حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام (/showthread.php?tid=33480)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66


خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - الختيار - 09-06-2005

عزيزي كمبيوترجي

المسألة ليست بهذا التبسيط

الفكرة القرآنية باختصار تقول أن قدرة الله تجلت في تنوع الثمار رغم سقايتها بماء واحد ، و هذا ما نحتج عليه ، ما هو بالأزرق ، فما علاقة الماء الواحد بتنوع الثمار ؟؟؟

و حتى تصبح الفكرة واضحة ، سأقتبس لك رداً مطولاً كنت كتبته لزميل لك في الدين ، اتهمني أنني أفسر القرآن حسب فهمي الخاص ، و قد أوردت له ما ورد في كتب التفسير بخصوص هذه الآية ، و بعد أن تقرأه تصبح الفكرة واصحة بالنسبة لك .

سأضعها كمداخلة مستقلة

تحياتي



خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - الختيار - 09-06-2005


لنرى ما هو مكتوب في التفاسير :

1- الطبري 310 هـ

وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات } يَقُول ـ تَعَالَى ذِكْره ـ : { وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات } : وَفِي الْأَرْض قِطَع مِنْهَا مُتَقَارِبَات مُتَدَانِيَات يَقْرَب بَعْضهَا مِنْ بَعْض بِالْجِوَارِ , وَتَخْتَلِف بِالتَّفَاضُلِ مَعَ تَجَاوُوهَا وَقُرْب بَعْضهَا مِنْ بَعْض , فَمِنْهَا قِطْعَة سَبِخَة لَا تُنْبِت شَيْئًا فِي جِوَار قِطْعَة طَيِّبَة تُنْبِت وَتَنْفَع . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل.(و يذكر بأسانيده من قال هذا الكلام يُنظر هامش 1 )


وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ

وَقَوْله : { وَجَنَّات مِنْ أَعْنَاب وَزَرْع وَنَخِيل صِنْوَان وَغَيْر صِنْوَان يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِد وَنُفَضِّل بَعْضهَا عَلَى بَعْض فِي الْأُكُل } يَقُول ـ تَعَالَى ذِكْره ـ : وَفِي الْأَرْض مَعَ الْقِطَع الْمُخْتَلِفَات الْمَعَانِي مِنْهَا , بِالْمُلُوحَةِ وَالْعُذُوبَة , وَالْخَبِيث وَالطَّيِّب , مَعَ تَجَاوُرهَا وَتَقَارُب بَعْضهَا مِنْ بَعْض , بَسَاتِين مِنْ أَعْنَاب وَزَرْع وَنَخِيل أَيْضًا , مُتَقَارِبَة فِي الْخِلْقَة مُخْتَلِفَة فِي الطُّعُوم وَالْأَلْوَان , مَعَ إِجْمَاع جَمِيعهَا عَلَى شِرْب وَاحِد )


إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

وَقَوْله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يَقُول ـ تَعَالَى ذِكْره ـ : إِنَّ فِي مُخَالَفَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ هَذَا الْقِطَع مِنْ الْأَرْض الْمُتَجَاوِرَات وَثِمَار جَنَّاتهَا وَزُرُوعهَا عَلَى مَا وَصَفْنَا وَبَيَّنَّا لَدَلِيلًا وَاضِحًا وَعِبْرَة لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ اِخْتِلَاف ذَلِكَ , إِنَّ الَّذِي خَالَفَ بَيْنه عَلَى هَذَا النَّحْو الَّذِي خَالَفَ بَيْنه , هُوَ الْمُخَالِف بَيْنَ خَلْقه فِيمَا قَسَمَ لَهُمْ مِنْ هِدَايَة وَضَلَال .



التعليق :بالعودة إلى تفسير الطبري و ما نقله عن الصحابة و التابعين (راجع الهامش) يتضح أن الفهم الذي قلت به ليس فهماً خاصاً كما يحب أن يدّعي المسلمون دائماً و أبداً .


و تفسير الطبري ها هو أمامك واضح ، فهو يقول لك أن القطع المتجاورة من الأرض ، المتباينة في عذوبتها و ملوحتها ، و جنات م أعناب و نخيل و فواكه متنوعة ، كلها تُسقى بماءٍ واحد ، لكن النتائج تختلف ، و أن في ذلك آية .

فالشاهد هنا هو الماء الواحد ، و هو ما وجده محمد دليلا على قدرة الله ، و لسان حاله يقول : أنظروا إلى هذه الأراضي المتجاورة ، تُسقى بماءٍ واحد (عذب و هو المطر) ، لكن النبات نجده مختلف الطعم متنوع ، فهذا حلو و هذا حامض ، و هذا كله من أعاجيب قدرة الله الدالّة عليه .

2- القرطبي 671 هـ

وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ

" وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات " فِي الْكَلَام حَذْف ; الْمَعْنَى : وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات وَغَيْر مُتَجَاوِرَات ; كَمَا قَالَ : " سَرَابِيل تَقِيكُمْ الْحَرّ " وَالْمَعْنَى : وَتَقِيكُمْ الْبَرْد , ثُمَّ حَذَفَ لِعِلْمِ السَّامِع . وَالْمُتَجَاوِرَات الْمُدُن وَمَا كَانَ عَامِرًا , وَغَيْر مُتَجَاوِرَات الصَّحَارِي وَمَا كَانَ غَيْر عَامِر.

" مُتَجَاوِرَات " أَيْ قُرًى مُتَدَانِيَات , تُرَابهَا وَاحِد , وَمَاؤُهَا وَاحِد , وَفِيهَا زُرُوع وَجَنَّات , ثُمَّ تَتَفَاوَت فِي الثِّمَار وَالتَّمْر ; فَيَكُون الْبَعْض حُلْوًا , وَالْبَعْض حَامِضًا ; وَالْغُصْن الْوَاحِد مِنْ الشَّجَرَة قَدْ يَخْتَلِف الثَّمَر فِيهِ مِنْ الصِّغَر وَالْكِبَر وَاللَّوْن وَالْمَطْعَم , وَإِنْ اِنْبَسَطَ الشَّمْس وَالْقَمَر عَلَى الْجَمِيع عَلَى نَسَق وَاحِد مَعَ تَجَاوِرهُمَا ; وَهَذَا أَيْضًا مِنْ دَلَالَات كَمَال قُدْرَته ; جَلَّ وَعَزَّ تَعَالَى عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا .

ذَهَبَتْ الْكَفَرَة - لَعَنَهُمْ اللَّه - إِلَى أَنَّ كُلّ حَادِث يَحْدُث بِنَفْسِهِ لَا مِنْ صَانِع ; وَادَّعَوْا ذَلِكَ فِي الثِّمَار الْخَارِجَة مِنْ الْأَشْجَار , وَقَدْ أَقَرُّوا بِحُدُوثِهَا , وَأَنْكَرُوا مُحْدِثهَا , وَأَنْكَرُوا الْأَعْرَاض. وَقَالَتْ فِرْقَة : بِحُدُوثِ الثِّمَار لَا مِنْ صَانِع , وَأَثْبَتُوا لِلْأَعْرَاضِ فَاعِلًا ; وَالدَّلِيل عَلَى أَنَّ الْحَادِث لَا بُدّ لَهُ مِنْ مُحْدِث أَنَّهُ يَحْدُث فِي وَقْت , وَيَحْدُث مَا هُوَ مِنْ جِنْسه فِي وَقْت آخَر ; فَلَوْ كَانَ حُدُوثه فِي وَقْته لِاخْتِصَاصِهِ بِهِ , لَوَجَبَ أَنْ يَحْدُث فِي وَقْته كُلّ مَا هُوَ مِنْ جِنْسه ; وَإِذَا بَطَلَ اِخْتِصَاصه بِوَقْتِهِ صَحَّ أَنَّ اِخْتِصَاصه بِهِ لِأَجْلِ مُخَصِّص خَصَّصَهُ بِهِ , وَلَوْلَا تَخْصِيصه إِيَّاهُ بِهِ لَمْ يَكُنْ حُدُوثه فِي وَقْته أَوْلَى مِنْ حُدُوثه قَبْل ذَلِكَ أَوْ بَعْده ; وَاسْتِيفَاء هَذَا فِي عِلْم الْكَلَام .


التعليق :هنا يضيف القرطبي وحدانية التراب بالإضافة إلى وحدانية الماء ، و يذكر التربة العذبة و السبخة كرأي ثانٍ ، و يورد جملة توضّح المسألة برمتها ، حيث يقول :
وَهَذَا أَدَلّ دَلِيل عَلَى بُطْلَان الْقَوْل بِالطَّبْعِ
أي أن تنوع الأرض في إنتاج الثمارليس مطبوع فيها ، بل هو بقدرة الله ، لأن هذه الأرض تُسقى بماء واحد و تراب واحد ، و بناءاً عليه فيجب أن تكون النتيجة دائماً هي هي إذا كان هذا الطبع مخصوص بالأرض و الماء و التراب ، و يجب أن يحدث في أي وقت ، و لكن بما أنه بطل هذا الاختصاص نتيجة للتنوع في الانتاج (أي اختصاص الماء الواحد و التراب الواحد في إنتاج نبات واحد) فيدل ذلك على وجود مخصِّص خصصه به و لو هذا التخصيص لما أعطت الأرض الثمرة الفلانية في الوقت الفلاني لا قبله و لا بعده ، و أعطت غيره في وقت آخر .

هذا كلام القرطبي و هو رأي فاسد مبني على مقدمة فاسدة ، فهو يعتقد أن الثمرة تأخذ خصائصها من الأرض و الماء ، و بالتالي فيجب أن تعطي الأرض الواحدة و الماء الواحد دائماً نفس الثمرة ، و بما أن هذا يخالف واقع الحال ، فدل على بطلان القول بالطبع (كطبيعة النار التي تحرق) و هنا طبيعة الماء و التربة التي تعطي ثمرة بعينها ، و دل هذا على وجود مخصِّض خصص هذا الجزء من التربة المتشابهة المسقية بماء واحد أن تعطي عنباً و خصص الجزء الآخر من نفس الأرض و نفس الماء أن يعطي نخيلاً ، و هذا المخصِّص هو الله و هذا دليل على وجوده .

نشكر القرطبي على هذا التوضيح الذي ما بعده توضيح ، ليبيّن لنا كيف كان يفكر محمد و صحابته إلى زمن القرطبي على الأقل (القرن السابع الهجري) ، حيث أنه لم يخطر ببالهم أن خصوصية الثمرة كامنة في بذرتها ، في خلاياها ، و في أنويتها ، و أنّى لهم ذلك في تلك الحقبة من الزمن .


نتابع تفسير القرطبي

وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ
وَجَنَّات " بِكَسْرِ التَّاء , عَلَى التَّقْدِير : وَجَعَلَ فِيهَا جَنَّات , فَهُوَ مَحْمُول عَلَى قَوْله : " وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ " . وَيَجُوز أَنْ تَكُون مَجْرُورَة عَلَى الْحَمْل عَلَى " كُلّ " التَّقْدِير : وَمِنْ كُلّ الثَّمَرَات , وَمِنْ جَنَّات . الْبَاقُونَ " جَنَّات " بِالرَّفْعِ عَلَى تَقْدِير : وَبَيْنهمَا جَنَّات.

وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ
بِالرَّفْعِ . اِبْن كَثِير وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص عَطْفًا عَلَى الْجَنَّات ; أَيْ عَلَى تَقْدِير : وَفِي الْأَرْض زَرْع وَنَخِيل . وَخَفَضَهَا الْبَاقُونَ نَسَقًا عَلَى الْأَعْنَاب ; فَيَكُون الزَّرْع وَالنَّخِيل مِنْ الْجَنَّات ; وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَعْطُوفًا عَلَى " كُلّ " حَسَب مَا تَقَدَّمَ فِي " وَجَنَّات " . وَقَرَأَ مُجَاهِد وَالسُّلَمِيّ وَغَيْرهمَا " صُنْوَان " بِضَمِّ الصَّاد , الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ ; وَهُمَا لُغَتَانِ ; وَهُمَا جَمْع صِنْو , وَهِيَ النَّخَلَات وَالنَّخْلَتَانِ , يَجْمَعهُنَّ أَصْل وَاحِد , وَتَتَشَعَّب مِنْهُ رُءُوس فَتَصِير نَخِيلًا ; نَظِيرهَا قِنْوَان , وَاحِدهَا قِنْو وَرَوَى أَبُو إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاء قَالَ : الصِّنْوَانِ الْمُجْتَمِع , وَغَيْر الصِّنْوَانِ الْمُتَفَرِّق ; النَّحَّاس : وَكَذَلِكَ هُوَ فِي اللُّغَة ; يُقَال لِلنَّخْلَةِ إِذَا كَانَتْ فِيهَا نَخْلَة أُخْرَى أَوْ أَكْثَر صِنْوَانِ . وَالصِّنْو الْمِثْل ; وَمِنْهُ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَمّ الرَّجُل صِنْو أَبِيهِ ) . وَلَا فَرْق فِيهَا بَيْن التَّثْنِيَة وَالْجَمْع وَلَا بِالْإِعْرَابِ ; فَتُعْرَب نُون الْجَمْع , وَتُكْسَر نُون التَّثْنِيَة ; قَالَ الشَّاعِر : الْعِلْم وَالْحِلْم خُلَّتَا كَرَم لِلْمَرْءِ زَيْن إِذَا هُمَا اِجْتَمَعَا صِنْوَانِ لَا يُسْتَتَمّ حُسْنهمَا إِلَّا بِجَمْعِ ذَا وَذَاكَ مَعَا

يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ
كَصَالِحِ بَنِي آدَم وَخَبِيثهمْ ; أَبُوهُمْ وَاحِد ; قَالَهُ النَّحَّاس وَالْبُخَارِيّ . وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامِر : " يُسْقَى " بِالْيَاءِ , أَيْ يُسْقَى ذَلِكَ كُلّه . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ , لِقَوْلِهِ : " جَنَّات " وَاخْتَارَهُ أَبُو حَاتِم وَأَبُو عُبَيْدَة ; قَالَ أَبُو عَمْرو : وَالتَّأْنِيث أَحْسَن ;

وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ
وَلَمْ يَقُلْ بَعْضه . وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكِسَائِيّ وَغَيْرهمَا " وَيُفَضِّل بِالْيَاءِ رَدًّا عَلَى قَوْله : " يُدَبِّر الْأَمْر " [ الرَّعْد : 2 ] و " يُفَصِّل " [ الرَّعْد : 2 ] و " يُغْشِي " [ الرَّعْد : 3 ] الْبَاقُونَ بِالنُّونِ عَلَى مَعْنَى : وَنَحْنُ نُفَضِّل . وَرَوَى جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ : سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لِعَلَيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : ( النَّاس مِنْ شَجَر شَتَّى وَأَنَا وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَة وَاحِدَة ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات " حَتَّى بَلَغَ قَوْله : " يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِد " ) و " الْأُكُل " الثَّمَر . قَالَ اِبْن عَبَّاس : يَعْنِي الْحُلْو وَالْحَامِض وَالْفَارِسِيّ وَالدَّقَل . وَالْإِيمَان وَالْكُفْر , كَاخْتِلَافِ الثِّمَار الَّتِي تُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِد ; وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر : النَّاس كَالنَّبْتِ وَالنَّبْت أَلْوَان مِنْهَا شَجَر الصَّنْدَل وَالْكَافُور وَالْبَان وَمِنْهَا شَجَر يَنْضَح طُول الدَّهْر قَطْرَان

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
أَيْ لَعَلَامَات لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب يَفْهَم عَنْ اللَّه تَعَالَى .


3- ابن كثير 774 هـ

وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

وَقَوْله " وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات " أَيْ أَرَاضٍ يُجَاوِر بَعْضهَا بَعْضًا مَعَ أَنَّ هَذِهِ طَيِّبَة تُنْبِت مَا يَنْفَع النَّاس وَهَذِهِ سَبِخَة مَالِحَة لَا تُنْبِت شَيْئًا هَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالضَّحَّاك وَغَيْر وَاحِد وَمَدْخَل فِي هَذِهِ الْآيَة اِخْتِلَاف أَلْوَان بِقَاع الْأَرْض فَهَذِهِ تُرْبَة حَمْرَاء وَهَذِهِ بَيْضَاء وَهَذِهِ صَفْرَاء وَهَذِهِ سَوْدَاء وَهَذِهِ مُحَجَّرَة وَهَذِهِ سَهْلَة وَهَذِهِ مُرَمَّلَة وَهَذِهِ سَمِيكَة وَهَذِهِ رَقِيقَة وَالْكُلّ مُتَجَاوِرَات فَهَذِهِ بِصِفَتِهَا وَهَذِهِ بِصِفَتِهَا الْأُخْرَى فَهَذَا كُلّه مِمَّا يَدُلّ عَلَى الْفَاعِل الْمُخْتَار لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَلَا رَبّ سِوَاهُ ........(تم حذفه للاختصار ، موجود في هامش 3 كاملاً ) .....................................وَقَوْله " تُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِد وَنُفَضِّل بَعْضهَا عَلَى بَعْض فِي الْأُكُل " قَالَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَنُفَضِّل بَعْضهَا عَلَى بَعْض فِي الْأُكُل" قَالَ " الدَّقَل وَالْفَارِسِيّ وَالْحُلْو وَالْحَامِض " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَسَن غَرِيب أَيْ هَذَا الِاخْتِلَاف فِي أَجْنَاس الثَّمَرَات وَالزُّرُوع فِي أَشْكَالهَا وَأَلْوَانهَا وَطُعُومهَا وَرَوَائِحهَا وَأَوْرَاقهَا وَأَزْهَارهَا فَهَذَا فِي غَايَة الْحَلَاوَة وَهَذَا فِي غَايَة الْحُمُوضَة وَذَا فِي غَايَة الْمَرَارَة وَذَا عَفْص وَهَذَا عَذْب وَهَذَا جَمْع وَهَذَا وَهَذَا ثُمَّ يَسْتَحِيل إِلَى طَعْم آخَر بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى وَهَذَا أَصْفَر وَهَذَا أَحْمَر وَهَذَا أَبْيَض وَهَذَا أَسْوَد وَهَذَا أَزْرَق وَكَذَلِكَ الزُّهُورَات مَعَ أَنَّهَا كُلّهَا تَسْتَمِدّ مِنْ طَبِيعَة وَاحِدَة وَهُوَ الْمَاء مَعَ هَذَا الِاخْتِلَاف الْكَبِير الَّذِي لَا يَنْحَصِر وَلَا يَنْضَبِط فَفِي ذَلِكَ آيَات لِمَنْ كَانَ وَاعِيًا وَهَذَا مِنْ أَعْظَم الدَّلَالَات عَلَى الْفَاعِل الْمُخْتَار الَّذِي بِقُدْرَتِهِ فَاوَتَ بَيْن الْأَشْيَاء وَخَلَقَهَا عَلَى مَا يُرِيد وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " .


التعليق :.

هل سيصدّق القرّاء بعد أن أحضرنا شواهدنا من أكثر كتب التفسير انتشاراً عند المسلمين ادعاء من يدعي و افتراء من يفتري و كذب من يكذب أن ما فهمناه من الآية هو فهمٌ خاص ابتدعناه و صيّرناه على هوانا !!!!

الآية لا تحتمل إلا هذا المعنى ، إلا إن شاء الإخوة المعارضين لهذا الفهم بتغيير اللغة ، أو بحذف جملة "يُسقى من ماء واحد" .


و في النهاية تجد في الهامش 4 ما ورد في كتب تفسير أخرى ، أنقلها كاملة لمن شاء الاستزادة .


تحياتي







-------------------------

الهامش

هامش 1 ) . 15265 - حَدَّثَنِي عَبْد الْجَبَّار بْن يَحْيَى الرَّمْلِيّ , قَالَ : ثَنَا ضَمْرَة بْن رَبِيعَة , عَنْ اِبْن شَوْذَب فِي قَوْله : { وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات } قَالَ : عَذِيَة وَمَالِحَة .

هامش 2 ) " . - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن التِّرْمِذِيّ , قَالَ : ثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه الرَّقِّيّ , قَالَ : ثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الرَّقِّيّ , عَنْ زَيْد بْن أَبِي أُنَيْسَة , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ أَبِي صَالِح , عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي قَوْله : { وَنُفَضِّل بَعْضهَا عَلَى بَعْض فِي الْأُكُل } قَالَ : " الدَّقَل وَالْفَارِسِيّ وَالْحُلْو وَالْحَامِض " .

هامش 3 ) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

وَقَوْله " وَفِي الْأَرْض قِطَع مُتَجَاوِرَات " أَيْ أَرَاضٍ يُجَاوِر بَعْضهَا بَعْضًا مَعَ أَنَّ هَذِهِ طَيِّبَة تُنْبِت مَا يَنْفَع النَّاس وَهَذِهِ سَبِخَة مَالِحَة لَا تُنْبِت شَيْئًا هَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالضَّحَّاك وَغَيْر وَاحِد وَمَدْخَل فِي هَذِهِ الْآيَة اِخْتِلَاف أَلْوَان بِقَاع الْأَرْض فَهَذِهِ تُرْبَة حَمْرَاء وَهَذِهِ بَيْضَاء وَهَذِهِ صَفْرَاء وَهَذِهِ سَوْدَاء وَهَذِهِ مُحَجَّرَة وَهَذِهِ سَهْلَة وَهَذِهِ مُرَمَّلَة وَهَذِهِ سَمِيكَة وَهَذِهِ رَقِيقَة وَالْكُلّ مُتَجَاوِرَات فَهَذِهِ بِصِفَتِهَا وَهَذِهِ بِصِفَتِهَا الْأُخْرَى فَهَذَا كُلّه مِمَّا يَدُلّ عَلَى الْفَاعِل الْمُخْتَار لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَلَا رَبّ سِوَاهُ وَقَوْله " وَجَنَّات مِنْ أَعْنَاب وَزَرْع وَنَخِيل " يَحْتَمِل أَنْ تَكُون عَاطِفَة عَلَى جَنَّات فَيَكُون" وَزَرْع وَنَخِيل " مَرْفُوعِينَ وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْطُوفًا عَلَى أَعْنَاب فَيَكُون مَجْرُورًا وَلِهَذَا قُرَأَ بِكُلٍّ مِنْهُمَا طَائِفَة مِنْ الْأَئِمَّة وَقَوْله " صِنْوَان وَغَيْر صِنْوَان " الصِّنْوَان هُوَ الْأُصُول الْمُجْتَمِعَة فِي مَنْبَت وَاحِد كَالرُّمَّانِ وَالتِّين وَبَعْض النَّخِيل وَنَحْو ذَلِكَ وَغَيْر الصِّنْوَان مَا كَانَ عَلَى أَصْل وَاحِد كَسَائِرِ الْأَشْجَار وَمِنْهُ سُمِّيَ عَمّ الرَّجُل صِنْو أَبِيهِ كَمَا جَاءَ فِي الصَّحِيح أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ " أَمَا شَعَرْت أَنَّ عَمّ الرَّجُل صِنْو أَبِيهِ " وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَشُعْبَة عَنْ أَبَى إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : الصِّنْوَان هِيَ النَّخَلَات فِي أَصْل وَاحِد وَغَيْر الصِّنْوَان الْمُتَفَرِّقَات وَقَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم وَغَيْر وَاحِد وَقَوْله " تُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِد وَنُفَضِّل بَعْضهَا عَلَى بَعْض فِي الْأُكُل " قَالَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَنُفَضِّل بَعْضهَا عَلَى بَعْض فِي الْأُكُل" قَالَ " الدَّقَل وَالْفَارِسِيّ وَالْحُلْو وَالْحَامِض " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَسَن غَرِيب أَيْ هَذَا الِاخْتِلَاف فِي أَجْنَاس الثَّمَرَات وَالزُّرُوع فِي أَشْكَالهَا وَأَلْوَانهَا وَطُعُومهَا وَرَوَائِحهَا وَأَوْرَاقهَا وَأَزْهَارهَا فَهَذَا فِي غَايَة الْحَلَاوَة وَهَذَا فِي غَايَة الْحُمُوضَة وَذَا فِي غَايَة الْمَرَارَة وَذَا عَفْص وَهَذَا عَذْب وَهَذَا جَمْع وَهَذَا وَهَذَا ثُمَّ يَسْتَحِيل إِلَى طَعْم آخَر بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى وَهَذَا أَصْفَر وَهَذَا أَحْمَر وَهَذَا أَبْيَض وَهَذَا أَسْوَد وَهَذَا أَزْرَق وَكَذَلِكَ الزُّهُورَات مَعَ أَنَّهَا كُلّهَا تَسْتَمِدّ مِنْ طَبِيعَة وَاحِدَة وَهُوَ الْمَاء مَعَ هَذَا الِاخْتِلَاف الْكَبِير الَّذِي لَا يَنْحَصِر وَلَا يَنْضَبِط فَفِي ذَلِكَ آيَات لِمَنْ كَانَ وَاعِيًا وَهَذَا مِنْ أَعْظَم الدَّلَالَات عَلَى الْفَاعِل الْمُخْتَار الَّذِي بِقُدْرَتِهِ فَاوَتَ بَيْن الْأَشْيَاء وَخَلَقَهَا عَلَى مَا يُرِيد وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " .


هامش 4 )

البغوي 516 هـ
4- " وفي الأرض قطع متجاورات "، متقاربات يقرب بعضها من بعض، وهي مختلفة: هذه طيبة تنبت، وهذه سبخة لا تنبت، وهذه قليلة الريع، وهذه كثيرة الريع، "وجنات": بساتين، "من أعناب وزرع ونخيل صنوان"، رفعها كلها ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، ويعقوب، عطفا على الجنات، وجرها الآخرون نسقا على الأعناب. والصنوان: جمع صنو، وهو النخلات يجمعهن أصل واحد. "وغير صنوان"، هي النخلة المنفردة بأصلها. وقال أهل التفسير: صنوان: مجتمع، وغير صنوان: متفرق. نظيره من الكلام: قنوان جمع قنو. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في العباس: "عم الرجل صنو أبيه". ولا فرق في الصنوان والقنوان بين التثنية والجمع إلا في الإعراب، وذلك أن النون في التثنية مكسورة غير منونة، وفي الجمع منونة. "يسقى بماء واحد"، قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب "يسقى" بالياء أي يسقى ذلك كله لماء واحد، وقرأ الآخرون بالتاء لقوله تعالى: "وجنات" ولقوله تعالى من بعد "بعضها على بعض"، ولم يقل بعضه. والماء جسم رقيق مائع به حياة كل نام. "ونفضل بعضها على بعض في الأكل"، في الثمر والطعم. قرأ حمزة والكسائي " ونفضل " بالياء، لقوله تعالى: "يدبر الأمر يفصل الآيات" (الرعد-2). وقرا الآخرون بالنون على معنى: ونحن نفضل بعضها على بعض في الأكل، وجاء في الحديث في قوله:" "ونفضل بعضها على بعض في الأكل"، قال: الفارسي، والدقل، والحلو، والحامض". قال مجاهد: كمثل بني آدم، صالحهم وخبيثهم، وأبوهم واحد. قال الحسن: هذا مثل ضربه الله تعالى لقلوب بني آدم، يقول: كانت الأرض طينة واحدة في يد الرحمن عز وجل، فسطحها، فصارت قطعا متجاورة، فينزل عليها المطر من السماء، فتخرج هذه زهرتها، وشجرها وثمرها ونباتها، وتخرج هذه سبخها وملحها وخبيثها، وكل يسقى لماء واحد، كذلك الناس خلقوا من آدم عليه السلام فينزل من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع، وتقسو قلوب فتلهو. قال الحسن: والله ما جالس القرآن أحد إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان، قال الله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً" (الإسراء-82). "إن في ذلك" الذي ذكرت "لآيات لقوم يعقلون".

الكشاف للزمخشري 538 هـ :
"قطع متجاورات" بقاع مختلفة، مع كونها متجاورة متلاصقة: طيبة إلى سبخة وكريمة إلى زهيدة، وصلبة إلى رخوة، وصالحة للزرع لا للشجر إلى أخرى على عكسها، مع انتظامها جميعاً في جنس الأرضية. وذلك دليل على قادر مريد، موقع لأفعاله على وجه دون وجه. وكذلك الزروع والكروم والنخيل النابتة في هذه القطع، مختلفة الأجناس والأنواع، وهي تسقى بماء واحد، وتراها متغايرة الثمر في الأشكال والألوان والطعوم والروائح، متفاضلة فيها. وفي بعض المصاحف: قطعاً متجاورات على: وجعل وقرئ: وجناتٍ، بالنصب للعطف على زوجين. أو بالجر على كل الثمرات. وقرئ وزرع ونخيلٍ، بالجز عطفاً على أعناب أو جنات والصنوان: جمع صنو، وهي النخلة لها رأسان، وأصلهما واحد. وقرئ بالضم. والكسر: لغة أهل الحجاز، والضم: لغة بني تميم وقيس "تسقى" بالتاء والياء "ونفضل" بالنون وبالياء على البناء للفاعل والمفعول جميعاً "في الأكل" بضم الكاف وسكونها.


السيوطي 911 هـ :
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

"وَفِي الْأَرْض قِطَع" بِقَاع مُخْتَلِفَة "مُتَجَاوِرَات" مُتَلَاصِقَات فَمِنْهَا طَيِّب وَسَبْخ وَقَلِيل الرِّيع وَكَثِيره وَهُوَ مِنْ دَلَائِل قُدْرَته تَعَالَى "وَجَنَّات" بَسَاتِين "مِنْ أَعْنَاب وَزَرْع" بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى جَنَّات وَالْجَرّ عَلَى أَعْنَاب وَكَذَا قَوْله "وَنَخِيل صِنْوَان" جَمْع صِنْو وَهِيَ النَّخَلَات يَجْمَعهَا أَصْل وَاحِد وَتَتَشَعَّب فُرُوعهَا "وَغَيْر صِنْوَانٍ" مُنْفَرِدَة "يُسْقَى" بِالتَّاءِ أَيْ الْجَنَّات وَمَا فِيهَا وَالْيَاء أَيْ الْمَذْكُور "َبِمَاءٍ وَاحِد وَنُفَضِّل" بِالنُّونِ وَالْيَاء "بَعْضهَا عَلَى بَعْض فِي الْأُكُل" بِضَمِّ الْكَاف وَسُكُونهَا فَمِنْ حُلْو وَحَامِض وَهُوَ مِنْ دَلَائِل قُدْرَته تَعَالَى "إنَّ فِي ذَلِك" الْمَذْكُور "لَآيَات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" يَتَدَبَّرُونَ


الشوكاني 1255 هـ
4- "وفي الأرض قطع متجاورات" هذا كلام مستأنف مشتمل على ذكر نوع آخر من أنواع الآيات. قيل وفي الكلام حذف: أي قطع متجاورات في قوله "سرابيل تقيكم الحر" أي وتقيكم البرد. قيل والمتجاورات: المدن وما كان عامراً، وغير المتجاورات: الصحارى وما كان غير عامر وقيل المعنى: متجاورات متدانيات، ترابها واحد وماؤها واحد، وفيها زرع وجنات، ثم تتفاوت في الثمار فيكون البعض حلواً والبعض حامضاً، والبعض طيباً والبعض غير طيب، والبعض يصلح فيه نوع والبعض الآخر نوع آخر "وجنات من أعناب" الجنات: البساتين، قرأ الجمهور برفع جنات على تقدير: وفي الأرض جنات، فهو معطوف على قطع متجاورات، أو على تقدير: وبينها جنات. وقرأ الحسن بالنصب على تقدير: وجعل فيها جنات، وذكر سبحانه الزرع بين الأعناب والنخيل، لأنه يكون في الخارج كثيراً كذلك، ومثله في قوله سبحانه "جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعاً" "صنوان وغير صنوان" قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص " وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان " برفع هذه الأربع عطفاً على جنات. وقرأ الباقون بالجر عطفاً على أعناب. وقرأ مجاهد والسلمي بضم الصاد من صنوان. وقرأ الباقون بالكسر، وهما لغتان. قال أبو عبيدة صنوان: جمع صنو، وهو أن يكون الأصل واحداً، ثم يتفرع فيصير نخيلاً، ثم يحمل، وهذا قول جميع أهل اللفة والتفسير. قال ابن الأعرابي: الصنو: المثل، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "عم الرجل صنو أبيه" فمعنى الآية على هذا: أن أشجار النخيل قد تكون متماثلة وقد لا تكون. قال في الكشاف: والصنوان جمع صنو، وهي النخلة لها رأسان وأصلها واحد، وقيل الصنوان المجتمع، وغير الصنوان المتفرق. النحاس: وهو كذلك في اللغة، يقال للنخلة إذا كانت فيها نخلة أخرى أو أكثر: صنوان. والصنو: المثل، ولا فرق بين التثنية والجنع إلا بكسر النون في المثنى. وبما يقتضيه الإعراب في الجمع "يسقى بماء واحد" قرأ عاصم وابن عامر: "يسقى" بالتحتية: أي يسقى ذلك كله. وقرأ الباقون بالفوقية بإرجاع الضمير إلى جنات. واختاره أبو حاتم وأبو عبيد وأبو عمرو قال أبو عمرو: التأنيث أحسن لقوله: "ونفضل بعضها على بعض في الأكل" ولم يقل بعضه. وقرأ حمزة والكسائي " نفضل " بالتحتية كما في قوله "يدبر الأمر يفصل الآيات" وقرأ الباقون بالنون على تقدير: ونحن نفضل. وفي هذا من الدلالة على بديع صنعه وعظيم قدرته ما لا يخفى على من له عقل، فإن القطع المتجاورة والجنات المتلاصقة المشتملة على أنواع النبات مع كونها تسقى بماء واحد وتتفاضل في الثمرات في الأكل، فيكون طعم بعضها حلواً والآخر حامضاً، وهذا في غاية الجودة، وهذا ليس بجيد، وهذا فائق في حسنه، وهذا غير فائق مما يقطع من تفكر، واعتبر ونظر نظر العقلاء أن السبب المقتضي لاختلافها ليس إلا قدرة الصانع الحكيم جل سلطانه وتعالى شأنه، لأن تأثير الاختلاف فيما يخرج منها ويحصل من ثمراتها لا يكون [color=seagreen]في نظر العقلاء. ولهذا قال الله سبحانه "إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" أي يعملون على قضية العقل وما يوجبه غير مهملين لما يقتضيه من التفكر في المخلوقات والاعتبار في العبر الموجودات. وقد أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: "المر" قال: أنا الله أرى. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد "المر" فواتح يفتتح بها كلامه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه في قوله: "تلك آيات الكتاب" قال: التوراة والإنجيل "والذي أنزل إليك من ربك الحق" قال: القرآن. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة نحوه: وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: " رفع السماوات بغير عمد ترونها " قال: وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في الآية قال: يقول لها عمد ولكن لا ترونها: يعني الأعماد. وأخرج ابن جرير عن إياس بن معاوية في الآية قال: السماء مقببة على الأرض مثل القبة وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: السماء على أربعة أملاك كل زاوية موكل بها ملك. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في قوله: "لأجل مسمى" قال: الدنيا. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "يدبر الأمر" قال: يقضيه وحده. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال: الدنيا مسيرة خمسمائة عام: أربعمائة خراب، ومائة عمران في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة. وقد روي عن جماعة من السلف في ذلك تقديرات لم يأت عليها دليل يصح. وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب قال: لما خلق الله الأرض قمصت وقالت: أي رب تجعل علي بني آدم يعملون علي الخطايا ويجعلون علي الخبث، فأرسل الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون، فكان إقرارها كاللحم ترجرج. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله " جعل فيها زوجين اثنين " قال: ذكراً وأنثى من كل صنف. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله " يغشي الليل النهار " أي يلبس الليل النهار. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: "وفي الأرض قطع متجاورات" قال: يريد الأرض الطيبة العذبة التي يخرج نباتها بإذن ربها تجاورها السبخة القبيحة المالحة التي لا تخرج، وهما أرض واحدة، وماؤها شيء واحد، ملح أو عذب، ففضلت إحداهما على الأخرى. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال: قرئ متجاورات قريب بعضها من بعض. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: الأرض تنبت حلواً، والأرض تنبت حامضاً، وهي متجاورات تسقى بماء واحد. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء بن عازب في قوله: "صنوان وغير صنوان" قال: الصنوان ما كان أصله واحداً وهو متفرق، وغير صنوان التي تنبت وحدها، وفي لفظ: صنوان النخلة في النخلة ملتصقة. وغير صنوان النخل المتفرق. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس "صنوان" قال: مجتمع النخل في أصل واحد "وغير صنوان" قال: النخل المتفرق. وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "ونفضل بعضها على بعض في الأكل" قال: الدقل والفارسي والحلو والحامض وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: هذا حامض، وهذا حلو، وهذا دقل، وهذا فارسي.



خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - كمبيوترجي - 09-06-2005

تحياتي يا ختيار... (f)

صحيح يا عزيزي الأمر ليس بهذه البساطة فبعد أن قرأت التفاسير التي أوردتها علمت أنه أكثر بساطة مما توقعت :D

يا ختيار هناك سؤال يجب أن يسأل:
متى كتب الطبري تفسيره؟ و هل كان محمد بن عبد الله مهندسا زراعيا أو عالما وراثيا؟ :what:

لنأخذ الموضوع بمنطقية بحتة مبسطة:
الماء ينزل من السماء أو يخرج من الأرض و هو كله نفس الماء الذي نعرفه H2O أليس كذلك؟ و التربة مختلفة في تكوينها طبيعيا فمنها الصالح و منها الطالح ((و في الأرض قطع متجاورات))...

((و جنات... )):
كيف يعزى هذا التنوع للماء و التراب فقط؟ ألا يعرفون المعادن و الكلوروفيل و التطور و التنقيح؟ الجواب هو نعم، النبي محمد صلى الله عليه و سلم لم يكن يعرف أيا من هذا!!!

أسأل أنا السؤال التالي:
أليس من المفترض فينا أن نناقش ما جاء في القرآن على أنه من عند الله؟ إذا أليس الله هو من خلق العنب و النخيل و ما إلى آخر ليستة النباتات التي لا تنتهي؟

هي متنوعة أليس كذلك؟ صحيح جدا و لكن هل السبب هو الماء؟ بالطبع ليس الماء وحده فهناك الجينات و الوراثة و المعادن و الظروف المحيطة .... يال الهول!!!!!!!!!! و القرآن يقول أن السبب هو الماء و التربة :o

بالطبع لا، القرآن يقول أن هذه الصنوف كلها تشرب نفس الماء H2O و تعيش في تربات مختلفة عن بعضها ليس إلا ... و الآن نأتي إلى الحبكة في الموضوع:

ما كل هذه الجلبة عن التنوع و الختلاف؟ .... و ما هو الجواب برأيك عزيزي المتابع؟

الجواب:
محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام و من مثله من الأميين الذين لا يفقهون شيئا من العلم ماذا قد يخطر ببالهم؟ أنا لو كنت واحدا منهم فمن البديهي بأن أتسائل في قرارة نفسي: "كيف تتنوع هذه النباتات رغم أنها تشرب نفس الماء؟" و لكن لماذا لم يخطر ببالهم وجود النيتروجين مثلا، أو تنوع محتويات التربة؟ و لماذا لم يقل: "هممممم أكيد هي الجينات فالكروموسوم الفلاني لا بد و أنه تحور و تفشكل باللي جنبه فأعطى العنب بينما لو بقي على حاله لكان شيئا آخر ... و لو أن الكروموسوم اللي بجنبه ما تفشكل بهداك الأولاني لكان بقي على الحال الأول و ما تنج البرتقال ......." .... يأتي هنا السؤال؟ كيف لإنسان جاهل أن يعرف حتى أن التربة تختلف في تركيبها؟ فهو يعرف التراب على أنه تراب و لو أتيت له بتراب من على سطح المريخ!!! و ماذا عن الكروموسومات؟ يعني لم يكن يعرف بأمر التربة فكيف بالكروموسومات يا عزيزي؟

أخيرا نصل إلى الاستنتاج التالي:
على اختلاف مكونات التربة و لتنوع الكروموسومي و الظروف المتغيرة من حين لآخر يبقى شيء واحد:
كل هذه النباتات تسقى بنفس الماء و لو كانت على أراض مختلفة و متجاورة، فالقرآن لم يعز هذا التنوع إلى الماء بل قال لذي العقل البسيط الذي قد يسأل نفس السؤال الذي استشهدت به أنا أعلاه أن هذا التنوع موجود رغم أنه كله يشرب من الماء عينه، و حين يرى ذلك شخص بسيط الفكر يراه الإعجاز بعينه....

أليس في هذه الآية البسيطة دليل على شمولية القرآن للجميع؟ حتى للأمي الجاهل؟

أعتذر عن الإطالة و أرجو أن أكون قد أفدت (f)

و هي خسة للقارئ :wr:


خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - الختيار - 09-06-2005

مالي أراك يا عزيزي تعيد و تزيد نفس الحجة !!!

نفس الحجة يا عزيزي ، فإما أن يكون كلام الله غاية في التبسيط و المغالطات ، و إما أن يكون غاية في التفصيل فيتحدث عن الكروموسومات و النيتروجين و الخلايا !!!

يا عزيزي ، هذه الحجة واهية ، فلا أحد يطلب من الله أن يتحدث في القرآن عن النيتروجين و الكروموسومات (و أنى له ذلك) ، لكنه حين يتحدث عن الواقع المشاهد ، و يصفه ، فيجب أن يكون وصفه مبني على ملاحظات صحيحة ، يشرحها بطريقة بسيطة .

مثلاً : لو أن الآية لم تذكر مسألة الماء الواحد ، لقلنا أن هذا التنوع يدل على قدرة الله .

لكن الإشكالية عزيزي كمبيوترجي ، و التي أراك تريد المرور عليها مرور الكرام ، هي أن القرآن لم يتجاوز علوم عصره ، فلا هو شامل و لا هو صالح لكل زمان و مكان ، و هذا أكبر دليل على بشريته ، و أراك تأخذه مأخذ المزاح و كأن القصة لا تؤثر أبداً على سماوية القرآن .

القرآن يقول : "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا" النساء 87

و صدق القول يتضمن صدق التحليل و صدق البرهان .

فلا يصح أن أقول مثلاً : أنظروا إلى عظمة الله كيف جعل الشمس معلقة في السماء لا تقع على الأرض (و قد قال القرآن ما يشبه هذا) ، لأن هذا برهان فاسد مبني على مقدمات فاسدة ، فلا الشمس معلقة و لا الأرض تستطيع أن تجذبها .

ليس من الحكمة أن نقول (كما ذكر أحد الزملاء في منتدى اللادينيين) :
أنظر إلى البقرة السوداء تأكل العشب الأخضر فيخرج لبناً أبيض .

هذا كله ظاهرق فساده يا صاحبي ، و لا يغفر لقائله إلا شيء واحد ، جهله بالحقائق و افتقاره للتحليل الصحيح ، و هذا يمكن تمريره لأرسطو أو أبقراط ، و لكن حين يكون القائل هو الله الذي "أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" فتلك الطامة الكبرى .

اقتباس:يا ختيار هناك سؤال يجب أن يسأل:
متى كتب الطبري تفسيره؟ و هل كان محمد بن عبد الله مهندسا زراعيا أو عالما وراثيا؟

أولاً : أنا لم أحضر لك تفسير الطبري فقط ، بل أحضرت لك تفسيرات امتدت من الطبري الذي عاش قبل 11 قرن إلى الشوكاني الذي عاش قبل قرنين تقريباً ، و على مدى هذه القرون و اختلاف أزمان و ثقافة المفسرين ، نجد أنهم أجمعوا على فكرة واحدة ، و هي أن الماء الواحد و التربة الواحدة يجب أن تعطي ثمراً واحداً ، لكن الله بقرته جعلها تعطي هذا التنوع في الثمار ، و هذا ليس تفسيراً بالرأي يمكن أن يختلف عليه المفسرون ، إنه التفسير الوحيد للآية ، لذلك تجدهم أجمعوا على نفس الفكرة .

فالآية لا تحتمل أي معنى آخر .

أما بالنسبة لمحمد ، فأنا بالطبع لا أطلب منه أن يكون مهندساً زراعياً و لا عالم وراثة و لا عالم ذرة ، لكنه زغلول النجار و من لفّ لفيفه من مدلسي الإعجاز العلمي ، هذا من جهة ، و من جهة أخرى ، فإن كان القرآن كلام الله ، فيجب أن لا يعجز أن يكون صحيحاً دائماً ، أي أن يتفق على صحته القديم البدائي و الحديث ذو التكنولوجيا الراقية .

أعطيك مثالاً :

"وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ" إبراهيم 32

هذا يفهمه الإنسان البدائي و يفهمه الإنسان العالم الحديث ، فكرة لا تفقد صحتها مع التقادم أو التحادث .

فالفكرة صحيحة دائماً .

أما أن تكون الفكرة خاطئة ضمن فهم الإنسان القديم ، و تصبح صحيحة ضمن فهم الإنسان الحديث ، فهذا يدل على ضعف الله و جهله لما سيحدث في المستقبل و محدودية علمه .

نعود لمسألة الماء الواحد .

لو كانت الآية :
" وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "
أي بعد حذف "يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ" لما اعترض عليها أحد .

و هذا لا يعني أن تحتج عليّ بأن هذا الحذف يؤدي إلى إخلال الفكرة و ضياع الشاهد فيها (الأصل الواحد يعطي تنوعاً بقدرة الله) فتلك ليست مشكلتنا و لا مشكلة اللغة و البلاغة ، تلك مشكلة الله عندها و ذلك عجزه عن إحضار شواهد صحيحة .

سأعطيك مثالاً واضحاً عن سوء التحليل و سوء الاستنتاج .

يقول المسعودي في مروج الذهب أن الجاحظ اعتقد أن النيل يصل إلى الهند ، و أنه استدل على ذلك بوجود التماسيح في الهند ، معتقداً أن التماسيح لا توجد إلا في النيل . و قد أغلظ عليه المسعودي في ذلك . قاله في مروج الذهب ج 1 حين تحدث عن البحار .

و سواء كان الجاحظ صاحب هذه الفكرة أم لا ، فإنها استنتاج فاسد لأنها مبنية على قاعدة فاسدة ، و ما بُني على باطل فهو باطل بالضرورة .

القاعدة التي اعتمدها الجاحظ هي : التمساح يوجد في النيل / و هي صحيحة إن لم يفهم منها الحصر .

و بما أن الهند تحتوي تماسيح

فهذا يعني أن النيل يصل إلى الهند .

و هذه هي النتيجة الفاسدة و الباطلة .



بالنسبة للآية السابقة ، فهي كالتالي :

الأراضي المتجاورة تُسقى بالمطر

و بما أن أصل هذا الماء واحد

فيجب أن يخرج الزرع واحد

و لكن الواقع المعايَن هو غير ذلك ، لما نجده من تنوع في النبات رغم وحدانية الأصل (الماء) .

و بناءاً عليه نستنتج أن ذلك من أعاجيب قدرة الله الدالة على وحدانيته .


هل أصبحت واضحة يا عزيزي ؟؟؟؟


أتمنى ذلك ، و أتمنى أن نقلل من أهمية الأمور كنوع من اللفلفة .




يلا سلام بدي أروح أفطر


بعدين لا تنسى موضوع العظام و الغضاريف .


:wr:

سلام





خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - ابن الشام - 09-06-2005

تسجيل متابعة (f)


خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - كمبيوترجي - 09-06-2005

عزيزي يا ختيار أنا لا ألتف حول أي فكرة :saint:

تبقى التفاسير التي أتيت بها و التي أحدثها كما قلت قديم قدم قرنين من الزمان تأويل لأناس لم يمتلكتوا العلوم اللازمة لمعرفة مدى دقة و صحة ما يقولون...

نص الآية واضح و صريح و الأحرى لو أنك قلت:
" وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ لأنه يسقى بماء واحد وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "
لكان استقام لك المعنى الذي تريده، و لكن القرآن هنا لم يدعي ذلك كما قلت لك، و ليس ذنبي أن يكون أخطأ من يفسره فأنت يا عزيزي تناقشني لا الطبري، و أنا أقول بأن نص الآية بسيط جدا و هو وصفي بحت كالتالي:
في الأرض قطع متجاورات هذه أعتقدنا فهمناها، و لا خلاف عليها على ما أظن...
و جنات من أعناب....... هذا وصف للتنوع النباتي
يسقى بماء واحد ... نفس الماء و هذا صحيح ماء المطر أم ماء البئر فكله H2O

أما أن تدعي يا عزيزي أن القرآن ينسب هذا التنوع للماء فأت بما يدعم قولك من الآية لأنه ليس فيها ما يدل على ادعاءك....

و تفسيري هذا ليس ملزما لمن بعدي فما أدراك قد يأتي ختيار جديد و كمبيوترجي جديد و يطلعونا غلط :lol:

أرجو أن تكون قد استوعبت الفكرة (f)

و بعدين الواحد بيعزم عالفطور مو بتتركني هيك بقرأ إنك بدك تروح تفطر و أنا على لحم بطني :angry:

لا تخاف العظام و الغضاريف شارفت على الانتهاء منها فقط رحلة أخيرة إلى كلية الطب :cool:

تحياتي الوردية (f)


خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - كرداس - 09-07-2005

اقتباس:  كمبيوترجي   كتب/كتبت  
نص الآية واضح و صريح و الأحرى لو أنك قلت:
" وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ لأنه يسقى بماء واحد وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "
لكان استقام لك المعنى الذي تريده، و لكن القرآن هنا لم يدعي ذلك كما قلت لك، (f)


هذا ما كنت أريد أن أقوله ..
تحياتي




خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - من نجد - 09-07-2005



ابدئ اعجابي بك يالختيار ومنذ فترة طويلة وانا اتابع خواطرك , وبالفعل زادتني ايمانا بما اؤمن

لي تعليق بسيط على خاطرتك

اعتقد ان القران لم يأتي بجديد عن ما جااءت به الحضارات القديمة .بالاضافة الى ارتباط النص مع بيئة العرب في الجزيرة , فالماء هو اصل الحياة ,ومنه تنشأ الحياة

تحياتي

وفي انتظار المزيد



خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - الختيار - 09-07-2005

عزيزي كمبيوترجي

تقول :
اقتباس:نص الآية واضح و صريح و الأحرى لو أنك قلت:
" وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ لأنه يسقى بماء واحد وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "

ثم تقول :
اقتباس:أنا أقول بأن نص الآية بسيط جدا و هو وصفي بحت كالتالي:
في الأرض قطع متجاورات هذه أعتقدنا فهمناها، و لا خلاف عليها على ما أظن...
و جنات من أعناب....... هذا وصف للتنوع النباتي
يسقى بماء واحد ... نفس الماء و هذا صحيح ماء المطر أم ماء البئر فكله H2O

وصفي !!!

يعني هو يصف في الأرض و يعطف وصفه على بعضه البعض ؟؟

طيب

يا عزيزي

الجملة التي قبل ذكر سقاية كل هذه النباتات بماء واحد ، و الجملة التي بعده ، تتكلمان عن شيء واحد ، و هو التنوع .

بينما جملة السقاية تتكلم عن ماء واحد ، أي الوحدانية

و عندما نرتب المقابلة هكذا تصبح متوازنة و مدعاة للدهشة حسب تفكير الإنسان البسيط ، فالأراضي المتجاورة و الجنات من نخيل و أعناب و صنوان و غير صنوان ، أي أنها متنوعة ، و يتم مفاضلة بعضها على بعضها في الأكل ، بالرغم من أن هذا كله يُسقى بماء واحد و أنها قطع متجاورات .

أي أن السياق يتحدث عن ثلاثة أمور :
1- التجاور
2- التنوع
3- وحدانية المسبب للحياة . (و جعلنا من الماء كل شيءٍ حي)

و عند النظر إلى السياق ضمن هذه المفاهيم ، يصبح من المنطقي أن يندهش ذاك الإنسان و يرى في ذلك قدرة الله التي تتجاوز مفاهيمه و حدود معرفته .

قطع متجاورة ، ماء واحد ، لكن النواتج مختلفة . لاحظ استخدامه لكلمتي صنوان و غير صنوان في النخيل ، إنه يتكلم عن التنوع في الناتج بل في النوع الواحد حتى ، فتجد من النخيل ما هو صنوان (له أصل واحد في الأرض) و ما هو غير صنوان (متفرق) ، و كل ذلك يحدث رغم وحدانية الماء و الأرض ، و هنا تكمن المفارقة المثيرة للدهشة و التعجب .

و لو كانت مجرد نص وصفي معطوف بعضه على بعض ، لأشكل عليك توضيح الغاية من ذكر كلمة (متجاورات) و كلمة (واحد) ، هذا بالإضافة إلى البحث عن واو العطف بالنسبة للماء الواحد .

بحيث تكون الجملة :
"وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ ويسقى بماء واحد وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "

و لكن حذف واو العطف يفيد التعليل لا العطف ، و حتى يستقيم المعنى لغوياً ، فأرجو أن تزودنا بإعراب الآية ، حاولت أن أبحث عن إعراب للقرآن في النت فلم أتوصل لشيء ، حاول أن تجده لنا ينالك أجر ، يوجد لديكم في المكتبة كتاب إعراب القرآن من عدة أجزاء و أذكر أن لونه أصفر :15: انظر إعراب الآية و انقله لنا حتى نفهم الفكرة أكثر .

كذلك لا تنس ما ورد في سورة الأنعام و هي آية مشابهة إذ قال :
"وَهُوَ الَّذِي[COLOR=Blue] أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ

لاحظ أنه يركز على التشابه و الاختلاف ، تماماً كما قال في آية الرعد صنوان و غير صنوان ، فما تقوم عليه الفكرة هو مقابلة هذا التنوع في الإنتاج مع ذاك التوحد في الأرض و الماء الذي يغذيها ، و هذا ما اعترضنا عليه و قلنا أنه لا علاقة له بما سينتج من أنواع .

تحياتي عزيزي


الزميل "من نجد" أهلاً و سهلاً بك ، و شكراً لمداخلتك و متابعتك لما أكتب .


تحياتي




خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - كرداس - 09-09-2005

اقتباس:  الختيار   كتب/كتبت وو لكن حذف واو العطف يفيد التعليل لا العطف ، و حتى يستقيم المعنى لغوياً ، فأرجو أن تزودنا بإعراب الآية ، حاولت أن أبحث عن إعراب للقرآن في النت فلم أتوصل لشيء ، حاول أن تجده لنا ينالك أجر ، يوجد لديكم في المكتبة كتاب إعراب القرآن من عدة أجزاء و أذكر أن لونه أصفر :15:   انظر إعراب الآية و انقله لنا حتى نفهم الفكرة أكثر .

وأخيرا .... رجعنا إلى الإعراب :9: