن يعبث به، فالمسألة واضحة كالشمس، هناك لاجئون أرغموا على ترك أرضهم وديارهم.. لهم الحق في العودة كحق طبيعي، ولهم الحق في العودة وفق قرار من الأمم المتحدة 194، وهو قرار يجيز لهم العودة . والمنطق الطبيعي أن يعودوا لا أن يحل مكانهم مستوطنون قادمون من آفاق الأرض، وعليه فنحن ننظر إلى حق العودة كأساس وجوهر للمسألة الفلسطينية، ولا حلّ سياسياً بدون ربط حق العودة بالأرض والوطن والكيان السياسي للشعب الفلسطيني، فلا معنى لحل سياسي يستبعد أكثر من ستة ملايين فلسطيني في الشتات، إن جذر المشكلة هو اغتصاب الأرض وطرد السكان الأصليين، وحل المشكلة يبدأ بعودة اللاجئين واستعادة الأرض، تلك معادلة لا يجوز التنازل عنها، وأية محاولة لتجزئة الحقوق عبر ما يسمى الأولويات أو الممكن وغير الممكن، والأهم وغير المهم، والمؤجل والراهن لا يخدم جوهر القضية الفلسطينية، لذلك نضالنا يسير وفق رؤية واضحة تترابط فيها كافة الحقوق دون المساس بأحدها.. وهذا لا يعني ضرب مرحلية النضال، إنما يعني الحفاظ على الترابط، وأن لا ينتهك التكتيكيُّ الاستراتيجيَّ .

- تجربة التخلي عن قيادة تنظيم أو تزعم حركة، تجربة فريدة ونادرة تسجل للدكتور حبش، وهي سابقة في العمل الفلسطيني، هل تجدها ممكنة التكرار في العمل الثوري، وهل أثبتت نجاحها؟
> دعني أُشِر إلى نقطة أساسية في تفكيري.. وهي أن النضال الوطني يجب أن يقاد عبر المؤسسة القيادية.. والأشخاص أو الرموز قد يصنعون التجربة ويطبعونها بسياستهم وبصماتهم.. إلا أنهم يتركون وراءهم المؤسسة القادرة على المواصلة.. من هنا جاء قراري بالتخلي عن قيادة الجبهة الشعبية، إيماناً مني بتلك الفكرة، وإيماناً مني بإفساح المجال لقادة غرسوا بالنضال، وقناعة مني بأن الجبهة الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات.. بالإضافة إلى أهمية الجانب الديمقراطي وتعاقب القيادات على الحزب أو التنظيم.. هي سابقة لكنها رسالة ..
إنني أجد أن هذه التجربة «التخلي طواعية عن قيادة التنظيم» أمر ممكن ولازم في الحياة السياسية والعمل الثوري.. لكن الأهم أن تتولد القناعات والإرادة الصلبة لأخذ هكذا قرار، وتتوافر الشجاعة الكافية للتخلص من النزعات الذاتية والنرجسية التي تصيب البعض، وطرد هاجس الخوف من فقدان القائد أو الرمز وزنه وحضوره ومكانته بعد تخليه عن القيادة المباشرة. باختصار العمل الجماعي مجسَّداً بالمؤسسة هو الذي يحمي القائد ويجعله حاضراً حتى بعد تخليه عن المسؤولية الأولى ..


- العمل السياسي والمقاومة والاقتصاد.. و..، نظريات كثيرة تتفاضل وتتكامل في الطريق إلى فلسطين .. السؤال: من خلال أكثر من 55 سنة من تجربتكم النضالية كيف تنظرون إلى هذه المحاور؟

> إن تكامل أشكال النضال المختلفة السياسية والاقتصادية والكفاحية والإعلامية والجماهيرية كلها معاول يجب أن تستخدم بطريقة واعية وعلمية واستثمارها بأعلى طاقة ممكنة من الكفاءة ووضوح الرؤية.. غير أننا في حالتنا الفلسطينية يجب أن نرى الخاص في نضالنا.. مشكلتنا أننا أمام استعمار استيطاني وإجلائي وعنصري واضطهادي، يجب أن يقاوم بالكفاح المسلح أولاً وفق الظروف المناسبة والممكنة دون أن ننسى الأشكال الأخرى في النضال.. والتجربة علمتنا أن العمل السياسي العربي والفلسطيني معاً لم يثمر حتى الآن في إجلاء المحتل. لذلك يجب أن يتقدم الكفاح على الأشكال الأخرى، وإلا تحول نضالنا إلى نضال مطلبي اقتصادي .
- ناضل الشعب الفلسطيني بكل فئاته من أجل العودة والتحرير، هل تعتقد أن تجربة حركات المقاومة كانت ناجحة؟
> إن تقييم حركات المقاومة على أساس أنها حققت أهدافها أو لم تحققها فيه ظلم لشعبنا الفلسطيني وحركاته الوطنية والمقاومة.. إنما نحن ما زلنا نناضل نضالاً تاريخياً يربط برؤية آنية ومستقبلية للشعب الفلسطيني والعربي .. فصراعنا مع العدو صراع تاريخي ومفتوح على مصراعيه، ونحن نتحدث عن عدو صهيوني جاثم على أرضنا.. لكننا نواجه عدواً استعمارياً منذ عدة قرون.. ونضالنا لن يتوقف.. بهذا المعنى لم تفشل حركات المقاومة لكنها أدت وما زالت دورها الوطني والمقاوم في صيرورة تاريخية في مواجهة العدو ..

أما بالمعنى المباشر فحركات المقاومة لم تحقق حتى الآن الهدف الآني المباشر في تحرير فلسطين، لقد حَمَت حركات المقاومة الهوية الوطنية من الذوبان، وما زالت تشكل حركة ممانعة في الوسط والمحيط العربي في وجه محاولات التسوية والسقوط السياسي.. ويبقى السؤال هل انتصر العدو الصهيوني بالمعنى الاستراتيجي والتاريخي؟ أم أنه انتصر في عدة جولات ومعارك فحسب؟ وهل حقق العدو الصهيوني أمنه؟
- هل تعتقد أن الحراك النخبوي والشعبي الذي تفاعل بعد أوسلو 1993 ، من خلال المؤتمرات واللجان والمؤسسات العاملة من أجل «حق العودة»، سيكون فعالاً وذا تأثير في هذا المجال؟
> بلا شك.. ما دمنا نتحدث عن نضال وصراع تاريخي ومفتوح على المدى السياسي والاقتصادي والكفاحي والجماهيري، فإن كافة المؤتمرات واللجان والمؤسسات التي تعمل من أجل حق العودة، سيكون لها أثرٌ فعّالٌ وناجحٌ، أولاً في إظهار طبيعة الحق الفلسطيني «حق العودة».. وثانياً في كفاءة النضال من أجله بكل السبل حتى نستحق هذا الحق.. وثالثاً في منع المساومات السياسية على هذا الحق.. ورابعاً لتأسيس سياج جماهيري وشعبي وسياسي حول هذا الحق لمنع التفريط به من قبل النخب السياسية التي تستهين بهذا الحق الطبيعي.. وخامساً أن هذه المؤسسات واللجان هي مؤسسات مدنية سياسية واجتماعية وقانونية قادرة على أن تعمل في كافة مناطق العالم بدون اتهامها بالإرهاب والمقاومة.. من هنا تأتي أهميتها وضرورتها في هذه المرحلة السياسية، لكني في الوقت نفسه أحذر من أية محاولات لتسييسها من قبل بعض المؤسسات الدولية لحرفها عن أهدافها الوطنية، وحق العودة، بالذات .
- كيف تنظر إلى المؤتمرات والوثائق التي تتجاهل «حق العودة» كوثيقة (أبو مازن – بيلين ) ومؤتمر روما ومؤتمر جنيف؟ ما هي فرص نجاحها في الدفع باتجاه حل أو تسوية بدون «حق العودة» في ظل «لاءات» بوش الأربع (القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين)؟
> كما قلت في أجوبتي السابقة إننا في حالة صراع مفتوح، ونضال مستمر، وصيرورة تاريخية في مواجهة المعتدي.. وليس مستغرباً أن يظهر على هامش هذه الصيرورة النضالية من يعبث بالحق الفلسطيني بصرف النظر عن الأسماء والمسميات، وكل محاولة للعبث بهذه الحقوق الوطنية عن وعي أو بدون وعي هي بمثابة كوابح سياسية وعملية لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وعليه فإن كل المؤتمرات واللاءات والوثائق التي تنتقص من الحق الفلسطيني لن يكتب لها النجاح بفعل تمسك الشعب الفلسطيني بكافة حقوقه وثوابته. هل استطاعت أوسلو ووثائقها أن تنهي الحق الفلسطيني، أو تعيد جزءاً من الحق الفلسطيني؟ إن «إسرائيل» تستطيع أن تقول لاءاتها. ولكن كل واحدة من هذه اللاءات سيواجهها شعبنا بضراوة كفاحياً وسياسياً واستراتيجياً.. ويجب أن يدرك الجميع أن القضية الفلسطينية لا تنحصر في عناوين هذه اللاءات الأربع.. إنما هي الأرض والشعب معاً، أي فلسطين التاريخية ..

- « حق العودة» موجود ومؤكد في القرارات الدولية، ولكن هل هو مضمون وثابت، أم أنه قد يتم محوه وتغييره لاحقاً؟
> قرار حق العودة 194، هو حق قانوني من الشرعية الدولية، وعلى الرغم من أن هذا القرار يحمل في ثناياه الاعتراف بـ«إسرائيل»، والإجحاف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، إلا أنه يسلّط الضوء على قضية اللاجئين الإنسانية والسياسية، ويعطي الحق لعودة هؤلاء.. «إسرائيل» أخذت في حينها ما يناسبها من القرار لتدعيم شرعيتها ووجودها في الأمم المتحدة.. واليوم تريد أن تأخذ الجزء الآخر من القرار الذي في صالح الشعب الفلسطيني.. ولما كانت الشرعية الدولية محصّلة ميزان قوى دولي تتحكم فيه القوى الإمبريالية وعلى رأسها أمريكا، فليس هناك ما يمنع في لحظة ما بعد أن تتواطأ أمريكا مع أصدقائها و«إسرائيل» على هذا الحق وتعمل على محوه أو تعديله في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن وفق الرؤية الإسرائيلية، ومستأنسة بالرؤية العربية الجديدة (المبادرة العربية) وكذلك بالهبوط الفلسطيني على مستوى القيادة السياسية .. وهناك سابقة في محو بعض قرارات الأمم المتحدة بشأن اعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية .
إن هذه الإمكانية واردة لكنها الآن مستبعدة في ضوء البحث عن «حل عادل ومتفق عليه» والأمر مرهون أيضاً بمدى اشتداد الرفض الفلسطيني الشعبي والسياسي لأية محاولات لشطب حق العودة.. وهنا تأتي أهمية لجان ومؤسسات حق العودة .

- في العالم الأحادي القطبية، اختلفت وسائل النضال وفُرص التوازن عن الزمن الذي ناضلتم فيه، ما هي نصائح «الحكيم» في هذه المرحلة؟
> بلا شك إن المرحلة السياسية الراهنة ليست ذاتها التي انطلقت منها الثورة الفلسطينية المعاصرة.. وبالتالي الشيء الطبيعي أن تختلف وسائل وأشكال النضال، وأولويات النضال وفقاً للظروف المناسبة، وعلى القيادات الفلسطينية المناضلة أن تقرأ اللوحة الدولية بكل تضاريسها كي تعرف أين موقعها في هذا الصراع الدائر على مستوى العالم.. وابتداع الأشكال النضالية المناسبة، كما عليها أن تدرك أن هذا التوازن الآن، بل الاختلال بتوازن القوى الدولية ليس إلا مرحلة سياسية قد تقصر أو تطول. فلا يجب على هذه القيادات أن تقدم على تنازلات تحت وطأة هذا العالم الأحادي القطبية.. فهو عالم ليس سرمدياً وأبدياً .. إنما عليها أن تؤسس لحركة وعي وطنية وقومية جديدة لدى الإنسان الفلسطيني والعربي، مضمونها بعث الهوية الوطنية والقومية لجهة عدم الاندماج في ما يسمى الهوية العالمية.. هذا تضليل من قبل الآخر لتسهيل مهمته في احتلال الأرض والعقل والثقافة .

- كلمة أخيرة إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات والغرب؟
> كلمتي إلى الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.. أذكّرهم بأن الاستعمار بكافة أشكاله سيرحل عن أرضنا ولنا بالتاريخ عبرة.. لكن الأمر يحتاج أولاً إلى الوحدة، ثم الوحدة، ثم الوحدة.. وإن فلسطين هي الهدف، والهدف الراهن والاستراتيجي، فلا نجعل من خلافاتنا وصراعاتنا الداخلية على السلطة الوهمية والتي هي تحت الاحتلال مجالاً لانتصار الآخر علينا .
وأدعو الشعب الفلسطيني إلى تنظيم صفوفه، عبر الحوار الوطني الشامل والبنّاء لأخذ زمام المبادرة من العدو، والعمل على وضع الخيار الكفاحي أمام الجميع .
رسالتي إلى الشعب الفلسطيني أن الدم الفلسطيني حرام حرام، ولا يجب أن يراق إلا في مواجهة العدو
الأكبر .. ♦

أجرى الحوار أحمد حسين - دمشق


وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - ابن سوريا - 01-27-2008

ألف رحمة لروح الفقيد الحكيم جورج حبش، أعتقد يستحق فتح ساحة في ملفات خاصة
:rose:


وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - حسام يوسف - 01-27-2008

جيل جورج اخطا كثيرا بحق قضايا التحرر الوطنى بتبنيه النسخة المركزية للاشتراكية واخطا بحق القضية الفلسطينية بممارسات العنف ضد المدنيين فطبعها بالارهاب وسحب منها الدعم العالمى


وداعا لايقونة فلسطين وداعا جورج حبش - بسام الخوري - 01-27-2008

ألف رحمة لروح الفقيد الحكيم جورج حبش، أعتقد يستحق فتح ساحة في ملفات خاصة


i think the same tareq and i can help about that