+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63)
+--- الموضوع: لماذا خلق الله الشر؟ (/showthread.php?tid=8022)
لماذا خلق الله الشر؟ - بنى آدم - 11-17-2007
عزيزى ابراهيم سأتابع هذا الموضوع الشائق والهام لى بشده
Arrayولكن ولا واحد منها يشفي الغليل حقاً.[/quote]
ولكنى أكمل ان البعض منها قد يكفى البعض منا كالعزيز اتماكا مثلا ... لكن الألم ولمن يكابده فالموضوع قد يختلف وأنا هنا أجزم بكلامى لأنى شاهدته يتألم وكانت عيونى جاحظة لا املك إلا البكاء فى صمت والمسح على رأسه بعد ان وصلنا معا الى الدرجة التى لم يعد للدواء فائدة وهو ينظر الى مستغيثا ويطلب إلى ان افعل اى شىء اى شىء ويقول فى مرارة وحزن بالغين " يا رب .. يا رب لا تجعل اى انسان يعانى مما اعانى !! " لا اتمنى لإنسان ان يوضع فى مكانى ابدا لأنه لن ينس ذلك أبدا مهما مرت السنون وستظل الحرقة بقلبة تأكله باقى عمره كلما تذكر آخر كلمات لأحبائه وآخر نظراتهم وكيفية رحيلهم ورحلتهم اللعينة مع الألم
Arrayوكان من الممكن ان يجعل الله الآلم الى ما لانهاية , كان من الممكن ان يجعلك تتالم الى ما لا نهاية ولكنه رحيم بعباده فجعل الالم نسبى عند الانسان والحيوان وكذلك الشر فى العالم . هذا فى الدنيا لتعرف ماذا ينتظرك فى الاخرة .
[/quote]
كلامك جميل يا اتماكا ولكن : لماذا الألم ....... والحياة بدونه لا تحتمل أصلا . الحياة كحياة فيها عشرات الإشكاليات التى تصطدم بتكوين الإنسان نفسه بغض النظر عن دينه وفكره وتكوينه النفسى ...
Arrayالشعور بالألم نعمة , نعمة معظمنا لا يشعر بها , بل انها نعمة تستحق الشكر.
[/quote] من الممكن ان نتنبه للخطر باشارات غير مؤلمة للمخ أى اشارات منبهه خفيفة ثم ان كان فائدة الألم هى فقط التنبيه ان هناك خلل ما او خطأ ما فما الحل فى ذوى الامراض كالجذام الذين تتساقط اطرافهم دونما ألم سوى الألم النفسى الرهيب
لماذا خلق الله الشر؟ - بنى آدم - 11-17-2007
Arrayانت تكفر وتلحد وتشبه الله بالخروف , وتعبد صور وتماثيل وتكتب الكتاب ثم تقول هذا كتاب الله .. !!
ثم تتسائل عن الرحمة؟؟ الا تستحى ايها الانسان ؟؟!
[/quote]
وهل الإنسان كل الإنسان فعل هذا ... ؟
يا اتماكا لا يصح ابدا ان يأخذ الحوار هذا المنحى لأن الآلم ليس انتقاما ابدا فلو كان انتقاما لمرض وتألم فقط من أخطأوا فى حق الله وفى حق البشر لكن الواقع غير ذلك
Arrayالهدف هو الإجابة برد مقنع؟[/quote]
فى مثل تلك القضية يا ابراهيم ويا اتماكا اعتقد ان الحل ان نقول جميعا " لا اعرف ! " و "؟؟؟" لأن كل منا سيتحدث بما فهمه وبما يناسب دينه أما الحكمة الحقيقية فلا اعتقد ان بالنادى كله من يدعى معرفتها ولا اعتقد ان بالحياة كلها من يدعى معرفتها ...... الجميع سيتسابقون فى تقديم تفسيرهم الدينى كحل سحرى وتفسير لا يشق له غبار ولكن تبقى مبررات الألم والعذاب بالدنيا غير مقنعة سوى له هو كشخص ولبعض ابناء منظومته الفكريه والدينية فقط لأنه بداخل الدين الواحد ستجد اختلافات فى تفسير تلك المسألة الشائكة .. فلا داعى ليتكلم أحد باسم اى دين ولكن يمكنه ان يتكلم حسبما فهمه فقط " كرأى خاص له "
لذا اخلص الى ان العلاج لتلك المشكلة ربما يكون " الفردية " أى ان كل منا ينظر لمبررات العذاب بالدنيا حسبما يريد بناء على دينه او على قراءاته او على استنتاجاته المهم يبلور رأيا ويخبرنا به كرأى لا كالرأى النهائى أو يحتفظ به لنفسه ..
وانت يا ابراهيم مشاغب فعلا وغلاباوى كمان ولا احسبك بعقلك الوثاب هذا ستجد راحة فى الدنيا ابداااا
لماذا خلق الله الشر؟ - إبراهيم - 11-17-2007
Array فى مثل تلك القضية يا ابراهيم ويا اتماكا اعتقد ان الحل ان نقول جميعا " لا اعرف ! " و "؟؟؟[/quote]
الله ينور عليك. هكذا يكون الرد. مادمت لا أجد تفسير يقنعني من دائرة الإيمان، أقول: لا أعرف. هذا الموضوع أكبر من عقلي. لكني لا أقحم أبداً الله في حل اللغز وأدافع عن الله وكأن الله مثلا بحاجة لدفاعي. الفكرة هي أننا ندافع لأننا نسمع صوت من العقل الباطن يؤبننا ويقول: إياك أن تقع في المحظور وإياك أن تتكلم مثل هؤلاء الزنادقة وإياك وإياك... ولما الخوف؟ بالعكس، الجرأة حلوة. ذات مرة كنت في مؤتمر لترجمة الإنجيل وطرحت عليهم سؤال على موقف في سفر أعمال الرسل وإذ بالرجل الذي ظننت أنه منفتح وصاحب تفكير منفتح وأفق واسع يظهر أمامي بوجه قبيح ورأيت السلفية من أول وجديد وكأنه يضربني على قفا يدي ويقول لي: عيب يا واد، لا تفكر، لا تسمح لعقلك بطرح السؤال. تعلمت من هذا الموقف أني لا أطرح أسئلتي أمام أي واحد وأن هناك من الناس من يرتعبون أمام طرح السؤال، من الشرق والغرب. ولكني لا أخاف وأطرح السؤال وأبتسم. طرح السؤال لا يعني أني أريد إجابة ولكن معناه هو أني فكرت في شيء وداعب هذا الشيء فكري وأجعله محل تفكير ولكن لا تتوقف الحياة بل تمضي وتستمر فما أكثر الألغاز فيها التي لا نجد تفسير منطقي لها يشفي غليل عقولنا.
لماذا خلق الله الشر؟ - إبراهيم - 11-17-2007
Array وانت يا ابراهيم مشاغب فعلا وغلاباوى كمان ولا احسبك بعقلك الوثاب هذا ستجد راحة فى الدنيا ابدا[/quote]
بل بالعكس، وجدت الراحة كل الراحة والتي أبشركم بها يا قوم.. كلما ضاقت بكم الحياة وبحثتم عن الراحة فلن تجدوا الراحة إلا في "بيت الراحة".
قالت الفتاة بعد أن مارست العادة السرية: خلاص، ارتحت! صرفت طاقة يا إبراهيم.
مطربي المفضل صباح فخري يقول: هاتِ كاس الراح واسقني كاس الأحزان :10:
لماذا خلق الله الشر؟ - يجعله عامر - 11-17-2007
Arrayقالت الفتاة بعد أن مارست العادة السرية: خلاص، ارتحت! صرفت طاقة يا إبراهيم[/quote]
يعني ضروري في بيت الراحه مهي ممكن تعمل ده في اي من الغرف ذات الفراش الوثير ، وتحتها مخده حشوها ريش نعام ، وتكون مرتاحه ، يا راجل هيه مزنوقه مثلا واللا بتعمل شيء منهي عنه ، أئمة الفقهاء أجازوا ممارسة العادة السرية ، لكن هل هو ده الحل ..
الحل في عدم الكذب على النفس
الحل مش في ترديد شعارات ومعايرة الاخر ببعض الايقونات
الحل في اقدار الإله حق قدره ، ومعرفة الإنسان لحجمه الطبيعي دون وضعه لنفسه هالات تقديسيه هو لا يدرك معناها
عجبني جدا البني آدم اللي جوا زميلنا بني آدم ، رغم صمته وسكونه قال : لا أعرف ، ممكن يكون الراجل بعد العجز والحيرة قال لا أعرف ، وبعد عناء مع محاولة العثور على حكمة او حل لمعضلة الاله الرحيم قال كده ، نفس موقفه ده اتخذته انا حينما سألني صديق عن مرض طفل ، وقلت اذا انت مُسلّم أن هناك إله ، وهو رحمان رحيم ، فهتقول ايه هو حر يعمل اللي عاوز يعمله ، اما تلبس جلبية عايشة لأم الخير وتقعد تشتغل نفسك وتقول ما أخذ منك إلا ليعطيك ، هذا ينفعك أنت في قناعاتك الإيمانية واللي يقولك ده تبرير عقلي اعرف ان عقله في اجازه ومحتاج رضعه من بعض الكتب عشان يعرف المواقف العقلية نظامها ايه .
حتى الان تبقى معضلة امراض البعض التي تاتي ( كِدهو) بدون سبب لا تفسير مقنع لها من ارباب الاديان ، ورغم ذلك أصحاب الامراض لا يكفرون ، ولا يخشى العقلاء كفرهم ، لانهم وهم غير مدركون لكُنه ما يحدث يقولون / يا رب ! يعني مش هيكفروا لما يفكروا ، ومش هيكفروا لما يكون في بينهم حوار وبين إلههم .
_________
لله ما أخذ ، ولله ما أعطى ، ولا يُسئل عما يفعل ، ومحدش بيحاسب ربنا ، هو اللي خلق هو حر ، لو إحنا اللي خلقناه نحاسبه ..
________
وبعدين يا برهوم مش فيه نظرية تقول :
إن الله قد مات والديب فات فات وفي ديله سبع لفات
ايه رأيك لو تتكلم عن الامراض بناء على هذه النظرية
انه مفيش اله
والله اللي في نفوخ الناس ده مجرد وهم احنا اللي خلقناه
رأيي مش هيكون هناك أي اعتراض ، ومن ثم يسقط الموضوع ولا يحل وضعه في باب الحوار اللاديني ، لأنه بيعتمد في فرضه على وجود كائن العنقاء او الجبلاوي .
________
بالنهاية ، تحياتي للجميع
لماذا خلق الله الشر؟ - أحمد طه مهدي - 11-17-2007
فيه رسالة لابن سينا عن تفسيره لمسألة القضاء والقدر من حيث معناها ومدى تعلقها بالجانب الإلهي
يا حبذا لو أن الأستاذ / ابراهيم يخرجها إلى هذا المنتدى المبارك ويا سلام لو يضعها كمشاركة في هذا الموضوع على وجه الخصوص ؛ ربما تزيل بعض الخلاف الذي أراه مشوبا بذاتية الكاتبين في هذا الموضوع .
ويبقى بعد ذلك مسألة أخرى المتعلقة بالبشر أنفسهم أحيله إلى ما بعد خروج هذه الرسالة
ولكم جزيل الشكر:redrose:
لماذا خلق الله الشر؟ - عوليس - 11-17-2007
سأتابع هناك، لكن كلمة أوجهها لمقيم الصلاة:
لو أن سعادته يعلم أن هناك من سيفعل الشر، فلم يسمح له بقتل الطفلة، وإغتصاب إمرأة ، وسرقة أخيه؟!
طالما أنه يعلم هذه النتيجة مسبقاً، فلم لم يدخل المسيء إلى النار مباشرة والمحسن إلى الجنة ، وهو من لا يسأل عن أمره شيء وهم يسألون!
ثم أن هذا اللاهي يمارس إنتقايته بوقاحة!
لم يرسل طيراً أبابيل لحماية كعبته ، بينما يمهل الجبابرة ليقتلوا الأبرياء ويفسدون في الأرض! أما حنيـّن بصحيح أخو الـ؟؟؟
يرسل الصيحة على مجموعة عقوبة لهم على عقرهم لناقة، بينما يترك الأميركان ليوقعوا خمسين ألف قتيلا في دقائق!
ببساطة إن المدعى عليه هو قاتل تسلسلي يجب أن يشنق أو أن يخضع لجلسات علاجية
وإن الجبابرة هم أحباب هذا المريض السادي
::
إبراهيم عرفات
أنت تزاداد جمالا كل يوم (f)
::
عوليس يعود ليدير مناظرته
لماذا خلق الله الشر؟ - عبـــاد - 11-17-2007
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أخي أتماكا - والزملاء في المنتدى - إليكم موضوعاً كتبته بهذا الخصوص وأحببت مشاركتكم به
نعمتي الألم والخوف
حقيقة الألم والخوف وفائدتهما للبشرية في الدنيا – فضلاً عن الآخرة
الألم والخوف هما من أكبر نعم الله تعالى على البشر – وهما أكبر حافز للبشر ليتعاونوا ويتجمعوا ويأخذ بعضهم بيد بعض في التطور والتعلم وبناء الحضارة الإنسانية – لا أعني هنا أصل الألم الذي يقعد بصاحبه ويثبطه عن أن يأتي بأي شيء مفيد – ولكن أعني تضافر الألم عند البشر مع عوامل كثيرة – منها إحساس الإنسان بآلام الآخرين من البشر وسعيه الحثيث لتخفيف الألام وإزالة أسبابها – وذاكرة الإنسان لحال الألم أثناء مرضه أو جوعه – وتخيله كم ذلك مؤلم للآخرين – وألمه لمرض أطفاله وجوعهم – وألمه بسبب جراحه وكده وشقاءه – وبسبب الظلم بين البشر - وبسبب اختلال أحوال أقرانه من البشر وخاصة أهله وعشيرته الأقربين
الألم والخوف من الظلم والعدوان بأسبابه المختلفة هو الذي دفع البشر للتكاتف وإنشاء التجمعات البشرية المعتمدة على الرعي ثم الزراعية والصناعية – وهو يدفع الأمم والشعوب للدفاع عن نفسها والتحرر من ظالميها – وهو الذي دفع الأمم المتقدمة أخيراً (بعد الحربين العالميتين) لأن يتعاونوا ويقيموا أسس السلام ومنع الحروب من خلال منظمة الأمم المتحدة (على عيوبها)
الألم والخوف من المرض والوباء ومرض الأطفال والسرطانات والأمراض المستعصية هو الذي دفع بالبشرية إلى تطوير العلوم الطبية والتطعيم وهو الذي دفع بملايين العلماء والأطباء لأن يعكفوا على تطوير الأدوية الحديثة وطرق العلاج الجراحي المتقدم وبذل الأموال الطائلة في سبيل ذلك
الألم والخوف من المجاعة هو الذي دفع العلماء إلى تطوير المحاصيل الزراعية وطرق الري والأسمدة والمبيدات الحشرية – وهو الذي دفع البلاد المختلفة لتطوير التجارة والتبادل وتخزين المؤن – وهو الذي دفع البشرية لإقامة نظام التكافل الاجتماعي والصدقات
الألم والخوف من الكوارث والزلازل هو الذي دفع البشر لتطوير أنظمة السكن والبناء على أسس متينة – واختيار مواقع المدن الجديدة في مناطق أكثر أمناً تجاه هذه الكوارث – وهو الذي دفع البشر لتطوير منظمات الإغاثة وتطوير أساليبها المتنوعة
وهذه التطورات بمجموعها هي أسس الحضارة البشرية الحديثة – التطور الناشئ عن السعادة والراحة يكاد لا يذكر وينحصر في تطور الملاهي ووسائل الترفيه – والتطور المدفوع بالألم والخوف يمثل النسبة الغالبة من تقدم الحضارة البشرية
وهما كذلك للمسلم دوافع لتقوى الله والعمل لاجتناب غضبه وعقابه في الأخرة بالقياس على ما يجده من آثارهما في الدنيا
خاتمة : قرأت كلاماً كثيراً لحمقى الملحدين واللادينيين – يذمون فيه ترتيب الله سبحانه وتعالى ويعترضون على إرادته في خلق الأمراض والبلايا والكوارث – وفي موت الأطفال وآلام المرضى وحصول الحروب والمجازر ودفع الناس بعضهم ببعض والفروق الشاسعة بين البشر من فقير وغنيّ ومن قوي وضعيف – والحق أن اعتراضهم على أحوال الدنيا وتقدير الخالق هو دافع الكثرة الكاثرة من الملحدين إلى أن يحاربوا الإسلام ويبحثوا عما يدّعونه تناقضاً بين حقائق العلوم الحديثة وثوابت الدين – لمجرد بغضهم واعتراضهم على ما يجافي رغباتهم وأمنياتهم في تقدير الله تعالى وأفعاله
إن فضل الصبر والتسليم وثوابهما صحيح بالتأكيد وبلا استثناء - ولكثرة ما ورد عنه في السنة النبوية ، ولكثرة ما تحدث أمور وفتن وابتلاءات في عصرنا الحالي تدفع الإنسان إلى حافة الصبر فقد أكثر الخطباء وأهل العلم من الحديث عن فضل الصبر والاحتساب وثوابهما - وكذلك فضل التوكل على الله والثقة به وحسن الظن به - فكلها أمور تجلو الضيق وتقوي المسلم وتبعث السكينة في نفسه وتعينه على تجاوز البلايا والصعاب
ولكن...
هناك نقاط خفية من المهم جلاؤها - وقلما سمعت خطيباً أو واعظاً يذكرها عندما يذكر فضل الصبر والاحتساب وتحمل البلاء
بعد ذكر كل هذه الأحاديث والأيات عن فضل الصبر - يبدو لبعض من يسمعها أن أفضل ما يمكن أن يفعل هو أن أن يجلس لا يفعل شيئاً ولا يحرك ساكناً بل يستسلم لما يحصل له ويعزوه إلى قضاء الله وتقديره - ليس ذلك فقط بل يسمي ذلك التراخي صبراً ويتوقع عليه المكافأة - وعندما يسمع أن بلاءه كلما ازداد زاد ثوابه ومكافأنه فإنه ربما يستسلم لهذا البلاء ولا يبحث عن سبيل العافية منه - ويكون بذلك قد عاكس فطرته وما بني عليه صلاح أمره من اجتناب الأذى والألم - بل ربما بالغ الكثيرين ممن ينسبون أنفسهم إلى الزهد والتعبد - في قبولهم للبلاء والاستزادة منه ظناً أن ذلك يرفعهم إلى مقام أعلى وأسمى
أرى أن ذلك خطأ كبير ينافي الطبيعة البشرية وما جبل عليه بني آدم من اجتناب البلاء والضرر وسؤال الله العافية
ألم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنا عائشة الصديقية رضي الله عنها أن تسأل الله العافية؟ ألم يقل ها أن خير دعاء تدعوه في ليلة القدر أن تسأل الله العافية؟ ألم يقل رسول الله أثناء مناجاته لله تعالى(بعد انصرافه عن أهل الطائف): إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي - غير أن عافيتك أوسع لي؟
وماذا تعني العافية؟ أليست معافاة الخلق من البلاء في دينهم ودنياهم واستجلاب أسباب منفعتهم ودفع أسباب ضررهم؟
ألم يرد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن: "الصبر ضياء"؟ وماذا يعني ذلك؟ أليس ذلك يعني أنه يضيء سبيل المؤمن الذي نزلت به ظلمات البلاء ويعينه على تجاوز محنته والمسير قدماً؟
الأولى بالمسلم إن نزل البلاء أن يصبر ويحتسب ولا ينهار أمام الألم وأن يرسخ ثقته بالله ويحسن الظن به وبما اختار له في مستقبل الأيام - ولكن ليس الأولى به ولا يقبل منه ألا يحرك ساكناً أمام البلاء وألا يسأل الله دفعه أويستكين له ولا يعمل على التخلص منه
على المسلم أن يتعلم مما يحيط به - عليه أن يعرف ماذا يريد ويحدد ماذا يريد لنفسه ومجتمعه ومن كل من يقابله ويتواصل معه - عليه أن يطلب ذلك من الله تعالى وأن يسعى لتحقيقه بكل ما آتاه الله من قوى وأدوات - وأن يستخدم خبراته وقدراته لدفع الألم والخوف واجتنابهما له ولمجتمعه ولجميع الخلق - وأن ينظر إلى ما يؤلم ويخيف كحافز ودافع إلى العمل والتفكير بكيفية دفعه والوصول إلى حال أفضل للبشرية
وهذا لا يعتبر اعتراضاً على إرادة الله ولا دفعاً لمقاديره - ومن نحن وما هي قدرتنا الضعيفة أمام مقاديره - ولا يعتبر مخالفة للتوكل على الله بل هو من حسن الظن بالله - والأمل بما كتب لنا من خير في مستقبل الأيام - فيجب ألا نتوقع أن يقدر الله علينا في المستقبل شراً ونحن لا نعلم غيب الأيام القادمة ولا نجزم أنه سيكون مثل ماضي الأيام بل رجاؤنا من الله كل خير وتفريج ورفع للبلاء وأن يكون مستقبل أيامنا خيراً مما مضى - ويجب أن نتأكد من أننا نعمل على ذلك
إن الله تعالى أرحم بنا من أمهاتنا ومن أنفسنا - وما تلك البليات والكوارث التي تقع مفردة على بعض الناس أو عامة على مدن وبلاد إلا دوافع للبشرية لتتعلم وتطور قدراتها - فلو أن البلاء وقع على بعض البشر في بعض البلدان فسوف تراه بقية المليارات من البشر وتتعلم منه - ولكن لو وقع هذا البلاء بغير البشر ولم يمسهم مباشرة فربما لم يسمع به أحد ولم يتعلم منه أحد - ولو وقع البلاء بكل البشر لما كان لديهم فرصة أن يتعلموا منه ولكان هذا آخر أيامهم على الأرض - وإلى أن يحين ذلك الوقت يجب أن نتعلم كيف نحسن واقعنا الذي نعيشه ونعمل غاية ما نستطيع لأجل ذلك
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
لماذا خلق الله الشر؟ - يجعله عامر - 11-17-2007
يا اخ عباد مسا الورد عليك
احلى جمله عجبتني هي جملة الختام :
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
كونها بالفعل تتسق ما قاله العزيز الغالي : بني ادم ، المسلم الموحد بالله .
خالص التحية لك ، وبمناسبة حديث : "الصبر ضياء" محمد الغزالي ت 1996 م له شرح وتعليق جميل عليه ، اذا تحب ان تقرأه ممكن اكتب لك احاله كامله ، واللا مش بتحب الغزالي .
لماذا خلق الله الشر؟ - طنطاوي - 11-17-2007
اكمالاً لامثلة المعاناة الانسانية ، ذات مرة كشفت علي مريض يده تشبه القدم تماماً ، بمعني الكف غليظ جداً والاصابع قصيرة والاظافر سميكة ودائما مثنية بالاتجاه الذي تنثني فيه القدم . ولانني كنت اشاهد الموضوع للمرة الاولي فقد ولعدم تؤكدي من انها قدم او ماهي اصلاً ، فقررت ان اصورها ، ثم تذكرت ان من امامي هو انسان قد يتألم من اهتمامي بجزء مشوه من جسمه وبينما يعتمل في داخلي صراع عن خلاقية ان اصوره دون ان يحس ، غادر من امامي وانشغلت انا بما ورائي من عمل.
المناسبة انه اتي للمستشفي لانه سقط علي يده المشوهه ولو انها يد سليمه لاستطاع تفادي السقطة ، فالجزؤ المشوه لايستطيع ان يؤدي العمل كما ينبغي.
الموضوع ببساطة ، انه لاخير ولا شر ، مجرد جينات مترتبه بترتيب معين ، تماماً كما ان ذرات الكربون قد تترتب بترتيب معين فتكون فحما وبترتيب اخر فتكون ماساً.
من الممكن بالطبع ان نقول ان الله يبتليه بيد مشوهه ، طيب ، مرة اخري ، لماذا يبتليه؟
ليميز الخبيث من الصالح، طيب لماذا؟
لماذا؟
تحية