+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: دفتر الغياب اليومي (/showthread.php?tid=33254)
دفتر الغياب اليومي - تموز المديني - 10-19-2006
اقتباس: طارق القدّاح كتب/كتبت
اقتباس: تموز المديني كتب/كتبت
اشعر لسبب او لآخر بان تكون هذه القصيدة اهداء الى طارق القداح
تسلم لي يا أمير :kiss:
اهلا عمي طارق و كل عام و انت بخير
اليك هذه الهدية
قصة رمضانية قصيرة:
[CENTER]"ان تنشق الأرض و تبلعك
ان تنشق الأرض و تبلعك.. احساس قاس لابد من العبور به في يوم من ايام اي منا...
بعد ان عشت هذه الحادثة التي ساقصها هنا تأكد لي وزادت قناعاتي ان فوضى الحقائق وعشوائية العيش وصدف الحياة التي تشكل مسارها، مهما سميناها، قدرا او مصيرا او حتى ارادة.. هي غير خاضعة ابدا لأي مسار او نظام خارج منطق الصدفة والفوضى ولذلك لابد في حالة ما من التقاء عشوائي بين حقيقتين لا توافق بينهما، فلاتعود مثلا قادرا على التنصل من حقائق عنك بعد هذا اللقاء العشوائي والتوافق اللامنطقي مع نقيضك..
هذه التطابق يثير فيّ الاحساس السابق:
ان تنشق الارض وتبلعني
طبعا لا يوجد اكثر من رمضان، بطقوسه القاسية التي تتعلق اساسا بمصدر الغذاء الجسدي والروحي الاساسي للجنس البشري، تعبيرا عن حالات اللقاء والمناسبات الاجتماعية بين افراد وجماعات بينهما الكثير من التناقض الفكري والاجتماعي، فما بالك اذا كان التناقض نابع اصلا في الخروج عن المألوف في مجتمعاتنا القروية البسيطة مما توجبه طقوس الصيام والاجتماعات العائلية؟؟؟ وما حدث معي كان في هذا الشهر الفضيل حيث اجتمع افراد اسرتنا من كل ارجاء المعمورة والمغتربات في القرية.. و كنت انا الذي لا التزم ابدا بهذه الاجتماعات الطقسية عادة.. متواجدا هناك بحكم تطابق هذا الشهر مع اجازتي الصيفية وكانت رغبتي ان امضي الاجازة هنا هذه السنة بعد سنة من العمل القاسي في بلاد الصقيع الاوربي الرمادي..
بالاختصار المفيد تواجد في سهرة الافطار هذه عند عمي، الذي يعتبر كبير العائلة، كل افراد العائلة/القبيلة المغتربين مع اؤلئك المقيمين في القرية، وبينهم الكثير من المهمين على نطاق الفكر والتاريخ الشخصي، وبينهم ايضا ما يمثل منتهى الغباء والغلظة القروية التي يشتهر بها ريفينا المتوسطي في بلاد الشام ومنهم المدعو شحرورو الذي يمكن اطلاق كل هذه الاوصاف عليه:
ابن ثري ريفي متوسط التعليم الى موظف وهمي لا يداوم على وظيفته الا في سبيل الراتب وشرب الشاي و طق الحنك، مدعي الثقافة و الجمال و الذكاء... بالاختصار مدعي كل الاشياء التي لاتعد ولا تحصى التي يظن انه اهلا لها.. من عزف نشاز على العود الى صوت رديء الى نمط تفكير متخلف يمزج بين الأصولية والانتهازية يلبس رداء الحداثة الى فقيه حتى في الدين احيانا، مشهور بالنمية ونقل اخبار العائلات والنساء، فضولي وطفيلي، حافظ غبي لبعض ابيات الشعر القديم ذات العبرة والامثولة يجود بها دائما دون مناسبة او داع..
شحرورو المشَحْوَر، كما كان يطلق عليه وامامه احيانا بكل صفاقة اصحاب الالسنة اللاذعة من اهل القرية، كان دائم الالتصاق بالمغتربين وابناء العمومة والتشبه بهم والتباهي بانه الوحيد في القرية الذي يصل مستواهم، وللاسف كنت محبوبه الاول بما انني امتهن ما يمت الى الثقافة والفن بصلة ، كنت بدوري طويل الصبر مطاط الروح في الاستماع اليه والتجاوب معه.. هو اللذي يمثل مآثر القرية بالتخلف والدونية..
طبعا كان هناك ايضا العديد من المغتربين في دول الخليج و واحد من استراليا و اثنان من امريكا اللاتينية وبعض اخر من الدول المجاورة بحكم موقع القرية القريب من الحدود المتشابكة او من العاصمة العامرة.. كان لقاء الاختلاف والتميز والتنوع بكل مقايسيه رغم وحدة الدم التي اشك بها في منطقة تعتبر معبرا للحضارات و ممرا للقوافل ومهدا للتخلف الزراعي الذي نشتهر به..
بعد الافطار الشهي والرائع الذي يعبر تماما عن قسوة الامتناع عن هذه المآكل والمشارب اللذيذة بسبب الصوم كان اللقاء دافئا والنفوس صافية بعد اداء صلاة من كل الحاضرين تقريبا، قام العم الغالي اللذيذ بسؤال عام الى الجميع وطلب الاجابة عليه بكل صدق وصراحة :
_: من منكم مفطر في هذا الرمضان؟؟؟
ساد صمت طويل تعجبت خلاله من ابن عمي لي في استراليا طبيب ومثقف بانه صائم ويواظب على صيامه وان كان يقصر في مواضيع الصلوات، كانت العيون تنتقل من واحد الى آخر وما ان تصل الى احدهم حتى يتمتم بالحمد لله على صيامه مبتسما وينتقل بالنظر الى مجاوره.. و ما ان وصلت النظرات اليَّ حتى شعرت بثقل اللحظة وبثقل العيون التي تتطلع الي مستفهمة
_: انا لست بصائم و ربنا الكريم...
علت همهمة جماعية تناوبت فيها استنكارات البعض واستغرابهم وبنفس الوقت تفهم ومعرفة هذه الحقيقة عني من البعض الآخر..
بالطبع انا لم اكن في اي شكل من الاشكال محرجا بالتصريح، رغم محبتي للعم واحترامي للعديد منهم، كنت متأكدا ان سؤال العم في الاساس كان موجها اليّ، رغم معرفته شبه الأكيدة عني بما انا عليه، لذلك كان جوابي طبيعيا، بالنسبة لي على الاقل.
لم تكد تصمت الهمهمة حتى صعد صوت شحرورو قائلا بزقزقة متحشرجة
_: و انا ايضا مفطر
هنا تحولت وتيرة الهمهمة وطبيعتها نحو الضحك الساخر، الذي احسست تماما انه يشملني انا يضا ، خصوصا بعد ان تسربت الى اذني عبارة : وافق شن طبقه او "طنجرة ولقت غطاها"... ثم تنقلت نظرات العشرات من ابناء العائلة الكريمة بيني وبين شحرور، وبالتتابع مع الضحكات المنفلتة، كأنها تقوم بالمقارنة والدمج الذي لا يمكن ان يحدث بيني وبين شحرورو بأن كلانا : مفطر.
في الحقيقة ولاول مرة في حياتي للاسف اشعر وبصدق انه عليّ ان اصوم واقاسي من كل طقوس هذا الشهر كي لا اضطر ان اشبه او اقارن قط بالسيد شحرورو.
و عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
و لطااااااااارق
:redrose:
دفتر الغياب اليومي - Arabia Felix - 10-19-2006
وأضف على ذلك ياصديقي،
- ينعاد علينا هذا الشهر الجميل، والله رح نفتقده..
الجميع يهلل ويتباكي.. وأصمت أنا..
لا يجوز لي أن أصمت حتى وإن لم أقل خيراً..
يتوجهون بالأسئلة..
- وإلا أنتِ أيش رأيك؟ ليش ساكتة؟
أجاوب..
- أنا أكره رمضان!
يتجاهلون.. ويكملون حديثهم.. لا استغراب ولا استنكار ولا إدانة.. فالقول بكره رمضان هو أمرأقرب للخبل!
(f)
دفتر الغياب اليومي - ابن سوريا - 10-19-2006
ألف شكر يا غالي، غمرتني بلطفك وحنانك.
قمت بتسجيلها لدي لأقرأها على رواق هذا المساء في البيت حيث لا أنترنت ولا تلفونات، سيكون نص كنديمي هذه الليلة.(f)
:kiss:
دفتر الغياب اليومي - تموز المديني - 11-01-2006
اقتباس: طارق القدّاح كتب/كتبت
ألف شكر يا غالي، غمرتني بلطفك وحنانك.
قمت بتسجيلها لدي لأقرأها على رواق هذا المساء في البيت حيث لا أنترنت ولا تلفونات، سيكون نص كنديمي هذه الليلة.(f)
:kiss:
الغالي طارق
يسعدني وجودك كما يسعدني اكثر معرفة رأيك بكل حياد
تاخرت بالعودة فقط كي احمل جديدا عبر هذا الغياب الذي يسحبني في سفر وترحال
اعود مع جديد من غياب يقطع اوصاله هذا السفر: " الجهاد الاكبر" مع الاحترام لاصحاب الجهاد بكل قداديسه
تحية لك بغادة السمان التي فتحت جروحنا
:97:
دفتر الغياب اليومي - ابن سوريا - 11-01-2006
عزيزي؛
النص رائع جداً، لقد قمت حينها بطباعته ولم أستطع الانتظار فقرأته بالمترو في الطريق للبيت، مبدع وملتقط بارع لمشاهد الحياة بأسلوب متميز أيها الصديق.
بانتظار مزيدك بكل لهفةٍ وشوق.
محبتي
طارق
دفتر الغياب اليومي - تموز المديني - 11-09-2006
احوال الطقس
"بين سفر و آخر"
في أحوال الطقس ريح مريح يزيح الصيف عن عرش المكان
عاصفة بحرية تجتاح الطقس يرتفع الموج و تتناثر قطراتها على اطراف المدينة
الخضوع للاحوال المتناقضة من طقس صحراوي جنوبي مرمل وطقس بحري متوسط شمالي هكذا ياتي الحر من تاثير الجنوب و البرد من ريح الشمال فبرده برد و حره حر... وقد تصادف ان تكون متعرق في احدى الجهات و ريح منعشة مبللة تصفعك في الجهة المقابلة مما يجعلك فعلا تشتهي مغرفة كبيرة تخلط بها احوال الطقسين ليعتدل المناخ
مغرفة كبيرة تمزج احوال الماء في الشمال مع احوال القيظ الصحراوي جنوبا ... و قال ادونيس كيف تمزجهما في صحن؟؟؟
الخريف في قمة حضوره.. هذا الفصل العابر نادرا في مقامات المكان يزيح الصيف عن عرش الشمس ويلبسها غمامة رقيقة تشف وتكظم حسب احوال الجسد
في طريق اكتمال القمر يحين القطاف بعد ان تتفجر تلك الثمرات عن وبراتها وتفوح بزيتها العبق .. نبات الروح في احوال الطقس كيف تضع الروح والجسد في صحن واحد وتتمتع بالشهية الطيبة في افطار مبارك ...؟؟
* * *
أوائل المطر والسماء المفعمة بغيومها البيضاء الكثيفة والمتراصة المطر يغسل روح الطبيعة يزيح عنها الغبار يبلله يوحله ثم يشطفه من الوجود...
سأشطف الأرض : قال انسي الحاج الجليل ذات قريحة
وها انا اشطف الحديقة من وحل المطر المهرب من غبار الصيف
ساشطف التراس انا يا انسي
استيقاظ صباحي على ازعاجات اصوات المطر الذي يتساقط من فتحات الصرف المسدود التي تشكل مستنقعات آسنة كل سنة مع انسدادها و انطمار بالرمل والغبار لتصير طينا موحلا جبل به الانسان الاول..
الانسان الأول انسان موحل مطيًّن بامتياز
:rose:
شكرا يا طارق لرأيك في حضورك أعلاه(f)
دفتر الغياب اليومي - تموز المديني - 01-04-2007
[CENTER]في لحظــــــــــــــــــــــــــــــــــــة عابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة
كلعاموانتمبخير
"فقط لاغير"
[CENTER]بلابداية
يبدأ العام الجديد منذ البداية
وكأن النهاية
خاتمة الحكاية
بلا نهاية
ينتهي الوقت السابق
حيث يمكن ان يكون
وقت بداية او وقت نهاية
حسب الرواية
التي قد تبدأ من كل الزوايا
لتنتهي
قبل ان تبدأ
البداية
بلا وقت مستقطع
يعبر العام سريعا بين
فخذي امرأة
امرأة صارت
زمني
و ايامي
واغلب سنيني
الزمن في لحظة النشوة
تكة الثانية
في رعشة
الجسد
فقاعة وهم
يلفها الشريان
و الدم
و العصب
تدوم
الى الأبد
بين نهدي انثى
تتلوى
على عصب
الزمن
تنضج
وتتدلى
ويحلو قطافها
في اخر
ليل
في اخر السنة
في لحظة
تسعى
حين
يقفز العقرب
الكبير
فوق الابرة الصغيرة
كي
تصير
صوتا
مستمرا
في الصدى
الوقت ان ذهب
لا يفقد المعدن الاصيل
من بريقه
ولا يحيط لحظة
الشرر
برقم
او تأريخ
او توقيت
مهما تجبر
بلابداية
بلا نهاية
القصيدة اللحظة
العابرة
بخفة
ورشاقة
من
سنة
الى
اخرى
:redrose:[/CENTER]
دفتر الغياب اليومي - Deena - 01-07-2007
تظن الحمصية أن سنة ال2006 انتهت بشكل فاشل
لا أقصد ليلة 31
لكن حدثت بعض الأمور وعكرت سير الأمور الجيد
فانحرف قليلا لمطبات لاتؤذي شاسيه سيارة الحياة
على أمل أن يتعدل الوضع ونعود للمسار الصحيح
علما أن الحمصية لاتعرف إن كانت الطريق الوعرة هي المسار الصحيح
أو أن تحولها لوعرة جعلها تعتقد أنها انحرفت
وأن الطريق السالكة الجيدة قد تكون بعيدة كل البعد عن المسار الصحيح
إن كان هناك مسار صحيح وآخر يحتاج لتصحيح
كل عام وأنت هنا وبألف خير ياتموز المدينة الماطرة
دفتر الغياب اليومي - تموز المديني - 01-07-2007
وانت بكل خير في كل الطرق وعرة ام ممهدة على ان تكون اختيارك الحر
لي عودة لمناسبة المسار الصحيح وشاسيه السيارة:)
ودمت حمصية عظيمة
:redrose:
دفتر الغياب اليومي - تموز المديني - 02-03-2007
الورقة البيضاء تثير ضوءا ساطعا يطغي على اللون الاحمر الوردي الدافئ الذي يرسل تدرجاته الخافتة على مساحات الطاولة ليمتد الى ارجاء الغرفة
من جديد يصعقني بياض الورقة الفارغة التي تمتد على شاشة حاسوبي
الفراغ الالكتروني الضوئي يثير فيّ هلعا و اضطرابا في جسدي وروحي على السواء
ماذا اكتب
ماذا اريد ان اقول؟؟؟
الايام تمضي والسنوات تتراكم بسرعة مذهلة وكأنه انحدار العمر نحو حضيض النهايات
الكلمات تموت على شفتي
الافكار تجهض في رأسي قبل ولادتها
لم يعد هناك شيء جدير بالقول
لا حدث
لا شخصيات
لا مشاهدين
لانقاد
لا احد
لا احد جدير بالقول
لا احد جاهز للانصات
و المتفرجين ادمنوا النظر في مرايا صغيرة يخبؤها في جيوبهم ويطالعون فيها صورتهم حين يرغبون او حين تحين الفرصة التي يود بها اي احد ان يعود لنفسه قليلا اذا واتاه الوقت..
هذا لايعني بان ممارسة الحياة و مشاغلها و اعمالها وابواب الرزق فيها هي وحدها فقط تحتل اوقاتنا فنبتعد يوما بعد اخر سنة بعد اخرى عن انفسنا... لا ليس هذه فقط
الفراغ ايضا فعل قاسي يحتل اوقاتنا ويسيطر علي احداث حياتنا ايضا وله اكبر الاثر في انشغالنا عن اي محاولة تواصل مع الذات او مع الآخر.. اقول تواصل و ليس لقاء او حوار او صراخ او شجار او ممارسة مشتركة للفراغ بين اثنين او اكثر او مجتمع وآخر او بلاد برمتها....
هناك هروب خطير من الانا.. انكفاء وانخفاس روحي عظيم في كل هذه الضوضاء التي تثيرها الحياة من حولنا.. هناك عزلة خفية مقنعة تزحف بطيئا لتحتل ارواحنا رغم كل الصخب الذي نثيره فيما حولنا
افراغ و تفريغ عبر الافراط في ممارسة الحياة خارجا اولا وأخيرا
الحياة تفر نحو الخارج
تهرب من المعنى و اللحظة والمواجهة التي لابد منها هناك بين الانا واناها
الحياة تزحف نحو الهامش لتخلي الصفحة البيضاء الساطعة لكل هذا الفراغ
هي الورقة البيضاء تخبو انوارها رويدا تغلق نوافذها الالكترونية واحدة بعد الاخرى تطفئ الانوار وتختبئ احفورة على القرص الصلب بانتظار قارئ اقراص من عصر معلوماتي مستقبلي لا يمكن تخيله او تصور ابعاده
لا جدوى حتى من الفراغ