حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تصــــدع العالم . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تصــــدع العالم . (/showthread.php?tid=7414) |
تصــــدع العالم . - بهجت - 01-02-2008 أزمة الدولة القومية .
Array " لقد أصبح النظام الدولي هو أكثر النظم السياسية افتقارا إلى الإستقرار" .برتران بادي- مفكر فرنسي [/quote] كانت الدولة القومية و حتى سنوات قريبة تعد وحدة البناء الأساسية للمجتمع الدولي ، و لم يكن متصورا الحفاظ على التوازانات الرئيسية لهذا المجتمع سوى عن طريق تنظيم محكم للعلاقات بين تلك الدول ، وهل الدبلوماسية و حتى الحروب ذاتها سوى تعبير عن العلاقات بين اللاعبين الدوليين ، هذه الفرضية المحورية في بناء العالم الذي عرفناه منذ 350 عام تقريبا لم تعد سارية في الوقت الراهن ، فلم تعد الدولة هي العنصر الوحيد في النظام الدولي ، فبالإضافة للدول ظهر لاعبون آخرون مثل المشروعات متعددة الجنسيات و المؤسسات الدينية عابرة للمجتمعات ، و جماعات الضغط عبر القومية ، و الهيئات و المنظمات الدولية ، كل هذا أدى إلى تضاءل فرصة و ضع القواعد الدولية و الإلتزام بها ، كما تقل فرص منع الصراعات أو حتى مجرد إدارتها بشكل عقلاني ، فمع تعدد اللاعبين يبدوا النظام الدولي وقد أصيب بحالة من الفوضى الضاربة ، هذه الحالة الفوضوية هي نتيجة طبيعية للصعوبة في تحديد هوية اللاعب و السيطرة عليه ، فالأمر أصبح كما لو أن المتفرجين هبطوا إلى ملعب كرة القدم وراحوا يركلون الكرة مع اللاعبين ، و بدلا من عدد محدود من اللاعبين أصبح النظام الدولي يتكون من عدد لا نهائي نجدهم يتحركون جميعا في نفس الوقت ، هذا النظام نشاهده يتغير تحت أنظارنا و لكننا لا نستطيع تقنينه أو متابعة مساراته . من يتابع النظرية السياسية في مراكزها و مرجعياتها سيجد أنه لا يوجد اتفاق بعد على نموذج قياسي يمكن أن يربط مكونات النظام الدولي و فعالياته ، هناك أيضا من يبالغ و يتحدث عن عودة النمط الإقطاعي ، و أن العالم سيغرق في عصور طويلة من الفوضى ، و أنه سيعود إلى قوانين البقاء الطبيعية بقسوتها المطلقة ، و لكن التاريخ الإنساني المعروف لنا على الأقل يشيع بيننا نوعا من الأمل ، فالعقلانية و الرغبة في البقاء كثيرا ما تقدمتا الصفوف و أمسكتا بالمقود و الدفة ، و النتيجة هي أنه بالرغم من أن النظام العالمي و على عكس المتوقع – من وجود قوة عظمى واحدة- يتجه إلى الفوضى و مظاهر الإنفجار و ليس إلى الإنضباط و السيطرة ،فإن هناك أمل قائم في أنه سيمكن للبشرية أن تعيد النظام للعالم من جديد . إن المجتمعات المركزية كبيرة و متوسطة الحجم و التي لا تمتلك قوى ذاتية كبيرة مثل كثير من دول العالم النامي كمصر و إندونسيا و الهند ، هي أحوج المجتمعات إلى توفير نماذج قوية من الدولة القومية ، فبدونها تتعرض تلك المجتمعات للتدمير ، أما لماذا تواجه الدولة في الوقت الراهن أزمات عديدة تهدد وجودها ذاته لصالح لاعبين جدد ، فهناك العديد من الأسباب . 1- علينا أن نتذكر أن نموذج الدولة هو مغامرة فريدة في التاريخ لم تتكرر خارج أوروبا ، هذا النموذج جرى تعميمه في العالم ،و لكن غالبا بدون تحقيق النضج الحضاري الضروري لتبنيه ، لقد اكتسب النموذج قوته أساسا بسبب تعميمه نتيجة للنفوذ الغربي ،و مع ضعف هذا النفوذ أصبحت الدولة القومية مطالبة بالثبات نتيجة قوتها الذاتية و هذا لم يتحقق في كثير من الحالات . 2- فكرة الدولة القومية غير راسخة في عقلية كثير من الشعوب خاصة في آسيا و إفريقيا ، و الحديث عن شيء قريب من العقد الإجتماعي على النمط الذي وضعه هوبز Hobbes و صاغة جان جاك روسو يبدوا بلا معنى في الشعوب الإسلامية الأصولية مثلا حيث النص لا الفرد هو محور المجتمع ، فالإنسان في تلك المجتمعات يعطي ثقة محدودة في الدولة التي يكتفي غالبا بالغناء لها و تحية العلم ، و لكنه لا يجد نفسه سوى داخل شبكة الإنتماء الجماعية الخاصة به ، كالقبيلة و العشيرة و الطائفة الدينية و الإقليم ، و يؤدي تعدد الإنتماءات إلى عرقلة ممارسة الدولة للسلطة و السيادة و احتكار ( العنف المشروع ) . 3- تعارض نموذج الدولة مع الثقافات المحلية القوية كما هو الحال بين اليهود و المسلمين ، ففي تلك المجتمعات يظهر فهم خاص للسياسة باعتبارها أداة لممارسة الدين ، و هذه الرؤية تؤدي إلى معضلة غير واضحة لدى معظم السياسيين و المفكرين و بالطبع غير مفهومة مطلقا لدى العامة ، أمام تلك المعضلة هناك حلان : الأول هو إعطاء الأسبقية للثقافة المحلية سواء بشكل إيحيائي كإيران أو بشكل تقليدي كالسعودية ، أما الحل الثاني فهو تبني الطبقة الحاكمة للمارسات السياسية و الدبلوماسية الغربية ( المعولمة ) مخاطرة بعدم فهم الجماهير لها ووصمها كسلطة خائنة و عميلة أو كافرة ، وهذا هو الحال السائد في مجتمعات أصولية ذات سلطة شبه علمانية مثل مصر و باكستان و الجزائر ، في هذه الحالة تتاح الفرصة لنشأة كيانات فرعية مستقلة كثقوب سوداء خارج سلطة الدولة تلعب بأوراقها الخاصة على المسرح الدولي ،و لعل أوضح الأمثلة هي حركة الإخوان المسلمين في مصر و تنظيم القاعدة السعودي . 4- إنتشار اللاعبين الذين يفلتون من سيادة الدولة بحكم الواقع ، و هؤلاء يزدادون بقوة ثورة الإتصالات و عولمة الإعلام ،و هناك أمثلة عديدة لذلك فكثير من أقباط المهجر يشكلون تجماعات و مراكز ضغط خاصة بهم و تحاول أن تؤثر على مجريات الأمور في الوطن القديم . 5- التدفقات المستمرة من الأفكار و الأيديولوجيات و القيم و المعايير و التدفقات الثقافية الدينية و الفكرية ،و قدرتها الهائلة على اختراق الحدود و الإفلات من رقابة الدول ، بل و من البنية الأساسية للنظام الدولي ، كما نشاهد في انتشار دعايات القاعدة رغم تجريمها في كل الدول تقريبا ، و صاحب ذلك ظاهرة تبدوا محيرة هي قدرة الفرد على أن يلعب دورا بارزا في مجال العلاقات الدولية ، هذه القدرة تزداد سهولة باستمرار بينما تزداد قدرة الدولة على السيطرة والرقابة صعوبة ، مما يتيح للأفراد أو بعضهم مواردا تجعل منهم لاعبين مهمين على المسرح الدولي ، ومن أوضح الأمثلة حالة مثل ابن لادن و الظواهري و القرضاوي . 6- أن الدولة تفقد قوتها و ربما هويتها حتى في الغرب ، فالدولة كأي مؤسسة إجتماعية أخرى نشأت لكي تلبي احتياجات زمنية بعينها ، و لكنها ليست حلا نهائيا فلا يوجد مثل ذلك الحل النهائي ، سنلاحظ أن الدولة كمؤسسة أخذت تنمو منذ تأسيسها و تمد ظلها إلى مجالات عديدة أمنية و إجتماعية و اقتصادية ، حتى وصلنا إلى دولة الرفاه كنموذج أقصى من نمو الدولة ،و لكن هذا الدور أخذ يتناقص باستمرار تاركة مهامها للحيز الخاص ، و يعود ذلك لأسباب عديدة منها عدم مصداقية الدولة إقتصاديا و عدم قدرتها على التصدي للتأثيرات الإقتصادية للعولمة أو التحكم في البورصات ، أما في المجتمعات النامية فقد وجهت الدولة بالفساد و الأنشطة الإقتصادية الغير رسمية . 7- تفاقم الإرهاب الدولي و فشل الدولة في التصدي له في كثير من الحالات كما يحدث في العراق ،وهذا يؤدي كثيرا إلى كسر الإحتكار الأمني للدولة ،و تشجيع ترتيبات الحماية الخاصة و المحلية كما يحدث في ( صحوة العشائر ) في المناطق السنية في العراق ،وكما حدث كثيرا في الجزائر و أمريكا الجنوبية عن طريق تسليح السكان المحليين و تشجيعهم على تشكيل ميليشيات للحماية من الأعمال الثورية / الإرهابية . يبقى اأن نؤكد أنه طالما كان النظام العالمي يبتعد باستمارا عن النمطية التقليدية ،و ان هناك الكثير من المستحدثات سواء المؤكدة او المحتملة ، فعلينا أن نعيد بناء معرفنا و أساليب فهمنا و تناولنا للحقائق و الظواهر حولنا ، و يبقى الحوار العقلاني هو أفضل اداة للوصول إلى الحقيقة أو قريبا منها . تصــــدع العالم . - قطقط - 01-03-2008 Array أزمة الدولة القومية .
فمع تعدد اللاعبين يبدوا النظام الدولي وقد أصيب بحالة من الفوضى الضاربة و النتيجة هي أنه بالرغم من أن النظام العالمي و على عكس المتوقع – من وجود قوة عظمى واحدة- يتجه إلى الفوضى و مظاهر الإنفجار و ليس إلى الإنضباط و السيطرة [/quote] النظام العالمى ليس فى فوضى .. أمريكا واوروبا وألمانيا واليابان فى وضع ثابت من فترة طويلة ( وإن كان هناك تدهور بسبب الإلحاد والإباحية ) ، والمعسكر الشيوعى سابقاً يمتلك التصنيع والزراعة والعلم لكن لا أعلم عن وضعه الإقتصادى الصين اقامت دولة العبودية الصناعية وتغرق العالم بالسلع المشكلة فى أفريقيا وفى العالم الإسلامى .. الدول البترولية فى خير حال لكن المشكلة أن كثرة الأموال ستتسرب للأصولية مما سيؤدى لزيادة الحماسة الدينية الإسلامية وبالتالى زيادة الحروب ، وربما يؤدى كثرة المال لشراء كثير من السلاح الذى سيغريهم ببدء حروب جديدة ، وكذلك هناك ميل لعودة النظم الإسلامية الصرفة كما هو الحال فى إيران ومصر ، وهذه النظم الإسلامية ستندفع لحروب جديدة ( غالباً ضد إسرائيل ) الفوضى الموجودة هى فى مجال البيئة من إبادة الغابات وتسميم المياه والهواء والإفراط فى الصيد تصــــدع العالم . - Awarfie - 01-03-2008 مقدرا أهمية مداخلة الأخ أوارفي :redrose:. تسلم يا غالي :97: أحب أن أتوقف عند جزئية أراها هامة بالفعل، و يمكننا صياغتها في شكل قضية لتكون : الدور الأمريكي في إنتصار الديمقراطية نتيجة حروبها الكبرى السابقة سواء العالمية الثانية أو الباردة ، و ما تمثله المانيا و اليابان و دول شرق أوروبا كنماذج لهزائم عسكرية و استراتيجية تحولت لإنجازات ديمقراطية و تنموية بفضل التدخلات و الثروة الأمريكية و إمكانية تكرار ذلك في المنطقة العربية ( العراق مثالا ) . أولا لا أنكر الدور الأمريكي في دعم الديمقراطية في العالم الغربي و آسيا ، فيكفي اعتراف أعداء أمريكا السابقين بهذا الدور و بينهم شعوب بوزن الألمان و اليابانيون ، و لكني سأردف مؤكدا أن التدخلات الأمريكية في البلدان الإسلامية لم تكن ناجحة بل جائت سلبية و مدمرة لفرص الحداثة و التنوير . لن أتوقف عند الجوانب الأخلاقية و الثقافية ، فتلك أمور خلافية ربما تستغرقنا طويلا ، --------------------------------- ليتك تركت لنا امثلة او براهين . و لكن أركز على الإعتبارات المادية الصلبة ، سنجد أنه في أوروبا و اليابان كانت هناك كوادر متعلمة و إدارية راقية و تراكمات علمية و تكنولوجية يعتد بها ، و بمجرد هزيمة تلك الدول و سقوط الأنظمة السياسية بها ، لم تسقط الدولة ذاتها بل سرعان ما تقدمت عناصر جديدة أفضل من سابقتها لقيادة الدولة و المجتمع ، تلك العناصر تمكنت من النهوض بالمجتمع من جديد و تحقيق إنجازات مبهرة مستعينة بالموارد الأمريكية ، بينما تفتقد الدول الإسلامية كل ذلك ، فليس هناك علم ولا علماء و لا تراكمات حضارية من أي نوع باستثناء بعض منتجات التحديث المشتراة بثمن باهظ ، -------------------------------- لا ضرورة للتحدث ميتافيزيقيا ، و لنبقة قيد الواقع الحسي ز فالتجربة التونسية كما و التجربة الجزائرية و يمكننا ذكر التجربة الموريتانية ايضا لنثبت بان الديموقراطية يمكن ان تقوم في بلد لا يحتاج الى كل تلك " كوادر متعلمة و إدارية راقية و تراكمات علمية و تكنولوجية يعتد بها.. " فبمجرد إنهيار غطاء السلطة في العراق مثلا انهارت الدولة كلها و تعرى المجتمع الذي كشف عن هشاشة حضارية ووطنية لا تصدق ، ------------------------------------ لا شك لدي في انك تعلم بان سقوط نظام سياسي ، كما في العراق ، ترك فرصة لتراكمات حقد و كيدية ، مختزنة منذ قرون ، تحت شعار الضيم التاريخي . و هذه حالة خاصة بالنسبة للواقع العراقي ، لا يشاركه فيها اي واقع عربي او اسلامي آخر . و هذا ما لا تتحمل امريكا وزره !! نفس الموقف يتكرر في أفغانستان. ----------------------------------- كانت افغانستان رأس حربة حقيقية للخصومة التاريخية بين امريكا و الاتحاد السوفييتي . و كانت بحكم الواقع الاسلامي فيها مؤهلة لان تقف ضد الشيوعية لصالح الامريكيين . و بما ان الهدف الامريكي الاسمى ابان تلك المرحلة كان اسقاط الشيوعية ، فلا غرو ان امريكا استخدمت ، الدين الاسلامي و الغباء البن لادني - الطالباني ، وقودا لحربها ضد النفوذ الشيوعي . لكن ما ان غادر الروس أفغانستان لم تكن امريكا من دفعت الطالبان ليقفوا ضد كل ما هو حضاري في هذا المرحلة من تطور البشرية ، فدفع الافغان ثمن اقترفته عقلية الطالبان من مساوىء . و كالعادة تدفع الشعوب ثمن اخطاء قادتها ! و الصومال. -------------------------------- وضع الصومال لا يختلف كثيرا عن وضع أفغانستان سوى ان الصومال تحولت بفعل حربها الاهلية مركزا لمنظمات القاعدة ! و لبنان . ----------------------------- ما ذنب لبنان الجميل ان عكر ياسر عرفات صفو حياته بحجة الكفاح المسلح و التحرير التدريجي . ما ذنبه ان اتفقت امريكا و اسرائيل و العرب بما فيهم سوريا على اخراج ذلك المشاغب من لبنان ؟!!! ما ذنب لبنان ان تطوعت سوريا للقيام بذلك بحجة ايقاف الحرب الاهلية ؟!! ما ذنبه ان تمسكنت سوريا الى ان تمكنت من الامساك باعناق اللبنانيين و ارزاقهم و ارواحهم ؟!!! ما ذنب اللبنانيين ان بدات سوريا تشيع ان لبنان هو جحزء منها كما فعل صدام في احتلاله للعراق ؟!! ما ذنبهم ان راحت سوريا تغتال رجال الفكر و السياسة و اخيرا قادة عسكريين في لبنان ؟!! كان لبنان الدولة العربية الاكثر حضارة ، و الاكثر حداثة ، و الاكثر ديموقراطية قبل ان يصل عرفات اليه و قبل ان يحتله حافظ الاسد و قبل ان ينشب بشار الاسد انيابه بجلود و اعناق اللبنانيين و يقسمهم الى وطنيين عملاء له و لايران ، و آخرين الى صهاينة عملاء لامريكا . ما ذنب امريكا في كل هذا !!!! و فلسطين. ------------------------------- أليست امريكا هي من ضغط على محجمود عباس لكي يقيم انتخابات وطنية تشمل كافة القوى الفلسطينية ، مما ادى الى وصول حماس الى السلطة ؟ هل هذا دور امريكي قذر ؟ هل امريكا دفعت حماس لتنعزل في غزتستان !! و دعمتها بالاموال ، ام سوريا و ايران ؟!!! و تقريبا في كل مكان آخر في العالم العربي و الإسلامي ، -------------------------------- دعنا من تلك التقريب ، فهي تكثر من التبعيد ! اليوم شعار امريكا هو نشر الديموقراطية ، حتى ولو انها قصرت في ذلك فانظمتنا شجعت على تقصيرها . و امريكا هي من ضغطت على الدول العربية لتغيير مناهجها التعليمية الارهابية ز وهي من ضغطت على مبارك كي يقيم نوعا من الديموقراطية فسمح بانتخابات فاز بموجبها الاخوان المسلمون بمقاعد وفيرة في مجلس الشعب . فهل هذه جرائم امريكية ؟!!! و امريكا نفسها تضغط على مبارك كي يخفف من استبداده و يسمح بمزيد من الديموقراطية في مصر . و انت ادرى مني بالشؤون المصرية ! هناك عامل آخر ربما لا يكون ظاهرا ، فاليابانيون مثلا يؤكدون في كتاباتهم و لقاءاتهم على الدور الحيوي الذي لاعبه مواطنوهم الذين عاشوا في الغرب و أمريكا في نقل القيم الليبرالية و الروح الديمقراطية بالإضافة إلى العلوم و التكنولوجيا إلى بلادهم ،و أنهم قاموا بدور الرابطة التساهمية بين بلادهم و الحداثة في الغرب ، بينما نجد دور العرب الذين يعيشون في الغرب سلبيا ،و أنهم غالبا أكثر تعصبا و انغلاقا ------------------------------------- الا ترى في هذا الكلام بعض التعميم غير الموضوعي ؟!!!! و كثير منهم ينشطون في العمليات الإرهابية و تأييد القاعدة ، هذه الظاهرة في حاجة بالفعل لدراسة جادة منفصلة . ------------------------------------ القسم الثاني من العبارة يجعلني استنكف عن التعليق عليها . سوى هل ذنب امريكا هو انها ترفع شعار القضاء على الارهاب ، بان نحملها مسؤولية نفر من متعلمينا يتعاملون مع القاعدة ؟!!!! أخلص من هذا أن على أمريكا و الغرب أن يعيدا تقدير موقفهما بشكل جذري ، فما نجح بامتياز في العالم كله تقريبا فشل بدرجة ضعيف جدا في شعوب عالقة في بحار بعيدة ربما بلا أمل في العودة ، ------------------------------------- اذا فانت تقول لامريكا و الغرب : تخلوا عن شعار دعم الديموقراطية ، ولو بتقصير ما ، و تخلوا عن مكافحة الارهاب ، و دعوا الشعوب العربية و الاسلامية و الافريقية .... الخ ترزح لقرون قادمة تحت نير انظمتها و فتاوي سلاطينها !!!!!!!!!!!!!!!! ولك كل التقدير لصبرك الطيب علي . .[/color] [/quote] :Asmurf: تصــــدع العالم . - Awarfie - 01-03-2008 مع احترامي لما يمثله قول برتران بادي ، الفرنسي الفرانكوفوني ، للعزيز بهجت ، فاني لن اتردد في انتقاد فكرته و القول بان التاريخ لم يعرف مرحلة من الاستقرار اوسع من عصرنا هذا ، اذ لو عدنا الى الوراء خمسين عاما او ابعد بكثير ، و استعنا بالتاريخ ، لاكتشفنا مقدار الفوضى التي كان يعانيها العالم في ذلك الوقت . مرت التشكيلة الاجتماعية الانسانية بمراحل مختلفة عبر تطور الفكر الانساني و الحضارة بشكل عام . و تنشا مؤسسات معينة كالقبيلة و الامارة و المملكة و الامبراطورية بشكل حتمي تبعا لتغير وسائل الانتاج و نمط الانتاج في بلد ما او في دولة ما . لهذا نجد ان القبائل لم تكن حكرا على مجتمع بعينه في أي عصر . كما نجد ان الامبراطوريات ظهرت في اكثر من مكان ، و كذلك الامر بالنسبة للدول القومية . فاي تطور حضاري ينشا ، في مكان ما ضمن التشكيلة الحضارية للبشرية ، ينتقل حتما ليعمم في بقية الاماكن . و قد يسبق احد المجتمعات غيره في الانتقال من مستوى حضاري الى آخر تبعا لشروط يتقدمها الوضع الاقتصادي عادة . وقد ترافق ظهور الدولة مع ظهور مبدا الحقوق الفردية و حقوق المنظمات مما ادى الى تهذيب الدولة القومية و الضغط عليها لتتخلى عن كثير من سلبياتها تجاه الفرد فيها ( المواطن ) . و ادى هذا الى بروز مفهوم حضاري سامي جديد هو مفهو م المواطنة ، الذي يعتبر بحق من افضل الانجازات الحضارية على المستوى السياسي . مع تاكيد الحقوق الانسانية بانواعها الكثيرة من حق الفرد الى حق الجماعة الى حق الدولة ... الخ بدانا نلاحظ للمنظمات الاهلية مثل منظمات الحقوق المدنية و منظمات الدفاع عن المساجية و الاسرى و الاطفال و البيئة الى منظمة الامم المتحدة... الخ دورا كبيرا يتزايد و يبشر بالخير المستقبلي . و هذا يدل على ظهور نموذج دولي متقدم حضاريا ، لولاه لكانت امريكا ضربت ايران بصواريخها النووية و كفت جنودها في العراق و معهم بقية العرب شرها الى الابد !!!! فمن تكلم عن عودة الاقطاع لم يقرا التاريخ و لم يفسر اسباب ظهور التشكيلات الاجتماعية ، و الا لما تكلم بتلك العقلية المبتذلة تاريخيا و اجتماعيا !! و لولا تسلم الامبراطورية الامريكية دفة العالم لكانت الفوضى تعم كل دولة من دوله دون استثناء . فالصين ستبتلع تايوان ، و مصر تبتلع السودان ، و سوريا تبتلع لبنان ،.... الخ . و كل دولة قوية تجاور دولة ضعيفة ستذيقها الامرين . لكن ما يلفت النظر هو ان هناك من يتحدث عن ازمات تهدد وجود دول ، دون براهين على ذلك . لكن ان كان يقصد بتلك الازمات ذلك الصراع داخل كل دولة على المصالح ، فهذه مسالة تاريخية ، و ليست بجديدة منذ بداية عصور التاريخ . و كانت القوى التي تكسب الصراع تحافظ على الدولة و الا فما فائدة الصراع مع قوى أخرى . و قد يظن البعض ، متأثرا باقوال صحف و اذاعات ، بان صراع المتنافسين بين القوى اللبنانية سيزيل لبنان من الخارطة ، لكن هذا ليس الا وهم . فما ادى الصراع يوما بين قوى اساسية داخل دولة ما الى ازالتها . و خير مثال على ذلك اسوقه من جعبة التاريخ الروسي . فالشيوعية دأبت منذ عهد ماركس على تكرار فكرة ازالة الدولة و تحطيم العائلة و سيادة ديكتاتورية البروليتارية . و عندما حصل الشيوعيون على السلطة في روسيا ، فعلوا عكس ما نادوا به تماما . اذ خضعوا للضرورة التاريخية بدلا من تطبيق مقولاتهم الطوباوية . فحافظوا على بقاء الدولة ، و شجعوا على التنظيم الاسري ، و نادوا بالوطن الاممي ، و ظلت ديكتاتورية البروليتاريا مجرد لعب على الكلمات ، لكن الدولة بقيت رغما عن انوفهم و انوف خصومهم في ذلك الوقت ،أولئك الذين صدقوا المقولات الشيوعية و جذعوا كثيرا لما قد يقوم به لينين بعد اسقاط النظام القيصري . و انا لست اجد تعارضا بين نموذج الدولة من ناحية و الثقافات المحلية من ناحية اخرى . فاشد المسلمين تطرفا ينادي بدولة اسلامية . و اشد اليهود تطرفا ينادي بدولته ايضا ... الخ . اذا لا احد ينكر وجود الدولة القومية ، ولا احد يمكنه حاليا ان يزيل فكرة الدولة من قاموس تفكيره . فوجود الدولة هو احدث فكر تنظيمي على مستوى الجماعات الواسعة قادر على حل مشاكل تلك الجماعات و تدبير امورها . ولن يختفي ذلك النموذج ما لم يظهر نموذج بديل ،بحيث يكون اكثر مرونة و فاعلية في تنفيذ مهامه الحضارية ، لصالح كل مجتمع من المجتمعات . لا يمكن لاحد ان يفلت من سلطة الدولة . انها قدر الله على الارض . اما كون وجود بعض المعارضين في بلاد اخرى يعملون ضد توجهات تلك الدولة او ينتقدون مسلكها السياسي فذلك شيء لم تخلو منه اية انظمة سياسية في تاريخ البشرية منذ عهود الملوك السابقين او الامبراطوريات القديمة أو الحديثة . و الناس لم تكتشف تنظيما اسمه الدولة بين عشية و ضحاها ، بل تطور مفهوم الدولة وما زال منذ قرون و حتى هذه اللحظة . فالدولة تتطور و تتغير الى ان يصبح ترقيعها مستحيلا فيتم استبدالها كليا بنموذج عملي اكثر رقي و حضارة . اما حول علاقة الدولة بالارهاب فيعود الى ظروف كثيرة لا يمكن ان نغفلها . فالصراع بين القوى داخل تلك الدولة هو الذي يسمح للارهاب بالتمادي او بالانحسار . ولو اخذنا دولة العراق ، ما بعد سقوط سيء السمعة صدام ، للاحظنا ان الارهاب في اوجه ، كان مترافقا مع الغضب السني لضياع ايام العز و خسارة الامتيازات و التغول الشيعي على السلطة . لكن الارهاب بدا ينحسر و يضعف بعد توصل القوى السنية من ناحية و الشيعية من ناحية اخرى الى تفاهمات و توافقات ترضي الطرفين ، و كان الشهر الماضي دليلا اكيدا على ذلك اذ انخفض عدد قتلى الارهاب بنسبة 75 % . و يعود ذلك الى توافق السنة و الشيعة ، مما جعل السنة تسمح بالقضاء على الزرقاوي، و فيما بعد على اقامة مجالس الصحوة السنية ، التي جعلت منظمات القاعدة هي العدو الاول لها في العراق . و نسي السنة انهم كانوا يحملون الاحتلال الامريكي يوميا مسؤولية القتل و الاغتيالات ، و تحولت ايران بقدرة قادر الى العدو الثاني . اما العدو الثالث فهو قيد الانتظار في سلم التقويم السياسي ، حسب المرحلة القادمة من التوافقات بين القوى العراقية . ولو تسنى للقوى العراقية ان تتخلى عن احقادها التاريخية و تقبل بما يمليه عليها الواقع الحالي من تفاهمات و تنازلات من الطرفين لكان للدولة العراقية الحديثة شان كبير فيما يتعلق بالتطور الحضاري لها و لبقية دول المنطقة . تحياتي. :Asmurf: تصــــدع العالم . - حسام يوسف - 01-03-2008 بهجت يقرر بعض الامور التى لا اراها مقررة باى حال فلا الراديكالية اليسارية انتهت ولا الاشتراكيين الاوروبيين تحولوا عنها ولا الاحداث التارخية لم تكن متوقعة ولا العالم الان لا يتوقع تغيراته ولا شئ جديدمفارق لكى نحتار فحركة التطور التاريخى تستمر بشكلها المتوقع علميا من الراسمالية الى الامبريالية بمراحلها الموحدة عالميا اكثر واكثر وبما فيها ما اشار له بهجت بتجاوز مرحلة الدولة القومية والتى هى شئ جيد وطبيعى ومن يراه ازمة لا يرى التطور فى سيرورته ويصور التحول وكانه ازمة هو ازمة فقط عند من يؤمن بالثبات فما الجديد الداعى للاضطراب ان هذا الموقف ياتى من جانب لا يريد الاخذ بعلمية دراسة التاريخ فلا يريد فهم التغيرات فى اطارها العلمى لو فعلت يا بهجت لرايت العالم كما نراه يتطور فى مسار متوقع وطبيعى هذا بشكل عام حول الموضوع المحورى للنقاش تفصيليا هناك العديد من المغالطات تم تمررها ضمنيا لوصف احداث تاريخية وكانها حقائق و ساعود لها تفصيليا تصــــدع العالم . - بهجت - 01-03-2008 Array ( النظام العالمي القائم هو مجموعة من الترتيبات المشوشة و يفتقر إلى الصفة القانونية ) ميريل دلماس-مارتي . [/quote] عزيزي قطقط .:97: Array النظام العالمى ليس فى فوضى .. أمريكا واوروبا وألمانيا واليابان فى وضع ثابت من فترة طويلة ( وإن كان هناك تدهور بسبب الإلحاد والإباحية ) ، والمعسكر الشيوعى سابقاً يمتلك التصنيع والزراعة والعلم لكن لا أعلم عن وضعه الإقتصادى الصين اقامت دولة العبودية الصناعية وتغرق العالم بالسلع المشكلة فى أفريقيا وفى العالم الإسلامى .. الدول البترولية فى خير حال لكن المشكلة أن كثرة الأموال ستتسرب للأصولية مما سيؤدى لزيادة الحماسة الدينية الإسلامية وبالتالى زيادة الحروب ، وربما يؤدى كثرة المال لشراء كثير من السلاح الذى سيغريهم ببدء حروب جديدة ، وكذلك هناك ميل لعودة النظم الإسلامية الصرفة كما هو الحال فى إيران ومصر ، وهذه النظم الإسلامية ستندفع لحروب جديدة ( غالباً ضد إسرائيل ) الفوضى الموجودة هى فى مجال البيئة من إبادة الغابات وتسميم المياه والهواء والإفراط فى الصيد [/quote] أجمل ما في مداخلتك أنها تعارض الفكرة المحورية للموضوع وهي القائلة بالفوضى في النظام الدولي و بشكل مبدئي ، و بالتالي ستعطينا الفرصة كي نناقش الفكرة ذاتها بشكل أكثر عمقا . بداية أتفق معك أن هناك مؤشرات عكسية تدعم فكرة النظام الدولي ، فهناك مجتمعات قوية بشكل فائق ،و هناك إدارة جماعية للسوق تضطلع به مجموعة السبع G7، و هناك جهود كبيرة لبناء أنظمة أمنية من خلال الإتفاقيات و المعاهدات ، فلماذا إذا أتبنى الرأي الآخر القائل بوجود فوضى في العلاقات الدولية ؟. لنتفق أولا أن لكل نظام إجتماعي نقاط قوته و ضعفه ، و يكون الضعف على حالتين إما أن يكون مؤقتا نتيجة تغيير عنيف أو بشكل دائم ،و النظام العالمي ليس استثناء من القاعدة ، علينا أن نتفق أيضا أن الفوضى في النظام تعني نقص القواعد المقبولة على نطاق واسع من الجميع و ليس ضعف مكونات هذا النظام ، وفقا لقناعتي فإن النظام العالمي يشهد نوعا من الفوضى نتيجة أننا نعيش في فترة تحولات كبرى ، و نتيجة تلك التغيرات هناك ضعف واضح أصاب إطار الدولة حتى في المجتمعات القوية الناجحة ، هذا الضعف ينتج أساسا لوجود ( مساحات إجتماعية خاوية ) دون انتماء سياسي و دون سيطرة من جانب الدولة ، تلك المساحات تتسع في كل مكان و تصبح فوضوية بالطبيعة ، أما على المستوى الدولي فالفوضى ناتجة عن تعذر تحديد الوحدات التي يتكون منها المجتمع العالمي و بالتالي افتقاد القواعد المنظمة لعلاقاته بشكل محدد و دقيق ، كما لم يعد هناك مركز تنظيمي يحظى بالمصداقية و يتكامل داخله الجميع . لمزيد من التوضيح يمكننا تفسير تلك الفوضى من زاويتين: الأولى هي الزاوية القيمية و القانونية و الثانية الزاوية العملية سواء في المجال السياسي أو الإقتصادي و البيئي . في الجانب القيمي/ القانوني، سنجد أن هناك المفكرون الذين يعتنقون رأي كانط في إمكانية ظهور ضمير كوكبي قائم على أساس حقوق الإنسان ،و إمكان تحقيق النظام خلال إلتزام الجميع بقيم عالمية ، و لكن هذه الفكرة تراجعت بشدة في طوفان التمردات الثقافية و تنافر اللاعبين ،مما يجعل إمكانية وجود ضمير جماعي حاليا ضربا من الأوهام ، و حتى من المنظور التاريخي سنجد آلاف من القواعد التي ظهرت لتنظيم العلاقات الدولية ثم تغيرت بعد ذلك ، إن النظام الإجتماعي كما هو الحال في النظام الدولي لا يظهر بشكل طبيعي ، و لكنه سلعة يجري تسويقها بعد أن يتراضى عليها اللاعبون الأساسيون ، و تكمن قوة النظام الدولي في كونه قيدا مقبولا من الجميع و أنه يتلائم مع الظروف السائدة ، فحتى إدراك وحدة المصالح في حد ذاته لا يكفي لوضع نظام مشترك ، أما ما جعل النظام الدولي ضعيفا فهو الافتقاد إلى المعايير المشتركة ، و تناقض المصالح سوى من الجانب السلبي المتمثل في الحد من العنف و الفوضى ، و النتيجة أن هناك في الوقت الحالي نوع من التعايش بين نظم قانونية متعددة تتصادم و تتعاون في نفس الوقت ،و لكن هذا النظام القانوني الهش لم يعد يقوم بوظيفة التنظيم ، و يفقد القانون الدولي الآن جانبا كبيرا من الحشد المطلوب توفيره حول أهداف عقلانية مشتركة ، هناك أيضا المعايير المزدوجة ، فإذا كانت القاعدة لا تطبق على نطاق واسع ، و أن هناك استثناءات فجة مسموح بها كما هو الحال مع إسرائيل فإن فكرة ضبط النظام العالمي ستصبح فكرة هزلية . في الجانب العملي نلاحظ بوضوح كما هو الحال في روسيا و يوغسلافيا السابقة و إفريقيا و منطقة الشرق الأوسط أن المرجعيات الجماعية السابقة تتداعى و أنه لم تعد هناك قواعد ملزمة ، و تبدوا المعالم و الثوابت السابقة وقد عفا عليها الزمن دون أن تظهر بوضوح أي قواعد جديدة ، الأخطر من ذلك هو غياب أية مراكز تنظيمية جديدة ذات مصدقية ،و بالتالي تزداد حدة التراجع إلى النظريات الإقليمية ،وهذا يؤدي إلى تفاقم الإنقسامات و استعصاء الحل ، و على الصعيد الدولي تبدوا العواقب واضحة ، فالفوضى تحول دون التنبوء بطبيعة العلاقات التي يمكن أن تنشأ بين المجتمعات و إمكانية تنظيمها في المجتمع الدولي ، ولم يعد واضحا من يملك سلطة اتخاذ القرارات الكبرى و إصدار الضمانات و قبول الإلتزامات و ضمان احترامها ، فما أسهل أن يصبح العالم على شفا الهاوية نتيجة تصرفات لاعب ثانوي مثل كوريا الشمالية أو إيران نتيجة إمتلاك سلاح نووي أو غيرها من أسلحة التدمير الشامل ، هناك الإستخفاف بالشرعية الدولية و تهميشها التي دفعت دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية إلى غزو العراق بدون أي تفويض دولي ،و بالرغم من معارضة أقرب حلفائها في حلف الأطلنطي . على الجانب الإقتصادي .. إن بناء نظام اقتصادي مستقر يفترض استمرار التفاوض بين أكفاء بشأن المشاكل المترابطة ، كالتجارة و الديون و النقد و المساعدات و أسعار الخامات ، و لكن مثل هذا الحوار لم يبدأ قط بالشكل الذي تتمناه الدول النامية في الجنوب تحت مظلة المساواة في حق التعبير ، على النقيض من ذلك ففي المركز من المسرح الدولي توجد مجموعة محدودة من الدول الصناعية الكبرى و حفنة من اللاعبين الإقتصاديين الكبار حول العالم ، وهم يتحاورون فيما بينهم بمعزل عن الآخرين ،و يطرحون حلولهم على سائر دول العالم للتنفيذ ، وهم يديرون الأزمات بعد حدوثها و بدون أي تطلعات مستقبلية ، كمن يبحر وسط الأعاصير بلا بوصلة سوى شعارات من نوعية الحذر و عدم الثقة في الآخرين ، و هذا الممارسات لايمكن أن ندعوها تنظيما ، بل يغلب عليها الفوضى الناجمة من التنافس الحاد بين اللاعبين . تصــــدع العالم . - قطقط - 01-04-2008 الأخ بهجت الموضوع عندى بسيط وهو ثنائية الخير والشر ، والحق والباطل وتاريخ العالم هو صراع بين الإثنين ، الذى سينتهى بغلبة رب المجد وإختفاء أعداؤه ورافضيه فالمسيحية تمثل الحق ، وباقى الأديان تمثل الباطل الإسلام خصوصاً يسعى للسيطرة على العالم ، وربما سينجح فى غرضه لوقت قصير قبل أن بنكمش ويتلاشى ، وستظهر مملكة مسيحية فى العالم كله وستستمر حتى النهاية ، وكذلك بعد النهاية تصــــدع العالم . - بهجت - 01-04-2008 Arrayالعربي الذي يتقبل الطاغية المحلي بخنوع ، سيكون بالغ الشراسة في قتال الأجنبي حتى لو توخى مساعدته .[/quote] الأخ العزيز أوارفي .:redrose: تحية و تقدير .:yes: أشكر أن أتحت لي الفرصة كي أعيد طرح قناعاتي حول الدور الأمريكي في المنطقة العربية بهدوء ، فعادة يكون الحوار حول أمريكا و دورها في العراق عصبيا و أيديولوجيا ،وكلاهما طريق رائع لإفساد الحوار ، بداية أؤكد للزملاء أني لا أسعى لكسب نقاط في هذه القضية ولا غيرها ، بل يسعدني بالفعل أن أسمع كل الآراء المخالفة بل أقواها ، خاصة ممن لهم معلومات الأخ أوارفي و إهتمامه بالقضايا العربية ، و أنني أستفيد يقينا من مختلف وجهات النظر حتى لو أثبتت النتائج صحة أفكاري المبدئية ، فالحقيقة كما أعتقد توجد في مكان ما بيننا جميعا ولا يحتكرها أحد . لنتفق أن أمريكا ليست دولة كبرى فقط بل هي الدولة الوحيدة العظمى الآن ، و أنها القائد المعترف به لتحالف الثقافات الأقوى في العالم ، هذا يضع عليها مسؤوليات استثنائية ، و بهذا أيضا تصبح معايير النجاح و الفشل أكثر حدة ، كي نحكم على الدور الأمريكي في المنطقة خلال العقود الأخيرة ، يكون ذلك خلال أهداف أمريكا و مدى نجاحها في تحقيقها و الثمن الذي دفعته لذلك و جدوى ما فعلته لأمريكا نفسها و لشعوب المنطقة ، ستجد أننا بذلك لا ننظر للأمور نظرة أخلاقية أو ميتافيزيقية كما تعتقد بل نظرة عملية بحتة . أهداف أمريكا المعلنة ألخصها من وجهة نظري في: أمن إسرائيل و تأمين منابع البترول و استمرار تدفقه لتغذية الإقتصاد العالمي ،و تأمين علاقات إقتصادية وثيقة بسوق الشرق الأوسط بما ذلك إمتصاص الفوائض النقدية البترولية و توظيفها في الإقتصاد الأمريكي ،و أخيرا برزت مهمة القضاء على الإرهاب الإسلامي في منابعه الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط ، أما وسائل أمريكا فهي النفوذ السياسي و قوة إسرائيل كقاعدة عسكرية متقدمة و أخيرا أيضا التواجد المباشر في المنطقة بإستخدام القوة العسكرية و التلويح بها . لو نظرنا ما هي النتائج التي حصلت عليها أمريكا اليوم فلن نجد الكثير ، أمريكا لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها ، لقد خسرت أمريكا مصداقيتها و تريليونين من الدولارات و عدة مئات من الأكفان ، كي تسيطر على كابول و المنطقة الخضراء في بغداد ، تاركة باقي المناطق في أفغانستان و العراق لإنفجار طائفي و عرقي عنيف ،وصل في العراق لحدود الحرب الأهلية أو ما هو أسوأ ، و في النهاية تهدي العراق لعدوتها اللدود إيران كي يحكمه أصدقاءها ، أما إسرائيل فهي أبعد عن الأمان من أي فترة في تاريخها الدموي . في باقي دول المنطقة لا يتوقع أحد من أمريكا العظمى النوايا الحسنة فقط ، بل تحقيق إنجازات على الأرض و الحفاظ عليها ، عندما تدفع الدولة الأعظم لبنان للتخلص من النفوذ السوري ، لا نتوقع أن تترك اللبنانيين للركلات السورية واستلاب السيادة بواسطة رجل دين مثل حسن نصرالله ، عندما تضغط أمريكا من أجل التسريع بالديمقراطية هنا و هناك في مجتمعات غير مهيأة لها ، لا نتوقع أنها تلهو بشيء مثل الفوضى الخيرة ،و لكن نتوقع أن تكون قد درست بعمق و مهارة النتائج ،و أن مثل تلك الديمقراطية ستحقق أهدافها و لن تستحيل إلى نوع من الفوضى المدمرة كما حدث في العراق و فلسطين و لبنان ، و في النهاية تشارك في تحمل نتائج سياستها، إننا نتوقع أيضا أن تعاقب أمريكا أعدائها و ليس أصدقائها فحتى الأبله يستطيع التمييز بينهما . لقد بنت أمريكا منطقها في الضغط من أجل الديمقراطية في المنطقة على مشابهة تاريخية مغلوطة كلية ،وهي ما فعلته في اليابان و ألمانيا و إيطاليا ،و بدرجة ما في شرق أوروبا ، ففي تلك التجارب كانت القوة العسكرية و الضغوط الإقتصادية هي التي حولت تلك المجتمعات من الشمولية إلى الديمقراطية ، و لكن الأوضاع في تلك البلدان كانت مختلفة تماما عن مجتمعات الشرق الأوسط . 1- في تلك المجتمعات كانت مهام التحديث الأساسية قد انجزت بالفعل ، بما في ذلك التعليم الشامل و تكوين طبقة صناعية ، و تكوين طبقة سياسية ذات ميول ديمقراطية ،و هذا لم يتحقق لدينا . 2- في تلك المجتمعات لم يكن هناك تيارات دينية فاعلة في المشهد السياسي ، على النقيض من المجتمعات شبه الأصولية في المنطقة ، حيث الدين هو اللاعب الأساسي في المشهد كله . 3- في الشموليات السابقة تكونت نخب ديمقراطية عاشت في الغرب و لعبت دورا هاما في التحولات العظمى في بلادها الأصلية ، على النقيض من ( معظم) العرب الذين يعيشون في الغرب ،و الذين يتعاطفون (غالبا) مع الأصوليات القومية و الدينية ،و لست مضطرا للذهاب إليهم في لندن مثلا فهم متواجدون على الشبكة بكثافة و يمكنك أن تكتشف بسهولة مدى كراهية الكثير منهم للمجتمعات التي يعيشون فيها . لهذا فشلت أمريكا لأن ما تصورته جاهزا لتجربة مماثلة لما نجحت فيه سابقا كان مجرد سرابا ، و رغم أن أمريكا مرت بتجربة مماثلة في الصومال إلا أنها كررت الخطأ بشكل أفدح كثيرا في العراق و أفغانستان ، و يعود الفشل لأسباب واضحة . 1- الجهل الكامل بالمجتمعات العربية ، فالعربي الذي يتقبل الطاغية المحلي بخنوع ، سيكون بالغ الشراسة في قتال الأجنبي حتى لو توخى مساعدته . 2- العمي الأيديولوجي نتيجة أن القيادة الأمريكية تحت تأثير اليمين الجديد أربكت نفسها بأفكار ذات صبغة أيديولوجية لأول مرة ربما في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية ، لقد نجحت أمريكا في الحرب الباردة العسيرة لأنها كانت الجانب البرجماتي في الصراع بينما كان الجانب الآخر غارقا في التهويمات الأيديولوجية ، في المقابل خسرت أمريكا قضية مضمونة في الشرق الأوسط لأنها كانت تحمل الصليب تحت قيادة خرقاء لرجل ينهي الحرب قبل أن تبدأ لمجرد أن يلتقط له المصورون صورا مضحكة في زي طيار مقاتل !. 3- افتقاد الرؤية الشاملة للصراع نتيجة التأثر بتصورات مجموعة منعزلة من قوى المعارضة المهتمة بتصفية الحسابات و ليس ببناء الديموقراطية . إن الإصلاح و تأسيس الديمقراطية مهمتان وطنيتان تضطلع بهما القوى التنويرية المحلية ، ولولا التراكم التحديثي في اليابان و ألمانيا و غيرهما ما كان للولايات المتحدة دور يذكر في عملية التغيير و الإصلاح . أخيرا عندما تحدثت عن دور سلبي للتدخل الأمريكي فلم يكن ذلك استطرادا إنشائيا ، بل حقيقة معاشة ، فقوى التغيير المحلية لم يعد عليها فقط مواجهة الموروث التاريخي الثقيل ،و لكن عليها أيضا مواجهة نتائج السلوك الأمريكي الأكثر ثقلا و الذي أدى إلى توليد جماعات متطرفة غاية في العنف و الأصولية . تصــــدع العالم . - Beautiful Mind - 01-04-2008 Array في شريط سابق ذكرت حقيقة هامة في سوسيولوجيا المسرح الدولي هي أن نسق العلاقات السياسية بين الشعوب و الدول في العالم الذي نعرفه لم يكن أبدا حتميا أو حتى طبيعيا ، و أن بنية الدولة القومية رغم تعميمها مجرد عارض من عوارض التاريخ لم يكن لأحد تصور حدوثها منذ 400 عام ، فالدولة القومية كما نفهمها لم تكن معروفة حتى في منشأها الأوروبي سوى مع معاهدات وستفاليا عام 1648 ،وهي لم تكن معروفة في المجتمعات العربية سوى ربما من 100 عام و أقل ، بل لم تعرف في أكثر المجتمعات العربية حتى اليوم ، إن الإعتقاد بشيوع و تعميم نسق الدولة القومية هو نوع من الوهم المخدر ، لأن حصر التاريخ البشري في أوروبا و أمريكا الشمالية أعطى انطباعا بأن الدولة هي إحدى المسلمات العالمية وهذا غير حقيقي ، فالدولة لها محدداتها الخاصة التي تفترض درجة متطورة من النمو السياسي ، فهي ليست فقط موقع مكاني و زماني و لكنها تفترض التمييز بين العام و الخاص و تنطوي على المركزية و تأسيس الحيز السياسي ، و الدولة القومية لها بنية ثقافية تتجاوز منطق القبيلة و حتى المدينة- الدولة و الإمبراطورية ، نعلم أيضا أن النظرية السياسية الحديثة نشأت في العالم الغربي ،و انتقلت الآن لسيطرة الولايات المتحدة و تصورات مخازن الأفكار في مؤسساتها العلمية ، لهذا نحن جميعا – بما في ذلك السلفيون - متأثرون بالرؤية الغربية للعالم حتى لو لم ندرك ذلك ، ولو كان هناك عامل واحد يؤثر على النظرية السياسية السائدة اليوم فسيكون هاجس الأمريكيين بشأن مستقبلهم ، فالتاريخ يتم إختزاله ليكون تاريخ أمريكا وما عداها يصبح أدوارا مساعدة و كومبارس لا أهمية له سوى إبراز الدور الأمريكي ، بينما تلعب بعض الشعوب دور الشرير الذي توسعه أمريكا ضربا بالرصاص و اللكمات القوية !. [/quote] Array أزمة الدولة القومية .
كانت الدولة القومية و حتى سنوات قريبة تعد وحدة البناء الأساسية للمجتمع الدولي ، و لم يكن متصورا الحفاظ على التوازانات الرئيسية لهذا المجتمع سوى عن طريق تنظيم محكم للعلاقات بين تلك الدول ، وهل الدبلوماسية و حتى الحروب ذاتها سوى تعبير عن العلاقات بين اللاعبين الدوليين ، هذه الفرضية المحورية في بناء العالم الذي عرفناه منذ 350 عام تقريبا لم تعد سارية في الوقت الراهن ، فلم تعد الدولة هي العنصر الوحيد في النظام الدولي ، فبالإضافة للدول ظهر لاعبون آخرون مثل المشروعات متعددة الجنسيات و المؤسسات الدينية عابرة للمجتمعات ، و جماعات الضغط عبر القومية ، و الهيئات و المنظمات الدولية ، كل هذا أدى إلى تضاءل فرصة و ضع القواعد الدولية و الإلتزام بها ، كما تقل فرص منع الصراعات أو حتى مجرد إدارتها بشكل عقلاني ، فمع تعدد اللاعبين يبدوا النظام الدولي وقد أصيب بحالة من الفوضى الضاربة ، هذه الحالة الفوضوية هي نتيجة طبيعية للصعوبة في تحديد هوية اللاعب و السيطرة عليه ، فالأمر أصبح كما لو أن المتفرجين هبطوا إلى ملعب كرة القدم وراحوا يركلون الكرة مع اللاعبين ، و بدلا من عدد محدود من اللاعبين أصبح النظام الدولي يتكون من عدد لا نهائي نجدهم يتحركون جميعا في نفس الوقت ، هذا النظام نشاهده يتغير تحت أنظارنا و لكننا لا نستطيع تقنينه أو متابعة مساراته . من يتابع النظرية السياسية في مراكزها و مرجعياتها سيجد أنه لا يوجد اتفاق بعد على نموذج قياسي يمكن أن يربط مكونات النظام الدولي و فعالياته ، هناك أيضا من يبالغ و يتحدث عن عودة النمط الإقطاعي ، و أن العالم سيغرق في عصور طويلة من الفوضى ، و أنه سيعود إلى قوانين البقاء الطبيعية بقسوتها المطلقة ، و لكن التاريخ الإنساني المعروف لنا على الأقل يشيع بيننا نوعا من الأمل ، فالعقلانية و الرغبة في البقاء كثيرا ما تقدمتا الصفوف و أمسكتا بالمقود و الدفة ، و النتيجة هي أنه بالرغم من أن النظام العالمي و على عكس المتوقع – من وجود قوة عظمى واحدة- يتجه إلى الفوضى و مظاهر الإنفجار و ليس إلى الإنضباط و السيطرة ،فإن هناك أمل قائم في أنه سيمكن للبشرية أن تعيد النظام للعالم من جديد . إن المجتمعات المركزية كبيرة و متوسطة الحجم و التي لا تمتلك قوى ذاتية كبيرة مثل كثير من دول العالم النامي كمصر و إندونسيا و الهند ، هي أحوج المجتمعات إلى توفير نماذج قوية من الدولة القومية ، فبدونها تتعرض تلك المجتمعات للتدمير ، أما لماذا تواجه الدولة في الوقت الراهن أزمات عديدة تهدد وجودها ذاته لصالح لاعبين جدد ، فهناك العديد من الأسباب . 1- علينا أن نتذكر أن نموذج الدولة هو مغامرة فريدة في التاريخ لم تتكرر خارج أوروبا ، هذا النموذج جرى تعميمه في العالم ،و لكن غالبا بدون تحقيق النضج الحضاري الضروري لتبنيه ، لقد اكتسب النموذج قوته أساسا بسبب تعميمه نتيجة للنفوذ الغربي ،و مع ضعف هذا النفوذ أصبحت الدولة القومية مطالبة بالثبات نتيجة قوتها الذاتية و هذا لم يتحقق في كثير من الحالات . 2- فكرة الدولة القومية غير راسخة في عقلية كثير من الشعوب خاصة في آسيا و إفريقيا ، و الحديث عن شيء قريب من العقد الإجتماعي على النمط الذي وضعه هوبز Hobbes و صاغة جان جاك روسو يبدوا بلا معنى في الشعوب الإسلامية الأصولية مثلا حيث النص لا الفرد هو محور المجتمع ، فالإنسان في تلك المجتمعات يعطي ثقة محدودة في الدولة التي يكتفي غالبا بالغناء لها و تحية العلم ، و لكنه لا يجد نفسه سوى داخل شبكة الإنتماء الجماعية الخاصة به ، كالقبيلة و العشيرة و الطائفة الدينية و الإقليم ، و يؤدي تعدد الإنتماءات إلى عرقلة ممارسة الدولة للسلطة و السيادة و احتكار ( العنف المشروع ) . 3- تعارض نموذج الدولة مع الثقافات المحلية القوية كما هو الحال بين اليهود و المسلمين ، ففي تلك المجتمعات يظهر فهم خاص للسياسة باعتبارها أداة لممارسة الدين ، و هذه الرؤية تؤدي إلى معضلة غير واضحة لدى معظم السياسيين و المفكرين و بالطبع غير مفهومة مطلقا لدى العامة ، أمام تلك المعضلة هناك حلان : الأول هو إعطاء الأسبقية للثقافة المحلية سواء بشكل إيحيائي كإيران أو بشكل تقليدي كالسعودية ، أما الحل الثاني فهو تبني الطبقة الحاكمة للمارسات السياسية و الدبلوماسية الغربية ( المعولمة ) مخاطرة بعدم فهم الجماهير لها ووصمها كسلطة خائنة و عميلة أو كافرة ، وهذا هو الحال السائد في مجتمعات أصولية ذات سلطة شبه علمانية مثل مصر و باكستان و الجزائر ، في هذه الحالة تتاح الفرصة لنشأة كيانات فرعية مستقلة كثقوب سوداء خارج سلطة الدولة تلعب بأوراقها الخاصة على المسرح الدولي ،و لعل أوضح الأمثلة هي حركة الإخوان المسلمين في مصر و تنظيم القاعدة السعودي . 4- إنتشار اللاعبين الذين يفلتون من سيادة الدولة بحكم الواقع ، و هؤلاء يزدادون بقوة ثورة الإتصالات و عولمة الإعلام ،و هناك أمثلة عديدة لذلك فكثير من أقباط المهجر يشكلون تجماعات و مراكز ضغط خاصة بهم و تحاول أن تؤثر على مجريات الأمور في الوطن القديم . 5- التدفقات المستمرة من الأفكار و الأيديولوجيات و القيم و المعايير و التدفقات الثقافية الدينية و الفكرية ،و قدرتها الهائلة على اختراق الحدود و الإفلات من رقابة الدول ، بل و من البنية الأساسية للنظام الدولي ، كما نشاهد في انتشار دعايات القاعدة رغم تجريمها في كل الدول تقريبا ، و صاحب ذلك ظاهرة تبدوا محيرة هي قدرة الفرد على أن يلعب دورا بارزا في مجال العلاقات الدولية ، هذه القدرة تزداد سهولة باستمرار بينما تزداد قدرة الدولة على السيطرة والرقابة صعوبة ، مما يتيح للأفراد أو بعضهم مواردا تجعل منهم لاعبين مهمين على المسرح الدولي ، ومن أوضح الأمثلة حالة مثل ابن لادن و الظواهري و القرضاوي . 6- أن الدولة تفقد قوتها و ربما هويتها حتى في الغرب ، فالدولة كأي مؤسسة إجتماعية أخرى نشأت لكي تلبي احتياجات زمنية بعينها ، و لكنها ليست حلا نهائيا فلا يوجد مثل ذلك الحل النهائي ، سنلاحظ أن الدولة كمؤسسة أخذت تنمو منذ تأسيسها و تمد ظلها إلى مجالات عديدة أمنية و إجتماعية و اقتصادية ، حتى وصلنا إلى دولة الرفاه كنموذج أقصى من نمو الدولة ،و لكن هذا الدور أخذ يتناقص باستمرار تاركة مهامها للحيز الخاص ، و يعود ذلك لأسباب عديدة منها عدم مصداقية الدولة إقتصاديا و عدم قدرتها على التصدي للتأثيرات الإقتصادية للعولمة أو التحكم في البورصات ، أما في المجتمعات النامية فقد وجهت الدولة بالفساد و الأنشطة الإقتصادية الغير رسمية . 7- تفاقم الإرهاب الدولي و فشل الدولة في التصدي له في كثير من الحالات كما يحدث في العراق ،وهذا يؤدي كثيرا إلى كسر الإحتكار الأمني للدولة ،و تشجيع ترتيبات الحماية الخاصة و المحلية كما يحدث في ( صحوة العشائر ) في المناطق السنية في العراق ،وكما حدث كثيرا في الجزائر و أمريكا الجنوبية عن طريق تسليح السكان المحليين و تشجيعهم على تشكيل ميليشيات للحماية من الأعمال الثورية / الإرهابية . يبقى اأن نؤكد أنه طالما كان النظام العالمي يبتعد باستمارا عن النمطية التقليدية ،و ان هناك الكثير من المستحدثات سواء المؤكدة او المحتملة ، فعلينا أن نعيد بناء معرفنا و أساليب فهمنا و تناولنا للحقائق و الظواهر حولنا ، و يبقى الحوار العقلاني هو أفضل اداة للوصول إلى الحقيقة أو قريبا منها . [/quote] العزيز بهجت (f) موضوع جميل .. أحببت أن أقرأ طرحك أولا لأعرف ما ترمي إليه تقول أن شكل الدولة القومية قارب على الإنقراض .. هل سيؤدي هذا إلي تصدع النظام العالمي ؟ ربما لو أوضحت رؤيتك بسيناريو مقدر تكون الفكرة أوضح. عموما لا أظن ان الدولة القومية هي كل النماذج الموجودة سواء حاليا أو في خلال القرون القليلة السابقة. يعني الإتحاد السوفيتي كان يمارس دعاياته بان في المناطق التي وصل فيها إلي الحكم أحزاب شيوعية إنتهت التفرقة القومية و العرقية و ما إلي ذلك .. ممارسات الدولة الشيوعية كانت ضد الإنتماء القومي على طول و قد قرأت مقتطفات من أقول لينين و ستالين يقولون فيها قلة إكتراث بالقومية الروسية و ما إلي ذلك .. بعد إنفراط عقد الأنظمة الشيوعية نجد صحوة القوميات في الجمهوريات المنفصلة و في تشيكوسلوفاكيا و غيرها .. المسألة كلها كانت كبت و تقييد مما أجج تلك المشاعر لفترة .. تلك كانت دولة أيدلوجية و الأيدلوجيا كانت المرجع و الهوية للنظام .. الأنظمة الرأسمالية المنافسة كانت تتمسح في كل شئ إلا الشيوعية .. الإنتماء الديني و القومي و كل شئ يقارع الأيدلوجية الشيوعية. أيضا دولة مثل إيران, منذ الثورة الإسلامية و اصبحت تسعى لتصدير ثورتها على أساس أنها دولة الشيعة في العالم كله. الدولة الايدلوجية بغض النظر عن ماهية تلك الأيدلوجية ثبت فشلها و إنغلاقها على نفسها و شموليتها إلا إن هذا لا يعني إنهاءها القريب في العالم. طبعا هناك بعض الجيوب اليسارية التي نتعايش معها مثل كوريا الشمالية و كوبا و فنزويلا بالإضافة للدول الإسلامية مثل إيران ( لا أحسب السعودية دولة أيدلوجية ) .. المهم أن عصر بزوغ الدولة القومية كان أيام الحرب العالمية الثانية و قد كانت القومية هي الرابط الذي إرتضته شعوب كألمانيا و اليابان و لكنها إنهزمت و إنهزم نموذجها على يد الغرب اللاقومي. كما هزم الغرب اللاأيدلوجي الدولة الشيوعية و يريد الآن هزيمة شكل الدولة الأيدلوجية في العالم الإسلامي عن طريق تسويق مرجعيات منافسة ألا و هي الديموقراطية و العلمانية و غيرها .. أنا اعتقد أيضا أن نماذج الدول الأيدلوجية و القومية يستحق أن نحاربه .. الغرب تخطاه منذ الإمبراطورية الرومانية المقدسة و لكننا مازلنا نعيشه. و لكن النموذج الذي يسوق له القطب الأوحد لا يبدو قادرا على ملأ الفراغ .. أمريكا هي نموذج للدولة البرجماتية .. دولة لا تعطي مواطنيها هويات و لا تفرض عليهم أيدلوجيات و لكن كل مهمتها رعاية مصالحهم. هي دولة على شكل الشركات العابرة للقارات .. لا تطلب منك سوى دفع ضرائبك لتتلقى خدماتك. هناك فيلمان لميل جيبسون يتعرض فيهم لمسألة الإنتماء الوطني في الوعي الأمريكي : Brave Heart و The Patriot. في الفيلمان لا يوجد طريقة لديه لكي يقنع المشاهد الأمريكي بالتعاطف مع البطل في كفاحه من أجل إستقلال بلاده إلا حين تتعرض أسرته للخطر .. في "القلب الشجاع" يرفض المشاركة في أي نشاط ضد الإستعمار البريطاني حتى تقتل زوجته فيبدأ في القتال .. دوافعه شخصية هنا. في "الوطني" يرفض أيضا المشاركة حتى يقتل إبنه فيبدأ في القتال .. طبعا بلد المستوى المعيشي لمواطنيه مرتفع لا يمكن لك أن تقنعهم بالإقتتال من أجل الأمة ... بالنسبة للأمريكان يعتبر هجس و كلام فارغ .. و إلغاء التجنيد الإجباري إن لم يحدث بسبب فيتنام لحدث بسبب أي حرب أمريكية أخرى. المواطن الأمريكي يرفض أن يضحي بأي شئ من أجل دولته و يرفض أن تعطيه أي هوية أو إنتماء أو أيدلوجية. حتى شكل العلمانية الأمريكي هي لا تتدخل في أي شئ بعكس العلمانية الفرنسية الحاسمة من أجل علمانيتها. شكل الدولة الأمريكي هو الأقدر على التسويق لنفسه بحكم طبيعته .. الدول القومية تتصارع و الايدلوجية تتصارع و لكن الدول البرجماتية تتفاوض و هذا يعتبر إنتصار للتعايش. طبعا الدولة البرجماتية و بحكم طبيعتها تميل إلي التقلص .. فأمريكا كقائد للفكر الرأسمالي هي من بدأت بالمزايدة على تخفيض الضرائب و من تسليم كل شئ للقطاع الخاص و من قبل أن ينهار الإتحاد السوفيتي .. في النهاية مهام الدولة في الأمريكا ستتقلص إلي أقل ما يمكن .. التعليم و الصحة و ربما حتى الأمن و العدالة ستتخلى عنهم الدولة للقطاع الخاص و لأن هذا يصب في تنامي القوة الأمريكية فإنه سينتشر .. يعني يكفي أن تخفض أمريكا الضرائب لكي تجاريها كل دول العالم من أجل إغراء الإستثمارات الاجنبية .. الدولة القومية تنقرض و الدولة الأيدلوجية ستهزم و ربما ستتقلص الدولة البرجماتية أو تتحول الدول إلي شركات مساهمة و تكون الجنسية بحسب أسهم في البورصة. تصــــدع العالم . - Beautiful Mind - 01-04-2008 ربما تكون هناك نماذج أخرى لشكل الدولة في العالم ربما يخترع الناس نموذجا جديدا .. و ربما لسنا بحاجة إلي دولة بالفعل لأكثر من أن تخدمنا .. يعني أظن أن الغالبية قد تتفق على أنه ليس من مهمة الدولة أن تدخل الناس الجنة أو تعطيهم إنتماءات .. و لكن الصدمة الآن هي تخلي الدولة على ما ظن الناس أنه سبب نشأتها. الدولة تتخلى عن مهام مثل سد إحتياجات المواطنين من الوظائف و الصحة و التعليم و .. أي إجتماع لرؤساء الدول الثمناية الكبار آلاف مؤلفة تتظاهر و تعلن رفضها للسياسات العولمية .. ربما كان إحتكار الدولة لتلك الخدمات هو ضد مصلحة الناس فعلا و لكن الآن حتى شكل الدولة الخادمة و الراعية يتغير. كلما تزايدت إستقلالية الناس و إعتمادهم على أنفسهم زاد إستغناءهم عن الدولة. الآن و في كل دول العالم خدمات الدولة تقل و الشكل الأمريكي للدولة كما يحارب الايدلوجيات و كما هزم القوميات يمارس الدعاية لنفسه في مجال الإقتصاد و الخدمات. ربما يكون شكل الدولة بالفعل يتصدع و ليس الدولة القومية فقط بل الدولة عموما. و لكن النظام العالمي أعتقد أنه يتغير بأسلوب آخر .. يعني سياسيا هناك دول أكثر ديموقراطية من دول و إقتصاديا هناك دول أقوى من دول و عسكريا و علميا .. شكل العالم تغير يوم أن إنسحبت ألمانيا من عصبة الأمم لكي تغزو بولندا ... عصبة الأمم نفسها كرابطة عالمية إنهارت و نشأ مكانها الأمم المتحدة. أعتقد أن الأقوياء هم من يصنعون النظام في العالم لأنه في أي مجتمع للأحياء سواء كان إنسانيا أو حيوانيا الأقوياء هم صناع النظام و الآن الأقوياء أذكى من أن يتقاتلوا و ماداموا لن يتقاتلوا إذن سيتفاهموا و لا بدائل أخرى ... الإدارة الأمريكية تقول أن الديموقراطيات لا تتقاتل و من وجهة نظري هم على حق .. الأقوياء الآن يتفاوضون في منظمة التجارة العالمية و يتفاوضون فرادى. أمريكا الآن تتكلم عن زيادة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن عن طريق : اليابان و ألمانيا و الهند و البرازيل و إحدى الدول الأفريقية (ربما نيجيريا) .. حين كان الإتحاد السوفيتي كانت الأمم المتحدة هي التي تصنع التوازن العالمي و بعد إنهياره لم أمريكا تعتقد أنها تحتاج تلك الشرعية فعليا لو لم تستطع الحصول عليها بسهولة. الدولة أساسا هي إنجاز حضاري يحسب للإنسان و لكن شكل نظام عولمي هو إنجاز حضاري أكبر و أعظم بكل المقاييس. إختراع سلطة عالمية حتى و لو كانت كالضمير لا تلزم الآن و لكنه ستكون ملزمة فيما بعد .. الآن لم يعد من الممكن ان تمارس أي جهة الإبادة الجماعية مثلا .. حتى أي ممارسات إنتخابية غير شريفة تقابل بالإستنكار في كل أنحاء العالم .. الغرب الآن لا يعتبر الديموقراطية منتجا خاصا به بل أصبحت الأنظمة الغربية تربط المساعدات و التسهيلات الإقتصادية بالديموقراطية .. الغرب يصر على أن يتعاطى العالم الديموقراطية كالتطعيم و يثق في الديموقراطية حتى و لو أتت بالأصوليات .. الغرب يصر على يمارس العالم الرأسمالية و لو قسرا على أساس ان الرأسمالية ستحمل معها القيم الغربية في التعايش. أنا أيضا أظن أن شكل الدولة يتصدع و لكن ليس الدولة القومية بل عموما .. و لكن النظام العالمي يتحسن بإطراد ... الدول في أوربا تتخلى عن العديد من صلاحياتها من أجل تنظيم مشترك يجمع كل الأوربيين .. بالأمس كانت دول نازية و فاشية تحاول إخضاع أوربا و العالم لقومياتها الآن هي قاطرة الإتحاد الأوربي .. أوربا كانت النموذج و المثل الأعلى لكل الإتحادات الأقليمية في العالم .. عموما من حسن حظنا أن عالم اليوم القوة فيه هي قوة العلم و التحضر .. في الماضي كان يمكن لاي كيان له قوة عسكرية أن يسود كالمغول مثلا و بالتالي أن تنكسر حين تهزم عسكريا. في عصرنا الحاضر و منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية كل الهزائم و الإنتصارات هي هزائم و إنتصارات أقتصادية أساسا و بالتالي علمية و حضارية. الأمبراطورية السوفيتية إنهارت دون طلقة رصاص .. و لكن بسبب عجز إقتصادها عن ملاحقة النمو الراسمالي المتسارع. العالم اليوم مختلف .. حتى الصين لا تريد أن تخسر النمو الإقتصادي المتسارع بسبب حرب هوجاء على مضيق تايوان .. لا وجود لأي كيان دولي عاقل إلا و يتجنب أي صراع عسكري .. و بالتالي العنف الآن متروك للضعفاء و هم الاقل قدرة على التأثير .. في النهاية العالم سيتعولم و لن يتصدع .. آخر عصر للفوضى الدولية كان في الحرب العالمية الثانية حيث كان العالم واقفا في إنتظار ما ستتمخض عنه الحرب, أي القوى ستنتصر و كيف ستشرع لعالم جديد .. آخر إحتمال لنشوب حرب عالمية أخرى إنتهت بإنهيار الإتحاد السوفيتي ... عصر الحملات الإستعمارية إنتهى ... كل ما علينا الآن أن نضع تشريعات لمنع الإحتكار و لحماية المستهلك و نترك السوق ليتشكل و نترك العالم ليشكله السوق. |